هذا ما جرى في قرية "البيضا" ببانياس خلال الأيام الأربعة الأخيرة بعيدا عن روايتي السلطة والمعارضة
أكثر من مئة مسلح اختطفوا 40 جنديا كانوا يقومون بعملية تمشيط، وبعد فشل المفاوضات لإطلاقهم وقتل الوسيط إمام "البيضا" عمر بياسي وزوجته ...انفجر الموقف
أكثر من مئة مسلح اختطفوا 40 جنديا كانوا يقومون بعملية تمشيط، وبعد فشل المفاوضات لإطلاقهم وقتل الوسيط إمام "البيضا" عمر بياسي وزوجته ...انفجر الموقف
بانياس/ الساحل السوري ، الحقيقة (خاص من : مازن ابراهيم): مرة أخرى، وليست أخيرة بالتأكيد، عاش العالم يوم أمس ، بفضل قناتي الدجل العربي، "العربية" و"الجزيرة"، وقبل ذلك مع دجالي "الثورة" السورية الذين فقدوا أي مصداقية لهم حتى حين يتعلق الأمر بأمر صحيح، قصة "مجزرة كبرى" في قرية "البيضا" في ريف بانياس ...لم تقع، أو بالأحرى وقعت، ولكن بطريقة مختلفة!
كان يكفي أن يحصل حادث سيارة في هذه القرية لكي يتحول إلى "مجزرة"، فكيف إذا كان ما جرى معركة حقيقية استغرقت قرابة أربعة أيام!؟ ذلك لأن الذاكرة البصرية الجمعية للرأي العام داخل سوريا وخارجها لا تزال تحتفظ بذلك المشهد المقزز للسلوك الهمجي الذي أقدم عليه ضباط وعناصر مخابرات النظام ربيع العام 2011 ، حين جمعوا العشرات من رجال القرية في ساحتها قبل أن يدوسوهم بأرجلهم ويعتلوا ظهورهم كما لو أنهم بهائم، ليدعي إعلام السلطة الدجال لاحقا أن المشهد مصور في ..العراق!!
ما حصل خلال الساعات الماضية في "البيضا" ، الهادئة كبقية أنحاء الساحل منذ عامين تقريبا، لا علاقة له من قريب أو بعيد بما جرى في العام 2011، بل ربما يكون النظام استفاد من ذلك الدرس وحاول أن يكون أكثر "إنسانية" في تصرفاته داخل القرية ومحيطها.
بدأت القصة قبل نحو أسبوع حين بدأت مواقع وصفحات تابعة للمسلحين بالحديث عن نقل المعركة إلى "عقر دار النصيريين في الساحل السوري"، باعتبار أن ذلك هو "الطريقة الوحيدة لوقف هجوم الجيش على ريف القصير في حمص"، كما قالت تلك الصفحات والمواقع. وبالتزامن مع ذلك، جرى استهداف واغتيال أحد الضباط قرب منطقة "جسر القلعة" القريبة من القرية ، حيث توجد وحدة عسكرية. وقبل ثلاثة أيام ، أقدم المسلحون على استهداف حاجز للجيش في المنطقة، ما دفع الجيش والأجهزة الأمنية إلى القيام يوم أول أمس الأربعاء ويوم أمس الخميس بحملة تمشيط ومداهمات داخل قرية"البيضا" وقرية"المرقب" و منطقة "رأس النبع" على أطرف مدينة بانياس بحثا عن المسلحين ومطلقي النار. وتطور الأمر على نحو دراماتيكي يوم أمس الخميس حين أقدم مسلحون يتحصنون داخل"البيضا" بطريقة تشبه الكمين على مغافلة عناصر الجيش الذي يفتشون القرية ومحاصرتهم وأخذ 40 عنصرا منهم كرهائن. وهنا أقدم الجيش على محاصرة"البيضا" و"المرقب" و"جسر القلعة"، وهي ثلاث تجمعات سكانية تكاد أطرافها تكون متداخلة وتجعل منها تجمعا سكانيا واحدا. وكان هناك ما لا يقل عن مئة إلى مئة وعشرين مسلحا يتحصنون ـ كالعادة ـ في عدد من أبنية المناطق الثلاث ، علما بأن معظم سكان "البيضا" كان نزح عنها في أوقات سابقة إلى مناطق أخرى مجاورة وإلى مدينة بانياس نفسها.
هذا الوضع،أي اختطاف 40 جنديا، دفع الجيش إلى تكليف إمام جامع قرية"البيضا" الشيخ عمر بياسي ، المعروف عنه بأنه يرفض العنف وحمل السلاح منذ بداية الأزمة ، بالتفاوض مع المسلحين من أجل إطلاق سراح الرهائن، إلا أنهم رفضوا ذلك. ولم يكتفوا بالأمر، بل عمدوا إلى قتل الشيخ وزوجته( هناك معلومات تقول إنهما قتلا بطريقة الذبح ، لكن الأمر غير مؤكد).
عند هذه الدرجة من تطور الموقف، لجأ الجيش وما يسمى "قوات الدفاع الوطني" إلى سلاح المدفعية، فقصف في البداية البنايات والمنازل التي يتحصن فيها المسلحون في "البيضا" و"جسر القلعة"، قبل اقتحامهما و الاشتباك مع المسلحين. علما بأن البنايات التي كان يستخدمها المسلحون ، وعددها خمس بنايات ومبان، لم تكن كلها في "البيضا" وإنما في المناطق السكانية المجاورة لها مثل "جسر القلعة". وقد انتهى الأمر يوم أمس بمقتل حوالي ستين مسلحا ، بينما استسلم ما لا يقل عن عشرين من ضمنهم ما بين خمسة إلى عشرة مسلحين ليبيين وشيشان بقوا أحياء. أما الجرحى فكان عددهم حوالي 35 جريحا ( من الجيش والمسلحين معا)، بينما استشهد سبعة عسكريين. وأفادت معلومات بأن المعتقلين من الشيشان والليبيين والعرب الآخرين ، سوريين وغير سوريين، جرى نقلهم إلى اللاذقية، وليس إلى طرطوس التي تتبع لها مدينة بانياس إداريا.
ما استطاعت "الحقيقة" التأكد منه هو أنه لم تكن هناك مجزرة على الإطلاق، إلا إذا كان الأمر يعني "مجزرة وسط المسلحين"! وكل ما قيل في وسائل الإعلام عن ذلك مجرد "تجليطة" كبرى كالعادة. إلا أن هناك التباسا في أمر عائلتين من المدنيين (عدد أفرادهما أقل من عشرة أشخاص)، تفيد المعلومات الأولية بأنهم قتلوا على أيدي المسلحين كون العائلتين محسوبيتن على الشيخ عمر البياسي الذي ينادي بـ"الوحدة الوطنية" ويرفض السلاح. وهناك معلومات أخرى تقول إن أفراد العائلتين سقطوا خلال قصف الأبنية التي كان يتحصن فيها المسلحون ويحتجزون فيها الرهائن العسكريين الأربعين. وأكد مصدر ثالث أن العائلتين من "الموالين" للنظام، وأن أفرادهما قتلوا على أيدي المسلحين لهذا السبب قبل أن تتهم صفحات"الثورة" الجيش بقتلهم.
وقات مصادر موثوق بها جدا لـ"الحقيقة" إن سلوك الجيش كان مختلفا هذه المرة في القرية بشكل كامل، حيث عمد إلى إحضار النساء من البيوت باحترام إلى ساحة القرية والأمكنة التي جرت فيها الاشتبكات والقصف من أجل التعرف على جثث القتلى وعلى المعتقلين من المسلحين للتثبت مما إذا كان هؤلاء أقرباء لهم أو من القرية. وبعد ذلك أعادهن إلى بيوتهن دون أي تصرف غير لائق مع أي منهن.
تبقى الإشارة ، أخيرا، إلى أن المسلحين والمعارضين فشلوا في تقديم أي صورة توثق"المجزرة" المزعومة سوى الصور المنشورة أعلاه وأدناه، علما بأن بعض محتوياتها يخص المسلحين ، وبعضها الآخر يخص اثنين من أفراد العائلتين المشار إليهما!!
كان يكفي أن يحصل حادث سيارة في هذه القرية لكي يتحول إلى "مجزرة"، فكيف إذا كان ما جرى معركة حقيقية استغرقت قرابة أربعة أيام!؟ ذلك لأن الذاكرة البصرية الجمعية للرأي العام داخل سوريا وخارجها لا تزال تحتفظ بذلك المشهد المقزز للسلوك الهمجي الذي أقدم عليه ضباط وعناصر مخابرات النظام ربيع العام 2011 ، حين جمعوا العشرات من رجال القرية في ساحتها قبل أن يدوسوهم بأرجلهم ويعتلوا ظهورهم كما لو أنهم بهائم، ليدعي إعلام السلطة الدجال لاحقا أن المشهد مصور في ..العراق!!
ما حصل خلال الساعات الماضية في "البيضا" ، الهادئة كبقية أنحاء الساحل منذ عامين تقريبا، لا علاقة له من قريب أو بعيد بما جرى في العام 2011، بل ربما يكون النظام استفاد من ذلك الدرس وحاول أن يكون أكثر "إنسانية" في تصرفاته داخل القرية ومحيطها.
بدأت القصة قبل نحو أسبوع حين بدأت مواقع وصفحات تابعة للمسلحين بالحديث عن نقل المعركة إلى "عقر دار النصيريين في الساحل السوري"، باعتبار أن ذلك هو "الطريقة الوحيدة لوقف هجوم الجيش على ريف القصير في حمص"، كما قالت تلك الصفحات والمواقع. وبالتزامن مع ذلك، جرى استهداف واغتيال أحد الضباط قرب منطقة "جسر القلعة" القريبة من القرية ، حيث توجد وحدة عسكرية. وقبل ثلاثة أيام ، أقدم المسلحون على استهداف حاجز للجيش في المنطقة، ما دفع الجيش والأجهزة الأمنية إلى القيام يوم أول أمس الأربعاء ويوم أمس الخميس بحملة تمشيط ومداهمات داخل قرية"البيضا" وقرية"المرقب" و منطقة "رأس النبع" على أطرف مدينة بانياس بحثا عن المسلحين ومطلقي النار. وتطور الأمر على نحو دراماتيكي يوم أمس الخميس حين أقدم مسلحون يتحصنون داخل"البيضا" بطريقة تشبه الكمين على مغافلة عناصر الجيش الذي يفتشون القرية ومحاصرتهم وأخذ 40 عنصرا منهم كرهائن. وهنا أقدم الجيش على محاصرة"البيضا" و"المرقب" و"جسر القلعة"، وهي ثلاث تجمعات سكانية تكاد أطرافها تكون متداخلة وتجعل منها تجمعا سكانيا واحدا. وكان هناك ما لا يقل عن مئة إلى مئة وعشرين مسلحا يتحصنون ـ كالعادة ـ في عدد من أبنية المناطق الثلاث ، علما بأن معظم سكان "البيضا" كان نزح عنها في أوقات سابقة إلى مناطق أخرى مجاورة وإلى مدينة بانياس نفسها.
هذا الوضع،أي اختطاف 40 جنديا، دفع الجيش إلى تكليف إمام جامع قرية"البيضا" الشيخ عمر بياسي ، المعروف عنه بأنه يرفض العنف وحمل السلاح منذ بداية الأزمة ، بالتفاوض مع المسلحين من أجل إطلاق سراح الرهائن، إلا أنهم رفضوا ذلك. ولم يكتفوا بالأمر، بل عمدوا إلى قتل الشيخ وزوجته( هناك معلومات تقول إنهما قتلا بطريقة الذبح ، لكن الأمر غير مؤكد).
عند هذه الدرجة من تطور الموقف، لجأ الجيش وما يسمى "قوات الدفاع الوطني" إلى سلاح المدفعية، فقصف في البداية البنايات والمنازل التي يتحصن فيها المسلحون في "البيضا" و"جسر القلعة"، قبل اقتحامهما و الاشتباك مع المسلحين. علما بأن البنايات التي كان يستخدمها المسلحون ، وعددها خمس بنايات ومبان، لم تكن كلها في "البيضا" وإنما في المناطق السكانية المجاورة لها مثل "جسر القلعة". وقد انتهى الأمر يوم أمس بمقتل حوالي ستين مسلحا ، بينما استسلم ما لا يقل عن عشرين من ضمنهم ما بين خمسة إلى عشرة مسلحين ليبيين وشيشان بقوا أحياء. أما الجرحى فكان عددهم حوالي 35 جريحا ( من الجيش والمسلحين معا)، بينما استشهد سبعة عسكريين. وأفادت معلومات بأن المعتقلين من الشيشان والليبيين والعرب الآخرين ، سوريين وغير سوريين، جرى نقلهم إلى اللاذقية، وليس إلى طرطوس التي تتبع لها مدينة بانياس إداريا.
ولكن هل سقط مدنيون أبرياء في القرية!؟
ما استطاعت "الحقيقة" التأكد منه هو أنه لم تكن هناك مجزرة على الإطلاق، إلا إذا كان الأمر يعني "مجزرة وسط المسلحين"! وكل ما قيل في وسائل الإعلام عن ذلك مجرد "تجليطة" كبرى كالعادة. إلا أن هناك التباسا في أمر عائلتين من المدنيين (عدد أفرادهما أقل من عشرة أشخاص)، تفيد المعلومات الأولية بأنهم قتلوا على أيدي المسلحين كون العائلتين محسوبيتن على الشيخ عمر البياسي الذي ينادي بـ"الوحدة الوطنية" ويرفض السلاح. وهناك معلومات أخرى تقول إن أفراد العائلتين سقطوا خلال قصف الأبنية التي كان يتحصن فيها المسلحون ويحتجزون فيها الرهائن العسكريين الأربعين. وأكد مصدر ثالث أن العائلتين من "الموالين" للنظام، وأن أفرادهما قتلوا على أيدي المسلحين لهذا السبب قبل أن تتهم صفحات"الثورة" الجيش بقتلهم.
وقات مصادر موثوق بها جدا لـ"الحقيقة" إن سلوك الجيش كان مختلفا هذه المرة في القرية بشكل كامل، حيث عمد إلى إحضار النساء من البيوت باحترام إلى ساحة القرية والأمكنة التي جرت فيها الاشتبكات والقصف من أجل التعرف على جثث القتلى وعلى المعتقلين من المسلحين للتثبت مما إذا كان هؤلاء أقرباء لهم أو من القرية. وبعد ذلك أعادهن إلى بيوتهن دون أي تصرف غير لائق مع أي منهن.
تبقى الإشارة ، أخيرا، إلى أن المسلحين والمعارضين فشلوا في تقديم أي صورة توثق"المجزرة" المزعومة سوى الصور المنشورة أعلاه وأدناه، علما بأن بعض محتوياتها يخص المسلحين ، وبعضها الآخر يخص اثنين من أفراد العائلتين المشار إليهما!!
صور بعض محتوياتها مكرر وزعها معارضون عما جرى في "البيضا"، وهي كل ما وزعه المعارضون عما جرى في القرية!!؟
تعليق