تويت
"إلحقوني بديش أموت .. بدي أوقع "آخر كلماته"..زملاء محمد عودة يروون تفاصيل موته!.
تقرير : علاء سلامة
لم يكم يعلم محمد عودة والذي تعود أن يربط حول وسط جسدة حبلا معلقا في أحد حجارة الرخام أعلى برج الظافر بمدينة غزة لم يكن يعلم أن هذا الحبل سيكون تذكرة العبور إلى الموت المجاني الذي توزع في غزة بين أنفاق وحرائق وحوادث دراجات نارية وأخيرا وليس بآخر مسح زجاج الأبراج .. لتتعدد الأسباب والموت واحد .
الشاب العشريني محمد والذي تعود مسح تلك النوافذ وواجهات الأبراج الزجاجية الخارجية بإستخدام ذلك الحبل المعلق بحجر الرخام أعلي البرج وجد في تلك المهنة التي لا تدر عليه ما لا يتجاوز ال30 شيكلا في كل مرة يقوم بها في مسح ذلك البرج وجد فيها سبيلا لايجاد مصروفه في ظل حالة بطالة مستشرية في القطاع الذي يرقد فيه أكثر من 100 ألف خريج جامعي في بيوتهم بلا عمل وما يقرب من 150 ألف عامل لا يمكن إستيعابهم ولا حتي إيجاد فرص عمل لهم في ظل وضع إقتصادي مدمر في غزة .
محمد والذي تنقل بين هذه المهنة وتلك حيث عمل في أنفاق رفح . والتي تركها بعد انهيارات متكررة لعشرات الأنفاق التي أدت لمقتل المئات من الشباب تحتها وأمام عينيه ,لتكون دافعا له لترك تلك المهنة والبحث عن معنه أخري , ليجد ضالته بعد بحث وعناء في مهنة مسح واجهات الأبراج بكل ما تمثله تلك المهنة من مخاظر أقلها الموت , وذلك في ظل ظروف عمل صعبة من خلال إستخدامه لذلك الحبل الذي لا يخضع لادني مقومات السلامة .
القصة بدأت بعدما حاول محمد وكما كل مرة أن يربط نفسه بذلك الحبل المتين كما كان يعتقد ويضع عليه حمولة جسده .
فجاة وبعد بدءه بمسح أولى تلك الواجهات وخلال محاولته الانتقال لواجهة أخرى , فجأة بدأ الحبل يترنح يمينا ويسارا ومحمد يزداد خوفا واضظرابا لم يكن أحدا ممن كانوا أسفل البرج من المارة يعلم أنه يحاول أنه يطلب النجدة رغم أنها لحظات لا يمكن لأحد أن يفعل شيئا لأن الحدث يتسارع .
صرخ محمد بأعلي صوته ( إلحقوني بديش أموت .. بدي أوقع ) لكنها كلمات لم تجد صدى ولم تلقى إستجابه ليفلت الحبل مرة واحدة ويتهاوى محمد إلى الأرض من أعلى الدور الـ 12 إلى الأرض ليسقط صريعا مدرجا بدمائه مسجلا طريقة جديدة للموت في غزة , تضاف إلى سلسلة حلقات الموت بحرائق أو في أنفاق أو بصعقات كهربائية أو حوادث الدراجات النارية .
تعليق