شلح يطالب الرئيس عباس بالقبول بمبدأ الحوار مع هنية مجددا ويطالب حماس بالعودة الكاملة الى مربع المقاومة
القاهرة / ناشد الدكتور رمضان عبدالله شلح الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) القبول بمبدأ الحوار مع حركة حماس للخروج من الأزمة الراهنة بعدما أحكمت الأخيرة سيطرتها على قطاع غزة، والتخلي عن موقفه الرافض للحوار مع قادة حماس وفي مقدمتهم إسماعيل هنية رئيس .
وقال الدكتور شلح في تصريحات له في القاهرة التي يزورها في اطار التشاور مع الحكومة المصرية حول تطورات الاوضاع في غزة " مفتاح الخروج من هذه الأزمة هو القبول بمبدأ الحوار" مذكرا " أبو مازن بانه "رغم ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات ومواصلتها لاحتلال الأراضي الفلسطينية، فإنه في النهاية يقبل بالتحاور معها ومع رئيس وزرائها أيهود أولمرت".
وعبر أمين عام الجهاد عن رفضه لما يتردد عن توجه السلطة الفلسطينية الى حظر الأجنحة العسكرية للفصائل قائلا "عندما يحرر لنا أبو مازن الضفة وغزة وفلسطين والقدس سنتفق معه على حظر كل شئ يطلبه".
ودعا القيادي الفلسطيني حماس "للعودة بالكامل إلى مربع المقاومة وحصر نشاطها في هذا الإطار، إذا لم تكن هناك فرصة لكي تتوافق مجددا مع حركة فتح على برنامج للسلطة" مشيرا إلى أن الفلسطينيين لا يزالون يعيشون "مرحلة تحرر وطني".
وأشار إلى أن حركة الجهاد .تسعى بالتنسيق مع مصر لإيجاد مخرج للأزمة، إلا أنه أقر بصعوبة المهمة.
وفيما يلي نص الحوار
ما هي رؤيتكم لما حدث في غزة ؟
أنا بالأمس التقيت محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير المعروف وعندما تحدث قال إن ما حدث بغزة فضيحة بحق للشعب وقضيته .. ما حدث شيء مؤلم وصفحة مأساوية في تاريخ نضالنا الوطني يجب أن تطوى.. ولسنا في معرض أن نفتح ملفات بإلقاء اللوم والاتهامات المتبادلة لهذا الطرف أو ذاك، هنالك تداعيات على الأرض سبقت الحدث وأيضا أثناء الحدث وبعده،
الجميع له أخطاء واقصد بشكل مباشر فتح وحماس .
لكن نريد من الجميع أن يتحمل المسئولية الوطنية والأخلاقية لإخراج الشعب من هذه المحنة ولحماية القضية الوطنية من المخاطر المحدقة بها في ضوء هذا التطور الجديد .
وما هي السبل التي ترونها لحل الأزمة الفلسطينية الراهنة ؟
حماس حتى هذه اللحظة قبلت ومستعدة للحوار لكن للأسف الرئيس محمود عباس "أبو مازن" يرفض الحوار .. وأنا شخصيا استغرب فإسرائيل فعلت كل ما فعلت بالشعب واحتلت فلسطين ومستمرة في الاستيطان والتهويد والقتل والاعتقالات والاغتيالات وتدمير مقار السلطة .. ثم في النهاية الأخ أبو مازن لديه استعداد للتحاور مع إسرائيل التي تنصب له فخا.
ورأيي أن المفتاح للخروج من هذه الأزمة هو القبول بمبدأ الحوار.. ومن الضروري أن يبدأ الحوار حتى نفهم ماذا تريد حماس من أبو مازن وماذا يريد أبو مازن من حماس.. لذلك أناشده القبول بالحوار.
هل ترون أنه من الممكن إقامة شراكة حقيقة بين فتح وحماس من جديد؟
إنني أرى بأنه إما إن يقبل الطرفان بالشراكة في هذه السلطة التي دخلتها حماس وفتح وفصائل أخرى دون هيمنة أي طرف على الآخر أو محاولة إقصائه، مع وضع معادلة متوازنة للشراكة تحمى القضية الفلسطينية، فإن هذا يتطلب من الطرفين تقديم تنازلات حتى يصلا لنقطة التوافق التي تحمى الشعب من انفجارات قادمة.
ولكن إذا كانت هذه التنازلات تعنى أن تتخلى حماس عن برنامج المقاومة فأنا باعتباري انتمى لبرنامج المقاومة ووقفت ولازلت مع حماس في خندق المقاومة، لا انصحها بان تقدم هذه التنازلات.
وأتمنى انه إذا لم يكن هناك فرصة للتوافق في برنامج السلطة ان تعود حماس بالكامل الى مربع المقاومة وان نوجد إطارا وطنيا يعيد للقضية الفلسطينية عنوانها الأساسي لأننا لازلنا نعيش مرحلة تحرر وطني. والأوهام بان لدينا سلطة وسيادة ونظام سياسي وان لدينا رئيس ورئيس وزراء .. هذه أوهام سوقت علينا وعندما اشتريناها وصدقنا أنفسنا وقعنا في ما وقعنا في غزة من صدام واقتتال ودم ونزيف.
كيف تقيمون العلاقة بين أبو مازن والإسرائيليين في الوقت الراهن ؟..
أنا أربأ بأبي مازن وبأي فلسطيني أن يقل اليوم بالشراكة مع العدو الاسرائيلى للحرب على طرف فلسطيني آخر وبأن يقبل بالشراكة مع إخوانه في البيت الفلسطيني وعلى رأسه حماس في ظل النزاع القائم .
والشراكة مع الإسرائيليين رهان على الوهم .. وأقول لأبو مازن: ليس هناك أفق يمكن أن تراهن عليه مع الإسرائيليين .. هذه شراكة غير مجدية ولن تنتج أي شئ، ويجب عليك أن تحافظ على موقعك لأنك رئيس للسلطة التي تخص كل فلسطيني في الداخل.
هل تقومون بدور الوساطة بين فتح وحماس حاليا؟
لا أريد أن أسمى ما نقوم به وساطة ... نحن لسنا وسطاء، بل شركاء في المصير الفلسطيني ونحن جزء أساسي من شعبنا وما يقع على الشعب الفلسطيني برمته يقع علينا أيضا، ولذلك نحن جئنا للقاهرة بدافع المسئولية الوطنية التي نتحملها من أجل تجنيب شعبنا المزيد من المخاطر التي قد تترتب على هذا التطور الجديد في الساحة الفلسطينية.
هل هناك هدف محدد من زيارتك الحالية للقاهرة؟
نحن جئنا للقاهرة بدعوة من القيادة المصرية لبحث تطورات الوضع الفلسطيني في ظل المأزق الراهن وللبحث في إمكانية الخروج من الأزمة الخطيرة. ولمسنا أن الأخوة المصريين أنهم متألمون مما حدث وليس هناك طرف عربي يتمنى أن ينزلق الفلسطينيون لهذا المنزلق الخطير ولكن لديهم رغبة واستعداد للبحث عن مخرج وحل لهذه الأزمة، وأيضا حتى نكون واضحين لمسنا أن الموضوع ليس هينا وليس سهلا.
ومصر كانت طرفا أساسيا موجودة في غزة ونحن في الجهاد كنا ننسق معهم ونحاول على مدار الوقت لتطويق الأحداث ومنع الانفجار لكن في النهاية فلتت الأمور ووصلت إلى ما وصلت إليه، لذلك الإخوان في مصر لديهم استعداد للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة ولديهم حوار قائم مع الطرفين ومازال الحوار مستمرا بين مصر وحماس .. ومصر وفتح ولم ينقطع، لكننا لمسنا أن التشدد الأكبر موجود في طرف الرئيس والأخوة في فتح وان شاء الله سنبذل جهودنا للتوفيق لأننا طرف ليس له مصلحة في هذه السلطة.
ما هي أسباب ما حدث بغزة، وما هو تقييمكم لدور القاهرة ؟
ما حدث بغزة له أسبابه وتداعياته معروفة وأصل المشكلة الاحتلال.... ومصر بلد عربي كبير تبذل جهودا ولكن الوساطة لا تكفى .. فمصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية .. القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين بكل قضية كل العرب وقضية العالم كله وتؤثر على استقرار وأمن العالم كله لذلك جميع الدول العربية يجب أن تتحمل المسئولية.
ولا يمكن أن يحل هذا النزاع بجهد فلسطيني فقط.. نحن بحاجة الى أطراف قوية ووسطاء اقويا لكي يطرحوا حلولا ويضمنوا ان هذه الحلول تحمى الساحة الفلسطينية وأنا أطلب أولا من الجامعة العربية أن تقوم بهذا الدور.
وإذا لم تستطع الجامعة أن تتحرك فيجب أن تتحرك مصر أولا لأن مصر تنظر الى غزة باعتبارها جزءا من أمنها القومي، فلذلك نحن قلنا للأخوة المصريين أن نقل البعثة المصرية الى رام الله بالضفة الغربية ليس هو الحل.
كيف تقرءون قمة شرم الشيخ؟
أولا قمة شرم الشيخ ولقاءات أبو مازن بالإسرائيليين وحضوره مثل هذه الاجتماعات ليس جديدا بالنسبة لنا، لكننا نخشى أن يشعر طرف بأنه مدعوم من أطراف غربية وهذا يجعله يستقوى على الآخرين .. ونحن لا نريد أن يستقوى أبو مازن بأي طرف عربي سواء كان مصر أو الأردن أو السعودية. ونريد أن يقف العرب على مسافات متساوية من الفصيلين .. مسافة تسمح بإيجاد حل لهذه المشكلة .. فشرعية أبو مازن كرئيس للسلطة لا أحد من حماس يطعن فيها.
ترددت أنباء عن أن أبو مازن سيصدر مراسيم لحظر أنشطة الأجنحة العسكرية، ما هو رأيكم؟
عندما يحرر لنا أبو مازن الضفة وغزة وفلسطين والقدس سنتفق معه على حظر كل شئ يطلبه.. .. ولكن أولا يعطينا حقنا ثم نتكلم عن وقف المقاومة.
في ظل الأوضاع الحالية، هل تعتزمون مواصلة قصف إسرائيل بالصواريخ ؟
بالنسبة لحق المقاومة، هو في الأساس هو حق مشروع طالما بقى الاحتلال ومسالة الصواريخ نحن من بداية التهدئة في اتفاق القاهرة عام 2005 ثبتنا معادلة أساسية في الساحة الفلسطينية هي أن التهدئة يجب ان تكون تبادلية مع العدو الاسرائيلى فنحن لا نستطيع ان نقف مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان. ويجب أن يكون لدينا قوة ردع لهذا العدوان حتى يتألم كما نتألم ...وهذا الحق نحن متمسكون به سواء كانت السلطة في غزة بيد فتح أو حماس فهذا أمر خارج عن مسالة السلطة وهو حق مشروع لا نقبل أن يمس بأي حال من الأحوال.
ومراعاة منا للمصلحة الوطنية وللتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني بقدر الإمكان .. فإننا نحصر كل ما نطلقه من صواريخ في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي، فنحن لانطلق الصواريخ على مدار الوقت ولسنا في حالة هجوم مستمر على هذا الكيان لأننا نفهم حدود إمكانياتنا ونفهم ميزان القوى.
هل ما زلتم عند موقفكم الرافض للمشاركة في الانتخابات؟ وما أسباب ذلك؟
لم نشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة لأسباب ذكرناها في السابق كانت تقوم على أساس انه لا يمكن الجمع بين برنامجي المقاومة والسلطة لان الأخيرة أنشأها الاحتلال ولم ينشئها الشعب كانجاز.. السلطة جاءت في ظروف انتصار الهيمنة الأمريكية على العالم.
وهذه السلطة لا تستوعب حركات المقاومة إلا إذا استعدت حركات المقاومة ان تدفع الثمن وان تدفع استحقاقات المشاركة في سلطة أوسلو ... لذلك نحن من البداية قلنا أن هذه السلطة لا يمكن أن ندخلها الان.
الإخوان في حماس كان لديهم استعداد بان يشاركوا وأن يخوضوا هذه التجربة والشعب اختارهم وهو يعلم أن حماس برنامج مقاومة وأنها لا تعترف بإسرائيل .. رغم ذلك حققت حماس فوزا كاسحا في الانتخابات. ولكن للأسف الذين صمموا السلطة شكلوها لا لكي تستوعب حماس أو المقاومة بل لتصفية القضية الفلسطينية من الأساس، وعاشت حكومة حماس تحت الضغط وتحت الحصار حتى وصلنا الى انفجار الأزمة الراهنة.
وقال الدكتور شلح في تصريحات له في القاهرة التي يزورها في اطار التشاور مع الحكومة المصرية حول تطورات الاوضاع في غزة " مفتاح الخروج من هذه الأزمة هو القبول بمبدأ الحوار" مذكرا " أبو مازن بانه "رغم ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات ومواصلتها لاحتلال الأراضي الفلسطينية، فإنه في النهاية يقبل بالتحاور معها ومع رئيس وزرائها أيهود أولمرت".
وعبر أمين عام الجهاد عن رفضه لما يتردد عن توجه السلطة الفلسطينية الى حظر الأجنحة العسكرية للفصائل قائلا "عندما يحرر لنا أبو مازن الضفة وغزة وفلسطين والقدس سنتفق معه على حظر كل شئ يطلبه".
ودعا القيادي الفلسطيني حماس "للعودة بالكامل إلى مربع المقاومة وحصر نشاطها في هذا الإطار، إذا لم تكن هناك فرصة لكي تتوافق مجددا مع حركة فتح على برنامج للسلطة" مشيرا إلى أن الفلسطينيين لا يزالون يعيشون "مرحلة تحرر وطني".
وأشار إلى أن حركة الجهاد .تسعى بالتنسيق مع مصر لإيجاد مخرج للأزمة، إلا أنه أقر بصعوبة المهمة.
وفيما يلي نص الحوار
ما هي رؤيتكم لما حدث في غزة ؟
أنا بالأمس التقيت محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير المعروف وعندما تحدث قال إن ما حدث بغزة فضيحة بحق للشعب وقضيته .. ما حدث شيء مؤلم وصفحة مأساوية في تاريخ نضالنا الوطني يجب أن تطوى.. ولسنا في معرض أن نفتح ملفات بإلقاء اللوم والاتهامات المتبادلة لهذا الطرف أو ذاك، هنالك تداعيات على الأرض سبقت الحدث وأيضا أثناء الحدث وبعده،
الجميع له أخطاء واقصد بشكل مباشر فتح وحماس .
لكن نريد من الجميع أن يتحمل المسئولية الوطنية والأخلاقية لإخراج الشعب من هذه المحنة ولحماية القضية الوطنية من المخاطر المحدقة بها في ضوء هذا التطور الجديد .
وما هي السبل التي ترونها لحل الأزمة الفلسطينية الراهنة ؟
حماس حتى هذه اللحظة قبلت ومستعدة للحوار لكن للأسف الرئيس محمود عباس "أبو مازن" يرفض الحوار .. وأنا شخصيا استغرب فإسرائيل فعلت كل ما فعلت بالشعب واحتلت فلسطين ومستمرة في الاستيطان والتهويد والقتل والاعتقالات والاغتيالات وتدمير مقار السلطة .. ثم في النهاية الأخ أبو مازن لديه استعداد للتحاور مع إسرائيل التي تنصب له فخا.
ورأيي أن المفتاح للخروج من هذه الأزمة هو القبول بمبدأ الحوار.. ومن الضروري أن يبدأ الحوار حتى نفهم ماذا تريد حماس من أبو مازن وماذا يريد أبو مازن من حماس.. لذلك أناشده القبول بالحوار.
هل ترون أنه من الممكن إقامة شراكة حقيقة بين فتح وحماس من جديد؟
إنني أرى بأنه إما إن يقبل الطرفان بالشراكة في هذه السلطة التي دخلتها حماس وفتح وفصائل أخرى دون هيمنة أي طرف على الآخر أو محاولة إقصائه، مع وضع معادلة متوازنة للشراكة تحمى القضية الفلسطينية، فإن هذا يتطلب من الطرفين تقديم تنازلات حتى يصلا لنقطة التوافق التي تحمى الشعب من انفجارات قادمة.
ولكن إذا كانت هذه التنازلات تعنى أن تتخلى حماس عن برنامج المقاومة فأنا باعتباري انتمى لبرنامج المقاومة ووقفت ولازلت مع حماس في خندق المقاومة، لا انصحها بان تقدم هذه التنازلات.
وأتمنى انه إذا لم يكن هناك فرصة للتوافق في برنامج السلطة ان تعود حماس بالكامل الى مربع المقاومة وان نوجد إطارا وطنيا يعيد للقضية الفلسطينية عنوانها الأساسي لأننا لازلنا نعيش مرحلة تحرر وطني. والأوهام بان لدينا سلطة وسيادة ونظام سياسي وان لدينا رئيس ورئيس وزراء .. هذه أوهام سوقت علينا وعندما اشتريناها وصدقنا أنفسنا وقعنا في ما وقعنا في غزة من صدام واقتتال ودم ونزيف.
كيف تقيمون العلاقة بين أبو مازن والإسرائيليين في الوقت الراهن ؟..
أنا أربأ بأبي مازن وبأي فلسطيني أن يقل اليوم بالشراكة مع العدو الاسرائيلى للحرب على طرف فلسطيني آخر وبأن يقبل بالشراكة مع إخوانه في البيت الفلسطيني وعلى رأسه حماس في ظل النزاع القائم .
والشراكة مع الإسرائيليين رهان على الوهم .. وأقول لأبو مازن: ليس هناك أفق يمكن أن تراهن عليه مع الإسرائيليين .. هذه شراكة غير مجدية ولن تنتج أي شئ، ويجب عليك أن تحافظ على موقعك لأنك رئيس للسلطة التي تخص كل فلسطيني في الداخل.
هل تقومون بدور الوساطة بين فتح وحماس حاليا؟
لا أريد أن أسمى ما نقوم به وساطة ... نحن لسنا وسطاء، بل شركاء في المصير الفلسطيني ونحن جزء أساسي من شعبنا وما يقع على الشعب الفلسطيني برمته يقع علينا أيضا، ولذلك نحن جئنا للقاهرة بدافع المسئولية الوطنية التي نتحملها من أجل تجنيب شعبنا المزيد من المخاطر التي قد تترتب على هذا التطور الجديد في الساحة الفلسطينية.
هل هناك هدف محدد من زيارتك الحالية للقاهرة؟
نحن جئنا للقاهرة بدعوة من القيادة المصرية لبحث تطورات الوضع الفلسطيني في ظل المأزق الراهن وللبحث في إمكانية الخروج من الأزمة الخطيرة. ولمسنا أن الأخوة المصريين أنهم متألمون مما حدث وليس هناك طرف عربي يتمنى أن ينزلق الفلسطينيون لهذا المنزلق الخطير ولكن لديهم رغبة واستعداد للبحث عن مخرج وحل لهذه الأزمة، وأيضا حتى نكون واضحين لمسنا أن الموضوع ليس هينا وليس سهلا.
ومصر كانت طرفا أساسيا موجودة في غزة ونحن في الجهاد كنا ننسق معهم ونحاول على مدار الوقت لتطويق الأحداث ومنع الانفجار لكن في النهاية فلتت الأمور ووصلت إلى ما وصلت إليه، لذلك الإخوان في مصر لديهم استعداد للمساعدة في الخروج من هذه الأزمة ولديهم حوار قائم مع الطرفين ومازال الحوار مستمرا بين مصر وحماس .. ومصر وفتح ولم ينقطع، لكننا لمسنا أن التشدد الأكبر موجود في طرف الرئيس والأخوة في فتح وان شاء الله سنبذل جهودنا للتوفيق لأننا طرف ليس له مصلحة في هذه السلطة.
ما هي أسباب ما حدث بغزة، وما هو تقييمكم لدور القاهرة ؟
ما حدث بغزة له أسبابه وتداعياته معروفة وأصل المشكلة الاحتلال.... ومصر بلد عربي كبير تبذل جهودا ولكن الوساطة لا تكفى .. فمصر لن تتخلى عن القضية الفلسطينية .. القضية الفلسطينية ليست قضية الفلسطينيين بكل قضية كل العرب وقضية العالم كله وتؤثر على استقرار وأمن العالم كله لذلك جميع الدول العربية يجب أن تتحمل المسئولية.
ولا يمكن أن يحل هذا النزاع بجهد فلسطيني فقط.. نحن بحاجة الى أطراف قوية ووسطاء اقويا لكي يطرحوا حلولا ويضمنوا ان هذه الحلول تحمى الساحة الفلسطينية وأنا أطلب أولا من الجامعة العربية أن تقوم بهذا الدور.
وإذا لم تستطع الجامعة أن تتحرك فيجب أن تتحرك مصر أولا لأن مصر تنظر الى غزة باعتبارها جزءا من أمنها القومي، فلذلك نحن قلنا للأخوة المصريين أن نقل البعثة المصرية الى رام الله بالضفة الغربية ليس هو الحل.
كيف تقرءون قمة شرم الشيخ؟
أولا قمة شرم الشيخ ولقاءات أبو مازن بالإسرائيليين وحضوره مثل هذه الاجتماعات ليس جديدا بالنسبة لنا، لكننا نخشى أن يشعر طرف بأنه مدعوم من أطراف غربية وهذا يجعله يستقوى على الآخرين .. ونحن لا نريد أن يستقوى أبو مازن بأي طرف عربي سواء كان مصر أو الأردن أو السعودية. ونريد أن يقف العرب على مسافات متساوية من الفصيلين .. مسافة تسمح بإيجاد حل لهذه المشكلة .. فشرعية أبو مازن كرئيس للسلطة لا أحد من حماس يطعن فيها.
ترددت أنباء عن أن أبو مازن سيصدر مراسيم لحظر أنشطة الأجنحة العسكرية، ما هو رأيكم؟
عندما يحرر لنا أبو مازن الضفة وغزة وفلسطين والقدس سنتفق معه على حظر كل شئ يطلبه.. .. ولكن أولا يعطينا حقنا ثم نتكلم عن وقف المقاومة.
في ظل الأوضاع الحالية، هل تعتزمون مواصلة قصف إسرائيل بالصواريخ ؟
بالنسبة لحق المقاومة، هو في الأساس هو حق مشروع طالما بقى الاحتلال ومسالة الصواريخ نحن من بداية التهدئة في اتفاق القاهرة عام 2005 ثبتنا معادلة أساسية في الساحة الفلسطينية هي أن التهدئة يجب ان تكون تبادلية مع العدو الاسرائيلى فنحن لا نستطيع ان نقف مكتوفي الأيدي أمام أي عدوان. ويجب أن يكون لدينا قوة ردع لهذا العدوان حتى يتألم كما نتألم ...وهذا الحق نحن متمسكون به سواء كانت السلطة في غزة بيد فتح أو حماس فهذا أمر خارج عن مسالة السلطة وهو حق مشروع لا نقبل أن يمس بأي حال من الأحوال.
ومراعاة منا للمصلحة الوطنية وللتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني بقدر الإمكان .. فإننا نحصر كل ما نطلقه من صواريخ في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي، فنحن لانطلق الصواريخ على مدار الوقت ولسنا في حالة هجوم مستمر على هذا الكيان لأننا نفهم حدود إمكانياتنا ونفهم ميزان القوى.
هل ما زلتم عند موقفكم الرافض للمشاركة في الانتخابات؟ وما أسباب ذلك؟
لم نشارك في الانتخابات التشريعية الأخيرة لأسباب ذكرناها في السابق كانت تقوم على أساس انه لا يمكن الجمع بين برنامجي المقاومة والسلطة لان الأخيرة أنشأها الاحتلال ولم ينشئها الشعب كانجاز.. السلطة جاءت في ظروف انتصار الهيمنة الأمريكية على العالم.
وهذه السلطة لا تستوعب حركات المقاومة إلا إذا استعدت حركات المقاومة ان تدفع الثمن وان تدفع استحقاقات المشاركة في سلطة أوسلو ... لذلك نحن من البداية قلنا أن هذه السلطة لا يمكن أن ندخلها الان.
الإخوان في حماس كان لديهم استعداد بان يشاركوا وأن يخوضوا هذه التجربة والشعب اختارهم وهو يعلم أن حماس برنامج مقاومة وأنها لا تعترف بإسرائيل .. رغم ذلك حققت حماس فوزا كاسحا في الانتخابات. ولكن للأسف الذين صمموا السلطة شكلوها لا لكي تستوعب حماس أو المقاومة بل لتصفية القضية الفلسطينية من الأساس، وعاشت حكومة حماس تحت الضغط وتحت الحصار حتى وصلنا الى انفجار الأزمة الراهنة.
تعليق