نريد جيوشكم.. لا دموعكم !..
عبد الباري عطوان :
أبناء قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف الصاروخي والغارات الاسرائيلية ليل نهار يجب ان يغلقوا الأبواب في وجه الوفد الذي يرأسه امين عام جامعة الدول العربية، ويضم وزراء خارجية عدة دول عربية، وان يطالبوهم بالعودة من حيث اتوا.
اهل القطاع لا يريدون 'سياحا' بمرتبة وزراء خارجية، او امين عام للجامعة، يأتون الى قطاعهم من اجل الادعاء كذبا بأنهم يحسّون بمعاناتهم، وجاءوا من اجل اظهار مشاعر الود والتضامن تجاههم.
هؤلاء لم يقدموا فلسا واحدا للقطاع، ولم يعمّروا بيتا تهدم اثناء العدوان الاسرائيلي شتاء عام2008، ولم يكسروا حصارا خانقا ومذلا مستمرا منذ عشر سنوات، فلماذا يستقبلهم ابناء القطاع بالترحيب، ويفرشون لهم السجاد الاحمر الملون بدماء شهدائهم وجرحاهم؟
اهل القطاع لا يريدون الشفقة، ولا الكلام المعسول، وانما اسلحة حديثة متطورة يدافعون بها عن اطفالهم وكرامتهم، في مواجهة ارهاب اسرائيلي حصد حتى كتابة هذه السطور ارواح اكثر من ثمانين انسانا، نسبة كبيرة منهم من الاطفال.
لماذا لا يتزاحم هؤلاء، مثلما رأيناهم في الاسابيع الاخيرة، على تقديم صواريخ 'ستينغر' المضادة للطائرات الى فصائل المقاومة في القطاع، حتى يحيّدوا سلاح الجو الاسرائيلي، ام ان هذه الصواريخ 'حرام' ان تستخدم ضد الاسرائيليين، وان تحمي الفلسطينيين المسلمين 'السنّة'؟
' ' '
نسأل ايضا كبار علماء المسلمين وجمعياتهم عن اسباب عدم صدور فتاوى بالجهاد في فلسطين، وبدء حملات لجمع التبرعات لنصرة المجاهدين في فلسطين، وتسخير المساجد ومنابرها في هذا الصدد.
نشعر بالمرارة والألم ونحن نشاهد الغالبية الساحقة من وزراء الخارجية العرب وقد تغيّبوا عن اجتماع دعت اليه الجامعة متلكئة، من اجل بحث ما يجري في القطاع من مجازر على يد الاسرائيليين وطائراتهم ودباباتهم وصواريخهم.
اهالي قطاع غزة لا يريدون وزراء خارجية الدول العربية كوسطاء، وانما كأهل وشركاء، فالوساطة للأجانب، وللأمين العام لجامعة الدول العربية، وليس لأبناء الدم الواحد، والعقيدة الواحدة، والهمّ المشترك.
ابناء قطاع غزة، وللمرة الثانية وربما العاشرة، يكشفون الوجه الارهابي البشع لإسرائيل امام العالم بأسره، بتضحياتهم ودماء اطفالهم الشهداء، ويبثون الرعب بصواريخهم في نفوس اكثر من خمسة ملايين اسرائيلي.
لأول مرة ومنذ بدء الصراع العربي ـ الاسرائيلي قبل سبعين عاما، يحدث توازن الرعب، ويتذوق الاسرائيليون المرفهون المدلّلون طعم الخوف والرعب، ولم يعـــــد هـــذا حكـــــرا على ابناء الشعب العربي فقط، وهذا اكبر انجاز لهذا الصمود الاسطوري.
الضفة الغربية بدأت تنتفض، وانتفاضتها بدأت تهزّ الارض تحت قدميه ومستوطنيه، ونرى بوادر صحوة في اوساط السلطة، وعودة الى الينابيع من خلال نداءات الوحدة وإنهاء الانقسام، والتخندق في خندق المقاومة بأشكالها كافة، ونتمنى ان تكون هذه المبادرات والإشارات بداية صفحة جديدة، وليس لامتصاص احتقان الشارع الفلسطيني في مدن وقرى الضفة الغربية.
' ' '
الشعب الفلسطيني لم يعد يخاف الموت او يخشاه، ولن يتوقف عن المقاومة حتى ينال حقوقه كاملة دون نقصان، والعد التنازلي في هذا المسار قد بدأ بوصول اول صاروخ 'فجر 5' الى قلب مدينة تل ابيب، وهو الصاروخ الذي سطّر صفحة جديدة في التاريخ، وكسر كل ما قبله من معادلات.
ختاما نكرر مطالبتنا لأبناء القطاع الصامدين المرابطين، بإعادة وزراء الخارجية العرب من حيث اتوا، ولكن بأدب جمّ، وابلاغهم انهم مرحب بهم اذا ما عادوا مرة اخرى حاملين صواريخ 'ستينغر' وغيرها، الكفيلة بالتعاطي بفاعلية مع الدبابات والبوارج الاسرائيلية البحرية التي تقصف القطاع وابناءه، وتشدد الحصار عليه.
يعفّ لساننا عن قول كلمة 'اطردوهم' تأدبا، وان كانوا يستحقون ما هو اكثر من ذلك.
عبد الباري عطوان :
أبناء قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف الصاروخي والغارات الاسرائيلية ليل نهار يجب ان يغلقوا الأبواب في وجه الوفد الذي يرأسه امين عام جامعة الدول العربية، ويضم وزراء خارجية عدة دول عربية، وان يطالبوهم بالعودة من حيث اتوا.
اهل القطاع لا يريدون 'سياحا' بمرتبة وزراء خارجية، او امين عام للجامعة، يأتون الى قطاعهم من اجل الادعاء كذبا بأنهم يحسّون بمعاناتهم، وجاءوا من اجل اظهار مشاعر الود والتضامن تجاههم.
هؤلاء لم يقدموا فلسا واحدا للقطاع، ولم يعمّروا بيتا تهدم اثناء العدوان الاسرائيلي شتاء عام2008، ولم يكسروا حصارا خانقا ومذلا مستمرا منذ عشر سنوات، فلماذا يستقبلهم ابناء القطاع بالترحيب، ويفرشون لهم السجاد الاحمر الملون بدماء شهدائهم وجرحاهم؟
اهل القطاع لا يريدون الشفقة، ولا الكلام المعسول، وانما اسلحة حديثة متطورة يدافعون بها عن اطفالهم وكرامتهم، في مواجهة ارهاب اسرائيلي حصد حتى كتابة هذه السطور ارواح اكثر من ثمانين انسانا، نسبة كبيرة منهم من الاطفال.
لماذا لا يتزاحم هؤلاء، مثلما رأيناهم في الاسابيع الاخيرة، على تقديم صواريخ 'ستينغر' المضادة للطائرات الى فصائل المقاومة في القطاع، حتى يحيّدوا سلاح الجو الاسرائيلي، ام ان هذه الصواريخ 'حرام' ان تستخدم ضد الاسرائيليين، وان تحمي الفلسطينيين المسلمين 'السنّة'؟
' ' '
نسأل ايضا كبار علماء المسلمين وجمعياتهم عن اسباب عدم صدور فتاوى بالجهاد في فلسطين، وبدء حملات لجمع التبرعات لنصرة المجاهدين في فلسطين، وتسخير المساجد ومنابرها في هذا الصدد.
نشعر بالمرارة والألم ونحن نشاهد الغالبية الساحقة من وزراء الخارجية العرب وقد تغيّبوا عن اجتماع دعت اليه الجامعة متلكئة، من اجل بحث ما يجري في القطاع من مجازر على يد الاسرائيليين وطائراتهم ودباباتهم وصواريخهم.
اهالي قطاع غزة لا يريدون وزراء خارجية الدول العربية كوسطاء، وانما كأهل وشركاء، فالوساطة للأجانب، وللأمين العام لجامعة الدول العربية، وليس لأبناء الدم الواحد، والعقيدة الواحدة، والهمّ المشترك.
ابناء قطاع غزة، وللمرة الثانية وربما العاشرة، يكشفون الوجه الارهابي البشع لإسرائيل امام العالم بأسره، بتضحياتهم ودماء اطفالهم الشهداء، ويبثون الرعب بصواريخهم في نفوس اكثر من خمسة ملايين اسرائيلي.
لأول مرة ومنذ بدء الصراع العربي ـ الاسرائيلي قبل سبعين عاما، يحدث توازن الرعب، ويتذوق الاسرائيليون المرفهون المدلّلون طعم الخوف والرعب، ولم يعـــــد هـــذا حكـــــرا على ابناء الشعب العربي فقط، وهذا اكبر انجاز لهذا الصمود الاسطوري.
الضفة الغربية بدأت تنتفض، وانتفاضتها بدأت تهزّ الارض تحت قدميه ومستوطنيه، ونرى بوادر صحوة في اوساط السلطة، وعودة الى الينابيع من خلال نداءات الوحدة وإنهاء الانقسام، والتخندق في خندق المقاومة بأشكالها كافة، ونتمنى ان تكون هذه المبادرات والإشارات بداية صفحة جديدة، وليس لامتصاص احتقان الشارع الفلسطيني في مدن وقرى الضفة الغربية.
' ' '
الشعب الفلسطيني لم يعد يخاف الموت او يخشاه، ولن يتوقف عن المقاومة حتى ينال حقوقه كاملة دون نقصان، والعد التنازلي في هذا المسار قد بدأ بوصول اول صاروخ 'فجر 5' الى قلب مدينة تل ابيب، وهو الصاروخ الذي سطّر صفحة جديدة في التاريخ، وكسر كل ما قبله من معادلات.
ختاما نكرر مطالبتنا لأبناء القطاع الصامدين المرابطين، بإعادة وزراء الخارجية العرب من حيث اتوا، ولكن بأدب جمّ، وابلاغهم انهم مرحب بهم اذا ما عادوا مرة اخرى حاملين صواريخ 'ستينغر' وغيرها، الكفيلة بالتعاطي بفاعلية مع الدبابات والبوارج الاسرائيلية البحرية التي تقصف القطاع وابناءه، وتشدد الحصار عليه.
يعفّ لساننا عن قول كلمة 'اطردوهم' تأدبا، وان كانوا يستحقون ما هو اكثر من ذلك.
تعليق