أسرة التحرير
النقب هي المكان المفضل بالنسبة للحركة الصهيونية بالأمس، حيث جرت محاولات عديدة وتجري المحاولات في سبيل جر المستوطنين إليها، واليوم تأخذ النقب الأولوية في الاستراتيجية الصهيونية الجديدة.
تجددت أهمية النقب بالنسبة للكيان الصهيوني بعد انتفاضة الأقصى المبارك، والتي أوصلت الكيان الصهيوني، والعقل الصهيوني إلى فكرة إعادة بناء الكيان على أساس الفصل بين الفلسطينيين واليهود، وسبب ذلك بالطبع الهجرة المعاكسة وحالة الرعب داخل التجمع الصهيوني البغيض نتيجة العمليات الاستشهادية.
النقب بالنسبة للحركة الصهيونية، أخذت اهتماما كبيرا، وبالتالي أضفى قادتها عليها بعدا خاصا في نظرتهم لمستقبل الفكرة الصهيونية، ففيها أقام بن غوريون وفيها دفن وسار على خطاه العديد من الزعماء الصهاينة، ومن بينهم شارون، كذلك اعتبر بيريز أن تهويدها أهم عمل صهيوني على الإطلاق وهذا بالطبع للعديد من الأسباب.
نلاحظ في البداية، أن الدول الاستعمارية عندما عرضت موضوع التقسيم على الأمم المتحدة، كيف أنها وضعت النقب (ضمن المناطق اليهودية على الرغم من أن النقب لم يسكنها عبر التاريخ يهودي واحد)، وظلت النقب في كافة مشاريع الأمم المتحدة قبل 1948 يتم إعطاؤها صبغة يهودية، في ظل غياب حالة الوعي العربي، أو بالأحرى تغافلها واعتبارها مجرد مناطق صحراوية.
النقب أولا هي النقطة التي يتم تحقيق الفصل فيها بين آسيا وأفريقيا، وهو جوهر الوجود الصهيوني في بلادنا، وما يعنيه ذلك الانقسام من تجسيد سايكس بيكو، والنقب ثانيا هي مطلة على البحر الأحمر من خلال إيلات والتي أضحت مكانا للنفوذ الصهيوني على البحر الأحمر، والنقب فوق هذا كله، تعتبر منطقة قليلة السكان نسبيا، وبالتالي جاء المشروع الصهيوني في حلقته الجديدة ليستهدفها ليس من اجلها فقط ولكن من أجل مجمل المنطقة العربية.
فالمرحلة الأولى من الكيان الصهيوني انتهت بقيام الكيان على أراضي 1948 والمرحلة الثانية تم إكمال السيطرة على فلسطين التاريخية، وهنا ظهرت الأزمة الصهيونية وخصوصا مع انطلاق المقاومة وأخذها منحى جديدا بعد الانتفاضة الثانية، فقد أدرك الصهاينة أن النفسية الصهيونية غير الكفؤة، لا تستطيع بالمطلق أن تسيطر على الشعب بمجرد سيطرتها على الأرض، وبالتالي، وبعد جنين ثم غزة ثم الهزيمة في جنوب لبنان، أصبحت النقب مطلبا صهيونيا جديدا، لما تعنيه النقب من الأمل بقيام كيان يهودي نظيف عليها من اجل إقناع الشتات اليهودي بالمجيء إليها، وهذا لا يتم إلا بمسألة واحدة، وهي أن يقتنع اليهود أن هذه المناطق هي آمنة بالفعل.
عام 1937 طرح الصهاينة فكرة إقامة منطقة صناعية في النقب من اجل جذب اليهود إليها، وفي عام 1944 أصدر البروفسور الأمريكي«والتر كالاس ودرملك»كتابا تحدث فيه عن إمكانية إقامة منطقة صناعية عقب إنشاء قناة مائية بين المتوسط وبين البحر الأحمر من اجل توليد الكهرباء، وذلك من اجل جلب أربعة ملايين يهودي إليها، وفي عام 74 تشكلت لجنة صهيونية لرسم الدراسات بغية تنفيذ المشروع، وفي أغسطس عام 1980 أقرت حكومة بيغن تنفيذ المشروع.واليوم يدخل الأردن على الخط وكما ساهم سابقا قادته في نشأة الكيان الصهيوني يلعب دورا خطيرا فيما يسمى قناة البحرين التي ستمتد من البحر الأحمر إلى البحر الميت، ونحن بدورنا بعيدا عن الإشكالات الاقتصادية والأضرار البيئية وبعيدا عن رأس المال العربي المساهم وخطورته، فإننا نرى أن جوهر المسألة إنما يعني إعادة تشكيل نواة صهيونية جديدة نظيفة كليا من العرب، من أجل جلب ملايين اليهود اليها، ووضعهم في النقب.
استيطان النقب اليوم يعني بالدرجة الأساسية، وصول الكيان الصهيوني إلى مرحلة اليأس من حشد اليهود في فلسطين، وهو بهذه الطريقة، يود أن يقنع بقية اليهود بأن المنطقة آمنة، ويعمل على تهيئتها لاستقبالهم، وبأيدي وأموال عربية، وما يعنيه ذلك، انتقال الكيان الصهيوني إلى المرحلة الثالثة، والتي تعني إتمام قيام كيان نظيف من العرب ولو على جزء من فلسطين.
هذه المهمة في حال إنجازها تعتبر خطيرة جدا، لأن الكيان الصهيوني يبحث من خلالها عن طريقة لتكوين عمق آمن له، من أجل أن يعود في المستقبل وينطلق منه إلى بقية المنطقة.
الآن المطلوب من الصواريخ الفلسطينية أن تسقط المعادلة، وأن تسقط التشكل الثالث للكيان الصهيوني، لهذا فالكيان الصهيوني سوف يفعل المستحيل وسينفق المليارات من أجل وقف الصواريخ الفلسطينية لأنها تستطيع أن تسقط هذه المعادلة، من خلال إصابتها بعض أجزاء النقب، وما يعنيه ذلك من فشل تأمين العمق الآمن، الصواريخ ضرورية جدا جدا جدا، والاهتمام بها مهم للغاية..
كافة الحقوق محفوظة لشبكة فلسطين اليوم الإخبارية 2006
النقب هي المكان المفضل بالنسبة للحركة الصهيونية بالأمس، حيث جرت محاولات عديدة وتجري المحاولات في سبيل جر المستوطنين إليها، واليوم تأخذ النقب الأولوية في الاستراتيجية الصهيونية الجديدة.
تجددت أهمية النقب بالنسبة للكيان الصهيوني بعد انتفاضة الأقصى المبارك، والتي أوصلت الكيان الصهيوني، والعقل الصهيوني إلى فكرة إعادة بناء الكيان على أساس الفصل بين الفلسطينيين واليهود، وسبب ذلك بالطبع الهجرة المعاكسة وحالة الرعب داخل التجمع الصهيوني البغيض نتيجة العمليات الاستشهادية.
النقب بالنسبة للحركة الصهيونية، أخذت اهتماما كبيرا، وبالتالي أضفى قادتها عليها بعدا خاصا في نظرتهم لمستقبل الفكرة الصهيونية، ففيها أقام بن غوريون وفيها دفن وسار على خطاه العديد من الزعماء الصهاينة، ومن بينهم شارون، كذلك اعتبر بيريز أن تهويدها أهم عمل صهيوني على الإطلاق وهذا بالطبع للعديد من الأسباب.
نلاحظ في البداية، أن الدول الاستعمارية عندما عرضت موضوع التقسيم على الأمم المتحدة، كيف أنها وضعت النقب (ضمن المناطق اليهودية على الرغم من أن النقب لم يسكنها عبر التاريخ يهودي واحد)، وظلت النقب في كافة مشاريع الأمم المتحدة قبل 1948 يتم إعطاؤها صبغة يهودية، في ظل غياب حالة الوعي العربي، أو بالأحرى تغافلها واعتبارها مجرد مناطق صحراوية.
النقب أولا هي النقطة التي يتم تحقيق الفصل فيها بين آسيا وأفريقيا، وهو جوهر الوجود الصهيوني في بلادنا، وما يعنيه ذلك الانقسام من تجسيد سايكس بيكو، والنقب ثانيا هي مطلة على البحر الأحمر من خلال إيلات والتي أضحت مكانا للنفوذ الصهيوني على البحر الأحمر، والنقب فوق هذا كله، تعتبر منطقة قليلة السكان نسبيا، وبالتالي جاء المشروع الصهيوني في حلقته الجديدة ليستهدفها ليس من اجلها فقط ولكن من أجل مجمل المنطقة العربية.
فالمرحلة الأولى من الكيان الصهيوني انتهت بقيام الكيان على أراضي 1948 والمرحلة الثانية تم إكمال السيطرة على فلسطين التاريخية، وهنا ظهرت الأزمة الصهيونية وخصوصا مع انطلاق المقاومة وأخذها منحى جديدا بعد الانتفاضة الثانية، فقد أدرك الصهاينة أن النفسية الصهيونية غير الكفؤة، لا تستطيع بالمطلق أن تسيطر على الشعب بمجرد سيطرتها على الأرض، وبالتالي، وبعد جنين ثم غزة ثم الهزيمة في جنوب لبنان، أصبحت النقب مطلبا صهيونيا جديدا، لما تعنيه النقب من الأمل بقيام كيان يهودي نظيف عليها من اجل إقناع الشتات اليهودي بالمجيء إليها، وهذا لا يتم إلا بمسألة واحدة، وهي أن يقتنع اليهود أن هذه المناطق هي آمنة بالفعل.
عام 1937 طرح الصهاينة فكرة إقامة منطقة صناعية في النقب من اجل جذب اليهود إليها، وفي عام 1944 أصدر البروفسور الأمريكي«والتر كالاس ودرملك»كتابا تحدث فيه عن إمكانية إقامة منطقة صناعية عقب إنشاء قناة مائية بين المتوسط وبين البحر الأحمر من اجل توليد الكهرباء، وذلك من اجل جلب أربعة ملايين يهودي إليها، وفي عام 74 تشكلت لجنة صهيونية لرسم الدراسات بغية تنفيذ المشروع، وفي أغسطس عام 1980 أقرت حكومة بيغن تنفيذ المشروع.واليوم يدخل الأردن على الخط وكما ساهم سابقا قادته في نشأة الكيان الصهيوني يلعب دورا خطيرا فيما يسمى قناة البحرين التي ستمتد من البحر الأحمر إلى البحر الميت، ونحن بدورنا بعيدا عن الإشكالات الاقتصادية والأضرار البيئية وبعيدا عن رأس المال العربي المساهم وخطورته، فإننا نرى أن جوهر المسألة إنما يعني إعادة تشكيل نواة صهيونية جديدة نظيفة كليا من العرب، من أجل جلب ملايين اليهود اليها، ووضعهم في النقب.
استيطان النقب اليوم يعني بالدرجة الأساسية، وصول الكيان الصهيوني إلى مرحلة اليأس من حشد اليهود في فلسطين، وهو بهذه الطريقة، يود أن يقنع بقية اليهود بأن المنطقة آمنة، ويعمل على تهيئتها لاستقبالهم، وبأيدي وأموال عربية، وما يعنيه ذلك، انتقال الكيان الصهيوني إلى المرحلة الثالثة، والتي تعني إتمام قيام كيان نظيف من العرب ولو على جزء من فلسطين.
هذه المهمة في حال إنجازها تعتبر خطيرة جدا، لأن الكيان الصهيوني يبحث من خلالها عن طريقة لتكوين عمق آمن له، من أجل أن يعود في المستقبل وينطلق منه إلى بقية المنطقة.
الآن المطلوب من الصواريخ الفلسطينية أن تسقط المعادلة، وأن تسقط التشكل الثالث للكيان الصهيوني، لهذا فالكيان الصهيوني سوف يفعل المستحيل وسينفق المليارات من أجل وقف الصواريخ الفلسطينية لأنها تستطيع أن تسقط هذه المعادلة، من خلال إصابتها بعض أجزاء النقب، وما يعنيه ذلك من فشل تأمين العمق الآمن، الصواريخ ضرورية جدا جدا جدا، والاهتمام بها مهم للغاية..
كافة الحقوق محفوظة لشبكة فلسطين اليوم الإخبارية 2006
تعليق