الاعلام الحربى / خاص
هذه الفتاه ابنة أسير أمضى نصف عمره في سجون للعدو وعمها شهيد وقائد في سرايا القدس وعمها الثاني أسير وجريح وعمها الثالث أيضاً أسير وبيت جدها لأبيها هدمه العدو رداً على إحدى العمليات الجهادية التي خططها عمها الشهيد ونفذها ابن عمها الذي استشهد في العملية، وجدة أبيها في السبعين من عمرها و ممنوعة من السفر لأداء مناسك الحج وشقيقها الكبير أيضاً أسير في سجون العدو.
هذا سرد بسيط عن عائلة والدها أما الدائرة الثانية في هذه السلالة المباركة، خالها أسير وخالها الثاني أسير وخالها الثالث أسير وخالتها أسيرة، كل الذين ذكرتهم أسرى أفرج عنهم بعد انقضاء محكومياتهم وأقل واحد منهم أمضى عشر سنوات في الأسر يعني أسرى محررين.
أي بيت هذا الذي تعيشين فيه وأي طهر يسكن بيتكم، وأي إيمان يعتمر قلوبكم، وأي وعي أنتم فيه، وأي ثوره تنتمون إليها، إنها مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم، والتي ولدت من رحمها الجهاد الإسلامي ولسان حالها ونهجها يقول الصف الأول يستشهد الصف الثاني يستشهد الصف العاشر يستشهد نحن شعب الشهادة نحن الذين سنقتحم الفردوس الأعلى بجماجمنا وسنحفر الصخور بأيدينا المجردة إلى أن نصل إلى قدسنا الأسير وأقصانا الحزين حتى تعلوا راية محمد صلى الله عليه وسلم على قباب الأقصى ومآذن القدس وعلى باقي ربوع فلسطين.
هذه الصورة التقطت لهذه الفتاة وهي تشارك في مهرجان الوفاء لدماء الشهداء وذكرى الانطلاقة الجهادية، وإحياء ذكرى الشهيد المعلم فتحي الشقاقي في خليل الرحمن، هذه هي العائلة الفلسطينية، حين يكون همها رضى الله عز وجل، لا تكترث بسيارات بنات الوزراء ولا أبناء الوزراء ولا قصورهم ولا طعامهم بل يحسدون أنفسهم على ما هم فيه من نعيم لأن جدهم محمد صلى الله عليه وسلم وجدتهم عائشة وفاطمة رضي الله عنهما لم يكن في بيتهم حتى خبز الشعير.
سألتني هذه الفتاه يوماً ما هو الكرن فلكس ؟ قلت لها احتمال أن يكون نوع من أنواع السيارات أجبتها هذه الإجابة لأني لا أعرف، فقالت لا هذا طعام، حدثتها بذلك صديقتها في المدرسة, قلت آه حكام العرب يحفظون عن ظهر قلب كل مواخير باريس وبارات هوليولد، وبنات وشباب فلسطين يحفظون عن ظهر قلب أسماء الشهداء والجرحى والبيوت المنسوفة وعدد المجازر والمذابح التي ارتكبت بحقهم .
بناتنا أحد دروسهم اليومية، أم عمار رضي الله عنها وهي تقاتل مع النبي في معركة احد حين عصى أمر النبي صلى الله عليه وسلم نفر من المسلمين ونزلوا عن الجبل كما الأمة اليوم نازله عن الجبل ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عن يوم معركة احد ما نظرت يوم احد يميني ولا شمالي ولا أمامي ولا خلفي إلا وأم عمار تقاتل عني وحين استشهد زوجها وابنها وهي همها الرسول، قال الرسول الله يا أم عمار كم تطيقين ورفع يداه الشريفتين إلى السماء وقال اللهم اجعلهم رفاقي على الحوض, في كل بيت في فلسطين أم عمار وأسماء وصفية رضي الله عنهم.
تعليق