النشأة التاريخية والجذور الفكرية والحركية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (1974-2005)
إعداد الشيخ /معين محمد رمضان فارس (أمين)
الباقي على العهد
أبو ذر
إعداد الشيخ /معين محمد رمضان فارس (أمين)
الباقي على العهد
أبو ذر
بسم الله الرحمن الرحيم
النشأة التاريخية والجذور الفكرية والحركية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين (1974-2005)
الإهداء ....
إلى سالكي درب المحبة والانعتاق الحقيقي .. رواد المسيرة الحرة .. أباة الضيم ..
إلى عمالقة الاستشهاد .. الى أبناء الجهاد الإسلامي الحقيقيين .. زهر عمر أبى إبراهيم .. الى الصادقين بعهدهم ووعدهم ودعائهم .. بقية النور المنبعث من طهر محمد صلى الله عليه وسلم .. الى الذين آثروا الرحيل الى دار المقامة .. المسافرين أشـلاءً نحو وعد الآخـرة أولئـك الأبطال الذين لم يحوهم قبر ولا لف جسدهم كفن ولم تحملهم أكف .. الى موضع أقدام النبي في المسرى المقدس .. الى الذي علمنا كيف يجري منا الجهاد الإسلامي مجري الدم ..الى الذي علمنا في حياته ويوم رحيله كيف نموت لنحيا ... الى أخينا وقائدنا ورمز مرحلتنا ... الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي قدس الله سره ورضي الله عنه الى عشاق الشهادة السائرين على دربه وخطاه ...
نهدي هذه الدراسة لعل الله ينفع بها ويهدي ...
إعداد / معين محمد رمضان فارس (أمين)
الباقي على العهد
أبو ذر
.................................................. .................................................. .................................................. ....
المقدمة :
قبل الحديث عن نشأة حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وجذورها التاريخية والأيدلوجية يجب علينا أن نعود الى الأصل المحمدي ، الى بدايات الرسالة .. الى غار حراء حيث التقاء الأرض بالسماء حيث الحبيب المتعبد صلى الله عليه وسلم يستقبل الرسالة السماوية الأولى والمنزل هو الله سبحانه وتعالى والواسطة هو جبريل عليه السلام آمين السماء والآيات هي " أقرأ بسم ربك الذي خلق ......" ، فأنتفض قلب الحبيب انتفاضة القرآتين قراءة الغيب وقراءة الشهادة وهي- قراءة القلم مع الله معلماً - وتوحدت القرآتان في قلب الرسول لتصبح قراءة قرآنية ربانية إنها قراءة الاستشهاديين قراءة الجيل القرآني الأول الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الجيل الكبير العزيز المقدام الذي مثله حمزة أسد الله وأسد رسول الله ومصعب وعبد الله بن عمر وجعفر الطيار وعلي وزيد بن حارثه وأبو ذر رضي الله عنهم وبقية هذا الرهط العظيم الذي قضى نحبه دفاعاً عن الراية والمنهج ، ومثله كذلك نموذج عن القادة المحررين والفاتحين وعلى رأسهم الناصر صلاح الدين الذي فتح بيت المقدس وحررها من دنس الصليبي الكافر بعد زهاء مائة عام من الأسر ، ومحمد الفاتح الذي فتح القسطنطينية وسجد لله واضعاً التراب على رأسه ، هذا الجيل الذي أرادت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين تجديده وإعادته الى الوجود جسداً وروحاً ، قراءة ووعياً وتطبيقاً عبر إعادة تجديد القراءة التي طرحها وأعاد صياغتها وصياغة نواحيها على أرض فلسطين هو مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الشهيد الشقاقي رحمه الله ، عبر تفجير مركزية فلسطين لإعادة إذاعة بلال فوق جبل المكبر وإعادة ذكريات الفتح الماضي نحو الفتح القادم .
ولا بد لنا قبل ان نخوض في تفاصيل النشأة التنظيمية للحركة يجب أن نستعرض التجارب والحركات التي سبقت النشأة وكان لها أثرا في مسيرة الحركة أو أفادت الحركة فيها أو أجابت على أسئلة لم تجب عنها الحركات السابقة مثل الحركة الوهابية والحركة السنوسية وحركة الأخوان ، حتى نفهم بشكل عميق ماذا كانت تعني حركة الجهاد الإسلامي التي هي امتداد لحركة النبي صلى الله علية وسلم هذه الحركة محور النار والنور والثورة حتى لا يتحطم هذا المحور مع توالي السنين في عقولنا وأرواحنا وحتى لا تنحرف البوصلة عن مسارها الحقيقي ...
" يا أمتنا لا تنامي قلب الأمة جهاد إسلامي "
سوف نبقى للبلاد التي... سوف تبقى لنا ... ووحدهم للرحيل ...
من نسي الكتاب فقد القدرة على الوعي والرؤيا ووحدهم الشهداء يملكون الوعي والرؤيا ....
.................................................. .................................................. .................................................. .....
* الخطوط العريضة للحركة *
ما هي حركة الجهاد الإسلامي وغاياتها وأهدافها؟
حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين : هي تيار منظم في إطاره المحمدي الإسلامي الجهادي الرباني الفلسطيني الوجه ، والذي قاعدته القرآن والسنة نحو قيادة الجماهير وتجسيد مفهوم الطليعة الرسالية التي تحمل البندقية وتوجيهها نحو صدور العدو نيابة عن الأمة .
أو هي خط محمدي جماهيري طلائعي رسالي جهادي قرآني أصيل شعاره جيل الأيمان والوعي والثورة .
الغايات :
1- الغاية القصوى : مرضاة الله سبحانه وتعالى .
2- الغاية الدنيا : إحداث البعث الإسلامي في كل الأرض .
الأهداف :
1- الهدف البعيد : تجاوز أزمة التحدي الحضاري الغربي الحديث .
2- الهدف القريب :
أ – تحرير فلسطين تحريراً كاملاً من النهر الى البحر وتصفية الكيان الصهيوني تصفية كاملة وتصفية شروطه الموضوعية العاملة على إبقائه ، وإقامة دولة الخلافة الراشدة على أرض فلسطين .
ب – تحقيق الوحدة الإسلامية باعتبارها مطلباً دينياً وتاريخياً .
ج – إعداد الشخصية الإسلامية إعداداً تربويا وعقائدياً وجهادياً وثورياً والمحافظة على محتواها الفكري باعتبارها أداة التغيير .
د – انتصار الثورة الإسلامية العالمية .
الوسائل :
1- أسلوب الدعوة والتثقيف والتحرير السياسي ، وهذا الأسلوب يشمل نشر فكر الحركة عبر أساليب منها : المجلات، البيانات، الندوات، الخطب ، المهرجانات ، أشرطة الكاسيت ، الانترنت ، وصايا الشهداء الفيديو ، التعبئة ، الدراسات والكتيبات....... الخ
2- أسلوب الجهاد " الكفاح " المسلح والذي يشمل العمل العسكري بكافة أشكاله المتاحة واسلوب العمل ألاستشهادي الذي يحقق توازن الرعب وتوازن الدم مع العدو - وهذا الأسلوب هو خيار استراتيجي للحركة - ، بمعنى جنباً الى جنب مع العمل السياسي والإعلامي .
3- أسلوب تقديم الواجب على الامكان بمعنى أن نقدم العمل الجهادي لأنه فرض عليك حتى مع قلة الإمكانيات من سلاح وما شابه ذلك
.................................................. .................................................. .................................................. ..........
الفصل الأول
الحركات والتجارب التي سبقت نشأة حركة الجهاد الإسلامي
أولا: حركة الأخوان المسلمين:
وتعتبر كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث وكانت الرد الأول على إسقاط الخلافة العثمانية والتي سقطت بفعل الهجمة الغربية وكان الاعلان المدوي للسقوط 1924م على يد الطاغية مصطفى كمال أتاتورك ، وأعقب هذا السقوط سلسة من الإجراءات التي تضمنت تدمير المؤسسات الإسلامية ومحاولة تدمير العقل المسلم وبدا كل شيء دامياً ومأساوياً وغابت الصحوة الإسلامية ، ولكن الله سبحانه وتعالى هيّئ شباباً مسلماً أدرك إدراكا عميقاً أن الرد يجب أن يكون سريعاً وقوياً على هذه الهجمة الشرسة فقام الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله بتأسيس جماعة الأخوان المسلمين هو ومجموعة من إخوانه ورفاقه في الاسماعليه بمصر عام 1928م ، وبالرغم من أن الجماعة لم يكن لها برنامج سياسي ورؤية واضحة فإن حسن البنا قد أعاد نشر الوعي الإسلامي وتجديد الصحوة عبر تأسيس مؤسسات ومجلات إسلامية أعادت نشر الدعوة وإحياء الصحوة الإسلامية ، وكان حسن البنا يقوم بدوره الريادي عبر تنقله من القاهرة الى الصعيد وعبر رحلاته وأسفاره التي كان يجوب بها أنحاء مصر يلقي المحاضرات والندوات والخطب ويدخل بين الناس البسطاء والفقراء يحثهم على العودة للإسلام والتمسك بتعاليمه ن ولا شك أن هذا الدور يسجل للشهيد البنا بحروف من نور في التاريخ لكن تجربة حسن البنا المرشد العام الأول لحركة الأخوان بمصر بقيت متواضعة وبسيطة وغاب عنها الرؤية الفكرية الواضحة والثابتة المعالم ، وبعد عشرين عاماً من تأسيس الأخوان الذين رفعوا شعار إقامة الدولة الإسلامية وقعت نكبة فلسطين عام 1948م ، فقام الشهيد البنا بإرسال كتائب من الأخوان للجهاد في فلسطين لإنقاذها من الاحتلال الصهيوني ، ورغم أن بعض قيادات الأخوان تحفظت على هذه الخطوة باعتبارها أنها لم تكن حكيمة إلا أننا نبرىْ ساحة البنا من هذا التقاعس ونعتبر أن هذا الطرح يسيء لتاريخ حسن البنا الرائد .
ففي 19 أكتوبر 1947م بعث حسن البنا كتاب الى مجلس الجامعة العربية يعرب عن استعداده لإرسال عشرة آلاف مسلح الى فلسطين ، لكن الحكومة المصرية بقيادة النقراشي باشا رفضت العرض ،
وفي فبراير 1948م أرسل الأخوان بمجموعات الى فلسطين وقد منع النقراشي عنها المدد وراقب الحدود ولكنه عزل عن ذلك عندما قررت الدول العربية إرسال الجيوش لفلسطين ،
.................................................. .................................................. .................................................. ...........
وفي 14مارس 1948م سيطر الأخوان على قافلة كانت متوجة الى كفار داروم واستولوا على 15 مصفحة وكميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة وقتلوا من فيها .
26مارس سيطر الأخوان على مستعمرة " رامات راحيل " بعد ضربها في المدافع ... وقاتل الأخوان واستشهدوا على أرض فلسطين ولكنهم خذلوا من نظام الملك الخائن فاروق بما عرف بقضية الأسلحة الفاسدة ، فكانت الهزيمة وسقوط فلسطين ، وعاد الأخوان الى مصر ليجدوا المعتقلات والسجون في انتظارهم في صحراء سيناء ، وبدت الفجوة بين النظام العميل لبريطانيا وبين الأخوان المسلمين ، وهذا أثر في اشتعال النار أكثر وأكثر بين الحكومة والأخوان حيث أقدم الجهاز الخاص للإخوان بقيادة " عبد الرحمن السنوي " الطالب في كلية الآداب بالقاهرة باغتيال النقراشي باشا رئيس الحكومة المصرية 28ديسمبر 1948م ثم جاء الملك الخائن فاروق وعلى اثر ذلك - وبالرغم من ان البنا لم يكن مسئولاً عما حدث – فقد قامت الحكومة باتخاذ قرار بحل جماعة الأخوان المسلمين وتم اغتيال الشهيد حسن البنا على يد ما يسمى بالقلم السياسي الذي هو جهاز مخابراتي عميل للفاروق والإنجليز وكان ذلك في 12/2/1949م أمام مستشفى القصر العيني أثناء انتهائه من إلقاء محاضرة ليلاً حيث ظل ينزف عدة ساعات دون إسعاف حتى استشهد ، ونذكر هنا ان الشهيد رأى رؤيا قبل استشهاده قبل صلاة الفجر حيث رأى رسول الله صلى الله علية وسلم يقول له ستقتل يا حسن ، وشيع جثمانه في جنازة من أغرب الجنازات حيث منع النظام الناس عن المشاركة في تشييع جثمانه الطاهر والرجل الوحيد الذي كان في الجنازة هو والده وبعض النسوة يحملن نعش الإمام حيث تم دفنه .
إن رصاصات الحقبة الخائنة التي وجهت الى جسد حسن البنا الطاهر أفقدت الأمة والأخوان رمزاً إسلامياً كبيراً وأثر ذلك على جماعة الأخوان بشكل مباشر حيث بقي الأخوان ثلاثة أعوام بدون انتخاب مرشد عام وحدثت بعض الخلافات داخل الأخوان على من يكون الخليفة أي المرشد ، وفي عام 1952م تم انتخاب المستشار حسن الهضيبي مرشداً عاماً جديداً للإخوان وبسبب ذلك خرج بعض قياديي الأخوان عن الجماعة والذين كانوا يعتبرون أنفسهم أولى بمنصب المرشد وأن الهضيبي لم يكن قريباً عن الأخوان ومنهم الشيخ محمد الغزالي ، وفي نفس العام أيضاً 1952موقعت ثورة 23يوليو التي كان للإخوان دور فعال فيها بمساعدتهم للضباط الأحرار .
وبعد الثورة عين اللواء محمد نجيب رئيساً للجمهورية ولكن عبد الناصر عزله وحلّ محله في الرئاسة وقيادة مجلس الثورة وبدا عبد الناصر يتنكر للإخوان المسلمين ويبعدهم عن أي منصب ويحاول تهميشهم ، ويجدر الإشارة هنا الى أن الأخوان المسلمين بدأو يتراجعون عما طرحة حسن البنا سابقاً ولكنهم حافظوا على تماسكهم رغم غيابه ..
يتبع.............................................. .............
تعليق