فاز الشيخ هشام السعيدني .. وخسرت حماس
للشيخ
أبي المنذر الشنقيطي
حفظه الله
1433ه | 2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
مع أنه لا مكان في النفس للحزن من كثرة نعي أبطال الجهاد وخيار الأمة حتى اصبح حالنا كما قال القائل :
كأن المنايا تبتغى في خيارنا
لها ترة أو تهتدي بدليل
مع ذالك فقد تلقيت نبأ استشهاد الشيخ أبي الوليد "هشام السعيدني" مع أخيه أبي البراء" أشرف صبّاح " بلا تمهيد أو مقدمات فكان حالي كما قال الطرماح :
فلما نعى الناعي يزيد تزلزلت
بنا الأرض، وارتجت بمثل الصواعق
قدر الله أن لا يجمعني مع الشيخ لقاء، فلم تجتمع أبداننا ..لكن بفضل الله اجتمعت أرواحنا وتآلفت قلوبنا فكنا كمن ولد وتربى في حجر واحد !
فتى خصني منه على الشحط والنوى
بعهد وفاء ما لعروته فصم
تناهى لديه العلم والحلم والحجى
وكمّل فيه الظرف والنبل والفهم
شهادتنا عليك يا أبا الوليد أنك جاهدت بالعلم والبيان وجاهدت بالسيف والسنان، وامتحنت فصبرت في الامتحان .
وكنت كما قيل :
لئن عرف الجهاد بكل عام
فإنك طول دهرك في جهاد
شهادتنا عليك يا أبا الوليد أنك عشت من أجل الدين ومت من أجل الدين في زمن يأكل الناس فيه بالدين ويتاجرون بالدين .
شهادتنا عليك يا أبا الوليد أنك صدعت بالحق المبين ولم تخش في الله لوم اللائمين، وكنت رحيما بالمؤمنين شديدا على أعداء الدين ..
فتى كان فيه ما يسر صديقه
على أن فيه ما يسوء الأعاديا
شهادتنا عليك يا ابا الوليد أنك علمت فعملت وجاهدت فأبليت وعاهدت فوفيت، ونحسب أنك ممن قال الله فيهم :
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23].
شهادتنا عليك أنك زهدت في الدنيا وزهدت في الذكر فما كنت ممن طلب العلم لينال به حظا من الدنيا أو ليصرف وجوه الناس إليه .
شهادتنا عليك انك فضحت المتاجرين الذين يختلون الدنيا بالدين .
وكما فضحتهم في حياتك فقد فضحتهم في مماتك ..!
***
إن استشهاد الشيخ أبي الوليد بقذائف اليهود دليل واضح على أن حماس تلتقي مع اليهود في محاربة السلفية الجهادية، وأنها تقوم نيابة عنهم بمحاربة المجاهدين والقضاء عليهم.
وكما كانت حماس هي المنفذ لجريمة مقتل الشيخ ابي النور ومن معه من المجاهدين .. فهي أيضا السبب المباشر في مقتل الشيخ أبي الوليد رحمة الله عليه، فهي التي تعقبت الشيخ وطاردته وأسرته، ثم تدخلت إسرائيل لتتولى مهمة قتله ..
ولولا جهود ها لما تمكنت إسرائيل من التعرف على شخصية الشيخ فضلا عن التوصل إلى معرفة مكانه .
وحتى لو ادعت حماس انها لم تكن تقصد بما قامت به من اعتقال الشيخ ابي الوليد تسهيل مهمة اغتياله لإسرائيل فليس بإمكانها نفي ما قدمته من خدمات عظيمة للاحتلال اليهودي من خلال حربها الممنهجة ضد السلفية الجهادية و ما وفرت عليه من جهد من خلال قتلها وأسرها للعشرات من عناصر السلفية الجهادية .
إن حماس منذ سيطرتها على غزة بالقوة لم تتعامل مع المجاهدين من السلفية الجهادية بمنطق السلطة التي ترعى الحقوق وتعاقب على الجريمة وإنما تعاملت معهم ولا تزال بمنطق العصابة المتجبرة التي تسعى إلى سحق كل من يخالفها وتريد القضاء عليه .
فكم تحكم باسم الدين طاغية
وكم تحكم باسم العلم كهان !
وكم رأيت دعاة الحق يقذفهم
بلعام واستخدم الأشراف دهقان !
باسم السياسة حل الظلم بل نسخت
من الشريعة أعلام وأمتان
الرعب يستلب الأحلام يقظتها
وبهرج الزيف للأنظار دخان
كانت غزة كلها ولا زالت تحت حصار العدو الإسرائيلي وكان المنتمون إلى السلفية الجهادية ولا زالوا تحت حصار سلطة حماس ..
فهم في حصار من حصار !
وكان المجاهدون المنتمون إلى السلفية الجهادية ولازالوا أمام نوعين من الضربات : ضربات العدو الإسرائيلى وضربات الطاغية المحلي ..
إن سلموا من هذا مرة لم يسلموا من ذاك ..
وإن سلموا من ذاك لم يسلموا من هذا ..!
لا فرق بين الشيخ ابي النور الذي قتلته حماس والشيخ ابي الوليد الذي قتلته إسرائيل ..
لا فرق بينهما في المنهج ولا فرق بينهما في الأسلوب ..
بل إن التهم التي تذرعت بها حماس لقتل الشيخ ابي النور هي التهم نفسها التي تذرعت بها لسجن الشيخ ابي الوليد ..
وحماس اليوم إذا أرادت أن تكون صادقة مع الناس فلا بد لها من أمرين :
- إما أن تشكر إسرائيل على قتلها للشيخ أبي الوليد لانها أراحتها من هذا الخصم العنيد وتفصح عن تأييدها لهذه العملية..
- وإما أن تعترف بأنها أخطأت عندما قتلت الشيخ ابا النور وسائر إخوانه من السلفية الجهادية ..
أما ان يكون قتل المجاهدين مباحا لحماس ..حراما على إسرائيل ..فذالك ما يعجز الفهم عن إدراكه !
إن قتل الشيخ أبي الوليد من طرف إسرائيل تزكية له وتزكية لمنهجه ..وتفنيد لكل الأكاذيب التي جعلتها حماس مبررا لإراقة دماء المجاهدين من السلفية الجهادية ..
فإذا كان المجاهدون من عناصر السلفية الجهادية لا همّ لهم إلا إثارة الفتنة وشق الصف خدمة لليهود-كما تدعي حماس- فلماذا يقوم اليهود باستهدافهم وقتلهم بشكل يومي ؟
ولماذا يكون كل من قتل من السلفية الجهادية بين قتيل بسلاح حماس وقتيل بسلاح اليهود ؟
هل أصبحت إسرائيل هي الأخرى حريصة على وأد الفتنة في غزة ؟
أليس من التناقض أن يكون المتهم بالفتنة هو من يحرص على توجيه السلاح إلى اليهود وحدهم في حين أن من يدعي الحرص على وأد الفتنة ومحاربة أهلها يوغل في دماء الموحدين ويحرص على الهدنة مع اليهود المحتلين !!
الحق أن المجاهدين من السلفية الجهادية كانوا ولازالوا مع قلة الإمكانات وكثرة المعوقات سهاما مسلطة على اليهود في زمن سلموا فيه من سهام المتاجرين بالمقاومة ..
إذا كانت حماس تسعى بالفعل لقتال اليهود فلماذا تحارب من يقاتلهم ؟
أوليست هذه الهجمة "الحماسية" على السلفية الجهادية خدمة لليهود وتطبيقا لاتفاقيات الاستسلام ؟
حسب المعاهدات والاتفاقات مع اليهود فالمطلوب من حماس أن تؤدي الدور نفسه الذي يؤديه حزب الرافضة في لبنان .
وهو ما يحدث بالفعل من خلال حربها على المجاهدين في غزة .
الغريب أن حماس وقفت إلى جانب حزب الرافضة مع ما هم عليه من الانحراف بحجة أنهم أعداء اليهود ؟
فلم لا تفعل الشيء نفسه مع السلفية الجهادية ؟
نعم ..بالنسبة لحماس فالانحراف والكفر قد يغتفر، اما عدم الاعتراف بشرعية السلطة الحمساوية فهي الجريمة التي لا تغتفر !
***
رحمك الله يا شيخنا ابا الوليد فبمثلك يحفظ الشرع من التحريف ..
وبمثلك تحمى بيضة المسلمين ..
وبمثلك تحيى في الأمة مواقف العلماء المجاهدين كشيخ الإسلام ابن تيمية وعبد الله عزام.
اللهم تقبله عندك في الشهداء المقربين، وألحقنا به غير مفتونين ولا مبدلين .
والحمد لله رب العالمين ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
كتبه : ابو المنذر الشنقيطي .
الثلاثاء 29ذو القعدة 1433هـ .
16\10\2012 م .
للشيخ
أبي المنذر الشنقيطي
حفظه الله
1433ه | 2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.
مع أنه لا مكان في النفس للحزن من كثرة نعي أبطال الجهاد وخيار الأمة حتى اصبح حالنا كما قال القائل :
كأن المنايا تبتغى في خيارنا
لها ترة أو تهتدي بدليل
مع ذالك فقد تلقيت نبأ استشهاد الشيخ أبي الوليد "هشام السعيدني" مع أخيه أبي البراء" أشرف صبّاح " بلا تمهيد أو مقدمات فكان حالي كما قال الطرماح :
فلما نعى الناعي يزيد تزلزلت
بنا الأرض، وارتجت بمثل الصواعق
قدر الله أن لا يجمعني مع الشيخ لقاء، فلم تجتمع أبداننا ..لكن بفضل الله اجتمعت أرواحنا وتآلفت قلوبنا فكنا كمن ولد وتربى في حجر واحد !
فتى خصني منه على الشحط والنوى
بعهد وفاء ما لعروته فصم
تناهى لديه العلم والحلم والحجى
وكمّل فيه الظرف والنبل والفهم
شهادتنا عليك يا أبا الوليد أنك جاهدت بالعلم والبيان وجاهدت بالسيف والسنان، وامتحنت فصبرت في الامتحان .
وكنت كما قيل :
لئن عرف الجهاد بكل عام
فإنك طول دهرك في جهاد
شهادتنا عليك يا أبا الوليد أنك عشت من أجل الدين ومت من أجل الدين في زمن يأكل الناس فيه بالدين ويتاجرون بالدين .
شهادتنا عليك يا أبا الوليد أنك صدعت بالحق المبين ولم تخش في الله لوم اللائمين، وكنت رحيما بالمؤمنين شديدا على أعداء الدين ..
فتى كان فيه ما يسر صديقه
على أن فيه ما يسوء الأعاديا
شهادتنا عليك يا ابا الوليد أنك علمت فعملت وجاهدت فأبليت وعاهدت فوفيت، ونحسب أنك ممن قال الله فيهم :
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا } [الأحزاب: 23].
شهادتنا عليك أنك زهدت في الدنيا وزهدت في الذكر فما كنت ممن طلب العلم لينال به حظا من الدنيا أو ليصرف وجوه الناس إليه .
شهادتنا عليك انك فضحت المتاجرين الذين يختلون الدنيا بالدين .
وكما فضحتهم في حياتك فقد فضحتهم في مماتك ..!
***
إن استشهاد الشيخ أبي الوليد بقذائف اليهود دليل واضح على أن حماس تلتقي مع اليهود في محاربة السلفية الجهادية، وأنها تقوم نيابة عنهم بمحاربة المجاهدين والقضاء عليهم.
وكما كانت حماس هي المنفذ لجريمة مقتل الشيخ ابي النور ومن معه من المجاهدين .. فهي أيضا السبب المباشر في مقتل الشيخ أبي الوليد رحمة الله عليه، فهي التي تعقبت الشيخ وطاردته وأسرته، ثم تدخلت إسرائيل لتتولى مهمة قتله ..
ولولا جهود ها لما تمكنت إسرائيل من التعرف على شخصية الشيخ فضلا عن التوصل إلى معرفة مكانه .
وحتى لو ادعت حماس انها لم تكن تقصد بما قامت به من اعتقال الشيخ ابي الوليد تسهيل مهمة اغتياله لإسرائيل فليس بإمكانها نفي ما قدمته من خدمات عظيمة للاحتلال اليهودي من خلال حربها الممنهجة ضد السلفية الجهادية و ما وفرت عليه من جهد من خلال قتلها وأسرها للعشرات من عناصر السلفية الجهادية .
إن حماس منذ سيطرتها على غزة بالقوة لم تتعامل مع المجاهدين من السلفية الجهادية بمنطق السلطة التي ترعى الحقوق وتعاقب على الجريمة وإنما تعاملت معهم ولا تزال بمنطق العصابة المتجبرة التي تسعى إلى سحق كل من يخالفها وتريد القضاء عليه .
فكم تحكم باسم الدين طاغية
وكم تحكم باسم العلم كهان !
وكم رأيت دعاة الحق يقذفهم
بلعام واستخدم الأشراف دهقان !
باسم السياسة حل الظلم بل نسخت
من الشريعة أعلام وأمتان
الرعب يستلب الأحلام يقظتها
وبهرج الزيف للأنظار دخان
كانت غزة كلها ولا زالت تحت حصار العدو الإسرائيلي وكان المنتمون إلى السلفية الجهادية ولا زالوا تحت حصار سلطة حماس ..
فهم في حصار من حصار !
وكان المجاهدون المنتمون إلى السلفية الجهادية ولازالوا أمام نوعين من الضربات : ضربات العدو الإسرائيلى وضربات الطاغية المحلي ..
إن سلموا من هذا مرة لم يسلموا من ذاك ..
وإن سلموا من ذاك لم يسلموا من هذا ..!
لا فرق بين الشيخ ابي النور الذي قتلته حماس والشيخ ابي الوليد الذي قتلته إسرائيل ..
لا فرق بينهما في المنهج ولا فرق بينهما في الأسلوب ..
بل إن التهم التي تذرعت بها حماس لقتل الشيخ ابي النور هي التهم نفسها التي تذرعت بها لسجن الشيخ ابي الوليد ..
وحماس اليوم إذا أرادت أن تكون صادقة مع الناس فلا بد لها من أمرين :
- إما أن تشكر إسرائيل على قتلها للشيخ أبي الوليد لانها أراحتها من هذا الخصم العنيد وتفصح عن تأييدها لهذه العملية..
- وإما أن تعترف بأنها أخطأت عندما قتلت الشيخ ابا النور وسائر إخوانه من السلفية الجهادية ..
أما ان يكون قتل المجاهدين مباحا لحماس ..حراما على إسرائيل ..فذالك ما يعجز الفهم عن إدراكه !
إن قتل الشيخ أبي الوليد من طرف إسرائيل تزكية له وتزكية لمنهجه ..وتفنيد لكل الأكاذيب التي جعلتها حماس مبررا لإراقة دماء المجاهدين من السلفية الجهادية ..
فإذا كان المجاهدون من عناصر السلفية الجهادية لا همّ لهم إلا إثارة الفتنة وشق الصف خدمة لليهود-كما تدعي حماس- فلماذا يقوم اليهود باستهدافهم وقتلهم بشكل يومي ؟
ولماذا يكون كل من قتل من السلفية الجهادية بين قتيل بسلاح حماس وقتيل بسلاح اليهود ؟
هل أصبحت إسرائيل هي الأخرى حريصة على وأد الفتنة في غزة ؟
أليس من التناقض أن يكون المتهم بالفتنة هو من يحرص على توجيه السلاح إلى اليهود وحدهم في حين أن من يدعي الحرص على وأد الفتنة ومحاربة أهلها يوغل في دماء الموحدين ويحرص على الهدنة مع اليهود المحتلين !!
الحق أن المجاهدين من السلفية الجهادية كانوا ولازالوا مع قلة الإمكانات وكثرة المعوقات سهاما مسلطة على اليهود في زمن سلموا فيه من سهام المتاجرين بالمقاومة ..
إذا كانت حماس تسعى بالفعل لقتال اليهود فلماذا تحارب من يقاتلهم ؟
أوليست هذه الهجمة "الحماسية" على السلفية الجهادية خدمة لليهود وتطبيقا لاتفاقيات الاستسلام ؟
حسب المعاهدات والاتفاقات مع اليهود فالمطلوب من حماس أن تؤدي الدور نفسه الذي يؤديه حزب الرافضة في لبنان .
وهو ما يحدث بالفعل من خلال حربها على المجاهدين في غزة .
الغريب أن حماس وقفت إلى جانب حزب الرافضة مع ما هم عليه من الانحراف بحجة أنهم أعداء اليهود ؟
فلم لا تفعل الشيء نفسه مع السلفية الجهادية ؟
نعم ..بالنسبة لحماس فالانحراف والكفر قد يغتفر، اما عدم الاعتراف بشرعية السلطة الحمساوية فهي الجريمة التي لا تغتفر !
***
رحمك الله يا شيخنا ابا الوليد فبمثلك يحفظ الشرع من التحريف ..
وبمثلك تحمى بيضة المسلمين ..
وبمثلك تحيى في الأمة مواقف العلماء المجاهدين كشيخ الإسلام ابن تيمية وعبد الله عزام.
اللهم تقبله عندك في الشهداء المقربين، وألحقنا به غير مفتونين ولا مبدلين .
والحمد لله رب العالمين ..
وإنا لله وإنا إليه راجعون .
كتبه : ابو المنذر الشنقيطي .
الثلاثاء 29ذو القعدة 1433هـ .
16\10\2012 م .
تعليق