
قالت صحيفة "ديلي بيست" الأمريكية الالكترونية مساء الاثنين أن السيناتور جون ماكين دخل سوريا والتقي ابرز القيادات العسكرية في الجيش السوري الحر.
ويعد دخول ماكين ابرز زيارة لمسؤول امريكي الى الاراضي السوري منذ اندلاع الازمة قبل سنتين - وفق الصحيفة - ، التي اشارت الى أن الزيارة لم تكن معلنة .
وعبر السيناتور الجمهوري الحدود السورية من خلال الحدود التركية ، وقبل ذلك التقى بقيادات من الجيش الحر داخل تركيا.
وقالت "ديلي بيست" ان السيناتور " التقى بسالم ادريس قائد المجلس العسكري الاعلى للجيش السوري الحر ، ومكث عدة ساعات قبل عودته الى تركيا حيث التقى وحدات الجيش الحر التي توافدت من مختلف المناطق السورية للالتقاء بماكين".
وخلال الاجتماع طالب اعضاء من الجيش الحر بتعزيز الامدادات الامريكية بالأسلحة الثقيلة وانشاء مناطق عازلة وحظر طيران وضرب القوات السورية وقوات حزب الله المتواجدة في الداخل السوري.
واشتكى الجيش الحر من ضعف الامدادات العسكرية وقلة المتوفر منها ، وعدم موازاة الاليات الحربية بالتي يملكها النظام السوري لصد الهجمات الجوية تحديدا ، لذلك طالبوا باسلحة ثقيلة.
واشاروا الى ان هنالك ازدياد في تواجد المسؤولين العسكريين الروس ف يدمشق وارتفاع أعداد المقاتلين العراقيين والايرانيين ، مقدرين عدد قوات حزب الله في حمص وحدها بين 4 - 7 آلاف مقاتل مقابل الفين من قوات الجيش الحر.
ولفتوا الى ان النظام السوري استخدم الاسلحة الكيماوية في المعارك الدائرة .
ويعد ماكين من ابرز المنتقدين لسياسة ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما في التعاطي مع المسألة السورية.
و- بحسب الصحيفة - تأتي هذه الزيارة في وقت تنظر فيه الادارة الامريكية لزيادة المساعدات للمعارضة السورية ، في حين تدفع المعارضة السورية للتفاوض مع النظام السوري في مؤتمر جنيف المزمع عقده الشهر المقبل.
والتنسيق للزيارة تم عن طريق منظمة امريكية غير ربحية تدعم المعارضة السورية.
وينفي النظام السوري قصف المعارضين بقنابل الغاز، وكذلك ينفي الروس، لكن مراسلًا ومصورًا تابعين لصحيفة لوموند الفرنسية شهدا استخدام هذه القنابل في الغوطة الشرقية، ووثقا شهادات أطباء ومصابين.
تستمر الأدلة على استخدام جيش الأسد السلاح الكيميائي في ريف دمشق بالظهور، بالرغم من بيانات النفي الصادرة عن أركان النظام السوري واعوانه، مع اتهامهم قوات المعارضة باستخدام غاز سارين ضد الآمنين. لكن صحيفة لوموند الفرنسية نشرت اليوم الاثنين شهادات موثقة على استعمال الجيش السوري النظامي سلاحًا كيميائيًا ضد مقاتلي المعارضة قرب دمشق، إذ نقلت شهادة اثنين من مراسليها كانا في ضواحي دمشق يؤكدان هذه الواقعة.
فقد قال مراسل لوموند جان فيليب ريمي إنه كان مع زميله شاهدين لأيام متتالية على استعمال متفجرات كيميائية وعلى تداعيتها الصحية على مقاتلي المعارضة في محور جوبر، الحي الواقع عند مدخل دمشق والذي دخلته المعارضة في كانون الثاني (يناير) الماضي.
كما شهد المصور لوران فان در ستوك، في 13 نيسان (ابريل) الماضي كيف بدأ المقاتلون يسعلون، ثم يرتدون الأقنعة الواقية من الغاز من دون تسرع، "لأنهم في الحقيقة تعرضوا لذلك من قبل، وقد جلس بعضهم القرفصاء وهم يختنقون ويتقيؤون".
شهادات موثقة
ولم يكتف الصحفي والمصور بشهادتهما هذه عن جوبر، بل اهتما بجمع شهادات أخرى عن استعمال تلك المواد في محيط واسع حول العاصمة السورية. فقد روى مقاتلون وطبيب في تسجيل فيديو صوره فان در ستوك، وتبثه لوموند على موقعها الالكتروني، إصابتهم بالاعراض التي تسببها تلك المواد، مثل الصعوبة في التنفس والاوجاع في الراس والتوسع في حدقة العين والتقيؤ.
وشهد في الشريط طبيب في مستشفى الفاتح في كفربتنا بمنطقة الغوطة على مشارف دمشق، طلب إخفاء هويته: "إذا لم نبادر إلى علاجهم فورًا فسيموتون". واكد اطباء أن عينات سحبت من الضحايا يجري تحليلها حاليًا.
وكتب ريمي قائلًا: "تستخد قنابل الغاز على الجبهات من حين لآخر، تفاديًا لانتشارها بكثافة، وتجنبًا لتشكل أدلة دامغة تدين النظام"، في حين يستمر النظام السوري في نفي تهم استعمال اسلحة كيميائية.
وذكر مقال ريمي ايضًا مصدرًا غربيًا حسن الاطلاع، أفاد أن السلطات السورية تلجأ إلى خلط الغازات السامة بالغازات المسيلة للدموع ليصعب التعرف على طبيعة المواد عبر إخفاء الاعراض.
أمس واليوم
تزامنًا مع تقرير لوموند، أعلن إتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن قوات النظام أفرطت أمس واليوم في استخدام الأسلحة الكيميائية في مناطق بالغوطة الشرقية. وأكدت تغريدات الاتحاد على موقع تويتر توثيق ستة شهداء وعشرات الاصابات بحالات اختناق جراء القصف بالمواد الكيميائية على مدينة حرستا. ورد الاتحاد هذا الافراط إلى عجز قوات النظام عن تحقيق أي تقدم يذكر بالرغم من الاشتباكات العنيفة في حرستا، وإلى تكبده خسائر فادحة. وأكدت مصادر المعارضة في ريف دمشق أن تأثير الغاز لم يقتصر على حرستا فقط , إذ تم تسجيل اصابات عديدة في جوبر والقابون والبحارية بالغوطة الشرقية في ريف دمشق.
وكان إعلام المعارضة على مواقع اتواصل الاجتماعي أعلن أمس تعرض جوبر للقصف بمواد كيميائية وتسجيل عدد من الاصابات, ووصول تأثيرها إلى أحياء داخل العاصمة كالعباسيين والقصور وشارع بغداد، حيث انتاب المواطنين نوبات من السعال التحسسي الناتج من انتشار مواد كيميائية في الجو. ولوحظ أمس ارتداء عناصر جيش النظام أقنعة واقية في المناطق القريبة من حي جوبر. إلى ذلك، تسم تسجيل نحو 40 إصابة بعضها خطرة في البحارية أمس، نتيجة التعرض للغاز. وقد شكت المعارضة من نقص حاد في الكوادر الطبية والأدوية اللازمة لمعالجة هذه الاصابات في مناطق وبلدات الغوطة الشرقية.
نفي روسي
هذا ودعت الامم المتحدة الاربعاء الماضي دمشق مجددًا لافساح المجال أمام خبرائها للتحقيق في سوريا حول استخدام الاسلحة الكيميائية في المعارك، متحدثة عن مزيد من المعلومات حول هذه المسألة.
وفي انتظار موافقة دمشق، يلجأ محققو الامم المتحدة إلى جمع المعلومات المتوافرة خارج سوريا، وخصوصًا عبر الاتصال باطباء لاجئين إلى البلدان المجاورة.
من ناحية اخرى، أكد نيكولاي باتروشيف، أمين مجلس الأمن القومي الروسي، غياب الدليل القاطع على استخدام الجيش السوري السلاح الكيميائي ضد ما أسماها المجموعات المسلحة.
وقال باتروشيف في حديث صحفي الأحد: "تعرب الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية مرارًا عن قلقها حيال احتمال استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، ونحن لا نملك أية دلائل واقعية تشير إلى استعمال القوات الحكومية هذه الأسلحة".
أضاف: "نفت الحكومة السورية في كل مرة شكوك الغربيين حول استخدام السلاح الكيميائي خلال العمليات العسكرية، وأعلنت أنها لا تستعمله، في حين أننا لم نسمع من المسلحين التأكيدات نفسها".
تعليق