بكل سرور ومحبة كنت اتابع زيارة امير قطر الى قطاع غزة ، ولربما ان العديد من الاصدقاء انتقدوا موقفي المتحمّس لهذه الزيارة ، ولكنني باق على قناعتي بأنها زيارة محمودة وطيبة ويجب النظر لها بكل ايجابية ، فامير قطر زعيم عربي ويشرّفنا ان يزور اية مدينة فلسطينية سواء كانت محررة او غير محررة ، وان كان يريد زيارة القدس والصلاة في المسجد الاقصى فان ذلك سيكون من دواعي سرورنا ، ولا اعتقد ان امير قطر او باقي الزعماء العرب لديهم أية حساسية تجاه ان اسرائيل تحتل القدس فقد فتحوا سفارات لاسرائيل ومكاتب تمثيل في العواصم العربية ولم يعد هناك داع للمزيد من الخجل .
وقد رافق الزيارة اداء اعلامي وسياسي مبالغ فيه سلبا كان ام ايجابا، سواء من جانب الذين رحّبوا بهذه الزيارة او اؤلئك الذين ناهضوها من دون سبب، فالذين رحّبوا بالزيارة تعاملوا معها باعتبار انها تساوي عبور قناة السويس او معركة حطين او فتح مكة حتى ان رئيس وزراء الحكومة المقالة انفعل فجأة وراح يقول ان لديه بشرى هامة وتاريخية في الاسبوع المقبل، وراح المحللون يعتقدون ان لدى غزة سلاح نووي او ان الحكومة المقالة اكتشفت الغاز والنفط في جباليا، حتى راح بعض الاشقياء يعلّقون على الفيس بوك ساخرين ( ان حكومة حماس تريد ان توزّع اي فون 5 على كل مواطن ) .
امّا المناهضون للزيارة فقد جهدوا بشكل مبالغ فيه وممجوج على اظهارها وكأنها مؤامرة لتكريس الانقسام، وابتدعوا كل اساليب التشكيك والاستخفاف بالزيارة - ويعتقدون ان المواطن لا يعرف ان الانقسام مستفحل في كل الوطن منذ 7 سنوات ولم يكن بحاجة الى شهادة الضيف - حتى ان صحيفة فلسطينية نشرت كاريكاتيرا قالت فيه ( لا اهلا ولا سهلا ) وهو امر لم نره من الصحف الفلسطينية حين جاء اعداء الامة واعداء فلسطين لزيارة مدننا .
الزيارة يجب ان تكون في اطارها الهادئ، وهي زيارة ضيف كبير يجب ان تحظى بالاهتمام الطبيعي لا اقل ولا اكثر، وان كان كل طرف فلسطيني يحاول ان يكتشف لماذا زار امير قطر وعقيلته غزة ، فان الاجابة عند امير قطر وليس عند حماس او فتح.
وانا اعتقد ان صورة امير قطر قد تحطّمت في السنتين الماضيتين، بل ان هذا انعكس بشكل مباشر على قناته الفضائية فصارت الجزيرة طرفا خلافيا في كل صراع وليست قناة حيادية تحظى بالمصداقية الصحافية، وشهدنا حركة نزوح جماعي للاعلاميين من قناة الجزيرة وان كان المال يشد ازر القناة فان المصداقية لم تعد كما كانت ، ومن ليبيا الى مصر وسوريا الى اليمن وقوفا عند تعتيم اخبار البحرين . تورطت الخارجية القطرية في مواقف حادة، وقطعت لنفسها تذكرة باتجاه واحد، فاستثمرت في طرف خصم دون الاخرين ما افقدها عامل التوازن والاحترام وجعلها عدوا للاطراف الاخرى.
امير قطر وخارجيتة وجزيرته والمفتي معهم، تورطوا بشكل حاد ومنفعل في العواصم العربية ففقدوا البوصلة لا سيما من خلال المساهمة بامتياز في التسبب بحرب اهلية في سوريا ، وجعلوا من انفسهم اضحوكة عند المثقفين العرب والاجانب ، فهم من جهة يحتضنون قاعدة السيلية التي تستعمر جزيرة العرب ، وفي نفس الجانب يواصلون فتح مكتب تمثيل اسرائيلي في الدوحة ويدّعون الحيادية ولكنهم عمليا يقفون بالمال والسلاح مع طرف دون اخر وان كانوا يدّعون الشفافية وحقوق الانسان وحقوق الاخوان .
ان زيارة امير قطر لغزة جاءت في محاولة من الامير لاستعادة بياض كوفيته وطهارة شرعيته العربية التي فقدها ، لانه يعرف ان فلسطين قضية عادلة ، وان كل عواصم العالم لن تغنيه عن الشرعية الاخلاقية لقضيتنا ، ومهما حمل معه من مال وغاز ونفط فان خطوة واحدة على رمال غزة ستعيد له هيبته المفقودة بين دبابات الجيش الامريكي وذبذبات القناة العنيفة في الخصومة والاصطفاف لصالح طرف دون اخر . لان التاريخ سيكتب يوما ما ان غزة تبرعت لامير قطر اكثر مما تبرع امير قطر لغزة .
قلت واقول بكل ادب واحترام : اهلا وسهلا بأمير قطر وزوجته سمو الاميرة موزة ، واهلا وسهلا بضيوفنا واشقائنا ، ونحن نتشرف بكم ولا ننسى افضالكم ودعمكم للشعب الفلسطيني في اللحظات الحرجة ..
وقد رافق الزيارة اداء اعلامي وسياسي مبالغ فيه سلبا كان ام ايجابا، سواء من جانب الذين رحّبوا بهذه الزيارة او اؤلئك الذين ناهضوها من دون سبب، فالذين رحّبوا بالزيارة تعاملوا معها باعتبار انها تساوي عبور قناة السويس او معركة حطين او فتح مكة حتى ان رئيس وزراء الحكومة المقالة انفعل فجأة وراح يقول ان لديه بشرى هامة وتاريخية في الاسبوع المقبل، وراح المحللون يعتقدون ان لدى غزة سلاح نووي او ان الحكومة المقالة اكتشفت الغاز والنفط في جباليا، حتى راح بعض الاشقياء يعلّقون على الفيس بوك ساخرين ( ان حكومة حماس تريد ان توزّع اي فون 5 على كل مواطن ) .
امّا المناهضون للزيارة فقد جهدوا بشكل مبالغ فيه وممجوج على اظهارها وكأنها مؤامرة لتكريس الانقسام، وابتدعوا كل اساليب التشكيك والاستخفاف بالزيارة - ويعتقدون ان المواطن لا يعرف ان الانقسام مستفحل في كل الوطن منذ 7 سنوات ولم يكن بحاجة الى شهادة الضيف - حتى ان صحيفة فلسطينية نشرت كاريكاتيرا قالت فيه ( لا اهلا ولا سهلا ) وهو امر لم نره من الصحف الفلسطينية حين جاء اعداء الامة واعداء فلسطين لزيارة مدننا .
الزيارة يجب ان تكون في اطارها الهادئ، وهي زيارة ضيف كبير يجب ان تحظى بالاهتمام الطبيعي لا اقل ولا اكثر، وان كان كل طرف فلسطيني يحاول ان يكتشف لماذا زار امير قطر وعقيلته غزة ، فان الاجابة عند امير قطر وليس عند حماس او فتح.
وانا اعتقد ان صورة امير قطر قد تحطّمت في السنتين الماضيتين، بل ان هذا انعكس بشكل مباشر على قناته الفضائية فصارت الجزيرة طرفا خلافيا في كل صراع وليست قناة حيادية تحظى بالمصداقية الصحافية، وشهدنا حركة نزوح جماعي للاعلاميين من قناة الجزيرة وان كان المال يشد ازر القناة فان المصداقية لم تعد كما كانت ، ومن ليبيا الى مصر وسوريا الى اليمن وقوفا عند تعتيم اخبار البحرين . تورطت الخارجية القطرية في مواقف حادة، وقطعت لنفسها تذكرة باتجاه واحد، فاستثمرت في طرف خصم دون الاخرين ما افقدها عامل التوازن والاحترام وجعلها عدوا للاطراف الاخرى.
امير قطر وخارجيتة وجزيرته والمفتي معهم، تورطوا بشكل حاد ومنفعل في العواصم العربية ففقدوا البوصلة لا سيما من خلال المساهمة بامتياز في التسبب بحرب اهلية في سوريا ، وجعلوا من انفسهم اضحوكة عند المثقفين العرب والاجانب ، فهم من جهة يحتضنون قاعدة السيلية التي تستعمر جزيرة العرب ، وفي نفس الجانب يواصلون فتح مكتب تمثيل اسرائيلي في الدوحة ويدّعون الحيادية ولكنهم عمليا يقفون بالمال والسلاح مع طرف دون اخر وان كانوا يدّعون الشفافية وحقوق الانسان وحقوق الاخوان .
ان زيارة امير قطر لغزة جاءت في محاولة من الامير لاستعادة بياض كوفيته وطهارة شرعيته العربية التي فقدها ، لانه يعرف ان فلسطين قضية عادلة ، وان كل عواصم العالم لن تغنيه عن الشرعية الاخلاقية لقضيتنا ، ومهما حمل معه من مال وغاز ونفط فان خطوة واحدة على رمال غزة ستعيد له هيبته المفقودة بين دبابات الجيش الامريكي وذبذبات القناة العنيفة في الخصومة والاصطفاف لصالح طرف دون اخر . لان التاريخ سيكتب يوما ما ان غزة تبرعت لامير قطر اكثر مما تبرع امير قطر لغزة .
قلت واقول بكل ادب واحترام : اهلا وسهلا بأمير قطر وزوجته سمو الاميرة موزة ، واهلا وسهلا بضيوفنا واشقائنا ، ونحن نتشرف بكم ولا ننسى افضالكم ودعمكم للشعب الفلسطيني في اللحظات الحرجة ..
تعليق