قم يا ضمير البشر... اسمع صرخة المظلومين... سامحنى إن قسوت اليوم، فإن كفى في النيران تلتهب... فهول الصدمة يعجزنى... يخلط لغتى الحانية على أبناء شعبي... مع لغة صاغها القرآن في محاربة أعداء الله والدين... نعم فعندما نتحدث عن أيمن يصبح طعم المرارة، شكل يومنا القادم.
الميلاد والنشأة
في مخيم صاغت الهجرة الفلسطينية أركانه... وصنع بطش جنود الاحتلال من سكانة قلعة صمود معجزة... ولد شهيدنا أيمن الرزاينة (أبو إسلام) في العام 1970، حيث هجرت عائلته عام 1948، من قرية برير قضاء المجدل ليولد شهيدنا في أسرة مكنونة من اثنى عشر فرداً... كان الأب - كما القطاع الأكبر من شعبنا - يخرج منذ ساعات الفجر الأولى يفتش عن قوت عياله في أرضه المحتلة... يجتثه من الصخر... ليعود في المساء ليحكي لأبنائه قصة وطنهم المضيع... عن بيتهم المهدم والمبعثرة حجارته في قريتهم التي تئن تحت وطأة الجلاد الصهيوني... ومن بين مئات الحكايا التي كان يسمعها أيمن من أبناء المخيم ونسائه... كانت حكاية الشهداء... هي ما يشد هذا الطفل الشاهد والشهيد... يبحث عنها ويحفظها... وينحت في ذاكرته ابطالها... القسام والحسينى... وحفظ دير ياسين وكفر قاسم وقبية...
التحق شهيدنا أيمن بمدرسة أبو حسين الإبتدائية في معسكر الثورة - جباليا - ولكن رحلته مع الدراسة انتهت بعد إتمام المرحلة الإبتدائية... لينتقل شهيدنا الى مساعدة والده في العمل نظر للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها العائلة، كما كل العائلات الفلسطينية.
تزوج الشهيد في العام 1991، ورزقه الله بثلاث زهرات... كان أكبرهم إسلام والذي كان عمره يوم استشهاد والده خمس سنوات وآيات سنتين، ومحمود أربعة أشهر.
صفاته
كان شهيدنا مثالاً للشاب المسلم المجاهد... كان يتمثل لقوله تعالى «أشداء على الكفار رحماء بينهم»... فكان ذا عللاقة طيبة مع الجميع... كان ذا جسم رياضي قوي البنية... فكان يحب رياضة كرة الطائرة... وقد منحه الله قوة الجسم ووسامة الوجه في آن واحد... كان مبدعاً في كل ما يقوم به... ففي حين كان بطلاً في الرياضة حيث كان لاعباً في فريق خدمات جباليا وشارك في حصوله على بطولة القطاع عدة مرات... وقد حمل لقب أفضل لاعب لكرة الطائرة في قطاع غرة، كما ساهم في تأسيس نادى السلام الرياضي، وساعده في الصعود الى الدورى الممتاز «كرة الطائرة» ثم انتقل الى صفوف الجمعية الأسلامية التي كانت محطته الأخيرة، كان بطلاً وأسداً لوائياً في الجهاد... تعرفه شوارع وأزقة الوطن... تعرفه ميراج... وكفار داروم...
مشواره الجهادي
كانت الانتفاضة المباركة بداية شهدينا البطل في العمل المنظم ضد قوات الاحتلال الصهيوني، فقد شارك في كل فعالياتها منذ اللحظة الأولى في مخيم الثورة - جباليا - بل من أول أيامها، فقد كان من أوائل الذين هاجموا الجيب العسكري الذي تم إحراقه في ساحة الشهداء في وسط المخيم الثائر في نفس اللحظات التي استشهد فيها الشهيد الجهادي (حاتم السيسي) هذه الشجاعة والبسالة التي رآها الجميع في مهاجمته لقوات الإحتلال جعلته محط أنظار أخوه الشهيد (أنور عزيز) الذي نظمه في اللجان العاملة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
ونظراً لاعتباره من نشطاء حركة الجهاد الفاعلين في مخيم جباليا تم اعتقاله في عام 1989، ليدخل مدرسة يوسف عليه السلام ليسطر أروع آيات التحدى والصمود في أقبية التحقيق، وهناك في المدرسة الجهادية - النقب - تعلم شهيدنا الكثير من معانى الجهاد والمقاومة من إخوانه المجاهدين حيث الشهيد أنور عزيز رفيق دربه... تعلم كيف يصنع من ثواني عمره مشروع شهادة.
أمضى الشهيد الرزاينة في السجن ثمانية عشر شهراً ليخرج بعدها أكثر إصراراً وعناداً عاقداً العرم على مواصلة درب الشهداء ولينضم الى الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - القوى الإسلامية المجاهدة - ولتبدأ رحته الأخيرة نحو لقاء ربه.
محطات جهادية
شارك الشهيد أيمن في العديد من العلميات العسكرية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي وأذاقهم طعم الموت الذي يجرعونه لشعبنا ليل نهار... فشارك في عملية (ميراج) حيث قام عدد من المجاهدين بالتربص لدورية صهيونية راجلة فقتلوا اثنين وأصابوا الثالث بجراح خطيرة، كما شارك في عملية عسكرية على حاجز إيرز بمشاركة عدد من المجاهدين فقتل ثلاثة جنود واستطاع المجاهد الأسد العودة الى عرينه بعد أن انفض على فريسته.
وواصل الشهيد عملياته العسكرية، بجانب العمل على تطوير الجهاز العسكري للحركة، حيث وصلت ذروة العمل في عملية بيت ليد الشهيرة التي نفذها المجاهدان أنور سكر وصلاح شاكر، والتي قتل فيها 23 جندياً صهيونياًً وأصيب العشرات.
وقدكان الشهيد أيمن من المخططين لهذه العملية التي أربكت قادة الأمن الصهيوني وسعت جاهدة بكل أجهزتها وعملائها للكشف عن الذين يفقون وراءها، حتى استطاع اعتقل اثنين من أعضاء الحركة، وليظهر اسم شهيدنا أيمن ورفيق دربه الشهيد عمار الأعرج الى العلن ولتبدأ رحلة الخطر.
وقد أعتقل شهيدنا - الشاهد على ظلم هذه المرحلة - على أيدي أجهزة السلطة الفلسطينية لمدة شهر ونصف ثم مرة أخرى لبضعة أيام، ليتأكد شهيدنا أن قدره المحتوم هو الشهادة في سبيل الله فيقرر الاختفاء عن العيون بعد أن أصبح مطلوباً للأجهزة الأمنية الفلسطينية.
الشهادة
وفي السابع عشر من رمضان الموافق 15/ 2/ 1996 وقبيل أذان المغرب بدقائق، وفي منزل صغير تكسو جدرانه ملامح الفقر والمعاناة والحرمان وفي إحدى غرف القرميد العتيقة في مخيم الشاطئ كان الشهيد جالساً مع رفيق دربه عمار يرتلون سورة الأنفال فإذا برصاصات الغدر تنالهم... بعد أن انطلقت من بنادق أبناء جلدتهم العاملين في أجهزة السلطة... لتشفى صدور قوم كافرين وأدمت قلوب قوم مؤمنين.
ردود الفعل
تقول والدة الشهيد «لقد تعودت على فراق أيمن وكنت أتوقع استشهاده في كل لحظة وحين سمعت النبأ أخذت أزغرد لأن والدي شهيد».
أما زوجته فقالت: «إن إبنه إسلام لايعرف شكل أبيه... فقدكان أبوه مطارداً ولم يكن يراه الا قليلاً» أما والده فقد قال «حسبنا الله ونعم الوكيل على القتلة».
كرامات الشهيد
بعد أيام قليلة من استشهاده جاء أهل البيت الذي قتل فيه أيمن لتخبر أهله أن رائحة مسك نفاذة تفوح في المكان الذي استشهد فيه أيمن، وبالفعل انطلق أهل الشهيد ليجدوا رائحة مسك قوية كما هي ورغم قيام أهل البيت بغسله عدة مرات، إلا أن الرائحة بقيت كما هي، وقد تدافع أهل المخيم لرؤية هذه الكرامات.
وعندما كان الشهيد يودع أزقة المخيم على أكتاف المجاهدين إذا بأحد الأقرباء يمسك بقدم الشهيد وبعد لحظات كانت رائحة يد هذا الشخص تفوح عطراً لمد طويلة رغم غسلها.
وهكذا غادر أيمن هذه الحياة بكل عزة وشموخ وبقيت روحه تحلق في سماء الوطن لتصب لعنات تطارد كل الخونة والقتلة ولتسربلهم بالخزى والعار.
الميلاد والنشأة
في مخيم صاغت الهجرة الفلسطينية أركانه... وصنع بطش جنود الاحتلال من سكانة قلعة صمود معجزة... ولد شهيدنا أيمن الرزاينة (أبو إسلام) في العام 1970، حيث هجرت عائلته عام 1948، من قرية برير قضاء المجدل ليولد شهيدنا في أسرة مكنونة من اثنى عشر فرداً... كان الأب - كما القطاع الأكبر من شعبنا - يخرج منذ ساعات الفجر الأولى يفتش عن قوت عياله في أرضه المحتلة... يجتثه من الصخر... ليعود في المساء ليحكي لأبنائه قصة وطنهم المضيع... عن بيتهم المهدم والمبعثرة حجارته في قريتهم التي تئن تحت وطأة الجلاد الصهيوني... ومن بين مئات الحكايا التي كان يسمعها أيمن من أبناء المخيم ونسائه... كانت حكاية الشهداء... هي ما يشد هذا الطفل الشاهد والشهيد... يبحث عنها ويحفظها... وينحت في ذاكرته ابطالها... القسام والحسينى... وحفظ دير ياسين وكفر قاسم وقبية...
التحق شهيدنا أيمن بمدرسة أبو حسين الإبتدائية في معسكر الثورة - جباليا - ولكن رحلته مع الدراسة انتهت بعد إتمام المرحلة الإبتدائية... لينتقل شهيدنا الى مساعدة والده في العمل نظر للظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تمر بها العائلة، كما كل العائلات الفلسطينية.
تزوج الشهيد في العام 1991، ورزقه الله بثلاث زهرات... كان أكبرهم إسلام والذي كان عمره يوم استشهاد والده خمس سنوات وآيات سنتين، ومحمود أربعة أشهر.
صفاته
كان شهيدنا مثالاً للشاب المسلم المجاهد... كان يتمثل لقوله تعالى «أشداء على الكفار رحماء بينهم»... فكان ذا عللاقة طيبة مع الجميع... كان ذا جسم رياضي قوي البنية... فكان يحب رياضة كرة الطائرة... وقد منحه الله قوة الجسم ووسامة الوجه في آن واحد... كان مبدعاً في كل ما يقوم به... ففي حين كان بطلاً في الرياضة حيث كان لاعباً في فريق خدمات جباليا وشارك في حصوله على بطولة القطاع عدة مرات... وقد حمل لقب أفضل لاعب لكرة الطائرة في قطاع غرة، كما ساهم في تأسيس نادى السلام الرياضي، وساعده في الصعود الى الدورى الممتاز «كرة الطائرة» ثم انتقل الى صفوف الجمعية الأسلامية التي كانت محطته الأخيرة، كان بطلاً وأسداً لوائياً في الجهاد... تعرفه شوارع وأزقة الوطن... تعرفه ميراج... وكفار داروم...
مشواره الجهادي
كانت الانتفاضة المباركة بداية شهدينا البطل في العمل المنظم ضد قوات الاحتلال الصهيوني، فقد شارك في كل فعالياتها منذ اللحظة الأولى في مخيم الثورة - جباليا - بل من أول أيامها، فقد كان من أوائل الذين هاجموا الجيب العسكري الذي تم إحراقه في ساحة الشهداء في وسط المخيم الثائر في نفس اللحظات التي استشهد فيها الشهيد الجهادي (حاتم السيسي) هذه الشجاعة والبسالة التي رآها الجميع في مهاجمته لقوات الإحتلال جعلته محط أنظار أخوه الشهيد (أنور عزيز) الذي نظمه في اللجان العاملة الجهاد الإسلامي في فلسطين.
ونظراً لاعتباره من نشطاء حركة الجهاد الفاعلين في مخيم جباليا تم اعتقاله في عام 1989، ليدخل مدرسة يوسف عليه السلام ليسطر أروع آيات التحدى والصمود في أقبية التحقيق، وهناك في المدرسة الجهادية - النقب - تعلم شهيدنا الكثير من معانى الجهاد والمقاومة من إخوانه المجاهدين حيث الشهيد أنور عزيز رفيق دربه... تعلم كيف يصنع من ثواني عمره مشروع شهادة.
أمضى الشهيد الرزاينة في السجن ثمانية عشر شهراً ليخرج بعدها أكثر إصراراً وعناداً عاقداً العرم على مواصلة درب الشهداء ولينضم الى الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي - القوى الإسلامية المجاهدة - ولتبدأ رحته الأخيرة نحو لقاء ربه.
محطات جهادية
شارك الشهيد أيمن في العديد من العلميات العسكرية ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي وأذاقهم طعم الموت الذي يجرعونه لشعبنا ليل نهار... فشارك في عملية (ميراج) حيث قام عدد من المجاهدين بالتربص لدورية صهيونية راجلة فقتلوا اثنين وأصابوا الثالث بجراح خطيرة، كما شارك في عملية عسكرية على حاجز إيرز بمشاركة عدد من المجاهدين فقتل ثلاثة جنود واستطاع المجاهد الأسد العودة الى عرينه بعد أن انفض على فريسته.
وواصل الشهيد عملياته العسكرية، بجانب العمل على تطوير الجهاز العسكري للحركة، حيث وصلت ذروة العمل في عملية بيت ليد الشهيرة التي نفذها المجاهدان أنور سكر وصلاح شاكر، والتي قتل فيها 23 جندياً صهيونياًً وأصيب العشرات.
وقدكان الشهيد أيمن من المخططين لهذه العملية التي أربكت قادة الأمن الصهيوني وسعت جاهدة بكل أجهزتها وعملائها للكشف عن الذين يفقون وراءها، حتى استطاع اعتقل اثنين من أعضاء الحركة، وليظهر اسم شهيدنا أيمن ورفيق دربه الشهيد عمار الأعرج الى العلن ولتبدأ رحلة الخطر.
وقد أعتقل شهيدنا - الشاهد على ظلم هذه المرحلة - على أيدي أجهزة السلطة الفلسطينية لمدة شهر ونصف ثم مرة أخرى لبضعة أيام، ليتأكد شهيدنا أن قدره المحتوم هو الشهادة في سبيل الله فيقرر الاختفاء عن العيون بعد أن أصبح مطلوباً للأجهزة الأمنية الفلسطينية.
الشهادة
وفي السابع عشر من رمضان الموافق 15/ 2/ 1996 وقبيل أذان المغرب بدقائق، وفي منزل صغير تكسو جدرانه ملامح الفقر والمعاناة والحرمان وفي إحدى غرف القرميد العتيقة في مخيم الشاطئ كان الشهيد جالساً مع رفيق دربه عمار يرتلون سورة الأنفال فإذا برصاصات الغدر تنالهم... بعد أن انطلقت من بنادق أبناء جلدتهم العاملين في أجهزة السلطة... لتشفى صدور قوم كافرين وأدمت قلوب قوم مؤمنين.
ردود الفعل
تقول والدة الشهيد «لقد تعودت على فراق أيمن وكنت أتوقع استشهاده في كل لحظة وحين سمعت النبأ أخذت أزغرد لأن والدي شهيد».
أما زوجته فقالت: «إن إبنه إسلام لايعرف شكل أبيه... فقدكان أبوه مطارداً ولم يكن يراه الا قليلاً» أما والده فقد قال «حسبنا الله ونعم الوكيل على القتلة».
كرامات الشهيد
بعد أيام قليلة من استشهاده جاء أهل البيت الذي قتل فيه أيمن لتخبر أهله أن رائحة مسك نفاذة تفوح في المكان الذي استشهد فيه أيمن، وبالفعل انطلق أهل الشهيد ليجدوا رائحة مسك قوية كما هي ورغم قيام أهل البيت بغسله عدة مرات، إلا أن الرائحة بقيت كما هي، وقد تدافع أهل المخيم لرؤية هذه الكرامات.
وعندما كان الشهيد يودع أزقة المخيم على أكتاف المجاهدين إذا بأحد الأقرباء يمسك بقدم الشهيد وبعد لحظات كانت رائحة يد هذا الشخص تفوح عطراً لمد طويلة رغم غسلها.
وهكذا غادر أيمن هذه الحياة بكل عزة وشموخ وبقيت روحه تحلق في سماء الوطن لتصب لعنات تطارد كل الخونة والقتلة ولتسربلهم بالخزى والعار.
تعليق