إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

كيف تقيم المخابرات الإسرائيلية الجنرال السيسي والوضع الشرق أوسطي؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كيف تقيم المخابرات الإسرائيلية الجنرال السيسي والوضع الشرق أوسطي؟


    بيت لحم - معا - في كل العالم تعمد الجيوش لتقييم قادتها وضباطها ورسم صورة لشخصية جنرالاتها عموما وهذا الأمر يكتسب أهمية قصوى حين يدور الحديث عن جيوش معادية او على الأقل متنافسة, حينها يأخذ تقييم الخصم لقادة خصمه وجنرالات الجيش المقابل له اهمية خاصة لأنه في العادة يكون تقييما موضوعيا لا يحابي احدا; لان أي خطا في التقييم قد يترجم دما ولحما في ميادين القتال.

    ومن هنا تأتي أهمية تقييم الاستخبارات والمؤسسة الأمنية الإسرائيلية لوزير الدفاع المصري والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح السيسي هذا التقييم التي نشرت خطوطه العريضة اليوم " السبت " على موقع صحيفة" معاريف الالكتروني" الاسرائيلية في سياق تقرير مطول تناول إلى جانب تقييم شخصية " السيسي" تحليل إسرائيل وفهمها للأوضاع السائدة في المنطقة العربية وتوقعاتها المستقبلية المتعلقة باستقرار المنطقة من مصر إلى تركيا مرورا بالأردن .

    "بارد الأعصاب، وطني مصري مخلص، يعرف كيف ومتى يتخذ القرارات، قائد " هذه بعض الخطوط العريضة التي شكلت الصورة التي ركبتها الاستخبارات الإسرائيلية قبل عدة أشهر لشخصية الفريق عبد الفتاح السيسي الذي وان كان جديدا بالنسبة للشارع الإسرائيلي فهو معروف لجزء كبير من جنرالات وقادة إسرائيل العسكريين أثناء إشغال " السيسي" منصب قائد المخابرات الحربية حسب الصحيفة العبرية .

    لم يهبط السيسي على منصب القائد العام كشهب جاء من السماء بل جاء من أسفل السلم العسكري حيث تربى داخل مؤسسة الجيش وتدرج على سلمها وصولا لهذا المنصب الأرفع والأعلى, وبدأ حياته في قوات المشاة وتدرج ليصل في سن الـ 58 عاما إلى منصب قائد القوات المسلحة ووزير الدفاع بعد ان عينه في هذا المنصب الرئيس السابق محمد مرسي ذاته ليحل مكان بطل حرب اكتوبر " الجنرال طنطاوي" الذي سبق له وان صنف السيسي كمؤيد ومتعاطف مع الإسلام السياسي وتحديدا مع الإخوان المسلمين لتكشف معطيات الواقع امرأ أخرا في شخصية الرجل تمثل بوطنيته المصرية التي تسبق تأييده وموقفه السياسي حسب تعبير " معاريف".

    خرج قادة الجيش الإسرائيلي وكبار موظفي وزارة الجيش خلال الأشهر الماضية بانطباع قاطع بان القائد العام للقوات المسلحة المصرية يتمتع "بعامود فقري منتصب", وهو تعبير عبري يستخدم للدلالة على الصلابة والحسم " فهو شخصية لا تعرف التردد ولا يخاف مطلقا المواجهة حتى وان كانت مع الرئيس مرسي نفسه, وأدار الجيش المصري تحت قيادته وبموافقة محمد مرسي علاقات تنسيق مقبولة ووثيقة مع إسرائيل طيلة العام الماضي تنسيق صنفته إسرائيل بأفضل مما كان عليه الحال خلال حكم مبارك والحديث لا زال للصحيفة التي تستند في تقريرها لما أسمته بتقييم الاستخبارات والجيش .

    ضربة لحماس :
    بشكل عام وقعت الثورة المصرية الأولى التي أطاحت بحكم مبارك على الاستخبارات الإسرائيلية والمخابرات الغربية عموما وقعت الصاعقة من حيث المفاجئة, لكن الثورة الثانية كانت اقل مفاجئة حتى خلال الأيام التي تحدث فيها " مرسي" لوسائل الإعلام والميادين ثقة عالية أشارت التقديرات الإسرائيلية إلى أن حكمه يقف على أقدام دجاجة في شارة لمدى ضعفه وهشاشته .

    المشاكل الاقتصادية الأساسية لم تحل في عهد مرسي بل تفاقمت لذلك كان من المتوقع أن ينهض الشعب ويثور ومع ذلك لم يتوقع احد في إسرائيل وغيرها هذا السقوط السريع والدراماتيكي.

    ومن نواحي كثيرة شكل " مرسي" ذخرا هاما لإسرائيل ، فرض على حماس وبقية المنظمات في قطاع غزة وقف شامل لإطلاق النار.

    إيديولوجية الإخوان المسلمين وفرعهم في فلسطين" حماس" واضحة وتتمثل بخلق بديل" الاسلامي" يحل مكان الدولة القومية " الوطنية " في العالم العربي وعلاقات الإخوان بإسرائيل وأمريكا هي من باب التكتيك الواجب على طريق تحقيق الهدف .

    وفقا لتقديرات إسرائيل لو قدر لمرسي أن يمكث فترة أطول في الحكم لأطاح بجميع جنرالات الجيش المصري ولأصدر قانون يتماشى مع قناعاته ولأسس ديمقراطية على غرار ديمقراطية حماس في قطاع غزة وأجلا أم عاجلا كان سيخرج ويتحدى اتفاقية السلام مع إسرائيل والمطالبة بتعديل بنودها إذا لم يطلب أساسا إلغائها ومن هذا الباب لا يوجد لدى إسرائيل سببا حقيقيا يجعلها تأسف على ذهاب مرسي وسلطة الإخوان المسلمين لكن السؤال الأهم الذي تردد خلال الأسبوع الماضي في أروقة القيادة العامة للجيش الإسرائيلي " هكرياه " من سيخلف الإخوان المسلمين في الحكم ؟ دون أن يكون هناك جهاز امني جريء يأخذ على عاتقه اعطاء إجابة واضحة على هذا السؤال لان الوضع المصري معقد ومركب للغاية .

    لكن الشيء الوحيد المؤكد حاليا أن الإخوان المسلمين سيتلقون ضربة قاسمة إذا ذهبوا مرة أخرى لصناديق الاقتراع لكن هل سيتنازلون دون مقاومة عن الحكم ودون أن يسفكوا الدماء؟ الجواب "ليس بالضرورة "ولكن حتى تتضح الصورة سيبقى الجنرال السيسي بطلا في عيون المصريين وموهوبا وفقا للتقييم الإسرائيلي حيث نجح بعزل الرئيس مرسي دون ان يضطر الجيش لتنفيذ انقلاب عسكري ودون أن يطلق الجيش, طلقة واحدة ونجح السيسي ببلورة جبهة سياسية مصرية واسعة جدا وقفت خلفه ودعمته وهذه الجبهة لا تضم الإخوان المسلمين .

    على المدى القصير ستؤثر الإحداث الجارية في مصر على الوضع السائد على الحدود الجنوبية حيث ستستغل الخلايا الإرهابية في سيناء أو حركات حماس والجهاد الإسلامي الوضع لتطلق النار أو لتحاول تنفيذ عمليات تسلل إلى إسرائيل لذلك يراقب الجيش الإسرائيلي الوضع بحذر دون أن يعزز قواته على الحدود الجنوبية انتظارا لاتضاح الصورة حسب تعبير الصحيفة .

    السنوات العشر القادمة
    كانت الأيام والأسابيع الماضية أياما حاسمة بالنسبة لمصير مصر لكن في إسرائيل يرون الصورة بكاملها من الثورات المتتالية في مصر والإحداث الجارية في وسوريا وليبيا وتونس واليمن وصولا الى المظاهرات الأخيرة في تركيا والخطر المحدق بالنظام الملكي في الأردن تلك الإحداث التي تعتبرها إسرائيل جزءا من الصورة الكاملة التي ستميز الشرق الأوسط عام 2013 العام الذي سيتميز أساسا بعدم الاستقرار .

    وفقا لجميع التحليلات الإسرائيلية التي نفذت ونشرت العام الماضي فان حالة عدم الاستقرار ستستمر عقدا كاملا من الزمان وهذه الحالة تؤدي في بعض الأحيان إلى تطورات ايجابية بالنسبة لإسرائيل مثل ضعف الرئيس السوري وسقوط الإخوان المسلمين في مصر وفي بعض الأحيان هناك مخاطر كامنة في هذه الحالة حيث أدى عدم الاستقرار إلى تخفيف الضغط الدولي عن إيران رغم عدم نيتها إلغاء برنامجها النووي .

    واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول " في ظل أجواء الفوضى السائدة إقليميا يمكن وصف إسرائيل بجزيرة مستقرة أو جزيرة الاستقرار لكن وكما قال قائد سلاح الجو الجنرال " اكير اشل " مؤخرا فان الحرب قد تندلع في كل لحظة وهناك خطر داهم وحقيقي في المنطقة الشمالية حيث هددت سوريا بمهاجمة إسرائيل إذا ما شنت هجمات أخرى ضدها .

    ورغم ذلك أعلنت إسرائيل عدة مرات تصميمها منع وصول الأسلحة الإستراتيجية إلى حزب الله وفي هذه المرحلة يواصل حزب الله جهوده التسلح وحيازة مثل هذه الأسلحة فهل يمر الصيف القادم دون مواجهة عنيفة في المنطقة الشمالية في ظل اعلان سبب الحرب القادمة ؟ الجواب " لا احد يضمن ذلك .
يعمل...
X