أيها المتقاتلون الفلسطينيون، المقاومون سابقاً، يحق لكم أن تتقاتلوا وأن تملأوا الشوارع بالمسلحين المدججين ببنادق الكلاشنكوف والآربيجيهات وشحنات الفتنة، كيف لا وقد تحررت فلسطين من الاحتلال وأزيلت المستوطنات، وخرج آلاف الأسرى من السجون، والتأمت جراح الجرحى وعاد ملايين اللاجئين إلى ديارهم من مخيمات اللجوء والعذاب، ووجهت الدعوات لدول العالم كي تقيم لها سفارات في القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة على الأرض وفي البحر والجو والمعابر ومنابع المياه.
كيف لا يحق لكم الاقتتال؟ لقد تحررت الأرض والإنسان، وجفت دموع أمهات الشهداء، واحتضن الأهل فلذات أكبادهم المحررين من خلف القضبان بعدما أفنوا زهرة حياتهم في الأكياس الحجرية.
خلد الشهداء إلى النوم قريري الأعين وقلنا لهم: تصبحون على وطن، من سحابٍ ومن شجرٍ، من سراب وماء.. أهنئهم بالسلامة من حادث المستحيل ومن قيمة المذبح الفائضة.. ثم سألونا: هل كلنا شهداء؟ واطمأنوا بأن أهدافهم ودماءهم في أيد أمينة، وفرحوا لأنهم لن يستقبلوا شهداء آخرين. هل تعرفون أيها السادة، أهم ما فاز به الشهداء؟ سأقول لكم: إنه عدم قدرتهم على النظر وراءهم، لكي يُخضِعوا قضية استشهادهم للتقييم والمراجعة وإعادة النظر.
أيها المتقاتلون، شجاعتكم تملأ الشوارع والحواري، فباهوا بها العالم على الفضائيات، ومن حسن حظكم أن القنوات تعيد بث نشراتها مرارا، سيكون بإمكانكم أن تشاهدوا أنفسكم وأنتم تحملون القاذفات وتصوبونها لأهداف غير التي تعودتم عليها.
أنتم جميعا على حق، كلكم صيادون والدب الذي اصطدتموه يستحق جِلده التنازع عليه. تريدون وطنا حقيقيا، لا وطن حقيقيا من دون حكومة ووزارات وسفارات وصافرات وحرس شرف لكل طرف، وعشرات الأجهزة وآلاف الرتب وموازنات الرواتب.
كلكم على حق فانتقموا من وطنكم ومن الماضي والحاضر واستوردوا نموذجا لوطن المستقبل، فنماذج الأوطان المبللة بالدماء كثيرة، سووا بعض التفاصيل العالقة من مخلفات الاحتلال المنتهي إلى الأبد. أسلموا الأرواح والأفئدة والآذان لزعاماتكم، إنهم يحبونكم لأنكم شرط زعامتهم، فلا راع من دون رعية ولا حاكم من دون محكوم ولا قائد من دون منقادين.
أيها المتحاربون، كنا دائما متأكدين أن فلسطين أكبر مما هي على الخارطة، بل كنا نحقد على الخارطة لأن مقاييسها متجمدة على حسابات المسطرة، ولا تعترف بوطن كبير بنضاله وشهدائه وصموده ووحدة أبنائه. هي الوطن الكبير عمقا في الوجدان والتاريخ والإنسان، فإن تحولت إلى ميدان للتقاتل تصبح مساحة، وإن أصبحت مساحة تتحول إلى مجرد مزرعة يمكن لثري واحد من أثرياء العالم أن يشتريها.
كيف لا يحق لكم الاقتتال؟ لقد تحررت الأرض والإنسان، وجفت دموع أمهات الشهداء، واحتضن الأهل فلذات أكبادهم المحررين من خلف القضبان بعدما أفنوا زهرة حياتهم في الأكياس الحجرية.
خلد الشهداء إلى النوم قريري الأعين وقلنا لهم: تصبحون على وطن، من سحابٍ ومن شجرٍ، من سراب وماء.. أهنئهم بالسلامة من حادث المستحيل ومن قيمة المذبح الفائضة.. ثم سألونا: هل كلنا شهداء؟ واطمأنوا بأن أهدافهم ودماءهم في أيد أمينة، وفرحوا لأنهم لن يستقبلوا شهداء آخرين. هل تعرفون أيها السادة، أهم ما فاز به الشهداء؟ سأقول لكم: إنه عدم قدرتهم على النظر وراءهم، لكي يُخضِعوا قضية استشهادهم للتقييم والمراجعة وإعادة النظر.
أيها المتقاتلون، شجاعتكم تملأ الشوارع والحواري، فباهوا بها العالم على الفضائيات، ومن حسن حظكم أن القنوات تعيد بث نشراتها مرارا، سيكون بإمكانكم أن تشاهدوا أنفسكم وأنتم تحملون القاذفات وتصوبونها لأهداف غير التي تعودتم عليها.
أنتم جميعا على حق، كلكم صيادون والدب الذي اصطدتموه يستحق جِلده التنازع عليه. تريدون وطنا حقيقيا، لا وطن حقيقيا من دون حكومة ووزارات وسفارات وصافرات وحرس شرف لكل طرف، وعشرات الأجهزة وآلاف الرتب وموازنات الرواتب.
كلكم على حق فانتقموا من وطنكم ومن الماضي والحاضر واستوردوا نموذجا لوطن المستقبل، فنماذج الأوطان المبللة بالدماء كثيرة، سووا بعض التفاصيل العالقة من مخلفات الاحتلال المنتهي إلى الأبد. أسلموا الأرواح والأفئدة والآذان لزعاماتكم، إنهم يحبونكم لأنكم شرط زعامتهم، فلا راع من دون رعية ولا حاكم من دون محكوم ولا قائد من دون منقادين.
أيها المتحاربون، كنا دائما متأكدين أن فلسطين أكبر مما هي على الخارطة، بل كنا نحقد على الخارطة لأن مقاييسها متجمدة على حسابات المسطرة، ولا تعترف بوطن كبير بنضاله وشهدائه وصموده ووحدة أبنائه. هي الوطن الكبير عمقا في الوجدان والتاريخ والإنسان، فإن تحولت إلى ميدان للتقاتل تصبح مساحة، وإن أصبحت مساحة تتحول إلى مجرد مزرعة يمكن لثري واحد من أثرياء العالم أن يشتريها.
تعليق