إعلام حماس .. محمد عساف .. إثارة للسخرية
بقلم/ زلزال السرايا - خاص: شبكة حوار بوابة الأقصى.
من المؤكد تمتع وسائل الإعلام ، المسموعة والمرئية والمكتوبة ، بأهمية خاصة في أي مكان من العالم، لما لها من تأثير مباشر وفوري على الجمهور في كافة المجالات والميادين . وكثيرا ما يطلق على وسائل الإعلام المختلفة عبارة " السلطة الرابعة " بعد السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وذلك كناية عن دورها المميز في المجتمع . ولكل وسيلة من وسائل الإعلام مميزات تختلف عن الأخرى حسب النوع أو الشكل . فمثال الكتب والدوريات ( الصحف والمجلات ) هي الوسائل الإعلامية القديمة – الجديدة التي يمكن للإنسان أن يعرف من خلالها الأخبار والنشاطات والفعاليات العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية والفنية وغيرها.
تأتي أهمية الإعلام بأنه يصنع رأيا ويزرع وعيا ويبني عقولا ويقدم حقائق لكنه بالمقابل ربما يعمل عكس ذلك ويتوقف هذا على القائم بالإعلام وكذلك هدفه وقيمه وأيديولوجياته .
لقد تابع الكثير من أبناء شعبنا في الآونة الأخيرة نقاشات حادة ومتابعة دقيقة للبرنامج المثير للإشمئزاز آراب أيدول "معبود العرب" بغض النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا عن جدوى هكذا برامج هدفها الأساسي معروف للجميع وهو ربحي تجاري وإلهاء لحالة الشباب العربي في ظل ما يتعرض له الوطن العربي من حالة تقسيم ممنهجة ومنظمة من أعداء الأمة .
نحن هنا لا نود الحديث عن المشترك الفلسطيني محمد عساف الذي لن يضيف شيء للقضية الفلسطينية سواء نجح أو رسب في هكذا برنامج, فهو سيضيف لنفسه فقط, ولكن سواء حقق نجاح ساحق فالسؤال المهم ماذا سيفيد ذلك القضية الفلسطينية؟
للأسف سمعت بعض الترهات من بعض الشباب بأن البرنامج ومحمد عساف رفعوا اسم فلسطين , وتناسى هؤلاء الجهلة بأن اسم فلسطين مرفوع ومنتصب قبل أن نرى مثل تلك البرامج التي ما هي إلا حلقة في دائرة اساسها وأهدافها مشبوهة .
لكن المثير للسخرية والاستغراب في الآونة الأخيرة هو ما قام به عناصر وقيادات من حماس وإعلامها في المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي من هجوم حاد على المتسابق محمد عساف وقام بعضهم بتحليل دقيق لاسم وصفة البرنامج وقد دخل عدد من الخطباء والقيادات في خطب الجمعة في التحذير من هذا الخطر وهذا الوباء الذي لاشك فيه في أنه يساهم بطريقة أو بأخرى بنشر الرذيلة والفساد الأخلاقي لدى فئة الشباب.
هذا ما صدعوا به رؤسنا وزكموا به أنوفنا خطباء حماس طوال الفترة الماضية, ورغم هذا الصداع والزكام إلا أنني كنت أثني على حديثهم هذا وكنت مع العديد من الشباب نقف معهم في طرحهم , لقد كنا ضد هذا البرنامج وكشف الأهداف الخبيثة لهذا البرنامج ومحاولة توعية الناس بعدم المشاركة بهذه الاساءة والخدعة التي تسرق قوت أبنائهم في تصويتهم في هذا البرنامج لصالح متسابق بعينه لأنه بكل الأحوال لن نخرج ببراءة اختراع أو بإنجاز علمي سواء فاز المتسابق أو خسر .
المثير بالأمر بانه رغم الهجوم الحاد لخبطاء حماس على المنابر بالمساجد إلا أنني قد تفاجأت اليوم أثناء قرآتي لصحيفة فلسطين "الحمساوية" الصادرة يومياً , لقد قرأت إعلان نصف صفحة في الصفحة الرابعة يدعو ويشجع على التصويت للمتسابق الفلسطيني "محمد عساف" وذلك تحت رعاية من بنك فلسطين, وهذا في الصحيفة الصادرة اليوم الأربعاء 12/6/2013 .
ربما يخرج أحدهم ويقول بأنه ما دخل حماس بالامر, باختصار شديد بأن الصحيفة تابعة لحماس وهذا أمر لايمكن لأحد أن ينكره, كما أن الصحيفة مسئولة بشكل مباشر عن الاعلانات الموجودة داخل الصحيفة , فلا يعقل أن تكون حماس في المساجد تنادي بمقاطعة ومهاجمة هذا البرنامج وفي الطرف الآخر بإعلامها تساهم وتدعو المواطن للتصويت تحت بند دعاية من مؤسسة ما .!
كان المفترض بحركة حماس بجهازها الدعوي والإعلامي الإتفاق فيما بينهم بخصوص هذا الأمر .. لا أن يستخفوا و"يستهبوا" المواطن بحيث يهاجموا البرنامج على المنابر, ويدعو للمشاركة والتصويت بالبرنامج في إعلامهم من أجل ربح عدد من الدولارات والإمتيازات من بنك فلسطين ..
فلذلك أصبح المال والربح من نشر الإعلان بالصحيفة أهم من المبادئ والأخلاق والقيم والمُثل العليا ..!
صورة الصفحة من صحيفة فلسطين
أخوكم/ زلزال السرايا
الأربعاء 3شعبان 1434
الموافق 12/6/2013م
الأربعاء 3شعبان 1434
الموافق 12/6/2013م
تعليق