كلمة في الذكرى السابعة للانتفاضة
التاريخ: 1414-7-18 هـ الموافق: 1994-01-01م الساعة: 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير شعبنا العظيم
التاريخ: 1414-7-18 هـ الموافق: 1994-01-01م الساعة: 00:00:00
بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير شعبنا العظيم
سبعة أعوام تمر اليوم على ذكرى الرجال المؤمنين الذين واجهوا العدو واقفين (هنا قرب هذا المكان). ففجروا ببركة دمهم الطاهر أهم المراحل في تاريخ هذا الشعب العظيم.
اليوم نطوي القلب حزناً وافتخاراً باستشهاد محمد الجمل وسامي وزهدي واحمد وقبلهم مصباح، هؤلاء كانوا على عين التاريخ شرارة الانتفاضة وطلقتها الاولى، دمهم كما دم كل الشهداء كان شريان الحياة لشجرة المقاومة وشجرة الحرية ،وحدهم كانوا يجعلون لكلماتنا معنى ، ويؤكدون أن هذا الشعب هو أكثر الظواهر حيوية في المنطقة،يقررون حقيقة أن الشهادة هي المعادل الموضوعي للحياة، فنحن أمة لا حياة ولا تاريخ لها خارج الدم وخارج مسيرة الشهادة، وسيبقى هذا الدم يسفح حتى ينتصر على السيف ، سيف بني إسرائيل وحلفائهم.
إن الذين يظنون أن قدر شعبنا أن يلهث وراء بني إسرائيل من مدريد إلى إوسلو إلى طابا إلى القاهرة إلى ايرز، علهم يهبوننا بعضاً أو نقيراً من حقوقنا، بعضا من الحرية، بعضاً من الاستقلال ، هؤلاء واهمون أشد الوهم، فما يدور اليوم ليس سوى خدعة كبرى وعملية تمويه خطيرة ومدمرة ، ليمر بنو إسرائيل إلى كل العواصم محققين هيمنتهم الكبرى على المنطقة اقتصاديا وسياسيا ًوأمنياً وثقافياً أيضا إنهم يجلسون مع الفلسطينيين على طاولات التفاوض ليشغلوهم بالشؤون البلدية والانتخابات الناقصة، ونقل الصلاحيات الخالي من أي مضمون للسيادة ثم يتركونهم للتصارع حول السراب الذي يظنه البعض ماءً بعد سنين من الظمأ،قد يقتلون بعضهم وهم يلهثون خلف السراب، يزجون البعض في القيد، يتفاسدون السيد الإسرائيلي راض بما يجري تحت قدميه ، ولسان حاله يقول (هذه هي الانتفاضة أخيراً يا أهل الانتفاضة سبع سنوات وأنتم تستعصون على الهزيمة والآن تصبحون حفنة من غبار ببركة الحل السحري غزة ـ أريحا ، اليوم نترك غزة ونأكلها في نفس الوقت ، نحتفظ بها لأنفسنا ونبيعها أيضاً للعالم)، فيما يداه تطالان جاكرتا والمغرب وعُمان وعمّان وقطر والبحرين ، كل الخليج وقائمة من العواصم لا تنتهي.
نعم هذا هو أول معاني غزة ـ أريحا والتي لم تكن يوماً مجرد جغرافيا. إنها طقس هزيمة يُفرض على الشعب الفلسطيني وانتفاضته العملاقة التي أذهلت العالم، طقس هزيمة يُفرض على كل المنطقة فالحكم الذاتي ليس لهذا الشريط المحدود الضيق من فلسطين فقط، وإنما لكل المنطقة التي ارتضى حكامها الدخول مضبوعين إلى بيت الطاعة الأمريكي الصهيوني. المنطقة كلها وعبر بوابة غزة ـ أريحا بالدخول إلى عصر الاستقلال.
هل وراء الأمر غفلة ، أم أنه التورط بعينه، حكام الخليج قالوا بالأمس وهم يوقعون على رفع المقاطعة أنهم لن يكونوا ملكيين أكثر من الملك. والحقيقة أنه لم يعد هناك من ملك، بل طابور ذليل من العبيد على امتداد قصور الأنظمة.
يا جماهير شعبنا العظيم
إن اتفاق أوسلو مسقوف بعدم الاستقلال ، أي استقلال ، ومكبل بالنص الصهيوني والإرادة الصهيونية، وميزان القوى الصهيوني، حتى آخر حججهم «رفع المعاناة» ليست سوى وهم وها أنتم تشهدون وتتلمسون وتعاينون، مع أن الناس لا يبيعون أوطانهم ومقدساتهم وهويتهم بذريعة رفع المعاناة.
ولذا فإننا نؤكد من جديد رفضنا لهذا الاتفاق ، إنه اتفاق إذعان مملى بالقوة والقهر ولن يصنع سلاما لاحد. فأنت لن تصنع سلاما عندما تجلسني بالقوة على الطاولة وتضع مسدسا في رأسي، وأنت لن تصنع سلاما وأنت تفرط بحقوق شعبك جرياً وراء السراب والأوهام والعرش الزائف.
نؤكد على ضرورة استمرار جهادنا ونضالنا على قاعدة من وحدة الصف والتوجه والبرنامج . لا نفرط في نعمة الجهاد ولا نعمة الاستشهاد ،من فرط فيهما ذل وهان وسقط.
إن وحدة الصف ،وحدة الحركة الإسلامية ووحدة كل القوى الإسلامية والوطنية هي بداية الطريق للخروج من المأزق. فهذا المأزق ليس قدراً ، إن أعطينا للوطن والقضية أكثر مما نعطي للحزب ، وإن جعلنا العام أكبر من الخاص ، وإن تعاونا على البر ، وأعظم البر اليوم مواجهة المؤامرة ونحن صفاً كالبنيان المرصوص.
أيها الاخوة
ندرك أن الوضع الدولي والإقليمي ينعكس على حياتنا بمزيد من الصعوبة والتعقيد ، وأن التفرد الأمريكي يريد أن يسحق أحلامنا وطموحنا وأن يفرض السلام الصهيوني على كل المنطقة.
ولكن هذا مستحيل فالتفرد الامريكي لا يمكن ان يستمر ، صحيح أن أمريكا اخطبوط في كل الأرض اليوم، ولكن أي ضربة لهذا الاخطبوط في أي مكان من العالم يمكن أن تؤثر فيه وتضعفه ،وتربكه . وأمريكا معرضة للعجز في عقر دارها، ومعرضة للضرب في أكثر من مكان على امتداد الأرض ولا يمكن أن تبقى متفردة إلى ما لا نهاية.
إن ما يحدث في المنطقة اليوم طارئ واستثنائي ، غاز ، غير أصيل ولا يمكن ان نبني عليه لنرى مستقبلنا كما يفعل المضبوعون والراضخون لضغط الأمر الواقع.
إن عناصر ومفردات القوة في الأمة ثابتة مستعصية على الإفناء، وحين تنهض وتتجمع ستتغير الصورة بالتأكيد.وربما كانت الصورة قاتمة اليوم ، وربما شهدنا مزيدا من الانهيارات، ولكننا على يقين أن هذا الظاهرة الحيوية التي جسدها الشعب الفلسطيني والانتفاضة العملاقة لا يمكن ان تنكسر، وأن حركات النهوض الإسلامي المنتشرة على امتداد الوطن العربي والإسلامي سوف تهزم الأنظمة غير الشرعية التابعة للغرب، ولن يمر وقت طويل حتى تشاهدوا سقوط أوهام وسقوط أنظمة وانتصار الإسلام. قد تبدو الأرض ضيقة ولكن الرؤية أوسع، والمؤمن هو الذي يتحرك أبعد من قيد اللحظة الراهنة التي يريد المستكبرون أن يسجنونا بها ويخضعونا لمنطقها وموازينها.
(الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل ، لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ، والله ذو فضل عظيم).
يا جماهير شعبنا العظيم.
يا طلائع الجهاد الإسلامي
في ذكرى استشهاد محمد وسامي واحمد وزهدي ومصباح نتذكر كل شهداء الجهاد الإسلامي . كل شهداء فلسطين ،كل شهداء الأمة.
هؤلاء الذين أعطونا الحياة وبفضلهم نحن نستمر.
ننحني أمام جلال صمودهم وتحديهم العظيم ونؤكد لهم أننا سنحفظ العهد حتى نلتقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا طلائع الجهاد الإسلامي
في ذكرى استشهاد محمد وسامي واحمد وزهدي ومصباح نتذكر كل شهداء الجهاد الإسلامي . كل شهداء فلسطين ،كل شهداء الأمة.
هؤلاء الذين أعطونا الحياة وبفضلهم نحن نستمر.
ننحني أمام جلال صمودهم وتحديهم العظيم ونؤكد لهم أننا سنحفظ العهد حتى نلتقي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
* المصدر : القيت مسجلة في المهرجان الجماهيري الحاشد في الشجاعية بغزة بمناسبة الذكرى السابعة لانطلاقة الانتفاضة
تعليق