إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الوسيلة والغاية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوسيلة والغاية




    الحياة كانت، وستبقى أصل كل ما يختبر قدرة الإنسان على مواجهة متغيراتها وتقلب أحوالها، بما تثيره من بواعث للقلق وما يتبعها من إحباطات وألم، أو بما تبثه في طياتها من بذور للأمل تحفز رغبات الناس وأحلامهم، وتستحثهم بها على ديمومة السعي والحركة.

    والحياة بما تجريه على الناس من أحداث وفرص وظروف متغيرة، إنما هي تملي شروطه، وتفرض قيودها، وتثبت ما سُن فيها من سنن وقوانين لا تتغير، لتمتحن ما في النفوس وتقيم الحركة فيها نوعاً وقدراً.

    ولا ينجح في اختبارات قياس القدرة التي تجريها الحياة بشكلٍ مستمر، وفي التعامل مع ما تضعه من شروط وقيود بصورته المثلى، إلا من فهم الغاية العظمى من هذه الحياة وسبب الوجود فيها وعرف كيف يتكيف مع متغيرات الحياة وفقاً لما فهم.

    لكنك الناس وإن عاصروا حياة واحدة، أو عاشوا أزمنة مختلفة، يختلفون في تقديراتهم وأحلامهم وفيما تقبله نفوسهم وما ترفضه، ويتباينون في قدراتهم وأساليب تكيفهم مع ظروف حياتهم ومتغيراتها، ومقدار تحكمهم وضبطهم لأنفسهم وما تميل إليه، فمنهم من فهم التكيف - المطلوب في أصله - على أنه الحافز له للبعد عن أصل مسألة الوجود، وجعله سبباً ليتغير هو مع كل حال، ومبرراً له ليفعل ما يعتقد أنه يلبي حاجاته، فتخلى عن كثيرٍ من القيم المثلى.

    ووقف سعيه في معاركة الحياة عند تحقيق فوز بسيط، أو كسب صغير لا يدوم لأن الحياة أصلاً لا تدوم، حتى وإن خسر في مقابل ذلك نفسه وقيمتها الممنوحة لها من الخالق سبحانه، بينما يستعين آخرون على ما يجري في حياتهم، بالتثبت بأصل المسألة، وبالصبر والرضا بالقليل الممكن تحقيقه مع التمسك بالقيم المثلى، والثبات على ذلك، فيقبلون بخسائر نظيفة في معارك الحياة لا تمس كرامتهم ولا تفقدهم أنفسهم وما تؤمن به على تحقيق فوز غير نظيف يحقق لهم بعض غاياتهم في الدنيا، لكنه يسلبهم كرامة أنفسهم، ويفرض عليهم التحلل من القيم التي تبقيهم في الطريق الصحيح الموصل لغاية أكبر وأعظم.

    وتبقى الحقيقة التي علينا ألا نغفل عنها، أن للحياة بقية، تختلف عما نعرفه في هذه الحياة، حياة دائمة، يحدد نوعها نتائج ما أحدثناه في اختبارات القدرة التي أجرتها الحياة علينا.

    ويحدد موقعنا فيها درجات أعمالنا وسعينا في حياتنا الدنيا وحجم الحركة التي أحدثناها، وسنفهم حينها كلنا دون استثناء أن الحياة الدنيا بكل ما كان فيها، لم تكن إلا وسيلة لنصل بها لهذه الغاية العظمى، والخاسرون هم الذين اقتصرت حركتهم للفوز بالوسيلة، ونسوا في مكاسبهم البسيطة غايتهم العظمى..

    والله المستعان.

  • #2
    مشكور اخى ابو جندل على الموضوعه الرائع

    تعليق


    • #3
      مشكور أخي الكريم علي هذا الموضوع الرائع وأتمني
      لك التوفيق وإلي الإمام



      نورس سرايا القدس


      °ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°أرواحنا ودمائنا ونفوسنا....نفدي بها صرح العقيدة والهدي°ˆ~*¤®§(*§*)§®¤*~ˆ°

      تعليق


      • #4
        مشكور يا بركة

        يا ابو جندل علي هذا الموضوع


        وبدنا موضوع تاني يجندل الاعداء
        سماحة السيد حسن نصر الله لوزراء الخارجة العرب
        اذا أنتم أصبحتم نعاجاً، لكم ما تريدون، ولكن هناك في فلسطين وفي لبنان وفي الكثير من بلدان العالم العربي ليوث وأسود.

        تعليق


        • #5
          مشكور أخي الكريم
          [foq][all1=FF0000][a7la1=FFFF00]أسد السرايا وأسد فلسطين[/a7la1][/all1][/foq]

          تعليق

          يعمل...
          X