أما آن الآوان يا أبناء فتح؟
دققت ناقوس الخطر قبل عامين من اليوم وبالتحديد يوم 10/05/2005 وتحت عنوان: يا أبناء وشرفاء فتح، هذا مخطط القضاء عليكم، أي قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي يتخذها التيار المختطف لحركة فتح ذريعة لكل ما يقوم به اليوم، وحذرت حينها أن حركة فتح هي الخاسر الأكبر إن بقي تيار عبّاس دحلان هو المسيطر عليها، وقلت بوضوح أن سلسلة الهزائم ستتوالى وبشكل مضطرد، وهو ما حدث في الانتخابات التشريعية الماضية، وكذلك في أحداث غزة الأخيرة، وصولاً إلى الضرب ومن تحت الحزام في القيادات الفتحاوية نفسها.
اليوم أيضاً يراد لحركة فتح أن تتقزم لتصبح عبارة عن شرذمة من الرموز التي سقطت حتى قراقيط آذانها، حركة محاصرة في المنطقة السوداء من رام الله، وبحماية المحتل البغيض، حركة يتحكم بها عبّاس على طريقة الحاكم بأمره وبواسطة فرمانات يصدرها كل يوم تطيح بكل ما فتحاوي، ناهيك عن القضية برمتها، وبتغطية من أبواق السوء والفتنة التي تزين له الأمر وكأنه إله لا يخطيء.
لنقف وبتجرد ونعدد من يمثل فتح وقرارها اليوم بعد أن حجّمت عصابة "العشرة" أمين سر الحركة فاروق القدومي، وهاجمت وخونت أمين سرها في غزة أحمد حلس، ولفظت هاني الحسن وطالبت بمحاكمته لأنه اختلف مع الحاكم بأمره وعصابة "العشرة"، ورفضت دعوات ابو ماهر غنيم لعقد المؤتمر العام الحركي السادس المؤجل منذ عام 1989، وسبق له وأن كالت كل صفات السوء لمروان البرغوثي لأنه أراد ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة السلطة في مواجهة عبّاس!
أيعقل أن تبقى فتح رهينة لعصابة "العشرة" لتخون وتطرد وتعين وترفض كما تشاء دون رقيب أو حسيب؟ أين هم أبناء فتح وشرفاء فتح من هؤلاء؟ وهل من المعقول أن تصبح المقاومة التي تقودها فتح ممثلة بالمجرم أبو جبل وبأزعر جنين زكريا الزبيدي، الذي لم يتردد في قبول منصب جديد في الأمن العبّاسي مقابل حل كتائبه التي تعيث فساداً باسم شهداء الأقصى؟
مخطط القضاء على حركة فتح بدأ منذ زمن، وموسم حصاده حل، وإقصاء كل من يعارض نهج عبّاس وعصابته أوشك على الانتهاء، وبيع المقاومة والحقوق بسوق نخاستهم اقترب، لكن..........
حول ذات الموضوع يقول أ. د. سليمان صالح في مقال له نشر اليوم في صحيفة الشرق القطرية: "مازلت اعتقد أن أغلبية المنتمين إلى فتح شرفاء، وأنهم يمتلكون رؤية للدفاع عن قضية فلسطين وتجربة تاريخية نضالية ثرية. ولكن الذي حدث خلال السنوات الماضية أن مجموعة من الفاسدين قد سرقوا القيادة من القادة الحقيقيين، ووجهوا مسار الحركة في اتجاه يتناقض مع طموحات شعب فلسطين للتحرر والاستقلال، وفي اتجاه يتناقض مع حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال جرياً وراء سراب السلام الذي لا يمكن أن يتحقق مادامت "إسرائيل" تصر على احتلال القدس ورفض حق الشعب الفلسطيني في العودة.
ويضيف موجهاً رسالة لأبناء فتح: "لذلك أوجه تلك الرسالة إلى شرفاء فتح وأنا أثق في أنهم يشكلون الأغلبية، وأثق في أنهم قادرون على أن يطهروا صفوفهم من العملاء والخونة الذين باعوا دينهم بدنياهم، وباعوا قضية القدس وحق العودة بالأبراج الشاهقة والأموال المكدسة في بنوك أمريكا وأوروبا.
يا شرفاء فتح تقدموا لتطهروا صفوفكم ليعود لفتح وجهها الجميل كحركة مقاومة تدافع عن حق شعب فلسطين المشروع في الحرية والاستقلال وتحرير أرضه.
يا شرفاء فتح أعيدوا قياداتكم التاريخية إلى مكانها الصحيح وعلى رأس تلك القيادات هاني الحسن وفاروق القدومى وأحمد حلس.
يا شرفاء فتح إن الذي انتصر في غزة هو شعب فلسطين كله، وأنتم شركاء في هذا النصر، وفتح لم تنهزم في غزة، ولكن الذي انهزم هو الجهاز الفاسد المرتبط ب"إسرائيل".
يا شرفاء فتح أنتم تعرفون إن إخوانكم في حماس رجال شرفاء صادقون يضحون بحياتهم من أجل تحرير فلسطين، وأنهم قد أطلقوا سراح قادة الأجهزة الأمنية وعاملوهم بالحسنى ولم يتعرضوا بالأذى لأحد ينتمي إلى فتح، فهم يريدون الفتحاويين إلى جانبهم في رحلة الكفاح الطويلة حتى تتحرر فلسطين.
يا شرفاء فتح لا تصدقوا تلك الأكاذيب التي يروجها المفسدون، فحماس تصرفت بكل تواضع وحب لكل فلسطيني، وكافحت لتوحيد شعب فلسطين وحققت الأمن والعدالة الاجتماعية.
يا شرفاء فتح توحدوا وراء قادتكم التاريخيين الشرفاء، واطردوا الفاسدين من صفوفكم، وأعيدوا لشعب فلسطين وحدته، فالوحدة هي أهم الأسلحة في مواجهة العدو الإسرائيلي"
لم يفت الوقت بعد، فسواء اتفقنا مع التيار المتصاعد داخل فتح للوقوف بوجه هذه العصابة أو اختلفنا، فإنه يبقى تيار قد يعيد لحركة فتح توازنها بعد ما حل بها من تخريب عبّاسي دحلاني تُستكمل فصوله اليوم، وعلى قيادات هذا التيار الإعلان وبشكل صريح رفضهم لمنطق الحاكم بأمره، ورفضهم لسياسات الاقصاء، ورفضهم للحوار مع المحتل دون قيد أو شرط في وقت يوصد فيه باب الحوار مع أبناء الوطن الواحد، وتمسكهم بالحقوق والثوابت الوطنية، وتخليهم عن زلات الماضي وأخطائه، وعندها سيجدون من الشرفاء داخل حركتهم الكثير والكثير ممن سيقفون معهم ويدعمونهم بلا حدود.
ختاماً إليكم بعضاً مما كتبته قبل عامين للتذكير، عله يلمس قلوب أبناء الحركة وقياداته، لتتحرك الجماهير لوقف هذا التيار العبّاسي الدحلاني قبل الندم يوم لا ينفع ندم!
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
04/07/2007
************************************************** ****************************************
يا أبناء وشرفاء فتح، هذا مخطط القضاء عليكم!
تثبت الأحداث المتوالية أن الخاسر الأكبر وربما الأوحد من السياسات العباسية الدحلانية هي حركة فتح، التي بدأت تترنح تحت وقع ضربات وهزائم متتالية من العيار الثقيل، تأتيها هذه المرة من القاعدة الشعبية التي ضاقت ذرعاً بممارسات سلطة أوسلو ورموزه، حتى أن البعض يوشك أن يصدر شهادة وفاة لحركة تربعت ولعقود من الزمن على مسرح الكفاح والمقاومة وقدمت الكثير من أبنائها وقادتها خلال مشوار حافل، صمدت فيه في وجه عواصف التحديات والإنقسامات التي لم تفت من عضدها، لأسباب كثير أهمها وجود ياسر عرفات على رأس الحركة، والذي ورغم سياساته الكارثية في كثير من الأحيان، كان وبحق صمام الأمان لحركة فتح، وبرحيله بدأ التصدع داخل حركة فتح وبدأت تتكشف عورات غياب القيادة، على عكس الفصائل الأخرى التي لم تتأثر برحيل قادتها كالجبهة الشعبية وحركة حماس والجهاد الإسلامي.
لكن التحدي الذي تواجهه فتح هذه المرة هو من نوع آخر لم تعرفه من قبل، هو من النوع الأكثر خطورة وفتكاً، إذ أن قيادة الحركة هي التي تقود وبشكل مبرمج عملية تدمير ذاتي مقصود ولأهداف محددة، وعلى مراحل مدروسة، لتمرير مخططات سابقة الإعداد والتجهيز، تصل في نهاية المطاف بالنسبة لحركة فتح بأن تتحول إلى حزب سياسي عاجز وضعيف لايجيد سوى إصدار البيانات دون حول ولاقوة.
قد يعتبر الكثيرون ذلك شطحة من شطحات الخيال طبقاً لنظرية المؤامرة، لكن لنتوقف قليلاً في محطات معينة ترسم ملامح مخطط تدمير حركة فتح الذي يقوده الثنائي عبّاس-دحلان، دون تعصب أو تحزب وبعقل مفتوح:
مقارنة تاريخية: بروسترويكا فلسطينية
تحت شعار الإصلاح والتحديث والتجديد (بروسترويكا) نجح غورباتشوف وفي فترة وجيزة لم تتجاوز العامين من تفكيك الإتحاد السوفياتي السابق وإخراجه من الساحة الدولية كقوة عظمى، وهو ما عجزت عنه أعتى أجهزة المخابرات والترسانات العسكرية، لينهار الحزب الشيوعي، وتتحول الجمهوريات السوفياتية السابقة لدول مستقلة تتنازع فيما بينها كأذربيجان وأرمينيا، أو داخل الدولة الواحدة كجورجيا وروسيا، ولتسود الفوضى وسيطرة المافيا، بقيادة دعاة الإصلاح كيلتسين المخمور وغيره من أعضاء الحزب الشيوعي نفسه.
البروسترويكا وافرازاتها تتكرر الآن تماماً في فلسطين فتحت شعار الإصلاح برز دحلان في ثياب الواعظينا، وخرج عبّاس من جديد ليلة تسفير عرفات لباريس ليتسلم زمام الأمور ليصبح المرشح ثم الرئيس الأوحد، وليبدأ بإجراءات "اصلاحية" أبعد ما تكون عن الإصلاح، وبقيادة مشاهير الفساد والإفساد، ولينطلق نحو مرحلة التدمير الذاتي لحركة فتح ومن داخلها، وهو أيضاً ما عجزت عنه آلة الإحتلال.
لم يكن غورباتشوف أو يلتسين من ذوي "التاريخ النضالي"، كما هو الحال بالنسبة لعبّاس ودحلان، وباسم الإصلاح دمروا كل شيء، كما يفعل أشاوس أوسلو الآن.
لماذا تدمير فتح وبهذه الطريقة؟
المتتبع لمجريات الأمور يعرف تماماً أن فتح ودون تدخل مباشر من عبّاس أو دحلان كانت تعاني من انقسامات وخلافات داخلية كفيلة بالقضاء عليها كحركة تقود الكفاح الوطني، لكن ذلك لم يكن ليُرضي من يخطط لتدمير شعب بأكمله من خلال القضاء على فصائله الصامدة.
لو حدث ذلك لذاب أبناء فتح وشرفائها في الفصائل الأخرى التي أثبتت وجودها على الأرض، لتواصل تلك الفصائل صعودها، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، لكن المخطط يقتضي ضرب الحركات والفصائل جميعها، وإن حدث ذلك تكون جذوة المقاومة قد انطفأت وللأبد، لهذا كان لابد من صحوة فتحاوية عابرة يمكن استخدامها للهدف الأكبر.
جاء الإجماع على ترشيح عبّاس وانتخابه كطوق نجاة لتوحيد صفوف حركة فتح في ظل الخلافات العنيفة التي تعصف بها، ليتنفس أبناء الحركة الصعداء بوعود الإصلاح التي يريدها الجميع، ودُغدٍغت عواطف أبناء الحركة، وزادت حماستهم لخوض الإنتخابات لإعادة الإعتبار لحركتهم في ظل قيادة جديدة إصلاحية ستضمن وعودها وبرامجها لهم الفوز في وجه المنافس والغريم، وهو الهدف الذي سيوحد الجميع.
لكن عبّاس ودحلان كان لديهما رأي آخر، فالإصلاح لم يتم والوعود لم تُنجز والتجاوزات زادت والفساد أصبح أعم وأشمل ووجوه الفساد بقيت كما هي، ففقدت الحركة التأييد الشعبي وبدأت قطاعات كبيرة في التململ، وكانت المراحل الإنتخابية الأولى بمثابة ناقوس خطر لأبناء الحركة، أم قيادتها فكانت أمورها على ما يرام وحساباتها تصيب، فما أن تخسر فتح مكانتها حنى يتحول جام غضبها على المنافس الرئيسي حركة حماس ليصبح الشرخ فتحاوياً-فتحاوياً، وفتحاوياً-حمساوياً، وهو ما بدأت بوادره بالظهور كما سيأتي لاحقاً.
ما أن تضعف فتح ويتم انتخاب قيادات جديدة لها على "الفرّازة" وكما يريد من يمسك بزمام الأمور القيادية والمادية ولمن أرادوا دعمه، حتى تتم السيطرة السياسية على الحركة، لتليها سيطرة عسكرية بدمج المقاتلين في الأجهزة الأمنية ليمارسوا مهام حراسة المحتل، أما من يرفض ويتمرد فسيضرب بكل قوة وقسوة، ليكون مبرراً ومقدمة لضرب باقي الحركات، دون اعتراضات تذكر فقيادة السلطة بدأت بأبناء فتح من الخارجين على قانون السلطة وبالتالي لايوجد ما يمنع ضرب الباقين بحجة الشرعية ووحدانية السلطة، وبهذا تكون أهم المراحل قد أنجزت.
لماذا فتح؟
لو تركت الحركة لتنهار تلقائياً لاستفادت الحركات الأخرى وأفشلت المخطط المعد للقضاء على الجميع، وبالتالي كان من المهم التركيز على الفصيل الأكبر حتى الآن ولعدة أسباب منها:
- فتح هي كبرى الفصائل تاريخياً وشعبياً على الأقل حتى لحظة بداية المخطط
- هي أكثر التنظيمات وفرة في المال الذي سيستخدم في تحقيق المآرب
- حركة لها تاريخ نضالي طويل
- هي بمثابة الحزب الجاكم والمسيطر على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة أوسلو
- هي الحركة التي اختارت وبمحض إرادتها عبّاس مرشحاً ورئيساً لها وأعطته الشرعية المطلوبة دولياً
- الإنقسامات الكبيرة داخل الحركة تسهل تحريك مجموعات ضد مجموعات أخرى
- ضرب فتح يعطي المبرر المطلوب لضرب الباقين، بحجة أن الرئيس وسلطته لا تتوانى حتى مع الحركة التي اختارتهم والتي يمثلونها
ما أن يبدأ قطار الإصلاح المزعوم حتى يجرف في طريقه الجميع فشعاراته الزائفة هي من القوة لدرجة أنه سيصبح من الصعب الوقوف بوجهها مما سيؤدي لحالة غليان داخلية، سيتم استثمارها وقت الحاجة إما لتكون قوة ضاربة مع السلطة ضد معارضيها الذين سيتم تضخيم خطرهم وكأنهم خطر على حركة فتح، أو في مواجهات داخلية تكون الضربة القاضية للبقية الباقية من قوة الحركة.
المخطط ورموزه:
على جبهتين متوازيتين سيتم تنفيذ المخطط الشامل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية فصائلها، فإضافة لما تم ذكره سيكون التركيز على محورين لتنفيذ المخطط:
فتح:
1. تحجيم القيادات المنافسة واستبعادها، وهذا ما تم في تكميم وتحجيم مروان البرغوثي وما يجري الآن لاستبعاد فاروق القدومي من دائرة صنع القرار، وفي هذا الشأن لنسترجع ما جرى للبرغوثي:
· ما أن أعلن مروان البرغوثي نيته ترشيح نفسه لإنتخابات رئيس سلطة أوسلو حتى "داب التاج وبان المرج"، وإنقلبت الموازين "الديمقراطية" ، فأصبح من كان رمزا وطنيا نضاليا أسيرا، وقائد الإنتفاضة وكتائب شهداء الأقصى والمرشح الأوفر حظا لخلافة عرفات، أصبح وبقدرة قادر وبين يوم وليلة خارجا عن الإجماع الفتحاوي، أنانيا يضع مصلحته فوق مصلحة الحركة، خادما لمخططات شارون، مما يستدعي إتخاذ إجراءات صارمة ضده حتى ولو كانت طرده من الحركة التي أجمعت بشيبها وشبابها على المرشح الأوحد "المناضل" أبو مازن!
· أول "الديمقراطيون" كان الفتحاوي الأصيل الطيب عبد الرحيم الذي قال: "هذا الموقف - يقصد موقف البرغوثي - مستغرب ومستهجن ولا ينسجم مع تقاليدنا الفتحاوية ولا ندري ما الأسباب التي دعت مروان إلي التقلبات السياسية؟ قبل أيام بايع أبو مازن لرئاسة السلطة ولكن اعتقد أن هذه التقلبات هي اقرب إلي العبث السياسي ومحاولة بائسة لتشويش على وحدتنا ولا أغالي إذا قلت لتشويش على وحدتنا الوطنية والأخ مروان تخلى عن فتحاويته ليرشح نفسه كمرشح مستقل. الفتحاوين لا يقبلوا أن يتخلوا عن فتحاويتهم مهما كانت الإغراءات ويبدو أن هناك أوهام ولا ندري ما هي الجهة التي دفعت بالموهومين لفعل ذلك نطمئنكم إن الأطر الفتحاوية تلتف حول مرشحها الوحيد أبو مازن ولا شك أن أي خروج عن الأطر الفتحاوية هو اعتداء على فتح - ويا جبل ما يهزك ريح"، لكن هذا الطيب لم يشرح ما هي الفتحاوية تحديدا. لم يكن موقف "الطيب" مستغربا بقدر ما كانت عباراته، فهو خرج من إجتماع للمركزية ليمارس دوره الذي لا يجيد غيره في التضليل السياسي وهو ما فعله طوال 3 أسابيع هي فترة مرض عرفات، والتي تحول فيها إلى طبيب أخصائي يمارس التمويه المنظم.
· صدرت بعد ذلك بيانات عديدة تهاجم البرغوثي، من أسرى حركة فتح في المعتقلات التي أكدت "أن فتح وقراراتها ليست مزاجية ولا فئوية ولا استرضائية وبناء عليه فإننا نؤكد تأييدنا للأخ المناضل محمود عباس "أبو مازن" مرشحا للحركة في انتخابات رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية"، إلى حركة الشبيبة الفتحاوية الصحفية التي إعتبرت ان هدف خطوة البرغوثي هذه " هو شق الصف التنظيمي وخلق حالة من البلبلة وتشويه الموقف الفتحاوي" مطالبة "باتخاذ كافة القرارات والاجراءات بحقه كمنشق يسعى لتحقيق مكاسب شخصية ".
· أيضا نددت حركة فتح في جمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية في قطاع غزة بقرار البرغوثي ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية قائلة: "اننا ندين الخطوة غير المسئولة من مروان البرغوثي بترشيح نفسه لهذا المنصب خارج الموقف الحركى ولاعتبارات شخصية بحتة ".هذا الرأي الذي كررته أكثر من جهة وأكثر من بيان وصلت لحد المطالبة بفصل وطرد البرغوثي من حركة فتح.
2. أما القدومي فتم إقصاؤه بطريقة أخرى وهي عقد الإجتماعات في رام الله حتى لايتمكن من الحضور، وتعيين ناصر القدوة في منصب وزير الخارجية مكافأة له على "ضبضبة" ملف مرض وموت عرفات، ليبدأ عملية مرسومة في انهاء القدومي سياسياً، ورغم أن فاروق القدومي لازال يقاوم محاولات الإقصاء من خلال سلسلة بيانات ترفض التغييرات والإجراءات إلا وأنه وعلى المدى البعيد ودون دعم جماهيري كبير سيفقد كل تأثير في عملية صنع القرار.
3. إنهاء المرحلة العرفاتية وشخصياتها: وقد تم ذلك بسلسلة من قرارت أصدرها عبّاس من عزل قيادات أمنية، وإلغاء قرارات عرفات، وعزل مستشاريه، وإبعاد آخرين لمناصب خارج مناطق السلطة، وبهذه الإجراءات يضمن السيطرة المطلقة على جميع آليات صنع القرار دون منغّصات.
4. السيطرة على كافة المراكز القيادية من خلال الشعار الذي رفعه عبّاس بأنه لن يعترف بأية قيادات فتحاوية إلا من خلال صناديق الإقتراع، ليضمن ومن خلال السيطرة على أجهزة الحركة ومقدراتها المالية فوز من يريد وإبعاد من يريد، على أن يتولى دحلان هذه المهمة برش الأموال حيث الحاجة، وشراء الأصوات والذمم وعقد التحالفات.
5. تشجيع الإنقسامات الداخلية بشكل غير مباشر لإضعاف هذا التيار أو ذاك، وليصبح الجميع تحت رحمة الثنائي عبّاس- دحلان وليسعى الجميع لكسب ودهم ورضاهم بعد أن تتجزأ الحركة وتتشرذم.
6. إطلاق يد "الزعران" من المسلحين لقمع من يريدون من معارضين لنهجهم دون الظهور في الصورة بشكل مباشر، وأيضاً لبث الفتنة وقت الحاجة من خلال افتعال معارك صغيرة ومشاحنات مطلوبة لبسط نفوذ وهيبة السلطة.
7. إحداث هزة داخلية تفقد أبناء الحركة الثقة بحركتهم من خلال سلسلة من الإعلانات عن انتصارات لا تلبث أن تتبدد لتنشر حالة من الإحباط واليأس الشديدين.
8. الإستمرار في أكذوبة الإصلاح وتحسين الظروف المعيشية كصمام أمان أمام كل إدعاء بالفساد.
الآخرون:
هذا بالنسبة لحركة فتح أما باقي الفصائل والحركات فالمخطط لايقل خطورة، وسينفذ بالتوازي مع النقاط السابقة لضمان تدمير الجميع، وهذه بعض الملامح التي بدأت تتبلور:
تعميق الخلاف بين حركة فتح وباقي الفصائل من خلال تصريحات نارية وبيانات معدة سلفاً، ولهذا الغرض تم تجنيد بعض الرموز لبث الفرقة والفتنة وبمهام محددة منها:
1. التشكيك في العملية الإنتخابية برمتها لزيادة الشرخ بين القوائم المتنافسة، وهذه سابقة تاريخية لم يسبق لها مثيل بأن تقوم السلطة التي أعدت قانون الإنتخاب وشكلت اللجنة العليا للإنتخابات ولجان المراقبة، والتي تسيطر على وسائل الإعلام وأجهزة الأمن، والتي استغلت كل ذلك من أجل ضمان الفوز، أن تقوم تلك السلطة باتهام المعارضين بالتزوير، سابقة تثير الإشمئزاز والضحك في آن واحد.
2. تحريك بعض المحسوبين على حركة فتح من عصابات مسلحة لتقتحم وتطلق النار وتهدد وتزيد الأجواء اشتعالاً.
3. عقد المؤتمرات الصحفية أمام سمع وبصر العالم للتشكيك بنوايا الآخرين ومهاجمة قادتهم وتسفيه انتصاراتهم والتغني بفوز موهوم يزيد من تعميق الخلافات.
4. إن اقتضت الضرورة فلا بأس من اشتباكات مسلحة هنا وهناك تنتهي بتدخل "السلطة" وأجهزتها الأمنية المدعومة عربياً ودولياً لفرض سلطة القانون وبالقوة.
5. أما أبناء الشعب فبعد التضييق عليهم في أرزاقهم، وفقدانهم للأمن والأمان نتيجة المشاحنات والصدامات والزعرنات، فسيصبحوا مهيئين لقبول أي سلطة تعيد لهم بعضاً مما فقدوه من أمن وأمان وبأي ثمن، ودون مشاكل أو اعتراضات تذكر!
النتيجة:
الخاسر الأول هو حركة فتح، والمخطط يبدأ بها دون ضمان لنجاح باقي أجزائه، وهنا أقتبس أجزاءاً مما سبق وكتتبته تحت عنوان "ديمقراطية فتحاوية عتيدة" بتاريخ 05/12/2004:
"لن يعجب رأيي هذا من يعيش في أجواء "غلابة يا فتح غلابة" وشعارات "أنا إبن فتح ما هتفت لغيرها"، لكن الوضع الراهن لم يعد يحتمل المجاملات واللباقات السياسية والتمسك بالشعارات البالية وعقليات جمهورية الفاكهاني.
لا أرى أملا يذكر في قيادات حركة فتح التي عفا عليها الزمان، لكن الأمل كل الأمل في كوادر وعناصر فتح المتواجدة على الأرض والتي تشكل القاعدة الرئيسية للحركة، والتي تعي جيدا أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني، والتي يقع على عاتقها مسؤولية عقد المؤتمر العام للحركة والمؤجل لسنوات طويلة، وإفراز قيادات جديدة تمثل توجهات الحركة، وتعيد لها وجهها القيادي النضالي، ولتحاسب كل من فرط ويفرط، ولتبتعد عن عقليات القيادات الحالية التي لا ترى إلا مصالحها وإمتيازاتها.
ديمقراطية غابة البنادق، والزعيم الخالد، والمرشح الأوحد، والممثل الشرعي والوحيد، والشرعية الثورية، والتاريخ النضالي، وغيرها من الشعارات بإسم الديمقراطية "الفتحاوية" لم تعد تصلح أو ذات تأثير كما في السابق، فمن يطرح هذه الشعارات الديمقراطية بات يطعن في الآخر الذي يطرح نفس الشعارات!
لم يفت الأوان بعد، لكن إن وقعت الفأس في الرأس فستكون حركة فتح أولى ضحايا الزعيم الجديد القادم، وستكون أجنحتها المختلفة كبش الفداء لضرب الآخرين ولتمرير خارطة الطريق التي أعدها بوش وعدّلها شارون (104 تعديلات فقط لاغير) وسوّقتها كونداليزا رايس، والتي تنص تحديدا في مرحلتها الأولى على ضرب مقاومة الشعب".
إن نجاح هذا المخطط يعني عملياً القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني تمهيداً لرضوخه وقبوله بما يعرض عليه من دولة هزيلة دون سيادة، واسقاط لحق العودة وتنازل عما تبقى من حقوق مشروعة، وتحول الجميع إلى قطعان وديعة يسهل اقتيادها في أي اتجاه شاءت سلطة أوسلو.
وأخيراً:
ما ذكرته وسردته ليس أضغاث أحلام بل وقائع عشناها ونعيشها وخطوات تمت فعلياً وعلى الأرض وعلى مرأى ومسمع الجميع و"على عينك يا تاجر"، لم أكتب مؤلفات بل حقائق وكل ما عليكم التفكير بمنأى عن التعصب الحركي والفئوي.
هذا نداء لكل أبناء فتح من شرفاء وعقلاء، المخطط يستهدفكم قبل غيركم، وسياسة دفن الرؤوس في التراب لن تنفعكم، وهذا أملكم الأخير ومن خلال هيكليات حركتكم للفظ هؤلاء والإنتفاضة عليهم، وإلا فعليكم السلام والرحمة.
د.إبراهيم حمّامي
10/05/2005
دققت ناقوس الخطر قبل عامين من اليوم وبالتحديد يوم 10/05/2005 وتحت عنوان: يا أبناء وشرفاء فتح، هذا مخطط القضاء عليكم، أي قبل الانتخابات التشريعية الأخيرة والتي يتخذها التيار المختطف لحركة فتح ذريعة لكل ما يقوم به اليوم، وحذرت حينها أن حركة فتح هي الخاسر الأكبر إن بقي تيار عبّاس دحلان هو المسيطر عليها، وقلت بوضوح أن سلسلة الهزائم ستتوالى وبشكل مضطرد، وهو ما حدث في الانتخابات التشريعية الماضية، وكذلك في أحداث غزة الأخيرة، وصولاً إلى الضرب ومن تحت الحزام في القيادات الفتحاوية نفسها.
اليوم أيضاً يراد لحركة فتح أن تتقزم لتصبح عبارة عن شرذمة من الرموز التي سقطت حتى قراقيط آذانها، حركة محاصرة في المنطقة السوداء من رام الله، وبحماية المحتل البغيض، حركة يتحكم بها عبّاس على طريقة الحاكم بأمره وبواسطة فرمانات يصدرها كل يوم تطيح بكل ما فتحاوي، ناهيك عن القضية برمتها، وبتغطية من أبواق السوء والفتنة التي تزين له الأمر وكأنه إله لا يخطيء.
لنقف وبتجرد ونعدد من يمثل فتح وقرارها اليوم بعد أن حجّمت عصابة "العشرة" أمين سر الحركة فاروق القدومي، وهاجمت وخونت أمين سرها في غزة أحمد حلس، ولفظت هاني الحسن وطالبت بمحاكمته لأنه اختلف مع الحاكم بأمره وعصابة "العشرة"، ورفضت دعوات ابو ماهر غنيم لعقد المؤتمر العام الحركي السادس المؤجل منذ عام 1989، وسبق له وأن كالت كل صفات السوء لمروان البرغوثي لأنه أراد ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة السلطة في مواجهة عبّاس!
أيعقل أن تبقى فتح رهينة لعصابة "العشرة" لتخون وتطرد وتعين وترفض كما تشاء دون رقيب أو حسيب؟ أين هم أبناء فتح وشرفاء فتح من هؤلاء؟ وهل من المعقول أن تصبح المقاومة التي تقودها فتح ممثلة بالمجرم أبو جبل وبأزعر جنين زكريا الزبيدي، الذي لم يتردد في قبول منصب جديد في الأمن العبّاسي مقابل حل كتائبه التي تعيث فساداً باسم شهداء الأقصى؟
مخطط القضاء على حركة فتح بدأ منذ زمن، وموسم حصاده حل، وإقصاء كل من يعارض نهج عبّاس وعصابته أوشك على الانتهاء، وبيع المقاومة والحقوق بسوق نخاستهم اقترب، لكن..........
حول ذات الموضوع يقول أ. د. سليمان صالح في مقال له نشر اليوم في صحيفة الشرق القطرية: "مازلت اعتقد أن أغلبية المنتمين إلى فتح شرفاء، وأنهم يمتلكون رؤية للدفاع عن قضية فلسطين وتجربة تاريخية نضالية ثرية. ولكن الذي حدث خلال السنوات الماضية أن مجموعة من الفاسدين قد سرقوا القيادة من القادة الحقيقيين، ووجهوا مسار الحركة في اتجاه يتناقض مع طموحات شعب فلسطين للتحرر والاستقلال، وفي اتجاه يتناقض مع حق الشعب الفلسطيني المشروع في مقاومة الاحتلال جرياً وراء سراب السلام الذي لا يمكن أن يتحقق مادامت "إسرائيل" تصر على احتلال القدس ورفض حق الشعب الفلسطيني في العودة.
ويضيف موجهاً رسالة لأبناء فتح: "لذلك أوجه تلك الرسالة إلى شرفاء فتح وأنا أثق في أنهم يشكلون الأغلبية، وأثق في أنهم قادرون على أن يطهروا صفوفهم من العملاء والخونة الذين باعوا دينهم بدنياهم، وباعوا قضية القدس وحق العودة بالأبراج الشاهقة والأموال المكدسة في بنوك أمريكا وأوروبا.
يا شرفاء فتح تقدموا لتطهروا صفوفكم ليعود لفتح وجهها الجميل كحركة مقاومة تدافع عن حق شعب فلسطين المشروع في الحرية والاستقلال وتحرير أرضه.
يا شرفاء فتح أعيدوا قياداتكم التاريخية إلى مكانها الصحيح وعلى رأس تلك القيادات هاني الحسن وفاروق القدومى وأحمد حلس.
يا شرفاء فتح إن الذي انتصر في غزة هو شعب فلسطين كله، وأنتم شركاء في هذا النصر، وفتح لم تنهزم في غزة، ولكن الذي انهزم هو الجهاز الفاسد المرتبط ب"إسرائيل".
يا شرفاء فتح أنتم تعرفون إن إخوانكم في حماس رجال شرفاء صادقون يضحون بحياتهم من أجل تحرير فلسطين، وأنهم قد أطلقوا سراح قادة الأجهزة الأمنية وعاملوهم بالحسنى ولم يتعرضوا بالأذى لأحد ينتمي إلى فتح، فهم يريدون الفتحاويين إلى جانبهم في رحلة الكفاح الطويلة حتى تتحرر فلسطين.
يا شرفاء فتح لا تصدقوا تلك الأكاذيب التي يروجها المفسدون، فحماس تصرفت بكل تواضع وحب لكل فلسطيني، وكافحت لتوحيد شعب فلسطين وحققت الأمن والعدالة الاجتماعية.
يا شرفاء فتح توحدوا وراء قادتكم التاريخيين الشرفاء، واطردوا الفاسدين من صفوفكم، وأعيدوا لشعب فلسطين وحدته، فالوحدة هي أهم الأسلحة في مواجهة العدو الإسرائيلي"
لم يفت الوقت بعد، فسواء اتفقنا مع التيار المتصاعد داخل فتح للوقوف بوجه هذه العصابة أو اختلفنا، فإنه يبقى تيار قد يعيد لحركة فتح توازنها بعد ما حل بها من تخريب عبّاسي دحلاني تُستكمل فصوله اليوم، وعلى قيادات هذا التيار الإعلان وبشكل صريح رفضهم لمنطق الحاكم بأمره، ورفضهم لسياسات الاقصاء، ورفضهم للحوار مع المحتل دون قيد أو شرط في وقت يوصد فيه باب الحوار مع أبناء الوطن الواحد، وتمسكهم بالحقوق والثوابت الوطنية، وتخليهم عن زلات الماضي وأخطائه، وعندها سيجدون من الشرفاء داخل حركتهم الكثير والكثير ممن سيقفون معهم ويدعمونهم بلا حدود.
ختاماً إليكم بعضاً مما كتبته قبل عامين للتذكير، عله يلمس قلوب أبناء الحركة وقياداته، لتتحرك الجماهير لوقف هذا التيار العبّاسي الدحلاني قبل الندم يوم لا ينفع ندم!
د.إبراهيم حمّامي DrHamami@Hotmail.com
04/07/2007
************************************************** ****************************************
يا أبناء وشرفاء فتح، هذا مخطط القضاء عليكم!
تثبت الأحداث المتوالية أن الخاسر الأكبر وربما الأوحد من السياسات العباسية الدحلانية هي حركة فتح، التي بدأت تترنح تحت وقع ضربات وهزائم متتالية من العيار الثقيل، تأتيها هذه المرة من القاعدة الشعبية التي ضاقت ذرعاً بممارسات سلطة أوسلو ورموزه، حتى أن البعض يوشك أن يصدر شهادة وفاة لحركة تربعت ولعقود من الزمن على مسرح الكفاح والمقاومة وقدمت الكثير من أبنائها وقادتها خلال مشوار حافل، صمدت فيه في وجه عواصف التحديات والإنقسامات التي لم تفت من عضدها، لأسباب كثير أهمها وجود ياسر عرفات على رأس الحركة، والذي ورغم سياساته الكارثية في كثير من الأحيان، كان وبحق صمام الأمان لحركة فتح، وبرحيله بدأ التصدع داخل حركة فتح وبدأت تتكشف عورات غياب القيادة، على عكس الفصائل الأخرى التي لم تتأثر برحيل قادتها كالجبهة الشعبية وحركة حماس والجهاد الإسلامي.
لكن التحدي الذي تواجهه فتح هذه المرة هو من نوع آخر لم تعرفه من قبل، هو من النوع الأكثر خطورة وفتكاً، إذ أن قيادة الحركة هي التي تقود وبشكل مبرمج عملية تدمير ذاتي مقصود ولأهداف محددة، وعلى مراحل مدروسة، لتمرير مخططات سابقة الإعداد والتجهيز، تصل في نهاية المطاف بالنسبة لحركة فتح بأن تتحول إلى حزب سياسي عاجز وضعيف لايجيد سوى إصدار البيانات دون حول ولاقوة.
قد يعتبر الكثيرون ذلك شطحة من شطحات الخيال طبقاً لنظرية المؤامرة، لكن لنتوقف قليلاً في محطات معينة ترسم ملامح مخطط تدمير حركة فتح الذي يقوده الثنائي عبّاس-دحلان، دون تعصب أو تحزب وبعقل مفتوح:
مقارنة تاريخية: بروسترويكا فلسطينية
تحت شعار الإصلاح والتحديث والتجديد (بروسترويكا) نجح غورباتشوف وفي فترة وجيزة لم تتجاوز العامين من تفكيك الإتحاد السوفياتي السابق وإخراجه من الساحة الدولية كقوة عظمى، وهو ما عجزت عنه أعتى أجهزة المخابرات والترسانات العسكرية، لينهار الحزب الشيوعي، وتتحول الجمهوريات السوفياتية السابقة لدول مستقلة تتنازع فيما بينها كأذربيجان وأرمينيا، أو داخل الدولة الواحدة كجورجيا وروسيا، ولتسود الفوضى وسيطرة المافيا، بقيادة دعاة الإصلاح كيلتسين المخمور وغيره من أعضاء الحزب الشيوعي نفسه.
البروسترويكا وافرازاتها تتكرر الآن تماماً في فلسطين فتحت شعار الإصلاح برز دحلان في ثياب الواعظينا، وخرج عبّاس من جديد ليلة تسفير عرفات لباريس ليتسلم زمام الأمور ليصبح المرشح ثم الرئيس الأوحد، وليبدأ بإجراءات "اصلاحية" أبعد ما تكون عن الإصلاح، وبقيادة مشاهير الفساد والإفساد، ولينطلق نحو مرحلة التدمير الذاتي لحركة فتح ومن داخلها، وهو أيضاً ما عجزت عنه آلة الإحتلال.
لم يكن غورباتشوف أو يلتسين من ذوي "التاريخ النضالي"، كما هو الحال بالنسبة لعبّاس ودحلان، وباسم الإصلاح دمروا كل شيء، كما يفعل أشاوس أوسلو الآن.
لماذا تدمير فتح وبهذه الطريقة؟
المتتبع لمجريات الأمور يعرف تماماً أن فتح ودون تدخل مباشر من عبّاس أو دحلان كانت تعاني من انقسامات وخلافات داخلية كفيلة بالقضاء عليها كحركة تقود الكفاح الوطني، لكن ذلك لم يكن ليُرضي من يخطط لتدمير شعب بأكمله من خلال القضاء على فصائله الصامدة.
لو حدث ذلك لذاب أبناء فتح وشرفائها في الفصائل الأخرى التي أثبتت وجودها على الأرض، لتواصل تلك الفصائل صعودها، وكأنك يا أبو زيد ما غزيت، لكن المخطط يقتضي ضرب الحركات والفصائل جميعها، وإن حدث ذلك تكون جذوة المقاومة قد انطفأت وللأبد، لهذا كان لابد من صحوة فتحاوية عابرة يمكن استخدامها للهدف الأكبر.
جاء الإجماع على ترشيح عبّاس وانتخابه كطوق نجاة لتوحيد صفوف حركة فتح في ظل الخلافات العنيفة التي تعصف بها، ليتنفس أبناء الحركة الصعداء بوعود الإصلاح التي يريدها الجميع، ودُغدٍغت عواطف أبناء الحركة، وزادت حماستهم لخوض الإنتخابات لإعادة الإعتبار لحركتهم في ظل قيادة جديدة إصلاحية ستضمن وعودها وبرامجها لهم الفوز في وجه المنافس والغريم، وهو الهدف الذي سيوحد الجميع.
لكن عبّاس ودحلان كان لديهما رأي آخر، فالإصلاح لم يتم والوعود لم تُنجز والتجاوزات زادت والفساد أصبح أعم وأشمل ووجوه الفساد بقيت كما هي، ففقدت الحركة التأييد الشعبي وبدأت قطاعات كبيرة في التململ، وكانت المراحل الإنتخابية الأولى بمثابة ناقوس خطر لأبناء الحركة، أم قيادتها فكانت أمورها على ما يرام وحساباتها تصيب، فما أن تخسر فتح مكانتها حنى يتحول جام غضبها على المنافس الرئيسي حركة حماس ليصبح الشرخ فتحاوياً-فتحاوياً، وفتحاوياً-حمساوياً، وهو ما بدأت بوادره بالظهور كما سيأتي لاحقاً.
ما أن تضعف فتح ويتم انتخاب قيادات جديدة لها على "الفرّازة" وكما يريد من يمسك بزمام الأمور القيادية والمادية ولمن أرادوا دعمه، حتى تتم السيطرة السياسية على الحركة، لتليها سيطرة عسكرية بدمج المقاتلين في الأجهزة الأمنية ليمارسوا مهام حراسة المحتل، أما من يرفض ويتمرد فسيضرب بكل قوة وقسوة، ليكون مبرراً ومقدمة لضرب باقي الحركات، دون اعتراضات تذكر فقيادة السلطة بدأت بأبناء فتح من الخارجين على قانون السلطة وبالتالي لايوجد ما يمنع ضرب الباقين بحجة الشرعية ووحدانية السلطة، وبهذا تكون أهم المراحل قد أنجزت.
لماذا فتح؟
لو تركت الحركة لتنهار تلقائياً لاستفادت الحركات الأخرى وأفشلت المخطط المعد للقضاء على الجميع، وبالتالي كان من المهم التركيز على الفصيل الأكبر حتى الآن ولعدة أسباب منها:
- فتح هي كبرى الفصائل تاريخياً وشعبياً على الأقل حتى لحظة بداية المخطط
- هي أكثر التنظيمات وفرة في المال الذي سيستخدم في تحقيق المآرب
- حركة لها تاريخ نضالي طويل
- هي بمثابة الحزب الجاكم والمسيطر على مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وسلطة أوسلو
- هي الحركة التي اختارت وبمحض إرادتها عبّاس مرشحاً ورئيساً لها وأعطته الشرعية المطلوبة دولياً
- الإنقسامات الكبيرة داخل الحركة تسهل تحريك مجموعات ضد مجموعات أخرى
- ضرب فتح يعطي المبرر المطلوب لضرب الباقين، بحجة أن الرئيس وسلطته لا تتوانى حتى مع الحركة التي اختارتهم والتي يمثلونها
ما أن يبدأ قطار الإصلاح المزعوم حتى يجرف في طريقه الجميع فشعاراته الزائفة هي من القوة لدرجة أنه سيصبح من الصعب الوقوف بوجهها مما سيؤدي لحالة غليان داخلية، سيتم استثمارها وقت الحاجة إما لتكون قوة ضاربة مع السلطة ضد معارضيها الذين سيتم تضخيم خطرهم وكأنهم خطر على حركة فتح، أو في مواجهات داخلية تكون الضربة القاضية للبقية الباقية من قوة الحركة.
المخطط ورموزه:
على جبهتين متوازيتين سيتم تنفيذ المخطط الشامل لتصفية القضية الفلسطينية من خلال تصفية فصائلها، فإضافة لما تم ذكره سيكون التركيز على محورين لتنفيذ المخطط:
فتح:
1. تحجيم القيادات المنافسة واستبعادها، وهذا ما تم في تكميم وتحجيم مروان البرغوثي وما يجري الآن لاستبعاد فاروق القدومي من دائرة صنع القرار، وفي هذا الشأن لنسترجع ما جرى للبرغوثي:
· ما أن أعلن مروان البرغوثي نيته ترشيح نفسه لإنتخابات رئيس سلطة أوسلو حتى "داب التاج وبان المرج"، وإنقلبت الموازين "الديمقراطية" ، فأصبح من كان رمزا وطنيا نضاليا أسيرا، وقائد الإنتفاضة وكتائب شهداء الأقصى والمرشح الأوفر حظا لخلافة عرفات، أصبح وبقدرة قادر وبين يوم وليلة خارجا عن الإجماع الفتحاوي، أنانيا يضع مصلحته فوق مصلحة الحركة، خادما لمخططات شارون، مما يستدعي إتخاذ إجراءات صارمة ضده حتى ولو كانت طرده من الحركة التي أجمعت بشيبها وشبابها على المرشح الأوحد "المناضل" أبو مازن!
· أول "الديمقراطيون" كان الفتحاوي الأصيل الطيب عبد الرحيم الذي قال: "هذا الموقف - يقصد موقف البرغوثي - مستغرب ومستهجن ولا ينسجم مع تقاليدنا الفتحاوية ولا ندري ما الأسباب التي دعت مروان إلي التقلبات السياسية؟ قبل أيام بايع أبو مازن لرئاسة السلطة ولكن اعتقد أن هذه التقلبات هي اقرب إلي العبث السياسي ومحاولة بائسة لتشويش على وحدتنا ولا أغالي إذا قلت لتشويش على وحدتنا الوطنية والأخ مروان تخلى عن فتحاويته ليرشح نفسه كمرشح مستقل. الفتحاوين لا يقبلوا أن يتخلوا عن فتحاويتهم مهما كانت الإغراءات ويبدو أن هناك أوهام ولا ندري ما هي الجهة التي دفعت بالموهومين لفعل ذلك نطمئنكم إن الأطر الفتحاوية تلتف حول مرشحها الوحيد أبو مازن ولا شك أن أي خروج عن الأطر الفتحاوية هو اعتداء على فتح - ويا جبل ما يهزك ريح"، لكن هذا الطيب لم يشرح ما هي الفتحاوية تحديدا. لم يكن موقف "الطيب" مستغربا بقدر ما كانت عباراته، فهو خرج من إجتماع للمركزية ليمارس دوره الذي لا يجيد غيره في التضليل السياسي وهو ما فعله طوال 3 أسابيع هي فترة مرض عرفات، والتي تحول فيها إلى طبيب أخصائي يمارس التمويه المنظم.
· صدرت بعد ذلك بيانات عديدة تهاجم البرغوثي، من أسرى حركة فتح في المعتقلات التي أكدت "أن فتح وقراراتها ليست مزاجية ولا فئوية ولا استرضائية وبناء عليه فإننا نؤكد تأييدنا للأخ المناضل محمود عباس "أبو مازن" مرشحا للحركة في انتخابات رئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية"، إلى حركة الشبيبة الفتحاوية الصحفية التي إعتبرت ان هدف خطوة البرغوثي هذه " هو شق الصف التنظيمي وخلق حالة من البلبلة وتشويه الموقف الفتحاوي" مطالبة "باتخاذ كافة القرارات والاجراءات بحقه كمنشق يسعى لتحقيق مكاسب شخصية ".
· أيضا نددت حركة فتح في جمعية المحاسبين والمراجعين الفلسطينية في قطاع غزة بقرار البرغوثي ترشيح نفسه لانتخابات الرئاسة الفلسطينية قائلة: "اننا ندين الخطوة غير المسئولة من مروان البرغوثي بترشيح نفسه لهذا المنصب خارج الموقف الحركى ولاعتبارات شخصية بحتة ".هذا الرأي الذي كررته أكثر من جهة وأكثر من بيان وصلت لحد المطالبة بفصل وطرد البرغوثي من حركة فتح.
2. أما القدومي فتم إقصاؤه بطريقة أخرى وهي عقد الإجتماعات في رام الله حتى لايتمكن من الحضور، وتعيين ناصر القدوة في منصب وزير الخارجية مكافأة له على "ضبضبة" ملف مرض وموت عرفات، ليبدأ عملية مرسومة في انهاء القدومي سياسياً، ورغم أن فاروق القدومي لازال يقاوم محاولات الإقصاء من خلال سلسلة بيانات ترفض التغييرات والإجراءات إلا وأنه وعلى المدى البعيد ودون دعم جماهيري كبير سيفقد كل تأثير في عملية صنع القرار.
3. إنهاء المرحلة العرفاتية وشخصياتها: وقد تم ذلك بسلسلة من قرارت أصدرها عبّاس من عزل قيادات أمنية، وإلغاء قرارات عرفات، وعزل مستشاريه، وإبعاد آخرين لمناصب خارج مناطق السلطة، وبهذه الإجراءات يضمن السيطرة المطلقة على جميع آليات صنع القرار دون منغّصات.
4. السيطرة على كافة المراكز القيادية من خلال الشعار الذي رفعه عبّاس بأنه لن يعترف بأية قيادات فتحاوية إلا من خلال صناديق الإقتراع، ليضمن ومن خلال السيطرة على أجهزة الحركة ومقدراتها المالية فوز من يريد وإبعاد من يريد، على أن يتولى دحلان هذه المهمة برش الأموال حيث الحاجة، وشراء الأصوات والذمم وعقد التحالفات.
5. تشجيع الإنقسامات الداخلية بشكل غير مباشر لإضعاف هذا التيار أو ذاك، وليصبح الجميع تحت رحمة الثنائي عبّاس- دحلان وليسعى الجميع لكسب ودهم ورضاهم بعد أن تتجزأ الحركة وتتشرذم.
6. إطلاق يد "الزعران" من المسلحين لقمع من يريدون من معارضين لنهجهم دون الظهور في الصورة بشكل مباشر، وأيضاً لبث الفتنة وقت الحاجة من خلال افتعال معارك صغيرة ومشاحنات مطلوبة لبسط نفوذ وهيبة السلطة.
7. إحداث هزة داخلية تفقد أبناء الحركة الثقة بحركتهم من خلال سلسلة من الإعلانات عن انتصارات لا تلبث أن تتبدد لتنشر حالة من الإحباط واليأس الشديدين.
8. الإستمرار في أكذوبة الإصلاح وتحسين الظروف المعيشية كصمام أمان أمام كل إدعاء بالفساد.
الآخرون:
هذا بالنسبة لحركة فتح أما باقي الفصائل والحركات فالمخطط لايقل خطورة، وسينفذ بالتوازي مع النقاط السابقة لضمان تدمير الجميع، وهذه بعض الملامح التي بدأت تتبلور:
تعميق الخلاف بين حركة فتح وباقي الفصائل من خلال تصريحات نارية وبيانات معدة سلفاً، ولهذا الغرض تم تجنيد بعض الرموز لبث الفرقة والفتنة وبمهام محددة منها:
1. التشكيك في العملية الإنتخابية برمتها لزيادة الشرخ بين القوائم المتنافسة، وهذه سابقة تاريخية لم يسبق لها مثيل بأن تقوم السلطة التي أعدت قانون الإنتخاب وشكلت اللجنة العليا للإنتخابات ولجان المراقبة، والتي تسيطر على وسائل الإعلام وأجهزة الأمن، والتي استغلت كل ذلك من أجل ضمان الفوز، أن تقوم تلك السلطة باتهام المعارضين بالتزوير، سابقة تثير الإشمئزاز والضحك في آن واحد.
2. تحريك بعض المحسوبين على حركة فتح من عصابات مسلحة لتقتحم وتطلق النار وتهدد وتزيد الأجواء اشتعالاً.
3. عقد المؤتمرات الصحفية أمام سمع وبصر العالم للتشكيك بنوايا الآخرين ومهاجمة قادتهم وتسفيه انتصاراتهم والتغني بفوز موهوم يزيد من تعميق الخلافات.
4. إن اقتضت الضرورة فلا بأس من اشتباكات مسلحة هنا وهناك تنتهي بتدخل "السلطة" وأجهزتها الأمنية المدعومة عربياً ودولياً لفرض سلطة القانون وبالقوة.
5. أما أبناء الشعب فبعد التضييق عليهم في أرزاقهم، وفقدانهم للأمن والأمان نتيجة المشاحنات والصدامات والزعرنات، فسيصبحوا مهيئين لقبول أي سلطة تعيد لهم بعضاً مما فقدوه من أمن وأمان وبأي ثمن، ودون مشاكل أو اعتراضات تذكر!
النتيجة:
الخاسر الأول هو حركة فتح، والمخطط يبدأ بها دون ضمان لنجاح باقي أجزائه، وهنا أقتبس أجزاءاً مما سبق وكتتبته تحت عنوان "ديمقراطية فتحاوية عتيدة" بتاريخ 05/12/2004:
"لن يعجب رأيي هذا من يعيش في أجواء "غلابة يا فتح غلابة" وشعارات "أنا إبن فتح ما هتفت لغيرها"، لكن الوضع الراهن لم يعد يحتمل المجاملات واللباقات السياسية والتمسك بالشعارات البالية وعقليات جمهورية الفاكهاني.
لا أرى أملا يذكر في قيادات حركة فتح التي عفا عليها الزمان، لكن الأمل كل الأمل في كوادر وعناصر فتح المتواجدة على الأرض والتي تشكل القاعدة الرئيسية للحركة، والتي تعي جيدا أين هي مصلحة الشعب الفلسطيني، والتي يقع على عاتقها مسؤولية عقد المؤتمر العام للحركة والمؤجل لسنوات طويلة، وإفراز قيادات جديدة تمثل توجهات الحركة، وتعيد لها وجهها القيادي النضالي، ولتحاسب كل من فرط ويفرط، ولتبتعد عن عقليات القيادات الحالية التي لا ترى إلا مصالحها وإمتيازاتها.
ديمقراطية غابة البنادق، والزعيم الخالد، والمرشح الأوحد، والممثل الشرعي والوحيد، والشرعية الثورية، والتاريخ النضالي، وغيرها من الشعارات بإسم الديمقراطية "الفتحاوية" لم تعد تصلح أو ذات تأثير كما في السابق، فمن يطرح هذه الشعارات الديمقراطية بات يطعن في الآخر الذي يطرح نفس الشعارات!
لم يفت الأوان بعد، لكن إن وقعت الفأس في الرأس فستكون حركة فتح أولى ضحايا الزعيم الجديد القادم، وستكون أجنحتها المختلفة كبش الفداء لضرب الآخرين ولتمرير خارطة الطريق التي أعدها بوش وعدّلها شارون (104 تعديلات فقط لاغير) وسوّقتها كونداليزا رايس، والتي تنص تحديدا في مرحلتها الأولى على ضرب مقاومة الشعب".
إن نجاح هذا المخطط يعني عملياً القضاء على مقاومة الشعب الفلسطيني تمهيداً لرضوخه وقبوله بما يعرض عليه من دولة هزيلة دون سيادة، واسقاط لحق العودة وتنازل عما تبقى من حقوق مشروعة، وتحول الجميع إلى قطعان وديعة يسهل اقتيادها في أي اتجاه شاءت سلطة أوسلو.
وأخيراً:
ما ذكرته وسردته ليس أضغاث أحلام بل وقائع عشناها ونعيشها وخطوات تمت فعلياً وعلى الأرض وعلى مرأى ومسمع الجميع و"على عينك يا تاجر"، لم أكتب مؤلفات بل حقائق وكل ما عليكم التفكير بمنأى عن التعصب الحركي والفئوي.
هذا نداء لكل أبناء فتح من شرفاء وعقلاء، المخطط يستهدفكم قبل غيركم، وسياسة دفن الرؤوس في التراب لن تنفعكم، وهذا أملكم الأخير ومن خلال هيكليات حركتكم للفظ هؤلاء والإنتفاضة عليهم، وإلا فعليكم السلام والرحمة.
د.إبراهيم حمّامي
10/05/2005
تعليق