نقلاً عن موقع صقور فتح
http://www.palissue.com/arabic/artic...ls/2/5527.html
الملف الكامل لظاهرة الأجنحة المسلحة الفلسطينية التي أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) قراراً بحظرها, إذ كلف حكومة الطوارئ بانهاء ظاهرة الجماعات المسلحة بشكل تام.
وتعد "سرايا القدس" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام التابعة لحركة حماس من أبرز هذه الأجنحة بالاضافة إلى "ألوية الناصر صلاح الدين" وهي الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وشهداء الأقصى.
وهناك أيضا القوة التنفيذية التي أنشأها وزير الداخلية في الحكومة العاشرة (حكومة حماس) سعيد صيام بالتنسيق مع بعض النشطاء والقادة الميدانين من الفصائل الأخرى مثل جمال أبو سمهدانه التي اغتالته إسرائيل، وخالد أبو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس الأولى والثانية، وكلاهما من فتح أساسا، ولكن الأول أحد قادة لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري الملقب بألوية الناصر صلاح الدين.
وحوالي 45% من عناصر القوة التنفيذية من حماس والبقية من ألوية الناصر ومن مجموعات تابعة أساسا لحركة فتح ولكنها ضد نهج السلطة (أيمن جودة وكتائب أحمد أبو الريش) وبعض عناصر من الجبهة الشعبية وغيرها من التنظيمات.
وتتلقى القوة التنفيذية رواتبها من ميزانية السلطة، أما سلاحها فهو سلاح الفصائل التي ينتمي إليها أفرادها، وكان قوامها حوالي 5500 مقاتل. كما أعلن عن نية قائد القوة التنفيذية أبو عبيدة الجراح من مخيم جباليا زيادتهم إلى نحو 12 ألفا.
وحدثت مشادات ومشاكل عدة بسبب وجود القوة التنفيذية منذ بداية تأسيسها، لأن قيادات فتح عموما التي تسيطر على السلطة رفضت الفكرة من أساسها وعملت على شن حرب على هذه القوة، واستهدفتها إسرائيل مرات عديدة حتى وقت قريب.
وقد شاركت القوة التنفيذية بفعالية في حسم المعركة في قطاع غزة، وإثر ذلك أعلن محمود عباس أنها قوة غير شرعية وبالتالي لا مخصصات لها من السلطة فهذا فقط ما يستطيع عمله، لأن عناصرها في قطاع غزة حيث لا سيطرة له هناك، وقد تمكنت القوة التنفيذية من ملاحقة واعتقال وتصفية العديد من تجاز المخدرات ومزيفي العملات المختلفة ولها رقم مجاني للاتصال بها في قطاع غزة وهو 109 وأطلقت موقعا على شبكة الإنترنت، وقد أثبتت براعة وشراسة في مقاومة الجريمة والفلتان الأمني.
أما في الضفة الغربية فلا توجد قوة تنفيذية بسبب إسرائيل ولكن يجري الحديث عن نواة وعن خلايا نائمة لهذه القوة في بعض مناطق الضفة وتوزع أفراد تلك النواة والخلايا النائمة -المفترضة طبعا- بين سجون إسرائيل وسجون السلطة وعليه فإن قرارات محمود عباس بحل القوة التنفيذية حبر على ورق لأنها أساسا في غزة، ولن تحل إلا بالاستجابة لمطلب حماس بإعادة تشكيل القوى الأمنية على أساس وطني.
من القادة البارزين للقوة التنفيذية إضافة لأبي عبيدة الجراح يوسف الزهار شقيق د.محمود الزهار القيادي في حماس، أما الناطق باسمها فهو إسلام شهوان المتواجد حاليا في مبنى السرايا في مدينة غزة حيث يستقبل الإعلاميين ويتلقى الشكاوى والملاحظات.
كتائب القسام وصورايخها
أما كتائب عز الدين القسام فهي جناح حماس العسكري ولها مواقع تدريبية ومعسكرات غير ثابتة نسبيا في قطاع غزة، أما وجودها في الضفة الغربية فهو سرّي للغاية ولم تظهر عناصرها منذ سنوات إلا في مناسبات قليلة هنا وهناك وقد نفذت كتائب القسام عمليات قوية ضد أهداف إسرائيلية خاصة تفجير الحافلات والمطاعم وخطف الجنود الإسرائيليين بهدف تبادلهم بأسرى فلسطينيين وعرب، وبعد بناء الجدار الفاصل وتوافق الفصائل على استبعاد أو تقليص هذا النوع من العمليات كثفت كتائب القسام قصف الصواريخ من قطاع غزة إلى المناطق الإسرائيلية المجاورة لها خاصة بلدة أسديروت في النقب ( 22 ألف نسمة).
ومر صاروخ القسام محلي الصنع بمراحل تطوير عديدة، ويكلف تصنيعه وإطلاقه بضع مئات من الشواقل (الدولا الأمريكي حوالي 4 شواقل)، ورغم عدم فعاليته إلا أن ضرباته تؤرق الإسرائيليين وتكلفهم خسائر مادية جسيمة، و لا يجدون له حلا إلا بقتل مصنعيه وقادتهم دون جدوى لأنه يأتي من يخلفهم، ولكن محاولات حماس لنقل تكنولوجيا الصواريخ إلى الضفة الغربية باءت بالفشل الذريع وقتلت إسرائيل واعتقلت جميع أفراد الخلايا التي عملت على ذلك وحكمت على المعتقلين بالسجن فترات طويلة من باب الردع لأن وجود صورايخ في الضفة الغربية سيقلب المعادلة العسكرية بأكملها.
ويلاحظ على الإعلام الإسرائيلي أن أي صاروخ يطلق باتجاه أسديروت أو المجدل أو عسقلان تسميه الصحف والإذاعات والتلفزة الإسرائيلية بـ "قسام" طبعا هذا اسم صواريخ كتائب القسام، لكن صواريخ سرايا القدس اسمها "قدس" وألوية الناصر تسمى بنفس الاسم "ناصر" وكتائب الأقصى "أقصى" ، ولكن حتى لو أطلقت ألوية الناصر مثلا صاروخ "ناصر" فإن الإعلام الإسرائيلي يقول بأنه صاروخ قسام وهذا يعود إلى كون كتائب القسام هي أول من استخدم أسلوب التصنيع وإطلاق الصواريخ محلية الصنع، ولكون كتائب القسام تساعد بقية الفصائل في هذا المجال خاصة عندما تكون ملتزمة بنوع من التهدئة.
ومن قادة كتائب القسام المعروفين في قطاع غزة والمطلوبين من قبل إسرائيل للتصفية هم محمد ضيف مطلوب منذ 17 عاما ويقال إنه مصاب بالشلل نتيجة قصف إسرائيلي، واحمد الجعبري حاليا هو القائد الأبرز والأكثر شهرة حيث يتهم بأنه مهندس ومنفذ وقائد لحملة السيطرة على مواقع ومقرات أجهزة امن السلطة وهو متزوج من ابنة الراحل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وصهر صلاح شحادة الذي اغتالته إسرائيل بقصف مبنى سكني مما أدى لوقوع مجزرة يوليو 2002م، وشحادة كان العضو المؤسس في حركة حماس والقائد العام للجناح العسكري لحماس واعتقل فترة طويلة في السجون الإسرائيلية ويعرف عن الجعبري الشدة والحذر الشديد واتقان خطط الهجوم والدفاع، وتلتزم عناصر القسام بتعليماته وأوامره، وهو الآن يتعرض لحملة إعلامية شرسة من قبل جناح فتح الموالي لعباس ودحلان.
ومن القادة أيضا احمد غندور قائد كتائب القسام في مناطق شمال قطاع غزة وهو الآخر لعب دورا كبيرا في السيطرة على قطاع غزة، وآخرون مثل مروان عيسى، أما الناطق باسم كتائب القسام فهو أبو عبيدة ويظهر على الملأ ووسائل الإعلام لابسا قناعا أسود مغطى بقطعة قماش تحمل شعار القسام.
ويقدر عناصر كتائب القسام في قطاع غزة بالآلاف ويتمتعون باللياقة والشراسة والحفاظ على زملائهم،ويوصفون بأنهم مقاتلون عقائديون ذوو هدف، والأهم الانضباط والالتزام الحديدي بتعليمات القادة وفق التسلسل المعمول به وقد زادت قوة تسليح كتائب القسام بعد استيلائها على كمية وافرة من السلاح والعتاد من مقرات السلطة مؤخرا.
وترددت أنباء على أن كتائب القسام استولت من صنف بنادق ام 16 الأمريكية وحدها على 7200 قطعة بالاضافة إلى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والذخيرة التي تقدر بملايين الطلقات، ومبالغ مالية ضخمة وجدت بحوزة أتباع دحلان.
وترفض حماس حل جناحها العسكري حتى في ظل توافق وطني ولو شكلت حكومة وحدة وطنية، وأبو مازن لا سلطة له الآن على قطاع غزة وحتى لو كان هناك مصالحة فحماس لن تنزع سلاح كتائب القسام طالما إسرائيل موجودة أو على الأقل حتى انسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس وإطلاق سراح الأسرى وتفكيك المستوطنات.
في الضفة الغربية إسرائيل لا تدع عنصرا من القسام إلا وتعتقله أو تقتله فورا ولكن السلطة اعتقلت العديد منهم مؤخرا في بعض مناطق الضفة، إلا أن نشاطهم في الضفة الغربية تقلص أو انعدم تقريبا منذ عام 2003 ولا ظهور علني لهم، وعدم وجود نشاط لهم في الضفة الغربية أو انطلاقا منها منذ سنوات يحرجهم لأن فتح تقول إن كتائب الأقصى التابعة لها وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي هم من يتصدون لقوات الاحتلال، وأن حماس تتحدث عن المقاومة وهي عمليا لا تمارس المقاومة، وهذا الكلام لاقى صدى كبيرا، رغم نشاطات القسام الكثيفة في سني الانتفاضة الأولى فالناس يرفعون شعار "صل على الحاضر"، وإذا استمر تجميد نشاط القسام في الضفة الغربية ضد إسرائيل فهذا سينقص من تعاطف الناس مع حماس هناك.
ويشار أن حماس لم تنفذ عمليات اتتقام تذكر ردا على اغتيال قائديها الكبيرين ياسين والرنتيسي، مما شكك البعض بتوجهات الحركة لا سيما أنها دخلت اللعبة السياسية من أوسع أبوابها.
سرايا القدس
أما "سرايا القدس" فهي الجناح العسكري للجهاد الإٍسلامي، ويتواجدون في الضفة الغربية بشكل علني في منطقة جنين والى حد ما في نابلس وبيت لحم وقد شنت إسرائيل حملة شعواء ضد سرايا القدس بعد قيام الأخيرة بتنفيذ سلسلة عمليات قوية ضد أهداف إسرائيلية، إلا أنه لا عمليات لسرايا القدس في داخل الخط الأخضر انطلاقا من الضفة الغربية منذ مدة طويلة ولكنهم وبالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى يتصدون لعمليات التوغل الإسرائيلية والاجتياحات المتواصلة لمدن الضفة خاصة جنين ونابلس، أما في رام الله فلا مقاومة عسكرية للجيش الإسرائيلي من أي فصيل كان بسبب أجهزة السلطة القوية هناك وطبيعة مدينة رام الله المكشوفة ذات الشوارع الواسعة نسبيا.
وتعد "ألوية الناصر صلاح الدين" الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وهو تنظيم مكون من عناصر من فتح وحماس والشعبية والجهاد الإسلامي الذين خرجوا من تنظيماتهم الأم لأسباب مختلفة سياسية وشخصية وميدانية، وقد نفذ هذا التشكيل عمليات لا يستهان بها ضد إسرائيل في قطاع غزة وكان جمال أبو سمهدانه يلقب بـ "زرقاوي فلسطين" وهو أمين عام الألوية أساسا، وتلقى دورات عسكرية في الخارج، وعاد بعد دخول السلطة الفلسطينية، التي رفض نهجها التفاوضي جملة وتفصيلا، وهو عضو مؤسس للقوة التنفيذية وقد تمكنت اسرائيل من اغتياله بعد سنوات من الملاحقة.
أما الناطق باسم ألوية الناصر فهو محمد عبد العال الشهير بأبي عبير، ويظهر بلا لثام، ويشتهر بالهجوم على شخص محمود عباس ومحمد دحلان وسلام فياض، وله شعبية عند شريحة هامة من الجمهور الفلسطيني.
وقد أيدت الألوية حركة حماس في عملية السيطرة على قطاع غزة وشارك بعض عناصرها في السيطرة على بعض المواقع، وطبعا الألوية ترفض تماما حل نفسها وموقفها يتوافق مع موقف حماس في هذا المجال.
أبو علي مصطفى
ويقتصر نشاط كتائب الشهيد "أبو علي مصطفى" التابعة للجبهة الشعبية حاليا على قطاع غزة وعملياتها محدودة، ولا تلفت النظر، ولكنها ترفض قرار عباس بحلها، كذلك قد لا تستجيب لقرار أبو مازن كتائب المقاومة الوطنية تابعة للجبهة الديمقراطية وتحل نفسها رغم ان نشاطها أيضا ينحصر في قطاع غزة وعملياتها محدودة جدا وقليلة التأثير.
وهناك العديد من المجموعات الناشطة في قطاع غزة فقط بمسميات وعناوين كثيرة تقوم بين الفينة والأخرى بتنفيذ هجمات وإطلاق قذائف وصورايخ ولكن لا وجود لها إطلاقا في الضفة مثل كتائب الشهيد جهاد جبريل التابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة، ومجموعات أيمن جودة واحمد أبو الريش وكتائب عمر المختار وغيرها وغيرها، والعديد منها أساسا تابع لفتح ويرفضون نهج اوسلو فتلقفتهم حماس والجهاد الإسلامي في الداخل ومنير مقدح من الخارج، ووفروا لهم السلاح والدعم لينفذوا عملياتهم ضد إسرائيل.
أما "جيش الإسلام" في قطاع غزة، فقد اشتركوا في خطف الجندي جلعاد شاليط قبل عام مع القسام والألوية، ولكن تبعيتهم لعائلة دغمش المتورطة في العديد من الأنشطة الإجرامية الأشبه بتصرفات المافيا أنهت تنسيقهم مع حماس ليتحول إلى عداء، وقد خطفوا الصحفي البريطاني جونسون وطالبوا بإطلاق سراح أبو قتادة وساجدة الريشاوي، في محاولة لمحاكاة نهج القاعدة لجلب التعاطف، لكن المال كان محركهم الأساسي، وحاليا شنت حماس والقوة التنفيذية حملة أمنية وإعلامية ضدهم بهدف إنهاء ملف الصحفي المختطف، ونزع سلاح آل دغمش المسبب لكثير من القلاقل، ولايزال الخلاف يتصاعد حتى الآن.
أبرز الأجنحة العسكرية
وتعد كتائب الأقصى وكتائب القسام والقوة التنفيذية وسرايا القدس وألوية الناصر أبرز الأجنحة، وتركز تلك التشكيلات ووجودها العسكري في قطاع غزة حيث لا سيطرة لعباس وأجهزة أمنه عليها، وحتى لو كان له وجود فهي أقوى من قدرات رجالة ولكن في الضفة الغربية فإن سرايا القدس لن تسلم سلاحها وهي ملاحقة من قبل الاسرائيليين، وتخترق كتائب شهداء الأقصى وتدعهما لكي تكون سندا لها في المواجهة المحتملة مع أجهزة عباس، ولكن عناصرها سيضطرون إلى التقليل من ظهورهم خاصة في النهار إلا إذا كان ثمة مسيرات جماهيرية.
أما كتائب شهداء الأقصى ومجموعاتها المختلفة (الشهيد أبو عمار وفارس الليل وجيش البراق و....) فكل فرد أو مجموعة له مرجعيته الخاصة وإجمالا فإن هذه المجموعات سترفض بمعظمها تسليم سلاحها والانخراط في أجهزة السلطة خاصة في ظل استمرار الاجتياحات والاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ويشاع في الشارع الفلسطيني إن إسرائيل تريد "تنظيف الساحة" من كل هذه المجموعات بالقتل والاعتقال والحصار لكي تسلم المناطق لعباس أو للأردن وهذا له مردود سلبي وعكسي على شعبية عباس وفياض المتضعضعة أصلا، لأن المزاج الشعبي العام يرفض هذا النهج ويخوّن من يتبناه أيا كان،أما عمليات الاعتقال فهي خطرة جدا ،لأن إسرائيل قد تقوم في أي وقت باقتحام السجون واعتقال المحتجزين بسهولة، مثلما حدث في رام الله وأريحا.
صقور فتح
جدير بالذكر أنه تشكلت عدة أجنحة عسكرية تابعة للتنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الانتفاضة الأولى(1987-1993م)، وقامت بتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين وركزت أكثر على عمليات إعدام المتهمين بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية (العملاء) .
أبرز هذه التشكيلات، صقور فتح أو صقور الفتح (حسب البيانات التي وزعت) التابعة لحركة فتح وكان نشاطها في قطاع غزة، والفهد الأسود في منطقتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية وتتبع لحركة فتح، والنمور السود في منطقة طولكرم شمال الضفة الغربية وتتبع لحركة فتح أيضا، والنسر الأحمر وتتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش (آنذاك)، وكان نشاطها محدودا ومحصورا في بعض المناطق، والنجم الأحمر ويتبع للجبهة الديمقراطية بزعامة نايف حواتمة، وأيضا كان أفرادها قليلي العدد والعدة ولا يكاد يذكر لها نشاط تقريبا.
ومن هذه التشكيلات أيضا القوى الإسلامية "المجاهدة" وتختصر باسم (قسم) التابعة لحركة الجهاد الإسلامي بزعامة فتحي الشقاقي (آنذاك) وقد تحول اسم الجناح العسكري للجهاد الإسلامي لاحقا إلى اسم "سرايا القدس"، وكتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وقد كانت النواة الأولى لتأسيسها في قطاع غزة على يد بعض الشبان المنتمين لحركة حماس بإيعاز من القادة السياسيين للحركة، كتائب "الشهيد عبد الله عزام" وتتبع لحركة حماس وقد تشكلت نواتها في الضفة الغربية بتنسيق مع قيادات حماس والإخوان المسلمين في الخارج، ولكنها لم تقم بنشاطات تذكر حيث إنه قد وجهت لها ضربة إسرائيلية أمنية وهي في بداية التكوين.
و تم توحيد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة وغزة تحت مسمى واحد لا يزال إلى الآن وهو كتائب "الشهيد عز الدين القسام" نسبة للشيخ عز الدين القسام الذي ولد في جبلة في منطقة اللاذقية السورية ودرس في الأزهر بمصر ثم انتقل للعمل والجهاد في فلسطين واستشهد في أواخر عام 1935م في أحراش بلدة يعبد قرب مدينة جنين.
وكانت نشاطات هذه التشكيلات العسكرية تتأثر بحجم تأييد التنظيم الذي تتبع له في مناطقها، أما تسليحها فقد كان عبارة عن مسدسات وبنادق إسرائيلية من طراز "عوزي "و "جليل" وبنادق أمريكية من طراز ام 16 وبنادق روسية من طراز كلاشنكوف وأحيانا بنادق تعرف بالبنادق الإنجليزية (ميم1) وهي بنادق كان يستخدمها الجيش الأردني الذي كان موجودا في الضفة الغربية قبل عام 1967م أو ما تركه بعض الثوار أيام الانتداب البريطاني، إضافة إلى السلاح الأبيض مثل الخناجر والبلطات والفؤوس.
وقد نفذت تلك التشكيلات مئات عمليات الإعدام للعملاء الفلسطينيين وملاحقتهم إضافة إلى بعض الاشتباكات المحدودة مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين أدت إلى سقوط عدد من هؤلاء بين قتيل وجريح على فترات متباعدة نسبيا.
شهداء الأقصى
أما أبرز الأجنحة العسكرية التي تشكلت بعد الانتفاضة الثانية عقب فشل قمة كامب ديفيد (2) فهي كتائب شهداء الأقصى التي ضمت بعض نشطاء وقادة الفهد الأسود وصقور فتح السابقين وجندت عناصر آخرين، من تنظيم فتح ومن مستقلين وبعض أفراد أجهزة الأمن حسب ظرف كل منطقة.
ويوضح أنه "ليس لكتائب شهداء الأقصى قيادة مركزية حتى داخل المدينة الواحدة وهي بالأساس ردة فعل على الهجمة الإسرائيلية الدموية الشرسة أولا، وعلى النهج الفاسد للسلطة الفلسطينية ثانيا، وبدأت كتائب شهداء الأقصى بتنفيذ عمليات إطلاق نار من داخل المدن والقرى التابعة للسلطة باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ومستوطنات، وكان الرد على ذلك بالقصف العنيف بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات".
نفذت كتائب شهداء الأقصى العديد من الكمائن المحكمة ضد مستوطنين وضباط وجنود اسرائيليين، وتمكنت من قتل وجرح العديد منهم، ومنذ البداية لم تتعامل إسرائيل مع هؤلاء برحمة رغم أنهم من فتح وأدخلت إسرائيل أسلوب قصف السيارات التي يستقلها النشطاء بمروحيات الأباتشي.
واغتالت العديد من كوادر كتائب شهداء الأقصى أو المتعاونين معها من قادة فتح المحليين بإطلاق النار أو بالقصف الجوي أو بإرسال سيارات مفخخة لهم مثل ثابت ثابت من طولكرم وجهاد العمارين من غزة حسين وعاطف عبيات من بيت لحم وغيرهم الكثير.
ورغم أن كتائب الأقصى ليست حتى الآن ذات قيادة مركزية موحدة إلا أن حركة فتح اعتمدت هذا الاسم بشكل واسع بدل تشكيلاتها ذات التسميات المختلفة في الانتفاضة الأولى كما أسلفنا، أما بخصوص قيادة حركة فتح السياسية فحتى اللحظة لا تغطي كتائب شهداء الأقصى، وحرص قادة فتح على تجنب العلاقة مع من ينشط منهم ضد إسرائيل تحسبا لعمليات انتقامية من إسرائيل ضدهم، وحتى ليس هناك ناطق إعلامي، فكل يتكلم على هواه.
تمويل من عرفات
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يموّل بعض مجموعات كتائب شهداء الأقصى بالمال اللازم لشراء السلاح وباقي المصروفات لرجال الكتائب تحت مسميات المساعدات وغير ذلك، وكان عرفات معنيا بوجود ضغط عسكري ضد إسرائيل لإجبارها على التنازل، وما قصة السفينة "كارين A" عن ذلك ببعيد، ولأنهم (عرفات وفتح) خافوا من استحواذ حماس والجهاد الإسلامي على الساحة الفلسطينية لأن من ينفذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل يحظى بشعبية كبيرة عند الجمهور الفلسطيني لاسيما وأن سمعة رجالات السلطة وهم قادة فتح سيئة جدا ماليا وأخلاقيا وحتى أمنيا.
ومن جهتها شكلت الجبهة الشعبية تشكيلا تحت مسمى "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" وقام أفراد من هذا التشكيل بقتل وزير إسرائيلي مستقيل ينتمي لأشد التيارات الإسرائيلية تطرفا هو رحبعام زئيفي، فاعتقلت السلطة الأمين العام الجديد للجبهة أحمد سعدات ومنفذي العملية.
وبعد عملية السور الواقي في ابريل 2002م نالت كتائب شهداء الأقصى ما نال غيرها من عمليات القتل والاعتقال في الضفة الغربية، ثم بدأت كتائب شهداء الأقصى تتضخم ولكن بعناصر كثير منها يطمع بالمنافع المالية أو من باب "التشبيح" بالمفهوم الشعبي الفلسطيني أي بمعنى الاستعراض والتباهي والعنتريات الفارغة.
وكانت كتائب الأقصى تمتنع عن تنفيذ هجمات تفجيرية داخل فلسطين المحتلة عام 1948م حتى قيام إسرائيل باغتيال رائد الكرمي، فانخرطت كتائب الأقصى في مجال العمليات داخل الخط الأخضر، وحتى أنها أول من استخدم النساء في هذا المجال، ونسقت ذاك النوع من عملياتها أحيانا مع الفصائل الأخرى.
وبرز دور "منير مقدح" القائد الفتحاوي في لبنان المنشق عن عرفات في تمويل مجموعات كتائب شهداء الأقصى ومازال يقدم التمويل ويتهم من قادة فتح المتحالفين مع إسرائيل وأيضا الإعلام الإسرائيلي بأنه حلقة وصل بين إيران وهذه المجموعات لكن مقدح توقف عن تمويل من يتسمون باسم كتائب الأقصى ولا ينفذون عمليات ضد إسرائيل، فمقدح مؤخرا لا يدفع ويدعم إلا مجموعات كتائب الأقصى الناشطة ضد إسرائيل.
وفي ظل عدم وجود قيادة مركزية لكتائب الأقصى برزت مشكلة الالتزام بالتهدئة من عدمها فهناك أجنحة في كتائب شهداء الأقصى رفضت وأخرى وافقت وهذا أيضا مرتبط ارتباطا وثيقا بتمويل وتسليح الكتائب، وعدم وجود قيادة مركزية لهم.
مصدر تمويل
وعمد بعض رجالات السلطة وبالأخص محمد دحلان إلى تجنيد أفراد من كتائب الأقصى موالين لهم ولمشاريعهم ورؤاهم السياسية لاسيما أن الانضمام إلى كتائب شهداء الأقصى من أسهل ما يكون، وعمد دحلان أيضا إلى شراء ذمم بعض عناصر الكتائب بالمال وبإلغاء ملاحقة أجهزة الأمن الإسرائيلية لهم، وأصبح هؤلاء ورقة بيد بعض الأجندات التي يراد تمريرها وقوة ضاربة ضد حماس في ظل حلقات سلسلة الاقتتال التي شهدتها الأراضي الفلسطينية مؤخرا.
معظم -إن لم يكن جميع-عناصر كتائب شهداء الأقصى موظفون في أجهزة أمن السلطة ويتلقون رواتبهم منها دون أن يلتزموا بقرارات قادتها إلا وفق أمزجتهم وتبعياتهم فالحديث عن دعمهم لأجهزة السلطة أمر غريب لأنهم أصلا موظفون فيها.
وهناك مصدر تمويل آخر لكتائب الأقصى أو بالأحرى لبعض مجموعاتها يتعلق بأخذ نسبة عبر تحصيل حقوق؛ ففي ظل تعطل القضاء وبطء إجراءاته تقوم مجموعة من الكتائب بتحصيل حقوق البعض المفترضة طبعا مقابل نسبة أو مبلغ معين أو استرجاع مسروقات من لصوص ونصابين مقابل مبلغ مالي أو نسبة متفق عليها وهكذا.
وأصبحت كتائب شهداء الأقصى مجموعات تجمع بين تناقضات مختلفة: المقاومة والابتزاز وأمراء الحرب والولاءات وتدخل في سياقها عوامل التفرقة بين المدينة والمخيم والريف، والولاء لقيادة محمود عباس أو الخروج عليها...إلخ
ويطلق سكان الضفة الغربية على تلك المجموعات اسم "الدكاكين" فمؤخرا انطلقت كتائب الشهيد أبو عمار متفرعة عن كتائب شهداء الأقصى بمسمى جديد، وجيش البراق، وهناك مجموعات فارس الليل وأسود ومجموعة نايف أبو شرخ أيضا متفرعة عن كتائب الأقصى في نابلس، وهي على خلاف مع مجموعة أبو جبل الناشطة في مخيم العين غربي نابلس ومجموعة الطيراوي الناشطة في مخيم بلاطة شرق نابلس.
وجدير بالذكر أن مجموعات فارس الليل ونايف أبو شرخ هي المستهدفة من حملات إسرائيل العسكرية على نابلس وهي التي تقاوم الاقتحامات وتطلق النار وتزرع العبوات في طريق الدوريات الإسرائيلية بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
أما مجموعة أبو جبل والطيراوي فهي تابعة لمحمد دحلان وغير ملاحقة من إسرائيل عموما، وهي التي شنت الهجمات على نشطاء ومؤسسات حماس و تبتز الناس وتأخذ منهم الخاوات والاتاوات.
وومن جانبها, ترفض كتائب الشهيد أبو عمار تسليم سلاحها والانخراط في أجهزة السلطة، وأجهزة أمن السلطة وقواتها أعجز من أن تجمع أسلحتها، لأنه أصلا يحرم عليها دخول بعض المناطق.
2007-07-04 01:40:43
http://www.palissue.com/arabic/artic...ls/2/5527.html
الملف الكامل لظاهرة الأجنحة المسلحة الفلسطينية التي أصدر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) قراراً بحظرها, إذ كلف حكومة الطوارئ بانهاء ظاهرة الجماعات المسلحة بشكل تام.
وتعد "سرايا القدس" التابعة لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام التابعة لحركة حماس من أبرز هذه الأجنحة بالاضافة إلى "ألوية الناصر صلاح الدين" وهي الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وشهداء الأقصى.
وهناك أيضا القوة التنفيذية التي أنشأها وزير الداخلية في الحكومة العاشرة (حكومة حماس) سعيد صيام بالتنسيق مع بعض النشطاء والقادة الميدانين من الفصائل الأخرى مثل جمال أبو سمهدانه التي اغتالته إسرائيل، وخالد أبو هلال الناطق باسم وزارة الداخلية في حكومة حماس الأولى والثانية، وكلاهما من فتح أساسا، ولكن الأول أحد قادة لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري الملقب بألوية الناصر صلاح الدين.
وحوالي 45% من عناصر القوة التنفيذية من حماس والبقية من ألوية الناصر ومن مجموعات تابعة أساسا لحركة فتح ولكنها ضد نهج السلطة (أيمن جودة وكتائب أحمد أبو الريش) وبعض عناصر من الجبهة الشعبية وغيرها من التنظيمات.
وتتلقى القوة التنفيذية رواتبها من ميزانية السلطة، أما سلاحها فهو سلاح الفصائل التي ينتمي إليها أفرادها، وكان قوامها حوالي 5500 مقاتل. كما أعلن عن نية قائد القوة التنفيذية أبو عبيدة الجراح من مخيم جباليا زيادتهم إلى نحو 12 ألفا.
وحدثت مشادات ومشاكل عدة بسبب وجود القوة التنفيذية منذ بداية تأسيسها، لأن قيادات فتح عموما التي تسيطر على السلطة رفضت الفكرة من أساسها وعملت على شن حرب على هذه القوة، واستهدفتها إسرائيل مرات عديدة حتى وقت قريب.
وقد شاركت القوة التنفيذية بفعالية في حسم المعركة في قطاع غزة، وإثر ذلك أعلن محمود عباس أنها قوة غير شرعية وبالتالي لا مخصصات لها من السلطة فهذا فقط ما يستطيع عمله، لأن عناصرها في قطاع غزة حيث لا سيطرة له هناك، وقد تمكنت القوة التنفيذية من ملاحقة واعتقال وتصفية العديد من تجاز المخدرات ومزيفي العملات المختلفة ولها رقم مجاني للاتصال بها في قطاع غزة وهو 109 وأطلقت موقعا على شبكة الإنترنت، وقد أثبتت براعة وشراسة في مقاومة الجريمة والفلتان الأمني.
أما في الضفة الغربية فلا توجد قوة تنفيذية بسبب إسرائيل ولكن يجري الحديث عن نواة وعن خلايا نائمة لهذه القوة في بعض مناطق الضفة وتوزع أفراد تلك النواة والخلايا النائمة -المفترضة طبعا- بين سجون إسرائيل وسجون السلطة وعليه فإن قرارات محمود عباس بحل القوة التنفيذية حبر على ورق لأنها أساسا في غزة، ولن تحل إلا بالاستجابة لمطلب حماس بإعادة تشكيل القوى الأمنية على أساس وطني.
من القادة البارزين للقوة التنفيذية إضافة لأبي عبيدة الجراح يوسف الزهار شقيق د.محمود الزهار القيادي في حماس، أما الناطق باسمها فهو إسلام شهوان المتواجد حاليا في مبنى السرايا في مدينة غزة حيث يستقبل الإعلاميين ويتلقى الشكاوى والملاحظات.
كتائب القسام وصورايخها
أما كتائب عز الدين القسام فهي جناح حماس العسكري ولها مواقع تدريبية ومعسكرات غير ثابتة نسبيا في قطاع غزة، أما وجودها في الضفة الغربية فهو سرّي للغاية ولم تظهر عناصرها منذ سنوات إلا في مناسبات قليلة هنا وهناك وقد نفذت كتائب القسام عمليات قوية ضد أهداف إسرائيلية خاصة تفجير الحافلات والمطاعم وخطف الجنود الإسرائيليين بهدف تبادلهم بأسرى فلسطينيين وعرب، وبعد بناء الجدار الفاصل وتوافق الفصائل على استبعاد أو تقليص هذا النوع من العمليات كثفت كتائب القسام قصف الصواريخ من قطاع غزة إلى المناطق الإسرائيلية المجاورة لها خاصة بلدة أسديروت في النقب ( 22 ألف نسمة).
ومر صاروخ القسام محلي الصنع بمراحل تطوير عديدة، ويكلف تصنيعه وإطلاقه بضع مئات من الشواقل (الدولا الأمريكي حوالي 4 شواقل)، ورغم عدم فعاليته إلا أن ضرباته تؤرق الإسرائيليين وتكلفهم خسائر مادية جسيمة، و لا يجدون له حلا إلا بقتل مصنعيه وقادتهم دون جدوى لأنه يأتي من يخلفهم، ولكن محاولات حماس لنقل تكنولوجيا الصواريخ إلى الضفة الغربية باءت بالفشل الذريع وقتلت إسرائيل واعتقلت جميع أفراد الخلايا التي عملت على ذلك وحكمت على المعتقلين بالسجن فترات طويلة من باب الردع لأن وجود صورايخ في الضفة الغربية سيقلب المعادلة العسكرية بأكملها.
ويلاحظ على الإعلام الإسرائيلي أن أي صاروخ يطلق باتجاه أسديروت أو المجدل أو عسقلان تسميه الصحف والإذاعات والتلفزة الإسرائيلية بـ "قسام" طبعا هذا اسم صواريخ كتائب القسام، لكن صواريخ سرايا القدس اسمها "قدس" وألوية الناصر تسمى بنفس الاسم "ناصر" وكتائب الأقصى "أقصى" ، ولكن حتى لو أطلقت ألوية الناصر مثلا صاروخ "ناصر" فإن الإعلام الإسرائيلي يقول بأنه صاروخ قسام وهذا يعود إلى كون كتائب القسام هي أول من استخدم أسلوب التصنيع وإطلاق الصواريخ محلية الصنع، ولكون كتائب القسام تساعد بقية الفصائل في هذا المجال خاصة عندما تكون ملتزمة بنوع من التهدئة.
ومن قادة كتائب القسام المعروفين في قطاع غزة والمطلوبين من قبل إسرائيل للتصفية هم محمد ضيف مطلوب منذ 17 عاما ويقال إنه مصاب بالشلل نتيجة قصف إسرائيلي، واحمد الجعبري حاليا هو القائد الأبرز والأكثر شهرة حيث يتهم بأنه مهندس ومنفذ وقائد لحملة السيطرة على مواقع ومقرات أجهزة امن السلطة وهو متزوج من ابنة الراحل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي وصهر صلاح شحادة الذي اغتالته إسرائيل بقصف مبنى سكني مما أدى لوقوع مجزرة يوليو 2002م، وشحادة كان العضو المؤسس في حركة حماس والقائد العام للجناح العسكري لحماس واعتقل فترة طويلة في السجون الإسرائيلية ويعرف عن الجعبري الشدة والحذر الشديد واتقان خطط الهجوم والدفاع، وتلتزم عناصر القسام بتعليماته وأوامره، وهو الآن يتعرض لحملة إعلامية شرسة من قبل جناح فتح الموالي لعباس ودحلان.
ومن القادة أيضا احمد غندور قائد كتائب القسام في مناطق شمال قطاع غزة وهو الآخر لعب دورا كبيرا في السيطرة على قطاع غزة، وآخرون مثل مروان عيسى، أما الناطق باسم كتائب القسام فهو أبو عبيدة ويظهر على الملأ ووسائل الإعلام لابسا قناعا أسود مغطى بقطعة قماش تحمل شعار القسام.
ويقدر عناصر كتائب القسام في قطاع غزة بالآلاف ويتمتعون باللياقة والشراسة والحفاظ على زملائهم،ويوصفون بأنهم مقاتلون عقائديون ذوو هدف، والأهم الانضباط والالتزام الحديدي بتعليمات القادة وفق التسلسل المعمول به وقد زادت قوة تسليح كتائب القسام بعد استيلائها على كمية وافرة من السلاح والعتاد من مقرات السلطة مؤخرا.
وترددت أنباء على أن كتائب القسام استولت من صنف بنادق ام 16 الأمريكية وحدها على 7200 قطعة بالاضافة إلى الرشاشات الثقيلة والمتوسطة والذخيرة التي تقدر بملايين الطلقات، ومبالغ مالية ضخمة وجدت بحوزة أتباع دحلان.
وترفض حماس حل جناحها العسكري حتى في ظل توافق وطني ولو شكلت حكومة وحدة وطنية، وأبو مازن لا سلطة له الآن على قطاع غزة وحتى لو كان هناك مصالحة فحماس لن تنزع سلاح كتائب القسام طالما إسرائيل موجودة أو على الأقل حتى انسحاب إسرائيل إلى خطوط الرابع من حزيران 1967 بما فيها القدس وإطلاق سراح الأسرى وتفكيك المستوطنات.
في الضفة الغربية إسرائيل لا تدع عنصرا من القسام إلا وتعتقله أو تقتله فورا ولكن السلطة اعتقلت العديد منهم مؤخرا في بعض مناطق الضفة، إلا أن نشاطهم في الضفة الغربية تقلص أو انعدم تقريبا منذ عام 2003 ولا ظهور علني لهم، وعدم وجود نشاط لهم في الضفة الغربية أو انطلاقا منها منذ سنوات يحرجهم لأن فتح تقول إن كتائب الأقصى التابعة لها وسرايا القدس التابعة للجهاد الإسلامي هم من يتصدون لقوات الاحتلال، وأن حماس تتحدث عن المقاومة وهي عمليا لا تمارس المقاومة، وهذا الكلام لاقى صدى كبيرا، رغم نشاطات القسام الكثيفة في سني الانتفاضة الأولى فالناس يرفعون شعار "صل على الحاضر"، وإذا استمر تجميد نشاط القسام في الضفة الغربية ضد إسرائيل فهذا سينقص من تعاطف الناس مع حماس هناك.
ويشار أن حماس لم تنفذ عمليات اتتقام تذكر ردا على اغتيال قائديها الكبيرين ياسين والرنتيسي، مما شكك البعض بتوجهات الحركة لا سيما أنها دخلت اللعبة السياسية من أوسع أبوابها.
سرايا القدس
أما "سرايا القدس" فهي الجناح العسكري للجهاد الإٍسلامي، ويتواجدون في الضفة الغربية بشكل علني في منطقة جنين والى حد ما في نابلس وبيت لحم وقد شنت إسرائيل حملة شعواء ضد سرايا القدس بعد قيام الأخيرة بتنفيذ سلسلة عمليات قوية ضد أهداف إسرائيلية، إلا أنه لا عمليات لسرايا القدس في داخل الخط الأخضر انطلاقا من الضفة الغربية منذ مدة طويلة ولكنهم وبالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى يتصدون لعمليات التوغل الإسرائيلية والاجتياحات المتواصلة لمدن الضفة خاصة جنين ونابلس، أما في رام الله فلا مقاومة عسكرية للجيش الإسرائيلي من أي فصيل كان بسبب أجهزة السلطة القوية هناك وطبيعة مدينة رام الله المكشوفة ذات الشوارع الواسعة نسبيا.
وتعد "ألوية الناصر صلاح الدين" الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية وهو تنظيم مكون من عناصر من فتح وحماس والشعبية والجهاد الإسلامي الذين خرجوا من تنظيماتهم الأم لأسباب مختلفة سياسية وشخصية وميدانية، وقد نفذ هذا التشكيل عمليات لا يستهان بها ضد إسرائيل في قطاع غزة وكان جمال أبو سمهدانه يلقب بـ "زرقاوي فلسطين" وهو أمين عام الألوية أساسا، وتلقى دورات عسكرية في الخارج، وعاد بعد دخول السلطة الفلسطينية، التي رفض نهجها التفاوضي جملة وتفصيلا، وهو عضو مؤسس للقوة التنفيذية وقد تمكنت اسرائيل من اغتياله بعد سنوات من الملاحقة.
أما الناطق باسم ألوية الناصر فهو محمد عبد العال الشهير بأبي عبير، ويظهر بلا لثام، ويشتهر بالهجوم على شخص محمود عباس ومحمد دحلان وسلام فياض، وله شعبية عند شريحة هامة من الجمهور الفلسطيني.
وقد أيدت الألوية حركة حماس في عملية السيطرة على قطاع غزة وشارك بعض عناصرها في السيطرة على بعض المواقع، وطبعا الألوية ترفض تماما حل نفسها وموقفها يتوافق مع موقف حماس في هذا المجال.
أبو علي مصطفى
ويقتصر نشاط كتائب الشهيد "أبو علي مصطفى" التابعة للجبهة الشعبية حاليا على قطاع غزة وعملياتها محدودة، ولا تلفت النظر، ولكنها ترفض قرار عباس بحلها، كذلك قد لا تستجيب لقرار أبو مازن كتائب المقاومة الوطنية تابعة للجبهة الديمقراطية وتحل نفسها رغم ان نشاطها أيضا ينحصر في قطاع غزة وعملياتها محدودة جدا وقليلة التأثير.
وهناك العديد من المجموعات الناشطة في قطاع غزة فقط بمسميات وعناوين كثيرة تقوم بين الفينة والأخرى بتنفيذ هجمات وإطلاق قذائف وصورايخ ولكن لا وجود لها إطلاقا في الضفة مثل كتائب الشهيد جهاد جبريل التابعة للجبهة الشعبية القيادة العامة، ومجموعات أيمن جودة واحمد أبو الريش وكتائب عمر المختار وغيرها وغيرها، والعديد منها أساسا تابع لفتح ويرفضون نهج اوسلو فتلقفتهم حماس والجهاد الإسلامي في الداخل ومنير مقدح من الخارج، ووفروا لهم السلاح والدعم لينفذوا عملياتهم ضد إسرائيل.
أما "جيش الإسلام" في قطاع غزة، فقد اشتركوا في خطف الجندي جلعاد شاليط قبل عام مع القسام والألوية، ولكن تبعيتهم لعائلة دغمش المتورطة في العديد من الأنشطة الإجرامية الأشبه بتصرفات المافيا أنهت تنسيقهم مع حماس ليتحول إلى عداء، وقد خطفوا الصحفي البريطاني جونسون وطالبوا بإطلاق سراح أبو قتادة وساجدة الريشاوي، في محاولة لمحاكاة نهج القاعدة لجلب التعاطف، لكن المال كان محركهم الأساسي، وحاليا شنت حماس والقوة التنفيذية حملة أمنية وإعلامية ضدهم بهدف إنهاء ملف الصحفي المختطف، ونزع سلاح آل دغمش المسبب لكثير من القلاقل، ولايزال الخلاف يتصاعد حتى الآن.
أبرز الأجنحة العسكرية
وتعد كتائب الأقصى وكتائب القسام والقوة التنفيذية وسرايا القدس وألوية الناصر أبرز الأجنحة، وتركز تلك التشكيلات ووجودها العسكري في قطاع غزة حيث لا سيطرة لعباس وأجهزة أمنه عليها، وحتى لو كان له وجود فهي أقوى من قدرات رجالة ولكن في الضفة الغربية فإن سرايا القدس لن تسلم سلاحها وهي ملاحقة من قبل الاسرائيليين، وتخترق كتائب شهداء الأقصى وتدعهما لكي تكون سندا لها في المواجهة المحتملة مع أجهزة عباس، ولكن عناصرها سيضطرون إلى التقليل من ظهورهم خاصة في النهار إلا إذا كان ثمة مسيرات جماهيرية.
أما كتائب شهداء الأقصى ومجموعاتها المختلفة (الشهيد أبو عمار وفارس الليل وجيش البراق و....) فكل فرد أو مجموعة له مرجعيته الخاصة وإجمالا فإن هذه المجموعات سترفض بمعظمها تسليم سلاحها والانخراط في أجهزة السلطة خاصة في ظل استمرار الاجتياحات والاغتيالات التي تنفذها إسرائيل ويشاع في الشارع الفلسطيني إن إسرائيل تريد "تنظيف الساحة" من كل هذه المجموعات بالقتل والاعتقال والحصار لكي تسلم المناطق لعباس أو للأردن وهذا له مردود سلبي وعكسي على شعبية عباس وفياض المتضعضعة أصلا، لأن المزاج الشعبي العام يرفض هذا النهج ويخوّن من يتبناه أيا كان،أما عمليات الاعتقال فهي خطرة جدا ،لأن إسرائيل قد تقوم في أي وقت باقتحام السجون واعتقال المحتجزين بسهولة، مثلما حدث في رام الله وأريحا.
صقور فتح
جدير بالذكر أنه تشكلت عدة أجنحة عسكرية تابعة للتنظيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الانتفاضة الأولى(1987-1993م)، وقامت بتنفيذ عمليات عسكرية ضد الجنود الإسرائيليين والمستوطنين وركزت أكثر على عمليات إعدام المتهمين بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية (العملاء) .
أبرز هذه التشكيلات، صقور فتح أو صقور الفتح (حسب البيانات التي وزعت) التابعة لحركة فتح وكان نشاطها في قطاع غزة، والفهد الأسود في منطقتي نابلس وجنين شمال الضفة الغربية وتتبع لحركة فتح، والنمور السود في منطقة طولكرم شمال الضفة الغربية وتتبع لحركة فتح أيضا، والنسر الأحمر وتتبع للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بزعامة جورج حبش (آنذاك)، وكان نشاطها محدودا ومحصورا في بعض المناطق، والنجم الأحمر ويتبع للجبهة الديمقراطية بزعامة نايف حواتمة، وأيضا كان أفرادها قليلي العدد والعدة ولا يكاد يذكر لها نشاط تقريبا.
ومن هذه التشكيلات أيضا القوى الإسلامية "المجاهدة" وتختصر باسم (قسم) التابعة لحركة الجهاد الإسلامي بزعامة فتحي الشقاقي (آنذاك) وقد تحول اسم الجناح العسكري للجهاد الإسلامي لاحقا إلى اسم "سرايا القدس"، وكتائب الشهيد عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وقد كانت النواة الأولى لتأسيسها في قطاع غزة على يد بعض الشبان المنتمين لحركة حماس بإيعاز من القادة السياسيين للحركة، كتائب "الشهيد عبد الله عزام" وتتبع لحركة حماس وقد تشكلت نواتها في الضفة الغربية بتنسيق مع قيادات حماس والإخوان المسلمين في الخارج، ولكنها لم تقم بنشاطات تذكر حيث إنه قد وجهت لها ضربة إسرائيلية أمنية وهي في بداية التكوين.
و تم توحيد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة وغزة تحت مسمى واحد لا يزال إلى الآن وهو كتائب "الشهيد عز الدين القسام" نسبة للشيخ عز الدين القسام الذي ولد في جبلة في منطقة اللاذقية السورية ودرس في الأزهر بمصر ثم انتقل للعمل والجهاد في فلسطين واستشهد في أواخر عام 1935م في أحراش بلدة يعبد قرب مدينة جنين.
وكانت نشاطات هذه التشكيلات العسكرية تتأثر بحجم تأييد التنظيم الذي تتبع له في مناطقها، أما تسليحها فقد كان عبارة عن مسدسات وبنادق إسرائيلية من طراز "عوزي "و "جليل" وبنادق أمريكية من طراز ام 16 وبنادق روسية من طراز كلاشنكوف وأحيانا بنادق تعرف بالبنادق الإنجليزية (ميم1) وهي بنادق كان يستخدمها الجيش الأردني الذي كان موجودا في الضفة الغربية قبل عام 1967م أو ما تركه بعض الثوار أيام الانتداب البريطاني، إضافة إلى السلاح الأبيض مثل الخناجر والبلطات والفؤوس.
وقد نفذت تلك التشكيلات مئات عمليات الإعدام للعملاء الفلسطينيين وملاحقتهم إضافة إلى بعض الاشتباكات المحدودة مع الجيش الإسرائيلي والمستوطنين أدت إلى سقوط عدد من هؤلاء بين قتيل وجريح على فترات متباعدة نسبيا.
شهداء الأقصى
أما أبرز الأجنحة العسكرية التي تشكلت بعد الانتفاضة الثانية عقب فشل قمة كامب ديفيد (2) فهي كتائب شهداء الأقصى التي ضمت بعض نشطاء وقادة الفهد الأسود وصقور فتح السابقين وجندت عناصر آخرين، من تنظيم فتح ومن مستقلين وبعض أفراد أجهزة الأمن حسب ظرف كل منطقة.
ويوضح أنه "ليس لكتائب شهداء الأقصى قيادة مركزية حتى داخل المدينة الواحدة وهي بالأساس ردة فعل على الهجمة الإسرائيلية الدموية الشرسة أولا، وعلى النهج الفاسد للسلطة الفلسطينية ثانيا، وبدأت كتائب شهداء الأقصى بتنفيذ عمليات إطلاق نار من داخل المدن والقرى التابعة للسلطة باتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية ومستوطنات، وكان الرد على ذلك بالقصف العنيف بالرشاشات الثقيلة وقذائف الدبابات".
نفذت كتائب شهداء الأقصى العديد من الكمائن المحكمة ضد مستوطنين وضباط وجنود اسرائيليين، وتمكنت من قتل وجرح العديد منهم، ومنذ البداية لم تتعامل إسرائيل مع هؤلاء برحمة رغم أنهم من فتح وأدخلت إسرائيل أسلوب قصف السيارات التي يستقلها النشطاء بمروحيات الأباتشي.
واغتالت العديد من كوادر كتائب شهداء الأقصى أو المتعاونين معها من قادة فتح المحليين بإطلاق النار أو بالقصف الجوي أو بإرسال سيارات مفخخة لهم مثل ثابت ثابت من طولكرم وجهاد العمارين من غزة حسين وعاطف عبيات من بيت لحم وغيرهم الكثير.
ورغم أن كتائب الأقصى ليست حتى الآن ذات قيادة مركزية موحدة إلا أن حركة فتح اعتمدت هذا الاسم بشكل واسع بدل تشكيلاتها ذات التسميات المختلفة في الانتفاضة الأولى كما أسلفنا، أما بخصوص قيادة حركة فتح السياسية فحتى اللحظة لا تغطي كتائب شهداء الأقصى، وحرص قادة فتح على تجنب العلاقة مع من ينشط منهم ضد إسرائيل تحسبا لعمليات انتقامية من إسرائيل ضدهم، وحتى ليس هناك ناطق إعلامي، فكل يتكلم على هواه.
تمويل من عرفات
وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يموّل بعض مجموعات كتائب شهداء الأقصى بالمال اللازم لشراء السلاح وباقي المصروفات لرجال الكتائب تحت مسميات المساعدات وغير ذلك، وكان عرفات معنيا بوجود ضغط عسكري ضد إسرائيل لإجبارها على التنازل، وما قصة السفينة "كارين A" عن ذلك ببعيد، ولأنهم (عرفات وفتح) خافوا من استحواذ حماس والجهاد الإسلامي على الساحة الفلسطينية لأن من ينفذ عمليات عسكرية ضد إسرائيل يحظى بشعبية كبيرة عند الجمهور الفلسطيني لاسيما وأن سمعة رجالات السلطة وهم قادة فتح سيئة جدا ماليا وأخلاقيا وحتى أمنيا.
ومن جهتها شكلت الجبهة الشعبية تشكيلا تحت مسمى "كتائب الشهيد أبو علي مصطفى" وقام أفراد من هذا التشكيل بقتل وزير إسرائيلي مستقيل ينتمي لأشد التيارات الإسرائيلية تطرفا هو رحبعام زئيفي، فاعتقلت السلطة الأمين العام الجديد للجبهة أحمد سعدات ومنفذي العملية.
وبعد عملية السور الواقي في ابريل 2002م نالت كتائب شهداء الأقصى ما نال غيرها من عمليات القتل والاعتقال في الضفة الغربية، ثم بدأت كتائب شهداء الأقصى تتضخم ولكن بعناصر كثير منها يطمع بالمنافع المالية أو من باب "التشبيح" بالمفهوم الشعبي الفلسطيني أي بمعنى الاستعراض والتباهي والعنتريات الفارغة.
وكانت كتائب الأقصى تمتنع عن تنفيذ هجمات تفجيرية داخل فلسطين المحتلة عام 1948م حتى قيام إسرائيل باغتيال رائد الكرمي، فانخرطت كتائب الأقصى في مجال العمليات داخل الخط الأخضر، وحتى أنها أول من استخدم النساء في هذا المجال، ونسقت ذاك النوع من عملياتها أحيانا مع الفصائل الأخرى.
وبرز دور "منير مقدح" القائد الفتحاوي في لبنان المنشق عن عرفات في تمويل مجموعات كتائب شهداء الأقصى ومازال يقدم التمويل ويتهم من قادة فتح المتحالفين مع إسرائيل وأيضا الإعلام الإسرائيلي بأنه حلقة وصل بين إيران وهذه المجموعات لكن مقدح توقف عن تمويل من يتسمون باسم كتائب الأقصى ولا ينفذون عمليات ضد إسرائيل، فمقدح مؤخرا لا يدفع ويدعم إلا مجموعات كتائب الأقصى الناشطة ضد إسرائيل.
وفي ظل عدم وجود قيادة مركزية لكتائب الأقصى برزت مشكلة الالتزام بالتهدئة من عدمها فهناك أجنحة في كتائب شهداء الأقصى رفضت وأخرى وافقت وهذا أيضا مرتبط ارتباطا وثيقا بتمويل وتسليح الكتائب، وعدم وجود قيادة مركزية لهم.
مصدر تمويل
وعمد بعض رجالات السلطة وبالأخص محمد دحلان إلى تجنيد أفراد من كتائب الأقصى موالين لهم ولمشاريعهم ورؤاهم السياسية لاسيما أن الانضمام إلى كتائب شهداء الأقصى من أسهل ما يكون، وعمد دحلان أيضا إلى شراء ذمم بعض عناصر الكتائب بالمال وبإلغاء ملاحقة أجهزة الأمن الإسرائيلية لهم، وأصبح هؤلاء ورقة بيد بعض الأجندات التي يراد تمريرها وقوة ضاربة ضد حماس في ظل حلقات سلسلة الاقتتال التي شهدتها الأراضي الفلسطينية مؤخرا.
معظم -إن لم يكن جميع-عناصر كتائب شهداء الأقصى موظفون في أجهزة أمن السلطة ويتلقون رواتبهم منها دون أن يلتزموا بقرارات قادتها إلا وفق أمزجتهم وتبعياتهم فالحديث عن دعمهم لأجهزة السلطة أمر غريب لأنهم أصلا موظفون فيها.
وهناك مصدر تمويل آخر لكتائب الأقصى أو بالأحرى لبعض مجموعاتها يتعلق بأخذ نسبة عبر تحصيل حقوق؛ ففي ظل تعطل القضاء وبطء إجراءاته تقوم مجموعة من الكتائب بتحصيل حقوق البعض المفترضة طبعا مقابل نسبة أو مبلغ معين أو استرجاع مسروقات من لصوص ونصابين مقابل مبلغ مالي أو نسبة متفق عليها وهكذا.
وأصبحت كتائب شهداء الأقصى مجموعات تجمع بين تناقضات مختلفة: المقاومة والابتزاز وأمراء الحرب والولاءات وتدخل في سياقها عوامل التفرقة بين المدينة والمخيم والريف، والولاء لقيادة محمود عباس أو الخروج عليها...إلخ
ويطلق سكان الضفة الغربية على تلك المجموعات اسم "الدكاكين" فمؤخرا انطلقت كتائب الشهيد أبو عمار متفرعة عن كتائب شهداء الأقصى بمسمى جديد، وجيش البراق، وهناك مجموعات فارس الليل وأسود ومجموعة نايف أبو شرخ أيضا متفرعة عن كتائب الأقصى في نابلس، وهي على خلاف مع مجموعة أبو جبل الناشطة في مخيم العين غربي نابلس ومجموعة الطيراوي الناشطة في مخيم بلاطة شرق نابلس.
وجدير بالذكر أن مجموعات فارس الليل ونايف أبو شرخ هي المستهدفة من حملات إسرائيل العسكرية على نابلس وهي التي تقاوم الاقتحامات وتطلق النار وتزرع العبوات في طريق الدوريات الإسرائيلية بالاشتراك مع سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي.
أما مجموعة أبو جبل والطيراوي فهي تابعة لمحمد دحلان وغير ملاحقة من إسرائيل عموما، وهي التي شنت الهجمات على نشطاء ومؤسسات حماس و تبتز الناس وتأخذ منهم الخاوات والاتاوات.
وومن جانبها, ترفض كتائب الشهيد أبو عمار تسليم سلاحها والانخراط في أجهزة السلطة، وأجهزة أمن السلطة وقواتها أعجز من أن تجمع أسلحتها، لأنه أصلا يحرم عليها دخول بعض المناطق.
2007-07-04 01:40:43
تعليق