قطاع غزة – خاص سلاب نيوز
منطقة الأنفاق الممتدة بين طرفي الحدود الفلسطينية المصرية، لطالما أمنت لأهالي قطاع غزة الوسائل للتغلب على الحصار المفروض عليهم من قبل الإحتلال الإسرائيلي من جهة مباشرة، ومن الأشقاء من جهات أخرى غير مباشرة، "أبو هاني" أحد ملاك الأنفاق الحدودية مع مصر صرح لسلاب نيوز أثناء زيارة قام بها زملاؤنا في غزة، "إنّ الجيش المصري يقوم بضخ مياه عادمة داخل الأنفاق، ناهيك عن الإجراءات الأمنية التي يفرضها داخل الأراضي المصرية من خلال نصب حواجز لمنع نقل السلع المتجهة إلى الأنفاق".
وأوضح أبو هاني، أنّ تلك الإجراءات أثرت بشكل كبير على عملية التهريب، لافتاً إلى أنّ عمل الأنفاق بحاجة لمدة من الزمن حتى تصبح صالحة للعمل والتهريب.
وبين أن عدداً كبيراً من الأنفاق التي غمرتها المياه العادمة تضررت، قائلا: "لقد عملنا على تركيب مضخات داخل الأنفاق لإخراج المياه العادمة".
مراسل "سلاب نيوز" الذي تجول داخل عدد من الأنفاق متعرفاً على كيفية إنشائها وتجهيزها ووظيفة كل واحد منها، تمنى عليه اصحابها التخفيف من الشروحات عما رآه، حفاظاً على ما تبقى من أنفاق تمد القطاع بمستلزمات الصمود من بضائع وغيرها يعمل على تأمينها عشرات الشباب المصريين والفلسطينيين.
فهم يواجهون ظروف عمل صعبة، إذ تراقبهم على مدار الساعة طائرات العدو التجسسية، ولطالما استهدفتهم طائراته الحربية بغارات مدمرة، أو عملت بوسائل معروفة وغير معروفة على تدمير انفاقهم وتخريبها.
أما على الأرض يشن الأمن المصري حملة أمنية مشددة على الأنفاق الحدودية، تمثلت بإقامة الحواجز وضبط الشاحنات المحملة بالبضائع، إلى جانب ضخ كميات هائلة من المياه العادمة داخل الأنفاق بهدف إغلاقها. ويؤكد مصدر أمني فلسطيني، أن الجانب المصري أغلق العديد من الأنفاق المنتشرة على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة والتي تُستخدم لإدخال السلع ومواد البناء عن طريق ضخ مياه الصرف الصحي فيها، لوقف العمل داخلها.
مراقبون فلسطينيون يعتقدون "أنّ الإجراءات التي تتخذها مصر بشأن إغلاق أنفاق التهريب الواصلة تحت الحدود مع قطاع غزة، جزء من الالتزامات الدولية المترتبة عليها، مؤكدين على أنّ القاهرة تأخذ بعين الاعتبار عدم إغلاق الأنفاق بشكل كامل والقضاء على "حركة نقل البضائع" في وقت لم تنجز فيه المصالحة الفلسطينية".
ويوضح المراقبون أنّ، هناك علاقة عكسية بين ملف المصالحة الفلسطينية وأنفاق التهريب الواقعة بين مصر وأقصى جنوب قطاع غزة، بأنه كلما رغبت مصر بدفع المصالحة إلى الأمام تقوم بإجراءات ضاغطة كهدم الأنفاق.
بينما يقول مسؤولون فلسطينيون أنّ نتائج اجتماعات لجنة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية التي عقدت في القاهرة على مدار اليومين الماضيين لم ترقي للمستوي المطلوب بعد ان فشلت في حسم الخلافات بشأن قانون انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني.
الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل، يرى "أنّ الخطوات المصرية بهدم الأنفاق مخيبة للآمال بالنسبة لحركة حماس وغير مرضية لها، قائلا: "حماس كانت تتوقع أن يبني الإخوان المسلمين في مصر سياستهم على أساس ما تريده"، لكن الكاتب يوضح بأنه يجب أنّ يكون العكس وهو "أنّ ترتب حماس خطواتها على أساس السياسة التي يقرها الإخوان المسلمين في مصر".
وأضاف عوكل في تعليق لصحيفة "سلاب نيوز"، إن الموقف المصري تجاه قطاع غزة لم يتغير، على الرغم من العلاقة القوية التي تجمع حركة حماس والإخوان المسلمين أصحاب الحكم، موضحاً أن قيام الأمن المصري بهدم الأنفاق مرتبطاً بإنهاء الانقسام الفلسطيني. وأشار "على أنّ مصر تدفع باتجاه إنهاء الانقسام لوقف ظاهرة انتشار الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، موضحاً أن سعي القاهرة لهدم الأنفاق "يعد جزأ من الالتزامات الدولية المترتب عليها".
وبخصوص موقف حماس يوضح عوكل: "إنّ حماس رفعت سقف التوقعات بعد نجاح مرسي والإخوان في الحكم وكانوا يأملون في أنّ تقام منطقة تجارة حرة في رفح تبدل ما تحت الأرض وفتح معبر رفح وإدخال الوقود ومواد الأعمار بشكل منتظم، إلا أنّ ذلك لم يحدث"، مرجعاً سبب ذلك لأمرين "الأمر الأول هو أنّ مصر مطربة جدا داخليا لذلك الإخوان المسلمين غير متمكنين من الوضع". أما السبب الثاني بحسب الكاتب الفلسطيني، هو "أنّ مصر ما تزال تحافظ على اتفاقية كامب ديفيد، وتجاه اتفاقية أوسلو الموقعة مع السلطة الفلسطينية بحيث لا تعكر أجواء المصالحة الفلسطينية".
الحكومة المصرية بدأت بإغلاق الأنفاق مع قطاع غزة بعد مقتل 17 جندي مصري بالقرب من معبر كرم أبو سالم، في شهر رمضان الماضي، والتي رأي فيها مراقبون بأنها أحد الأسباب التي بددت آمال حركة حماس بانفتاحها على مصر.
وتعد شبكة الأنفاق الممتدة على الشريط الحدودى بين مصر وقطاع غزة منذ أكثر من سبع سنوات شريان الحياة لسكان القطاع، إذ يعمل فيها قرابة 15 ألف عامل فلسطيني، بينما يبلغ عدد تلك الأنفاق بنحو 1200 نفق، بحسب مصدر إقتصادي رسمي.
وقدر مركز الميزان لحقوق الإنسان في وقت سابق عدد القتلى الفلسطينيين بغزة جراء عملهم في الأنفاق بنحو 232 قتيلا منذ عام 2006 فيما بلغ عدد المصابين 597 عاملا.
وأعلنت مصادر مصرية اليوم (الخميس)، عن إحباط قوات الشرطة بشمال بسيناء، عملية تهريب قطع غيار سيارات لقطاع غزة عبر الأنفاق، بعد ضبط سيارة محملة بكميات كبيرة من قطع الغيار.
وأوضح مصدر أمنى بأن رجال الأمن بحاجز كمين الريسة بالعريش، استوقفوا سيارة بقصد تهريبها إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.
وأكد مصدر أمني فلسطيني لصحيفة "سلاب نيوز"، أنّ هناك حملة يشنها الأمن المصري لإغلاق الأنفاق، مضيفاً انه منذ أيام تمت عملية إغراق الأنفاق بمياه الصرف الصحي.
وأوضح المصدر أنّ تلك الإجراءات المصرية أدت لشلل عمل الأنفاق، التي تعد شريان الحياة لسكان قطاع غزة ومصدر رزقهم.
» أحمد الفيومي / فلسطين المحتلة
تعليق