الفصل السادس
المعارضة والأقليات
أ. خالد سيف الدين
في الفصل السابق (الخامس) قام الشقاقي بعملية تحليل لميكانيزمات النظام السياسي ـ العسكري في إيران، وفي هذا الفصل (السادس) أفرده الشقاقي للحديث عن مكونات البنية الاجتماعية للمجتمع الإيراني.
بدأ الشقاقي الفصل ساخرا من النظرية الماركسية والماركسيين والأحزاب الماركسية. وكانت نقطة انطلاق السخرية من الحزب الماركسي الإيراني.
ومثلما هو معلوم أن النظرية والأيديولوجية الماركسية أخذت على عاتقها الدفاع عن حقوق ومطالب طبقة البروليتاريا (العمال) وحمايتهم من تغوّل وتوحش الطبقة البرجوازية ـ الرأسمالية.
الجدير بالذكر، أن الأيديولوجية الماركسية ثبت فشلها وبطلانها وزيف إدعائها، وكانت نهايتها الفعلية بانهيار الاتحاد السوفيتي "مهبط" الماركسية والاشتراكية. هذا وقد تخلت البلدان الماركسية (الكتلة الشرقية) عن ماركسيتها وأخذت تكيل لها الانتقادات والاتهامات، إلا أن الماركسيين العرب والمسلمين لازالوا متمسكين بماركسيتهم بشكل يثر السخرية.
وسخرية الشقاقي من الحزب الماركسي الإيراني بسبب التناقض الغارق فيه، وبسبب الفجوة بين التنظير والتطبيق التي يعيشها الحزب، فهو يتبني أيديولوجية الدفاع عن مصالح وحقوق ومطالب طبقة البروليتاريا من جهة، وهو في حقيقة أمره مكوّن من الطبقة البرجوازية (نقيضة وعدوة الماركسية) من جهة ثانية!!
ثم بعد ذلك انتقل الشقاقي للحديث عن الحركة الإسلامية والوطنية في إيران.
أولا/ الحركة الإسلامية في إيران:
المعروف في إيران أن المشايخ والعلماء المتخصصين في علوم الشرع يطلق عليهم لفظ (المرجع الديني).
وكما ذكرت في الفصل الثاني أن الشيعة لهم مرجعيتان رئيسيتان هما:
• الخميني/ يمثل التيار الديني المتحرر. وله أنصاره في: (باكستان، الهند، إيران، أفغانستان).
• الخوئي/ في العراق يمثل التيار الديني التقليدي ـ المحافظ.
على أية حال، من يتخرج من الحوزة العلمية، عليه أن يختار واحدا من الاتجاهات الثلاث الآتية:
• خطيب منبر.
• إمام مسجد.
• مدرس.
ثم تحدث الشقاقي عن بعض الجماعات الإسلامية في إيران، منها:
-فدائيان إسلام/ قال عنها برنارد لويس "إنهم [أبناء منظمة فدائيان إسلام] يحملون فكرة عن الوحدة الإسلامية تمثل إلى حد كبير فكرة الإخوان المسلمين، وقد تزعم هذه المنظمة شاب مؤمن متحمس يدعى (نواب صفوي) وهو في سن التاسعة والعشرين، وقد حاولت هذه المنظمة الاشتراك في حرب فلسطين حيث لبس رجالها أكفانهم واستعدوا للزحف إلى هناك إلا أن الهدنة التي وقعها العب مع اليهود أوقفتهم"!!.
وكان شعارهم (لا طائفية بين المسلمين)، أي لا فرق بين سنة وشيعة. لأنهم كانوا يدركون تمام الإدراك أن الغرب والصهيونية لم يميزوا بين المسلمين (سنة وشيعة)، إنما هم ينظرون إلى الإسلام بصورة شمولية ـ كلية، وأن الإسلام يمثل عدوهم الأكبر، وأنه (الإسلام) هو الذي سيحطم ويسحق إمبراطورية الغرب، وأن السيطرة والحكم سيكون للإسلام وإن تخلى المسلمون عن إسلامهم "الحقيقي" لبعض الوقت. فالمارد الإسلامي سيصحو من سباته، وإن طال الزمن شيئا.
لكن هذا المارد لن يأتي من فراغ أو من خلال الشعارات الفارغة والزائفة، إنما يأتي من خلال عملية "إحياء البعث الإسلامي"، التي تحدث عنها شهيد الإسلام سيد قطب في كتابه "معالم في الطريق".
-منظمة فلسطين/ اختيار هذا الاسم جاء رغم التباعد الجغرافي بين إيران وفلسطين، صحيح هناك تباعد جغرافي، إلا أن هناك تقارب بل توحد في الاعتقاد (الإسلام). وهذا الاختيار له دلالة واضحة هي إدراك المسلمين لمركزية القضية الفلسطينية، وأنها جزء من عقيدة المسلمين هذا من جهة، والإدراك بأن نظام الشاه عميل للصهيونية من جهة ثانية.
-منظمة مجاهدي الشعب/ تبنت الأيديولوجية الثورية الإسلامية.
بالنظر إلى الجماعات الإسلامية الثلاث التي ساقها الشقاقي، نجد أن ثلاثتهن تتبني التيار الإسلامي الثوري ـ التغييري، ليس الأسلوب التقليدي الذي يكتفي بـ (الردح) وإلقاء الخطابات الفارغة، أو الذي اقتصر دوره على أداء الشعائر والعبادات في المساجد. إنما هذه الحركات الثلاث كانت تؤمن بأسلوب التغيير الثوري لواقع المجتمع الجاهلي، الذي كان يعلن عمالته وارتمائه في أحضان أمريكا والعدو الصهيوني.
ثانيا/ الجبهة الوطنية الإيرانية:
أسسها محمد مصدق سنة 1950.
ثالثا/ اليسار:
وينضوي تحته عدد من الأحزاب الشيوعية مثل:
• حزب توده الشيوعي.
• حزب توفانت (الصاعقة).
• حزب الرابطة الاشتراكية.
• مجموعة جزبي.
• فدائي الشعب.
رابعا/ أحزاب وطنية أخرى:
تجمع في عقيدتها وأيديولوجيتها بين (الجبهة الوطنية والحركة الإسلامية)، مثل حزب: (حزب إيران، حزب الشعب الإيراني الاشتراكي),
خامسا/ الأقليات:
البهائية.
المسيحيون.
اليهود.
الفصل السابع/ الأخير
الموقف الدولي
في هذا الفصل تحدث الدكتور الشقاقي في عدة محاور، هي:
أسباب الاهتمام الدولي بإيران.
الموقف الأمريكي.
الموقف السوفييتي.
إسرائيل والفلسطينيون.
الوطن العربي.
يهمنا في هذه المحاور الإشارة إلى المحورين: (الأول والخامس).
المحور الأول/ أسباب الاهتمام الدولي بإيران"
الأسباب كما بينها الدكتور الشقاقي، هي:
1. تعتبر إيران الدولة الرابعة في العالم المنتجة للبترول، والدولة الثانية من حيث إنتاج الغاز الطبيعي.
2. إيران تقع في الفناء الخلفي للاتحاد السوفيتي، واهتمام أمريكا بهذا محاولة لعزل الاتحاد السوفيتي ومنعه من الانتشار جنوبا.
3. لإيران حدود مع الخليج العربي يجعلها تتحكم في حركة البترول إلى (اليابان، الغرب، جنوب أفريقيا، إسرائيل).
المحور الخامس/ إسرائيل والفلسطينيون:
الخميني من المساندين الأوائل لثورة وكفاح الشعب الفلسطيني، وأفتى بوجوب العمل على إزالة دولة إسرائيل، وصرف الزكوات للمجاهدين في فلسطين.
بهذا نكون أنهينا من عرض كتاب الخميني.. الحل الإسلامي والبديل..
تعليق