إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كتاب الحل الإسلامي والبديل (الفصلان الثالث والرابع)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    هناك من المشايخ والعلماء يبررون أى مواجهة داخلية -داخل المجتمع الإسلام-بأن هذه المواجهة حدثت فى المجتمع المسلم والذى تربى أغلبه على يد رسول الله كما حدث فى فترة خلافة على بن ابى طالب ..فماذا ترد؟..
    من يقدم هذه التبريرات والأدلة التي تؤيد وجهة نظره، عادة ما تكون هذه التبريرات والأدلة مبتورة ومجتزئة ومشوهة، أي يأخذ من الحدث أو الموقف التاريخي ما يتماشى مع وجهة نظره ويدعمها، في المقابل يتجاهل الجوانب الأخرى في الموقف ـ نفسه ـ التي لا تدعم وجهة نظره ولا تؤيدها.
    وعادة يلجأ إلى هذا الأسلوب مَن يحاول توظيف نصوص القرآن والحديث والأحداث التاريخية ليقوم بلي عنقها وتكيفها مع الواقع الذي يمر فيه من يبحث له عن مبرر ومرجعية تاريخية ودينية لفعلته الشنيعة ـ التي يرفضها في قرارة نفسه ـ. وما أكثر من يستخدمون هذا الأسلوب والمنهج في مجتمعنا المعاصر. فمن يريد أن يكسب فعلته وتصرفاه الشنيعة صفة الشرعية يميل إلى التاريخ والشرع. ومن يريد أن يدحض وجهة نظر خصمه يلجأ إلى الدين والتاريخ. وكلا منهما يوظف الدين بما يتماشى مع مصالحه وتطلعاته.
    وهنا يحضرني دراسة للدكتور فتحي الشقاقي ـ عليه رحمة الله تعالى ورضي الله عنه ـ حول المقارنة بين صلح الحديبية والهدنة والتوافق والتفاوض مع العدو الصهيوني.
    إذ كتب يقول: "يتردد كثيرا في كتابات المنظرين والمحللين السياسيين للتسوية، إن ما يدور اليوم من مفاوضات بين العرب والصهاينة ليس أمرا مستهجنا ومرفوضا بالمطلق، فالرسول صلى الله عليه وسلم اضطر أن يهادن قريش ويوقع اتفاقية سلام معها لدرء خطر أكبر يمكن أن يحدث لو استمرت الحرب مشتعلة بين الطرفين... إن قراءة المسألة بهذا الشكل يتسم بالنظرة الضيقة ورؤية الأمور من زاوية واحدة لا غير، فهناك فرق شايع جدا بين مفاوضات الحديبية... وما يدور من مفاوضات اليوم بين العرب والعدو الصهيوني. فالمفاوضات كانت بالأمس بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهله وعشيرته، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يتجنب الحرب مع قومه، وكان يلح دوما أن يخلو بينه وبين قومه... الأمر الثاني أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يذهب إلى المفاوضات منكسرا مستسلما لا يملك إلا خيار المفاوضات فقط بل الأحداث تؤكد أن المفاوضات كادت أن تنتهي إلى حرب مؤكدة بين المسلمين وقريش، بعد إشاعة خبر أسر عثمان بن عفان رضي الله عنه في مكة...".هذا مثال واحد لبيان كيفية اجتزاء الأحداث التاريخية من التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية وتوظيفها لما يتماشى مع المصالح والرؤى الضيقة.

    تعليق


    • #17
      بــــارك اللــه بـــك
      استاذ خالد على ما تفضلـــت بـــه

      حقيقة أن ما ذكرته يا استاذ أمر جد خطير

      لدرجة اني لم أصدقه في البداية

      ولكني كلي ثقة بكل حرف تكتبه هنا على الشبكة
      وعلى ثقة أيضا بصحة المعلومات التي أتيت بها

      ولكن يا استاذ خالد
      هل ما تفضلت به حول موقف على رضي الله عنه والحسن والحسين رضي الله عنهما من شيعتهم
      كافٍ لتكفير الشيعة ......!!؟

      وان كان الجواب نعم

      هل هذا يجيز لكل من هب ودب على ساحات الانتـــرنت أن ينصب نفسه مفــتياً ليكفــــر ويشتــــم بالشيــــعة ....!
      التعديل الأخير تم بواسطة مهد السرايا; الساعة 19-11-2008, 07:17 PM.


      شهدائنا ، أنتم الضياء وهم السواد .. أنتم الشموخ وهم الإندحار .. أنتم الكرامة وهم العار

      تعليق


      • #18
        اخ/ مهد السرايا
        أشكر لك هذا الاهتمام, وهذه المتابعة..
        حقيقة أن ما ذكرته يا استاذ أمر جد خطير

        لدرجة اني لم أصدقه في البداية

        ولكني كلي ثقة بكل حرف تكتبه هنا على الشبكة
        وعلى ثقة أيضا بصحة المعلومات التي أتيت بها
        لو قرأت السطور الأخيرة من المقالة لأرحتك من الشك.. هذا الكلام ليس من عندي، إنما هو مقتبس من كتاب (لله ثم للتاريخ)، وتعمدت أن أنقل لك أقول مأخوذة من كتب الشيعة.
        إن كانت كتب الشيعة تتحدث هكذا، فما بالك بكتب أهل السنة والجماعة؟!
        بدون شك سيكون حديثها أشد وأقسى..

        هل هذا يجيز لكل من هب ودب على ساحات الانتـــرنت أن ينصب نفسه مفــتياً ليكفــــر ويشتــــم بالشيــــعة ....!
        لهذا السبب تجدني أبتعد عن الخوض في تكفير الشيعة أو عدم تكفيرهم، لأني لست أهلا لهذا الأمر وليس من اختصاصي.
        (رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه)..

        تعليق


        • #19
          بارك الله بــك أ, خالد

          اتمنى منك يا أستاذ خالد

          ان تجيب على تسائلاتي

          في الفصل الاول الشقاقي كتب عن الحركة الاسلامية والتحديات التي تواجههاا في كل البلدان الاسلامية والعربية

          وفي الفصل الثاني تناول الخميني ومعلمــه الكاشاني .. الذي كان له الفضل الكبير على الخميني ... والذي يعتبر معلمــه .. ومن هنا جائت مبادئ الخميني في الثورة على الظلـــم
          وتناول كذلك المحاولات الاولى للتقرب بين السنة والشيعة .. وكان ذلك بين الكاشاني وحسن البنا ..!

          وفي الفصـــل الثالث تناول أصول الفكــر الشيعـــي ..!

          هنا يكمن سؤالي .. بإعتقادك يا استاذ خالد .. لماذا تطرق الشقاقي لذكر أصول الفكر الشيــعي ..!

          هل هو من باب محاولة التقريب بين المذاهب .. أم هي دعوة لإعتناق تلك الافكار الشيعيــة ( التشيــع ) ..!!
          [flash=http://www.msa7h.net/uploads/c93c4e2d44.swf]WIDTH=401 HEIGHT=200[/flash]

          تعليق


          • #20
            أخ/ رامي سلامة
            هنا يكمن سؤالي .. بإعتقادك يا استاذ خالد .. لماذا تطرق الشقاقي لذكر أصول الفكر الشيــعي ..!
            هل هو من باب محاولة التقريب بين المذاهب .. أم هي دعوة لإعتناق تلك الافكار الشيعيــة ( التشيــع ) ..!!
            بداية لك مني كل الاحترام والتقدير، على هذا الاهتمام وتلك المتابعة.
            أما فيما يتعلق بسؤالك.
            ليس الأمر بالصورة التي طرحتها تقرب من شيعة أو الابتعاد عن الشيعة، إنما الأمر كذلك.
            الشقاقي في كتابه (الخميني.. الحل الإسلامي والبديل)، يعرض لدراسة أنموذج الثورة الإسلامية. وحتى يستطيع تشخيص الثورة جيدا، من المفترض، بل من الوجوب أن يقوم بعملية مسح تاريخي ودراسة للأسباب والعوامل التي مهدت لقيام الثورة الإيرانية. فكان لابد له أن يعرض لتاريخ المجتمع الإيراني، وشخصية الخميني ومن أثر في تشكيلها.
            ومما يجب التعرض له أيضا (أصول الفكر الشيعي) كون أنه المذهب الرسمي لإيران.
            فإفراد الكتور الشقاقي فصلا خاصا في كتابه بعنوان (أصول الفكر الشيعي)، ليس من باب التقرب أو الدعوة لاعتناق المذهب الشيعي، إنما اتبع أسلوبا علميا أكاديميا.
            بل أي باحث تعرض لدراسة الثورة كان لابد له من الإشارة إلى منهج ومذهب إيران (المذهب الشيعي).

            تعليق


            • #21
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


              حياك المولى اخي الفاضل واستاذنا خالد سيف الدين ..

              اشكرك جزيل الشكر على هدا الجهد المبار واسأل المولى ان يكون في ميزان حسناتك ويرفع من شأنك بالدنيا ويسكنك الفردوس بالاخرة ..

              نحن بحاجة لمتل هكدا دراسات ولامتالك يخاطبون الجيل الجديد للحركة ويضحون ما خفي عنا وما اغشته الشبهات وتطاول الالسن على حركتنا الماجدة ...

              صدقا لما اتمكن من قراءت الاجزاء الاولى وبادن الله ساحاول ذلك باقرب وقت ...

              لكن لي طلب منك :: اود ان توجز لنا بكلمات يستطيع الجميع ان يستوعبها ويفهم مكنوناتها ..
              ردك على ملفقي الادعاءات الكادبة ومروجي الاشعات المبغضة عن حركتنا وعلاقتها بالشيعة ...

              نحن والزوار بحاجة لذلك ..


              حفظك المولى ورعاك ودامك لكل ما يحب ويرضى
              الحمدلله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه


              " عندما سلكنا هذا الطريق كنا نعرف ان تكاليفه صعبة جدا لكن هذا هو واجبنا وخيارنا المقدس"

              تعليق


              • #22
                أخت/ أميرة السرايا
                أشكرك على هذا الاهتمام.. والله أسأل أن أكون عند حسن الظن..
                أما بالنسبة لما تقدمتي به من تساؤل، سبق أن طرحت موضوع مستقل يطرح إجابات شافية حول هذه الموضوع، والمقالة بعنوان: (حركة الجهاد الإسلامي وعلاقتها بإيران.. تصحيح الرؤية)، المقالة موجودة في المكتبة، وإليك الرابط:
                http://www.alaqsagate.net/vb/showthread.php?t=36860

                تعليق


                • #23
                  أ.خالد

                  تحياتي لك

                  سؤال خارج نطاق هذا الفصل .. هو حول الكتاب بشكل عام ..!

                  لمــــــاذا اختـــــار الشقـــــاقـــــي اسم الكتـــاب ( الخميــني ... الحل الاسلامي والبديــل ) بالتحديد ...!


                  شهدائنا ، أنتم الضياء وهم السواد .. أنتم الشموخ وهم الإندحار .. أنتم الكرامة وهم العار

                  تعليق


                  • #24
                    وأيضــا أتمنـــى منــك أ.خالد

                    أن تشرح لنـــا مــا هي الظــروف والعوامل التي كانت سائده في حينه و الـــتي دعـــت الشقــاقي لكــي يكــتب عن الثورة الايرانيـــة ....!


                    شهدائنا ، أنتم الضياء وهم السواد .. أنتم الشموخ وهم الإندحار .. أنتم الكرامة وهم العار

                    تعليق


                    • #25
                      مشكور استاذ خالد سيف الدين
                      موضوع رائع للغاية وهام جدا
                      بوركت وجزاك الله خيرا
                      دمتــ بحمى المولى
                      احترامى
                      أنا لا ألين ولا تهد عزيمتي بالقتل، بالتعذيب، بالإبعاد
                      أنا مبدأي أن الهوان لغيرنا ،،، والعز لي ولأمتي وبلادي
                      لاأستسيغ الذل أو أرد الردى فالموت في زمن الهوان مرادي

                      تعليق


                      • #26
                        حياك الباريء اخي"أ.خالد سيف الدين"
                        طرح مبارك نسأل الله ان يجزيك عليه خير الجزاء

                        المتتبع لفكر الشقاقي ومن يقارء ويستوعب ما يحتويه هدا الكتاب .. يتوصل لحقيقة حاول الكتير تشويهها وقلبها .. الا وهي ان حركة الجهاد الاسلامي ابعد ما تكون عن الشيعة وافكارها البالية ..

                        نسأل الله ان يتغمد روح معلمنا وقائدنا ابا ابراهيم ويسكنه الفردوس الاعلى

                        تعليق


                        • #27
                          على عموم اجدد شكرى للاستاذ خالد
                          على ماقدمه من معلومات مميزة
                          إذا كان دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يستقيم إلا باالدم فيا سيوف الله خذينى

                          تعليق


                          • #28
                            أخ/ مهد السرايا
                            لمــــــاذا اختـــــار الشقـــــاقـــــي اسم الكتـــاب ( الخميــني ... الحل الاسلامي والبديــل ) بالتحديد ...!
                            أشكر لك هذا الاهتمام والمتابعة، والأسئلة الهادفة التي تنم عن محاولة جادة لتزيد من رصيدك المعرفي.
                            الدكتور فتحي الشقاقي ـ رحمه الله تعالى ـ لم يختر الاسم اعتباطا أو محض الصدفة، إنما كل كلمة وردت في عنوان الكتاب كانت مختارة بعانية فائقة وبشكل مقصود..
                            وإليك أسباب اختيار كل كلمة من كلمات عنوان الكتاب:
                            * الخميني/ تم اختيار اسمه كون أنه كان رائد وقائد الثورة الإسلامية الإيرانية (1979) التي تخلصت من نظام الشاة الطاغية العمل للعدوين الصهيو أمريكي.
                            * الحل الإسلامي/ أي أن حل معضلات ومشكلات الوطن الإسلامي تتمثل باتباع الأسلوب الثوري، ونجاح الثورة الإسلامية الإيرانية خير نموذج على صحة الفرضية التي نادى بها الشقاقي.
                            * والبديل/ أي أن التيار افسلامي الثوري سيكون بديلا عن التيار الإسلامي التقليدي، الذي ارتضى لنفسه أن يحجم نفسه ودوره في بعض الأنشطة والفعاليات التقليدية، وغياب دورهم الريادي والتغييري في المجتمع. وسبق أن وضحت كيف تحدث الدكتور الشقاقي بشكل مفصل عن الحركات الإسلامية في الوطن الإسلامي.

                            تعليق


                            • #29
                              أن تشرح لنـــا مــا هي الظــروف والعوامل التي كانت سائده في حينه و الـــتي دعـــت الشقــاقي لكــي يكــتب عن الثورة الايرانيـــة ....!
                              لو قرأت تعليقي على ما كتب الدكتور الشقاقي في الفصل الأول الذي حمل اسم (الحركة الإسلامية والتحدي) ستجد إجابة على سؤالك.

                              تعليق


                              • #30
                                ردا على سؤال الأخت /أميرة السرايا
                                ما هي الدوافع التي جعلتنا نؤيد الثورة الإسلامية الإيرانية؟:
                                1. فلسطين كانت حاضرة في الخطاب الديني والسياسي للخميني منذ اللحظات الأولى على إنطلاق الثورة (1963)، على الرغم من التباعد الجغرافي بين فلسطين وإيران.
                                2. رفع الخميني شعار "الوحدة الإسلامية" في مواجهة عملية التجزئة والتغريب والتمزق الذي تتعرض له الأمة الإسلامية من قبل الغرب وأمريكا والصهيونية. ودعا الأمة الإسلامية للالتفاف والاتفاق حول الأصول، وأن يَدَعوا الخلافات الحزبية والمذهبية والطائفية جانبا.
                                3. تبنى مركزية القضية الفلسطينية بأبعادها: (الدينية، التاريخية، الحضارية)، وهو ما تنادي به حركة الجهاد الإسلامي.
                                4. الدافع الأهم هو، نجاح أنموذج الثورة الإسلامية "الجماهيرية" في إسقاط نظام الشاه الطاغية، وفي هذا الصدد يقول الشقاقي ـ رحمه الله ـ: "كنا نعتقد قبل الإمام الخميني أنه لا يمكن هزيمة العدو المستكبر وإزالة الكيان الصهيوني. الإمام وبقيادته لهذا الانتصار للإسلام العظيم في القرن العشرين أعطانا الأمل بأن الإسلام الذي أسقط الشاه يمكن أن يسقط بقية الشاهات ويحرر فلسطين". ويقول في موضع آخر: "الثورة الإسلامية [الإيرانية]، كان لها صدى في فلسطين أكثر من أي بلد عربي وإسلامي آخر. لأن فلسطين تعايش احتلال صهيوني استيطاني إحلالي يهجّر السكان، ويريد أن يطمس المعالم (السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والثقافية)، إلى جانب تخاذل عربي وإسلامي وموقف فلسطيني رسمي... انتصار الثورة الإسلامية أوصل للشعب الفلسطيني رسالة: بإمكان الشعوب أن تهزم جيشا حديثا وتتحرر من التبعية، وأن قوة الإسلام لا تقاوم".
                                إذن جوهر علاقة الجهاد الإسلامي بإيران هو استعارة أنموذج الثورة الإسلامية "الناجحة"، ومحاولة تطبيقه في فلسطين، وبالفعل استفادت الحركة من هذه التجربة الإسلامية وطبقتها في فلسطين، حيث كان لها الفضل الأكبر والرئيس في تفجير "ثورة المساجد، كما أوضحت سالفا.
                                السؤال: لماذا يعاب على الجهاد الإسلامي استعارته أنموذج الثورة الإسلامية الإيرانية (الناجحة) وتطبيقه في فلسطين؟، في المقابل لا يعاب على جماعات تتبنى نظريات وأيديولوجيات ثبت فشلها وزيف إدعائها (الماركسية، الشيوعية، العلمانية)، وهي متروكة تسرح وتمرح في البلاد ولا يعاب عليها، ولا تستنكر دعواتها، بل هناك من يغازلها ويتقرب إليها ولا يتقرب للجهاد!!.
                                مَن الأولى أن يكون محط الانتقاد والتشهير والتشويه: أنموذج الثورة الإسلامية الناجحة؟ أم الأفكار الماركسية والعلمانية والإلحادية التي ليست في ديننا من شيء؟.
                                إن لهذه النظريات والأيديولوجيات ما يبررها في بلادها من حيث الظروف والنشأة التاريخية، لكن ليس لها ما يبررها ويسمح باعتناقها والدعوة إليها في بلادنا الإسلامية، على الرغم من ثبوت فشلها في بلادها، وتنصل أهلها منها والتنكر لها.
                                ثانيا/ الدعم المادي والمعنوي:
                                فلسطين هي أرض وقف إسلامي، وقبل ذلك هي آية في كتاب الله تعالى، وجزء من عقيدة المسلمين، فمن يفرط ويتهاون في فلسطين فهو يفرط ويتهاون في عقيدته وإسلامه. وبما أن فلسطين كذلك وجب على المسلمين (أنظمة وجماهير) أن تؤدي الدور والواجب المفروض عليها في تحرير وتخليص فلسطين من الاحتلال الصهيوني. لكننا ابتلينا بأنظمة متخاذلة وتابعة للغرب وأمريكا والصهيونية، فالأمل مفقود فيها، إذن بقي الأمل معقودا على الجماهير الإسلامية، وهذه الأخيرة مغلوب على أمرها، ولا تستطيع أن تؤدي دورها الجهادي المطلوب في فلسطين.
                                وبناءً على الفرضية السابقة، فإننا ننظر إلى الدعم الإيراني للمقاومة الإسلامية الفلسطينية، ليس هو من باب الكرم والمنة، بل هو واجب شرعي، هذا من جهة، ومن جهة ثانية من يعيب علينا استقبال الدعم المادي الإيراني فليأت ويقدم ما لديه ويقوم بالدور المطلوب منه. أما من يعيب علينا علاقتنا بإيران من (الداخل الفلسطيني)، بأن الدعم الإيراني للحركة جاء على حساب مواقفها وثوابتها، نرد عليهم بموقف واحد من المواقف الصادرة عن الدكتور الشقاقي ـ عليه رحمة الله تعالى ـ، لقد حاولت إيران أن تبتز الشقاقي وتساومه على بعض الأمور ـ في السنوات الأولى من عمر الحركة، وهي في مسيس الحاجة للدعم المادي والمعنوي ـ، وإن لم يستجيب لطلبها فستضطر إيران "آسفة"؛ لقطع الدعم والمساعدة المالية عن حركة الجهاد الإسلامي.
                                استمع لإجابة الشقاقي ردا على الموقف الابتزازي هذا: "نحن فجرنا الثورة (يقصد ثورة المساجد 1987) باشتراكات الأعضاء"، أي أن الحركة في غنى عنكم وعن دعمكم المادي لو كان على حساب مواقفنا وثوابتنا، وقد استمرت القطيعة لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، ولم تجد إيران تغييرا في موقف الحركة، مما جعلها تعيد المساعدة ثانية.
                                إذن لو كانت علاقة الجهاد الإسلامي بإيران علاقة دعم مادي لكان ذلك على حساب مواقفها وثوابتها، ولكان الشقاقي حريصا أن يلبي لإيران طلباتها دون مناقشة؛ خشية أن تقطع المساعدات والدعم، لكن الشقاقي دائما كان يسعى للحفاظ على استقلالية القرار السياسي للحركة، وإن كان رحمه الله تعالى حتى اللحظات الأخيرة من عمره (قبيل استشهاده) يبحث عن مصدر آخر للدعم المالي لئلا يكون أداة طيعة في يد إيران، وأن يتعرض لمزيد من الابتزاز. من ناحية ثانية، هذا الصنف الذي يعيب على الجهاد الإسلامي علاقتها بإيران، أصبحت علاقتهم بإيران أقوى وأوثق عرى من علاقة الجهاد الإسلامي بإيران، وعلى صعيد الدعم المادي، نصيبهم من الأموال يفوق نصيب الحركة بأضعاف كثيرة!!، إنهم ينطبق عليهم قول الشاعر:
                                أحلال على بلابله الدوح حرام للطير من كل جنس؟!
                                موقفنا من الشيعة:
                                باختصار شديد، موقفنا من الشيعة، هو موقف أهل السنة والجماعة، الذي لا يكفر الشيعة طالما:
                                o يؤمنون بالله تعالى لا إله إلا هو، ولا شريك له.
                                o محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين.
                                o القرآن الكريم هو دستور الأمة، وهو آخر الكتب المنزلة من السماء.
                                o يؤمنون بأركان الإسلام الخمسة.
                                o يؤمنون بأركان الإيمان الستة.
                                وما جاوز هذه الأمور يعتبر من القضايا الفرعية التي لا تكفر ولا تخرج من الملة. هذا والجدير بالذكر أن هناك طوائف في المذهب الشيعي، الشيعة أنفسهم يكفرونهم، نحن لا نتحدث عنهم إنما نتحدث عن أقرب فرق الشيعة إلى السنة ولا نتحدث عن الغلاة والمتطرفين منهم.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X