الفصل الأول
الحركة الإسلامية والتحدي
أ. خالد سيف الدين
في الفصل الأول من كتاب "الخميني.. الحل الإسلامي والبديل"، تحدث الدكتور/ فتحي إبراهيم الشقاقي، في أكثر من محور، وبشكل مقتضب ومختصر ومضغوط في نفس الوقت. ولو أردنا أن نفصّل ونشرح الموضوعات التي تناولها الشقاقي في هذا الفصل لاحتجنا إلى مؤلف قائم بذاته. وسأكتفي بالإشارة إلى أهم محاور الفصل:
الأنظمة الاستبدادية وعلاقتها بالحركات الإسلامية:
أولا/ مصر:
بدأ الشقاقي الفصل بالحديث عن دور الحركة الإسلامية في مصر (جماعة الإخوان المسلمين) في نهاية العقد الرابع وأوائل العقد الخامس من القرن العشرين، كيف أن جماعة الإخوان المسلمين كادت أن تهز عرش الملك فاروق "المهترئ" ـ بوصف الشقاقي ـ، إلا أن جمال عبد الناصر ظهر فجأة ووصل إلى سدة الحكم في مصر، وما قام به من دور دنيء في تصفية الحركة الإسلامية ومحاولة القضاء عليها والتخلص منها. وكيف رحل هذا الطاغية عن دنيانا وترك مساحات واسعة من أراضي الوطن الإسلامي في يد العدو الصهيوني، وأن أرض الكنانة تعيش أوضاعا اقتصادية واجتماعية غاية في السوء والتدهور.
ثانيا/ الجزائر:
ثم انتقل للحديث عن الجزائر، وما قام به طاغية الجزائر "هواري بومدين" بحق الحركة الإسلامية هناك.
ثالثا/ السودان:
ثم انتقل للحديث عن السودان، وعلى وجه الخصوص عن انقلاب 25/5/1969، الذي أوصل العسكريين إلى سدة الحكم، وما قاموا به بحق الحركة الإسلامية وتصفيتها على طريقة جمال عبد الناصر وما فعله الأخير بحق (الإخوان المسلمين).
رابعا/ أندونيسيا وباكستان:
ثم عرّج سريعا على الحال في باكستان وأندونيسيا، وبيّن أنه لا يختلف كثيرا عن حال الأنظمة العربية، حيث أن العسكر وصلوا إلى الحكم في هذه الدول عن طريق الانقلابات، وتصرفوا مع الحركات الإسلامية مثلما تصرف العسكر العرب.
الاستعمار الغربي والغزو الثقافي والفكري:
بدأ الحديث عن الاستعمار الغربي منذ الحملات الصليبية على بلاد الشرق الإسلامي، وانهيار دولة الخلافة الإسلامية (الخلافة العثمانية)، وما ترتب عليها من تمزيق لأقطار الوطن الإسلامي واقتسامها بين البلدان الاستعمارية (فرنسا، بريطانيا، إيطاليا)، انتهاءً بالحملة الفرنسية على مصر، وعند هذه النقطة ذكر البيان الذي تلاه نابليون بونابرت عندما دخل مصر ووجهه إلى الجماهير المصرية في محاولة منه لكسب التعاطف والود الجماهيري.
إلا أن هذه الخدعة لم تنجح في تحقيق مبتغاها، ولم تمر مرور الكرام على المثقفين والعلماء والمفكرين والدعاة، فهذا الشيخ/ محمد عبده يقول: "إن الحفاظ على الدولة العثمانية ثالثة العقائد بعد الإيمان بالله ورسوله، فإنها وحدها الحافظة لسلطان الدين الكافلة لبقاء حوزته وليس للدين سلطان في سواها وأنا على هذه العقيدة والحمد لله، عليها نحيا وعليها نموت".
ثم يستعرض الشقاقي أقوال المفكرين الغربيين وأذنابهم من العرب، الذين شنوا هجمة شرسة على الإسلام والمسلمين. خذ منهم على سبيل المثال:
جلادستون/ "لن يقر للإنجليز قرار في مصر إلا بعد أن يحرقوا القرآن في قلوب المصريين".
بلانت/ في كتابه (مستقبل الإسلام) يصف السلطان عبد الحميد بـ "عدو المسيح"، ووصف آخر بـ"الشيطان".
بعد ذلك سرد الشقاقي نماذج للثورات الإسلامية ضد الاستعمار في المجتمع العربي، دون تفصيل أو شرح، مثل:
-ثورة المهدي بالسودان.
-ثورة عبد القادر وابن باديس في الجزائر.
-ثورة عبد الكريم الخطابي في المغرب.
-الثورة السنوسية وعمر المختار في ليبيا.
-ثورة الشيخ عز الدين القسام في فلسطين.
-ثورة محمد عبده ضد الإنجليز في مصر.
-ثورة جمال الدين الأفغاني ضد الاستعمار.
-مشاركة متطوعي جماعة الإخوان المسلمين للقتال ضد الصهاينة في فلسطين.
ومع وجود الاستعمار والغزو الثقافي والفكري للمجتمع العربي، أوجد الاستعمار من بني العرب من ينطق باسم الاستعمار ويدافع عن وجهة نظره، ويسمح لهم يسرحون ويمرحون في بلاد العرب دون رقيب أو حسيب، منهم على سبيل المثال:
-فرح أنطون، كتابه عن ابن رشد وفلسفته، وهو محاكاة لكتاب الفرنسي آرنست رينان الذي تحدث عن ابن رشد والرشدية.
-علي عبد الرازق، كتابه "الإسلام وأصول الحكم"، ويدعو فيه صراحة للعلمانية، وضرورة فصل الدين عن الدولة.
-أحمد لطفي، دعا إلى تجنيس البريطانيين في مصر، في وقت كانوا يسيطرون فيه على الاقتصاد المصري.
-طه حسين، كتابه "مستقبل الثقافة"، دعا فيه إلى تذويب الثقافة المصرية في الثقافة الغربية [خيرها وشرها، حلوها ومرها، وما يحب منها وما يكره، وما يحمد وما يعاب].
وتحت عنوان جانبي تحدث الشقاقي عن:
وقفة مع الحركة والثورة الإسلامية:
تحدث فيها عن جماعة الإخوان المسلمين، والتي حققت انتشار واسعا في الجامعات والمدارس والكليات والمعاهد والتجمعات العامة.
ثم تحدث عن الثورة الإسلامية ضد الطواغيت الموالين للصهيونية والغرب الكافر.
يتبع في الفصل الثاني...
تعليق