][`~*¤!||!¤*~`][المهمة الجديدة للجهاد الإسلامي][`~*¤!||!¤*~`][
فهد الريماوي ـ المجد الأردنية 2/7/2007
في ضوء تمسكها الحازم بنهجها المبدئي الثابت، وبرنامجها الجهادي الذي لا حيدة عنه·· وفي ضوء موقفها الموضوعي الرزين الذي اتخذته من الصراع المؤلم بين حركتي فتح وحماس منذ بضعة اشهر، تبوأت حركة الجهاد الاسلامي مكانة مميزة ومحترمة تستحق كل التقدير والتثمين، كما تهيأت لها امكانية لعب دور "بيضة القبان" في اعادة التوازن والانسجام الى الساحة الفلسطينية السادرة في الاضطراب، والغارقة في التيه·
ورغم ان حركة الجهاد قد برزت في ميدان الفعل الجهادي منذ زمن طويل، واثبتت موجودية عالية في مجال العمليات الاستشهادية داخل العمق الاسرائيلي، والاستخدام المنظور يوماً بعد يوم لصواريخ القدس في قصف بلدة سديروت ومحيطها·· الا ان الاقدار قد هيأت لهذه الحركة المجاهدة دوراً وطنياً اضافياً داخل الساحة الفلسطينية، وعولت عليها كثيراً للنهوض بهذا الدور الصعب الذي لا غنى عنه، ولا مناص منه، نظراً لدقة الوضع الفلسطيني الراهن، وضرورة الوصول بالسفينة الفلسطينية التائهة الى بر الامان·
وقد كانت مصر اول من تنبه الى اهمية دور حركة الجهاد في هذه المرحلة، واول من دعا قادة هذه الحركة المقبولة من جميع الفرقاء، الى القاهرة لعقد محادثات مطولة في شأن توفير المخارج، واجتراح الحلول اللازمة لتجاوز المأزق الفلسطيني الذي يأخذ بخناق الجميع، وينذر باوخم العواقب والاخطار، ليس على القضية الفلسطينية وحدها، بل على دول الجوار ايضاً·
وفي مكالمة هاتفية مطولة، اكد لي الاخ المجاهد زياد نخالة، نائب الامين العام لحركة الجهاد، ان محادثات القاهرة قد رسمت تطوراً اولياً لشروط الحل، ومستلزمات رأب الصدع بين مختلف الفرقاء، وان المسؤولين المصريين قد حفزوا قادة الجهاد على تشكيل "خلية مصالحة" من سائر الفصائل الفلسطينية المعنية، بغية المباشرة الهادئة والصبورة
في تهدئة الخواطر التي مازالت فائرة، وتقريب وجهات النظر التي مازالت متنافرة·
ومع ان مصر قد تصرفت بادئ الامر بتسرع ونزق وقصر نظر، حين سحبت وجودها الامني والدبلوماسي من غزة الى رام الله، واعلنت بلسان رئيسها المبارك حسني تمام الانحياز لسلطة عباس، والادانة لحركة حماس·· الا ان حقائق الجغرافيا والديموغرافيا والامن القومي سرعان ما فرضت نفسها على صانع القرار المصري، وحملته على تبرير انفعالاته الجامحة لحساب تفعيل عقله السياسي والاستراتيجي الذي يحتم الانفتاح مجدداً على حركة حماس، والعمل مع الجهاد الاسلامي والاخرين على اعادة مياه الحوار الى طاحونة الاطراف الفلسطينية المتدابرة، نظراً لان هذا الحوار هو الخيار الوحيد، وربما الحتمية الاساس التي من شأنها صيانة القضية الفلسطينية من الضياع والاندثار·
حين تقاعست مصر عن دورها الفلسطيني استولت عليه السعودية فوراً، وسارت فيه شوطاً ناجحاً ادى الى ابرام اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس، وهي رغم استيائها من انهيار هذا الاتفاق ما تزال معنية بالجاري في الضفة والقطاع·· الامر الذي يحتم على قادة حركة الجهاد التواصل معها، والاستعانة بثقلها السياسي والمالي للاسهام في عملية المصالحة الفلسطينية، ناهيك عن ضرورة التحاور والتشاور مع سوريا، الضلع الثالث في دول القرار العربي، والحليف الامين والحضن الدافئ لحركة الجهاد الاسلامي·
ليست الازمة الفلسطينية الراهنة معزولة عن سياقها العربي، وانما هي جزء من الحالة العربية العامة والمأزومة، ومن هنا يتعين على حركة الجهاد الاهتمام الشديد بالبعد العربي في عملية المقاربة بين حماس والسلطة، ان لم يكن لجهة الدعم والمساندة فلا اقل من التحييد والمنع من صب الزيت على نار الخلاف، خصوصاً وان هناك اطرافاً عربية يطيب لها استمرار الازمة، وادامة الاقتتال الفتحاوي - الحمساوي·
أما داخل البيت الفلسطيني فتستطيع حركة الجهاد ان تجد الكثير من المستعدين للمشاركة في مهمات الوساطة واصلاح ذات البين، سواء من الفصائل الاخرى التي اكتسبت وزناً اضافياً في ضوء اقتتال الفصيلين الكبيرين، او من الشخصيات الوطنية المستقلة التي يتعين الاستعانة بها، واعادة الاعتبار لها بعد ان تم استبعادها زوراً وبهتاناً من ساحة العمل الوطني منذ جملة اعوام، انطلاقاً من حسابات فئوية وفصائلية ضيقة وسخيفة·
ومن يدري، فرب ضارة نافعة، وربما حانت الفرصة التاريخية لاجراء المصالحة الوطنية على قاعدة الاصلاح السياسي، واعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق اسس كفاحية، وصيغ تنظيمية متقدمة تتجاوز منطق المحاصصة والكوتات والهياكل القديمة، وتسمح بالتعايش، بل بالتزاوج، بين فعاليات السلطة والمقاومة، وتحول بحزم دون تجدد مآسي الاقتتال بين الاشقاء الاشقياء·
نحن - بالطبع - لا نساوي بين حركة حماس وسلطة دحلان وعباس·· فشتان بين المجاهدين والفاسدين المرتدين، وشتان بين العاملين لنصرة الدين والوطن، وبين المحتطبين في حبال امريكا واسرائيل، ولكن للضرورة احكامها، وللوساطة شروطها، وللمصالحة استحقاقاتها التي تقضي باعتماد الحلول الوسط، والتنازلات المتبادلة، والتعادل السلبي ضمن مقولة "لا غالب ولا مغلوب"·22:2
وعليه·· فلا بأس من التفريغ الكلامي والاعلامي الفتحاوي لبعض الوقت، ومن التنفيس عن المكبوت القديم او الغضب الجديد المتأتي من الهزيمة العسكرية المنكرة امام مجاهدي حماس، ولكن ليس من حق الذين يتسولون الحوار مع اولمرت ورايس ان يركبوا رؤوسهم ويترفعوا عن الحوار مع اخوانهم حتى ولو كانوا في حالة خصامية شديدة معهم·· ذلك لان مسؤوليتهم الكبيرة في تدمير القضية الفلسطينية الى هذا الحد المزري تحتم عليهم، امام الله والناس والتاريخ، النهوض بمسؤولية مقابلة ومعادلة تقضي باعادة إحياء هذه القضية المركزية، وجمع الصف الوطني
فهد الريماوي ـ المجد الأردنية 2/7/2007
في ضوء تمسكها الحازم بنهجها المبدئي الثابت، وبرنامجها الجهادي الذي لا حيدة عنه·· وفي ضوء موقفها الموضوعي الرزين الذي اتخذته من الصراع المؤلم بين حركتي فتح وحماس منذ بضعة اشهر، تبوأت حركة الجهاد الاسلامي مكانة مميزة ومحترمة تستحق كل التقدير والتثمين، كما تهيأت لها امكانية لعب دور "بيضة القبان" في اعادة التوازن والانسجام الى الساحة الفلسطينية السادرة في الاضطراب، والغارقة في التيه·
ورغم ان حركة الجهاد قد برزت في ميدان الفعل الجهادي منذ زمن طويل، واثبتت موجودية عالية في مجال العمليات الاستشهادية داخل العمق الاسرائيلي، والاستخدام المنظور يوماً بعد يوم لصواريخ القدس في قصف بلدة سديروت ومحيطها·· الا ان الاقدار قد هيأت لهذه الحركة المجاهدة دوراً وطنياً اضافياً داخل الساحة الفلسطينية، وعولت عليها كثيراً للنهوض بهذا الدور الصعب الذي لا غنى عنه، ولا مناص منه، نظراً لدقة الوضع الفلسطيني الراهن، وضرورة الوصول بالسفينة الفلسطينية التائهة الى بر الامان·
وقد كانت مصر اول من تنبه الى اهمية دور حركة الجهاد في هذه المرحلة، واول من دعا قادة هذه الحركة المقبولة من جميع الفرقاء، الى القاهرة لعقد محادثات مطولة في شأن توفير المخارج، واجتراح الحلول اللازمة لتجاوز المأزق الفلسطيني الذي يأخذ بخناق الجميع، وينذر باوخم العواقب والاخطار، ليس على القضية الفلسطينية وحدها، بل على دول الجوار ايضاً·
وفي مكالمة هاتفية مطولة، اكد لي الاخ المجاهد زياد نخالة، نائب الامين العام لحركة الجهاد، ان محادثات القاهرة قد رسمت تطوراً اولياً لشروط الحل، ومستلزمات رأب الصدع بين مختلف الفرقاء، وان المسؤولين المصريين قد حفزوا قادة الجهاد على تشكيل "خلية مصالحة" من سائر الفصائل الفلسطينية المعنية، بغية المباشرة الهادئة والصبورة
في تهدئة الخواطر التي مازالت فائرة، وتقريب وجهات النظر التي مازالت متنافرة·
ومع ان مصر قد تصرفت بادئ الامر بتسرع ونزق وقصر نظر، حين سحبت وجودها الامني والدبلوماسي من غزة الى رام الله، واعلنت بلسان رئيسها المبارك حسني تمام الانحياز لسلطة عباس، والادانة لحركة حماس·· الا ان حقائق الجغرافيا والديموغرافيا والامن القومي سرعان ما فرضت نفسها على صانع القرار المصري، وحملته على تبرير انفعالاته الجامحة لحساب تفعيل عقله السياسي والاستراتيجي الذي يحتم الانفتاح مجدداً على حركة حماس، والعمل مع الجهاد الاسلامي والاخرين على اعادة مياه الحوار الى طاحونة الاطراف الفلسطينية المتدابرة، نظراً لان هذا الحوار هو الخيار الوحيد، وربما الحتمية الاساس التي من شأنها صيانة القضية الفلسطينية من الضياع والاندثار·
حين تقاعست مصر عن دورها الفلسطيني استولت عليه السعودية فوراً، وسارت فيه شوطاً ناجحاً ادى الى ابرام اتفاق مكة بين حركتي فتح وحماس، وهي رغم استيائها من انهيار هذا الاتفاق ما تزال معنية بالجاري في الضفة والقطاع·· الامر الذي يحتم على قادة حركة الجهاد التواصل معها، والاستعانة بثقلها السياسي والمالي للاسهام في عملية المصالحة الفلسطينية، ناهيك عن ضرورة التحاور والتشاور مع سوريا، الضلع الثالث في دول القرار العربي، والحليف الامين والحضن الدافئ لحركة الجهاد الاسلامي·
ليست الازمة الفلسطينية الراهنة معزولة عن سياقها العربي، وانما هي جزء من الحالة العربية العامة والمأزومة، ومن هنا يتعين على حركة الجهاد الاهتمام الشديد بالبعد العربي في عملية المقاربة بين حماس والسلطة، ان لم يكن لجهة الدعم والمساندة فلا اقل من التحييد والمنع من صب الزيت على نار الخلاف، خصوصاً وان هناك اطرافاً عربية يطيب لها استمرار الازمة، وادامة الاقتتال الفتحاوي - الحمساوي·
أما داخل البيت الفلسطيني فتستطيع حركة الجهاد ان تجد الكثير من المستعدين للمشاركة في مهمات الوساطة واصلاح ذات البين، سواء من الفصائل الاخرى التي اكتسبت وزناً اضافياً في ضوء اقتتال الفصيلين الكبيرين، او من الشخصيات الوطنية المستقلة التي يتعين الاستعانة بها، واعادة الاعتبار لها بعد ان تم استبعادها زوراً وبهتاناً من ساحة العمل الوطني منذ جملة اعوام، انطلاقاً من حسابات فئوية وفصائلية ضيقة وسخيفة·
ومن يدري، فرب ضارة نافعة، وربما حانت الفرصة التاريخية لاجراء المصالحة الوطنية على قاعدة الاصلاح السياسي، واعادة ترتيب البيت الفلسطيني وفق اسس كفاحية، وصيغ تنظيمية متقدمة تتجاوز منطق المحاصصة والكوتات والهياكل القديمة، وتسمح بالتعايش، بل بالتزاوج، بين فعاليات السلطة والمقاومة، وتحول بحزم دون تجدد مآسي الاقتتال بين الاشقاء الاشقياء·
نحن - بالطبع - لا نساوي بين حركة حماس وسلطة دحلان وعباس·· فشتان بين المجاهدين والفاسدين المرتدين، وشتان بين العاملين لنصرة الدين والوطن، وبين المحتطبين في حبال امريكا واسرائيل، ولكن للضرورة احكامها، وللوساطة شروطها، وللمصالحة استحقاقاتها التي تقضي باعتماد الحلول الوسط، والتنازلات المتبادلة، والتعادل السلبي ضمن مقولة "لا غالب ولا مغلوب"·22:2
وعليه·· فلا بأس من التفريغ الكلامي والاعلامي الفتحاوي لبعض الوقت، ومن التنفيس عن المكبوت القديم او الغضب الجديد المتأتي من الهزيمة العسكرية المنكرة امام مجاهدي حماس، ولكن ليس من حق الذين يتسولون الحوار مع اولمرت ورايس ان يركبوا رؤوسهم ويترفعوا عن الحوار مع اخوانهم حتى ولو كانوا في حالة خصامية شديدة معهم·· ذلك لان مسؤوليتهم الكبيرة في تدمير القضية الفلسطينية الى هذا الحد المزري تحتم عليهم، امام الله والناس والتاريخ، النهوض بمسؤولية مقابلة ومعادلة تقضي باعادة إحياء هذه القضية المركزية، وجمع الصف الوطني
تعليق