إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

قراءة في مجزرة سيناء بقلم: صلاح حميدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • قراءة في مجزرة سيناء بقلم: صلاح حميدة

    جريمة بشعة تلك الّتي وقعت في سيناء بحقّ الجنود المصريين وقت إفطارهم في رمضان المبارك، فأن يقتل هؤلاء الجنود الشّبّان الأبرياء وقت الإفطار بدم بارد على يد عصابة مجرمة تجرّدت من كل القيم الإنسانيّة والدّينيّة، وفي هذا التّوقيت بالذّات، وأن يتمّ إدخال العامل الإسرائيلي فيها بطريقة مبتذلة، فإنّ هذا كشف عن كون هذه الجريمة عبارة عن عمليّة مخابراتيّة كاملة الأركان، لعبت الكثير من الأطراف أدواراً فيها، كل في موقعه.

    عملت دولة الاحتلال وبعض الأطراف المصرية من فلول مبارك في الإعلام والأمن لإقحام قطاع غزّة في الجريمة بلا أيّ تحقيق أو بيّنة ظاهرة أو خفيّة، وتمّ إقحام الأنفاق في الموضوع مباشرةً، بل بالغ البعض بإقحام بعض فصائل المقاومة في الموضوع، ومن الواضح أنّ من خطّط ووجّه المجرمين أمرهم بالتّوجّه لمعبر كرم أبو سالم ليعطي انطباعاً بأنّ الهدف من القتل كان أخذ المدرّعة للقيام بعمليّة ضدّ الاحتلال، وهي تفسيرات ساذجة لا يمكن أن تهضمها أبجديّات العمل المقاوم، لأنّها لا يمكن أن يتمّ تسويغها بأيّ شكل، فضلاً عن أنّها محكوم عليها بالفشل تماماً، وهو ما يثير الكثير من الشّكوك حول الموضوع.
    إذا كان الفلسطينيّون من فعلها، أو شاركوا فيها، فما هي مصلحتهم؟

    لا مصلحة ظاهرة أو باطنة للفلسطينيين في الموضوع، فالرّئاسة المصرية وعدتهم وبدأت بالتّسهيلات على الغزّيين، فمن يذهب لمصر ليطلب منها رفع الحصار عن القطاع لا يمكن أن يفعل ما يعزّز الحصار عليه بشكل كامل ومحكم، وبالتّالي فالفلسطينيّون لا مصلحة ولا يد - بالضرورة - لهم في هذه الجريمة، وهدف الزّج بهم في هذا الموضوع هو إرباك الرّئيس المصري والإخوان المصريين، وخلق رأي عام ضد غزّة والمقاومة الفلسطينيّة، وإظهارهم بمظهر ناكري الجميل، وبالتّالي كتم كل صوت ينادي بمناصرة قضيّتهم وإلقاء الشّعب والسّاسة المصريين في حِجر إسرائيل وأمريكا.

    من خطّط للجريمة هدف لتجنيد أناس يظهر فيهم الإخلاص والجهل والسّطحيّة في نفس الوقت، ومن الواضح أنّه غسل أدمغتهم بأنّ الجنود المصريين أعداء، وأنّ قتلهم جائز في سبيل محاربة الاحتلال، ومن ثمّ أرسلهم ليقتلوا الجنود المصريين ومن ثمّ ليذهبوا لاقتحام معبر كرم أبو سالم لتقتلهم طائرات الاحتلال الّتي كانت بانتظارهم - على الأغلب- وتظهر طائرات الأباتشي الّتي تغتال الفلسطينيين وكأنّها من يأخذ بثأر الجنود المصريين، وترتبط في عقليّة المصريين أنّ عدوّهم وعدو الاحتلال واحد، وأنّ من يحميهم هو الاحتلال، فإذا كان الاحتلال أخلى مواقعه وسيّاحه بسبب علمه بالعمليّة، فلماذا لم يخبر المصريين عبر ما يسمّى ( التّنسيق الأمني) وإذا أخبر الأمن المصري، فمن هو الّذي حجب الخبر عن الجنود كي لا يستعدّوا وتحبط العمليّة في مهدها؟ وما مصلحته في أن تتمّ الجريمة ويتمّ اتّهام من ( مصدر أمني مصري) للفلسطينيين بالتّسلل من غزّة وارتكاب الجريمة، فإذا كان يعلم أنّ هناك من يريد التّسلّل من غزّة لارتكاب الجريمة، فلماذا لم يقبض عليه على باب النّفق مثلما فعل مع كثيرين غيره، ولماذا لم يحبط العمليّة عبر إخبار الأمن في غزّة بهويّته ونواياه، والأمن في غزّة متلهّف لتسجيل موقف خدمةً لأمن مصر واستقرارها في ظل الحكم الحالي؟.

    من الواضح أنّ هناك من هو مستاء من وصول مرسي لحكم مصر وتقاربه مع الغزّاويين وحرصه على التّخفيف عنهم، ولذلك يقع الهدف الرّئيسي لهذه الجريمة في إجهاض كل المحاولات لكسر الحصار عن القطاع وفكّ العزلة السّياسيّة عن المقاومة الفلسطينيّة، بل قد تكون الجريمة مدخلاً وتمهيداً لحرب جديدة على القطاع في ظل حشد إعلامي وسياسي وأمني ضدّ الفلسطينيين ومقاومتهم، وقد تكون الجهة المخابراتية التي رتّبت للجريمة جنّدت عبر مصادرها بعض الفلسطينيين السّذج والتّكفيريين في الموضوع

    فالكثير من البسطاء يتمّ تجنيدهم في أعمال مماثلة، وقد يكون إرسالهم لمعبر أبو سالم بعد جريمتهم يهدف لضمان قتلهم جميعاً حتّى لا يتمّ الإستدلال على العقل المدبّر للجريمة، و ( تدفن في أرضها) وتترك للمهاترات الإعلاميّة والصّيغ المخابراتيّة وساسة السّوء، ويدفع الفلسطينيّون ثمنها بإغلاق المعابر و والانفاق ويعزلوا سياسيّاً ويعاقبوا أمنيّاً، ويتمّ تحريض المصريين عليهم من خلال وسائل إعلاميّة ومخابراتية قذرة ومن بعض ساسة السّوء من فلول النّظام السّابق، وأعتقد أنّ الفلسطينيين مطالبون بتقديم كل الدّعم والتّسهيلات المطلوب لكشف خيوط الجريمة، إن كان هناك ما يستطيعون تقديمه، وعلى الإخوة المصريين أن يحكّموا العقل وينتبهوا إلى الأهداف الحقيقيّة من خلف هذه الجريمة، وألا يقعوا في َشرَكٍها، فالمشكلة في سيناء قديمة جديدة ولا علاقة للفلسطينيين بالمشاكل المستفخلة في سيناء، والحل في سيناء يكمن بأن يحصل المصريون على حقّهم في السّيادة عليها من الاحتلال عبر تعديل معاهدة كامب ديفيد، وعبر سيادة العدالة الاجتماعية هناك كما يقول السّياسي المصري عبد الله الأشعل.

    تركت فيكم حروفاَ، أعيدوا بها رسم الحكاية، ولا تذكروني

  • #2
    رد: قراءة في مجزرة سيناء بقلم: صلاح حميدة

    من خطّط للجريمة هدف لتجنيد أناس يظهر فيهم الإخلاص والجهل والسّطحيّة في نفس الوقت، ومن الواضح أنّه غسل أدمغتهم بأنّ الجنود المصريين أعداء، وأنّ قتلهم جائز في سبيل محاربة الاحتلال،
    و أين عقول هؤلاء ؟؟؟ تسيرهم عواطفهم و لا يعلمون ما يعلون

    تعليق


    • #3
      رد: قراءة في مجزرة سيناء بقلم: صلاح حميدة

      كلاااام سليم ولا جدال فيه وخاصة اذا ما نظرنا الى الطرف المستفيد وهو الكيان الصهيوني والذي عشرات العصافير بحجر واحد

      تعليق


      • #4
        رد: قراءة في مجزرة سيناء بقلم: صلاح حميدة

        قراءة واقعية للحدث ...

        بوركت اخي وبورك الكاتب

        ولا شك ان للاحتلال لمسة في هذه العملية
        اللهم نسألك صدق النية وأن لا يكون جهادنا إلا لإعلاء كلمتك

        تعليق


        • #5
          رد: قراءة في مجزرة سيناء بقلم: صلاح حميدة

          من خطّط للجريمة هدف لتجنيد أناس يظهر فيهم الإخلاص والجهل والسّطحيّة في نفس الوقت، ومن الواضح أنّه غسل أدمغتهم بأنّ الجنود المصريين أعداء، وأنّ قتلهم جائز في سبيل محاربة الاحتلال، ومن ثمّ أرسلهم ليقتلوا الجنود المصريين ومن ثمّ ليذهبوا لاقتحام معبر كرم أبو سالم لتقتلهم طائرات الاحتلال الّتي كانت بانتظارهم ........ جماعة التكفير والهجرة المصرية

          تعليق

          يعمل...
          X