الكلام مترجم وقد يكون هناك بعض الاخطاء الاملائية البسيطة
لعبة التصفية
يصادف هذا الشهر 18 عاما لاغتيال فتحي الشقاقي،رئيس التنظيم الارهابي الجهاد الاسلامي الفلسطيني،الذي اصيب بمالطا بعيار ناري بعملية الاغتيال التي لم يعلن اي شخص او جهة مسؤليتها عن العملية.وفقا للتقارير الاجنبية الموساد الاسرائيلي كان وراء عملية الاغتيال ،لكن الان اتضحت عوامل اخرى ربما كانت مساعدة في العملية ، من بينها معمر القذافي وياسر عرفات ومواطنين من مالطا .شمعون ايبرجون خرج لمالطا لمتابعة القضية وفتح الملف من ابو الشقاقي.
18 عاما مرت على اغتيال فتحي الشقاقي زعيم الارهابيين ورئيس منظمة الجهاد الاسلامي الفلسطيني ،خمس طلقات نارية اطلقت امام فندق دبلوماسي بعاصمة مالطا ،العملية هذه التي لم تتبنها اي وكالة مخابرات او منظمة بشكل رسمي ، وتعتبر اليوم ايضا واحدة من اهم الاغتيالات الغامضة والنظيفة والاكثر اثارة للاهتمام بتاريخ العلاقة بين اسرائيل والدول العربية.
على الرغم من ان وسائل الاعلام الاجنبية ادعت ان الموساد من يقف وراء العملية الا ان الحكومة الرسمية لم تؤكد الخبر رسميا ، ولم تكن ادلة، الشهود الذين قدموا ادلة كانت مخربطة والشرطة المالطية لم تجد ادني طرف خيط . من خلال حواراتنا مع نشطاء الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ومع محققي الشرطة في مالطا ومسؤولين امن اسرائيلين تبين ان عملية الاغتيال كانت نتيجة للتعامل بين عدة عوامل ، الصورة التي تظهر هو انه حتى لو كانت التقارير الاجنبية صحيحة وان اسرائيل هي التي نفذت الاغتيال الفعلي الا ان هناك عوامل اضافية من الدول العربية ومن مواطنين من مالطا نفسها ساعدت على تنفيذ عملية الاغتيال بشكل ايجابي او سلبي.
"هذا الملف الاكثر تعقيدا الذي تعاملنا معه "هذا ما قاله "ج" احد كبار محققي الشرطة في مالطا سابقا "واعتقد انه كان تعاون بين عدة وكالات استخبارات عربية وغربية حيث تعانوا معا" كانت عملية القتل مهنية ونظيفة جدا ومخطط لها بتفصيل كبير ويذكرنا بلقطات جيمس بوند ، انا اعلم انه لليوم والمؤسسات الاعلامية تعزو العملية للموساد الاسرائيلي إلا انني استطيع القول بان هناك اكثر من وكالة واحدة بالشرق الاوسط لها مصلحة بالقضاء على السيد الشقاقي.
جنون العظمة للقذافي والصراع على السلطة مع عرفات
الشقاقي الذي توفى عن عمر44 عاما والذي كان مسؤلا عن مقتل العشرات من الصهاينة من العمليات النوعية التي نفذتها منظمة الجهاد الاسلامي التي كان يترأسها . الجهاد الاسلامي تأسس عام 1981وظهرت قدراته بفترة الانتفاضة الاولى وكان في فترة اتفاق اوسلو في ذورة قوته وكان التنظيم مسؤلا عن عدة هجمات انتحارية داخل المدن الاسرائيلية المستهدفة والتي كانت تضر بعملية السلام.
في شهر يناير من عام 1995 ارسل الشقاقي اثنين من المخربين الانتحارين لمفترق بيت ليد وقامو بتفجير اجسادهم ليتم قتل 21جندي اسرائيلي وكانت تلك الايام الاولى للعمليات الانتحارية الكبيرة التي شكلت للرأي الاسرائيلي العام صدمة كبيرة،
الامل الكبير الذي اثارته اتفاقية اوسلو تم استبداله بخيبة امل كبيرة وغضب.
بكتابهم القتلة مشيرا من بين امور اخرى للقضاء على الشقاقي ،يوسي ملمان ودان يناقشون بان هجوم بيت ليد قرب مصير الشقاقي وكتبو ان قرار الموساد بغتيال الشقاقي هو مسألة انتقام ، وكان يعتقد ان اغتيال الشقاقي سوف يصيب تنظيم الجهاد بضربة قاضية،وانه سوف يعاني حتى يفوق منها.
الشقاقي كان فخور بانجازات التنظيم في مقابلات وسائل الاعلام ،وفعل الشيء نفسه بعد عملية بيت ليد حيث افتخر بالعملية في مقابلة مع صحيفة الحياة في لندن ، يضيف مليمان ان هناك ميزة اخرى تميز فتحي الشقاقي بانه رغم كونه رئيسا لتنظيم اسلامي سني الا انه كان مستعدا للانضمام للقيادة الشيعية في ايران ودعم حماسها والحصول على الدعم منها.
اختيار مالطا مكانا لاغتيال الشقاقي لم يكن صدفه وكان مقر منظمته في دمشق وكان نادرا ما يغادر المدينة حيث كان يتمتع بدعم المخابرات السورية والحكومة الايرانية ، الخط المركزي الذي كان يتنقل عليه دمشق طهران مدينتان للعدو كانت وكالات الاستخبارت تجد صعوبة في للعمل فيهن.
بخريف 1995 طلب الشقاقي مقابلة الزعيم الليبي معمر القذافي وقد كانا قد التقا عدة مرات سابقا،ودعم القذافي منظمة الشقاقي ماليا وعسكريا لكن هذه المرة طلب الشقاقي زيادة الدعم للمنظمة في ليبيا.
السفر لليبيا كان عن طريق مالطا وقال الشقاقي انه لا يستطيع السفر مباشرة الى ليبيا، لانه منذ عام 1988 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ليبيا في اعقاب تفجير ما يسمى بكارثة لوكربي في ذلك منع طيران ليبيا الا مع المغرب، وكان الشقاقي يستخدم العبارات التي تبحر من مالطا الى ليبيا وهذا ما اجبره الا مغادرة دمشق واعطاء القتلة فرصة ذهبية للقضاء عليه.
احد المقربين جدا من فتحي الشقاقي بلال ابو الشعب وهو عضو بارز سابق في الجهاد الاسلامي امضى اكثر من 20 عام في السجون الاسرائيلية. يدعي ان تقديرات التنظيم هي ان القذافي ساعد الموساد بعملية الاغتيال ،شعب الذي افرج عنه في صفقة شاليط، بعد امضاء عقوبة بالسجن لفترة طويلة لاشتراكه بعمليات قتل اسرائيلين.ويعيش حاليا في غزة ويشغل رئيس مركز ابحاث اسرائيلية ويقول: ان الشقاقي اجتمع مع القذافي قبل ساعات من اغتياله وذلك لاقناعه بعدم بترحيل الاف الاجئين الفلسطينين في ليبيا،"القذافي لم يرق له توقيع منظمة التحرير اتفاق اوسلو الشقاقي نجح في اقناعه بعدم طرد الفلسطينين الاجئين الذين يعملون في ليبيا كانتقام على اتفاقية اوسلو". وساد الاجتماع روح طيبة جدا عملية الاغتيال شكلت لنا صدمة كبيرة ونحن لا نستبعد ان القذافي قدم معلومات للموساد عن مكان الشقاقي مما ساعد على قتله ،ليس لدينا ادلة مقنعة لكن هذه الاحاديث تدور داخل التنظيم.
الادعاء بان القذافي ساعد الموساد في عملية الاغتيال سواء بشكل مباشر او غير مباشر ،امر مثير للدهشة ولان الدولتان اعداء ولكن بما ان القذافي دعم منظمة الشقاقي والاثنين بدو مقربين وعندما زار القذافي لم يبدو شيء مثير للدهشة حيث كان علاقة الشقاقي بالفعل جيدة مع القذافي استخدمها لزيارة ليبيا و للقاء كثير من الاشخاص، ويقول "ص" صديق مقرب للشقاقي ويعيش الان في غزة : كان لديهم عدو مشترك ياسر عرفات ، رأى القذافي ان عرفات خائن بتوقيعه على اتفاقية اوسلو مع اسرائيل . واشار للشقاقي بتنفيذ المهمة باسمه وبالتالي دعم منظمة الجهاد ماليا وحثها على تنفيذ هجمات انتحارية وخاصة خلال فترة اوسلو.
إذن كيف من الممكن ان يكون قد انقلب؟
لان من ناحية اخرى القذافي كان مصاب بجنون العظمة،وعلى طول الطريق كان يخشى ان يكون الشقاقي عميل مزدوج لعرفات ،ويقف بجانب عناصر فلسطينين اخرين وينفذون ثورة اسلامية في ليبيا كما حدث في ايران قبل عقد من الزمن ،عدم تم الاطاحة بايه الله الشاه. فظاهرايا ابدا له الاحترام والحب لكن داخل العلاقة كان الترحيب والحذر.
بعد تنفيذ عملية الاغتيال مارس القذافي ضغوطات على شرطة مالطا لتسليم المتورطين "حيث كان القذافي عصبي" ، يروي رئيس الشرطة الاسبق في مالطا بأنه بات يخشى ردود العالم العربي حول المسؤول عن عملية الاغتيال ولدي الرغبة في الخروج من وصمة العار هذه فكانت لدي مصلحة كبيرة للقبض على القتلة ،ولكن مع عدد قليل من رسومات لشكل القتلة نشرنا عدد كبير منها ولم نحصل على نتيجة.
الشعب و "ض" يعتقدون انه كانت ظروف مريحة جدا لشرطة مالطا للتحقيق في الحادثة ،الا ان شرطة مالطا لا تريد التورط سياسيا واقتصاديا مع اسرائيل ، ويقول "ض" بان العلاقات كبيرة بين البلدين فلماذا التنقيب بالقصة وارباكهم ،ويضيف الشعب بانه بغض النظر عن القذافي كان هناك مقيمين في مالطا ساعدو في عملية الاغتيال.
وهناك عناصر اخرى في غزة زادت الاحتمالات حيث انه من الممكن ان الوحدة 17 في قوات فتح ساعدت في اغتيال الشقاقي او على الاقل علمت بذلك ولم تكلف نفسها عناء التنبيه لذلك التقدير هذا يشير لاحتمال تورط ياسر عرفات ايضا بعملية الاغتيال او على الاقل انه كان يعلم بالعملية "الشقاقي تحدى زعامة عرفات ووجود حركة فتح بعد اتفاقية اوسلو "
يروي احد عناصر فتح الموجود في غزة: "كان الشقاقي ينظر لقيادات فتح انهم معتدلين وليسو حازميين وانهم يفكرون بانفسهم فقط وليس بمستقبل الشعب الفلسطيني.وكانت لعرفات ولفتح مصلحة بالتخلص من الشقاقي لاتقل عن اسرائيل .الهجمات التي تؤديها جماعته في اسرائيل اضرت بهيبة عرفات وعملت على اضعاف موقفه اما الشقاقي فقد اكتسب الكثير من القوة وكان الحديث انه يخطط للتخلص من عرفات ليصبح رئيس فلسطيني بدهم ايراني وليبي . اغتياله كان في صالح عرفات ، حيث انه لم تكن لديه اي معارضة داخلية اما عن ان القوة 17 لها علاقة بالعملية فليس لدي اي فكرة".
"التهاون قتله "
ترك فتحي الشقاقي عشه في دمشق وذهب الى ليبيا بدون حراس عن طريق العبارة ليبحر بها 8 ساعات ويلتقي بالقذافي وبعد اربعة ايام في صباح 26اكتوبر 1995 عاد الى العبارة بمدينة فاليتا ووفقا لتقارير اجنية كان عليها عملاء الموساد وفي الساعة الواحدة تم اغتياله.
وكانت تقديرات المخابرات الاسرائيلية ان امن الشقاقي كان ضعيف من حوله ، حيث انه استخدم جواز سفر ليبي ومزيف وكان قد استخدمه في الماضي تحت اسم ابراهيم شاويش وكان يرتدي نفس الشعر المستعار الذي استعمله طوال فترة سفره ،وبقي في نفس الفندق الذي مكث به في زيارات سابقة لمالطا فندق "ديبلومات "على مدنية ساحلية صغيرة "ساليمه" ،حتى انه كام بحلق ذقنه كما كان يفعل كل مرة عند مغادرة دمشق.
"التهاون قتله"
يقول قيادي بارز بالجهاد الاسلامي اذكر اننا حذرناه من استخدام حراس شخصين عند السفر خارج سوريا ،كان اكثر واحد يعلم انه على قائمة الاستداف الاسرائيلية ،لكنه كان يخشى من استخدام حراس بالسفر لئلا يكون ظاهرا ،ولم يعتقد ان يصلو اليه لانه سافر عدة مرات لليبيا عن طريق مالطا وشعر بالامن هناك، اؤمن انه كان عميلا مزدوجا عمل مع اسرائيل او مع ليبيا حيث تلقى امولا مقابل نقل معلومات عن سفره.
الشقاقي شعر بعدم الارتياح حيث خرج من غرفته رقم "616" وذهب لفرع متجر تسوق للاطفال ، احد العاملات لاحظت الشعر المستعار واخرى ذكرت للشرطة ان لغته الانكليزية ثقيلة.
في ذلك الوقت كان العديدي من الليبين ينتقلون لمالطا للاستجمام والتسوق واعتقد موظف المتجر انه واحد منهم واضاف :انه اشترى بعد القمصان للاطفال ودفع نقدا ولم يكن هناك ما يدعو للشك ،وكانت معاملته للعامل لطيفة ومهذبة جدا.
عند الانتهاء من التسوق ذهب الشقاقي بالاكياس نحو الفندق في تمام الساعة 1:35 على بعد بضعة امتار من المدخل الامامي للفندق ظهر على الساحة رجل قصير يرتدي سروال جينز وقميص اسود وراسه ملفوف بمنديل واقترب من الشقاقي واخرج مسدس 9ملم مع كاتم للصوت وناداه باسمه للتحقق للتاكد من هويته واطلق النار عليه من مسافة صفر وبثلاث رصاصات بالراس واثنتين بالصدر ،وهذا كله استغرق اقل من دقيقة.وبعد ذلك فورا ظهر رجلا على دراجة نارية تمت سرقتها من الجزيرة منذ ستة ايام واخذ القاتل واختفوا عن الانظار.
كانت عملية القتل مؤكدة ،القاتل اراد ان يتاكد انه اتم المهمة بنجاح لذا قام باطلاق الكثير من الرصاصات في الوجه،قال المحقق "ج"احد الذين عملو في القضية ،انه كان مجرد حدث حيث لم يعلمو من هو وبعد ذلك بداو بالحصول على معلومات صدمت الجميع . في البداية ظنو انهم قتلو ارهابي لان جواز السفر كان مزيف ،وكنا نظن انه كان شخص مختلف تماما الا بعد يوم حتى عرفنا من الذي اغتييل على وجه التحديد وانه زار مالطا سابقا ولديه حسابات بنكيه لتمويل منظمته.
القاتل قام بجمع العيارات الفارغة من رصارته دون ترك اي اثر ،وتم العثور على الدراجة دون ترك اي بصمة ، اكتشف فيما بعد ان مواطن فرنسي جاء بالدراجة لمالطا.
يضيف محقق الشرطة "ان القتلة دخلو الى الجزيرة عن طريق جوازات سفر اجنبية وهميه ،وبقو هناك لمدة اسبوع على الاقل واستخدمة مقيمين في مالطا لمساعدتهم في الهرب وارباك الشرطة التي جمعت ادلة من الناس الذين كانو في مكان الحادث ولم نعثر على اي بصمات ،وجدنا شهادات من الناس تدعي انهم رأوا القاتل وصديقه كانت كذب وتهدف الى ارباك الشرطة وعدم الكشف عن القتلة.
حسب تقارير اجنبية ان القتلة هم افراد وحدة الرماية في الموساد_وحدة الاغتيالات العاملة بهويات وهميه،هذه الوحدة مسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال الناجحة ،وفي نفس الوقت بعد عدة سنوات فشلت في اغتيال خالد مشعل.
بعد اسبوعين من عملية الاغتيال كشفت صحيفة المانية ان اسرائيل تقف وراء عملية الاغتيال ،ووفقا للصيحفة ان الموساد خطط في البداية لخطف العبارة التي ينتقل بها الشقاقي ،وكانت الخطة على رف رئيس الوزراء انذاك اسحق رابين، ولكن خوفا من الغضب الدولي واحتمال توقف عملية السلام مع الفلسطينين ،قرر اغتياله في مالطا لسهولة الوصول اليها وبالاعتماد على المعلومات الاستخبراتية الجديدة التي تم الحصول عليها ،وكان هناك قلق اخر من موجة العمليات الانتحارية التي قد تنفذها منظمة الشقاقي.
الصحيفة الالمانية نقلت عن جدعون عزرا وزير سابق للامن العام قال "هذه هدية لشعب اسرائيل "،من جانبه تومي لابيد نقل عنه تهنئته لعملاء الموساد على مهنيتهم وشجاعتهم.وقال مسؤل امني اتصور لنفسي ان في اسرائيل لن يذرفوا الدموع من اغتيال الشقاقي.
صحف اجنبية اخرى ادعت ان اسطول 13 بقيادة الجنرال المتقاعد يواف جلانت ساعد في انقاذ القتلة ونقلهم من الجزيرة بقوارب مطاطية ،ولا تزال اسرائيل رسميا تنفي صلتها بعملية الاغتيال.
السلطات المالطية ما زالت تلتمس طريقها بالظلام ،يقول فرانشيسكا مدير السياحة في مالطا "استطيع ان اقول انه حتى الان لم يتضح من الذي نفذ الاغتيال "،هل كان الموساد متورط؟ليست لدينا اي فكرة وليس لدينا ادلة .في ذلك الوقت كانت لدينا مصلحة اقتصادية مع ليبيا ،كان ضغوطات من القذافي للقبض على المتهمين لكن حتى اليوم لم يتم القبض عليهم.
استغرقنا بعض الوقت للاستيقاظ
قاتل خطير وبلا رحمة ،الدكتور فتحي الشقاقي ولد في مخيم للاجئين في رفح ،عرف انه شخص طيب ،وذو معرفة واسعة بالادب الانكليزي،قرأ كتابات كارل ماركس ،ودرس الفيزياء والرياضيات في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية ،واكمل دراسة الطب في جامعة المنصورة في مصر،هناك تأثر ببعض الدعاه الاسلاميين الكاريزمية التي تعرضت لافكار الاسلام الراديكالي،عندما اتم دراسة الطب وتخصص طب اطفال ،عاد الى اسرائيل وعمل في مستشفى اوغستا فكتوريا في القدس،حتى قرر انشاء تنظيم عسكري بروح الاسلام.
بعد مقتل السادات على يد جماعة الجهاد الاسلامي المصرية عام 1981عاد الى قطاع غزة مع عشرات من اصدقائه لتأسيس الفرع الفلسطيني من المنظمة،سعى لاقامة دولة فلسطينة على الاسلوب الايراني .وقد اعتقل عدة مرات بفترات قصيرة في السجون الاسرائيلية .ورحل الى لبنان عام 1988ومن ثم الى اليرموك القريبة من دمشق.
اغتيال الشقاقي بغرض اضعاف حركة الجهاد الاسلامي،التي استبدلت الشقاقي بالدكتور رمضان شلح ،الذي ولد في غزة ودرس الاقتصاد في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة،لشلح لم يكن خلفيه مهنيه في التنظيم ، وبالسنتين الاولى واجه صعوبات بقيادة التنظيم،وفي وقت لاحق وبمساعدة السوريين والارانيين استعاد التنظيم قوته الارهابية.
يعترف الشعب بالبداية كنا في حالة ذعر،واستغرق منا بعض الوقت للتعافي ،ولكن لعودة التنظيم لقوته واصبح القوة المهيمنة بالشارع الفلسطيني بالضفة الغربية وليس فقط في غزة،الشقاقي وضع الاساس لاولئك الذين جاءو من بعده يحملو نفس الايدولوجية في التنظيم اليوم.
الاستاذ خليل الشقاقي الاخ الشقيق لفتحي الشقاقي المقيم حاليا برام الله ويرأس المركز الفلسطيني للبحوث الاستطلاعية والسياسية او بعبارة اخرى الدراسات الاستقصائية الوطنية للفلسطينين يحلل الظواهر في المجتمع الفلسطيني ،وقد رفض التعليق على قضية هذا الاسبوع او الذي قتل اخيه ،هذا هو المؤلم رغم مرور السنين الا ان الجرح بلا شفاء، وقال مصدر مقرب من الاسرة انه يفضل فعل اشياء مهمة في دعم وتعزيز الشعب الفلسطيني.
لعبة التصفية
يصادف هذا الشهر 18 عاما لاغتيال فتحي الشقاقي،رئيس التنظيم الارهابي الجهاد الاسلامي الفلسطيني،الذي اصيب بمالطا بعيار ناري بعملية الاغتيال التي لم يعلن اي شخص او جهة مسؤليتها عن العملية.وفقا للتقارير الاجنبية الموساد الاسرائيلي كان وراء عملية الاغتيال ،لكن الان اتضحت عوامل اخرى ربما كانت مساعدة في العملية ، من بينها معمر القذافي وياسر عرفات ومواطنين من مالطا .شمعون ايبرجون خرج لمالطا لمتابعة القضية وفتح الملف من ابو الشقاقي.
18 عاما مرت على اغتيال فتحي الشقاقي زعيم الارهابيين ورئيس منظمة الجهاد الاسلامي الفلسطيني ،خمس طلقات نارية اطلقت امام فندق دبلوماسي بعاصمة مالطا ،العملية هذه التي لم تتبنها اي وكالة مخابرات او منظمة بشكل رسمي ، وتعتبر اليوم ايضا واحدة من اهم الاغتيالات الغامضة والنظيفة والاكثر اثارة للاهتمام بتاريخ العلاقة بين اسرائيل والدول العربية.
على الرغم من ان وسائل الاعلام الاجنبية ادعت ان الموساد من يقف وراء العملية الا ان الحكومة الرسمية لم تؤكد الخبر رسميا ، ولم تكن ادلة، الشهود الذين قدموا ادلة كانت مخربطة والشرطة المالطية لم تجد ادني طرف خيط . من خلال حواراتنا مع نشطاء الجهاد الاسلامي في قطاع غزة ومع محققي الشرطة في مالطا ومسؤولين امن اسرائيلين تبين ان عملية الاغتيال كانت نتيجة للتعامل بين عدة عوامل ، الصورة التي تظهر هو انه حتى لو كانت التقارير الاجنبية صحيحة وان اسرائيل هي التي نفذت الاغتيال الفعلي الا ان هناك عوامل اضافية من الدول العربية ومن مواطنين من مالطا نفسها ساعدت على تنفيذ عملية الاغتيال بشكل ايجابي او سلبي.
"هذا الملف الاكثر تعقيدا الذي تعاملنا معه "هذا ما قاله "ج" احد كبار محققي الشرطة في مالطا سابقا "واعتقد انه كان تعاون بين عدة وكالات استخبارات عربية وغربية حيث تعانوا معا" كانت عملية القتل مهنية ونظيفة جدا ومخطط لها بتفصيل كبير ويذكرنا بلقطات جيمس بوند ، انا اعلم انه لليوم والمؤسسات الاعلامية تعزو العملية للموساد الاسرائيلي إلا انني استطيع القول بان هناك اكثر من وكالة واحدة بالشرق الاوسط لها مصلحة بالقضاء على السيد الشقاقي.
جنون العظمة للقذافي والصراع على السلطة مع عرفات
الشقاقي الذي توفى عن عمر44 عاما والذي كان مسؤلا عن مقتل العشرات من الصهاينة من العمليات النوعية التي نفذتها منظمة الجهاد الاسلامي التي كان يترأسها . الجهاد الاسلامي تأسس عام 1981وظهرت قدراته بفترة الانتفاضة الاولى وكان في فترة اتفاق اوسلو في ذورة قوته وكان التنظيم مسؤلا عن عدة هجمات انتحارية داخل المدن الاسرائيلية المستهدفة والتي كانت تضر بعملية السلام.
في شهر يناير من عام 1995 ارسل الشقاقي اثنين من المخربين الانتحارين لمفترق بيت ليد وقامو بتفجير اجسادهم ليتم قتل 21جندي اسرائيلي وكانت تلك الايام الاولى للعمليات الانتحارية الكبيرة التي شكلت للرأي الاسرائيلي العام صدمة كبيرة،
الامل الكبير الذي اثارته اتفاقية اوسلو تم استبداله بخيبة امل كبيرة وغضب.
بكتابهم القتلة مشيرا من بين امور اخرى للقضاء على الشقاقي ،يوسي ملمان ودان يناقشون بان هجوم بيت ليد قرب مصير الشقاقي وكتبو ان قرار الموساد بغتيال الشقاقي هو مسألة انتقام ، وكان يعتقد ان اغتيال الشقاقي سوف يصيب تنظيم الجهاد بضربة قاضية،وانه سوف يعاني حتى يفوق منها.
الشقاقي كان فخور بانجازات التنظيم في مقابلات وسائل الاعلام ،وفعل الشيء نفسه بعد عملية بيت ليد حيث افتخر بالعملية في مقابلة مع صحيفة الحياة في لندن ، يضيف مليمان ان هناك ميزة اخرى تميز فتحي الشقاقي بانه رغم كونه رئيسا لتنظيم اسلامي سني الا انه كان مستعدا للانضمام للقيادة الشيعية في ايران ودعم حماسها والحصول على الدعم منها.
اختيار مالطا مكانا لاغتيال الشقاقي لم يكن صدفه وكان مقر منظمته في دمشق وكان نادرا ما يغادر المدينة حيث كان يتمتع بدعم المخابرات السورية والحكومة الايرانية ، الخط المركزي الذي كان يتنقل عليه دمشق طهران مدينتان للعدو كانت وكالات الاستخبارت تجد صعوبة في للعمل فيهن.
بخريف 1995 طلب الشقاقي مقابلة الزعيم الليبي معمر القذافي وقد كانا قد التقا عدة مرات سابقا،ودعم القذافي منظمة الشقاقي ماليا وعسكريا لكن هذه المرة طلب الشقاقي زيادة الدعم للمنظمة في ليبيا.
السفر لليبيا كان عن طريق مالطا وقال الشقاقي انه لا يستطيع السفر مباشرة الى ليبيا، لانه منذ عام 1988 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ليبيا في اعقاب تفجير ما يسمى بكارثة لوكربي في ذلك منع طيران ليبيا الا مع المغرب، وكان الشقاقي يستخدم العبارات التي تبحر من مالطا الى ليبيا وهذا ما اجبره الا مغادرة دمشق واعطاء القتلة فرصة ذهبية للقضاء عليه.
احد المقربين جدا من فتحي الشقاقي بلال ابو الشعب وهو عضو بارز سابق في الجهاد الاسلامي امضى اكثر من 20 عام في السجون الاسرائيلية. يدعي ان تقديرات التنظيم هي ان القذافي ساعد الموساد بعملية الاغتيال ،شعب الذي افرج عنه في صفقة شاليط، بعد امضاء عقوبة بالسجن لفترة طويلة لاشتراكه بعمليات قتل اسرائيلين.ويعيش حاليا في غزة ويشغل رئيس مركز ابحاث اسرائيلية ويقول: ان الشقاقي اجتمع مع القذافي قبل ساعات من اغتياله وذلك لاقناعه بعدم بترحيل الاف الاجئين الفلسطينين في ليبيا،"القذافي لم يرق له توقيع منظمة التحرير اتفاق اوسلو الشقاقي نجح في اقناعه بعدم طرد الفلسطينين الاجئين الذين يعملون في ليبيا كانتقام على اتفاقية اوسلو". وساد الاجتماع روح طيبة جدا عملية الاغتيال شكلت لنا صدمة كبيرة ونحن لا نستبعد ان القذافي قدم معلومات للموساد عن مكان الشقاقي مما ساعد على قتله ،ليس لدينا ادلة مقنعة لكن هذه الاحاديث تدور داخل التنظيم.
الادعاء بان القذافي ساعد الموساد في عملية الاغتيال سواء بشكل مباشر او غير مباشر ،امر مثير للدهشة ولان الدولتان اعداء ولكن بما ان القذافي دعم منظمة الشقاقي والاثنين بدو مقربين وعندما زار القذافي لم يبدو شيء مثير للدهشة حيث كان علاقة الشقاقي بالفعل جيدة مع القذافي استخدمها لزيارة ليبيا و للقاء كثير من الاشخاص، ويقول "ص" صديق مقرب للشقاقي ويعيش الان في غزة : كان لديهم عدو مشترك ياسر عرفات ، رأى القذافي ان عرفات خائن بتوقيعه على اتفاقية اوسلو مع اسرائيل . واشار للشقاقي بتنفيذ المهمة باسمه وبالتالي دعم منظمة الجهاد ماليا وحثها على تنفيذ هجمات انتحارية وخاصة خلال فترة اوسلو.
إذن كيف من الممكن ان يكون قد انقلب؟
لان من ناحية اخرى القذافي كان مصاب بجنون العظمة،وعلى طول الطريق كان يخشى ان يكون الشقاقي عميل مزدوج لعرفات ،ويقف بجانب عناصر فلسطينين اخرين وينفذون ثورة اسلامية في ليبيا كما حدث في ايران قبل عقد من الزمن ،عدم تم الاطاحة بايه الله الشاه. فظاهرايا ابدا له الاحترام والحب لكن داخل العلاقة كان الترحيب والحذر.
بعد تنفيذ عملية الاغتيال مارس القذافي ضغوطات على شرطة مالطا لتسليم المتورطين "حيث كان القذافي عصبي" ، يروي رئيس الشرطة الاسبق في مالطا بأنه بات يخشى ردود العالم العربي حول المسؤول عن عملية الاغتيال ولدي الرغبة في الخروج من وصمة العار هذه فكانت لدي مصلحة كبيرة للقبض على القتلة ،ولكن مع عدد قليل من رسومات لشكل القتلة نشرنا عدد كبير منها ولم نحصل على نتيجة.
الشعب و "ض" يعتقدون انه كانت ظروف مريحة جدا لشرطة مالطا للتحقيق في الحادثة ،الا ان شرطة مالطا لا تريد التورط سياسيا واقتصاديا مع اسرائيل ، ويقول "ض" بان العلاقات كبيرة بين البلدين فلماذا التنقيب بالقصة وارباكهم ،ويضيف الشعب بانه بغض النظر عن القذافي كان هناك مقيمين في مالطا ساعدو في عملية الاغتيال.
وهناك عناصر اخرى في غزة زادت الاحتمالات حيث انه من الممكن ان الوحدة 17 في قوات فتح ساعدت في اغتيال الشقاقي او على الاقل علمت بذلك ولم تكلف نفسها عناء التنبيه لذلك التقدير هذا يشير لاحتمال تورط ياسر عرفات ايضا بعملية الاغتيال او على الاقل انه كان يعلم بالعملية "الشقاقي تحدى زعامة عرفات ووجود حركة فتح بعد اتفاقية اوسلو "
يروي احد عناصر فتح الموجود في غزة: "كان الشقاقي ينظر لقيادات فتح انهم معتدلين وليسو حازميين وانهم يفكرون بانفسهم فقط وليس بمستقبل الشعب الفلسطيني.وكانت لعرفات ولفتح مصلحة بالتخلص من الشقاقي لاتقل عن اسرائيل .الهجمات التي تؤديها جماعته في اسرائيل اضرت بهيبة عرفات وعملت على اضعاف موقفه اما الشقاقي فقد اكتسب الكثير من القوة وكان الحديث انه يخطط للتخلص من عرفات ليصبح رئيس فلسطيني بدهم ايراني وليبي . اغتياله كان في صالح عرفات ، حيث انه لم تكن لديه اي معارضة داخلية اما عن ان القوة 17 لها علاقة بالعملية فليس لدي اي فكرة".
"التهاون قتله "
ترك فتحي الشقاقي عشه في دمشق وذهب الى ليبيا بدون حراس عن طريق العبارة ليبحر بها 8 ساعات ويلتقي بالقذافي وبعد اربعة ايام في صباح 26اكتوبر 1995 عاد الى العبارة بمدينة فاليتا ووفقا لتقارير اجنية كان عليها عملاء الموساد وفي الساعة الواحدة تم اغتياله.
وكانت تقديرات المخابرات الاسرائيلية ان امن الشقاقي كان ضعيف من حوله ، حيث انه استخدم جواز سفر ليبي ومزيف وكان قد استخدمه في الماضي تحت اسم ابراهيم شاويش وكان يرتدي نفس الشعر المستعار الذي استعمله طوال فترة سفره ،وبقي في نفس الفندق الذي مكث به في زيارات سابقة لمالطا فندق "ديبلومات "على مدنية ساحلية صغيرة "ساليمه" ،حتى انه كام بحلق ذقنه كما كان يفعل كل مرة عند مغادرة دمشق.
"التهاون قتله"
يقول قيادي بارز بالجهاد الاسلامي اذكر اننا حذرناه من استخدام حراس شخصين عند السفر خارج سوريا ،كان اكثر واحد يعلم انه على قائمة الاستداف الاسرائيلية ،لكنه كان يخشى من استخدام حراس بالسفر لئلا يكون ظاهرا ،ولم يعتقد ان يصلو اليه لانه سافر عدة مرات لليبيا عن طريق مالطا وشعر بالامن هناك، اؤمن انه كان عميلا مزدوجا عمل مع اسرائيل او مع ليبيا حيث تلقى امولا مقابل نقل معلومات عن سفره.
الشقاقي شعر بعدم الارتياح حيث خرج من غرفته رقم "616" وذهب لفرع متجر تسوق للاطفال ، احد العاملات لاحظت الشعر المستعار واخرى ذكرت للشرطة ان لغته الانكليزية ثقيلة.
في ذلك الوقت كان العديدي من الليبين ينتقلون لمالطا للاستجمام والتسوق واعتقد موظف المتجر انه واحد منهم واضاف :انه اشترى بعد القمصان للاطفال ودفع نقدا ولم يكن هناك ما يدعو للشك ،وكانت معاملته للعامل لطيفة ومهذبة جدا.
عند الانتهاء من التسوق ذهب الشقاقي بالاكياس نحو الفندق في تمام الساعة 1:35 على بعد بضعة امتار من المدخل الامامي للفندق ظهر على الساحة رجل قصير يرتدي سروال جينز وقميص اسود وراسه ملفوف بمنديل واقترب من الشقاقي واخرج مسدس 9ملم مع كاتم للصوت وناداه باسمه للتحقق للتاكد من هويته واطلق النار عليه من مسافة صفر وبثلاث رصاصات بالراس واثنتين بالصدر ،وهذا كله استغرق اقل من دقيقة.وبعد ذلك فورا ظهر رجلا على دراجة نارية تمت سرقتها من الجزيرة منذ ستة ايام واخذ القاتل واختفوا عن الانظار.
كانت عملية القتل مؤكدة ،القاتل اراد ان يتاكد انه اتم المهمة بنجاح لذا قام باطلاق الكثير من الرصاصات في الوجه،قال المحقق "ج"احد الذين عملو في القضية ،انه كان مجرد حدث حيث لم يعلمو من هو وبعد ذلك بداو بالحصول على معلومات صدمت الجميع . في البداية ظنو انهم قتلو ارهابي لان جواز السفر كان مزيف ،وكنا نظن انه كان شخص مختلف تماما الا بعد يوم حتى عرفنا من الذي اغتييل على وجه التحديد وانه زار مالطا سابقا ولديه حسابات بنكيه لتمويل منظمته.
القاتل قام بجمع العيارات الفارغة من رصارته دون ترك اي اثر ،وتم العثور على الدراجة دون ترك اي بصمة ، اكتشف فيما بعد ان مواطن فرنسي جاء بالدراجة لمالطا.
يضيف محقق الشرطة "ان القتلة دخلو الى الجزيرة عن طريق جوازات سفر اجنبية وهميه ،وبقو هناك لمدة اسبوع على الاقل واستخدمة مقيمين في مالطا لمساعدتهم في الهرب وارباك الشرطة التي جمعت ادلة من الناس الذين كانو في مكان الحادث ولم نعثر على اي بصمات ،وجدنا شهادات من الناس تدعي انهم رأوا القاتل وصديقه كانت كذب وتهدف الى ارباك الشرطة وعدم الكشف عن القتلة.
حسب تقارير اجنبية ان القتلة هم افراد وحدة الرماية في الموساد_وحدة الاغتيالات العاملة بهويات وهميه،هذه الوحدة مسؤولة عن العديد من عمليات الاغتيال الناجحة ،وفي نفس الوقت بعد عدة سنوات فشلت في اغتيال خالد مشعل.
بعد اسبوعين من عملية الاغتيال كشفت صحيفة المانية ان اسرائيل تقف وراء عملية الاغتيال ،ووفقا للصيحفة ان الموساد خطط في البداية لخطف العبارة التي ينتقل بها الشقاقي ،وكانت الخطة على رف رئيس الوزراء انذاك اسحق رابين، ولكن خوفا من الغضب الدولي واحتمال توقف عملية السلام مع الفلسطينين ،قرر اغتياله في مالطا لسهولة الوصول اليها وبالاعتماد على المعلومات الاستخبراتية الجديدة التي تم الحصول عليها ،وكان هناك قلق اخر من موجة العمليات الانتحارية التي قد تنفذها منظمة الشقاقي.
الصحيفة الالمانية نقلت عن جدعون عزرا وزير سابق للامن العام قال "هذه هدية لشعب اسرائيل "،من جانبه تومي لابيد نقل عنه تهنئته لعملاء الموساد على مهنيتهم وشجاعتهم.وقال مسؤل امني اتصور لنفسي ان في اسرائيل لن يذرفوا الدموع من اغتيال الشقاقي.
صحف اجنبية اخرى ادعت ان اسطول 13 بقيادة الجنرال المتقاعد يواف جلانت ساعد في انقاذ القتلة ونقلهم من الجزيرة بقوارب مطاطية ،ولا تزال اسرائيل رسميا تنفي صلتها بعملية الاغتيال.
السلطات المالطية ما زالت تلتمس طريقها بالظلام ،يقول فرانشيسكا مدير السياحة في مالطا "استطيع ان اقول انه حتى الان لم يتضح من الذي نفذ الاغتيال "،هل كان الموساد متورط؟ليست لدينا اي فكرة وليس لدينا ادلة .في ذلك الوقت كانت لدينا مصلحة اقتصادية مع ليبيا ،كان ضغوطات من القذافي للقبض على المتهمين لكن حتى اليوم لم يتم القبض عليهم.
استغرقنا بعض الوقت للاستيقاظ
قاتل خطير وبلا رحمة ،الدكتور فتحي الشقاقي ولد في مخيم للاجئين في رفح ،عرف انه شخص طيب ،وذو معرفة واسعة بالادب الانكليزي،قرأ كتابات كارل ماركس ،ودرس الفيزياء والرياضيات في جامعة بيرزيت بالضفة الغربية ،واكمل دراسة الطب في جامعة المنصورة في مصر،هناك تأثر ببعض الدعاه الاسلاميين الكاريزمية التي تعرضت لافكار الاسلام الراديكالي،عندما اتم دراسة الطب وتخصص طب اطفال ،عاد الى اسرائيل وعمل في مستشفى اوغستا فكتوريا في القدس،حتى قرر انشاء تنظيم عسكري بروح الاسلام.
بعد مقتل السادات على يد جماعة الجهاد الاسلامي المصرية عام 1981عاد الى قطاع غزة مع عشرات من اصدقائه لتأسيس الفرع الفلسطيني من المنظمة،سعى لاقامة دولة فلسطينة على الاسلوب الايراني .وقد اعتقل عدة مرات بفترات قصيرة في السجون الاسرائيلية .ورحل الى لبنان عام 1988ومن ثم الى اليرموك القريبة من دمشق.
اغتيال الشقاقي بغرض اضعاف حركة الجهاد الاسلامي،التي استبدلت الشقاقي بالدكتور رمضان شلح ،الذي ولد في غزة ودرس الاقتصاد في ولاية فلوريدا في الولايات المتحدة،لشلح لم يكن خلفيه مهنيه في التنظيم ، وبالسنتين الاولى واجه صعوبات بقيادة التنظيم،وفي وقت لاحق وبمساعدة السوريين والارانيين استعاد التنظيم قوته الارهابية.
يعترف الشعب بالبداية كنا في حالة ذعر،واستغرق منا بعض الوقت للتعافي ،ولكن لعودة التنظيم لقوته واصبح القوة المهيمنة بالشارع الفلسطيني بالضفة الغربية وليس فقط في غزة،الشقاقي وضع الاساس لاولئك الذين جاءو من بعده يحملو نفس الايدولوجية في التنظيم اليوم.
الاستاذ خليل الشقاقي الاخ الشقيق لفتحي الشقاقي المقيم حاليا برام الله ويرأس المركز الفلسطيني للبحوث الاستطلاعية والسياسية او بعبارة اخرى الدراسات الاستقصائية الوطنية للفلسطينين يحلل الظواهر في المجتمع الفلسطيني ،وقد رفض التعليق على قضية هذا الاسبوع او الذي قتل اخيه ،هذا هو المؤلم رغم مرور السنين الا ان الجرح بلا شفاء، وقال مصدر مقرب من الاسرة انه يفضل فعل اشياء مهمة في دعم وتعزيز الشعب الفلسطيني.
تعليق