إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تسييس المساجد يزيدنا فرقة / لقاء الصحفي مع الشيخ الداعية الدكتور عماد حمتو

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تسييس المساجد يزيدنا فرقة / لقاء الصحفي مع الشيخ الداعية الدكتور عماد حمتو

    نص اللقاء الصحفي المنشور على جريدة الوطن القطرية اليوم 28-12

    تسييس المساجد يزيدنا فرقة



    «فُصلت ثلاث مرات من الخطابة وما زلت.. سُجنت أيام إسرائيل والسلطة وأُقصيت في زمن حماس.. ما زلت أدفع ضريبة كبيرة على أرائي وأفكاري».. هذه هي أهم المحطات في حياة الشيخ الداعية الدكتور عماد حمتو، مؤكداً أنه ما زال يدفع ضريبة كبيرة على مواقفه وآرائه الفكرية في ظل الانقسام الفلسطيني الذي تشهده الساحة.

    وفي حوار خاص مع الوطن الإسلامي تطرق الداعية حمتو لقضية القتل على خلفية الشرف في المجتمع الغزي، مؤكداً أنها قضية لا ترقي لمستوى الظاهرة مقارنة بالمجتمعات المحيطة، كما تحدث عن مشكلة تعاطي بعض الغزيين لأقراص «الترامال» المُخدرة، مبيناً حكمها في الشريعة الإسلامية.

    وفي ذات اللقاء، عرج أستاذ التفسير وعلوم القرآن الكريم لظاهرة تسييس المساجد في قطاع غزة، وعزوف بعض موظفي حكومة رام الله عن الصلاة في بعض المساجد التي يعتبرونها تتبع لحركة حماس خوفاً من قطع رواتبهم، مشيداً بوصول الإسلاميين للحكم في أكثر من دولة عربية.

    وفيما يلي نص الحوار:


    _ قضية القتل على خلفية الشرف ظاهرة موجودة في قطاع غزة.. كيف ترى أسبابها؟

    - هناك بعض الظواهر السلبية الموجودة في المجتمع الفلسطيني كغيره من المجتمعات، وربما تكون هذه القضية - القتل على خلفية الشرف - كون مجتمعنا شرفياً تنتشر فيه هذه الظاهرة لدينا ولدى بعض الأقطار الشقيقة كمصر وسوريا والأردن ولبنان وبعض الدول العربية والإسلامية، لكن يجب أن نخضع أهواءنا ورغباتنا إلى شرع الله لا أن نخضع شرع الله لأهوائنا ورغباتنا، لكن بالمقارنة بأقطار عربية أخرى نجد أن هذه الظاهرة ربما نكون نحن – الفلسطينيين - أقل نسبة في الوطن العربي في مثل هذه الظواهر؛ لأنه يحتكم عندنا أمور كثيرة كوننا أمة مقاومة مجاهدة تحت الاحتلال، فمثل هذه الأحداث لا تشكل ظاهرة مقارنة بالمجتمعات الأخرى، وبالنسبة لنا دائماً النادر في حكم المعدوم، والظاهرة تكون ظاهرة إذا تعددت نسبها وأرقامها وإحصائياتها وبدأت تشكل هاجسا خطيرا.

    _ هل هناك إحصائيات حديثة في قطاع غزة حول هذه القضية؟

    - شاركت في ورشات عمل كثيرة في هذه المسائل، وتبقى هذه الأحداث في أي مجتمع خاصة في ظل الموجة الكبيرة من الفساد والإغراءات والشهوات التي دخلت كل بيت، طبيعي أن يكون هناك ضحايا، لكن أن ترقى هذه الأحداث لقضية ظاهرة لا أعتقد أنه في قطاع غزة بالذات يمكن أن ترقى هذه المشكلة لقضية ظاهرة رغم أن الظروف التي نعيشها من حصار ووضع اقتصادي صعبة، لكن يبقى العامل الديني مسيطرا إلى حد كبير على هذه المسألة.

    أيضاً نلاحظ أن المجتمع الغزي يميل إلى الزواج المبكر، مما يحد من هذه الظواهر الخطيرة على الرغم من أن له ايجابيات وسلبيات، لكنه يحد من هذه الظواهر وتبقى دائماً صورة المجتمع الغزي صورة مقاومة ومجاهدة؛ لأن مشكلة القتل على خلفية الشرف مرتبطة بوجه أو بآخر بقضية العمالة مع الاحتلال، بالتالي يرتقب الكثير من الشباب أو البنات أي علاقة خاطئة يمكن أن ينتج عنها كل هذه الأمور لارتباطها مباشرة بالاحتلال.

    _ وما دوركم كدعاة دين ووعاظ في توجيه الأسر حول هذه المشكلة؟

    - زرت معتقل أنصار الجنائي أكثر من مرة، وكان هناك نوع من الوعظ المباشر بيني وبين كثير من الشباب ما بين سنة 15 – 25 سنة، وكانت الجرائم متعددة ما بين السطو والشروع في القتل واستخدام المخدرات و»الترامال» والقتل على خلفية الشرف، لكن يبقى الدور الإعلامي والمنبري خطيرا جداً، لأن العلم بالتعلم والفقه بالتفقه، طالما أن هناك عضلة تضخ بصورة صحيحة يمكن أن ننقذ الكثير من الضحايا في ظل الوضع الرهيب الموجود حالياً من تفشي الرذيلة وسوء الأخلاق، فيجب أن يلعب المسجد والبيت والإعلام دوراً هاماً في ذلك وفوق كل ذلك السلطة الحاكمة.

    _ وما النتائج التي جناها المجتمع الفلسطيني جراء القتل على خلفية الشرف؟

    - نحن نرى كأي مجتمع هناك ضحايا بسبب الاحتلال، وذلك لأن الاحتلال معني بالسقوط الأخلاقي، وعندما وصل الاحتلال لجنوب لبنان كون جيش من العملاء وهو جيش لحد، في حين أن قطاع غزة على مدار 65 عاماً من الصراع ظلت هذه القضايا والأحداث جزئية ولم ترق لظاهرة، لأن الشعب بقي في طور قضية المقاومة والجهاد وهذا لعب دورا كبيرا في توجيه كثير من الأسر الفلسطينية إلى تحصين أبنائهم وتوجيههم إلى المساجد وإلى قضايا تربوية وأخلاقية.

    عندنا كل عام نحو 5000 حافظ للقرآن الكريم يتخرجون في مخيمات تحفيظ القرآن، لدينا نسبة كبيرة من الشهداء والجرحى والأسرى، فمثل هذه القضايا التي تُحيي الأمة تحد من هذه القضايا التي تعتبر ناشذة، لكن كأي مجتمع ما زال هناك بعض القيح والصديد في هذا الجسد الفلسطيني بحاجة إلى التطهير.

    _ من الناحية الشرعية.. كيف يكون الرادع والعقاب لمن يقتل ابنته أو أخته على خلفية الشرف أو ما شابه ذلك.. وكيف يتم التعامل معه؟

    - الأصل أن قضية الحياة والموت وإقامة الحدود والأحكام الشرعية لا بد أن يقوم عليها ولي الأمر ولا يجوز أن يقوم أي إنسان بإقامة الحدود بنفسه؛ لأنه يتعذر علينا الوصول إلى الحقيقة في مثل هذه الظروف، وربما يقتل فيها أبرياء، والقضاء يوفر جوا نزيها وعادلا لكل إنسان ويتيح له فرصة الدفاع عن نفسه والدفاع عن النفس حق مشروع، بالتالي لما يتصدر هذا القضاء النزيه ونستطيع أن نصل لحلول صحيحة وشرعية ويتمكن فيها المُدان من الدفاع عن نفسه ويصدر حكم قضائي نزيه فيها نكون أقرب للتقوى، أما أن بعض هذه القضايا قد يذهب فيها أبرياء نتيجة خلافات وخصومات أخرى ليس لها علاقة بالشرف كأن يتخلص من أحد البنات خوفاً من الميراث وينسب إليها تهمة، لا بد أن نحتكم للشريعة في كل أمورنا، بالتالي ممنوع على الإنسان أن يباشر مثل هذه الأعمال بحجة الشريعة، هو يريد أن يتقمص ثوب الشريعة في أداء هذه المهمة الناقصة وعلى الشريعة والقانون محاكمته ولا بد أن تثبت الجريمة على المدان حتى نقيم عليه الحكم المناسب، حتى الشريعة نفسها لا تقيم حد القتل على الشاب أو البنت الأعزب غير المتزوج إذا زنوا، معروف في حكم الشرع الجلد مائة سوط وليس القتل، بالتالي هناك مخالفات شرعية تكون واضحة في مثل هذه المسألة، لكن عند دراسة أي ظاهرة يجب مقارنتها بالمحيط العربي المحيط بنا، فمثلاً عند دراسة موضوع الطلاق في المجتمع الغزي نجد أنها أفضل نسبة تكاد تكون في العالم كله قطاع غزة، عندنا نسبة الطلاق إلى الزواج نحو 17 %، بينما وصلت في الكويت العام الماضي 54 %، وفي السعودية 70 %، فعندما تقارن نفسك في وضع تحت الاحتلال والانقسام والجوع والقصف وتهلكة معوقات كثيرة جدا؛ تبدو مثل هذه الأحداث لا تذكر أمام الغول الكبير والمصائب التي تنزل، في حين أن هناك مؤسسات ودولا قائمة بجيوش وأموال ومؤسسات ورعاية اجتماعية ونسبها في معدلات الجريمة مرتفعة وبنسبة مرعبة ومخيفة، وهذه دلالة على أن هناك سرا في هذه الأرض المباركة وهو أن الله سبحانه وتعالى رغم كل هذه الظروف الصعبة إلا أنه باسط ستره ورحمته وكنفه على هذه الأمة.

    _ بالانتقال لقضية خطيرة جداً في قطاع غزة وهي قضية تناول أقراص «الترامادول» المخدرة من قبل الشباب والفتيات أيضاً بحجة أنه يخرجهم من أجواء الكآبة والحزن.. ما حكم ذلك في الشريعة الإسلامية لاسيما أن أقراص «الترامال» هي أقراص طبية علاجية في الأساس؟

    - هناك وحدة في جهاز المخابرات الأميركية اسمها «وحدة صناعة المزاج العالمي» وهذه الوحدة المسؤولة والمشغولة بدراسة أمزجة المنطقة جميعاً، ماذا يناسب غزة وسوريا والأردن مثلاً، والترامال وحبوب الهلوسة ليست مسألة قاصرة على قطاع غزة فقط، فهي منتشرة في الضفة الغربية ومصر والأردن بشكل يكاد يكون خلفه جيش منظم من المجرمين يمارس هذه المسألة، نحن نرى اليوم ثورات إعلامية في الفضائيات مسؤولة عن شغل الناس بكرة القدم والموجات الجنسية والإباحية وما شابه ذلك، إذاً هناك أناس متخصصين في صناعة هذا المزاج العالمي.

    نص الشريعة الإسلامية واضح في قضية الترامال أو أي حبوب مخدرة تستخدم لغير العلاج، أنه إذا لم يكن هذا علاجا يستخدم بوصفة طبية ويعالج مسألة نص عليها الطبيب فهذا لا ينبغي ومُحرم تداوله وتناوله، لأنه ليس المقصود من تناوله العلاج المقصود به ولكن هناك أسباب أخرى مهلكة وعلى الإنسان أن يحفظ جسده لأنه وقف عليه من الله تعالى ولا ينبغي أن يتصرف في هذا الوقف بدون إذن المشرع الحكيم.

    الغريب والعجيب أنه خلال مشاركتي في ورشة عمل حول قضية الترامال لفت نظري أن 80 % ممن يتعاطون الترامال هم من الطبقة المثقفة، وأخطر سبب في هذه المسألة هو الانقسام، آلاف الموظفين بعد الانقسام جلسوا في بيوتهم ليس لهم وظائف يخرجون إليها ولا يمارسون حياتهم بطريقة طبيعية، الوقت والفراغ سبب مشاكل كبيرة وخطيرة، بالتالي بدأوا اللجوء لمثل هذه العقاقير الخطيرة والمرعبة، أيضاً الحالة الاقتصادية السيئة التي نعايشها جعلت البعض من ضعاف النفوس يتجه لاستخدام هذه الورقة التجارية.

    _ هل هناك دور للاحتلال في إغراق غزة بالترامال؟

    - هناك دور للاحتلال ودور خطير جداً للتوجيه، فكيف نحد من هذه الظاهرة الخطيرة؟، يجب أن يكون أمامك جيش من الدعاة والعلماء والوعاظ والإعلاميين للحد من هذه الظاهرة.

    _ وهل يمارس العلماء والوعاظ والإعلاميون دورهم بالشكل المطلوب للحد من هذه الظاهرة؟

    - هناك ممارسة لكنها ضعيفة لأن الانقسام المقيت أشغلنا وأنهكنا، وخرجت خطبة الجمعة عن أصولها الحقيقية في توجيه الناس، وما زال الضحايا يتوافدون ويتكاثرون لأن الغدة التي يجب أن تعمل بشكل صحيح أصبحت لا تعمل.

    _ معروف أن الترامال وكل شيء يدخل لغزة يدخل عن طريق الأنفاق الحدودية والمسؤول عن هذه الأنفاق هي لجنة الأنفاق التابعة لحكومة غزة.. لماذا لا تمنع هذه اللجنة دخول هذه الآفات لقطاع غزة وهي المسؤولة عن الأنفاق؟

    - هناك دول كثيرة تعاني من مسألة التهريب وليست غزة وحدها، معروف أن دول كبيرة بجيوش وبأنظمة مخابرات عندها قدرات كبيرة لا تستطيع أن تحد من قضية التهريب، المشكلة ليست في الحكومة القائمة فقط، أنا أرى أن المشكلة في القضاء وتشريع القوانين، فنحن ما زلنا محكومين بأنظمة وقوانين من العهد العثماني والبريطاني إلى الآن لم يجر عليها تعديلات وتغييرات تمكننا من ردع هؤلاء المجرمين . لكن سنعيد الكرة لعلماء الخيمة، فإذا تحركوا تحركت البلد، وإذا سقطوا سقطت البلد كلها، متعاطي الترامال لم يأت من كوكب آخر، هو ابني وابنك وأخي وأخوك، وهذا الشخص يتعرض في كل أسبوع لخطبة الجمعة، فعندما يدخل المسجد ويرى أن الخطيب تحول إلى مذيع في قناة الجزيرة وفقدت خطبة الجمعة جوهرها من قضية الوعظ والإرشاد والتنبيه على الحلال والحرام وخطورة هذه المسألة والعبث الموجود فيها؛ تسقط كثير من القلاع، بالتالي نحن معنيين دائما بأن يكون هناك خطان يجب أن يسيرا بجانب بعضهما البعض، وهما الأمراء والعلماء، فكان النبي صلى الله عليه وسلم من أوصافه أنه يحسن الحسن ويقبح القبيح.

    ولا أعتقد أن الترامال يدخل قطاع غزة بصورة صحيحة، لأنه اكتشف أن مجموعة كبيرة من العقاقير المتداولة مثل الترامال وغيره صنعت في الصين بتركيبة غير صحيحة مخصوصة لقطاع غزة، بالتالي من يتداول الترامال يبيعه بطريقة غير صحيحة لأنه دخل بطريقة غير شرعية، وهناك كمية كبيرة منها تصل غزة عن طريق الضفة الغربية وإسرائيل.

    _ وجدنا بعد الانقسام الفلسطيني عام 2007 بعض المشايخ الأكفاء والمعروفين في قطاع غزة قد مُنعوا من الخطابة في المساجد.. فكيف تنظرون لهذه المشكلة؟

    - مشكلة الشعب الفلسطيني المشكلة الحزبية التي لعبت سنوات طويلة في تشكيل عقول أبنائه، والشعب الفلسطيني مرت عليه حكومات متعاقبة وكل حكومة تركت آثارا ومحبين ومتعاطفين وأنصار ومخالفين، بالتالي أصبحت التركيبة للشعب الفلسطيني متجذر فيها العمل الحزبي بصورة متجذرة، وهذا ما عمل عليه الاحتلال الإسرائيلي وهو أخطر ما في الأمر، هذا الإقصاء للمشايخ لغة مذمومة ومطلوب دائماً أن يُفتح مجال للحوار والكفاءات ولابد أن نؤكد أن المنبر يجب أن تحيد الخلافات السياسية فيه وأن تبقى رسالة المسجد رسالة هادفة جامعة، وأصل خطبة الجمعة هي الموعظة، ويسميها الخطباء «موعظة الجمعة»، هذا الإنسان البسيط المواطن الذي يأتي للمسجد مثقل بالهموم والغموم وعلى الخطيب أن يحقق أمامه أمورا كثيرة وأن يخاطب عاطفته وروحه المعكرة وعقله ونفسه ويحدثه عن مشاكله ويفتح أمامه فسحة من الأمل.

    عندما لا يدرك خطيب الجمعة رسالة الخطبة يتحول للون حزبي ضيق للأسف الشديد فتنشأ المشكلة، الدين يجمعنا لكن العمل الحزبي يفرقنا، بالتالي عندما تتناول أي قضية سياسية على المنبر لا بد أن تجد من يشاركك ويخالفك في هذه القضية، لكن عندما تتناول قضية دينية الكل يجمع عليها، بالتالي لا بد من إعادة تأهيل الخطباء والمرشدين لأنهم بحاجة إلى إرشاد، أُقحم العمل السياسي داخل المساجد وجُيشت للأسف الشديد بعض الفتاوى الخاطئة وأُقحم الناس فيها ولعب هذا دورا كبيرا في عقول الناس، لأنه لا تستطيع أن تلغي كثيرا من عقول الناس بالعمل الحزبي، لأن الحزبية كما قلنا متجذرة في الشعب الفلسطيني منذ سنوات طويلة.

    أنا فُصلت ثلاث مرات من الخطابة، وما زلت مفصولا حتى الآن الحمد لله، وما زلت أدفع ضريبة كبيرة على أرائي وأفكاري، سُجنت أيام إسرائيل، سُجنت أيام السلطة، أُقصيت في زمن حماس، وكل هذه المحطات الصعبة والخطيرة ما زلت أدفع ضريبتها، صحيح يمكن أن أُقصى.. لكن ستعود الأمة في آخر المطاف إلى ما كنت تنادي عليه وتقول به وكبار القادة السياسيين والدينيين اليوم يقولون ما كنا نقوله قبل 6 سنوات.. ليست المشكلة أن يظهر عماد حمتو أو غيره على الصورة المهم هو أن يظهر الحق ولو أتى عن طريق أي أحد لكن المهم أن يظهر الحق، والمشكلة هي كيف تقود الأمة للصلاح، وهي ليست مسألة شخصية، فنحن ننصح حينما تستوجب النصيحة ونثني حينما يستوجب الثناء وننتقد حينما يستوجب النقد وهذه هي مهمة الداعية والخطيب والعالم مهما كلفه ذلك.

    _ في ذات السياق أيضاً وجدنا بعد الانقسام أن البعض من موظفي حكومة رام الله يخشون من الصلاة في بعض المساجد التي يعتقدون أنها تتبع لحركة حماس خوفاً من قطع رواتبهم من رام الله.. كيف تنظر لهذه القضية الخطيرة؟

    - الخطأ مشترك وفادح.. أن يتم إقحام الشعائر الدينية في هذه المسائل الخطيرة وأن يُساوم الناس على لقمة عيشهم، من المصائب الكبيرة التي ارتكبتها حكومة رام الله مقايضة الناس على أداء الفرائض والشعائر، ومساومة الناس على لقمة عيشهم، وهذا سعي لإرضاء العبد على مرضاة الرب سبحانه وتعالى.

    _ هذا أمر الجميع يتفق عليه.. لكن أليست المشكلة الأساسية هي تسييس المساجد في قطاع غزة وأن هذا المسجد لفلان وهذا لعلان وهي لله بنص القران الكريم؟

    - الجميع أخطأ، ولولا الخطأ ما عرفنا الصواب، وأحياناً خلافاتنا الحزبية تطفو على السطح بصورة مرعبة، ويجب أن نحجمها لحجمها الطبيعي، ونأخذ درسا كبيرا من قضية أن فكرة التكفير والتخوين لم تعد تجدي شيئا، نحن شعب واحد تحت احتلال وأي شعب تحت احتلال يجب أن يكون عنده برنامج مقاومة، والكل محتاج هذا البرنامج، نحن جميعاً في قارب واحد لا يصح أن يجدف أحدنا للأمام والآخر للخلف.

    _ بالحديث عن قضية السلفيين في قطاع غزة وخلافاتهم مع الفصائل على خلفية المقاومة ومبدأها.. ما رأيك بهذا الموضوع؟

    - الجماعات السلفية متعددة ومختلفة منها ما هو مشغول في بناء عقيدة صحيحة ومؤسسات جيدة تخدم المواطن الفلسطيني ولها آثار مباركة وعملت شيئا مفيدا للبلد، ومنها من قتله التنطع وُجيرت أهدافه ومصالحه لغير ما ينبغي له، ويجب أن ندرك أن أي عمل يريد أن ينجح يجب أن يكون عملا مشتركا متفقا عليه.

    لاحظنا في الفترة الماضية خلافات بين بعض الجماعات السلفية وحركة حماس في موضوع المقاومة، ولاحظنا أيضاً أنه حينما وقع الجد وبدأت الحرب لم يظهر أحد فيهم إلا رجال المقاومة الحقيقيين، بعض الجماعات للأسف الشديد انشغلت بأجندة خارجية وليس دائما هذه الأجندة تعرف طبيعة ومصلحة البلد مثل أبنائها الداخليين، فالعلماء يقولون إن فتوى أهل الثغور مقدمة على غيرهم لأنهم في بوابة النار والصراع، بالتالي حينما تُقر أكبر الفصائل هدنة أو فتوى معينة يكون فيها مصلحة الإجماع للناس كلها، ولا تكون المسألة اختيارية أو اختزالية.

    _ وأخيرا.. كيف ترى وصول الإسلاميين للحكم في أكثر من دولة عربية بعد ثورات الربيع العربي؟

    - لا شك أنه أفضل بكثير، لأن الأمة عاشت سنوات طويلة تحت عرش الطغاة ونأمل أن هذه التجارب الإسلامية تنجح إن شاء الله وربنا يجنبها الخطأ والزلل والحاسدين والحاقدين، هناك تجارب في العمل الإسلامي بدأت تنضج، والجماعات الإسلامية لديها من الكفاءة والأمانة والإخلاص ما تستطيع أن تخدم به أبناء شعبها.

    السلطة القائمة مهمتها بالدرجة الأولى خدمة الشعب، وليس سرقة أموال الشعب، ولا أن ترهن مستقبل الأمة وأموالها وخدماتها وحياتها كلها للمستعمر، لا بد أن تحقق السلطة مبادئ الإسلام: العدل، المساواة، مساءلة الحاكم عن المال العام، توزيع الأموال على الناس بالمساواة والعدل، وهذا أقرب ما تنادي به الجماعات الإسلامية التي تحاول الوصول للحكم.

  • #2
    رد: تسييس المساجد يزيدنا فرقة / لقاء الصحفي مع الشيخ الداعية الدكتور عماد حمتو

    حفظ الله الشيخ الدكتور ابو انس .. وبارك الله فيه

    شكرا لك اخي والاصل ان يكون الدين والمساجد لله لا للأحزاب وغيرها .. ولكن وددت لو قابلت الشيخ سؤاله عن تغييب الجهاد من الخطابة في مساجدنا فهل هذا يجوز "خصوصا في الضفة الغربية"
    اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

    تعليق


    • #3
      رد: تسييس المساجد يزيدنا فرقة / لقاء الصحفي مع الشيخ الداعية الدكتور عماد حمتو

      هناك أنُاس معنيون بطمس الشيخ ومنعه من الخطابة لانه يقول الحق وفى الحقيقة يحرجهم الكثير ،،
      ومنعوه من الخطابة بحجج واهية ..!

      حفظ الله الشيخ عماد ابو انس وادامه ذخرا للاسلام والمسلمين
      صراحة من اكثر الشيوخ الذين احب الاستماع اليهم ، واتابع برامجه الدينية عبر الاذاعات وخصوصا صوت القدس والاسرى.
      ويخطب فى بعض مساجد غزة بشكل محدود بخلاف السابق..
      التعديل الأخير تم بواسطة جهاد الدين; الساعة 30-12-2012, 09:36 AM.

      تعليق

      يعمل...
      X