الصمود بين فتح العبسي وفتح دحلان
خليل الصمادي
ثمة توافق ومفارقة عجيبة بين فتح الإسلام بقيادة شاكر العبسي وفتح أبو عمار كما يحلو للبعض أن يسميها خارج فلسطين أو فتح دحلان كما يسميها البعض في غزة وغيرها ، فأما التوافق فربما يكون في الاسم الذي يحمله كلا التنظيمين، واختطافهما له لتحقييق أجندات خارجية بعيدة عن طموحات الشعب الفلسطيني وأهدافه هناك أمور قليلة يتوافق فيها التنظيمان منها انتماء الاثنين للشعب الفلسطيني وانخراطهما في فتح منذ تأسيسها، وغير ذلك من الأمور التي لا تسترعي الانتباه.
أما المفارقات فعجيبة وغريبة وكثيرة، أهمها أن كل فريق ينتمي لمدرسة فكرية مناقضة للأخرى ، لا شك أن فتح الإسلام تتخذ من تنظيم القاعدة فكرا لها ، وأما فتح دحلان ففكرها كما تدعي وطني علماني لا يؤمن بالدين إلا للعبادة ، وبعيدًا عن المفارقات الفكرية والتنظيمية والدعم اللوجستي من قبل الأطراف لكل فريق يبدو أن مفارقة عجيبة تستحق تسليط الضوء بعيدا عن التحيز لأي الفتحين. ألا وهي صمود كل فريق .
لقد تجلى صمود فتح العبسي الذين لم يتجاوزوا مئتي مقاتل لأكثر من شهر ونصف في مخيم صغير المساحة غزير السكان بالرغم من قسوة الآلة العسكرية التي تدكهم بأحدث أنواع السلاح ، فدبابات الجيش اللبناني وطائراته وزوارقه تقصف ليل نهار، وكذا القذائف الصاروخية لا تكل أو تمل بحسب التقارير الإخبارية وبحسب ما يراه المشاهد على البث المباشر.
ولم ينس عدو "القاعدة " الأمريكي والأوروبي والرسمي العربي من دعم الجيش اللبناني السريع فالطائرات الأمريكية وغيرها حطت في مطار بيروت من اليوم الأول للمعركة محملة بشتى أنواع الأسلحة،للتصدي لفتح الإسلام ، ومن المفارقات أن الدول التي دعمت الجيش اللبناني هي نفسها التي دعمت فتح دحلان انتظارا لمعركة الفصل مع حماس.
وأما فتح دحلان فأمرها على النقيض تماما فلم تصمد أكثر من يومين بل يوم واحد وبالرغم من أنَّ عدد أفراد قواتها الأمنية تجاوزت أكثر من أربعين ألفا وامتلاكها أحدث الأسلحة وعشرات المباني الحصينة المنيعة التي بنيت على أحدث الفن المعماري الاستخباراتي وكذا الدعم المالي الدولي والعربي والدعم اللوجستي وغير ذلك إلا أن الذي أدهش المراقبين السقوط المريع وهروب القادة قبل المعركة وبعدها.
قد يبرر بعض الناس أن قوات دحلان غُدر بها وأُخذت على حين غرة ، وهذا كلام لا يصدق فالذي يأخذ على حين غرة قد يكون في مخفر للشرطة بعيدا عن قوى المساندة ، أو في دورية أمنية بعيدة عن مركز المدينة تم نصب الحواجز لها, أو دورية لا يتجاوز عددها عشرة أفراد، أما الاستيلاء على المقرات الأمنية في وضح النهار وأمام الأعين وعدسات الكمرات فأمر لا غدر فيه .
ربما يدعي داع أن هذه القوات آثرت عدم إراقة الدم حفاظا على الوحدة الفلسطينية ، فانسحبت وسلمت المراكز لحركة حماس، وأيضا هذا الكلام مردود فقد أفادت التقارير والأخبار أن هذه الفئات قامت بكل ما من شأنه إرهاب الناس فتم الاختطاف والقتل والحرق وقصف مكتب رئيس الوزراء ومنزله ومنازل عدد من قيادات الحركة قبل الحسم بيومين أو ثلاثة فلو كانوا حريصين على الدم الفلسطيني لاستجابوا للنداءات المتكررة من الأطراف الوطنية لإيقاف الفلتان الأمني ، وما إقالة الضباط الأخيرة وتكسير رتبهم من عقداء وعمداء إلى جنود لدليل على أن الطرف المناوئ لحماس خسر المعركة التي لم تكن بالحسبان .
قد يقول قائل إن فتح الإسلام حازت على قلوب أهل مخيم نهر البارد لأنهم قدموا لهم خدمات جليلة عجزت عنها الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية والأنروا فتم التقارب والمصاهرة بين الطرفين فوجدوا ملاذا آمنا هناك ، كما أن حماس حازت على ثقة الناس بسبب الخدمات التي قدمتها في المناطق العديدة في الضفة والقطاع وتم ترجمة ذلك في صناديق الانتخابات ، وعلى التقيض فإن الأجهزة الأمنية في فتح دحلان عاثت في الأرض فسادا لا لمشروع وطني قد يغفر له وإنما لمشروع صهيو أمريكي مترافق مع حماية الأبوات وأمراء الحرب الذين هربوا من المواجهة وتركوا المغفلين يواجهون المعركة وحدهم ، وفي الطرف المقابل علمنا أن قيادة فتح الإسلام لجأت لمخيم نهر البارد تدافع عن مشروعها الذي قد يختلف حوله جل الفلسطينيين، ولكن المهم أنهم قاتلوا وصمدوا ولم يتركوا المغرر بهم يلقون مصيرهم البائس .
سؤال أصبح لغزا محيرا " كيف يصمد أقل من مئتي مقاتل في مخيم نهر البارد أمام آلة عسكرية دولية لئيمة في الوقت الذي انهزم به أكثر من أربعين ألف عنصر أمني مدعومين بشتى أنواع الدعم والمساندة من القوى الدولية أمام مئات من القسام والتنفيذية " ؟!!!
سؤال سيقى يحير المراقبين في يومنا وفي الأيام القادمة ...هذا حتى بات البعض يشكك في مؤامرة اشتركت فيها فتح لتسليم قطاع غزة لحماس من أجل عزل الحركة وتشديد حصارها وإغراقها في مشكلات تعجز عن حلها .
خليل الصمادي
ثمة توافق ومفارقة عجيبة بين فتح الإسلام بقيادة شاكر العبسي وفتح أبو عمار كما يحلو للبعض أن يسميها خارج فلسطين أو فتح دحلان كما يسميها البعض في غزة وغيرها ، فأما التوافق فربما يكون في الاسم الذي يحمله كلا التنظيمين، واختطافهما له لتحقييق أجندات خارجية بعيدة عن طموحات الشعب الفلسطيني وأهدافه هناك أمور قليلة يتوافق فيها التنظيمان منها انتماء الاثنين للشعب الفلسطيني وانخراطهما في فتح منذ تأسيسها، وغير ذلك من الأمور التي لا تسترعي الانتباه.
أما المفارقات فعجيبة وغريبة وكثيرة، أهمها أن كل فريق ينتمي لمدرسة فكرية مناقضة للأخرى ، لا شك أن فتح الإسلام تتخذ من تنظيم القاعدة فكرا لها ، وأما فتح دحلان ففكرها كما تدعي وطني علماني لا يؤمن بالدين إلا للعبادة ، وبعيدًا عن المفارقات الفكرية والتنظيمية والدعم اللوجستي من قبل الأطراف لكل فريق يبدو أن مفارقة عجيبة تستحق تسليط الضوء بعيدا عن التحيز لأي الفتحين. ألا وهي صمود كل فريق .
لقد تجلى صمود فتح العبسي الذين لم يتجاوزوا مئتي مقاتل لأكثر من شهر ونصف في مخيم صغير المساحة غزير السكان بالرغم من قسوة الآلة العسكرية التي تدكهم بأحدث أنواع السلاح ، فدبابات الجيش اللبناني وطائراته وزوارقه تقصف ليل نهار، وكذا القذائف الصاروخية لا تكل أو تمل بحسب التقارير الإخبارية وبحسب ما يراه المشاهد على البث المباشر.
ولم ينس عدو "القاعدة " الأمريكي والأوروبي والرسمي العربي من دعم الجيش اللبناني السريع فالطائرات الأمريكية وغيرها حطت في مطار بيروت من اليوم الأول للمعركة محملة بشتى أنواع الأسلحة،للتصدي لفتح الإسلام ، ومن المفارقات أن الدول التي دعمت الجيش اللبناني هي نفسها التي دعمت فتح دحلان انتظارا لمعركة الفصل مع حماس.
وأما فتح دحلان فأمرها على النقيض تماما فلم تصمد أكثر من يومين بل يوم واحد وبالرغم من أنَّ عدد أفراد قواتها الأمنية تجاوزت أكثر من أربعين ألفا وامتلاكها أحدث الأسلحة وعشرات المباني الحصينة المنيعة التي بنيت على أحدث الفن المعماري الاستخباراتي وكذا الدعم المالي الدولي والعربي والدعم اللوجستي وغير ذلك إلا أن الذي أدهش المراقبين السقوط المريع وهروب القادة قبل المعركة وبعدها.
قد يبرر بعض الناس أن قوات دحلان غُدر بها وأُخذت على حين غرة ، وهذا كلام لا يصدق فالذي يأخذ على حين غرة قد يكون في مخفر للشرطة بعيدا عن قوى المساندة ، أو في دورية أمنية بعيدة عن مركز المدينة تم نصب الحواجز لها, أو دورية لا يتجاوز عددها عشرة أفراد، أما الاستيلاء على المقرات الأمنية في وضح النهار وأمام الأعين وعدسات الكمرات فأمر لا غدر فيه .
ربما يدعي داع أن هذه القوات آثرت عدم إراقة الدم حفاظا على الوحدة الفلسطينية ، فانسحبت وسلمت المراكز لحركة حماس، وأيضا هذا الكلام مردود فقد أفادت التقارير والأخبار أن هذه الفئات قامت بكل ما من شأنه إرهاب الناس فتم الاختطاف والقتل والحرق وقصف مكتب رئيس الوزراء ومنزله ومنازل عدد من قيادات الحركة قبل الحسم بيومين أو ثلاثة فلو كانوا حريصين على الدم الفلسطيني لاستجابوا للنداءات المتكررة من الأطراف الوطنية لإيقاف الفلتان الأمني ، وما إقالة الضباط الأخيرة وتكسير رتبهم من عقداء وعمداء إلى جنود لدليل على أن الطرف المناوئ لحماس خسر المعركة التي لم تكن بالحسبان .
قد يقول قائل إن فتح الإسلام حازت على قلوب أهل مخيم نهر البارد لأنهم قدموا لهم خدمات جليلة عجزت عنها الفصائل الفلسطينية والدولة اللبنانية والأنروا فتم التقارب والمصاهرة بين الطرفين فوجدوا ملاذا آمنا هناك ، كما أن حماس حازت على ثقة الناس بسبب الخدمات التي قدمتها في المناطق العديدة في الضفة والقطاع وتم ترجمة ذلك في صناديق الانتخابات ، وعلى التقيض فإن الأجهزة الأمنية في فتح دحلان عاثت في الأرض فسادا لا لمشروع وطني قد يغفر له وإنما لمشروع صهيو أمريكي مترافق مع حماية الأبوات وأمراء الحرب الذين هربوا من المواجهة وتركوا المغفلين يواجهون المعركة وحدهم ، وفي الطرف المقابل علمنا أن قيادة فتح الإسلام لجأت لمخيم نهر البارد تدافع عن مشروعها الذي قد يختلف حوله جل الفلسطينيين، ولكن المهم أنهم قاتلوا وصمدوا ولم يتركوا المغرر بهم يلقون مصيرهم البائس .
سؤال أصبح لغزا محيرا " كيف يصمد أقل من مئتي مقاتل في مخيم نهر البارد أمام آلة عسكرية دولية لئيمة في الوقت الذي انهزم به أكثر من أربعين ألف عنصر أمني مدعومين بشتى أنواع الدعم والمساندة من القوى الدولية أمام مئات من القسام والتنفيذية " ؟!!!
سؤال سيقى يحير المراقبين في يومنا وفي الأيام القادمة ...هذا حتى بات البعض يشكك في مؤامرة اشتركت فيها فتح لتسليم قطاع غزة لحماس من أجل عزل الحركة وتشديد حصارها وإغراقها في مشكلات تعجز عن حلها .
تعليق