بســـم الله الــرحمـــــن الــرحيــــــم
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ , وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
إن الحمد لله نحمده و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
أما بعد :
فما من قول قائل و لا عملِ عامل إلا و له حصاد في الدنيا و الآخرة إن خيراً فخير و إن شراً فشر , و مصداقُه حديثان , الأول : ما جاء في الترمذي - و هو حسن صحيح - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : يا نبي الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : " ثكلتك أمُّك , و هل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم " أو قال : " على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم " .
و الثاني : ما أخرجه مسلم من الحديث القدسي : " يا عبادي إنما هي أعمالُكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه " .
و قد سلف منا بيان الحصاد المبارك لجهاد أربع سنوات متواصلة .
فماذا حصد الأكراد ؟
و ماذا حصد الشيعة في العراق ؟
و ما هو موقفنا من إيران ؟
أولاً / ماذا حصد الأكراد ؟
ظالمٌ من قال : إن الأكرادَ شعبٌ لا تاريخ له , فلو قّلبنا صفحات التاريخ لوجدناه يغصُّ بمواقف مشرفة و أبطال أماجد و أعلام عدة في العلم و العمل , كانوا أكاليلَ غارٍ على رأس هرم الحضارة الإسلامية , فابن الصلاح الحافظ المُحدث المشهور بمقدمته ( ذريعة الطيب في أصول الحديث ) الكردي , و ابن الحاجب اللغوي الغواص في علم أصول الفقه الكردي , و صلاح الدين فاتح القدس و كاسر الصليب و مزيل دولة الرافضة العُبَيدِية المتعصبة لا يزال الى الآن على الألسن ذكره و في القلوب حبه هو و عائلته آل أيوب , فبعد أن استقرت يد الفاطميين على دمشق فُرضت شعائر الرافضة , و بقيت مصر أكثر من مئتي عام دولةً رافضية , و لم يزل الأمر كذلك حتى أزالت ذلك دولةُ نور الدين الشهيد و صلاح الدين الأيوبي . فبالأمس كان جدهم بجهاده ممدوحاً في ميزان الشرع , و اليوم انقلبت الموازين و أصبح ساستهم هم الذين يُثَّبتون ملك الرافضة في بلاد الرافدين ! إنها صداقة مصلحية من الطرفين . فحقد الرافضة الدفين على صلاح الدين الأيوبي رحمه الله معروف و عداؤهم للكُرد قديم جداً , اعتماداً منهم على روايات منسوبة زوراً ًلجعفر الصادق بأن الكُرد أصلهم من الجن ! و لا يجوز الزواج منهم أو أكل طعامهم ! و هكذا ديدن من اتخذ المصالح إلهاً يُعبد من دون الله , يتلوَّنُ كالحرباء , فبعد أن كان واحدهم ذئباً على أعداء الدين و الملة صار اليوم مع الكفار المحتلين يصدق عليه قولهم ذئب استنعج , حتى تبجح و بصراحة نائب كردي و هو محمود عثمان مصرحاً أن الأكراد يفضلون بقاء القوات الأمريكية في العراق لأنها تجنبهم تهديدات تركيا و إيران و نشرت خضراء الدِّمَن الشرق الأوسط احتفال الأكراد في إقليم كردستان العراق بمناسبة الذكرى الرابعه للاحتلال الأمريكي مبتهجين بالمكاسب التي حققوها جراء التغيير , و قال النائب الكردي المذكور في حوار هاتفي مع الجريدة المذكورة من كردستان : إن سقوط النظام العراقي السابق قد أزال مخاوف الأكراد من وجود نظام في بغداد قد يعمل على إعادة ضم الإقليم إلى العراق , و ادّعى أن الأكراد الذين يقطنون الإقليم يعيشون حالاً أفضل من بقية العراقيين حيث يسود الأمن و النظام , و أشار وزير الثقافة في حكومة الإقليم أن حقوق الأكراد باتت ثابتة , و أن القومية الكردية حقيقة ثابتة في الشرق الأوسط - و ذلك حسب وكالة الصحافة الفرنسية - . هذه هي المكاسب التي يظنونها , فجُلُّ هَمِّهِم القومية الكردية على غرار كبير القومية العربية البائدة ساطع الحصري إذ قال :
يا مرحبًا بكفر يوحد بيننا ** و أهلاً و سهلاً بعده بجهنم .
فلنقف معاً وقفة مُنصف نستطلع ماذا جنى الأكراد في أربع سنوات مضت ثم نقارنها بما زعموه من مكاسب :
أولاً / على الصعيد العَقَدي و الشرعي :
حرث رأس الكفر الطالباني و البارزاني مسيرة العلم والتعليم في كردستان المسلمة و رسخوا الشيوعية الملحدة و بنتها المرة العلمانية حتى صار ترك الصلاة في العامة أمراً معتاداً مصداقاً للحديث النبوي : ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضاً الحكم ، و آخرهن الصلاة )
كما أنهم أهانوا العلماء , و حَجَّموا دورهم , و راقبوا سِرَّهم و جهرهم , و صرفوا الناس عنهم كل مصرف , بل شوَّهوا دعوتهم و أجبروهم على دعم كفرهم و ردتهم , و من أبى منهم فالسجن مسكنه و أعواد المشانق موقفه .
ثانياً / و أما على الصعيد الاجتماعي :
فقد رُوِّجَ للفساد و الرذيلة من قبل الحزبين , و شاعت عادات شاذة لم تكن موجودة في المجتمع الكردي المحافظ , حتى أضحى مثل تبرج النساء و خروجهن كاسيات عاريات شيئاً مألوفاً , ناهيك عن انتشار دُور الفاحشة و محلات الخمور و المحميات اليهودية داخل المدن الكردية .
ثالثاً / و أما على الصعيد الاقتصادي :
فلا تخفى زيادة الفقر و ارتفاع الأسعار و تفشي البطالة مقابل تضخم في ثروة الحزبين , فحالهم مع شعوبهم أشبه ما يكون بالعَلَقة مَصَّاصة الخيرات , فإن أية مكاسب يتحدث السادة الدجالون إذاً ؟ حقًا كما جاء في المثل : " بطن جائع و وجه مذهول " فلا تجمعوا بين كذب و جوع .
و ليعلم مسلمو كردستان أن لقمة العيش ليست مانعاً من موانع التكفير , و هي لا تسوغ للمرء أن يوالي الكفار المرتدين و يظاهرهم على المسلمين , و قد وقع الرعيل الأول من الصحابة في جميع أنواع الفقر و الجوع كما حصل لهم في الشِّعب الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات و لم يمارسوا شيئًا من الكفر أو يظهروه عسى أن يُخفف عنهم الحصار أو الجوع بل لم يكن منهم إلا الصبر و الثبات و احتساب الأجر عند الله تعالى .
و قد جرت سنة الله القدرية أن المؤمن مبتلاً , و يُبتلى على قدر دينه و إيمانه كما قال تعالى : ( و لنبولنكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين ) فكيف يرتد المرء على عقيبه و يهرول إلى ساحات الكفر ليلتمس عندهم الرزق و كشف الضر و الجوع في أدنى بلاء يلاقيه ؟ قال تعالى : ( و في السماء رزقكم و ما توعدون ) , و قال تعالى : ( و من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
أما عن القومية الكردية , فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كما جاء في الصحيحين قال ( كنا في غزاة فكسع (أي ضرب ) رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار , فقال الأنصاري : يا للأنصار , و قال المهاجري : يا للمهاجرين , فَسمَّعها اللهُ رسوله صلى الله عليه و سلم فقال : "ما هذا ؟ " فقالوا : كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار و قال المهاجري يا للمهاجرين , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " دعوها فإنها مُنتنة " أي دعوا العصبية , وهو أمر صريح بتركها و الأمر المطلق يقتضي الوجوب .
و حسبك بالنتن الموجب للتباعد بدلالته على القبح البالغ - كما ذكر أهل العلم - و عند أحمد و الترمذي و الحاكم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثا جهنم ", فقال رجل: يا رسول الله و إن صلى و صام ؟ فقال: و إن صلى و صام، فادعوا بدعوى الله التي سماكم : المسلمين المؤمنين ، عباد الله ).
و روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه كان يقول :
أبي الإسلام لا أب لي سواه ** إذا افتخروا بقيس و تميم .
و قال صاحب الفتح الكبير : النداء برابطة أخرى غير الإسلام كالعصبية المعروفة بالقومية لا يجوز و لا شك أنه ممنوع بإجماع المسلمين . و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن أبيه و لا تكنوا ) قال الشوكاني : فهذا يدل على شدة قبح هذا النداء و شدة بغض النبي صلى الله عليه وسلم . و اعلم أن رؤساء الدعاة إلى نحو هذه القومية العربية أبو جهل و أبو لهب و الوليد بن المغيرة و نظراءهم من رؤساء الكفرة , فالقضية الكردية فيها وجهان : وجه حق , و وجه باطل , فأما الباطل فهو توجيه دفة القومية نحو كفر و عصبية , و عصبية جاهلية مقابل العصبية العربية أو التركية أو الفارسية .
أما وجه الحق فهو قول الله عز وجل : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) و قوله : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ) .
وَجْهُ الحق قول النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع بعد أن صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال - كما في الترغيب للمنذري -: ( يا أيها الناس إن ربّكم واحد و أباكم واحد , ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي و لا لأسود على أحمر و لا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ) .
وعند أحمد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبَيَّة الجاهلية و فخرها بالآباء , مؤمن تقي و فاجر شقي , و الناس بنو آدم و آدم من تراب , لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون على الله من الجِّعلان تدفع بأنفها النتن ) .
وجه الحق أن تكسر تلك الحدود المصطنعة التي فرقت بين الأخ و أخيه و الأب و ابنه , فُقطِّعت الأرحام و صودرت الأموال لا لشيء إلا لأنهم أبناء صلاح الدين قاهر الصليبين و الروافض المجوس في مصر و بلاد الشام , و على رأس حقوقهم أن يُمَكَّنُوا من تطبيق شرع الله كما أمر الله .
فعليه فهذا نداء مني لكافة مناطق كردستان للدخول ضمن حدود دولة الإسلام في بلاد الرافدين لاسيما و أن كتائب كردستان قد زحفت عائدة للجبال و بدأت أيادي العمليات المباركة بإذن الله تنال الكفر و أعوانه رغم العوائق الاصطناعية العديدة كَمَّاً و نوعاً , و ما عملياتنا في أربيل و مخمور منكم ببعيد , كما أن العمليات المباركة في السليمانية و جبالها شكلت انعطافاً خطيراً و كبيراً , فأسود الجبال عادت تمزق أوصال الحزبين العلمانين المسعورين على الإسلام و أهله و من ورائهم الأمريكان .
فيا أحفاد صلاح الدين : لا و الله لن ندعكم فريسةً لنهش العلمانين , و سنمدكم بدمائنا , و سنزحف لتحرير مناطقكم من رجس الملاحدة للمحافظة على هويتكم الإسلامية , فما أتعس من قَدَّم الولاء الحزبي و العرقي على الولاء الديني العقدي ! ما أتعس من اشترى دنياه بآخرته .
و انتهز الفرصة لأحيي تركمان العراق السنة أبطال الإسلام , و نقول لهم بارك الله فيكم فقد ذكرتمونا بجهادكم عند أسلافكم حين قهروا الروم فعَلَوا بإيمانهم على كل كفر , و وطئوا بأقدامهم كل شرك , و حق ما قاله كعب ابن زهير : من أشبه أباه فما ظلم .
ثانياً : ماذا حصد شيعة العراق ؟
يا رافضة العراق : إلى متى تسيرون مع الرياح كما تسير ؟ و تدورون مع الهوى كما يدور ؟ فموقفنا منكم كما ترون أضحى لا يخفى على أحد , إلا أننا اليوم نخاطبكم خطاب المشفق عليكم الراجي توبتكم و صحوكم من السبات العميق .
فماذا جنيتم بعد أربع سنوات ؟
أولاً :
في الجانب العقدي و الشرعي :
ازدتتم كفراً على كفر و انسلاخاً من الدين بوقوفكم مع الكافر المحتل , حتى صار العرب من أبناء العشائر العربية الأصلية أداة في أيدي الفرس و أتباعهم من طوائف الكفر و الردة , و سيبقى هذا وصمة عار في جبين تاريخكم , و هذا ديدنكم كما تروي كتب التاريخ , توالون أعداء الله على أهل السنة .
ثانيا :
الاقتصاد والخدمات العامة :
أ- تدهورت الخدمات العامة من ماء و كهرباء و وقود و صحة , فقد أُعلن عن بوادر الطاعون في بعض مدن الجنوب كنتيجة طبيعة في مياه الصرف الصحي التي تغرق مدنكم , و التلوث في مياه الشرب في مياه الصرف الصحي مما أدى كذلك إلى انتشار مرض الفشل الكلوي و غيره .
ب- هجرة الأراضي الزراعية و بوار الأرض كنتيجة حتمية لانعدام الكهرباء و الوقود , كما صدر تقرير حديث ينذر بخطر تفشي الخشخاش بديلاً عن الأرز في الديوانية .
ج- تضخم هائل لثروة آيات النجف و كربلاء و أعضاء فيلق بدر و حزب الدعوة الحاكمين بعد أن كانوا لا يملكون قوت يومهم , مقابل الإضعاف المتعمد لثروة العشائر العربية إلى حد الإذلال و بمخطط فارسي معروف .
د- ظهور نسب عالية جداً لمرض الإيدز و خاصة في المدن الكبرى كالبصرة و النجف و كربلاء.
ه- انتشار تعاطي المخدرات و ظهور عصابات الجريمة المنظمة .
ثالثا :
و أما في الجانب السياسي :
أ- تنازع كبير لاقتسام الكعكة بين الأحزاب دون أي نصيب للمحرومين وقودِ الحرب , فحرب بين الصدر والحكيم , و حرب بين الفضيلة و الحكيم و الصدر , و معارك البصرة و الديوانية و الناصرية خير دليل .
ب- تهميش أبناء البلاد , بينما المناصب الآمنة للفرس القادمين للبلاد .
ج- زج أبناء العشائر العربية لوقود حرب لا تُقَوِّي إلا سلطان فارس , بينما الخزي في الدنيا و جهنم في الآخرة لألئك الأغبياء الحمقى .
د- تغيُّر التركيبة السكانية في بعض المناطق في صالح الفرس القادمين , بينما العشائر العربية هجروا ديارهم و أرضهم و سكنوا المدارس و المستشفيات و حتى المقابر كنتيجة حتمية لأمرين :
أولهما : حربهما لله و رسوله و لعباده المؤمنين المجاهدين .
ثانيهما : رضاهم بالفرس سادة لهم , فماذا استفدتم بعد كل هذا إلا الويلات في الدنيا و الآخرة ؟
إلا أن باب التوبة لا يزال مفتوحاً لكم , و لا تظنوا أننا سنبيد خضراءكم و نقتلكم على بذرة أبيكم إن ملكنا زمام أمركم , فالقتل العشوائي بلا ضوابط شرعية حرام في دين الله و تعامُلنا معكم سيكون بمقتضى شرع الله في مثل حالكم : دعوةً للحق و إرشاداً للمنهج و إزالةً للشبهات مع الرفق في كل ذلك , ومن أبى فالحكم لله أولاً و آخراً .
ثالثاً : ما هو موقفنا من إيران ؟
يُحكى أن بعض الأكاسرة قال لأحد مرازبته : ما أطيب المُلك لو دام ! قال المرزبان : لو دام لم يصل إليك .
و السعيد من اتعظ بغيره , و لكل أجل ميعاد فلا تظنوا يا أحفاد ابن العلقمي الخائن أننا غافلون أو ناسون لجرائمكم التأريخية و على شتى الأصعدة , و إنا لنعلم جيداً البذرة الأولى التي غُرست في الرافضة بيد يهودية بيد ابن سبأ اليهودي , لكننا لطالما تحاشينا الصدام المرحلي بكم من باب السياسة الشرعية راجين أن تعتبروا من التاريخ فجرائمكم شملت الجوانب العقدية و الشرعية العسكرية و السياسية وتوالت مع الأيام بلا وازع من دين أو رادعٍ من ضمير, و طائفيتكم لا تخفى على أحد و عداؤكم لأهل السنة واضح مكشوف و دعوتكم للوحدة الإسلامية دعوة تَقِيَّة يخالفها الفعل و جرائمكم ضد أهل السنة في إيران لا تحصى منها :
أ- ظلت ايران ما يقرب من تسعة قرون سنية منذ سقوط الدولة العباسية فكانت الصبغة السنية ظاهرة فيها و أهل السنة كانوا أكثرية في إيران إلى عهد قريب و قد كان الشيعة أقلية محصورة في بعض المدن الإيرانية مثل قم و قاشان ونيسابور فلما وصل الشاه إسماعيل الصفوي إلى الحكم سنة تسعمئة و سبع للهجرة أجبر أهل السنة على التشيع حين خَيَّرهمُ بينه و بين الموت .
ب- هدم عشرات المساجد للسنة في إيران بل إنه لايوجد مسجد واحد لأهل السنة في طهران مع انتشار الكنائس و المعابد .
ج- الاغتيالات المتكررة لرموز السنة من العلماء و الدعاة و أهل الخبرة و الاختصاص .
ه- دفن النفايات النويية في براندرام , و حصار قُراً فيها , و ذكرت الصحف الايرانية أن عدداً كبيراً من المعترضين على دفن النفايات النووية قد ألقي القبض عليهم و سُجنوا و عُذبوا و بقي المئات منهم محاصرين من قبل القوات الحكومية .
و- يعاني أهل السنة من مشاكل جَمَّة في التعليم , فأبناؤهم لا يُقبلون في الجامعات , و التعليم الديني لأهل السنة يواجه عقبات كثيرة .
و أما جرائمكم في أفغانستان , فدوركم وصلت خسته إلى أبعد حد , فالأحزاب الرافضية الموالية لكم في باميان و الشمال ما أطلقت طلقة واحدة ضد المحتل الروسي أو الحكم الشيوعي بل كانوا يفرضون الإتاوات على قوافل المجاهدين و يقتلون من يقدرون عليهم منهم , ثم ساهم الحرس الثوري في المذابح البشعة التي جرت ضد أهل السنة في كابول بعد سقوط النظام الشيوعي و من ذلك أنهم كانوا يقطعون أثداء نساء أهل السنة , و كانوا يسألون السني عن عمره ثم يضربونه بعدد من المسامير يساوي سنه و آخرهم في رأسه ثم يقومون بحرقه وهو بالضبط ما يفعله أصحاب المثاقب الكهربائية ( الدريلات ) بأهل السنة في العراق .
و أما عن جرائمكم البشعة ضد طالبان في باميانا ومزار شريف وكيف قتلتم في عدة أيام أكثر من ثلاثة الآف طالب و بإشراف مباشر من الدبلوماسية الإيرانية , و قصة اعتقال و قتل هؤلاء الدبملوماسيين أشهر من أن تُعرض , وهو نفس الدور الذي تقوم به هذه البعثة اليوم في العراق قال تعالى : (أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) .
و أما عن جرائمكم في بلاد الرافدين فهي طويلة و متصلة و ضاربة في أعماق القدم بدءاً من الصفوي الحاقد و انتهاءاً بدمية شياطين قُم نجاد , فلم تكتفوا يا مجوس العصر بالمشاركة المباشرة في احتلال العراق - كما صرحتم غير مرة - بل دفعتم كلابكم الحاقدة إلى بلاد الرادفين فأوغلت في دمائنا و رقصت على أجسادنا , فلم يسلم طفل رضيع شوته ذئاب الفرس , أو شيخ كبير , أو امرأة عفيفة , حتى قيض الله لهم رجال دولة الإسلام فردوا الصاع صاعين و الكيل مكيالين , و بدأتم تتجرعون من نفس الكأس , و لكننا اليوم نعلنها مدوية أن أيدينا لن تبقى بعيدة عنكم طويلاً , إن الحديد بالحديد يُفَلّ , و لتعلموا يا كلاب الفرس أننا لا نفهم من السياسة إلا سياسةَ الجهاد و القتال , و لا يعجبنا من الكفار إلا قطف الرؤوس و شرب الدماء و لا نفهم من الرحمة إلا تطهير الأرض من شر من أشرك مع الله إلهاً غيره و طعن في عرض نبينا و سب و كفَّر أئمتنا و أحرق مساجدنا و داس كتابنا .
و عليه فإنا نُمهِل الفرس عموماً و حُكّام إيران خصوصاً شهرين لسحب كل أنواع الدعم لرافضة العراق , و التوقف عن التدخل المباشر و غير المباشر في شؤون دولة الإسلام , و إلا فانتظروا حرباً ضروساً لا تُبقي فيكم و لا تذر , قد أعددنا لها العدة منذ أربع سنوات , ولم يبقَ لها إلا إصدار الأوامر لبدء الحملة , و لا و الله لن نستثني بقعة فيها الفرس المجوس لا في إيران و لا في غيرها من دول المنطقة , لذا فإننا ننصح و نحذر كل تاجر سني في إيران و الدول العربية و خاصة دول الخليج من الشراكة مع أي تاجر رافضي أو إعداد تجارة جديدة معهم وهم مشمولون بفترة شهرين لسحب كل أنواع الشراكة و التجارة معهم , و إنما نضع فرصة ثمينة أمام كل دولة فيها من الفرس الروافض أن يصدروا بيان شجب بيان و استنكار لجرائم الحكومة الصفوية الرافضية , و يعلنوا البراءة منها , و سوف يكونون بذلك في مأمن من ضرباتنا القادمة بعد مرور الشهرين بحول الله و قوته .
كما و نعلن عن إنهاء كل المعاملات التجارية بين بلاد الرافدين و مجوس إيران بما فيها من معاملات مصرفية و بنكية , و نعطي فترة شهرين لتصفية كل الحسابات و المعاملات اللازمة , و بعدها سيكون أي نوع من أنواع التجارة معهم عرضة لضربات المجاهدين و بكل قوة .
و نوجه نداءنا لكل أهل السنة و شباب السلفية الجهادية خاصة في جميع أنحاء الأرض أن يستعدوا لهذه الحرب و يأخذوا لها أهبتها و يعدوا لها عدتها .
و عزمت عليكم ألا تألوا جهدا و لا تدخروا وسعاً إذا صدرت توجيهاتنا إليكم .
كما اوجه ندائي لأهل السنة في إيران خاصة أن يستعدوا لهذه الحرب , و نحن من خلفكم , فأمامكم فرصة تاريخية للحصول على حقوقكم بدءاً بالحكم الذاتي الإسلامي و انتهاءاً بالقصاص العادل لكل مجرم داس كرامتكم , و راقبوا كل مؤسساتهم و حددوا قوة معسكراتهم و طرق مواصلاتهم و دربوا شبابكم و خزنوا أسلحتكم و فرقوها جيداً و اجعلوا لكم رأسا ًو مجلس شورى تصدرون عن رأيهم و ذلك لكل أهل السنة البلوش منهم و الكرد و العرب و الفرس و اعلموا أن يد الله مع الجماعة , فأبشروا فإن يوم الخلاص قريب بإذن الله.
فأما أنتم يارجال دولة الإسلام يامن سكبتم الدماء و هجرتم الأهل و الولد فأذكر نفسي و إياكم بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ , وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : " فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت العداوة والبغضاء. واذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا , و إذا اجتمع صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ) .
وروى ابن اسحاق وغيره قال : " مر شاث ابن قيس وكان شيخاً قد أتى عظيم الكفر شديد الضغينة على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأوس و الخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه , فغاظه ما رأى من أُلفتهم و جماعتهم و صلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد , لا و الله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار , فأرسل إليهم من حرَّش بينهم و ذكرهم يوم بعاث حتى تواعد الظاهرة و خرجوا يقولون السلاح السلاح , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيما من معهم من أصحابه المهاجرين فقال : " يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية و أنا بين أَظهركم بعد أن هداكم الله بالإسلام و أكرمكم به و قطع عنكم أمر الجاهلية ؟ )
فيا اهل السنة ان حملة راية شات ابن قيس اليوم كُثُر فأعلنت مؤسسة راند للأبحاث خطتها وعلى الملأ و أعطى إشارة البدء المرتد الزنديق زلماي خليل زاد أو كما يسميه بعض المنتسبين إلى الإسلام و الجهاد اليوم و يسمي هو نفسه زيادة في الدجل ( أبو عمر ) و ذلك في خطاب وداعه المشؤوم لبلاد الرافدين لذا أوجه ندائي لكل جنود دولة الإسلام و رجائي لكافة الفصائل الجهادية أن يتقوا الله في هذا الجهاد ويحذروا أن تقع ثمرته في فنادق عمان أو في قصور جدة و الرياض و حتى في المنطقة الخضراء .
فلجنودنا أقول : صنفان هما محطُّ حُبنا واحترامنا و تقديرنا وسعة صدورنا , و إن بغى بعضهم علينا : الفصائل المجاهدة وعشائر أهل السنة , فإياكم أن تأخذوا طائفة بجريرة بعضهم و لو سفكوا منا الدماء و طعنوا في أعراضنا , قابِلوا الجور بالعدل بل بالإحسان , والغلظة بالرفق و البعد بالقرب , قال تعالى : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم ) .
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا يُنزع من شيء إلا شانه. و اعلموا ان الساعين لهذه الفتنة يريدونها بكل سبيل و يطرقونها من كل باب لأنها أملهم الوحيد في بقائهم بعدما انكشفت مسوح الضأن التي كانوا يدعون التمسك بها , و لهذه الفتنة مخاطر كبيرة على الجهاد ومشروع الدولة أهمها :
أولاً : الإحباط الهائل الذي سيصيب أمة الاسلام وفقدان التعاطف العام الذي يحظى به هذا الجهاد المبارك .
ثانياً : إحداث بلبلة كبيرة في نفوس الداعين لهذا الجهاد , و أهمهم شباب الأمة الراغبون في اللحاق بنا و نحتاجهم من مقاتلين و استشهاديين و خبراء و دعاة .
ثالثاً : غرس روح الحمية و العقدية المذمومة في نفوس أبناء العمل الجهادي , هذه الحمية التي جعلت الصحابة يقولون السلاح السلاح , و جعلت سعد ابن عبادة سيد الخزرج - كما عند البخاري - يقول لسيد الأوس سعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله و لا تقدر على قتله ,يعني ابن سلول, فقال أسيد بن حضير له : إنك منافق تجادل عن المنافقين . هؤلاء خير الناس و عقلاؤهم و صحابة رسول الله لما استعرت نار الحمية في نفوسهم قالوا ما قالوا , فما بالكم بمن هم حديثو عهد في بعث كافر شوه كل شيء في نفوس من حكمهم إلا التوحيد و الحمد لله .
رابعاً : نصرة أبناء الجهاد من بعضهم و غرس روح الشك و الريبة في نفوسهم , مما يقلل أو يعدل التعاون على عدو غاشم جاثم على قلوبنا كما يُفوت علينا فرصة إيصال الحق الذي نحمله لإخواننا , فلطالما وجدنا لدعوتنا الأث الطيبر في نفوس من نجالسه و هو عينه الذي لا يريده من يسعى لهذه الفتنة .
خامساً : فقدان القاعدة الشعبية نتيجة الممارسات اللاأخلاقية التي تصدر عن هذه الفتنة و صعوبة تَبَيُّن عوام الناس - فضلاً عن عقلائهم المخطئ من المصيب .
أمة الإسلام ..
علماءنا الكرام ..
أرباب الإعلام الإسلامي ..
أقول مقالة نبينا صلى الله عليه و سلم في حادثة الإفك : " من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً "
فمن يا عباد الله يعذرني من رهط بلغني أذاهم في إخواني فوالله ما علمت عليهم إلا خيراً فحسبي الله و نعم الوكيل.
لقد اعترف بوش في خطابه الأخير أن القتال في العراق صعب , و قال أن كبار جنرالاته و الحكومة العميلة لا يغادرون المنطقة الخضراء , و أن تسعين بالمئة من المعارك تقوم بها الدولة الإسلامية , و أكد حقده الصليبي فقال : إن الديموقراطية تقف في حرب مفتوحة مع العقيدة الإسلامية أو ما يسميها أيديولوجية القاعدة ..
نعم يا بوش .. نحن من يخطف جنودك و يقتلهم و يحرقهم و سنستمر بعون الله طالما لا تفهم إلا لغة الدماء و تطاير الأشلاء , فجنودنا عشقوا دماء جنودك و تباروا في قطف رؤوسهم و أعجبهم لعبة إحراق آلياتهم .
لقد سارعت يا بوش كالمسعور لحرب الاسلام و المسلمين في كل مكان , و كان آخرها مسارعتك المحمومة لتغذية الحرب الصليبية في لبنان على أهلنا في المخيمات الفلسطينية المقهورة المظلومة , فامتلأت السماء بالطيران المحمل بالمؤن و الذخيرة و الصواريخ و القنابل الغبية و العنقودية , فشن وزير الدفاع اللبناني النصراني الحاقد حرباً شنيعة و بدعم مباشر من هذه الطائفة وساستها , و جميعنا سمع ما قاله الجميل فأحرق المساجد و هدم المنازل و أهان أمة الإسلام كلها , و حسبت يا بوش و عملاؤك أنهم أيتام لا نصير لهم كيُتم أولئك العالقين على الحدود العراقية السورية الأردنية و منذ شهور بسبب مجازر أعوانك الروافض يفتشرون الأرض و يلتحفون السماء , و اعلموا أنكم من بدأتم بحربنا و إهانتنا في فلسطين أولاً ثم أفغانستان و مروراً بالعراق و أخيراً أهلنا أبناء الأقصى في أرض الشتات .
ألا فلتعلموا أمة الصليب أن الحرب لتوها بدأت فأمة الإسلام اليوم في أول درجات سلم النجاة و بدأت الصعود , قد تتوقف لعارض لكنها لن تنحدر بحول الله , و أنتم اليوم سقطتم رأس جرفٍ عالٍ تصرخون النجاةَ النجاة في سماء التيه , و قريبًا ستلعب رياح النصر المبين برؤوسكم المشدوخة على صخر الواقع المر الذي تعيشونه , فإننا عزمنا أن نعيش شرفاء أو نموت شهداء , فخذوا حذر كم أيها الجبناء .
فيا جنود الله و أبطال الإسلام في بلاد الرافدين عامة و ديالى العز خاصة : جزاكم الله خير الجزاء , قد كسرتم سهم العدو الطائش و مرغتم انف من رماه في التراب , و اعترف عدوكم بضراوة قتالكم وشدة بأسكم و ثباتكم و صبركم على أمر الله .
ألا فليعلم جنرالات الصليب أن شباب الاسلام في بعقوبة والخالص والخان و بهرز و شهربان و بلدروز و سعدية قد تبايعوا على الموت في سبيل الله , و إنا لنعلم منهم صدق و وفاء عهودهم تماماً كصدق عشائرهم التي أنجبتهم نحسبهم والله حسيبهم .
و جزى الله فرسان دار السلام بغداد كل خير , فقد قابلوا خطة عدوهم الأمنية بمخططهم الرباني فانحنى بان كي مون لهم إذلالا ًو خلطوا خمرهم بدمائهم في برلمان الشرك , و ألقوا خونة عشائرنا المباركة في الجحيم , و ركبوا العقد النفسية المزمنة في نفوس موظفي سفارة الشر أمريكا .
و اليوم يقود هؤلاء الفرسان ملاحم الاسلام في عرب جبور وسلمان باب و التاجي و المحمودية و اليوسفية و الرضوانية و الاسكندرية و كذا يفعل إخوانهم في الدورة و السيدية و حي العامل والعامرية و الجامعة و الخضراء والغزالية و حيفا والقناة و الأعظيمة و الفضل نسأل الله لهم الثبات والسداد والرشد و جزى الله أسود الاسلام في نينوى و كركوك والشمال خير الجزاء , فلقد أحالوا أحلام البيشمركة إلى جحيم , فدمروا مقراتهم و نسفوا اجتماعاتهم و ألبسوهم بحول الله ثوب الرعب و الذعر , هُم و من سار في ركبهم من الخونة و العملاء , فاعترف العدو أن لدولة الإسلام الكلمة في تلك البقاع و أن لرجالها اليد الطولى فبارك الله فيهم و سدد على الحق خطاهم , و أذكر بمن علموا الدنيا معنى العزة و الفخار في الفلوجة و الصقلاوية و القرمة و الرمادي و حديثة و هيت و عانة و راوس و القائم فلقد رفعوا للدين راية وجعلوا الشهادة لهم غاية لم يضرهم كيد خائن و لا خذلان جبان فرووا الأرض بدماء عدوهم و كسروا سارية صليبهم , و بعد أن تغنَّى بوش و عملاؤه بصحوة الأنبار و ظنوها تجربة ناجحة يحتذى بها ها نحن اليوم نحطم هذا الصنم و نقاتل في قلب الرمادي قتال الأسود بعدما تبايع جنود دولة الاسلام على الموت مستعينين بالله ثم بدعم عشائرنا المباركة , فاقتحموا مدينة الرمادي بعد ما ظنوا أنهم طهروها من جنود دولة الإسلام , و ها هم اليوم ينتشرون في أزقتها و شوارعها ينازلون عدو الله و عدوهم من الأمريكان و عملائهم بعد ما أرسلوا أئمتهم إلى الجحيم في قلب المنطقة الخضراء .
وحيا الله أبناء صلاح الدين في سامراء و بيجي و الضلوعية و الإسحاقية و تكريت فأنتم الكرام أبناء الكرام بحق , أبيتم بصحوة دينكم صحوة الأمريكان و المرتدين , و ناصرتم أبناءكم المجاهدين , إلا أن العبء عليكم ثقيل فهؤلاء الروافض عقدوا العزم على أن يفنوا درة ولايتكم سامراء , و يحيلوها أرضاً للهو و المتعة الرخيصة زاعمين أن هناك من أسقط منارة في حكم المنهارة أصلا, فقفوا صفاً واحداً مع إخوانكم المجاهدين و كونوا لهم ردءاً يكونوا لكم سهماً في نحور عدوكم و عدوهم , و اعلموا أن أبناء ابن العلقمي أحقر و أذل من أن يرفعوا فوق ألوية العز و الكرامة راية .
( و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون )
أخوكم .. أبو عمر الحسيني البغدادي .

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ , وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
إن الحمد لله نحمده و نستغفره و نستهديه و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله .
أما بعد :
فما من قول قائل و لا عملِ عامل إلا و له حصاد في الدنيا و الآخرة إن خيراً فخير و إن شراً فشر , و مصداقُه حديثان , الأول : ما جاء في الترمذي - و هو حسن صحيح - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أنه قال : يا نبي الله و إنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال : " ثكلتك أمُّك , و هل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم " أو قال : " على مناخرهم إلا حصائدُ ألسنتهم " .
و الثاني : ما أخرجه مسلم من الحديث القدسي : " يا عبادي إنما هي أعمالُكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها فمن وجد خيراً فليحمد الله و من وجد غير ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسه " .
و قد سلف منا بيان الحصاد المبارك لجهاد أربع سنوات متواصلة .
فماذا حصد الأكراد ؟
و ماذا حصد الشيعة في العراق ؟
و ما هو موقفنا من إيران ؟
أولاً / ماذا حصد الأكراد ؟
ظالمٌ من قال : إن الأكرادَ شعبٌ لا تاريخ له , فلو قّلبنا صفحات التاريخ لوجدناه يغصُّ بمواقف مشرفة و أبطال أماجد و أعلام عدة في العلم و العمل , كانوا أكاليلَ غارٍ على رأس هرم الحضارة الإسلامية , فابن الصلاح الحافظ المُحدث المشهور بمقدمته ( ذريعة الطيب في أصول الحديث ) الكردي , و ابن الحاجب اللغوي الغواص في علم أصول الفقه الكردي , و صلاح الدين فاتح القدس و كاسر الصليب و مزيل دولة الرافضة العُبَيدِية المتعصبة لا يزال الى الآن على الألسن ذكره و في القلوب حبه هو و عائلته آل أيوب , فبعد أن استقرت يد الفاطميين على دمشق فُرضت شعائر الرافضة , و بقيت مصر أكثر من مئتي عام دولةً رافضية , و لم يزل الأمر كذلك حتى أزالت ذلك دولةُ نور الدين الشهيد و صلاح الدين الأيوبي . فبالأمس كان جدهم بجهاده ممدوحاً في ميزان الشرع , و اليوم انقلبت الموازين و أصبح ساستهم هم الذين يُثَّبتون ملك الرافضة في بلاد الرافدين ! إنها صداقة مصلحية من الطرفين . فحقد الرافضة الدفين على صلاح الدين الأيوبي رحمه الله معروف و عداؤهم للكُرد قديم جداً , اعتماداً منهم على روايات منسوبة زوراً ًلجعفر الصادق بأن الكُرد أصلهم من الجن ! و لا يجوز الزواج منهم أو أكل طعامهم ! و هكذا ديدن من اتخذ المصالح إلهاً يُعبد من دون الله , يتلوَّنُ كالحرباء , فبعد أن كان واحدهم ذئباً على أعداء الدين و الملة صار اليوم مع الكفار المحتلين يصدق عليه قولهم ذئب استنعج , حتى تبجح و بصراحة نائب كردي و هو محمود عثمان مصرحاً أن الأكراد يفضلون بقاء القوات الأمريكية في العراق لأنها تجنبهم تهديدات تركيا و إيران و نشرت خضراء الدِّمَن الشرق الأوسط احتفال الأكراد في إقليم كردستان العراق بمناسبة الذكرى الرابعه للاحتلال الأمريكي مبتهجين بالمكاسب التي حققوها جراء التغيير , و قال النائب الكردي المذكور في حوار هاتفي مع الجريدة المذكورة من كردستان : إن سقوط النظام العراقي السابق قد أزال مخاوف الأكراد من وجود نظام في بغداد قد يعمل على إعادة ضم الإقليم إلى العراق , و ادّعى أن الأكراد الذين يقطنون الإقليم يعيشون حالاً أفضل من بقية العراقيين حيث يسود الأمن و النظام , و أشار وزير الثقافة في حكومة الإقليم أن حقوق الأكراد باتت ثابتة , و أن القومية الكردية حقيقة ثابتة في الشرق الأوسط - و ذلك حسب وكالة الصحافة الفرنسية - . هذه هي المكاسب التي يظنونها , فجُلُّ هَمِّهِم القومية الكردية على غرار كبير القومية العربية البائدة ساطع الحصري إذ قال :
يا مرحبًا بكفر يوحد بيننا ** و أهلاً و سهلاً بعده بجهنم .
فلنقف معاً وقفة مُنصف نستطلع ماذا جنى الأكراد في أربع سنوات مضت ثم نقارنها بما زعموه من مكاسب :
أولاً / على الصعيد العَقَدي و الشرعي :
حرث رأس الكفر الطالباني و البارزاني مسيرة العلم والتعليم في كردستان المسلمة و رسخوا الشيوعية الملحدة و بنتها المرة العلمانية حتى صار ترك الصلاة في العامة أمراً معتاداً مصداقاً للحديث النبوي : ( لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة ، فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها ، فأولهن نقضاً الحكم ، و آخرهن الصلاة )
كما أنهم أهانوا العلماء , و حَجَّموا دورهم , و راقبوا سِرَّهم و جهرهم , و صرفوا الناس عنهم كل مصرف , بل شوَّهوا دعوتهم و أجبروهم على دعم كفرهم و ردتهم , و من أبى منهم فالسجن مسكنه و أعواد المشانق موقفه .
ثانياً / و أما على الصعيد الاجتماعي :
فقد رُوِّجَ للفساد و الرذيلة من قبل الحزبين , و شاعت عادات شاذة لم تكن موجودة في المجتمع الكردي المحافظ , حتى أضحى مثل تبرج النساء و خروجهن كاسيات عاريات شيئاً مألوفاً , ناهيك عن انتشار دُور الفاحشة و محلات الخمور و المحميات اليهودية داخل المدن الكردية .
ثالثاً / و أما على الصعيد الاقتصادي :
فلا تخفى زيادة الفقر و ارتفاع الأسعار و تفشي البطالة مقابل تضخم في ثروة الحزبين , فحالهم مع شعوبهم أشبه ما يكون بالعَلَقة مَصَّاصة الخيرات , فإن أية مكاسب يتحدث السادة الدجالون إذاً ؟ حقًا كما جاء في المثل : " بطن جائع و وجه مذهول " فلا تجمعوا بين كذب و جوع .
و ليعلم مسلمو كردستان أن لقمة العيش ليست مانعاً من موانع التكفير , و هي لا تسوغ للمرء أن يوالي الكفار المرتدين و يظاهرهم على المسلمين , و قد وقع الرعيل الأول من الصحابة في جميع أنواع الفقر و الجوع كما حصل لهم في الشِّعب الذي استمر أكثر من ثلاث سنوات و لم يمارسوا شيئًا من الكفر أو يظهروه عسى أن يُخفف عنهم الحصار أو الجوع بل لم يكن منهم إلا الصبر و الثبات و احتساب الأجر عند الله تعالى .
و قد جرت سنة الله القدرية أن المؤمن مبتلاً , و يُبتلى على قدر دينه و إيمانه كما قال تعالى : ( و لنبولنكم بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و بشر الصابرين ) فكيف يرتد المرء على عقيبه و يهرول إلى ساحات الكفر ليلتمس عندهم الرزق و كشف الضر و الجوع في أدنى بلاء يلاقيه ؟ قال تعالى : ( و في السماء رزقكم و ما توعدون ) , و قال تعالى : ( و من يتق الله يجعل له مخرجاً و يرزقه من حيث لا يحتسب ) .
أما عن القومية الكردية , فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما كما جاء في الصحيحين قال ( كنا في غزاة فكسع (أي ضرب ) رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار , فقال الأنصاري : يا للأنصار , و قال المهاجري : يا للمهاجرين , فَسمَّعها اللهُ رسوله صلى الله عليه و سلم فقال : "ما هذا ؟ " فقالوا : كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار فقال الأنصاري يا للأنصار و قال المهاجري يا للمهاجرين , فقال النبي صلى الله عليه و سلم : " دعوها فإنها مُنتنة " أي دعوا العصبية , وهو أمر صريح بتركها و الأمر المطلق يقتضي الوجوب .
و حسبك بالنتن الموجب للتباعد بدلالته على القبح البالغ - كما ذكر أهل العلم - و عند أحمد و الترمذي و الحاكم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " من ادعى دعوى الجاهلية فإنه من جُثا جهنم ", فقال رجل: يا رسول الله و إن صلى و صام ؟ فقال: و إن صلى و صام، فادعوا بدعوى الله التي سماكم : المسلمين المؤمنين ، عباد الله ).
و روي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه أنه كان يقول :
أبي الإسلام لا أب لي سواه ** إذا افتخروا بقيس و تميم .
و قال صاحب الفتح الكبير : النداء برابطة أخرى غير الإسلام كالعصبية المعروفة بالقومية لا يجوز و لا شك أنه ممنوع بإجماع المسلمين . و قال النبي صلى الله عليه و سلم : ( من تعزى عليكم بعزاء الجاهلية فاعضوه بهن أبيه و لا تكنوا ) قال الشوكاني : فهذا يدل على شدة قبح هذا النداء و شدة بغض النبي صلى الله عليه وسلم . و اعلم أن رؤساء الدعاة إلى نحو هذه القومية العربية أبو جهل و أبو لهب و الوليد بن المغيرة و نظراءهم من رؤساء الكفرة , فالقضية الكردية فيها وجهان : وجه حق , و وجه باطل , فأما الباطل فهو توجيه دفة القومية نحو كفر و عصبية , و عصبية جاهلية مقابل العصبية العربية أو التركية أو الفارسية .
أما وجه الحق فهو قول الله عز وجل : ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ) و قوله : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة و جعل منها زوجها ) .
وَجْهُ الحق قول النبي صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع بعد أن صعد المنبر فحمد الله و أثنى عليه ثم قال - كما في الترغيب للمنذري -: ( يا أيها الناس إن ربّكم واحد و أباكم واحد , ألا لا فضل لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي و لا لأسود على أحمر و لا لأحمر على أسود إلا بالتقوى ) .
وعند أحمد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إن الله عز وجل قد أذهب عنكم عُبَيَّة الجاهلية و فخرها بالآباء , مؤمن تقي و فاجر شقي , و الناس بنو آدم و آدم من تراب , لينتهين أقوام فخرهم برجال أو ليكونن أهون على الله من الجِّعلان تدفع بأنفها النتن ) .
وجه الحق أن تكسر تلك الحدود المصطنعة التي فرقت بين الأخ و أخيه و الأب و ابنه , فُقطِّعت الأرحام و صودرت الأموال لا لشيء إلا لأنهم أبناء صلاح الدين قاهر الصليبين و الروافض المجوس في مصر و بلاد الشام , و على رأس حقوقهم أن يُمَكَّنُوا من تطبيق شرع الله كما أمر الله .
فعليه فهذا نداء مني لكافة مناطق كردستان للدخول ضمن حدود دولة الإسلام في بلاد الرافدين لاسيما و أن كتائب كردستان قد زحفت عائدة للجبال و بدأت أيادي العمليات المباركة بإذن الله تنال الكفر و أعوانه رغم العوائق الاصطناعية العديدة كَمَّاً و نوعاً , و ما عملياتنا في أربيل و مخمور منكم ببعيد , كما أن العمليات المباركة في السليمانية و جبالها شكلت انعطافاً خطيراً و كبيراً , فأسود الجبال عادت تمزق أوصال الحزبين العلمانين المسعورين على الإسلام و أهله و من ورائهم الأمريكان .
فيا أحفاد صلاح الدين : لا و الله لن ندعكم فريسةً لنهش العلمانين , و سنمدكم بدمائنا , و سنزحف لتحرير مناطقكم من رجس الملاحدة للمحافظة على هويتكم الإسلامية , فما أتعس من قَدَّم الولاء الحزبي و العرقي على الولاء الديني العقدي ! ما أتعس من اشترى دنياه بآخرته .
و انتهز الفرصة لأحيي تركمان العراق السنة أبطال الإسلام , و نقول لهم بارك الله فيكم فقد ذكرتمونا بجهادكم عند أسلافكم حين قهروا الروم فعَلَوا بإيمانهم على كل كفر , و وطئوا بأقدامهم كل شرك , و حق ما قاله كعب ابن زهير : من أشبه أباه فما ظلم .
ثانياً : ماذا حصد شيعة العراق ؟
يا رافضة العراق : إلى متى تسيرون مع الرياح كما تسير ؟ و تدورون مع الهوى كما يدور ؟ فموقفنا منكم كما ترون أضحى لا يخفى على أحد , إلا أننا اليوم نخاطبكم خطاب المشفق عليكم الراجي توبتكم و صحوكم من السبات العميق .
فماذا جنيتم بعد أربع سنوات ؟
أولاً :
في الجانب العقدي و الشرعي :
ازدتتم كفراً على كفر و انسلاخاً من الدين بوقوفكم مع الكافر المحتل , حتى صار العرب من أبناء العشائر العربية الأصلية أداة في أيدي الفرس و أتباعهم من طوائف الكفر و الردة , و سيبقى هذا وصمة عار في جبين تاريخكم , و هذا ديدنكم كما تروي كتب التاريخ , توالون أعداء الله على أهل السنة .
ثانيا :
الاقتصاد والخدمات العامة :
أ- تدهورت الخدمات العامة من ماء و كهرباء و وقود و صحة , فقد أُعلن عن بوادر الطاعون في بعض مدن الجنوب كنتيجة طبيعة في مياه الصرف الصحي التي تغرق مدنكم , و التلوث في مياه الشرب في مياه الصرف الصحي مما أدى كذلك إلى انتشار مرض الفشل الكلوي و غيره .
ب- هجرة الأراضي الزراعية و بوار الأرض كنتيجة حتمية لانعدام الكهرباء و الوقود , كما صدر تقرير حديث ينذر بخطر تفشي الخشخاش بديلاً عن الأرز في الديوانية .
ج- تضخم هائل لثروة آيات النجف و كربلاء و أعضاء فيلق بدر و حزب الدعوة الحاكمين بعد أن كانوا لا يملكون قوت يومهم , مقابل الإضعاف المتعمد لثروة العشائر العربية إلى حد الإذلال و بمخطط فارسي معروف .
د- ظهور نسب عالية جداً لمرض الإيدز و خاصة في المدن الكبرى كالبصرة و النجف و كربلاء.
ه- انتشار تعاطي المخدرات و ظهور عصابات الجريمة المنظمة .
ثالثا :
و أما في الجانب السياسي :
أ- تنازع كبير لاقتسام الكعكة بين الأحزاب دون أي نصيب للمحرومين وقودِ الحرب , فحرب بين الصدر والحكيم , و حرب بين الفضيلة و الحكيم و الصدر , و معارك البصرة و الديوانية و الناصرية خير دليل .
ب- تهميش أبناء البلاد , بينما المناصب الآمنة للفرس القادمين للبلاد .
ج- زج أبناء العشائر العربية لوقود حرب لا تُقَوِّي إلا سلطان فارس , بينما الخزي في الدنيا و جهنم في الآخرة لألئك الأغبياء الحمقى .
د- تغيُّر التركيبة السكانية في بعض المناطق في صالح الفرس القادمين , بينما العشائر العربية هجروا ديارهم و أرضهم و سكنوا المدارس و المستشفيات و حتى المقابر كنتيجة حتمية لأمرين :
أولهما : حربهما لله و رسوله و لعباده المؤمنين المجاهدين .
ثانيهما : رضاهم بالفرس سادة لهم , فماذا استفدتم بعد كل هذا إلا الويلات في الدنيا و الآخرة ؟
إلا أن باب التوبة لا يزال مفتوحاً لكم , و لا تظنوا أننا سنبيد خضراءكم و نقتلكم على بذرة أبيكم إن ملكنا زمام أمركم , فالقتل العشوائي بلا ضوابط شرعية حرام في دين الله و تعامُلنا معكم سيكون بمقتضى شرع الله في مثل حالكم : دعوةً للحق و إرشاداً للمنهج و إزالةً للشبهات مع الرفق في كل ذلك , ومن أبى فالحكم لله أولاً و آخراً .
ثالثاً : ما هو موقفنا من إيران ؟
يُحكى أن بعض الأكاسرة قال لأحد مرازبته : ما أطيب المُلك لو دام ! قال المرزبان : لو دام لم يصل إليك .
و السعيد من اتعظ بغيره , و لكل أجل ميعاد فلا تظنوا يا أحفاد ابن العلقمي الخائن أننا غافلون أو ناسون لجرائمكم التأريخية و على شتى الأصعدة , و إنا لنعلم جيداً البذرة الأولى التي غُرست في الرافضة بيد يهودية بيد ابن سبأ اليهودي , لكننا لطالما تحاشينا الصدام المرحلي بكم من باب السياسة الشرعية راجين أن تعتبروا من التاريخ فجرائمكم شملت الجوانب العقدية و الشرعية العسكرية و السياسية وتوالت مع الأيام بلا وازع من دين أو رادعٍ من ضمير, و طائفيتكم لا تخفى على أحد و عداؤكم لأهل السنة واضح مكشوف و دعوتكم للوحدة الإسلامية دعوة تَقِيَّة يخالفها الفعل و جرائمكم ضد أهل السنة في إيران لا تحصى منها :
أ- ظلت ايران ما يقرب من تسعة قرون سنية منذ سقوط الدولة العباسية فكانت الصبغة السنية ظاهرة فيها و أهل السنة كانوا أكثرية في إيران إلى عهد قريب و قد كان الشيعة أقلية محصورة في بعض المدن الإيرانية مثل قم و قاشان ونيسابور فلما وصل الشاه إسماعيل الصفوي إلى الحكم سنة تسعمئة و سبع للهجرة أجبر أهل السنة على التشيع حين خَيَّرهمُ بينه و بين الموت .
ب- هدم عشرات المساجد للسنة في إيران بل إنه لايوجد مسجد واحد لأهل السنة في طهران مع انتشار الكنائس و المعابد .
ج- الاغتيالات المتكررة لرموز السنة من العلماء و الدعاة و أهل الخبرة و الاختصاص .
ه- دفن النفايات النويية في براندرام , و حصار قُراً فيها , و ذكرت الصحف الايرانية أن عدداً كبيراً من المعترضين على دفن النفايات النووية قد ألقي القبض عليهم و سُجنوا و عُذبوا و بقي المئات منهم محاصرين من قبل القوات الحكومية .
و- يعاني أهل السنة من مشاكل جَمَّة في التعليم , فأبناؤهم لا يُقبلون في الجامعات , و التعليم الديني لأهل السنة يواجه عقبات كثيرة .
و أما جرائمكم في أفغانستان , فدوركم وصلت خسته إلى أبعد حد , فالأحزاب الرافضية الموالية لكم في باميان و الشمال ما أطلقت طلقة واحدة ضد المحتل الروسي أو الحكم الشيوعي بل كانوا يفرضون الإتاوات على قوافل المجاهدين و يقتلون من يقدرون عليهم منهم , ثم ساهم الحرس الثوري في المذابح البشعة التي جرت ضد أهل السنة في كابول بعد سقوط النظام الشيوعي و من ذلك أنهم كانوا يقطعون أثداء نساء أهل السنة , و كانوا يسألون السني عن عمره ثم يضربونه بعدد من المسامير يساوي سنه و آخرهم في رأسه ثم يقومون بحرقه وهو بالضبط ما يفعله أصحاب المثاقب الكهربائية ( الدريلات ) بأهل السنة في العراق .
و أما عن جرائمكم البشعة ضد طالبان في باميانا ومزار شريف وكيف قتلتم في عدة أيام أكثر من ثلاثة الآف طالب و بإشراف مباشر من الدبلوماسية الإيرانية , و قصة اعتقال و قتل هؤلاء الدبملوماسيين أشهر من أن تُعرض , وهو نفس الدور الذي تقوم به هذه البعثة اليوم في العراق قال تعالى : (أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) .
و أما عن جرائمكم في بلاد الرافدين فهي طويلة و متصلة و ضاربة في أعماق القدم بدءاً من الصفوي الحاقد و انتهاءاً بدمية شياطين قُم نجاد , فلم تكتفوا يا مجوس العصر بالمشاركة المباشرة في احتلال العراق - كما صرحتم غير مرة - بل دفعتم كلابكم الحاقدة إلى بلاد الرادفين فأوغلت في دمائنا و رقصت على أجسادنا , فلم يسلم طفل رضيع شوته ذئاب الفرس , أو شيخ كبير , أو امرأة عفيفة , حتى قيض الله لهم رجال دولة الإسلام فردوا الصاع صاعين و الكيل مكيالين , و بدأتم تتجرعون من نفس الكأس , و لكننا اليوم نعلنها مدوية أن أيدينا لن تبقى بعيدة عنكم طويلاً , إن الحديد بالحديد يُفَلّ , و لتعلموا يا كلاب الفرس أننا لا نفهم من السياسة إلا سياسةَ الجهاد و القتال , و لا يعجبنا من الكفار إلا قطف الرؤوس و شرب الدماء و لا نفهم من الرحمة إلا تطهير الأرض من شر من أشرك مع الله إلهاً غيره و طعن في عرض نبينا و سب و كفَّر أئمتنا و أحرق مساجدنا و داس كتابنا .
و عليه فإنا نُمهِل الفرس عموماً و حُكّام إيران خصوصاً شهرين لسحب كل أنواع الدعم لرافضة العراق , و التوقف عن التدخل المباشر و غير المباشر في شؤون دولة الإسلام , و إلا فانتظروا حرباً ضروساً لا تُبقي فيكم و لا تذر , قد أعددنا لها العدة منذ أربع سنوات , ولم يبقَ لها إلا إصدار الأوامر لبدء الحملة , و لا و الله لن نستثني بقعة فيها الفرس المجوس لا في إيران و لا في غيرها من دول المنطقة , لذا فإننا ننصح و نحذر كل تاجر سني في إيران و الدول العربية و خاصة دول الخليج من الشراكة مع أي تاجر رافضي أو إعداد تجارة جديدة معهم وهم مشمولون بفترة شهرين لسحب كل أنواع الشراكة و التجارة معهم , و إنما نضع فرصة ثمينة أمام كل دولة فيها من الفرس الروافض أن يصدروا بيان شجب بيان و استنكار لجرائم الحكومة الصفوية الرافضية , و يعلنوا البراءة منها , و سوف يكونون بذلك في مأمن من ضرباتنا القادمة بعد مرور الشهرين بحول الله و قوته .
كما و نعلن عن إنهاء كل المعاملات التجارية بين بلاد الرافدين و مجوس إيران بما فيها من معاملات مصرفية و بنكية , و نعطي فترة شهرين لتصفية كل الحسابات و المعاملات اللازمة , و بعدها سيكون أي نوع من أنواع التجارة معهم عرضة لضربات المجاهدين و بكل قوة .
و نوجه نداءنا لكل أهل السنة و شباب السلفية الجهادية خاصة في جميع أنحاء الأرض أن يستعدوا لهذه الحرب و يأخذوا لها أهبتها و يعدوا لها عدتها .
و عزمت عليكم ألا تألوا جهدا و لا تدخروا وسعاً إذا صدرت توجيهاتنا إليكم .
كما اوجه ندائي لأهل السنة في إيران خاصة أن يستعدوا لهذه الحرب , و نحن من خلفكم , فأمامكم فرصة تاريخية للحصول على حقوقكم بدءاً بالحكم الذاتي الإسلامي و انتهاءاً بالقصاص العادل لكل مجرم داس كرامتكم , و راقبوا كل مؤسساتهم و حددوا قوة معسكراتهم و طرق مواصلاتهم و دربوا شبابكم و خزنوا أسلحتكم و فرقوها جيداً و اجعلوا لكم رأسا ًو مجلس شورى تصدرون عن رأيهم و ذلك لكل أهل السنة البلوش منهم و الكرد و العرب و الفرس و اعلموا أن يد الله مع الجماعة , فأبشروا فإن يوم الخلاص قريب بإذن الله.
فأما أنتم يارجال دولة الإسلام يامن سكبتم الدماء و هجرتم الأهل و الولد فأذكر نفسي و إياكم بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ , وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ )
قال شيخ الاسلام ابن تيميه رحمه الله : " فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت العداوة والبغضاء. واذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا , و إذا اجتمع صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة و الفرقة عذاب ) .
وروى ابن اسحاق وغيره قال : " مر شاث ابن قيس وكان شيخاً قد أتى عظيم الكفر شديد الضغينة على المسلمين شديد الحسد لهم على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم من الأوس و الخزرج في مجلس قد جمعهم يتحدثون فيه , فغاظه ما رأى من أُلفتهم و جماعتهم و صلاح ذات بينهم على الإسلام بعد الذي كان بينهم من العداوة في الجاهلية فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد , لا و الله ما لنا معهم إذا اجتمع ملؤهم بها من قرار , فأرسل إليهم من حرَّش بينهم و ذكرهم يوم بعاث حتى تواعد الظاهرة و خرجوا يقولون السلاح السلاح , فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إليهم فيما من معهم من أصحابه المهاجرين فقال : " يا معشر المسلمين الله الله أبدعوى الجاهلية و أنا بين أَظهركم بعد أن هداكم الله بالإسلام و أكرمكم به و قطع عنكم أمر الجاهلية ؟ )
فيا اهل السنة ان حملة راية شات ابن قيس اليوم كُثُر فأعلنت مؤسسة راند للأبحاث خطتها وعلى الملأ و أعطى إشارة البدء المرتد الزنديق زلماي خليل زاد أو كما يسميه بعض المنتسبين إلى الإسلام و الجهاد اليوم و يسمي هو نفسه زيادة في الدجل ( أبو عمر ) و ذلك في خطاب وداعه المشؤوم لبلاد الرافدين لذا أوجه ندائي لكل جنود دولة الإسلام و رجائي لكافة الفصائل الجهادية أن يتقوا الله في هذا الجهاد ويحذروا أن تقع ثمرته في فنادق عمان أو في قصور جدة و الرياض و حتى في المنطقة الخضراء .
فلجنودنا أقول : صنفان هما محطُّ حُبنا واحترامنا و تقديرنا وسعة صدورنا , و إن بغى بعضهم علينا : الفصائل المجاهدة وعشائر أهل السنة , فإياكم أن تأخذوا طائفة بجريرة بعضهم و لو سفكوا منا الدماء و طعنوا في أعراضنا , قابِلوا الجور بالعدل بل بالإحسان , والغلظة بالرفق و البعد بالقرب , قال تعالى : ( ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم و استغفر لهم ) .
إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا يُنزع من شيء إلا شانه. و اعلموا ان الساعين لهذه الفتنة يريدونها بكل سبيل و يطرقونها من كل باب لأنها أملهم الوحيد في بقائهم بعدما انكشفت مسوح الضأن التي كانوا يدعون التمسك بها , و لهذه الفتنة مخاطر كبيرة على الجهاد ومشروع الدولة أهمها :
أولاً : الإحباط الهائل الذي سيصيب أمة الاسلام وفقدان التعاطف العام الذي يحظى به هذا الجهاد المبارك .
ثانياً : إحداث بلبلة كبيرة في نفوس الداعين لهذا الجهاد , و أهمهم شباب الأمة الراغبون في اللحاق بنا و نحتاجهم من مقاتلين و استشهاديين و خبراء و دعاة .
ثالثاً : غرس روح الحمية و العقدية المذمومة في نفوس أبناء العمل الجهادي , هذه الحمية التي جعلت الصحابة يقولون السلاح السلاح , و جعلت سعد ابن عبادة سيد الخزرج - كما عند البخاري - يقول لسيد الأوس سعد بن معاذ : كذبت لعمر الله لا تقتله و لا تقدر على قتله ,يعني ابن سلول, فقال أسيد بن حضير له : إنك منافق تجادل عن المنافقين . هؤلاء خير الناس و عقلاؤهم و صحابة رسول الله لما استعرت نار الحمية في نفوسهم قالوا ما قالوا , فما بالكم بمن هم حديثو عهد في بعث كافر شوه كل شيء في نفوس من حكمهم إلا التوحيد و الحمد لله .
رابعاً : نصرة أبناء الجهاد من بعضهم و غرس روح الشك و الريبة في نفوسهم , مما يقلل أو يعدل التعاون على عدو غاشم جاثم على قلوبنا كما يُفوت علينا فرصة إيصال الحق الذي نحمله لإخواننا , فلطالما وجدنا لدعوتنا الأث الطيبر في نفوس من نجالسه و هو عينه الذي لا يريده من يسعى لهذه الفتنة .
خامساً : فقدان القاعدة الشعبية نتيجة الممارسات اللاأخلاقية التي تصدر عن هذه الفتنة و صعوبة تَبَيُّن عوام الناس - فضلاً عن عقلائهم المخطئ من المصيب .
أمة الإسلام ..
علماءنا الكرام ..
أرباب الإعلام الإسلامي ..
أقول مقالة نبينا صلى الله عليه و سلم في حادثة الإفك : " من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً "
فمن يا عباد الله يعذرني من رهط بلغني أذاهم في إخواني فوالله ما علمت عليهم إلا خيراً فحسبي الله و نعم الوكيل.
لقد اعترف بوش في خطابه الأخير أن القتال في العراق صعب , و قال أن كبار جنرالاته و الحكومة العميلة لا يغادرون المنطقة الخضراء , و أن تسعين بالمئة من المعارك تقوم بها الدولة الإسلامية , و أكد حقده الصليبي فقال : إن الديموقراطية تقف في حرب مفتوحة مع العقيدة الإسلامية أو ما يسميها أيديولوجية القاعدة ..
نعم يا بوش .. نحن من يخطف جنودك و يقتلهم و يحرقهم و سنستمر بعون الله طالما لا تفهم إلا لغة الدماء و تطاير الأشلاء , فجنودنا عشقوا دماء جنودك و تباروا في قطف رؤوسهم و أعجبهم لعبة إحراق آلياتهم .
لقد سارعت يا بوش كالمسعور لحرب الاسلام و المسلمين في كل مكان , و كان آخرها مسارعتك المحمومة لتغذية الحرب الصليبية في لبنان على أهلنا في المخيمات الفلسطينية المقهورة المظلومة , فامتلأت السماء بالطيران المحمل بالمؤن و الذخيرة و الصواريخ و القنابل الغبية و العنقودية , فشن وزير الدفاع اللبناني النصراني الحاقد حرباً شنيعة و بدعم مباشر من هذه الطائفة وساستها , و جميعنا سمع ما قاله الجميل فأحرق المساجد و هدم المنازل و أهان أمة الإسلام كلها , و حسبت يا بوش و عملاؤك أنهم أيتام لا نصير لهم كيُتم أولئك العالقين على الحدود العراقية السورية الأردنية و منذ شهور بسبب مجازر أعوانك الروافض يفتشرون الأرض و يلتحفون السماء , و اعلموا أنكم من بدأتم بحربنا و إهانتنا في فلسطين أولاً ثم أفغانستان و مروراً بالعراق و أخيراً أهلنا أبناء الأقصى في أرض الشتات .
ألا فلتعلموا أمة الصليب أن الحرب لتوها بدأت فأمة الإسلام اليوم في أول درجات سلم النجاة و بدأت الصعود , قد تتوقف لعارض لكنها لن تنحدر بحول الله , و أنتم اليوم سقطتم رأس جرفٍ عالٍ تصرخون النجاةَ النجاة في سماء التيه , و قريبًا ستلعب رياح النصر المبين برؤوسكم المشدوخة على صخر الواقع المر الذي تعيشونه , فإننا عزمنا أن نعيش شرفاء أو نموت شهداء , فخذوا حذر كم أيها الجبناء .
فيا جنود الله و أبطال الإسلام في بلاد الرافدين عامة و ديالى العز خاصة : جزاكم الله خير الجزاء , قد كسرتم سهم العدو الطائش و مرغتم انف من رماه في التراب , و اعترف عدوكم بضراوة قتالكم وشدة بأسكم و ثباتكم و صبركم على أمر الله .
ألا فليعلم جنرالات الصليب أن شباب الاسلام في بعقوبة والخالص والخان و بهرز و شهربان و بلدروز و سعدية قد تبايعوا على الموت في سبيل الله , و إنا لنعلم منهم صدق و وفاء عهودهم تماماً كصدق عشائرهم التي أنجبتهم نحسبهم والله حسيبهم .
و جزى الله فرسان دار السلام بغداد كل خير , فقد قابلوا خطة عدوهم الأمنية بمخططهم الرباني فانحنى بان كي مون لهم إذلالا ًو خلطوا خمرهم بدمائهم في برلمان الشرك , و ألقوا خونة عشائرنا المباركة في الجحيم , و ركبوا العقد النفسية المزمنة في نفوس موظفي سفارة الشر أمريكا .
و اليوم يقود هؤلاء الفرسان ملاحم الاسلام في عرب جبور وسلمان باب و التاجي و المحمودية و اليوسفية و الرضوانية و الاسكندرية و كذا يفعل إخوانهم في الدورة و السيدية و حي العامل والعامرية و الجامعة و الخضراء والغزالية و حيفا والقناة و الأعظيمة و الفضل نسأل الله لهم الثبات والسداد والرشد و جزى الله أسود الاسلام في نينوى و كركوك والشمال خير الجزاء , فلقد أحالوا أحلام البيشمركة إلى جحيم , فدمروا مقراتهم و نسفوا اجتماعاتهم و ألبسوهم بحول الله ثوب الرعب و الذعر , هُم و من سار في ركبهم من الخونة و العملاء , فاعترف العدو أن لدولة الإسلام الكلمة في تلك البقاع و أن لرجالها اليد الطولى فبارك الله فيهم و سدد على الحق خطاهم , و أذكر بمن علموا الدنيا معنى العزة و الفخار في الفلوجة و الصقلاوية و القرمة و الرمادي و حديثة و هيت و عانة و راوس و القائم فلقد رفعوا للدين راية وجعلوا الشهادة لهم غاية لم يضرهم كيد خائن و لا خذلان جبان فرووا الأرض بدماء عدوهم و كسروا سارية صليبهم , و بعد أن تغنَّى بوش و عملاؤه بصحوة الأنبار و ظنوها تجربة ناجحة يحتذى بها ها نحن اليوم نحطم هذا الصنم و نقاتل في قلب الرمادي قتال الأسود بعدما تبايع جنود دولة الاسلام على الموت مستعينين بالله ثم بدعم عشائرنا المباركة , فاقتحموا مدينة الرمادي بعد ما ظنوا أنهم طهروها من جنود دولة الإسلام , و ها هم اليوم ينتشرون في أزقتها و شوارعها ينازلون عدو الله و عدوهم من الأمريكان و عملائهم بعد ما أرسلوا أئمتهم إلى الجحيم في قلب المنطقة الخضراء .
وحيا الله أبناء صلاح الدين في سامراء و بيجي و الضلوعية و الإسحاقية و تكريت فأنتم الكرام أبناء الكرام بحق , أبيتم بصحوة دينكم صحوة الأمريكان و المرتدين , و ناصرتم أبناءكم المجاهدين , إلا أن العبء عليكم ثقيل فهؤلاء الروافض عقدوا العزم على أن يفنوا درة ولايتكم سامراء , و يحيلوها أرضاً للهو و المتعة الرخيصة زاعمين أن هناك من أسقط منارة في حكم المنهارة أصلا, فقفوا صفاً واحداً مع إخوانكم المجاهدين و كونوا لهم ردءاً يكونوا لكم سهماً في نحور عدوكم و عدوهم , و اعلموا أن أبناء ابن العلقمي أحقر و أذل من أن يرفعوا فوق ألوية العز و الكرامة راية .
( و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون )
أخوكم .. أبو عمر الحسيني البغدادي .

تعليق