فلسطين اليوم - غزة (خاص)
لم يتمالك الحاج (أبو محمد) نفسه فور سماعه عبر مذياعه القديم عقب تقرير خاص بذكرى وعد بلفور تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس التي قال فيها "أنا أعيش في رام الله الآن، وبالنسبة لي فقطاع غزة والضفة هي فلسطين، أما الأجزاء الأخرى هي إسرائيل", فما كان من أبو محمد الا أن أغلق المذياع وقال بتنهيدة المتألم: "عباس لا يمثل الا نفسه وراجعين ع بلادنا".
وكان عباس قال للقناة الثانية بالتلفزيون "الإسرائيلي" إنه ليس له حق بالعودة إلى البلدة التي هجر منها وهو طفل أثناء حرب 1948 التي قامت في أعقاب إعلان تأسيس الكيان.
"وكالة فلسطين اليوم الإخبارية" التقت بالعديد من المواطنين لمعرفة أراءهم حول تصريحات ابو مازن الأخيرة, والتي جاء فيها تنازله الضمني عن حق العودة الى فلسطين التاريخية.
الحاج يوسف البلعاوي (50 عاماً) والذي هجر من مدينة المجدل عام 1948 أكد أن تصريحات رئيس السلطة محمود عباس لا تمثل الا شخصه, ولا تمت بالصلة للآمال وطموحات الشعب الذي عانى وقدم ألاف الشهداء من اجل العودة الى ارضه بكرامة.
الحاج البلعاوي لم يستغرب تصريحات "محمود عباس" بشأن حق العودة الذي وصفه بالحق المقدس, حيث قال :"تصريحات أبو مازن غير مستغربة وغير مستجدة فلم نتفاجأ البتة منها, لان أبو مازن رهن نفسه لمعسكر التنازلات والتسويات لصالح الاحتلال, ولا عودة عن حق العودة".
ودعا المقاومة الفلسطينية الى عدم الالتفات الى مثل هذه التصريحات المستنكرة مطالباً اياهم بالعمل الجاد والدؤوب لاسترجاع الحق الفلسطيني الى أهله مستحقيه.
واضاف :"اورثُ أبنائي وأحفادي جيلاً بعد جيل مفتاح بيتي في المجدل, وانا على يقين تام أن ذلك المفتاح سيفتح -يوماً ما- باب بيتي القديم" إشارة منه الى التمسك بحق العودة.
واختتم الحاج البلعاوي حديثه بكلمات تحدى بها رئيس السلطة محمود عباس باللهجة العامية للبلدة التي هجر منها, فقال :"فلسطين النا والله معنا وهذا حكنا يأبو مازن, راح ناخدوا ارضيت ولا ما رضيت اتنزلت أو ما تنازلت, وقريباً اليوم الذي ندخل به صفد فاتحين محررين لها وعندها سنطردك منها لأنك اتنزلت عنها أمام العالم اجمع".
اما المواطنة وفاء احمد (30عاماً) لم تختلف حرقتها عن حال الحاج البلعاوي عقب تصريحات أبو مازن الاخيرة, حيث قالت :"بعد تصريحاته الأخيرة ابو مازن بالفعل اصبح خطراً على الوطن والمواطن والقضية الفلسطينية خاصة حق اللاجئين".
وطالبت رئيس السلطة بضرورة الرحيل عن الساحة السياسة, وتركها لمن هو اجدر بقيادة الثورة والمسيرة الفلسطينية.
وأضافت أحمد :"ابو مازن أصبح طارئ وعابر على الثورة الفلسطينية, ولم يستوعب أن النبض الحقيقي للشارع الفلسطيني يرفض كل محاولات العودة عن حق العودة, ويتمسك بخيارات المقاومة والمجاهدة للحصول على الحق التاريخي".
الشاب خالد حماد (22 عاماً) أبدى استياءه الشديد من تصريحات الرئيس محمود عباس, فقال :"حضرت المقابلة التلفزيونية التي أدلى بها ابو مازن بتنازله الصريح والواضح عن حق العودة, وشاهدت المقطع أكثر من 10 مرات ولم استوعب الجرأة التي وصل بها ابو مازن في التنازلات لصالح الاحتلال الإسرائيلي".
واكد خالد أن لا خيار ولا رجوع عن حق العودة الى كل فلسطين مهما كان الثمن, وناشد الفصائل والقوى الفلسطينية بوضع حد لما وصفه بـ"مسلسل التنازلات والعروض المجانية" .
واوضح أن الشارع الفلسطيني بكافة أطيافه وفئاته يرفض رفضاً قاطعاً ما ادلى به الرئيس محمود عباس من تصريحات.
وأشار الى ان عباس ليس هو من يحدد مصير الثورة والثوابت الفلسطينية, مستدركاً قوله :"من يحدد ابعاد القضية الفلسطينية هو الشعب ذاته, وابو مازن لا يعبر عن صوت الشعب".
وشدد حماد على أن فلسطين لن تعود عن طريق التنازلات والإملاءات "الإسرائيلية" مؤكداً انها لن تعود الا عبر المقاومة والعقيدة الراسخة بان فلسطين ستعود.
واختتم حماد حديثه بالعامية فقال :"يا سيادة الرئيس الموقر الله يعطيك العافية صف ع جنب أحنا بنواصل المشوار, وفلسطين ما زلت تنجب من يعيدها ويحفظ لها كرامتها".
وكانت الفصائل والقوى الفلسطينية أدانت تصريحات رئيس السلطة محمود عباس, مشيرة الى انها لا تعبر عن نبض وواقع القضية الفلسطينية وتتنافى مع طموحات وأمال الشعب الفلسطيني.
إذن شيوخ ونساء وشباب وأطفال فقدوا الغالي والنفيس ليتقدموا شبراً نحوا فلسطين, باتوا يصرخون بصوت مدو "فلسطين أكبر من الجميع (..)".
تعليق