تويت
ابكوا معنا وشاهدوا صورهم ..موت تسعة اطفال من عائلة واحدة بمخيم البريج
ابكوا معنا وشاهدوا صورهم ..موت تسعة اطفال من عائلة واحدة بمخيم البريج وسط قطاع غزة خلال عامين ومطالبات لـ"هنية" بالتحقيق بالماساة
غزة / حكمت يوسف / خاص سما / للموت في غزة طعم اخر فقد تقتلك طائرات الاحتلال وصواريخه وقد يقتلك حزنك وقهرك وقلة حيلتك ولكن مذاق موت غزة الجديد ترسمه لوحة مأساوية لاطفال تسعة لعائلة واحدة لقوا حتفهم خلال عامين وسط صمت رهيب يتفجر الان وكأن مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين تنقله الجغرافيا الى جنوب الصومال وشمال رواندا حيث تقتل الجراثيم والاوبئة اطفالا دون معرفة السبب وحيث الموت المجاني مجرد حكاية ورواية لا يجب ان تثير الاهتمام.
راينا في شوارع المنطقة موتا يتحفز للانقضاض على كل من تسول له نفسه دخولها وروايات القتل المفاجئ تتناثر كما الام غزة المقهورة المحاصرة وبكائياتها المتوالية تصرخ في وجه كل من ترك تلك العائلات تواجه مصيرا محتوما حتى لو كان هناك تقصير من جانبها وقلة وعي بخطورة ما يحدث.
عائلة "سليم" عائلة لاجئة تقطن في شارع اللفاف بمخيم البريج وسط قطاع غزة يعيش افرادها مأساة إنسانية وصحية،يواجهون فيها الموت كل لحظة،حيث تحاصرهم مياة الصرف الصحي(المجاري) بالاضافة الى مكب نفايات مؤقت لا يبعد عنهم سواء أمتار قليلة.
وكالة (سما) قامت بزيارة للعائلة المنكوبة التي فقدت تسعة من أطفالها خلال عامين بسبب انتشار الميكروبات والجراثيم القاتلة جراء مياة الصرف الصحي ومكب النفايات القريب من منازلهم.
يقول عمر حسن سليم (62) عاما وهو رب الأسرة ان:" الكارثة التي حلت بالعائلة وأدت الي فقدانه تسعة من أطفالنا بدأت حينما قامت بلدية مخيم البريج بوضع النفايات بالقرب من منازلهم بالاضافة الي مياة الصرف الصحي التي تحاصرهم،حيث يؤكد أن أسباب موت أطفاله ناتج عن التلوث الذي ينتج من حرق النفايات علاوه على مياة الصرف الصحي التي تتجمع أمام منازلهم".
ويوضح سليم انه تقدم بالكثير من الشكاوى لذوى الاختصاص لانقاذ حياة أبنائه وأطفاله ولكن دون جدوى حتى اللحظة(..) مبيناً ان بلدية البريج بالاضافة الي سيارات وكالة الغوث(اونروا) تقوم منذ عامين بإلقاء نفايات المخيم بالقرب من منازلهم.
ويضيف ان المنطقة التي يقطنها لا يوجد بها شبكة صرف صحي وهي معدومة من كافة الخدمات الصحية والبيئة ولا تصلح للعيش الانساني بسبب اهمال المسؤولين لها.
منى شعبان سليم (50) عاما زوجه رب الاسرة تؤكد ان عائلتها لا تستطيع الجلوس في المنازل بسبب الروائح الكريهة التي تنبعث من مياة الصرف الصحي المجاورة لهم بالاضافة الي الدخان المتصاعد من حرق النفايات.
وتقول لوكالة (سما):"على مدار عامين فقدنا تسعة أطفال في عمر الزهور حيث ان حالات الوفاة بين الطفل والاخر لا تتجاوز الاسبوعين، حيث اننا ناشدنا وطالبنا المسؤولين بوضع حل جذري لهذه المشكلة ولكن لا أحد يسمعنا وما زلنا نفقد أطفالنا الواحد تلو الأخر".
والأطفال الذين توفوا جراء هذه الكارثة الصحية بحسب عائلة سليم هما:"الطفلة إيناس عبد الحكيم سليم(3 شهور)،الطفلة أمل عيسى سليم(20 يوما)،الطفل محمد موسى سليم(3 أعوام)،الطفل أحمد عمر سليم(20 يوما)،الطفلة وعد عمر سليم(عام ونصف)،الطفلة شهد عمر سليم(4 أعوام)،الطفل محمد جمال سليم(5 أعوام)،الطفلة منى صالح سليم(4 سنوات)، الطفل علاء عيسى سليم(عام).
وتضيف:"على مدار عامين لا نستطيع النوم ولا نشعر بطعم الراحة،ونخاف على حياة أطفالنا بسبب الروائح القاتلة والكريهة التي تنبعث من المجاري الملاصقة لباب منزلنا علاوه على دخان النفايات".
وحملت كافة الجهات من بلدية وحكومة ووزارة حكم محلي المسؤولية الكاملة عن وفاة أطفالها متهمة الجميع بالتقصير في مهامهم اتجاه هذه القضية.
وناشدت زوجه سليم جميع الجهات والمسؤولين بالوقوف على مسؤولياتهم لانهاء هذه الكارثة التي باتت تقتل بين الحين والآخر طفل من أطفالهم.
بدوره طالب جمال عمر سليم (24) عاما ورب أسرة لاربعة أطفال بلدية البريج ووزارة الحكم المحلي بضرورة الاسراع بعمل شبكة صرف صحي للمنطقة ووقف إلقاء النفابات بالقرب من منازلهم لان ذلك سيساعد في الحد من هذه الكارثة ووقفها.
يقول جمال لوكالة (سما):" مياة الصرف الصحي هي التي قتلت أطفالنا التسعة بسبب مجاورتها لمنازلنا وانبعاث روائح كريهة وتطاير جراثيم قاتلة بالاضافة الي دخان النفايات الذي يدخل منازلنا ولا نستطيع الجلوس بها".
ويتابع:"حياتنا أصبحت جحيم لا يطاق ومهددين في اي لحظة بفقدان أحد اطفالنا بسبب هذه الكارثة التي تعصف بنا على مدار عامين ولا أحد يلقى اهتماما لها".
أما الطفل همام محمود سليم(10) سنوات فيقول:"لا أجد مكان للعب الا أمام منزلنا الذي تمر من امامه مياة الصرف الصحي،وأخاف أن أموت في أي لحظة لان عائلتي مات منها تسعة أطفال ".
ويطالب الطفل بإزالة مياة الصرف الصحي والنفايات لكي يعود الي ممارسة اللعب كما جميع أطفال قطاع غزة لانه يخشى ان يفقد حياته اذا استمرت هذه الكارثة تحدق بهم.
وناشدت عائلة سليم رئيس وزراء حكومة غزة اسماعيل هنيه ووزير الحكم المحلي وكافة الجهات المسؤولة بالتدخل الفوري والسريع لانهاء معاناتهم بالايعاز الي بلدية البريج بإزالة مكب النفايات المؤقت وتركيب شبكة صرف صحي للمنطقة التي يقطنونها لان حياة أطفالهم باتت في خطر محدق.
من جهتهم طالب مواطنون التقتهم "سما" الجهات المسؤولة بالتحقيق في الماساة الانسانية الحادثة لتلك العائلة، وقال المواطن سعد حسن 45 عاما ان على رئيس الوزراء في حكومة غزة السيد اسماعيل هنية وهو رجل يخاف الله ان يشكل لجنة تحقيق لمعرفة ومحاسبة المسؤولين عن جريمة القتل الجماعي البطئ التي حلت بتلك العائلة.
وقال انها مسؤولية امام الله ويجب على الجميع ان يعرف لماذ سكتت الجهات المسؤولة عن هذه القضية للوصول لهذا الحد.
ورفض المواطن سعيد عبد الرحمن التسليم بما يقوله البعض بان القضية ارادة الله وقضاء وقدر منوها الى ان على الجميع ان يتحمل مسؤولياته بعيدا عن اي تفسيرات سياسية لان القضية تتعلق بارواح بشر سنسال عنها يوم القيامة .
أبو شمالة:عائلة سليم رفضوا فكرة التعقيم
من جانبه قال أنيس أبو شمالة رئيس بلدية البريج ان طواقم البلدية تفاجئت من الوضع البيئي الذي تعيشه عائلة سليم بعدما توجه وفد من البلدية الي زيارة العائلة حينما توفى أبنها الأخير،حيث اننا طالبناهم بتعقيم منازلهم والأرضية التي يعيشون عليها لكن العائلة رفضت ذلك.
وأضاف أبو شمالة لوكالة (سما):" حينما توجهنا الي زيارة عائلة سليم فوجئنا بانتشار حشرات كثيرة وذباب،فتم التواصل مع الطب الوقائي الذي حضر في اليوم التالي الي المنطقة لأخذ عينات من مياة الشرب وخاصة المياة المفلترة وتم فحصها في المختبرات وتبين وجود ميكروبات غريبة فيها وغريبة على المختصين،حيث ان الطب الوقائي أحضر مواد تعقيم الا ان عائلة سليم رفضت تعقيم المياة".
وبين ان التهمة من قبل عائلة سليم جاهزة للبلدية وهي وجود قمامة تتراكم من السكان وبعض بلديات المحافظة الوسطى ومنها بلدية البريج ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين(اونروا)،ولكن حقيقة الأمر هي وجود جراثيم وميكروبات غريبة في مياة الشرب التي يشربونها في وقت يرفضون تعقيمها.
أوضح أبو شمالة ان البلدية تقدمت لمؤسسات محلية ودولية لعمل مشروع صرف صحي بالمنطقة كما طالبنا من وكالة الغوث الاسراع في عمل مشروع بترحيل النفايات الموجودة على حرم السكة لان المسؤولية مشتركة ما بين البلدية وكالة الغوث الدولية(..) مشيرا الي ان البلدية نقلت ما يقارب 60% من النفايات لابعادها عن السكان علما بانها ليست السبب الرئيس في حالات الوفاة.
وبين ان البلدية حذرت عائلة سليم على مدار عامين من خطورة تصريف المياة العادمة الي الشارع لان ذلك يسبب أمراض خطيرة ويحدث ضرر على السكان والطبيعة،لكن العائلة لم تستجب لهذه التحذيرات، بالاضافة الي انهم يربون العديد من الحيوانات التي تحمل جراثيم وحمي تنتقل بسهولة الي الانسان.
وقال أبو شمالة ان الحل الأناي يكمن في قيام عائلة سليم بحفر بئر امتصاصي وعدم تصريف مياة الصرف الصحي الي الشارع الي حين قدوم مشروع صرف صحي للمنطقة.
على صعيد متصل قامت امس طواقم من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" ووزارة الصحة بحكومة غزة بزيارة منطقة عائلة اسلم وتم تطعيم افراد العائلة واخذ عينات للفحص المخبري فيما اكد خليل الحلبي مدير مكتب الاونروا في وسط قطاع غزة ان منظمته تبذل قصارى جهدها لمساعدة تلك العائلات.
وعلمت "سما" ان مؤسسة انقاذ الطفل ستقوم بانشاء خط للصرف الصحي يربط بالخط الرئيسي في مخيم البريج.
شاهدوا صور الاطفال المتوفين :
صور المنطقة
صور المنطقة
تعليق