إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السرايا

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #31
    رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

    بارك الله فيك أخي الكريم زلزال

    في الحقيقة من المُعيب لشخص بمركز عالم دين أن يكون متخبطاً بآرائه تبعاً للموقف السياسي
    ان يبيح ويحلل على كيفه
    وأن يقول على الرسول عليه الصلاة والسلام حينما تمت الإساءة له كرد بأنه لاتجوز الاساءة لرجل ميت

    ولأن قضية الدين قضية حساسة جداً وأكثر مايحرك الشعوب
    من الكبائر استغلالها لافتعال الفتن والتسبب بقتل آلاف المسلمين بأيديهم
    الله يهدينا جميعا

    والله انني مندهش كيف تمتلكون هذه الجرأة بشتم عالم كيف!!!!!!!ظلمتم انفسكم بفعلكم الاجرامي هذا
    القرآن واضح ياعزيزي إذا حاد عنه العلماء .
    تنساش ان الخروج عن أمر الوالي فتنة والفتنة اشد من القتل
    وعشان الشيح البوطي مكانش مع الثورة السورية صرتم تألفوا عليه مش عشان حاجة ثانية
    بحسب احصائيات كانت بعام 2011 نسبة الفقر بسوريا 11%
    وإذا كان الجيش الحر ضد بشار يعني بقاتل بسلاح أمريكي من قطر والسعودية عشان الطائفية
    هادي الحجات مفروض تكون معروفة لمجتمع بحكي عن حاله مثقف

    اما القرضاوي بنفعش اذا افتى اشي لمصلحتك تحبه واذا افتى اشي بضرك تكرهه
    الدين واضح للي عايز يمشي فيه .

    والله يرحم عباده !!!
    التعديل الأخير تم بواسطة حامل الراية; الساعة 29-03-2013, 05:41 AM.


    تعليق


    • #32
      رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

      شتان مابين الثرى والثُريا !.
      كم هى صعبة الرحلة .. من سورة الإسراء إلى فلسطين .. ومن فلسطين الى الأمة !.

      تعليق


      • #33
        رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

        المشاركة الأصلية بواسطة حامل الراية مشاهدة المشاركة

        ولأن قضية الدين قضية حساسة جداً وأكثر مايحرك الشعوب
        من الكبائر استغلالها لافتعال الفتن والتسبب بقتل آلاف المسلمين بأيديهم
        الله يهدينا جميعا

        القرآن واضح ياعزيزي إذا حاد عنه العلماء .
        تنساش ان الخروج عن أمر الوالي فتنة والفتنة اشد من القتل


        للاسف شيخ البوطي لم يسمع كلامك ويتذكر كلامك عن حجم الفتنة والقتل الذي كان هو بسببه
        للاسف شيخك لم يسمع عن انه يجب ان يرك الى الله وليس الى النظام سوري

        ومن كلامك المضحك عن خروج عن الوالي اذا لم تتحرر الشعوب وسوف تبقى بالجهل والذل كما كانت والانظمة الخليجية سوف تبقى ويبقى معها الجهل....

        النصر وتغيير سوف يحدث رغما عنكم

        تعليق


        • #34
          رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

          لا تعليق
          لا اخذ من افكار القرضاوي ولا اسبه
          والرحمة على شهيد المحراب محمد البوطي
          القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة

          تعليق


          • #35
            رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

            المشاركة الأصلية بواسطة أبو القسام مشاهدة المشاركة

            للاسف شيخ البوطي لم يسمع كلامك ويتذكر كلامك عن حجم الفتنة والقتل الذي كان هو بسببه
            للاسف شيخك لم يسمع عن انه يجب ان يرك الى الله وليس الى النظام سوري

            ومن كلامك المضحك عن خروج عن الوالي اذا لم تتحرر الشعوب وسوف تبقى بالجهل والذل كما كانت والانظمة الخليجية سوف تبقى ويبقى معها الجهل....

            النصر وتغيير سوف يحدث رغما عنكم
            أشققت عن قلبه
            اتقي الله يا رجل
            مبارك الحظر
            دائما انت موجود للجدال
            فقط وتظن نفسك تفهم كل شئ بغزة وانت من الضفة
            ياراجل روق ووحد الله
            القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة

            تعليق


            • #36
              رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

              المشاركة الأصلية بواسطة زلزال السرايا مشاهدة المشاركة
              حذاء البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .!

              بقلم/ زلزال السرايا - خاص: شبكة حوار بوابة الأقصى

              لقد تابعت بإهتمام بالغ قبل بضعة ايام لقاء عبر التلفاز السوري كان به عدد من الضيوف ولكن من أكثر الأشياء التي جعلتني أتوقف عندها هو حديث الدكتور العالم صلاح الدين بن إبراهيم أحد أكبر وأهم أئمة المسجد الأقصى المبارك في القدس المشرفة,
              27/3/2013









              إذا كان الغراب دليل قوم . . يمر بهم على جيف الكلاب


              صلاح ابو عرفة ((التلفي الجامي)) والبوطي(( الصوفي الاشعري)) مدرستيين مختلفتيين في التفكير لكنهما متفقان في نفاق وتزلف الطواغيت والدفاع على ايجاد شرعية لهم

              تعليق


              • #37
                رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                اختلاف الإسلاميين في الموقف من مقتل البوطي
                مثار الاختلاف في الموقف من البوطي يرجع إلى أمرين :
                الأول : موقفه من النظام السوري .
                الثاني : منهجه العقدي والسلوكي .
                وبحسب الاختلاف في تقييم هذين الأمرين جرى الاختلاف في الموقف من مقتله .
                1 – السلفية العلمية : بدت الفرحة بمقتل البوطي واضحة من تعليقات طلبة العلم السلفيين عامَّة ، وفي السعودية خاصة ، وكتب الشيخ محمد بن صالح المنجد مجموعة تغريدات على تويتر جاء فيها : " مقتل البوطي : عِبر وعظات
                الله يحيي ويميت، يميت كيف يشاء بالقتل والمرض والهرم ، لكل أجل كتاب، فإذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولايستقدمون .
                اللهم أحسن خاتمتنا ، ويُبعث العبد على ما مات عليه .
                تولي الظالمين إجرام ويصل إلى الكفر (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ، مظاهرة المجرمين حرام ، وتكون مظاهرتهم بأشكال المعاونة من الانضمام إليهم وتقوية موقفهم والإفتاء لهم وتصحيح مسلكهم والحث على الالتحاق بهم ومن أشنعها القتال معهم .
                من أسوأ الناس من أضله الله على علم (آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين)
                يستعملون ماعندهم من العلم في الشرّ.
                لاشك أن البوطي افترى على الله الكذب لما قال بعد هلاك باسل الأسد : "إنني أراه من هنا في الجنة جنباً إلى جنب مع الصديقين والأنبياء" : اطّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدًا ؟!
                وقد أساء أيما إساءة إلى الفاروق عندما شبّه الباطني النصيري الأب الهالك به .
                وقد طعن في إسلام المجاهدين المظلومين الذين هبّوا يدافعون عن دينهم وقال عن المتظاهرين المسلمين : تأملت في معظمهم ووجدت أنهم لا يعرفون شيئاً اسمه صلاة ، والقسم الأكبر لم يعرف جبينه السجود أبداً" ( ستُكتب شهادتهم ويُسألون) .
                ويصف المستضعفين المتظاهرين بأنهم حثالة ملاحدة يتمردون على الله كل جمعة .
                وأما مواقفه القديمة المضادة لمنهج السلف وإيذاؤه لعدد من أهل السنة ( كالمحدّث الشيخ محمد ناصر الألباني ) فمعروفة ومشهورة .
                لايجوز التفجير في المساجد وفي عامة المسلمين للتوصل إلى قتل مجرم مهما كان إجرامه
                مسؤولية نظام الإجرام في التفجير الذي قضى فيها البوطي كبيرة ، وعلامات الاستفهام فيما حدث كثيرة : إصابات غريبة لأعداد في الرأس ، ولايوجد أثر حريق للانفجار ، في المسجد وطلاب مزعومون للبوطي ظهروا يلبسون سلاسل الذهب وعلى جلودهم وشوم صور النساء ! وانفجار صديق للبيئة لم يخلّف مايكون في العادة مع كل هذا العدد من القتلى فيما حصل مآرب من خلط الأوراق وتشويه سمعة أعدائهم من الكتائب باتهامهم بتفجير المساجد ثم تهديد هؤلاء الظلاميين بالانتقام
                ليس البوطي معذورا أبدا في مواقفه فإذا لم يكن يريد منزلةأعظم الشهداء"ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله" فلا أقلّ من أن يسكت ويعتزل أو يهرب كما هرب غيره ، ولاعذر له أبدا في مناصرة المجرمين فكيف وقد كان معهم قديما منذ تأييده لمجازر حماة بأنه "كان لابد من مواقف صارمة ، مرورا بمحطات مناصرة الظلم ثم الرجل إلى آخر خطبة وهو يدعو الناس للجهاد مع جيش بشار ، والله أخذ العهد العلماء ( لتبيننه للناس ولاتكتمونه) .
                فكيف وقد صارت العامة تطلق لفظ "البوطية" على مذهب تشبيح العلميين في مؤازرة المجرمين وأنها تنتظم سلسلة ممن باع دينه لأجل دنيا المجرمين
                لا يجوز لنا الحكم على مصير البوطي ولاغيره بعد الموت فالله أعلم بحاله وقد زعم بعضهم أنه أخرج أهله وكان سيلحق بهم ، وعلم النيات عند الله .
                ومن قواعد أهل السنة والجماعة أننا لانحكم لشخص بجنة ولا نار إلا من حكم له الشرع ، والرجل قد أفضى إلى ما قدّم وإنما حسابه عند ربه ، نحن لنا الظاهر والله يتولى السرائر، وقد ظهر من الرجل الشر ، فنعامله بما ظهر منه ، ولم يُعرف عنه إلى آخر لحظة تراجع عن مواقفه .
                وأما الفرح لخبر موته فصحيح شرعا لأنه هلاك عالم سوء من أعوان المجرمين ، وقد قال النبي : والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد .." ، ومن الولاء للمؤمنين الفرح بموت من يؤذيهم .
                قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يفرح بما ينزل بأصحاب ابن أبي دؤاد [ المبتدع الضال وزير السوء في القول بخلق القرآن ] عليه في ذلك إثم ؟ قال: ومن لا يفرح بهذا ؟!
                وعن حمَّاد ، قال : بَشَّرْتُ إبراهيم ( أي النخعي ) بِموت الحجَّاج ، فسجد ، ورَأيتُه يبكي منَ الفرَح .
                وقال طاووس لما تيقن موت الحجاج ( فقُطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين ) .
                وسجد الحسن لذلك الخبر وكان مختفيا وكذلك عمر بن العزيز .
                يلاحظ أنه دافع عن البوطي أنواع من الناس منهم من أهل الشرك والبدعة كالجفري وعلي جمعة وحسون وغيرهم نسأل الله أن يهديهم وإلا يعجل بلحوقهم به . (ألم نهلك الأولين * ثم نتبعهم الآخرين * كذلك نفعل بالمجرمين ) ومنهم قوم دون ذلك قاموا يعتذرون له ويقولون إنه كان مهددا بأهله ونحو ذلك .
                يحاول نظام الإجرام استغلال الحدث بتشويه سمعة أعدائه المسلمين الذين يقاتلونه كما تقدم ، هذا من جهة ومن جهة أخرى استقطاب محبي البوطي إلى صفه والتلاعب بالعواطف ، وفي هذا الشأن يقول الحسون أخزاه الله : إن دماء البوطي ستكون نارا تشعل العالم الإسلامي ، وكلّ هذا هراء سخيف وساقط .
                النفاق بغيض والمنافقون لاحدّ لبغيهم وفجورهم في الكلام وخصوصا تشبيهاتهم السقيمة (الحسون يصف البوطي بأنه شهيد المحراب مثل عمر بن الخطاب !)- لابد أن يخاف المرء من سوء الخاتمة ( كيف وقد قال البوطي : ليتني ألقى الله ولو إصبعا في يد حسن نصر الله ) .
                نسأل الله حسن الخاتمة .
                نسأل الله أن يعيد الشام موئلا للعلماء المخلصين ومنارا للعلم والسنّة في العالمين ، وصلى الله النبي الأمين " .
                وكتب الشيخ علوي بن عبد القادر السقاف مقالًا بعنوان " الموقف الشرعي الصحيح من وفاة أهل البدع والضلال " جاء فيه : " وبالأمس قُتل أحد علماء الضلالة (محمد سعيد رمضان البوطي)، وفرح بذلك أهلُ التوحيد والإيمان، وكيف لا يفرحون بهلاك من أفتى طاغية الشام بقتل شعبه، وشبَّه جنود نظامه النصيري بالصحابة، وقال عن أبيه الهالك حافظ الأسد مليء قلبه إيماناً، وظلَّ سبعين عاماً معادياً لأهل التوحيد، ومناصراً لأصحاب البدع والخرافات من القبوريين وغيرهم؟ إلى غير ذلك من تخبطاته وشطحاته.
                فمن هذا حاله، ألا يُفرح بموته؟! " .
                واستصحب بعضهم ما كان بين الشيخ الألباني تعالى وبين البوطي من خلاف ، وأنه دعا عليه بأن يعيش حتى يظهر نفاقه ، وفي ذلك كتب حاتم ابن أبي إسحاق الحويني : " الله أكبر ... وفاة مفتن سوريا محمد سعيد رمضان البوطي ، مع تحقق دعاء الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني عليه .
                وقد أخبرنا أمس أبو عبادة عبد اللطيف نجل الشيخ محمد ناصر الدين الألباني أن والده قد دعا علي البوطي -حينما قال عليه أنه رجل منافق- فقال : (اللهم أطل عمره ، وأظهر نفاقه) .
                وقد تحقق فيه دعاء العلامة الألباني – - بعد 45 سنة ، فها هو مفتن سوريا البوطي قد تجاوز التسعين من عمره ، وظهر نفاقه على الناس جميعا والكل يشهد بذلك ، فله من طامات الفتاوي الكثير ، وآخرها عدم الخروج علي الخائن بشار النعجة ، والوقوف بجانبه ، ولقد قال والدي الحبيب الشيخ أبو إسحاق الحويني أن العالم لا يجوز له أن يترخص ؛ لأن العالم إذا زل زل بزلته عالم.
                نسأل الله أن يربط علي قلوبنا ، وأن يختم لنا بخير " .
                2 - السلفية الجهادية : لبعض مشايخ السلفية الجهادية فتاوى قديمة بتكفير البوطي بعينه لموالاته للنظام النصيري الكافر ، فمنذ أكثر من عشرة أعوام كتب الشيخ أبو بصير الطرطوسي مقالًا بعنوان : هذا هو البوطي فاحذروه صرح فيه بتكفيره بعينه وذكر المكفرات التي وقع فيها وعدم صحة إعذاره بشيء من موانع التكفير .
                وكتب أبو بصير بعد مقتل البوطي : " قد كثر السؤال عن الموقف من مقتل محمد سعيد رمضان البوطي .. وعليه فأقول: لا نأسى ولا نأسف على مقتل ورحيل بلعام عصره، نصير الطاغوت محمد سعيد رمضان البوطي .. فقد عاش شاهد زور، كاتماً للحق، ونصيراً للطاغوتين ونظامهما: حافظ الأسد وولده بشار .. ومحارباً للشعب السوري المسلم ولدينه وثورته وجهاده .. إلى أن مات في سبيل الطاغوت!
                ما تقدّم لا يمنعنا من أن نتحفظ، ونستنكر بشدة طريقة مقتله في المسجد، وفي يوم جامع؛ يجمع بين كثير من المسلمين لصلاة الجمعة .. مما أدى إلى مقتل عددٍ من المصلين .. وجرح بعضهم الآخر شفاهم الله وعافاهم .. وإن كان لأحد مصلحة في الطريقة التي قُتِل بها " البوطي "، وفي هذا التوقيت، فهو النظام الأسدي؛ فبعد أن استثمر الرجل حياً إلى آخر رمقٍ من حياته، أراد أن يستثمره ميتاً وبعد موته، والله تعالى أعلم " .
                ورغم ذلك فقد تبرأت بعض قياداتهم من فعلة قتله ، فقال أبو سياف أحد قيادات السلفية الجهادية في الأردن - الذين تربطهم صلة وثيقة بجبهة النصرة في سوريا - ليونايتد برس إنترناشونال،" إن جبهة النصرة لأهل الشام كانت تتمنى قتل عالم أمن الدولة السوري محمد البوطي، ولكننا ندين الطريقة التي قتل فيها بداخل مسجد، والأبرياء الذين سقطوا جراء ذلك".
                وأضاف أن "النظام في دمشق يتحمل مسؤولية مقتل عالم أمن الدولة السوري محمد سعيد البوطي لأنه أراد الخروج من سوريا فقام النظام بتصفيته".
                والخبر منشور في صحيفة الرأي الأردنية .
                3- السلفية المدخلية : كتب الشيخ علي الحلبي في منتداه " كل السلفيين " تعليقًا على مقتل البوطي : " يحتاج إلى رحمة الله " ، ثم قال : " لما توفي الشيخ عبد الفتاح أبو غدة-وعقيدته كعقيدة البوطي!ومنهجه كمنهجه!-:اتصلتُ بشيخنا الإمام الألباني--،وأخبرته الخبرَ.
                فقال لي-حرفياً-: (يحتاج إلى رحمة الله)...
                مع تنبيهنا-ها هنا-ولا بدّ-:على أننا-تفقّهاً وتديّناً- لسنا -ألبتّة- مع التقتيل الأعمى ، الذي لا يميز بين صالح وفاسد،ومسلم ومنافق.
                فكيف إذا كان هذا الصنيع داخلَ مساجد المسلمين ، أو على أبوابها ؛ مما قد يكون سبيلاً مضاعفةً لمثل ذلك التقتيل الأعمى-وبصورة أشد وأنكى-.
                نعم؛ مواقف الدكتور البوطي مع النظام الأسدي النصيري ؛ ضد الشعب السوري المسلم -تبريراً لأفعاله وصنائعه، وتسويغاً لشنائعه وفظائعه-:مواقف مخزية-جداً-لا شك ولا ريب-.
                ولا حول ولا قوة إلا بالله-.
                ولنستذكر-هنا-الموقف البطولي -الحق-الذي قام به شيخ مقرئي بلاد الشام الشيخ العلامة محمد اكريّم راجح-زاده الله من فضله-؛ وهو الموقف الذي كان منطلقه الأول صفاء عقيدته ، وسلامة منهجه،وجمال سريرته وسيرته-ولا نزكيه على الله-.
                و....نسألك اللهم الثبات على الإيمان ، وحُسن الختام " .
                4- الإخوان المسلمون : نشرت رابطة العلماء السوريين الإخوانية بيانًا بعد مقتل البوطي هذا نصه : " قال الله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة).
                لقد تلقى العالم الإسلامي نبأ التفجير الذي حدث مساء اليوم في مسجد الإيمان في دمشق واستهدف الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وعدداً من طلابه بالاستهجان والاستغراب.
                وإن رابطة العلماء السوريين في سوريا أمام هذا الحدث تسجل الوقفات التالية:
                مع استنكارنا لكل مواقف الشيخ البوطي من الثورة السورية ووقوفه إلى جانب النظام المجرم، وتبريره لما يقوم به النظام من أعمال إجرامية ضد البلاد والعباد في سوريا فإننا:
                *نستنكر استهداف المساجد والعلماء والمدنيين الأبرياء ونستنكر أعمال الاغتيال وإننا نربأ بالمجاهدين الذين نذروا أنفسهم للدفاع عن دماء المسلمين وأعراضهم ومقدساتهم ، أن يُقدِموا على عمل مثل هذا وحاشاهم أن يصلوا إلى هذا المستوى.
                *إننا نؤكد أن عملاً مثل هذا إنما هو من عمل النظام الأسدي الذي ما فتئ يستهدف المساجد ودور العبادة ، ويغتال العلماء. فمنذ يومين قام باغتيال العالم المقرئ الشيخ رياض الصعب وهو خارج من المسجد بعد صلاة الفجر في دمشق وذلك بتفجير سيارته التي كان يركبها، وهو اليوم يستهدف الشيخ البوطي بعد أن حصل منه على كل ما كان يصبو إليه ، وإن عملاً مثل هذا ليس بمستغرب عن هذا النظام المجرم وأجهزته المخابراتية الماكرة، فقد عرف على مدار تاريخ حكمه باغتيال واستهداف أهم رموزه بعد أن يشعر بأنه لا شيء عندهم يستفيد منه ، أو أنه يخشى أن ينقلبوا عليه فيقدم على قتلهم ، ثم ينعيهم على أنهم شهداء الوطن فيقيم لهم حفلات التأبين والعزاء، حاله كما يقول المثل الشائع ( يقتل القتيل ثم يخرج في جنازته) وأمثال ذلك عنه أكثر من أن تحصى ونذكر على سبيل المثال: اغتياله لرئيس الوزراء السابق محمود الزعبي واغتياله لوزير الداخلية غازي كنعان ، الذي كان أهم رموز أركان النظام الأسدي فبعد أن اغتالوه قالوا : انتحر.
                إن النظام الأسدي الفاجر يريد بهذه التصرفات أن يخلط الأوراق ويشق الصف ، ويوقع الفتنة بين أبناء الشعب السوري، ففي اليوم الأول قتل عالماً مؤيداً للثورة، وفي اليوم الثاني قتل عالماً ممالئاً للنظام.
                لذا فإننا نتوجه ببياننا هذا إلى كل أبناء الشعب السوري الحر الكريم : أن يبتعد عن مواطن الخلاف والشقاق، فالشيخ البوطي ذهب إلى ربه أعدل العادلين وأحكم الحاكمين ، والنظام مازال يمارس إجرامه وطغيانه ، فعلينا أن نحذر أحابيله وألاعيبة وخداعه ، ونرص صفوفنا ، ونلتفت حول علمائنا الثقات ونعف ألسنتنا عن القيل والقال ، ولنحافظ على وحدة الشعب والوطن
                اللهم اجمع كلمتنا على الحق والهدى ، واختم لنا بخاتمة السعادة والإيمان وأقرَّ عيوننا بهلاك المجرمين ، والتمكين للمؤمنين والصالحين إنك سميع قريب مجيب " .
                وقد تعرض الدكتور يوسف القرضاوي في خطبة الجمعة اليوم في الدوحة إلى مقتل البوطي ولم يخرج ما ذكره عن فحوى هذا البيان تقريبًا .
                وكتب الدكتور صلاح عبد الفتاح الخالدي على صفحته في الفيس بوك : " ساءنا وآلمنا مقتل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وهو عالمٌ وكاتبٌ بلا شك وخلافنا معه في كثير من آرائه الفكرية والعلمية والفقهية ، وخلافنا معه في كل مواقفه السياسية وقد أنكرنا عليه متابعته للنظام المجرم في سوريا ورأينا أنه أخطأ في دعمه وتأييده للنظام ، وفي إصداره الفتاوى للنظام في إباحته أعماله المختلفة وجرائمه العديدة ، كما أنكرنا عليه وقوفه ضد المجاهدين وفتاواه بإباحة دمائهم وتجويزه قتلهم ، هذا كله أنكرناه عليه في أكثر من حديث وكلمة ، لكن هذا كله لا يعني اننا ننفي عنه علمه فالحقيقة أنه عالمٌ وكاتب وشيخ كبير له منزلته بين مؤيديه وأتباعه ، وقد إستفاد كثيرٌ من المسلمين من كتبه ودروسه ، وهذه حقيقة نعترف بها من باب الانصاف للرجل .
                لكن الشيخ البوطي في مواقفه السياسية وغيرها كان يخطئ أخطاءاً كبيرة فادحة ، وفي فتاواه المختلفة وخطبه العديدة كان يدعم الظالمين في بلاد الشام وكان ضد الشعب وضد المجاهدين وهذا أمرٌ خطأه فيه الكثيرون من المسلمين .
                فمن باب الانصاف للرجل نتذكر بعض ايجابياته الموجودة وهي كثيرة ، ونتذكر بعض سلبياته وهي موجودة وكثيرةٌ أيضاً .
                نقول آلمنا مقتله فلا نرى قتل من نخالفهم ، فكيف إذا كانوا علماء بمنزلة الشيخ البوطي .
                لكن من الذي قتل الشيخ البوطي والمسلمين الذين معه !!
                الذي نرجحه من خلال استقرائنا للأحداث والحديث عن مقتل البوطي في مسجد الايمان المذكور هو أن النظام الظالم المجرم هو الذي رتب قتل الشيخ ، وأخرج هذه التمثيلية بطريقة غبية مفضوحة وندعو إلى متابعة هذه التمثيلية وفق الرواية الرسمية الحكومية وملاحظة التمثيل الذي فيها ، ففيها من الاخطاء التمثيلية الكثير التي تكشف ان النظام هو الذي رتب قتل الشيخ .
                قد يستغرب بعضهم من اتهامنا للنظام بقتل الشيخ وهو الذي امضى أكثر من اربعين سنة في دعم النظام فنقول لا غرابة في ذلك ، لأن هؤلاء المجرمين ليس لهم صاحب ويبدو ان الشيخ البوطي قد استنفد اغراضهم ولم يعد عنده شيء جديد عندهم ، ولهذا أرادوا قتله ليضربوا عصفورين بحجر واحد ، أولاً ان يتخلصوا منه كأنه أصبح عبئاً عليهم ، وثانياً أن يتهموا الجيش الحر بقتله ليشوهوا سمعته عند الشعب ، وإذا صح ما قيل بأن الشيخ بدأ يفكر في مغادرة سوريا فهذا يرجح توجسات النظام بالتخلص منه .
                فالذي نراه ان النظام المجرم هو الذي قتل الشيخ –- واتذكر في ختام هذه الكلمة قول الله تعالى : ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار ...
                فقد ركن الشيخ الى الذين ظلموا –سامحه الله- ، وها هم قد أحرقوه بنيارنهم وتخلصوا منه .
                اسأل الله ان يرحمه وان يغفر له " .
                5- التنويريون : من أبرز من يعلق على الأحداث العامة من الكتاب التنويريين في موقع تويتر : عبد الله المالكي ومحمد المختار الشنقيطي ، وقد كان موقف الثاني شديدًا من البوطي بخلاف الأول .
                يقول المالكي : " بالرغم من موقف الشيخ البوطي السيئ جدا من الثورة .. إلا أن خبر مقتله أزعجني وآلمني .. ولا أبرّأ النظام من هذه الجريمة ..
                "ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون" . غفر الله للبوطي وعظة للذين ما زالوا يركنون للظالمين
                من يؤيد قتل البوطي فمن الطبيعي سيؤيد قتل الفوزان واللحيدان وآل الشيخ وغيرهم من المدرسة السلفية الذين يرفضون الخروج على ولي الأمر مطلقا قبّح قولهم وشنّع عليهم بما شئت وهم يستحقون .. ولكن تستبيح دماءهم ولا تشمت بمقتل شيخ قد يكون متأولا أو مفتونا
                بإمكانك إن شئت أن تلعن البوطي صباح مساء بدون أن تؤيد وتشجّع قتله وهو يصلي في مسجده !! نحن بهذا سنفتح باب شر مستطير لن يتوقف عند البوطي !!
                الخلاصة أن البوطي انتهى .. وعلى الأحياء من أصحاب نظرية طاعة ولي الأمر أن يعتبروا ويتعظوا .. دماؤهم مهددة بفتاويهم المسألة ما عاد فيها لعب :) " .
                ويقول الشنقيطي : " سواءً كان قاتل البوطي هو النظام السوري أو جبهة النصرة، فهو حاصدٌ لما زرعت يداه مِن هدْر دماء الشهداء، ومظاهرة الظالمين.. وعند الله الموعد
                لا يُغنِي ثراءُ العلم شيئاً إذا صاحَبَه فقْرُ الضمائر.. فهل يَفهم المتباكون على البوطيِّ ذلك؟!
                كل الذنوب يجوز ارتكابها تحت الإكراه ترخُّصاً سوى القتل وتسويغ القتل.. فهل يفهم ذلك المتباكون على البوطي، المسوغون لمواقفه الرديئة..
                إن قطرة واحدة من دماء الشهداء أعظم في ميزان الله من البوطي الذي ختم عمره بتسويغ هدر الدماء الزكية وانتهاك الحرمات المصونة واستعباد عباد الله
                قتل البوطي قطفٌ لإحدى عمائم السوء المنقوعة في دماء الشهداء ودموع الأرامل..
                رثاء للبوطي: لتبْكِ على الفضل بن مروان نفسُه/ فليس له باكٍ من الناس يُعرَفُ/ إلى النار فليذهبْ ومن كان مثله/ على أي شيء فاتنا منه نأسفُ؟ " .
                وانتقد الشنقيطي فتوى الشيخ عبد الله بن بيه في عزاء البوطي فقال : " الشيخ عبد الله بن بيه يكتب تعزية في البوطي.. ليته كتب قبلها سبعين ألف تعزية في شهداء الثورة السورية " .
                بينما ذهب حسن فرحان المالكي وعدنان إبراهيم إلى موقف مغاير هو أقرب إلى موقف الصوفيين والأشعرية .
                6 – الصوفية الأشعرية : وهذه هي المدرسة التي ينتمي إليها البوطي ، وهي المدرسة الوحيدة التي أثبتت وفاءها له بعد موته ، وبذلها الجهد في الدفاع عنه والتأول له ، رغم تسجيل أكثرهم مخالفته في موقفه من النظام السوري .
                وقد كتب كبار رموز الصوفية الأشعرية في نعيه فكتب علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية على صفحته في تويتر : " الدكتور البوطي عاش حميدا ومات شهيدا فدل بحياته على ظلم الظالمين وطغيان الطاغين ودل بمماته على الخارجين المارقين والظلمة الفاسقين " .
                وأصدر الأزهر بيانًا في نعيه .
                وكتب الحبيب على الجفري على صفحته في الفيس بوك خاطرة في الثناء عليه وتعداد مناقبه ووصفه بالشهيد .
                وكتب سعيد عبد اللطيف فودة مقالا في نعيه جاء فيه : " ونحن ندعو المشايخ والعلماء بهذه المناسبة أن تكون هذه الحادثة مُـحَـفِّـزَةً لهم لفهم العالم بطريقة أكثر صحة .. فلا يَـجـروا وراء الحُكام الذين لا يلتزمون بأحكام الإسلام ولا يعملون على نُصرته بشتّى الطُـرق .... وأن لا يتراكضوا ﻹرضاء هذه الشعوب المسكينة التي يُـعاد منذ فترة بناء وعيها ولا وعيها ... فقد أصبحت هذه الشعوب تقوم بالشيء تحسبه لصالحها وقد يكون لمصالح أخرى أجنبية عنها ...
                يجب على العلماء أن يعيدوا ترتيب أمورهم بحيث يكونون قائدين للناس دالين لهم على ما ينفعهم بحسب الحق .. ولا يصح لهم أن يتراكضوا وراء أهواء الناس من دون أن يعلموا ما وراءه.
                فندعو الله أن يتقبل من الشيخ عمله الصالح ويغفر له ما لم يصب فيه بناء على اجتهاده ورؤيته ...
                أيها الناس:
                إن العقلاء وإن خالفوا غيرهم لكنهم لا ينكرون فضلهم ويمحون سيرتهم إذا خالفوهم في أمور ... وهذا المنهج النقدي الذي يميز بين الحسن والقبيح ولا ينفي الحسن ﻷجل القبيح هو المنهج الذي ندعو الناس إلى ممارسته نظريا وعمليا ... فهو الكفيل بتأسيس قاعدة النهضة للمسلمين في هذا العصر.
                فاتقوا الله في أنفسكم وفي غيركم فهذه هي حقيقة اﻹسلام .... فإن الزمان الذي نعيشه هو زمان فتنة عظيمة ذات طبقات وطبقات من المكر" .
                وكتب محمد أبو الهدى اليعقوبي - وهو شيخ صوفي سوري من أنصار الثورة وكان قد انتقد موقف البوطي من الثورة وكتب في الرد عليه عدة مقالات - : " نعزي أنفسنا ونعزي العالم الإسلامي باستشهاد العلامة الجليل الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي وقد ختم الله تعالى له بالخير وأكرمه بالشهادة.
                إنها خسارة كبيرة للمسلمين بفقد هذا العلامة الجليل الذي كان مجددا في الفكر والعقيدة عالما ربانيا دافع عن الإسلام ونصر مذهب أهل السنة عقودا طوالا على منابر دمشق وفي كلية الشريعة
                وفي الأخبار التي وردت من التلفزة السورية أنه توفي في تفجير انتحاري. ونحن نوجه أصابع الاتهام إلى النظام لأن لدينا معلومات حساسة ودقيقة من المقربين إليه تفيد بأن الدكتور البوطي كان يبحث عن طريق للخروج من سورية وكان النظام قد فرض عليه طوقا أمنيا شديدا. وكان في مجالسه الخاصة يسب النصيريين ويدعو عليهم بالهلاك.
                إننا نستنكر تفجير المساجد وقتل المصلين ولا نظن أن مسلما يفعل هذا. وندين هذا العمل سواء قام به النظام أم الجماعات التكفيرية كما يدعي النظام، ونترحم على الفقيد ومن استشهد معه ونسأل الله تعالى له ولهم منازل الشهداء. ونذكر العلامة الفقيد بكل الخير والثناء والإجلال، وسيبقى علما من أعلام الإسلام. لقد كتبنا ست مقالات في الرد عليه وتصدينا لتفنيد كلامه في الفضائيات. ونحن رغم خلافنا معه في قضية تأييد النظام لم نكن نحمل له إلا الحب والإجلال.
                تعالى رحمة واسعة وعوض المسلمين خيرا ورزق أهله وأولاده وأحفاده الصبر والسلوان.
                وكتب اليعقوبي أيضًا في التأوُّلِ له : " البوطي كان على وشك الانشقاق
                نود أن نعلن لكل من استاء من بياننا الأخير هذه المعلومات نحن منذ مدة نعمل على إقناعه بالانشقاق وكنا قد رددنا عليه في ست مقالات آخرها بعنوان'أفق من سكرك'
                وصادف أن استشهدت حفيدة له في قصف النظام لعربين فاجتمعت عدة عوامل أقنعته أخيرا بأنه كان على خطأ وكان ينوي إعلان موقفه والهجوم على النظام غدا الجمعة ولكن يبدو ان النظام وضع أجهزة تنصت حوله فاتخذ القرار بالتخلص منه على عجل.
                لقد كنا أشد الناس في الرد عليه وبيان زيف أفواله بالأدلة ، كما كنا أول من أفتى بوجوب الجهاد والخروج وإعلان النفير العام بل كنا من صناع الثورة في دمشق على منبر جامع الحسن في حي أبو رمانة وتعرضنا للملاحقة منذ أيار 2011 فأرجو أن لا يزايد علينا احد في الوطنيات والثورة
                وإذا كان هؤلاء الذين يصفقون لموته يبيحون تفجير المساجد وقتل المصلين فإنا لا نبيح ذلك ولا نعتقد أن الجيش الحر ولا جبهة النصرة تقوم بمثل ذلك ".
                وكتب الشيخ عداب الحمش على صفحته على الفيس بوك : " حسن الخاتمة:
                لم يفجأني نبأ مقتل شيخي وشيخ أجيال قبلي وأجيال بعدي العلامة الأستاذ الدكتور محمد سعيد بن ملا رمضان البوطي، تعالى، وجعل قتله كفارة لذنوبه.
                لم يفجأني لأنّ في أطراف الصراع الدموي في سوريا كثيرين لا يعرفون الله تعالى، ولا يقيمون وزناً لشرعه.
                فالنظام المجرم لا يعني الدكتور البوطي وسائر علماء المسلمين له شيئاً سوى تسخيرهم رغباً ورهباً للدعاية لشخوصه ورموزه المجرمة.
                وفي المعارضة السورية من يستحل دم الدكتور البوطي وأمثاله بحجج كثيرة، منها أنه أشعريّ المذهب، ومنها أنه صوفي محترق، ومنها أنه قبوريّ، ومنها أنه عدوّ الوهابية الأول في سوريا، ومنها أنه موال لنظام كافر، والموالي للكافر كافر مثله.
                وهناك حجج أخرى قد يتخيلها من استباح قتل الدكتور البوطي تعالى وغفر له.
                إنّ نظر العلماء غير نظر العامة، وإن نظر الدمويين يختلف عن نظر الذين يخافون أن يقتلوا عصفوراً قبل النظر في مشروعية وهدف قتله وصيده.
                إن النظام في سوريا مجرم كافر قاتل، لكن هل مجرد كونه كذلك؛ تسوّغ الثورة عليه، وتعرض الأرواح والبلاد للخراب والدمار؟
                وهل البديل المرتقب عن هذا النظام الكافر هو نظام إسلامي يسوغ للعالم أن يفتي الناس بوجوب نصرته وتحمّل تبعات ذلك؟
                صوت العالم في زحمة الضجيج والصراخ قد يكون أضعف الأصوات!
                وأعلى الأصوات بدون شكّ هو صوت حامل السلاح.
                النظام السوري هل هو أكثر كفراً ودموية من أمريكا التي تطلب منها المعارضة النصرة؟
                ألم يقتل الأمريكان مئات الآلاف من أهلنا في العراق وأفغانستان وسائر بلاد المسلمين؟
                إذا ليس كلّ العلماء يخاف من الصوت العالي حتى يفتي بجواز فضلاً عن وجوب الخروج على الحاكم الكافر من غير وضوح أهداف هذا الخروج، ومن دون امتلاك أدوات الظفر عليه.
                أنا لا أستبعد أبداً مقولة أن النظام المجرم هو من قتل الدكتور البوطي لأنّ الدكتور البوطي لا يعني بالنسبة إليه شيئاً.
                كما لا أستبعد على أيّ فصيل في المعارضة السورية أن يكون هو من قتل الدكتور البوطي؛ لأنّ بعض فصائل المعارضة لا تقيم وزناً لله تعالى فضلاً عن أن تقيم وزنا لدماء البوطي.
                ولأن بعض فصائل المعارضة تستحل دماء أكثر الشعب السوري!
                ولأن بعض فصائل المعارضة تعتقد أن من ليس معي فهو ضدي.
                الشيخ البوطي تعالى رمز من رموز علماء أهل السنة في العالم كله، وبصماته العلمية واضحة في كثير من فروع المعرفة الإسلامية، لا ينكر ذلك إلا الجهال الذين لا يعنيهم العلم ولا يفهمونه.
                لكنه أخطأ أخطاء فاحشة في وقوفه بجانب النظام ودفاعه عن جرائمه وكان يسعه السكوت أو الخروج من البلد؛ لأن خطأ العالم خطأ عالَم.
                لكن أن يستباح دم الدكتور البوطي في بيت من بيوت الله تعالى فهذا إجرام كبير في حقّ بيت الله، وفي حقّ العلماء، وفي حقّ دماء الأبرياء من المصلين الذين يطلبون العلم.
                رحم الله العلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي ورحم الشهداء الذين قضوا نحبهم معه في بيت من بيوت الله.
                ولعنة الله الدائمة الأبدية على قتلته المجرمين الذين لم يراعوا حرمة بيت الله، ولم يراعوا حرمة عالم كبير، ولم يراعوا حرمة شيخ في الثمانين من عمره.
                ولو كان المستهدف هو الشيخ البوطي الضعيف البنية الأعزل من كل سلاح قاتل؛ لكان يستطيع هذا الانتحاري المجرم، أو القاتل أن يقتله خارج المسجد وحده.
                فقاتل الدكتور البوطي على هذه الصورة غير المشروعة هو قاتل مجرم ليس أقلّ إجراماً من النظام المتسلط في سوريا.
                وإنني أنتهز هذه الفرصة لأتقدم من أخي فضيلة الشيخ الدكتور توفيق البوطي وسائر تلك العائلة النبيلة السامية بأصدق عبارات المواساة والتعازي؛ سائلاً الله تعالى أن يتغمد شيخنا الدكتور محمد سعيد بواسع رحمته، وأن يلهم أهله الصبر الجميل والرضا عن الله تعالى في قضائه وقدره، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم " .
                وكتب الدكتور حاتم بن عارف العوني – وهو ينتسب إلى السلفية مع قرب وموالاة ظاهرين من المدرسة الصوفية الأشعرية - : " " قُتل الشيخ العلامة محمد سعيد رمضان البوطي في هجوم انتحاري على أحد مساجد دمشق
                فغفر الله له وعفا عنه ، فقد أصاب وأخطأ ، ولقي ربا مطلعا على السريرة ، ويعلم خفيات الأحوال ، ولا تضيع عنده مثاقيل الذر ! لكن رحمته تغلب غضبه ، وعفوه أوسع من خطايا أهل التوحيد !
                اللهم استرنا بسترك ، واختم لنا برضوانك ! " .
                __________________

                تعليق


                • #38
                  رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                  الكلام في المشاركة الاخيرة
                  منقول

                  تعليق


                  • #39
                    رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                    العالم الرّباني ملا رمضان البوطي .. شتان شتان بين الوالد والولد !!



                    العالم الرّباني ملا رمضان البوطي

                    المتوفى في 20 شوال 1420 هـ


                    هو العالم الرّباني الزاهد الورع الواثق بالله رمضان عمر البوطي المشهور بمُلا رمضان البوطي. ولد من أبوين كرديين في قرية (جيلكا) التابعة لجزيرة (بوطان) المعروفة بجزيرة (ابن عمر). بدأ بطلب العلم منذ صغره فتلقاه على طريقة الأكراد، حيث بدأ بقراءة العلوم على المشايخ، وأول هذه العلوم علوم الآلة من نحو وصرف وبلاغة ومنطق وعلم الوضع والمقولات العشر ثم بعلم العقائد. وقد اهتم بحفظ القرآن وحفظ الأذكار وقيام الليل.

                    كان أقرانه يهتمون بالظاهر من علوم الشريعة وكان يهتم بأسرارها ومقاصدها، فكانوا يهتمون بحلّ عقد المسائل وفكّ الألغاز، وكان يهتم بترتيل القرآن ويجيد تلاوته بالإضافة إلى اهتمامه بأمور الفقه التي يحتاجها في العبادات والمعاملات إلى جانب انكبابه على كتب التزكية ومنها كتاب الإحياء للغزالي.

                    رحل من بلده لطلب العلم، وعندما قامت الحرب العالمية الأولى عام 1914م كان قد عاد من رحلته واستقر في قريته يدرّس طلاب الشريعة ويؤم الناس في المسجد وقد شارك في هذه الحرب متطوعاً يجاهد في سبيل الله وقد أحس بمضايقة الضباط له وذلك خلال تأديته الصلاة وهم الذين ابتعدوا عن الطاعات وانهمكوا في المعاصي فأحس بالخيبة والحسرة وأن المسلمين لن ينتصروا إذا ظلوا كذلك.

                    بعد ذلك حجّ إلى بيت الله الحرام. وبعد عودته رأى أحد تلاميذه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في رؤيا يطلب من الشيخ رمضان الهجرة فهيّجت هذه الرؤيا الرغبة في نفسه بالهجرة إلى الشام فرحل إليها هو وزوجته وأولاده تاركاً الأهل والأرض وكل ما يملك، متوكلاً على الله واثقاً به وهو التالي لقوله تعالى:" وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيراً وَسَعَةً وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا". وصل الديار الشاميّة واستقر به المقام في حي الأكراد وكان لا يملك ما يعيل زوجته وأولاده فراح يشتري الكتب التي تهم الأكراد من العلوم ويبيعها في جزيرة الأكراد فيحصل له الربح القليل. ثم اتخذ من هذا العمل مهنة له وكان له في العام رحلة أو رحلتان إلى شتى مناطق الجزيرة؛ أما الوقت الباقي له فكان ينفقه في العلم وفي إقامة الدروس ثمّ اختير لأن يكون إماماً لمسجد الرفاعي وبدأ بتنظيم الدروس فيه.

                    وما أكثر المهتدين على يديه وهو الذي جعل جُلّ همّه هداية المنحرفين ولم يستعن بعلمه الغزير ولسانه الفصيح كما استعان بالتجائه إلى الله وطول التضرع بين يديه في ظلمات الليل وساعات السَّحَر وبصبره وتحمله وسعة صدره. وقد كان رحمه الله متعبداً بكّاءً ولم تكن عبادته محصورة في نوع معيّن من الطاعات، بل كانت أحواله كلّها مجبولة بشعور من التبتل لله والخوف منه والثناء عليه.

                    كان مكثراً من النوافل وكان يختم القرآن في كل أسبوع مرة وقد بقي محافظاً على هذا الالتزام إلى ما قبل وفاته بأشهر. لقد كانت تلاوته للقرآن تلاوة مؤدّاها العيش في ظلاله وتدبّر معانيه وربّما استوقفته آية أياماً وأسابيع وأشهراً، كما كان ذاكراً لله تعالى في كل حالاته محافظاً على أوراده... وهكذا لم يكن يدع دقيقة تصرف منه إلا بطاعة من الطاعات.

                    وكان ناصحاً لله تعالى آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر لا يرى نفسه خيراً من الناس، وكان يقول: إنّ النهوض بواجب الدعوة والإرشاد ليس أكثر من تنفيذ لحكم الشرع؛ وكان إذا رأى منكراً وتنبّه إليه وقف على أصحاب المنكر يعظهم ويرشدهم ويحذرهم، وكان يأخذ على كثير من الذين يشتغلون بالدعوة عدم التجائهم إلى الله عند فشلهم في إصلاح الفساد.



                    قال الشيخ المجاهد الشهيد عبدالله عزام رحمه الله:زارني الشيخ الملا رمضان في بيتي عندما كنت ادرس في دمشق فقدمت الطعام له فأبى وألححت

                    عليه كثيرا فأبى ثم أقسمت بالله عليه ليأكلن قال فأكل .. ثم قال: آكل من طعامك ولا آكل من طعام ابني لأنه يأخذ مرتبه من الدولة أي من دولة المقبور

                    حافظ الأسد!!!


                    وعندما قام الهالك حافظ الوحش بالغاء المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن الشريعة الاسلامية مصدر التشريع ذهب الشيخ سعيد حوى

                    وبعض من علماء الشام الى الشيخ حسن حبنكة رحمهم الله وقالوا له: ان الوضع لم يعد بالامكان السكوت عليه وسيحاسبنا الله على صمتنا وجئناك

                    نطلب منك أن تصدع بالحق على المنبر وتبين أن هذه الخطوة من حافظ الهالك جريمة بحق الاسلام والمسلمين في سوريا قال لهم سأتكلم في

                    الموضوع لكن بشرط أن تطلبوا من الشيخ الملا رمضان أن يدعو لي بالتثبيت ويرد كيد الملعون حافظ عني وزمرته

                    وكان هناك اعتقاد راسخ عند أهل الشام أن الملا رمضان مجاب الدعوة وأنه كان لايأكل الا من حلال وكان تقيا زاهدا فهل عرفتم من هو ؟

                    انه لما اعتقلوا الشيخ حسن كان الشيخ ملا يبيت في بيت الشيخ حسن في وقت غيابه ... فأين الولد من أبيه ؟

                    ظلّ رحمه الله تعالى مثابراً على طاعة الله من صلاة وأمر بمعروف ونهي منكر وقول كلمة الحق وقراءة قرآن وقيامه بالأذكار المعتادة إلى أن وافته المنيّة يوم

                    الثلاثاء 20 شوال 1410هـ وقد أوصى أن يكتب على نعشه: "أتيتك بالفقر يا ذا الغنى وأنت الذي لم تزل محسنا".

                    عاش رحمه الله تعالى 104سنوات، وبقي مُمَتَّعاً خلالها بالعقل الكامل حتى آخر لحظات حياته. رحمه الله رحمة واسعة وحشره في أعلى عليين.







                    منقول بتصرف عن صفحة علماء الحق في سورية

                    تعليق


                    • #40
                      رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                      نقل عن
                      البوطي الأب للبوطي الابن:أخشى عليك فتنة قبل الممات





                      صورة البوطي الاب رحمه الله

                      تعليق


                      • #41
                        رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                        http://www.youtube.com/watch?feature...&v=X2_k4n2rRQo




                        http://www.youtube.com/watch?feature...&v=xBn7nuP123M

                        تعليق


                        • #42
                          رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                          ‏الشاعر الدكتور عبد الرحمن العشماوي‏


                          وقفةٌ أَمَامَ رَحيلِ البُوطِيّ


                          حَزِنتُ لأنَّهُ فَقَدَ البَرِيقَا
                          ولم يسْلك إلى الحَقِّ الطَّرِيقا

                          حزنتُ لأنَّهُ وَالَى عَدوَّاً
                          وأيَّد ظَالماً وَغْداً (صَفِيقَا)

                          وللعُلمَاءِ في البُوطِيِّ درْسٌ
                          يُذكِّرُ غَافِلا منهُم غَرِيقَا

                          مُمَالأةُ الطُّغاةِ نَفَتْهُ حتَّى
                          رَأينَا بُعدَهُ عنَّا سَحِيقا

                          حزِنتُ لهُ رَأى شَعْباً جَريحاً
                          تسيلُ دِمَاؤُهُ وَ رَأى حَرِيقَا

                          فأغضي طَرْفَهُ عنْ جورِ بَاغٍ
                          و أَيَّدَهُ ولَم يَرْعَ الحُقُوقَا

                          مضَى البُوطيّ وهوَ يَرَى بيُوتاً
                          مُهدَّمةً وَنهرَ دَمٍ أُرِيقَا

                          فلَمْ يُنكر على البَاغين بغْياً
                          على الشَّعبِ الجريحِ ولا عُقُوقَا

                          ولَمْ تُبْصِرهُ عَينُ الشَّامِ شَيخاً
                          يقولُ الحَقَّ أو رَجُلاً شَفِيقَا

                          لقدْ زَكَّى طُغَاةَ الشَّام حتى
                          رآهُ النَّاسُ للطُّغيَانِ بُوقَا

                          وتلَك رَزيَِّةٌ في العِلْمِ كُبرَى
                          تَزيدُ بها قُلُوبُ النَّاسِ ضِيقَا

                          وأَنَّى ينفَعُ العُلمَاء عِلْمٌ
                          إذا نقَضُوا بهِ الحَبلَ الوَثِيقَا ؟

                          أعُوذُ بخِالِقِي من شَرِّ وَهْمٍ
                          يُصيِّرُنِي بمَنْ يَبْغِي رَفِيقَا

                          رَأى البُوطِيُّ أحدَاثاً جِسَاما
                          وأبصَرَ شَعبَهُ دَخَلَ المضِيقَا

                          فلَمْ يصْدَعْ بقَولِ الحَقِّ فيهَا
                          وكانَ - لو اسْتَقَامَ - بهِ خَّليقَا

                          لقدْ نَصَرَ الطُّغَاةَ فكَانَ لحْناً
                          لهُمْ و عَلى مَسَامِعنا نَعِيقَا

                          وَمَا تركُوهُ بَل قَتَلُوهُ عَمْداً
                          كَذاكَ البَغيُ لا يَرعَى صَدِيقاً

                          عبدالرحمن العشماوي
                          1434/5/10
                          هـ

                          تعليق


                          • #43
                            رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                            هل ينبغي إحراق علماء السلاطين ؟ البوطي نموذجا



                            هل ينبغي إحراق علماء السلاطين؟


                            البوطي نموذجا…


                            د.أحمد خيري العمري

                            8/6/2011





                            ليست الثورة عملا محددا موجها ضد نظام ما فحسب ..بل هي قبل ذلك وبعد ذلك أيضا ثورة ضد الثقافة –البيئة الفكرية التي سهلت “نشوء” و”استقرار” هذا النظام ..ضد نمط تفكير جعل من وصول المستبد للحكم ممكنا، ومن بقاءه على سدة الحكم ممكنا..


                            الأنظمة الاستبدادية عندنا لم تتحصن فقط خلف القمع والبطش والآلة الأمنية، بل تحصنت أيضا خلف ثقافة تنكرت خلف نصوص دينية مجتزءة وفتاوى سلطانية وفقهاء قدموا فقههم ليكون جزءا من حرس السلطان. لقد كان في تاريخنا عدد لا يستهان به (حجما ومكانة) من “علماء الدين” الذين لعبوا دورا داعما للاستبداد عبر فرضهم لقراءة تجزيئية لنصوص معينة انتهت إلى ترسيخ “طاعة ولي الأمر” دون أن تميز في نوعيته أو تحدد معايير ولي الأمر هذا.. كما أنها ترسخ الدعاء للسلطان المتغلب – أيا كان- وهو أمر يرسخ السلبية عند الجمهور حيث يرى أن الحكم والسلطة مباراة تحدث بين طرفين ولا يشارك فيها هو بغير الدعاء للمنتصر منهما.. ثقافة حتى لو لم تكن صريحة في طاعة ولي الأمر دوما..إلا إنها روجت وكرست السلبية في التعامل معه والاستسلام لكل ما يحدث سواء كان عبره أو عبر سواه..




                            التخلص من الاستبداد وعزل هذه المنظومة الفكرية-الثقافية عن تأثيرات الثورة، باستثنائها أو غض النظر عنها أو حتى تقديم نوع من الحماية لها ، يشبه القيام بنصف ثورة، سرعان ما سيتسلل مستبد آخر، ربما بثوب جديد، أو شعار جديد، من نفس الثقب الذي ترك دون ردم.. سيتم التخلص من المستبد.. لكن ليس من الاستبداد نفسه.. كل من يعتقد إنه يمكن أن يزيل نظاما قمعيا على الأرض دون أن يزيل البنية التحتية (الفكرية) له واهم تماما.. .سيزول مستبد ليأتي آخر. سيذهب الديكتاتور وتبقى الديكتاتورية…


                            ثورات اليوم ضد أنظمة الحكم الجمهورية التي استعبدت الجماهير يجب أن تصاحبها أيضا ثورة ثقافية ضد كل ما كرس الاستعباد، ضد هذا الفقه الذي استغل ديننا ليقتل فينا أعظم ما زرعه وشكّله هذا الدين.. ضد منطق التصالح مع الأمر الواقع القائم على التهلكة البطيئة بدلا من مواجهة الواقع الخاطئ وأسبابه مواجهة جذرية…


                            لدينا اليوم فرصة سانحة لتحقيق “قطيعة” مع هذه الثقافة التي أودت بنا إلى هذا الدرك الذي انتهت إليه أمتنا. ليس الحديث عن الاستبداد السياسي فقط. .فهذا هو الجزء البارز الواضح من جبل الثلج الغاطس تحت الماء، لكن جوهر السلبية أمام المستبد يبقى واحدا. إن استسلمت للطاغية فأنت تروض نفسك على الاستسلام. تستسلم للمحتل وللمستعمر وللثقافة الوافدة الغازية ولكوارث الطبيعة ولعوادي الزمان.. الاستسلام واحد… أعراضه مختلفة، ولن نستطيع أن نكسر قيد هذا الاستسلام لنحقق ما خلقنا لأجله دون أن نزيح هذه الثقافة الجاثمة كالموت على عقولنا…




                            *****************


                            لماذا البوطي نموذجا؟..


                            لقد اختار البوطي ومنذ اندلاع الثورة السورية أن يقف موقفا شديد الوضوح ودون أي مواربة في الوقوف إلى جانب الطغاة.. كان يمكنه السكوت كما فعل سواه، كان يمكنه أن يقول ما يحتمل الوجهين كما فعل آخرون .. لكن موقفه شديد الوضوح.. لقد كان الناطق الرسمي للجناح الداعم للاستبداد من المؤسسة الدينية.. واستخدم كل شعبيته وكل ما يملكه من “معلومات”-يسميها البعض “علما” – وكل ما يمكنه من أساليب التهويل والتضليل وحتى التحقير والسب في تثبيط وإجهاض الثورة. بل إنه تورط خلال هذا في سلسلة من الأكاذيب التي لم يكن هناك داع حقيقي للتورط فيها.. وهي أكاذيب تعكس حقيقة إنه –مثل النظام الذي يدافع عنه- يعيش عصرا آخرا يجدي فيه التعتيم والمغالطات الإعلامية.. البوطي مثلا قال بوضوح في خطابه المتلفز الشهير إن من خرج في مظاهرة من المسجد الأموي لم يكن قد صلى في المسجد.. ولم يكن قد دخل “الحرم” أصلا بل كانوا ينتظر في الباحة الخارجية.. والحقيقة التي نقلت على الملأ معاكسة تماما، وقد أثبتت “هروب البوطي” محاطا بمريديه بينما الهتافات تصدح في داخل الحرم الأموي، و لا يمكن معرفة سبب الخوف البادي على وجهه.. هل هو شعار الله اكبر.. أم شعار حرية.. أم الخوف من أن شعار التوحيد قد فهم أخيرا على حقيقته.. أي بمعنى الحرية..


                            كان موقف البوطي مثبطا للبعض حتما، أو على الأقل مانحا لهم “الحجة” للتثبيط.. فهاهو علّامة عصره وزمانه يدعم دعوة الرئيس الشاب إلى إصلاح متدرج هادئ.. ولا بأس إن انتظرنا عقودا قبل أن تبدأ هذه الإصلاحات..


                            لكن الكثيرين، من الشباب خاصة، صدمهم موقف البوطي بشدة.. وانهالوا عليه بعد صدمتهم لوما وتقريعا.. لم يتزحزح موقفهم من الثورة.. لكنهم غيروا موقفهم منه..


                            هذا بالذات يستحق الصدمة، لأنه يكشف عن أن أولئك الذين تأثروا بالبوطي ذات يوم.. لم يعرفوه حقا على حقيقته، بل ولم يقرءوه حقا.. بل تأثروا بالصورة الإعلامية المزينة المزيفة،.. والبوطي يمتلك علم “معلومات مدرسية” بلا شك.. أي علم مراجع وهوامش ومتون.. لكنه لا يمتلك المقومات التي تجعل منه علما للأمة.. أي انه لا يمتلك القراءة اللازمة لجعل ما يعرفه من متون ونصوص أداة للارتقاء بالأمة..


                            رغم ذلك، وفي زمن الخراب الذي نعيشه، ولأن منطق التدهور طغى على معايير تطويب العلماء كما على كل شيء.. فقد تم تطويب الرجل ليكون بالنسبة للكثيرين علّامة الأمة..


                            عدة ملاحظات يجب تثبيتها قبل الدخول في صلب الموضوع:


                            1.إن شخص البوطي لا يعنيني هنا في أي شيء، ولا يجب أن يعني هنا أي أحد على الإطلاق وأقصد بشخص البوطي حياته الشخصية تحديدا، حياته التي لا نعرفها ولا ينبغى أن نتلصص عليها، لا يعنينا معاملته لزوجته أو تربيته لأبنائه أو تقصيره أو إحسانه في ذلك. ما يعنينا هو نتاجه ومواقفه المعلنة.. لذا ففرط الحساسية الذي يمتلكه البعض تجاه ذكر أسماء بعينها لا معنى له ما دمنا نلتزم بنقد ما هو معلن من مواقفه. سيقول البعض إن الهدي النبوي مخالف لذلك ويحتجون بأنه عليه الصلاة والسلام كان “إذا بلغه عن الرجل شيء لا يقول ما بال فلان يقول كذا بل كان يقول ما بال أقوام يقولون كذا وكذا”.. وهذا صحيح فيما لو كان الرجل المشار إليه شخصا عاديا من عامة الناس.. وسيكون ذكره فيه فضح له ولما يفعله، أما والرجل “رمز” تبع وله طلابه ومريدوه فضلا عن متأثرين بكلامه عموما دون أن يكونوا من المريدين.. فهذا الحديث ليس موضع استخدامه هنا على الإطلاق.. كما أن الرجل لم يستتر ولم يخجل مم يقول بل هو يكرره في كل مناسبة.


                            2. إن المساس برمزية شخص ما، وليس بأموره الشخصية، هو أمر حتمي في المرحلة التي نعيش فيها الآن.. لو عرضنا لأراء وفتاوى سلطانية دون أن نذكر أسماء العلماء الذين تورطوا فيها، لمرت مرور الكرام دون أن تثير صدمة ما، وبالتالي دون أن يحدث الأثر الذي يجب أن يحدث، مجرد ذكر اسم الشيخ أو عالم الدين الذي ذكر هذا الرأي فإن الموقف سيختلف تماما..من كان لا مباليا سيتحول إلى الدفاع عن الرأي.. من كان ضد الرأي قد ينقلب إلى التأييد المتطرف له.. (عندما نشرت مقالا ينتقد جزئية المنامات التي رآها الشيخ نفسه، تداعي الكثيرون لتأييد النقد والتنديد بمنام الشيخ لمجرد إنهم لم يعرفوا من هو،وعندما تبين لهم من سياق التعليقات، سحبوا تأييدهم وأعلنوا تراجعهم عن ذلك..)


                            ما هي الفائدة إذن من ذكر اسم الشيخ المعني إذا كان سيؤدي إلى تأييد الفكرة الفاسدة التي نريد محاربتها ؟.. على العكس.. ما هي الفائدة إذا حاربنا الفكرة دون أن نحارب جناحها القوي.. ما هي الفائدة من محاربة الفكرة دون أن نقتحم حصنها الحصين.. دون أن نستكشف مداها وتأثيرها، حينما يكف الناس عن التفكير ويسلمون رؤوسهم لرجال دين يفكرون بالنيابة عنهم..


                            3.الفصل المفترض بين الفكرة والشخص الذي يروج لها، والدعوة المستمرة إلى عدم الخلط بين هذا وذاك هو فصل شاعري افتراضي و لا يمكن أن يطبق في واقع الأرض- إلا بقدر ما قلنا عن عدم الخوض في تفاصيل شخصية لا تعني الفكرة.. الخطاب القرآني عندما حذرنا من الاستبداد لم يتحدث عن فكرة الاستبداد بمعزل عن شخوصها ورموزها.. بل حدثنا عن فرعون وقارون وهامان.. عندما حدثنا عن المصلحين لم يذكر الإصلاح بوصفه فكرة مجردة عن الدعاة و الأنبياء الذين حملوها في دمهم وفوق أكتافهم ودفعوا ثمنا باهظا من أجلها.. حدثنا عن نوح وموسى وهود وصالح.. عندما قام الخطاب القرآني بنسف علاقات القربى التي لا تنسجم مع العقيدة الصواب.. لم يحدثنا عن ذلك نظريا.. بل قال “تبت يدا أبي لهب وتب”.




                            لأجل كل ما سبق، ولأن الشيخ البوطي تطوع ليكون رأس حربة في الدفاع المباشر والصريح عن الاستبداد، ولأن مكانته الشعبية لا تشبه مكانة سواه من بقية علماء السلاطين الذين لا شعبية لهم ولا مصداقية (مثل المفتي الذي لم يكترث أحد لموقفه).. كان لا بد من فتح الملف بكل تفاصيله رغم كل ما سيتسبب به من ردود أفعال تجاه من يفتح هذا الملف.. لكن أحيانا، ما نتجنبه هو ما بالذات ما يجب أن يقال..


                            ************************


                            ينتمي البوطي إلى التيار الديني التقليدي الذي يعد امتدادا للتيار الأشعري والذي ساد لفترة طويلة في الفكر الإسلامي، على الأقل منذ الغزالي أي تزامنا مع عصور التدهور التي دخلتها الحضارة الإسلامية.


                            لست بصدد الدخول في قضايا الأسماء والصفات التي شكلت –ولو على نحو ظاهري- الأساس الذي بني عليه المذهب الأشعري، ولكني أنبه إلى أن الخصومة التاريخية بين المعتزلة والحنابلة والتوسط المفترض للأشاعرة بين التيارين –وخصومته معهما أيضا لم يعد له أي معنى فاعل اليوم.


                            ما يعنيني هو اختلاط هذا التيار الأشعري بالتصوف من ناحية وبالتمذهب الضيق (الشافعي غالبا) من ناحية أخرى..


                            يلقى التصوف الكثير من محاولات “التزويق” و”التمرير” وحتى “العصرنة” أي بإلباسه ثوب عصري مزيف، لكن هذه المحاولات لن تستطيع أن تصمد أمام بعض الحقائق التطبيقية –ذات الأثر السلبي المروع من وجهة نظري طبعا: ألا وهي مسألة الاستغاثة والتوسل والتبرك وباقي سلسلة الخرافات…


                            لا يجب النظر لهذه الأمور من نفس الزاوية التي نظر لها تقليديا فحسب ( أي بزاوية الشرك والبدع التي أشبعت بالبحث) و لكن هناك جوانب أخرى لا تقل أهمية: الاستغاثة والتوسل تقتلان أهم عنصر من عناصر الإيمان “العملي” الذي نحتاجه فعلا في كل خطوة من خطوات حياتنا.. تقتلان إيمانك بالسنن والقوانين التي وضعها الله في الكون، تقتلان فيك روح الاقتداء بمن يجب أن يكون قدوة، لأنك عندما تؤمن إنه يمتلك قوى خارقة بما يكفى لتستغيث به، فأنك لا يمكن أن تقتدي به.. حياته لن تكون موضع اقتداء بل موضوع إبهار فقط..- ،سيؤثر هذا على إيمانك بنفسك، إيمانك بالسنن، على رؤيتك لدورك في هذا العالم.. سيكون هذا خللا كبيرا في كل شيء.. (حتى لو كان لا يحدث إلا بشكل موسمي عابر…)


                            ولقد كان البوطي من هذا التيار بلا شك. فعل كل ما يمكن من ترقيع للنصوص وتلاعب بالألفاظ من أجل تمرير وتبرير هذه (العقائد) التي تنخر في جسد الأمة.. ويمكن لمن يشكك في ذلك أن يدخل على موقعه ويستخدم محرك البحث الداخلي ليبحث عن كلمات مثل الاستغاثة والتوسل وكتاب كرامات الأولياء للنبهاني (وفيه خرافات محزنة والشيخ يصفه بالجيد وينصح به).. فخلف قناع “العقلانية” المزعومة الذي يرتديه الشيخ.. هناك وجه غارق في الخرافة والبعد عن كل ما جاء به الإسلام..


                            *************


                            لا يمكن فهم ما وصل له البوطي من مكانة في بلده وفي عموم الوطن العربي- بتفاوت- دون فهم الظروف السياسية في سوريا، والتغيرات التي طرأت لاحقا على المشهد الدولي في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الباردة.


                            اتخذ البوطي في نتاجه ومؤلفاته موقف الوريث للتيار الأشعري في الخصومة ضد التيارات الأساسية التي “نافست” تيار التدين التقليدي-الأشعري الصوفي..


                            كان هناك تيار الإصلاح والتنوير –تيار الأفغاني ومحمد عبده- وقد عده البعض وريثا لتيار الاعتزال..


                            وكان هناك أيضا التيار السلفي.. ويمتلك الكثير من المقومات التي تجمعه مع “الحنابلة”..


                            -أي أنه ورث موقف الأشاعرة في الخصومة ضد هذين التيارين..


                            وأضافت الظروف المختلفة تيار الإسلام السياسي الذي واجهه البوطي بعداء مماثل.


                            كان لا بد لتقارب ما أن يحدث بين الشيخ البوطي و بين حكم البعث الذي استلم السلطة في مطلع السبعينات. ليس ذلك لأن الشيخ كان مؤمنا بمبادئ حزب البعث مثلا، بل لأنه كان هناك كان هناك عدو مشترك واضح جمع بينهما منذ البداية: ألا وهو تيار الإسلام السياسي.


                            لم يكن البوطي منافقا لسلطة أو لحكم عندما أعلن عداءه المبكر لهذا التيار( أول مقال نشر له في هذا الصدد مقال هجومي عنيف جدا ضد حزب التحرير عام 1967 ينتهي فيه إلى اعتبار إن الحركة مندسة وخائنة لصالح الأعداء).. ، بل لعله كان أشد وأكثر إخلاصا من السلطة نفسها.. لكن البوطي كان ينطلق في معاداته للحركة الجديدة من منطلق مختلف تماما.. لقد كانت الحركة الجديدة بمثابة صفعة للتيار التقليدي (المذهبي- الصوفي – الأشعري ) الذي ينتمي له الشيخ البوطي.. صحيح أن تيار الأخوان المسلمين لم يصطدم مباشرة بالعقيدة الصوفية أو الأشعرية وكان هناك من أعضائهم البارزين من يدين فعلا بهذه العقيدة مبدئيا..لكن رؤية الأخوان للدين ، ورؤيتهم لدورهم في الحياة هو ما يجعل البوطي يقف منهم موقف المضاد المهاجم ،المدافع حقيقة عن نمطية دوره الموروث ..


                            لم يمتلك البوطي بيانا ساحرا أو قلما مؤثرا مثل مشايخ دمشق الذي فاقوه علما وتأثيرا ولم يفرضوا من قبل سلطة ( مثل الشيخ علي طنطاوي أو مصطفى السباعي) لكنه امتلك إصرارا نادرا على فتح ملفات الخصومات الفكرية (مع هذه التيارات الثلاثة التي خاصمها) بمناسبة وبلا مناسبة.. وهو أمر أوحى للمتلقين أنه قوي الحجة قادر على إفحام خصومه.. والحق أن الساحة خلت له تدريجيا إما بموت خصومه أو بطردهم والتضييق عليهم في الساحة.. وللرجل طريقة لا يمكن القول إلا إنها ماكرة في التعريض بأفكار خصومه، فهو يقدم لهم بمدح وثناء عام ، ثم يمرر جملا لا يمكن أن تفهم إلا إنها تنسف كل ما قدمه هذا الخصم (حديثه عن الدكتور مصطفى السباعي – في كتابه “شخصيات استوقفتني ص 193-206 ” مليء مثلا بالغمز واللمز على إن كل ما يثني عليه حدث بعد حل حركة الأخوان المسلمين، فهو يقول بالحرف “إن لا شيء قبل ذلك استوقفه “!! ويعلل ذلك باحتمال أن يكون ما يمدحه يعود لحالة من الصفاء -!- التي طهرت قلب السباعي بعد تركه لحركة الإخوان والصراع على المغانم الدنيوية باسم الدين وتحت أستاره !!)..


                            كيف يمكن أن تحذف من حياة المرشد الأول للإخوان المسلمين في سوريا حياة حافلة بالإنتاج والنضال قضاها وهو مرشد للحركة ؟.. كيف يمكن أن تحذف منها حرصه على الجهاد ودعوته في القرى والمدن للجهاد في فلسطين ؟.. هذا غير نتاجه العلمي والفقهي الذي لم يتعطل قط أثناء كونه مرشدا للإخوان ..


                            لكن من الواضح إن ما يزعج البوطي هو أن يخرج الفقيه عن دوره التقليدي في فقه الحيض والنفاس والحساب العددي لزكاة الأموال ويتحرك باتجاه تحريك الجماهير.. على الفقيه أن يعود أدراجه و يعيش بين الأدراج لكي ينال ثناء البوطي..


                            التيار الثاني الذي كان البوطي خصما مخلصا له هو تيار السلفية العلمية، وقد اختلطت الآن الأمور في التسميات فلم يعد هناك تفريق بين هذا التيار و بين ما يعرف بتيار السلفية الجهادية، ورغم أن تيار السلفية العلمية لا يختلف كثيرا عن تيار البوطي في الموقف من الحكام وولاة الأمر المزعومين، إلا إن هناك أمورا أخرى لا تقل أهمية تعكس جوانب من الاختلاف الكبير بين التيارين الذي خاض معه البوطي معارك مريرة (خصوصا مع الشيخ الألباني ) وكانت هذه المعارك تدور حول عناوين( التوسل والتبرك والقبور) تعني بوضوح موقف البوطي وعقيدته الواضحة بلا لبس.






                            كما أنه اعتبر أن اللامذهبية – أو عدم التمذهب بمذهب معين من المذاهب الأربعة المعروفة- وهو ركن أساسي من أركان الدعوة السلفية هي أكبر بدعة تواجهها الأمة الإسلامية ! (ويعني هذا أن على الأمة البقاء على هذا التقسيم الرباعي إلى أبد الآبدين.. وإلا ابتليت ببدعة!)..


                            .


                            موقفه من أهم رموز الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي (جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده) لا يقل سوءا، بل يزيد، فهو يقدم( في كتابه ذاته “شخصيات استوقفتني ص 177-187) للأفغاني بمدح عام فضفاض ثم يكيل له كل ما يمكن اتهامات: فهو يتجاوز الاتهام التقليدي بكونه عضوا في “المحفل الماسوني” ليصل إلى حد التلميح بكفره، فمحمد عبده نطق بالكفر البواح –على حد زعم البوطي- ووافقه الأفغاني سكوتا ..!! (والنص الذي يزعم فيه حدوث الكفر البواح هذا هو كله نص مفقود-!!- من رسائل بين الرجلين، أوردها ابن شقيق الأفغاني –الذي كان عدوا شخصيا للأفغاني !!- بل يتجاوز البوطي ذلك أيضا إلى اتهامه بكونه يشرب الخمر.. وهو اتهام يحتاج إلى شاهدي عدل.. وإلا يقام على البوطي الحد!!. ومن الصعب العثور على شاهدي العدل هؤلاء بعد وفاة الأفغاني بمائة سنة ).


                            ليس غريبا أبدا أن نجد البوطي نفسه، مع رموز تراثية أخرى ثبت عليها أقوال تشي بل وتصرخ بالكفر البواح، يحاول التأول والتبرير بل وحتى الادعاء بأن هذه الأقوال “مدسوسة” على كتب هؤلاء.. (بالذات مع ابن عربي)..ما الذي يدعوه هنا إلى “التورع عن الاتهام ” والتوقف في الحكم بالكفر؟.. إنه الانتماء الفكري لهذه الرموز.. عندما يكون الرمز منتميا لتيار الإصلاح والتنوير فإن البوطي يترك توقفه وتردده وتأوله.. وعندما ينتمي الرمز لتيار النوم والشخير التاريخي والتعايش مع الواقع الفاسد الظالم فإن البوطي يبذل جهده للدفاع والتأويل..


                            مشكلة البوطي مع الأفغاني أنه كان يلقب ب”موقظ الشرق”.. وهذا بحد ذاته أقرب للكفر البواح حسب المنظومة الفكرية التقليدية التي انتمى لها “البوطي”.. فالشرق بالنسبة للبوطي ليس بحاجة لليقظة.. بل هو بحاجة للمزيد من النوم على أمجاد الماضي وعلى كرامات الأولياء وعلى التمذهب البغيض، وكل من تسول له نفسه إيقاظ الشرق فإن عالما مثل البوطي سيكون له بالمرصاد، سواء كان هذا الإيقاظ (عبر دعوة إصلاح وتنوير مثل دعوة الأفغاني وعبده، أو دعوة التغيير السياسي مثل دعوة الأخوان المسلمين، أو دعوة العودة إلى الكتاب و صحيح السنة مثل الدعوة السلفية، وكل هذه التيارات ليست فوق النقد وتملك أخطاء نظرية أو عملية “طبيعية” لكنه على الأقل لا تزوق البقاء في الواقع الآثم..)..


                            يحسب للبوطي أنه كان مخلصا في ذلك، لقد حارب هؤلاء بإخلاص بغض النظر عن حروب السلطة معهم (أو مع تيار الأخوان والسلفي تحديدا)… لقد تصادف إن السلطة لاحقتهم وحاربتهم أيضا فكان هذا مدعاة أكثر للتحالف معها.. لكن محاربته لهم لم تكن بإملاءات من السلطة القمعية كما قد يتخيل البعض، وكما حدث فعلا من قبل البعض الأخر من علماء السلاطين. كان البوطي منذ أن كان لا يزال مدرسا في كلية الشريعة، وقبل أن يصبح وكيلا ومن ثم عميدا لها، قد اختار مواجهة تيار الإسلام السياسي كما أشرنا إلى مقاله المبكر.


                            لذلك كان من المنطقي جدا أن تتحالف السلطة معه وتستثمر موقفه هذا خاصة مع تصاعد مواجهاتها مع تيار الإخوان المسلمين منذ أواسط السبعينات، وصولا إلى المواجهة الكبرى في مجزرة حماه التي أفرغت الساحة ليس من خصوم البوطي بل حتى من ثقلهم الاجتماعي الذي تحول ليكون أرقاما في المعتقلات وسجلات المفقودين. لم يصلنا هنا موقف شامت من قبل البوطي، لكن لم يصلنا أيضا موقف متعاطف لا مع أعضاء التيار ولا مع عشرات الآلاف من أسرهم وأقاربهم من الذين نكل بهم النظام وأودعهم السجون والمعتقلات وسلمهم لزبانيته ليسومونهم أشد أنواع العذاب البهيمي.. لم يقل شيئا لا ضد ولا مع. لكنه بعد أقل من عام ظهر على شاشة التلفاز السوري ليقرض رئيس النظام الذي ارتكب كل هذه الجرائم، فيقول عنه بالحرف (ما أعرفه عنه إنه شخص ملتزم لا يدخن ولا يشرب الخمر!!!).. (وللأسف لم يكن يومها هناك يوتيوب ليوثق ما قاله وينشره ليفضحه أكثر وأكثر).. لكن هذا الموقف الذي يقيس البوطي فيه صلاح “رأس نظام” بمسلك شخصي جزئي جدا –عدم التدخين !!!- يعبر عن رؤيته للحياة ككل ولدور الإنسان في هذا الكون.. ولدوره كعالم دين( أود هنا أن أقول رجل دين أو كاهن أو سادن معبد أو أي شيء آخر!!).. فالرجل تحدث في لقاء مصور حديث و بث على حلقات (وموجود على اليوتيوب) إنه أهدى رأس النظام السابق كتاب أدعية صغير مستل من أذكار النووي !!.. وإن رأس النظام كان مسرورا جدا ووضعه في جيبه وأبلغه إنه علّم بعضا من هذه الأدعية لأهل بيته !!!.. البوطي يؤمن إن دوره هو توزيع كتب الأدعية على من تلطخت يديه بدماء حرام وأعراض حرام.. رأس النظام هنا كان يحتاج إلى من يعرفه بالإسلام.. بحقوق العباد.. برد المظالم.. بمحاسبة الزبانية.. بالتنحي.. بالقبول بالمحاكمة والعدالة تكفيرا عما اقترفت يداه واستعدادا لمحاكمة أخروية.. بل بمعنى الشهادة هو الذي كتب جنوده على الجدران في حماه المنتهكة إمعانا في انتهاكهم : لا إله إلا الوطن و لا رسول إلا البعث !!…


                            لكن كل هذا لا داع له.. فكتاب الأذكار الصغير الذي أهداه إليه فضيلته كفيل بأن يحط عنه من خطاياه.. فلم إذن نحاول أن نضخم الأمور ونهولها؟..( تذكرني أذكار النووي في جيب الطاغية بمقولة عبد الله بن عمر: انظروا إلى هذا.. يسألني عن دم البعوض -هل يفسد الوضوء- وقد قتل ابن بنت رسول الله).. ويذكرني موقف “عدم الشرب” الذي أثنى عليه البوطي بموقفه الآخر في واحد من أشهر كتبه (كبرى اليقينيات الكونية-الفصل الأخير-ص 253).. فعندما تحدث عن “الحاكمية لله” التي يجب أن تسود مجتمع مسلم، لم يجد من مثال تطبيقي غير “عدم التعامل بالربا” و”عدم تناول الخمور” !!!..لا شيء عن العدالة الاجتماعية مثلا.. أو كرامة الإنسان أو حريته في التعبير عن رأيه أو حقوقه التي يجب أن تكون مضمونة في مجتمع كهذا.. بل لم يتحدث حتى عن واجبات الفرد في مجتمع كهذا..لا شيء سوى “عدم تناول الخمور”.. وهو هنا يقلص الشريعة إلى جانب واحد فقط مقتصر على جانب النواهي فقط.. لكن لا شيء عن الواجبات الشرعية التي يجب القيام بها.. لا شيء عما يجب أن يفعله المرء.. فقط هناك حديث عما لا يجب أن يفعله… (هل تريد أي سلطة قمعية أكثر من دين كهذا؟. وما ضرها إن لم يزن البشر أو لم يدخنوا أو يشربوا الخمر.. ما داموا في الوقت نفسه لا يطالبون بحقوقهم ولا يعترضون على شيء.. ربما باستثناء وجود من يشرب الخمر!!!).


                            هذا الخلط بين سلوكيات جزئية و بين مهام رأس الدولة يعكس بالمقابل خلطا أكبر بين سلوكيات جزئية أخرى ومهام الدولة.. فبالنسبة لما يمثله البوطي.. يكفي أن يكون هناك مساجد تفتح في أوقات الصلاة، ويكون هناك من يعتلي المنبر ليقول ما يعتبره البوطي صوابا.. ليكون كل شيء على ما يرام و”شو بدنا أكثر من هيك”.. يكفي أن يكون هناك المناخ الملائم للبوطي ليوزع أفيون التعايش مع الأمر الواقع.. ويصول ويجول في جبهاته المفضلة الثلاث (ضد الإصلاح والتنوير- ضد اللامذهبية- ضد الحراك الإسلامي السياسي).


                            كان من الطبيعي للإعلام الرسمي أن يتبني البوطي وخطبه ودروسه بشكل مستديم ومزمن، وهكذا فرض الرجل على عقول ونفوس أجيال تلو أجيال في وقت لم يكن هناك غير قناة رسمية واحدة و رجل دين واحد يظهر بشكل متكرر.. ولأن المجتمع السوري –الدمشقي خصوصا- يكن تقديرا خاصا لعلماء الدين، بل يعتبر إن مكانتهم هي من مكانة “الشام” نفسها، فقد تحصن البوطي خلف هذه المكانة التقليدية (التقديسية).. وهذا جعل الناس تتعرض لغسيل دماغ لصالح مكانة البوطي.. لا يعني هذا إن السلطة قادرة على فرض أيا كان ليكون ضمن هذه المكانة، لكن عاملين اثنين لعبا دورا مهما هنا..


                            الأول: أن البوطي لم يحصل على أي مكسب دنيوي من السلطات.. لا منصبا ولا جاها ولا أي شيء مادي (عدا المساحة الإعلامية الواسعة التي تم منحها إياه والتي ساهمت في مكانته المعنوية بكل تأكيد).. لكن لا شيء مادي مما تعود وعاظ السلاطين على أخذه والانتفاع منه، الأمر الذي يفقد مصداقيتهم أمام الجمهور.. بينما البوطي كان زاهدا في ذلك، فهو لم يدعم النظام تقربا أو تزلفا أو طمعا.. بل إيمانا منه بأن دور عالم الدين من صنفه يجب أن يكون في دعم السلطة (السلطان المتغلب) والاستقرار على الوضع القائم مهما كان هذا الوضع سيئا.. هذا الأمر لا يدعم “موقف البوطي” و لا يجعله صوابا.. لكنه يجعل البعض من الناس (خاصة من عموم البسطاء منهم) يخدعون بزهده في المناصب ويتخيلونه دليلا على صوابه.. والأمران مستقلان تماما، ولو كان ذلك دليلا على شيء لكان رهبان التبت أولى بالصواب منه.


                            الثاني- إن البوطي –وإن أسبغ صفات المدح والثناء على الطاغية الأب وولده من بعده (سواء ما نشر في كتابه “كلمات أمام الرؤساء والملوك” أو ما تناثر هنا وهناك كما في كلمته المخزية في تأبين الرئيس أو تأبين ابنه باسل، وبعض هذه الكلمات تتجاوز ما هو معهود من كلمات ثناء إلى جرأة وتألي على الله عز وجل ومعرفة مزعومة للسرائر وللمصير الأخروي للطاغية أو لولده) فإن ذلك لم يكن “روتينا”.. أي أن البوطي لم يطل كل أسبوع ليمتدح الرئيس أو يثني عليه.. بل ظل مقتصرا على “المناسبات” خاصة عندما يحتاج النظام فيها إلى دعم.. ولم يتنافى ذلك من نصائح يقدمها البوطي بين الحين والأخر للنظام أو لرئيسه حول هذه الجزئية أو تلك.. أمور بسيطة جدا يقدمها البوطي طالبا “الرأفة”أو”الرحمة”..-وليس العدل.. والفرق كبير جدا بين الاثنين.. فرأس النظام عندما يطالب بالترحم أو بالعفو، فإن ذلك يبقى يدمغ من عفي عنه بالجرم.. ولا يعدو الأمر أن يكون “مكرمة” من رأس النظام..أما “العدل” فهو أمر آخر تماما.. وهو ما لم يطلبه البوطي قط من النظام، لأنك عندما تطلب العدل فإنك تثبت وجود الظلم.. أما عندما تطلب الرأفة والرحمة والتخفيف فهذا يعني إنك تقر إن النظام على حق.. ولكن تطلب منه الصفح ليس إلا.. وهذا يوحي للبسطاء أن للرجل موقفا وأنه لا يخاف في الحق لومة لائم.. لكنه في الحقيقة لم يختر سوى قضايا جزئية تهم هامشا صغيرا من المجتمع، كما في إثارته لقضية “موظفات النقاب”.. بينما سكت الشيخ عن قرار منع الحجاب في المدارس الرسمية للفترة بين 1983-2000، بل ظل ينكر وجود مثل هذا المنع ويصر إنها مجرد اجتهادات شخصية من قبل إدارات المدارس !..كما إنه عبر عن تحالفات السلطة وتقلباتها بطريقة مهينة أحيانا : مثل قوله إنه يتمنى لو كان إصبعا في يد حسن نصر الله !!




                            عموما، زهد البوطي في المناصب وعدم تكراره المدح في كل إطلالة ساهم في جعل الناس -في دمشق خاصة و بسبب من المكانة التي توليها لعلماء الدين – يمنحون مكانة خاصة للبوطي في زمن انحسار علماء الدين الحقيقيين.. وخاصة بعد أن صفيت الساحة من خصومه في التيارات الأخرى الأكثر تأهلا للمساهمة في الإصلاح والتغيير.


                            لكن إذا كانت “الحرب الباردة” قد جعلت النظام الرسمي يهرب بجرائمه دون عقاب، فإن نهاية الحرب الباردة في مطلع التسعينات، قد أفرزت وضعا جديدا ساهم في تعزيز موقع البوطي على نحو غير مسبوق.


                            كيف ؟.. بنهاية الحرب الباردة قرر الغرب أن يجد عدوا آخرا بدلا عن العدو الذي لحقت به الهزيمة، وقرر بعض الإسلاميين أيضا أن يكونوا هذا العدو في توقيت لم يكن هناك ما هو أسوأ منه. وانتهى الأمر بالقاعدة وأخواتها في مواجهة مع أمريكا وحلفائها..


                            ولأن القاعدة تجمع بين جذور تنتمي لتيار الإسلام السياسي و التيار السلفي ( الذي سبق وأن أشرنا إلى الخلط بين جزئه السلفي الجهادي و جزئه السلفي العلمي).. لذلك فقد وجد من يعنيه الأمر، من مؤسسات غربية لصنع القرار و حكومات عربية تأتمر بأمرها، وتنفذ لا ما تطلبه هذه المؤسسات فقط، بل ما تفكر به مجرد تفكير وجدت هذه المؤسسات والحكومات إنه من المهم دعم التيارات الدينية المناوئة لهذا التيار، بالذات تيار التدين التقليدي والتصوف، وتيار أدعياء التجديد الديني –مهما كان الخلاف بينهما كبيرا..


                            هكذا وجد البوطي مكانا له في عالم ما بعد الحرب الباردة.. عالم الحرب على الإرهاب، وجاء كتابه “الجهاد في الاسلام” عام 1993 ليعبر عن ذلك تماما، ولينسجم أيضا مع الوضع المحلي الجديد ، حيث بدأ بعض معتقلي أحداث حماه بالخروج من السجن بعد ما يزيد عن العشر سنوات في غياهب المعتقلات وأقبية التعذيب.. وكان لا بد إن هؤلاء سيحكون عما جرى…


                            كتاب البوطي، تضمن، ضمن أشياء كثيرة، تصنيف فقهي جديد للمعارضين للحاكم أو ولي الأمر.. فبينما كان الرأي الفقهي السائد مستقر على توصيفهم بوصف البغاة، فإن البوطي تفتق اجتهاده الفقهي عن توصيف جديد غير مسبوق.. فالبوطي يقرر أن هؤلاء المعارضين، الخارجين عن “الحاكم” ليسوا بغاة ، بل هم “محاربين”.. والفرق بينهما دقيق، فالبغاة-فقهيا- لا يجوز قتلهم بعد أسرهم، و لا يجوز الإجهاز على الجريح منهم، و لا يجوز تعقب المنهزمين منهم، بل لا يقام عليهم القصاص بقتل الأنفس..
                            أما المحاربون (أي المعارضون!!) فهم لا يتمتعون بكل ذلك.. بل يجب – يجب !!- أن يطبق عليهم حد الحرابة.. (يجب، وليس يجوز) على الحاكم أن يطبق عليهم هذا الحد.. أي أن تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف.. و أن يصلبوا.. وبالعربي الفصيح أن يعدموا أشنع إعدام.. ويمكن للحاكم أن يقتلهم بعد أن استأمنهم، وأن يجهز على جريحهم، و أن يصادر أموالهم… الخ.. (التفاصيل الواردة في كتب الفقه عن طرق الصلب تعني بعبارة واحدة أن هذه هي طرق تعذيب مروعة.. وإن استخدامها كان لغرض إرهاب قطاع الطرق في العصور الماضية أي كان جزءا من حماية المواطنين من مخاطر قطع الطرق- لا يبرر هذا ذلك بل يفسره فقط- والخدمة الجليلة التي قدمها البوطي هي جعل المعارضين “قطاع طرق” يجوز صلبهم !!..)
                            هكذا تم تقديم “غطاء فقهي”- سيبدو متقنا للبعض- لكل ما يريده الطغاة.. صحيح أنه من المستبعد أن يشعر الطغاة بتأنيب الضمير على عمليات التعذيب التي يأمرون بها، لكن سيكون من المناسب جيدا أن ينالوا “صك مغفرة” لما يفعلون.. فهم قد نالوا “الشرعية الدولية” – أو على الأقل غض النظر عن قصص حقوق الإنسان وما إلى ذلك- وسيكون مناسبا جدا أن ينالوا فتوى شرعية تبيح لهم ذلك أيضا.. (ذرا للرماد على العيون على الأقل).. ولأن كتب الفقه تعتبر إن من آوى محاربا قد يعامل معاملة المحارب، فإن الحدود بين المعارض السياسي- السلمي، أو معتقل الرأي.. والحدود بين المعارض المسلح غير موجودة فعليا بالنسبة للأنظمة وكهنوتها “المرن” مع متطلبات التعايش مع الأمر الواقع..
                            من أراد أن يتاكد فليراجع الكتاب المذكور 168-172) (


                            هكذا شهدت هذه الفترة رواجا للبوطي ولمكانته ولبرامجه ، خاصة مع ظهور فضائيات دينية تريد أن تملئ ساعات البث بأي مادة مرئية من أي نوع وبغض النظر عن طلة المتحدث وقدرته على شد أو جذب المشاهد (عدا عن توعيته أو إيقاظه من النوم).. وما زاد من هذا كله أن “الدعاة الجدد”- وبعضهم لا يمكن أن يكون في خانة قريبة من تصنيف البوطي ولتياره الحريص على النوم- كانوا بالغي التهذيب، ولعلهم لم ينتبهوا لخطورة الرجل على مشروعهم – النهضوي-.. فكانوا ينصحون بقراءة كتبه ربما ليس حرصا على محتواها بقدر حرصهم على “القراءة” بحد ذاتها.. خاصة مع توافر الكتب ووجودها بلغة “مدرسية” تقريرية مفهومة بالنسبة للجيل الذي توجه له “الدعاة الجدد”.. و لا ريب إن المواجهة اليوم بين ما أيده هؤلاء الدعاة من ثورات، ومن تأييد البوطي الصريح للطغاة، ستفرز إعادة للنظر على نحو شامل، ونأمل أن لا يتم اعتبار الموضوع “خلافا جزئيا” لأنه ليس كذلك على الإطلاق.. بل هو مواجهة حاسمة آن لنا أن ننجزها.. آن لنا أن نواجه هذا التيار الذي كان سببا في تخلف أمتنا وقعودها عن أداء دورها..


                            لكن ماذا عن نتاج البوطي..؟.. ماذا عن كتبه العديدة التي قدمها خلال أربع عقود؟


                            هذا السؤال هو الأهم في رأيي.بعد سنوات لن يعود هناك حديث عن البوطي كشخص وعن مواقفه مع هذا النظام البائد. بل عن عالم ترك نتاجا علميا.


                            هل يمكن حقا فصل مواقف البوطي عن نتاجه العلمي؟.. ألم يعبر في نتاجه عن فكره.. وعبر في مواقفه “الشخصية” عن ذات الفكر؟.. ألم يكن فكره ممثلا معاصرا –مع كثير من اللف والدوران- للتيار الذي كانت سيادته سببا في غروب شمس الحضارة عن أمتنا؟.. تيار التصوف الخرافي السلبي المتواكل الذي احتكر تماما للتعايش والتأقلم مع الوضع الراهن.


                            نتاج البوطي-على غزارته- يمكن تلخيصه بثلاث مؤلفات مركزية ، ” كبرى اليقينيات الكونية”، و”فقه السيرة النبوية”، و”نقض أوهام المادية الجدلية”.. لن يكون هناك مجال واسع للتفصيل في أي من هذه الكتاب، ولا يمكن إنكار وجود إيجابيات متناثرة في هذه الكتب، وهي إيجابيات لا تخص البوطي بالضرورة (أي إنها ليست من نتاجه الشخصي حتما بل هي جزء من المتفق عليه عامة في الموروث الإسلامي).. وهذا أمر طبيعي، فلا يمكن لأي مؤلف –مهما كان انتماؤه الفكري مغايرا لبقية الفرق- إلا أن يقدم في نتاجه ما يوافق كل هذه الفرق، لكن المسألة هي في تمريره لأفكاره المغايرة وبنجاح يتفاوت من مؤلف لآخر..


                            سيقول البعض أنه “موفق” في الكثير من الجوانب ويمكن الغض عن “سلبيات ” ما نتج… ورغم إني أرى أن توفيقه لا يعود لقوة بيان أو منطق أو تماسك حجة ، إلا إني أرى إن الحديث عن التركيز على ايجابياته وترك سلبياته يشبه أن نقول عن “طبخة” وضع فيها سم قاتل إنها شهية رغم ذلك وإن علينا أن نتمتع بها أولا ونحاول ألا نموت من سمها.. (نعم..لهذه الدرجة).


                            هذا أولا.


                            ثانيا، مؤلفات البوطي تعرضت للنفخ لعدة أسباب، منها شيوع ثقافة المدح والثناء على كل مكرس بغض النظر عن القيمة الحقيقية لما ينتجه، ومنها أن الكثير من المادحين لا يقرأ حقا ولا يدقق فيما يقول الرجل..


                            والحقيقة أن التدقيق في نتاج الرجل سيجعلنا أمام بعض الحقائق، منها أنه قدم نسخة منقولة بالمسطرة من كتب الأشاعرة في العقيدة مع القليل من التبسيط اللغوي-المدرسي- والقليل من الأمثلة التوضيحية المعاصرة (أمثلة تبدو في غاية السطحية لأي شخص من غير المريدين).. ( مثال ذلك الفصل الأول عن وجود الله والذي يعد الأكثر أهمية- في كتابه: كبرى اليقينيات الكونية..).


                            كما يمكن ملاحظة تسخيره لكل ما يمكن من حوادث السيرة لصالح مذهبه العقائدي، حتى لو كانت هذه الحوادث لا تصح نسبتها له عليه الصلاة والسلام، بل بالذات لو لم تكن ذلك، لكن صيغة الجزم والتأكيد بأن الحادثة صحيحة ومستقاة من “الصحاح” توحي للقارئ غير المتخصص بصحة ما يقول ( ولو ..هاد البوطي!!).. (مثال على ذلك كتاب فقه السيرة النبوية، فمن ضمن ما ساقه على إنه حديث “مشهور” ومعروف ليبرر موضوع التوسل، أثر نقله ابن كثير عن بلال بن الحارث حيث ذهب إلى قبر الرسول في عام الرمادة ليطلب منه الغوث.. والأثر ضعيف تماما، وهو ليس برتبة الحديث المشهور، كما إنه يستغل إن المتلقي قد يتوهم إن الحديث المشهور صحيح بالضرورة، وهو ليس كذلك، بل هو ليس مشهورا أصلا !)..كما إنه يبذل جهدا استثنائيا لينقل موضوع عادي جدا وهو محاولة الصحابة الوضوء بنفس الماء الذي توضأ به الرسول عليه الصلاة والسلام- والذي لا يمكن فهمه إلا بدافع المحبة التي يمكن أن تحدث دون تصعيدات عقائدية، يحول هذا الأثر، الذي يسميه يجد الجرأة ليسميه “تبركا بآثار وفضلات-هكذا- الرسول”.. ليحوله إلى مشروعية التوسل به و بالصالحين عموما.. ويجيش خلال ذلك المشاعر ضد كل من لا يقول بذلك على أساس إن هؤلاء قوم “لم تشعر أفئدتهم بحب النبي عليه الصلاة والسلام..


                            كما يمكن مراجعة ردود الألباني عليه ليتبين عدم صحة الكثير من الأحاديث التي ساقها على إنها صحيحة فقط لدعم ما يذهب إليه.. علما إن منهج الاجتزاء من السياق المنقول وعدم دقة المصدر تعتبر قاعدة عامة في منهج البوطي كما بين لذلك تفصيلا عبد القادر حامد في دراسات متخصصة نشرها في مجلة البيان).


                            يعمد البوطي أيضا في مواجهته للأفكار الغربية المادية التي يصفه مريدوه بأنه متخصص في نقدها، إلى اعتماد نفس المنهج: نقولات مطولة مملة تعرض الفكرة بطريقة مشوهة ومختصرة – من مصادر غير واضحة المعالم (مثال ذلك يكتب بعد نقل طويل وأساسي: انظر المادية التاريخية، ص 253.. أي طبعة وأي لغة يا شيخ؟.. وهل النقل بتصرف أم حرفي أم “على حسب” ؟).. ومن ثم نقدها ( نقضها بحسب ما يقول) بطريقة يصر ويكرر هو إنها ليست عاطفية أو تهويلية ولكن يفوته أن يقول أنها سطحية، وأن أصحاب المذاهب الأخرى ممن يريد نقض عقائدهم لا يأخذون ما يقول بشكل جدي أبدا.. بل إنهم يتهكمون عليه، و لا يعني ذلك إن تهكمهم بالضرورة هو منقصة له.. لكن سياق كلامه واستشهاداته يوضح إن كتبه ليست موجهة لهم.. بل هي بمثابة تحصين مدرسي لجيل تم إفقاره فكريا بهذا النوع من المقررات.. ( مثل كتاب: نقض أوهام المادية الجدلية! )..


                            ربما الحرق “الحرفي” لنتاج علماء السلاطين و رموزهم ليس مهما بقدر ما هو من الضروري أن نعيد تقييمهم وتقييم نتاجهم بناء على ما سبق.. أي بناء على رؤية شاملة لكونهم امتدادا لتيار لعب دورا في جعل الفقه والعقيدة في خدمة الأمر الواقع والتأقلم معه.. ساهم هذا التيار في وصولنا إلى هذا الدرك الذي يبدو أننا معجبون به ما دمنا ندافع عن رموز هذا التيار.. أو ربما غير مدركين لمسئولية هذا التيار عن ما وصلنا إليه..


                            سيكون هناك من يقول أن هذا التيار ضم – في بدايته خصوصا وفي عصور ازدهار الأمة-أعلاما لا يمكن أن نتجاوز أثرهم…


                            هذا صحيح مبدئيا. لكن لا يمكن تحنيط هؤلاء و تحويلهم إلى أوثان. لقد كانوا رجالا صالحين وبذلوا أفضل ما عندهم حسب الظروف المحيطة بهم وحسب فهمهم للنصوص.. لكننا وصلنا إلى النقطة التي يجب أن نختار فيها: ديننا وحقيقته أم ما تراكم عليه من أفهام البشر؟..


                            ديننا وحقيقته التي تجعلنا ننهض ونفتح العالم.. أم تراكم عليه وجعلنا نكبو و نصغر؟..


                            آن لنا أن ننجز انفصالنا عن كل ما هو سلبي في موورثنا الديني.. أن لنا أن نحقق “قطيعتنا” و”فصامنا غير النكد”.. بدون هذه القطيعة لن نستطيع أن نتحرك حقا.. دون فك هذه الأغلال التي تقيد رؤوسنا سنبقى ندور في ساقية ..


                            لن يكون ذلك يسيرا.. ليس يسيرا تحطيم الأوثان التي تربيت على حبها. لكن في لحظة الحقيقة المرة الحادة المدببة لا بد من الخيار. إما أن تكون ما أرادك الله.. أو أن تخضع لأوثان البشر..


                            سيكون هناك ثمن باهظ يدفعه كل من يحمل الفأس ويهوي به على أوثان الفكر والخرافة.. خاصة من يبدأ ذلك.. سيهدد بالويل والثبور والقطيعة والعزلة والتكفير والتخوين والتصغير..الخ..


                            لكن الأمر يستحق ذلك.. وأكثر..!

                            تعليق


                            • #44
                              رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                              صلاحية البوطي انتهت فقتلوه - بقلم / أبو مضر

                              بدايةً، اللهم شماتة، أجل وقبل أن يستغرب القارئ الكريم ويتهمني بالسلفية والتشدد أقول ثانية اللهم لا شماتة بالموت ولكن الشماتة بالبوطي وأتباعه فهذه هي نهاية كل من يقف في صف الظالمين، وفي الأثر من أعان ظالماً سلطه الله عليه، وهذا ما حصل فقد اسغل النظام البوطي وأمثاله واستثمر كل حياته فلما انتهت صلاحيته قتله ليستثمر موته.

                              ومن المفيد هناالتذكير بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الطبراني: من أعان ظالماً بباطل ليدحض به حقاً فقد بريء من ذمة الله وذمة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكذلك بالحديث الذي رواه ابن ماجة في سننه: من أَعَانَ على قَتلِ مُؤْمِنٍ بِشَطْرِ كَلِمَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عز وجل مَكْتُوبٌ بين عَيْنَيْهِ آيِسٌ من رَحْمَةِ اللَّهِ. ولا شك أن كل عاقل متجرد يعلم يقيناً أن البوطي كان عوناً للمجرم بشار الأسد في قتل عشرات الآلاف من السوريين، واعتقال مثلهم وتهجير أضعافهم، وما اغتصاب النساء في بلدنا بمخفي عن أحد والجميع يعرفون من يقوم بذلك.


                              ولا عجب في ذلك فالبوطي كان عوناً للمجرم المقبور حافظ الأسد في إجرامه منذ مجزرة حماة عندما صرح بأنه لا بد من مواقف صارمة، ويوم فطس باسل الأسد زعم أنه رآه في الجنة، ولما لحقه أبوه قال في أربعينيته أن حافظ الأسد كان مؤيداً بقوة خارقة (أي بالمعجزات). وامتد النفاق ليشمل أصحاب الحاكم وحلفاءه ففي حرب حزيران الإعلامية التسويقية بين حزب اللات وإسرائيل، تمنى البوطي أن يكون إصبعاً في يد حسن نصر اللات الذي يسب الصحابة ويتهم أم المؤمنين الطاهرة الصديقة بنت الصديق بالفاحشة، والذي يصرح علناً أنه من أتباع ولي الفقيه بإيران، وهذا تسبب في تشيع الكثيرين من أبناء سورية، وذنبهم في رقبة البوطي، ومن أحب قوما حشره الله معهم.


                              ولما أشرقت شمس الربيع العربي، وقامت ثورة الكرامة في سورية المحتلة من بيت الأسد منذ أربعين سنة، وبدل أن يكون العلامة البوطي مع الشعب المقهور المظلوم، بدل أن يستغل قربه من النظام لنصحه وتخويفه من الله وهو يعلم أن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر، بدل أن يختار منزلة سيد الشهداء ( ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) وقف البوطي كعادته مع الحاكم الظالم الغاشم الذي لم تعرف سوريا رغم كل ما مر عليها من الطغاة مثله، كان البوطي يتهم المجاهدين بالإرهاب، وأنهم حثالة، وأن بعض المتظاهرين لا تعرف جباههم السجود، وأن سقوط بشار هو سقوط الإسلام، وإلى آخر خطبةٍ وهو يدعو إلى النفير العام والقتال في صف جند الطاغية بشار والتي جرائمهم لا تخفى على أحد،وفي نهاية كل خطبة كان يدعو الله أن يملأ قلبه بمزيد من الإيمان.


                              لم يبق له شيئ ليعطيه لنظام بشار، فأراد أن يستغل ويستثمر موته كما استغل واستثمر حياته، فأراد النظام أن يرسل عدة رسائل إلى العالم من خلال اغتيال الشيخ البوطي السني:


                              منها أن يعزف على وتر الإرهاب ويقول للعالم الغربي خاصة أنه يحارب متشددين إسلاميين تكفيريين قاعديين لا يبالون بقتل علماني أو رجل دين، ومنها تشويه لسمعة المجاهدين الإسلاميين الذين يقاتلونه، ومنها أن يرسل رسالة لمحبي الشيخ وأتباعه مفادها أن السلفيين هم من قتل البوطي ولن يتركوا منكم أحدا، فعسى – ولن تفيده عسى – أن يستميلهم إلى صفه، فيشاركون في الدعوة إلى القتال معه.


                              لم ينجح النظام -والحمد لله- بتحقيق أي من أهدافه؛ اللهم إلا ثلة من المنافقين الذين يعلم القاصي والداني نفاقهم كحسون وغيره من علماء السلاطين الذين انخرطوا ومنذ البداية في الدفاع عن الإجرام، لكن الذي تولى كبره منهم (حسون الملعون) بلغت به درجة الوقاحة والجرأة على الله إلى حدّ تسمية البوطي بشهيد المحراب مثل أمير العدل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولقد خاب والله وخسر فالفاروق كان يخاف من عثرة شاة في العراق لم يسهل لها الطريق، والبوطي سهل الطريق للحاكم الظالم حياته كلها.


                              أما الأدلة القاطعة على تورط النظام بقتل البوطي فهي كثيرة جداً، أولها التناقض في نشر الخبر فالفضائية السورية قالت قذيفة استهدفت المسجد، وقناة الدنيّة السورية قالت تفجير انتحاري، وكعادتهم كان التلفزيون السوري جاهزاً، بل والسيرة الذاتية للشيخ أيضا كانت جاهزة فمباشرة قدم تلفزيون النظام تقريرا عن حياته.


                              لكن جرائمهم دائما مكشفوفة، فالتفجير الانتحاريي الذي قتل أكثر من أربعين سخصاً تناثرت أشلاؤهم في أرجاء المسجد، وأصاب حوالي الثمانين، كان صديقاً للبيئة لم يحرق سجاد المسجد، ولم يزعزع أعمدته ولا مراوحه، ولم يسقط منبره وحتى الثريا في المحراب لم تنكسر. بل ولم يصب كرسي الشيخ ولا مصحفه ولا حتى نظارته. والعجيب أن بعض جثث طلاب العلم الذين كانوا يحضرون درس الشيخ –وللمرة الأولى- كانوا يلبسون أحذيتهم في المسجد، وبعضهم يلبس سلاسل ذهبية، والبعض الآخر على صدره وشم لصورة امرأة. ذكرني هذا النوع من التفجير اللطيف بإخوة يوسف عليه السلام، جاؤوا أباهم عشاء يبكون وقالوا أن الذئب أكل أخاهم ومعهم قميصه الملطخ بدمائه، فقلّبه يعقوب عليه السلام فلم ير فيه تمزيقاً ولا تقطيعاً فقال: ما أرحم هذا الذئب أكل ولدي ولم يمزق قميصه ؟؟!!. والأعجب من هذا أن مسجد الإيمان الذي يقع في حي المزرعة هو تحت سيطرة النظام ومحاط بكاميرات كثيرة ودروس الشيخ مسجلة فما السر في تعطل الكاميرات في هذا اليوم فقط، وإلا فأين التسجيلات؟؟!!.


                              النظام لا يبحث عن سبب لتصفية أي شخص كان وخاصة المسلمين منهم، ولعلكم تذكرون تصريحات خالد شبيب قاضي الفرد الأول في دمشق الذي انشق عن النظام منذ بدايات الثورة، حيث صرح أكثر من مر ة أن أكثر القضايا التي ترد إليه ليحكم فيها هي: عساكر ضبطوا متلبسين بجريمة الصلاة في الجيش !!!. وقد صرح بعد انشقاقه أن النظام سيقتل البوطي وحسون وقد أصاب في الأول وأظنه أخطأ في الثاني لأن الحسون شيعي حتى النخاع والكلب لا يعض ذيله.


                              أخيراً ..هناك من أشاع أن البوطي طلب من أسرته السفر إلى تركيا، وكان ينوي اللحاق بهم، وهذا عند الله فهو العالم وحده بالسرائر، ونحن أُمرنا أن نحاسب المرء على الظاهر، وظاهر البوطي أنه بقي مع النظام الفاشي الطائفي المجرم حتى قبضه الله، وهو أعلم به منه ومنا فإن شاء رحمه وإن شاء عذبه.


                              وقبل أن أنهي، رأيت لزاماً العودة على البدء، فالفرحة بهلاك الظالمين وأعوانهم من صلب ديننا، وأعتقد أن البوطي -عليه من الله ما يستحق- كانت فتاواه ومواقفه سبباً مباشراً أو غير مباشر بقتل وتشريد واعتقال الكثيرين، وهذا مبرر للكثرين الفرح بموته دون أن نحكم على مصيره

                              روى ابنُ سعدٍ في طبقاته قال : أخبرنا عبدُ الحميدِ بنُ عبدِ الرحمنِ الحِماني ، عن أبي حَنِيْفَةَ،عَنْ حَمَّادٍ ، قَالَ : بَشَّرْتُ إِبْرَاهِيْمَ النّخعي (تابعي جليل كان مفتياً للكوفة) بِمَوْتِ الحَجَّاجِ، فَسَجَدَ، وَرَأَيْتُهُ يَبْكِي مِنَ الفَرَحِ . ويروي عبد الرزاق عن ابن طاووس: أن أباه لما تحقق موت الحجاج تلا قول الله تعالى: فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.


                              ونحن لا نقول أن البوطي مثل الحجاج الذي سفك دماء آلاف المسلمين، ولكنه كان عوناً لآل الأسد الطغاة الظالمين الذين سفكوا دماء عشرات الآلاف من المسلمين، والله تعالى يقول: ((وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ)).


                              وكتبه أبومضر


                              22/3/

                              تعليق


                              • #45
                                رد: حذاء الدكتور العلامة البوطي أشرف وأطهر من ذقن القرضاوي .! بقلم: زلزال السراي

                                المشاركة الأصلية بواسطة زلزال السرايا مشاهدة المشاركة
                                .!

                                بقلم/ زلزال السرايا -

                                لقد تابعت بإهتمام بالغ قبل بضعة ايام لقاء عبر التلفاز السوري كان به عدد من الضيوف ولكن من أكثر الأشياء التي جعلتني أتوقف عندها هو حديث الدكتور العالم صلاح الدين بن إبراهيم أحد أكبر وأهم أئمة المسجد الأقصى المبارك في القدس المشرفة, فلقد كان حديثه مميزاً ومُعبراً ب

                                27/3/2013

                                التعديل الأخير تم بواسطة يزيد يزيد; الساعة 30-03-2013, 11:32 PM.

                                تعليق

                                يعمل...
                                X