قذف مجاهدو سرايا القدس خلال معركة السماء الزرقاء العدو بمئات الصواريخ والقذائف المختلفة ، حيث زلزلت حصونه وأربكت حساباته، وأوقعت الخسائر المادية والبشرية الفادحة في صفوفه.
ويعد سلاح المدفعية لسرايا القدس إحدى ركائز الرمايات القوسية والموجهة للقذائف والصواريخ، التي أبدعت السرايا في قذفها نحو المغتصبات والمواقع الصهيونية خلال معركة السماء الزرقاء الجهادية.
وسلاح المدفعية يشمل قذائف الهاون بعياراتها المختلفة ( 60 ملم – 81 ملم – 120ملم) بالإضافة إلى الصواريخ الموجهة من طراز "107"، كان له دوراً بارزاً ومهما في إيقاع الخسائر البشرية والمادية في صفوف العدو الصهيوني المجرم.
وللتعرف عن كثب على سلاح المدفعية "الهاون" أجرى مراسل موقع الإعلام الحربي لـ"سرايا القدس" بلواء غزة، حواراً مع "أبو عبيدة" أحد قادة سلاح المدفعية بسرايا القدس, ليتحدث لنا عن نشأة سلاح المدفعية وأبرز خصائصه ومميزاته الفنية والتكتيكية، وعن دوره الفاعل والمؤثر في مقارعة الاحتلال الصهيوني, حيث قال: "سلاح المدفعية هو سلاح مدفعي صُمم أساساً لاستهداف الأهداف الغير مباشرة بطريقة دفع الغاز المحصور في السبطانة الملساء".
وأضاف أبو عبيدة: "بدأ عمل سلاح المدفعية في الحروب بعد تشكيل الجيوش وأخذ دوره المؤثر بعد اكتشاف البارود, واستخدم على نطاق واسع منذ القرن الرابع عشر ميلادي, وعرف تأثيره خلال الحربين العالميتين, وكانت الخسائر الناتجة عن نيران المدفعية من 60-75%".
وأشار أبو عبيدة إلى أن سلاح المدفعية له دور أساسي في الحروب، ويعود ذلك لعدة أسباب منها, (طول المدى- قابليته للرد الفوري وفي جميع الأحوال الجوية- التأثير التدميري الكبير- شكل مسار القذيفة "القوسي" أمكنها من إصابة الأهداف المستورة- دقة التسديد والإصابة- إمكانية الرماية على الأهداف المرئية والغير مرئية), كما توجد مميزات تكتيكية للمدفعية ومنها (الرماية من زاوية 45 درجة إلى زاوية 90 درجة "زاوية عمودية"- إمكانية الرماية بزاوية 360 درجة أفقياً مع تحريك المنصب الثنائي- إمكانية تلقيم المدفع من الفوهة- يرمي الهاون عدة أنواع من القذاف المتفجرة والمتشظية والمضيئة- سهل الحمل والفك والتركيب- ليس له حقل رماية ميتة- قطر الانفجار ما بين 50-70متر- رماية عدة أهداف من مكان واحد).
ونبه المجاهد أبو عبيدة إلى أن الصواريخ الموجهة من طراز 107 تُعد من أهم وأبرز الأسلحة التي يشملها سلاح المدفعية, مؤكداً على ان هذا الصاروخ يعتبر من الصواريخ الموجهة التي تستخدم في قصف التجمعات والثكنات والمواقع العسكرية الصهيونية المحاذية لقطاع غزة.
وأكد القائد بسلاح المدفعية على أن مجاهدي الوحدة على أهبة الاستعداد لخوض أي معركة مع العدو الصهيوني, مشدداً على أن قيادة سلاح المدفعية وضعت خطط دفاعية وهجومية وخطط بديلة ستفاجئ الكيان الصهيوني وستربك حساباته في المرحلة المقبلة".
ولفت إلى أن مجاهدو المدفعية أثبتوا جدارتهم في معركة السماء الزرقاء، واستطاعوا ان يربكوا حسابات المحتل، وأوقعوا في صفوفه الخسائر, لاسيما في مجمع أشكول الاستيطاني حيث قصفته السرايا خلال معركة السماء الزرقاء بصواريخ الـ 107 وبقذائف الهاون من العيار الثقيل مما أدى إلى مقتل جنديين صهيونيين وإصابة عدد آخر بجراح.
وأشار أبو عبيدة إلى أن سرايا القدس ستواصل إعداد العدة، والإبداع في عملها الجهادي كما أبدعت في معركة السماء السماء، للمرحلة القبلة، مؤكداً على السرايا لا تأمن غدر ومكر العدو الصهيوني".
وشدد أبو عبيدة على أن مجاهدي سلاح المدفعية يتم انتقائهم باحتراف, بحيث يكونوا ذو خبرة عالية بالمجالين الأمني والعسكري، وأن يكونوا ذو مؤهل علمي وعلى درجة كبيرة من الذكاء والحنكة.
وأضاف: "يتم إخضاع مجاهدي المدفعية لدورات عسكرية شاملة بحيث يكونوا ذو خبرة ومهارة وكفاءة عالية، وإلمام بكافة المجالات والعلوم العسكرية، التي تؤهلهم لخوض معارك قاسية مع الاحتلال الصهيوني، وإيقاع خسائر مؤكدة في صفوف العدو".
وعن آلية تعامل مجاهدي سلاح المدفعية مع المراقبة الدائمة من قبل العدو الصهيوني للمجاهدين لا سيما طائرات الاستطلاع التي لا تغادر أجواء قطاع غزة, قال أبو عبيدة: "سرايا القدس تعمل على صياغة وتدريس المفهوم الأمني لكافة مجاهديها، بحيث توجد آلية للتعتيم على أجهزة المراقبة الصهيونية لاسيما طائرات الاستطلاع".
وأضاف: "مجاهدينا الأبطال بكافة التشكيلات والتخصصات العسكرية، يأخذون بأسباب السلامة الأمنية، ويتوكلون على الله عز وجل فهو نعم المولى ونعم المصير".
وفي ختام حديثه دعا أبو عبيدة مجاهدي سرايا القدس والمقاومة بأن يكونوا نبراساً على درب الجهاد والمقاومة، وأن يواصلوا مسيرة الدم والشهادة، التي خطها الشقاقي الأمين والشهداء العظام بدمائهم وأشلائهم.
وتعهد القائد بسلاح المدفعية بأن تحفظ السرايا عهد ووصايا الشهداء الأبرار، الذين قدموا أرواحهم ودمائهم قرباناً إلى الله عز وجل، وفداءً لدينهم وعقيدتهم ووطنهم الغالي فلسطين".
تعليق