إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

معضلة النصف / بقلم/ عبد الله الشاعر

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • معضلة النصف / بقلم/ عبد الله الشاعر

    بقلم/ عبد الله الشاعر



    النصف عقدة سياسية اجتماعية فكرية مزمنة قلّما يتعافى منها كثير من المرضى، لأن التعافي يترتب عليه الحتف أو الإفلاس أو الاتهام!!



    في مجتمعنا العربي أعشار قارئين وأنصاف مثقفين، الأمر الذي يجعل من النصف حلماً تشرئب نحوه الأعناق، وأمنية يأمل بها الحالمون.



    منذ أن انحرفت المسيرة الجهادية والنضالية لشعوبنا العربية ونحن نتسلح بأنصاف المواقف، ونلهث خلف أنصاف الحلول ، فلا نحن على ذمة الكفاح ولا نحن من مطلقي البندقية !!



    وفي فلسطين، وبحكم المفارقات الصارخة، فقد أصبح النصف سيد المواقف، والماركة المسجلة لسلطة تعيش نصف حياة، فلا هي مع الأحياء فتحيا ولا هي مع الأموات فتريح وتستريح..



    المواقف في بلادنا أنصاف، والثورية تقاسم الانهيار على شكل المسيرة، ويغدو الكمال نصفا وينقص إذا ما اكتمل !!



    في بلادنا أنصاف رجال، وأنصاف وطنيين، وأنصاف ثوريين، وأنصاف عملاء، وأنصاف شيوعيين، وأنصاف علمانيين... وحتى الإسلاميين لم يسلموا من التمسك بالنصف وترك الآخر لاعتبارات نصفية هابطة... يمسي الرجل ثوريا ويصبح نصف مأجورٍ، فيما يحار نصفه الآخر أين يكمل ذاته الضائعة !!



    حين اشتد الوجع الفلسطيني بنزار قباني أنشد عن فلسطين محزوناً ( للثوار فلسٌ ولإسرائيل طين) فانشطرت المفردة نصفين، وانقسم الوطن على إثرها نصفٌ لليهود، والآخر لليهود كذلك وإن تولت أنظمة إدارته على شاكلة الشركات الأمنية!!



    حتى الحكم الذاتي مقسوم بالمناصفة وان كان الرصيد أصفارا مضاعفة، الولاءات بالمناصفة، وحياتنا مقسومة إلى نصفين لا رابط بينهما، فلا جينات مشتركة، ولا ملامح متقاربة، ولا روابط مشتركة، سوى أننا نتقاسم نصف الهم ونصف الحزن وأنصاف أدوية، وأضعاف بؤس وشقاءٍ لا ينضب!!



    أما الموظف في بلادنا فيعيش في منزلة بين المنزلتين، فلا هو موظف فيتقاضى راتبه باحترام، ولا هو محسوب على قوائم البطالة فينظر إليه المانحون بنصف عين من الشفقة.



    أما قصة نصف الراتب فذلك لغزٌ يحتاج لاجتماع أممي لفك طلاسمه... صحيح أننا كمظفر النواب يقتلنا نصف الجوع، ونصف الموقف، لكن تذكروا دائما أنه يذلنا نصف الراتب أكثر.
يعمل...
X