إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بالصور.. "التكتك والحمار" .. وصراع البقاء !.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بالصور.. "التكتك والحمار" .. وصراع البقاء !.




    غزة – الرأي – عبد الله كرسوع:

    منافسة قوية فرضتها الظروف في قطاع غزة، لكنها ليست سياسية ولا رياضية، وإنما منافسة من نوع آخر بين "التكتك" والحمار!.

    وكأن التكتك يرسل رسالة للحمار وعربته فيقول له: "عفواً، لقد تطور الزمن، وأصبحت أنت من الماضي والآن دوري للعمل واكتساح ساحة العمل في النقل".

    فيشتعل "الحمار" غضبا ويحمر وجهه، فمهنته أصبحت على المحك، وتواجده على الساحة أصبح محل شك كبير، فكثير من الناس تركوه واستغنوا عن خدماته بثمن بخس مقابل "تكتك حديدي"!.

    ويشار إلى أن "التكتك" دخل قطاع غزة وأصبح وسيلة أساسية للنقل وليس للمواصلات، فيعتمد عليه عدد كبير من المواطنين في قطاع غزة، لاسيما في السنوات الأخيرة.

    وإلى جانب ذلك فقد أصبح "التكتك" وسيلة يعتاش منها كثير من الناس في القطاع.

    مهمات "العتالة" ونقل البضائع أصبحت في قبضة "التكتك"، وكأن المشهد يصوّر الحمار وهو يضرب كفا بكف، متحسرا على حاله وبطالته!.

    هذا الحوار الافتراضي الهزلي؛ يتداوله كثير من الغزّيين، فتجري على لسانهم النكات والعبارات الدعابية، فكثيرا ما ترددت نكتة تقول: "وجدنا حماراً يتوجه نحو الانتحار بأي طريقة، فلما سألوه عن السبب قال: "خلي التكتك ينفعكم!".

    ويحظى "التكتك" المكون من ثلاث عجلات؛ باهتمام كبير من الغزيين، فتكاد لا تجد شارعا أو زقاقا إلا وتجد فيه دراجة "التكتك"!.

    ويباع "التكتك" بأسعار عادة ما تكون في متناول الناس، حيث تتراوح أسعاره بين 1000 إلى 1500 دولار، ويتراوح سعره بحسب حجمه وقوة محركه ونسبة إهداره للوقود وقدرته على تفريغ حمولته بطريقة آلية، وهذا ما جعل تجار مواد البناء أيضا يتهافتون عليه بشكل ملحوظ!.

    وبالقرب من سوق "فراس" بغزة، كانت دراجة "تكتك" تصطف قرب الرصيف ينتظر سائقها أي زبون لنقل أغراضه التي اشتراها من السوق كمهنة جديدة لم يعهدها الغزيون قبل سنوات .

    مراسل وكالة "الرأي" أقدم على سائق "التكتك" ليسأله عن طبيعة عمله، فتفاجأ أنه بقدم واحدة أخبره أن قدمه الأخرى بترت خلال العدوان (الإسرائيلي) على قطاع غزة أواخر عام 2008م، فسأله عن عمله فقال: "إنني أعمل لكي أعيل أسرتي، وإن بتر قدمي من قبل الاحتلال لن يكون عائقا أمامي للحصول على رزقي".

    وفي إطار الصراع القائم بين "التكتك والحمار" فقد أكد الحاج أبو محمود طافش - وهو أحد تجار البهائم- لمراسل "الرأي" أن أسعار البهائم التي تستخدم في النقل "كالحمير والبغال والحُصُن" تشهد هبوطا حادا في الأسعار بعد دخول "التكتك" سوق العمل والمنافسة معها!.

    ويقول طافش: "إن سعر الحمار على سبيل المثال مرفقا بعربته وصل سعره إلى 250 ديناراً أردنيا، مما شكل إغراء لبعض المواطنين ممن يعملون في بيع الخضار أو من يمتهنون حرفة الزراعة لشراء عربة مع حمارها كعربة احتياطية".

    ويشير إلى أن أسعار البهائم التي تجر عربات وتستخدم للنقل؛ يتذبذب سعرها في السوق كلما دار الحديث عن إغلاق الأنفاق الحدودية، والتي تعتبر مصدرا مهما للوقود الذي يعمل عليه "التكتك"، ويتابع: "هذا يجعل الاعتماد على البهائم التي تجر عربات أكثر من التكتك".

    وبالعودة إلى النكات التي يتداولها الغزّيون؛ فإن لسان حال الحمار يقول لـ"التكتك": "الشاطر اللي بيضحك في الآخر، والطبيعي هو الأصل والصناعي مصيره عالخراب!".

    وبين جبروت "التكتك" وتخوّف "الحمار" يبقى الغزيون يبحثون عن الأفضل أداءً وراحة والأفضل عمليا، والأكثر ربحاً بينهما، لتبقى المنافسة مشتعلة فيما بينهما على المركز الأساسي في مباراة الحياة اليومية.
    التعديل الأخير تم بواسطة جهاد الدين; الساعة 06-03-2013, 08:30 PM.

  • #2
    رد: بالصور.. "التكتك والحمار" .. وصراع البقاء !.







    تعليق

    يعمل...
    X