بقلم: عبد الله الشاعر
حين تعاند زوجة الأسير دمع العين وتغرق في غصة خانقة فاعلم أن قلبها قد بلغ الحناجر..
أم حمزة... ليست مجرد امرأة من لحم ودم ، بل هي أكثر...هي الجوع والوفاء والدموع الصادقة..هي الصابرة التي تخاف على زوجها لا لتستحوذ عليه وإنما ليظل حيا لان الشرفاء يحتاجون إليه..
أم حمزة... "المفردة التي لم تهتدِ إليها جميع الأقلام، لأنها خارج الاستهلاك، وخارج الأسواق، وخارج التداول... محفوظة كدرّة فريدة في تاج اللحظة الشعرية الباهظة، إنها هي.. الأنثى المتفرّدة بفضاءاتها السموح حيث ترتّب أفلاك الرؤية سِفْرَاً سِفْرَاً، وتفرش ملاءة حكمتها المتّشحة بالشعر، المُطرّزة بجمر الانفعال الرصين، الموشّاة بخزف الحكاية حدّ الوجع، بكلّ ما ظهر منها وما بَطن، باسطة "جوعها" إلى ما فوق الفوق بأبعَادٍ ودلالات لا يُدركها إلا من فتح جمجمته للريح لينفضَ الغبار من ثناياها، ومن شرّع أضلاعه للروح تتغلغل بين النبضة والنبضة، لتخرج موسيقاها الشجيّة بإيقاعها الخرافي الذي لا يُملّ..".
سمعتها تناشد كل ذي ضمير وحسّ انسانيّ أن يساند زوجها بدعوة من القلب، فتملكني إحساس بالخجل حدّ التواري من نفسي، ولم أجد بداً من الاستعانة بما قاله الشعراء:
جفّ اليَـراع .. وصُمّـت الآذانُ
ما عاد يُجدي منطـقٌ وبيـانُ
و تَحجّرتْ بين الضلوع ضمائرٌ
لا العهد يحييهـا و لا الأديـانُ
يا مَنْ تنادي ميّتا , كُـفَّ النِّـدا
هل تستجيبُ لصرخةٍ أكفـانُ ؟
أظنها سمعت الأشعار فاستعانت بالشعر كذلك:
وأزرعُ في الهوى أملي وآلامي وآهاتي...
فدمعي نازف ابدا وتعصرني جراحاتي....
يا أم حمزة... حين تمتلئ الجغرافيا ببلاد المعوّقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحملون على ظهورهم أعباء من الهوان، فلا جدوى من مناشدة احد... لكن في عتمة اليأس لا بدّ وان يكون ثمّة بدرٌ من رجاء.
أم حمزة : هي زوجة الأسير المجاهد جعفر عز الدين المضرب عن الطعام منذ ما يزيد على الشهرين.
حين تعاند زوجة الأسير دمع العين وتغرق في غصة خانقة فاعلم أن قلبها قد بلغ الحناجر..
أم حمزة... ليست مجرد امرأة من لحم ودم ، بل هي أكثر...هي الجوع والوفاء والدموع الصادقة..هي الصابرة التي تخاف على زوجها لا لتستحوذ عليه وإنما ليظل حيا لان الشرفاء يحتاجون إليه..
أم حمزة... "المفردة التي لم تهتدِ إليها جميع الأقلام، لأنها خارج الاستهلاك، وخارج الأسواق، وخارج التداول... محفوظة كدرّة فريدة في تاج اللحظة الشعرية الباهظة، إنها هي.. الأنثى المتفرّدة بفضاءاتها السموح حيث ترتّب أفلاك الرؤية سِفْرَاً سِفْرَاً، وتفرش ملاءة حكمتها المتّشحة بالشعر، المُطرّزة بجمر الانفعال الرصين، الموشّاة بخزف الحكاية حدّ الوجع، بكلّ ما ظهر منها وما بَطن، باسطة "جوعها" إلى ما فوق الفوق بأبعَادٍ ودلالات لا يُدركها إلا من فتح جمجمته للريح لينفضَ الغبار من ثناياها، ومن شرّع أضلاعه للروح تتغلغل بين النبضة والنبضة، لتخرج موسيقاها الشجيّة بإيقاعها الخرافي الذي لا يُملّ..".
سمعتها تناشد كل ذي ضمير وحسّ انسانيّ أن يساند زوجها بدعوة من القلب، فتملكني إحساس بالخجل حدّ التواري من نفسي، ولم أجد بداً من الاستعانة بما قاله الشعراء:
جفّ اليَـراع .. وصُمّـت الآذانُ
ما عاد يُجدي منطـقٌ وبيـانُ
و تَحجّرتْ بين الضلوع ضمائرٌ
لا العهد يحييهـا و لا الأديـانُ
يا مَنْ تنادي ميّتا , كُـفَّ النِّـدا
هل تستجيبُ لصرخةٍ أكفـانُ ؟
أظنها سمعت الأشعار فاستعانت بالشعر كذلك:
وأزرعُ في الهوى أملي وآلامي وآهاتي...
فدمعي نازف ابدا وتعصرني جراحاتي....
يا أم حمزة... حين تمتلئ الجغرافيا ببلاد المعوّقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحملون على ظهورهم أعباء من الهوان، فلا جدوى من مناشدة احد... لكن في عتمة اليأس لا بدّ وان يكون ثمّة بدرٌ من رجاء.
أم حمزة : هي زوجة الأسير المجاهد جعفر عز الدين المضرب عن الطعام منذ ما يزيد على الشهرين.