أقلام و أراء / مرسي بين فلسطين وسورية../ بقلم عبد الستار قاسم::
كتب البروفسور عبد الستار قاسم
ينفك الرئيس المصري محمد مرسي يقدم لنا إشارات غير مريحة فيما يتعلق بسياسة مصر العربية والخارجية. لقد سبق له أن استقبل وفودا أمريكية دون مقام الرئاسة، وصرح مرارا حول التزامه بالاتفاقيات الدولية ومع الصهاينة دون أن يكون هناك موجب لذلك، واكتشفنا مؤخرا أن الغاز المصري ما يزال يجد طريقه إلى إسرائيل.
أما في طهران، فعالج الرئيس مرسي القضية الفلسطينية بعبارات عامة يمكن أن تصدر عن أي رئيس في العالم مثل تأييده للمصالحة ولفكرة الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه كان واضحا بشأن سوريا إذ قال إن على النظام السوري أن يرحل. لم يعلن الرئيس المصري صراحة أنه مع عودة اللاجئين الفلسطينيينن، ولم يتحدث عن حق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال، ولم يتوقف عند التهويد الذي تقوم به إسرائيل في القدس والضفة الغربية.
على الرغم من أن مؤتمر دول عدم الانحياز ليس مخصصا للمناكفات العربية، إلا أن الرئيس المصري لم يتردد في إبراز الخلافات العربية أمام 120 دولة. المناسَبة لم تكن مناسِبة إطلاقا للمناكفات العربية، ولا للمواقف العربية التي يمكن أن تعزز الانطباعات السلبية عن العرب في مختلف أنحاء العالم. ولم يتحدث الرئيس المصري عن العنف بكافة أشكاله ومصادره، ولم يتحدث عن القتل والإعدامات التي تقوم بها قوات المعارضة في سوريا، ولا عن الدعم الذي تتلقاه المعارضة من الخارج ومن أدواته العربية.
لا شك أن حديثه عن فلسطين قد أثلج صدور أهل الغرب وإسرائيل لأنه كلام عام ولا يعبر عن موقف إسلامي تجاه فلسطين والعدوان الصهيوني المستمر، وحديثه عن سوريا اثلج صدور أهل الغرب وإسرائيل أيضا لأنه يكرس المطالب الغربية ويعززها. إسلاميا، الحق يجب أن يعلو فوق مزاجية البشر، وفوق مخططات أهل الغرب والصهاينة.
الإسلام واضح في مسألة فلسطين وهو يقول إن على المسلمين أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم ويخرجونهم من ديارهم ويظاهرون على إخراجهم. ليس مطلوبا من الرئيس المصري أن يفتح جبهة عسكرية مع إسرائيل الان، لكن من المطلوب منه ألا يبالغ بإرضاء أهل الغرب واستمالة قلوبهم، وإذا كان الإسلام يقيم علاقات خارجية مبنية على هذا الأساس فإن علينا نحن مراجعة إسلامنا. نحن لا نريد الإسلام الذي يمالئ قتلة الشعوب وناهبي خيراتهم ومغتصبي أوطانهم. الإسلام قوة وبأس ورحمة ودفاع عن الحقوق وعزة النفس وكرامة الشعوب.
لقد أغمض الرئيس المصري عيونه عن التدخل الخارجي في سوريا، علما أننا خبرنا هذا التدخل في العراق وما صنعه من دمار وخراب وسفك دماء. الإصلاح ضروري في كل الدول العربية، والعمل على تجنب سفك الدماء مسؤوليتنا جميعا، لكن الرئيس المصري تجاهل جهود أهل الغرب وحلفائهم من العرب في تدمير سوريا كدولة وكشعب.
الفكرة الإسلامية الآن تحت المجهر في مصر، ومسيرة مصر ستحدد انطباعات أساسية عن الإسلام والمسلمين لدى شعوب الدول الإسلامية وغير الإسلامية. فإذا نجحت التجربة بإقامة العدالة ونصرة الضعيف ومواجهة الغزو الخارجي بكافة أشكاله وتحقيق التقدم والتنمية في كافة المجالات، فإن الفكرة الإسلامية ستأخذ دفعة إلى الأمام، وإلا فالعكس هو الذي سيحصل. ما أراه الآن أن إسلام الرئيس مرسي هو الإسلام المستكين الضعيف الذي يحاول أن يتوارى عن الحق خدمة لهوى غير إسلامي. والعيون مفتوحة.
كتب البروفسور عبد الستار قاسم
ينفك الرئيس المصري محمد مرسي يقدم لنا إشارات غير مريحة فيما يتعلق بسياسة مصر العربية والخارجية. لقد سبق له أن استقبل وفودا أمريكية دون مقام الرئاسة، وصرح مرارا حول التزامه بالاتفاقيات الدولية ومع الصهاينة دون أن يكون هناك موجب لذلك، واكتشفنا مؤخرا أن الغاز المصري ما يزال يجد طريقه إلى إسرائيل.
أما في طهران، فعالج الرئيس مرسي القضية الفلسطينية بعبارات عامة يمكن أن تصدر عن أي رئيس في العالم مثل تأييده للمصالحة ولفكرة الحصول على اعتراف بدولة فلسطينية من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، لكنه كان واضحا بشأن سوريا إذ قال إن على النظام السوري أن يرحل. لم يعلن الرئيس المصري صراحة أنه مع عودة اللاجئين الفلسطينيينن، ولم يتحدث عن حق الفلسطينيين بمقاومة الاحتلال، ولم يتوقف عند التهويد الذي تقوم به إسرائيل في القدس والضفة الغربية.
على الرغم من أن مؤتمر دول عدم الانحياز ليس مخصصا للمناكفات العربية، إلا أن الرئيس المصري لم يتردد في إبراز الخلافات العربية أمام 120 دولة. المناسَبة لم تكن مناسِبة إطلاقا للمناكفات العربية، ولا للمواقف العربية التي يمكن أن تعزز الانطباعات السلبية عن العرب في مختلف أنحاء العالم. ولم يتحدث الرئيس المصري عن العنف بكافة أشكاله ومصادره، ولم يتحدث عن القتل والإعدامات التي تقوم بها قوات المعارضة في سوريا، ولا عن الدعم الذي تتلقاه المعارضة من الخارج ومن أدواته العربية.
لا شك أن حديثه عن فلسطين قد أثلج صدور أهل الغرب وإسرائيل لأنه كلام عام ولا يعبر عن موقف إسلامي تجاه فلسطين والعدوان الصهيوني المستمر، وحديثه عن سوريا اثلج صدور أهل الغرب وإسرائيل أيضا لأنه يكرس المطالب الغربية ويعززها. إسلاميا، الحق يجب أن يعلو فوق مزاجية البشر، وفوق مخططات أهل الغرب والصهاينة.
الإسلام واضح في مسألة فلسطين وهو يقول إن على المسلمين أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم ويخرجونهم من ديارهم ويظاهرون على إخراجهم. ليس مطلوبا من الرئيس المصري أن يفتح جبهة عسكرية مع إسرائيل الان، لكن من المطلوب منه ألا يبالغ بإرضاء أهل الغرب واستمالة قلوبهم، وإذا كان الإسلام يقيم علاقات خارجية مبنية على هذا الأساس فإن علينا نحن مراجعة إسلامنا. نحن لا نريد الإسلام الذي يمالئ قتلة الشعوب وناهبي خيراتهم ومغتصبي أوطانهم. الإسلام قوة وبأس ورحمة ودفاع عن الحقوق وعزة النفس وكرامة الشعوب.
لقد أغمض الرئيس المصري عيونه عن التدخل الخارجي في سوريا، علما أننا خبرنا هذا التدخل في العراق وما صنعه من دمار وخراب وسفك دماء. الإصلاح ضروري في كل الدول العربية، والعمل على تجنب سفك الدماء مسؤوليتنا جميعا، لكن الرئيس المصري تجاهل جهود أهل الغرب وحلفائهم من العرب في تدمير سوريا كدولة وكشعب.
الفكرة الإسلامية الآن تحت المجهر في مصر، ومسيرة مصر ستحدد انطباعات أساسية عن الإسلام والمسلمين لدى شعوب الدول الإسلامية وغير الإسلامية. فإذا نجحت التجربة بإقامة العدالة ونصرة الضعيف ومواجهة الغزو الخارجي بكافة أشكاله وتحقيق التقدم والتنمية في كافة المجالات، فإن الفكرة الإسلامية ستأخذ دفعة إلى الأمام، وإلا فالعكس هو الذي سيحصل. ما أراه الآن أن إسلام الرئيس مرسي هو الإسلام المستكين الضعيف الذي يحاول أن يتوارى عن الحق خدمة لهوى غير إسلامي. والعيون مفتوحة.
تعليق