فلسطين ليست للبيع...
أدخلت تصريحات أبو مازن الأخيرة الكدر والهم ّ وزادت الشارع الفلسطيني احتقانا وغيضا بل وأفجعت كل غيور على ثرى فلسطين الطاهر ، وما يحز في النفس أنها تزامنت مع ذكرى وعد بلفور المشئوم ، الذي لازالت الأمة تتجرع تبعاته وتداعياته ، وعد شتت الشمل ودق مسامير الفرقة وقطع أوصال الأمة ، وأفرز واقعا مريرا تتجرع الأمة حنظله ليومنا هذا
لا الزمان ولا المكان ولا التصريحات ولا التنازلات شفعت له عند الإحتلال والنتيجة مزيدا من الإذلال والتركيع ، هو خذلان للقضية كرسه بتصريحاته ، حاد بها عن جادة الصواب وأوغر الصدور وفرط في الحق حق لا يمتلكه أحد ، بل هو حق لجموع الامة ، فلسطين وقف لكل المسلمين حين فرطوا فيها هانوا وسهل الهوان عليهم وتجرعوا ذل العدو
فلسطين مقياس عزتنا وكرامتنا ومعقل فخرنا حين تفككت أمتنا استعلى عليها العدو وفرق الكلمة ، عباس يعكس حال العرب من نحّوا وأبعدوا من قاموسهم خيار المقاومة وأبقوُوا على خيار التفاوض خيار خاسر ، والادهى من ذلك عندما تكون التبريرات تغرد خارج التصريحات ، الكلام كان واضحا، هناك من يبتغي منا قراءة التصريحات على مقاسه ، هي المكابرة والعناد والتخندق الأعمى
العالم أجحف في حق فلسطن ولم ينصفها فلا أقل من أن نبقى على العهد ولا نكرس هذا الظلم بتفريطنا فيها ، وتبقى جذوة الصراع متّقدة حتى يأْذن الله لنا برد الحق وعودته لحمانا ، للاسف البعض يقامر بفلسطين تحت الطاولة وفوق الطاولة وفي دهاليز السياسة ، ضيعها في الأروقة وفي المؤتمرات ومازاده ذلك إلا هوانا وذلا
الإحتلال عندما يخوض الإنتخابات تكون على حساب دماء وأشلاء فلسطين الطاهرة ، وساساتنا يمارسون السياسة بالتخلي عن الثوابت وعن الحق !!!
أي مفارقة هاته ، بدل أن يستخدم الحق كأوراق يمارس بها الضغط ، واليوم يدعوه الإحتلال للتفاوض بدون شروط ، قمة الإستهتار والإستهزاء ، المطلوب وقفة لكل الامة حتى لا يأخذ احد فلسطين للمجهول ويعبث بمصيرها ، فهي وقف لكل المسلمين
عندما نأتي على ترصيحاته التي أكد فيها أنه لن يسمح بانتفاضة ثالتة ، حقا هنا نستغرب ، هل الشعب ينتظر إذْن من أحد لينتفض ويطالب بحقه !! الشعب وبإيمان منه ويقينا منه بعدالة قضيته ينتفظ تلقائيا ، لكن الممعن في التصريح يجد أنها تحمل معنى مبطنا والله أعلم
دماء الفلسطينين الطاهرة ليست للمزايدة
تعليق