تويت
"فوائد" انقطاع الكهرباء في غزة!!
غزة - معا - أنت لست بحاجة لاصطحاب رواية جيب أو قصة قصيرة خلال طريقك لعملك, فقط ما عليك إلا أن تنصت لقصصهم، طريقة جديدة اخترعها أهل غزة ليخففوا من وطأة المعاناة، فبدلاً من التذمر والشكوى التي لا تجدي نفعا اتجه الغزيون لخلق نكات ساخرة تتناول الحالة التي قد وصلوا إليها.
الغريب في الأمر عندما تجد الطفل الصغير في غزة يروي القصص أيضاً، كنت عائدة من عملي ذلك اليوم، حين رأيت مجموعة من الأطفال يضحكون بصورة ملفتة وهم يستمعون لرواية "حمزة" الطفل الذي لا يتجاوز عمره السبعة أعوام، اقتربت من صوت الضحك المجلجل لأستمع أنا أيضاً واعرف السبب وراء ذلك، فسمعت حمزة يلقي عليهم قصة السمكة التي خرجت من صنبور الماء هذا الصباح، فسألته مندهشة عن سبب هذه القصة، فأجابني ببراءة "ماما أخبرتني بأنهم قد حولوا مياه البحر لصنابير الماء وقد تأكدت من ذلك لأنها مالحة جداً"، ولذلك قد وجد هو السمكة وهي تخرج من الصنبور، لكن وللأسف قد تخلص منها فلا يمكنني أنا والصغار مشاهدتها.
سمكة حمزة هي الغريبة في غزة، أما عن الأغرب فهي العلاقة التي تربط المواطنين بشركة الكهرباء، فيخبرني أحد المواطنين أنه بات يعد شركة الكهرباء فردا من العائلة، فلا يوجد شاردة أو واردة إلا ويتصلون على شركة الكهرباء لينسقوا اللقاءات والمناسبات والحفلات تبعاً لمواعيد الكهرباء، وفي مقابلتنا مع موظف الاستعلامات في شركة توزيع الكهرباء سامي البردويل، أطلعنا من خلالها على الرسائل التي تصله من المواطنين فهذا يصبّح، وذلك يمسّى، وآخر يتصل ليؤخر موعد الكهرباء ساعة لتتزامن مع موعد المباراة.
أما عن الأمهات فيحدثنا البردويل ضاحكاً حديثهن الشاغل دائماً هو "الخبز" ويقتبس حديث إحداهن "يا ابني أنا عاجنة 120 رغيف الله يرضى عليك كيف مواعيد الكهربا اليوم"، وحينما كان يتحدث لفت انتباهي رسالة وصلت للشركة وهي كالآتي: "ارحمنا واقطع الكهرباء اليوم وجيبها غداً صباحاً أبكر ساعتين، واتفقوا مع البلدية لسبب انقطاع المياه".
وتسرد لي إحدى السيدات "هند كلاب" فوائد استنتجتها هي نتيجة لانقطاع الكهرباء ومنها كما ذكرت: "أولاً فوائد دينية, فمثلاً زيادة الاستغفار فكلما انقطع التيار الكهرباء أكثرنا من الاستغفار والاحتساب على شركة الكهرباء، والصلوات أصبحت بمواعيدها دون تأخر فلا شاغل يشغلنا عنها لا تلفاز ولا حاسوب، ثانياً فوائد اجتماعية منها زيادة زيارة الأرحام، الجلسات العائلية، الإطلاع على كل جديد في الأسرة، التهاني والمواساة للأهل، استقبال الضيوف بصدر رحب".
وتضيف كلاب "ناهيك عن فوائد تنظيم الوقت واستغلاله فأصبحت أستغل وجود الكهرباء لإنهاء جميع الأعمال المنزلية دون أي إزعاج من أحد، ونوم أطفالي مبكرا وبذلك يستيقظون مبكراً، ومذاكرتهم لفروضهم بصورة مستمرة"، ويقاطعنا زوج كلاب ويقول "هذا بالنسبة للفوائد الاجتماعية أما من جانبي فأرى بأن مشكلة انقطاع الكهرباء قد خلقت فرص عمل للمواطنين بعد ظهور محلات تصليح مواتير الكهرباء وبيعها وأصبح للشمع قيمة كبيرة في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وعند إنتهاء كلاب وزوجها من تعداد "فوائد" انقطاع الكهرباء أراد أحد أبنائها أن يلقي نكتة فاستمعنا له فقال: "ظهر عفريت لمواطن وقال له: أطلب ما شئت فسأحققه لك، فطلب المواطن منه أن يبني جسورا ويشيد مبنى ضخما له ويأتي له بسيارة، فقال له العفريت: ألا يوجد طلب أخف من ذلك، فقال له المواطن: أريد ان تبقى الكهرباء دون إنقطاع، فأجابه العفريت متسائلا: أين تريد موقع البناية وما هو نوع السيارة؟".
الغريب في الأمر عندما تجد الطفل الصغير في غزة يروي القصص أيضاً، كنت عائدة من عملي ذلك اليوم، حين رأيت مجموعة من الأطفال يضحكون بصورة ملفتة وهم يستمعون لرواية "حمزة" الطفل الذي لا يتجاوز عمره السبعة أعوام، اقتربت من صوت الضحك المجلجل لأستمع أنا أيضاً واعرف السبب وراء ذلك، فسمعت حمزة يلقي عليهم قصة السمكة التي خرجت من صنبور الماء هذا الصباح، فسألته مندهشة عن سبب هذه القصة، فأجابني ببراءة "ماما أخبرتني بأنهم قد حولوا مياه البحر لصنابير الماء وقد تأكدت من ذلك لأنها مالحة جداً"، ولذلك قد وجد هو السمكة وهي تخرج من الصنبور، لكن وللأسف قد تخلص منها فلا يمكنني أنا والصغار مشاهدتها.
سمكة حمزة هي الغريبة في غزة، أما عن الأغرب فهي العلاقة التي تربط المواطنين بشركة الكهرباء، فيخبرني أحد المواطنين أنه بات يعد شركة الكهرباء فردا من العائلة، فلا يوجد شاردة أو واردة إلا ويتصلون على شركة الكهرباء لينسقوا اللقاءات والمناسبات والحفلات تبعاً لمواعيد الكهرباء، وفي مقابلتنا مع موظف الاستعلامات في شركة توزيع الكهرباء سامي البردويل، أطلعنا من خلالها على الرسائل التي تصله من المواطنين فهذا يصبّح، وذلك يمسّى، وآخر يتصل ليؤخر موعد الكهرباء ساعة لتتزامن مع موعد المباراة.
أما عن الأمهات فيحدثنا البردويل ضاحكاً حديثهن الشاغل دائماً هو "الخبز" ويقتبس حديث إحداهن "يا ابني أنا عاجنة 120 رغيف الله يرضى عليك كيف مواعيد الكهربا اليوم"، وحينما كان يتحدث لفت انتباهي رسالة وصلت للشركة وهي كالآتي: "ارحمنا واقطع الكهرباء اليوم وجيبها غداً صباحاً أبكر ساعتين، واتفقوا مع البلدية لسبب انقطاع المياه".
وتسرد لي إحدى السيدات "هند كلاب" فوائد استنتجتها هي نتيجة لانقطاع الكهرباء ومنها كما ذكرت: "أولاً فوائد دينية, فمثلاً زيادة الاستغفار فكلما انقطع التيار الكهرباء أكثرنا من الاستغفار والاحتساب على شركة الكهرباء، والصلوات أصبحت بمواعيدها دون تأخر فلا شاغل يشغلنا عنها لا تلفاز ولا حاسوب، ثانياً فوائد اجتماعية منها زيادة زيارة الأرحام، الجلسات العائلية، الإطلاع على كل جديد في الأسرة، التهاني والمواساة للأهل، استقبال الضيوف بصدر رحب".
وتضيف كلاب "ناهيك عن فوائد تنظيم الوقت واستغلاله فأصبحت أستغل وجود الكهرباء لإنهاء جميع الأعمال المنزلية دون أي إزعاج من أحد، ونوم أطفالي مبكرا وبذلك يستيقظون مبكراً، ومذاكرتهم لفروضهم بصورة مستمرة"، ويقاطعنا زوج كلاب ويقول "هذا بالنسبة للفوائد الاجتماعية أما من جانبي فأرى بأن مشكلة انقطاع الكهرباء قد خلقت فرص عمل للمواطنين بعد ظهور محلات تصليح مواتير الكهرباء وبيعها وأصبح للشمع قيمة كبيرة في ظل انقطاع التيار الكهربائي.
وعند إنتهاء كلاب وزوجها من تعداد "فوائد" انقطاع الكهرباء أراد أحد أبنائها أن يلقي نكتة فاستمعنا له فقال: "ظهر عفريت لمواطن وقال له: أطلب ما شئت فسأحققه لك، فطلب المواطن منه أن يبني جسورا ويشيد مبنى ضخما له ويأتي له بسيارة، فقال له العفريت: ألا يوجد طلب أخف من ذلك، فقال له المواطن: أريد ان تبقى الكهرباء دون إنقطاع، فأجابه العفريت متسائلا: أين تريد موقع البناية وما هو نوع السيارة؟".
تعليق