سيرة الشهيد
الإعلام الحربي – خاص:
"لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" .. كلمات تحمل بين أحرفها الكثير من معاني الإيمان والافتخار الواقع على مرددها، كيف لا وهي تخرج من بين شفاه الحاج " أبو خليل" والد الشهيد القائد رمزي روحي عوض الذي سقط شهيداً عصر يوم الرابع عشر من يناير 2009م، أثناء تصديه لجنود الاحتلال الصهيوني المجتاحين لمدننا ومخيماتنا الفلسطينية خلال ما أطلقت عليه بعملية "الرصاص المصبوب".
وبدا أبو خليل 61 عاماً صابراً محتسباً رابط الجأش وهو يتحدث عن مناقب الشهيد قائلاً:" لقد استعد نجلي رمزي للتضحية من اجل إعلاء كلمة الإسلام ونصرة المظلومين، وعمل من أجل أن ينال الشهادة في سبيل الله، التي كنت أتوقع ان ينالها في كل لحظة يغيب فيها عن البيت".
وتابع الوالد الصابر قوله مستذكراً اللحظات الأخيرة من حياة فلذة كبده " كانت الأيام الأخيرة من حياته ملفتةً للنظر، فكثيراً ما كان يتحدث عن الشهادة والجهاد في سبيل الله، وإلحاحه في طلب الدعاء مني ومن والدته أن ينال الشهادة مقبلاً غير مدبر "، معتبراً استشهاد نجله وكل شهداء فلسطين الذين سقطوا على مر التاريخ مرحلة من مراحل التضحية للوصول نحو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال.
أما والدة الشهيد التي ما فتئت تذكره وعيونها تومض بتباريح الألم التي سكنت روحها حزناً على فراقه، فقالت :"إن الكلمات لا تفي رمزي حقه، الذي كان ماله وكل ما يملك فداء لعمله الجهادي ومساعدة المحتاجين، وعندما كنت أقول له دع لنفسك نصيباً من أجر عملك لأزوجك وأفرح بك، كان يردد كلمات المؤمن الواثق بوعد الله لعباده الصادقين " إن فرحتي بلقاء ربي، يوم استشهادي، أما زواجي فقد بات وشيكاً من نساء حور العين".
وتضيف والدته :"عندما غادر البيت قبل استشهاده بساعات كنت اصنع بعض الخبز وعرضت عليه أن يتناول طعام الفطور، لكنه رفض لضيق وقته، وأطلق بنظره نحوي بشكل عميق وكانت الدموع تكاد تفر من عينيه لكن ابتسامته حالت دون سقوطها، شعرت أنها لحظات الوداع الأخيرة وأنه ماضٍ لنيل أسمى الأمنيات"، مؤكدةً أن استشهاده ترك فراغاً كبيراً داخل البيت نظراً لما كان يتمتع به من روح مرحة وحسن الخلق والالتزام.
وأشارت أم خليل إلى أنها لم تهنأ في الأيام الأخيرة قبل استشهاده برؤيته والجلوس معه بسبب غيابه المتواصل عن البيت رغم التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع وأجواء الحرب التي تخيم على معظم مناحي الحياة.
ميلاده ونشأته
يذكر أن الشهيد القائد رمزي عوض قد جاء ميلاده يوم 17/11/ 1983م، لأسرة فلسطينية لاجئة، تتكون من والديه وعشرة أفراد، كان ترتيبه السادس بين الجميع.
وتلقى الشهيد رمزي مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث، من ثم أنهى المرحلة الثانوية بنجاح، ومن ثم التحق بمعهد التعليم المهني بدير البلح حيث حصل على شهادة فني " خياطة" بدرجة الامتياز، الأمر الذي شجع والديه لشراء ماكينة "خياطة" له، كانت فاتحة خير عليه، حيث اشتهر بمهارته وعمله المميز بصناعة "البدل" العسكرية.
وتميز شهيدنا رمزي منذ صغره بعطفه وحنانه وتدينه والتزامه بتعاليم الإسلام الحنيف، فالمحبة أسلوبه في الحياة، ولأنه المجاهد الحامل في نفسه الفطرة الطاهرة، كان المطيع لوالديه، المتجنب لغضبهما، مظهراً احترامه وحبه لهما دوماً، فكان يقضي معظم أوقاته في خدمة والديه وعائلته.
مشواره الجهادي
أما عن مشواره الجهادي فالشهيد رمزي عوض امن منذ أن تفتحت عيناه على الحياة ورأى ظلم بني صهيون واضطهادهم لكل ما هو فلسطيني، أن طريق الجهاد والاستشهاد في سبيل الله هي الخيار الصواب نحو تحرير فلسطين والدفاع عن مقدساته التي تهان ليل نهار دون أن يحرك احد ساكن، فكان التحاقه بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في عام 2002م، حيث عمل بداية ضمن اللجنة الاجتماعية وتعرف في تلك الفترة على أدبيات وفكر ونهج حركة الجهاد الإسلامي، وفي عام 2004 تم اختياره للانضمام في صفوف سرايا القدس حيث تلقى في تلك الفترة العديد من الدورات العسكرية المختلفة، من خلال تميزه في كل المهام التي اسندت إليه تمكن من صعود السلم التنظيمي إلى أن وصل إلى قيادة وحدة اللواء المدفعي بالمنطقة الوسطى، وأشرف على تدريب وإعداد العديد من المجاهدين.
وتميز الشهيد رمزي بتقدمه الصفوف الأولى في كافة ميادين الجهاد والمقاومة، فعمل بداية ضمن وحدات الرصد والمتابعة للشريط الحدودي وأشرف في عام 2005 على رصد هدف تمثل بقنص جندي صهيوني تكللت وقتها العملية بالنجاح، وعمل ضمن وحدات الرباط على الثغور ويسجل له مشاركته الفاعلة في التصدي للاجتياحات الصهيونية للمنطقة الوسطى، إلى أن تم اختياره من قبل قادة سرايا القدس ليكون ضمن الوحدة المدفعية التي نفذ من خلالها الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون باتجاه المواقع والمغتصبات والتجمعات الصهيونية القريبة من قطاع غزة.
استشهاده
وتبدأ قصة استشهاد الشهيد القائد رمزي عوض المكللة بالعز والمجد والفخار يوم 14/1/ 2009م، عندما خرج ورفيقه الجريح أبو صالح لإطلاق مجموعة من قذائف الهاون من العيار الثقيل نحو رتل من الآليات الصهيونية التي تجمعت فوق تبة الريس القريبة من وادي غزة.
ويقول أبو صالح:" واصلت ورفيقي الشهيد رمزي بإطلاق قذائف الهاون من داخل إحدى البيارات لمدة خمسة أيام متواصلة في ساعات الصباح رغم قصف طائرات أف 16 والتحليق المستمر لطائرات الاستطلاع". وأضاف :" لقد تمكنا رغم شراسة العدوان الصهيوني من خلال استخدام وسائل نقل بدائية للوصول إلى اقرب نقطة يمكن من خلالها إيقاع إصابات محققة في صفوف جيش الاحتلال المتمركز على مفترق الشهداء، لكن أجهزة رصد العدو استطاعت أن تحدد مكاننا وقصفتنا بأكثر من صاروخ، حيث أصيب الشهيد رمزي بشكل مباشر مما أدى إلى استشهاده في اليوم التالي داخل غرفة العناية المركزة، فيما أصبت في أطرافي السفلية".
هكذا كانت نهاية شهيدنا رمزي مقبلاً غير مدبر كما تنمى دوماً فهنيئاً لك الشهادة ولكل الشهداء ولا نزكي على الله احد، ورزق أهلك الصبر والسلوان.
الإعلام الحربي – خاص:
"لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون" .. كلمات تحمل بين أحرفها الكثير من معاني الإيمان والافتخار الواقع على مرددها، كيف لا وهي تخرج من بين شفاه الحاج " أبو خليل" والد الشهيد القائد رمزي روحي عوض الذي سقط شهيداً عصر يوم الرابع عشر من يناير 2009م، أثناء تصديه لجنود الاحتلال الصهيوني المجتاحين لمدننا ومخيماتنا الفلسطينية خلال ما أطلقت عليه بعملية "الرصاص المصبوب".
وبدا أبو خليل 61 عاماً صابراً محتسباً رابط الجأش وهو يتحدث عن مناقب الشهيد قائلاً:" لقد استعد نجلي رمزي للتضحية من اجل إعلاء كلمة الإسلام ونصرة المظلومين، وعمل من أجل أن ينال الشهادة في سبيل الله، التي كنت أتوقع ان ينالها في كل لحظة يغيب فيها عن البيت".
وتابع الوالد الصابر قوله مستذكراً اللحظات الأخيرة من حياة فلذة كبده " كانت الأيام الأخيرة من حياته ملفتةً للنظر، فكثيراً ما كان يتحدث عن الشهادة والجهاد في سبيل الله، وإلحاحه في طلب الدعاء مني ومن والدته أن ينال الشهادة مقبلاً غير مدبر "، معتبراً استشهاد نجله وكل شهداء فلسطين الذين سقطوا على مر التاريخ مرحلة من مراحل التضحية للوصول نحو تحرير فلسطين والمسجد الأقصى من دنس الاحتلال.
أما والدة الشهيد التي ما فتئت تذكره وعيونها تومض بتباريح الألم التي سكنت روحها حزناً على فراقه، فقالت :"إن الكلمات لا تفي رمزي حقه، الذي كان ماله وكل ما يملك فداء لعمله الجهادي ومساعدة المحتاجين، وعندما كنت أقول له دع لنفسك نصيباً من أجر عملك لأزوجك وأفرح بك، كان يردد كلمات المؤمن الواثق بوعد الله لعباده الصادقين " إن فرحتي بلقاء ربي، يوم استشهادي، أما زواجي فقد بات وشيكاً من نساء حور العين".
وتضيف والدته :"عندما غادر البيت قبل استشهاده بساعات كنت اصنع بعض الخبز وعرضت عليه أن يتناول طعام الفطور، لكنه رفض لضيق وقته، وأطلق بنظره نحوي بشكل عميق وكانت الدموع تكاد تفر من عينيه لكن ابتسامته حالت دون سقوطها، شعرت أنها لحظات الوداع الأخيرة وأنه ماضٍ لنيل أسمى الأمنيات"، مؤكدةً أن استشهاده ترك فراغاً كبيراً داخل البيت نظراً لما كان يتمتع به من روح مرحة وحسن الخلق والالتزام.
وأشارت أم خليل إلى أنها لم تهنأ في الأيام الأخيرة قبل استشهاده برؤيته والجلوس معه بسبب غيابه المتواصل عن البيت رغم التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع وأجواء الحرب التي تخيم على معظم مناحي الحياة.
ميلاده ونشأته
يذكر أن الشهيد القائد رمزي عوض قد جاء ميلاده يوم 17/11/ 1983م، لأسرة فلسطينية لاجئة، تتكون من والديه وعشرة أفراد، كان ترتيبه السادس بين الجميع.
وتلقى الشهيد رمزي مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس وكالة الغوث، من ثم أنهى المرحلة الثانوية بنجاح، ومن ثم التحق بمعهد التعليم المهني بدير البلح حيث حصل على شهادة فني " خياطة" بدرجة الامتياز، الأمر الذي شجع والديه لشراء ماكينة "خياطة" له، كانت فاتحة خير عليه، حيث اشتهر بمهارته وعمله المميز بصناعة "البدل" العسكرية.
وتميز شهيدنا رمزي منذ صغره بعطفه وحنانه وتدينه والتزامه بتعاليم الإسلام الحنيف، فالمحبة أسلوبه في الحياة، ولأنه المجاهد الحامل في نفسه الفطرة الطاهرة، كان المطيع لوالديه، المتجنب لغضبهما، مظهراً احترامه وحبه لهما دوماً، فكان يقضي معظم أوقاته في خدمة والديه وعائلته.
مشواره الجهادي
أما عن مشواره الجهادي فالشهيد رمزي عوض امن منذ أن تفتحت عيناه على الحياة ورأى ظلم بني صهيون واضطهادهم لكل ما هو فلسطيني، أن طريق الجهاد والاستشهاد في سبيل الله هي الخيار الصواب نحو تحرير فلسطين والدفاع عن مقدساته التي تهان ليل نهار دون أن يحرك احد ساكن، فكان التحاقه بصفوف حركة الجهاد الإسلامي في عام 2002م، حيث عمل بداية ضمن اللجنة الاجتماعية وتعرف في تلك الفترة على أدبيات وفكر ونهج حركة الجهاد الإسلامي، وفي عام 2004 تم اختياره للانضمام في صفوف سرايا القدس حيث تلقى في تلك الفترة العديد من الدورات العسكرية المختلفة، من خلال تميزه في كل المهام التي اسندت إليه تمكن من صعود السلم التنظيمي إلى أن وصل إلى قيادة وحدة اللواء المدفعي بالمنطقة الوسطى، وأشرف على تدريب وإعداد العديد من المجاهدين.
وتميز الشهيد رمزي بتقدمه الصفوف الأولى في كافة ميادين الجهاد والمقاومة، فعمل بداية ضمن وحدات الرصد والمتابعة للشريط الحدودي وأشرف في عام 2005 على رصد هدف تمثل بقنص جندي صهيوني تكللت وقتها العملية بالنجاح، وعمل ضمن وحدات الرباط على الثغور ويسجل له مشاركته الفاعلة في التصدي للاجتياحات الصهيونية للمنطقة الوسطى، إلى أن تم اختياره من قبل قادة سرايا القدس ليكون ضمن الوحدة المدفعية التي نفذ من خلالها الكثير من عمليات إطلاق قذائف الهاون باتجاه المواقع والمغتصبات والتجمعات الصهيونية القريبة من قطاع غزة.
استشهاده
وتبدأ قصة استشهاد الشهيد القائد رمزي عوض المكللة بالعز والمجد والفخار يوم 14/1/ 2009م، عندما خرج ورفيقه الجريح أبو صالح لإطلاق مجموعة من قذائف الهاون من العيار الثقيل نحو رتل من الآليات الصهيونية التي تجمعت فوق تبة الريس القريبة من وادي غزة.
ويقول أبو صالح:" واصلت ورفيقي الشهيد رمزي بإطلاق قذائف الهاون من داخل إحدى البيارات لمدة خمسة أيام متواصلة في ساعات الصباح رغم قصف طائرات أف 16 والتحليق المستمر لطائرات الاستطلاع". وأضاف :" لقد تمكنا رغم شراسة العدوان الصهيوني من خلال استخدام وسائل نقل بدائية للوصول إلى اقرب نقطة يمكن من خلالها إيقاع إصابات محققة في صفوف جيش الاحتلال المتمركز على مفترق الشهداء، لكن أجهزة رصد العدو استطاعت أن تحدد مكاننا وقصفتنا بأكثر من صاروخ، حيث أصيب الشهيد رمزي بشكل مباشر مما أدى إلى استشهاده في اليوم التالي داخل غرفة العناية المركزة، فيما أصبت في أطرافي السفلية".
هكذا كانت نهاية شهيدنا رمزي مقبلاً غير مدبر كما تنمى دوماً فهنيئاً لك الشهادة ولكل الشهداء ولا نزكي على الله احد، ورزق أهلك الصبر والسلوان.
تعليق