إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"هنادي جرادات" تسرد جريمة اغتيال شقيقها وابن عمها التي وقعت في مثل هذا اليوم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "هنادي جرادات" تسرد جريمة اغتيال شقيقها وابن عمها التي وقعت في مثل هذا اليوم




    الإعلام الحربي – خاص:


    "كان بإمكان الوحدات الصهيونية اعتقالهما ولكنهم أطلقوا النار عليهما بهدف التصفية"، للحظة واحدة لم تتوقف هنادي عن البكاء فلا زالت دموعها تنهمر بغزارة من عينيها فهي كما تقول دموع الحزن والقهر لأنها لم تتمكن من إنقاذ شقيقها وقريبها بعدما حاصرهما رصاص الوحدات الصهيونية الخاصة يوم الخميس (12/6/2003) في مثل هذا اليوم المبارك أمام منزلهم الواقع في حارة الدبوس في شرق مدينة جنين.

    ومنذ جريمة الاغتيال الجديدة التي طالت شقيقها الشهيد المجاهد فادي تيسير جرادات وابن عمه المجاهد البطل صالح جرادات لم تتوقف هنادي عن البكاء والعويل وصور الجريمة البشعة تمر أمامها وترافقها لتزيد من حزنها وحسرتها فأخي تقول: كان أمامي ينزف أمسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وإنقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضاً ونزعوا يدي من يده واقتادوه مع صالح لعدة أمتار وأطلقوا عليهما النار حتى استشهدا أمام أعيننا.

    لم تكن هنادي الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد المجاهد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من استشهاد زوجها.


    بداية العملية

    لم تكن رواية التفاصيل سهلة بالنسبة لهنادي التي تربطها بشقيقها الأكبر علاقة مميزة خاصة وانه المعيل الوحيد للأسرة فوالدها يعاني من مرض خطير ولدى وقوع الجريمة كان موجوداً في الأردن مع زوجته يتلقى العلاج، والى جانب هنادي كان يوجد في البيت شقيقاتها وصالح ابن عمها وفادي يعيشون لحظات حزن وترقب بسبب قلقهم على مصير الوالد الذي تدهورت حالته الصحية.

    مساء يوم الخميس (12/6/2003) حضرت زوجة المجاهد صالح جرادات التي تسكن قرية السيلة الحارثية مسقط رأسه للاطمئنان عليه ومشاهدته فقد مر عليهما زمن طويل لم تشاهده وطفلها الوحيد فالاحتلال تقول هنادي يطارد زوجها ويلاحقه منذ فترة طويلة ويتهمه انه قائد سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي وتضيف يوميا كان يتعرض منزلهم للدهم وتلقت عائلته عشرات التهديدات بتصفيته مما حرمه ابسط حقوقه في الحياة وحتى طفله الوحيد لم يشاهده سوى مرات محدودة فحياتهم كانت صعبة.


    التفاصيل

    في ذلك اليوم الأسود تتابع هنادي وهي تحاول التغلب على دموعها «حضر صالح للاطمئنان على زوجته وطفله ووالدي فجلسنا على بوابة المنزل بشكل طبيعي، وما كاد يداعب طفله ويقبله وبينما كنا نشرب القهوة تقدمت نحونا سيارة تحمل لوحة ترخيص عربية كانت تسير بشكل طبيعي لذلك لم نهتم واعتقدنا أنه أحد أصدقاء صالح».

    وتتذكر هنادي «الظلام دامس وكنا نجلس ونتحدث وفجأة توقفت السيارة بيضاء اللون فكرت أنه صديق صالح ولكن ولم تكد تصلنا حتى خرج منها شخصان وأطلقوا النار فورا على صالح وبلمح البصر حضرت سيارة أخرى وهي أيضاً عربية وانضمت لإطلاق النار ارتمينا أرضاً وحملت زوجة صالح الطفل وهربت للبيت أما أخي فادي فوقع أرضاً شاهدته ينزف فأمسكت بيده وبدأت اسحبه خلف الكنبة التي كنا نجلس عليها لنتقي الرصاص وبدأت اصرخ فادي صالح، سمعت فادي يتحدث بصعوبة ساعديني أنقذيني»، وتضيف «بعدما توقفت ربع ساعة لان الدموع خنقت كلماتها واصلت سحبه فإذا بأحد المسلحين منهم يهاجمني القاني أرضاً وانتزع فادي مني وقال لي ادخلي البيت وإلا سأقتلك...».

    رفضت هنادي الانصياع لأوامرهم وتضيف «صرخت بهم اتركوني أريد إنقاذ أخي إنه ينزف فهاجموني كان صالح ممدد دون حراك ويبدو أنهم أصابوه برأسه أما فادي فلا زال يتحرك، ولكن ثلاثة منهم كانوا يتحدثون العربية بطلاقة هاجموني وسألوني أين سلاحه فقلت لا أعرف ولا يوجد سلاح الله اكبر عليكم سيموت».


    قتلوهما بدم بارد

    صرخات ودموع هنادي لم تشفع لها أمام أفراد الوحدات الذين غادروا سياراتهم وانتشروا في كل مكان وتقول «أجبروني على النوم على وجهي وقال لي أحدهم يا كلبة يا إرهابية سنقتلك معهم، وضعوا سلاحهم في رأسي ثم قال أحدهم لمجموعة أخرى اسحبهم وكوِّمهم فثارت أعصابي ولم أتحمل فقلت أنتم إرهابيون كلاب اتركوهم فألقوني أرضاً وسحبوهما عدة أمتار ثم أطلقوا النار عليهما مجدداً وقتلوهما بدم بارد».


    اشتباكات وإصابات

    خلال ذلك ومع بداية الهجوم كانت أكثر من 10 آليات عسكرية اقتحمت جنين مع مختلف المحاور وانطلقت مسرعة نحو منطقه الدبوس، فقد اقتحمت الدوريات المنطقة لتوفر الغطاء للوحدات الخاصة وحاصرت الحي بأكمله بعضها أغلق محاور الطرق والبعض الآخر توجه لموقع العملية رغم الاشتباكات العنيفة التي اندلعت، ففور انتشار نبأ الهجوم اندلعت مواجهات عنيفة في جميع أرجاء المدينة واشتبك رجال سرايا القدس مع جنود الاحتلال الذين قصفوا المنازل والأحياء بالرشاشات الثقيلة مما أدى لإصابة ثلاثة مواطنين بينهم طفله برصاص الاحتلال.


    تصفيه متعمدة



    وتؤكد هنادي أن العملية كانت تستهدف تصفيه صالح وفادي ابن عمه وتقول كان بإمكانهما اعتقالهما لأنهم فاجئونا بكل شيء وحاصروا المنزل ولم يكن من الممكن لأحدنا أن يتحرك أو يهرب ومما يؤكد استهدافية القتل أن أفراد الوحدات الذين كانوا يرتدون الزي الفلسطيني ويتحدثون العربية ومنذ اللحظة الأولى شرعوا بإطلاق النار وحتى بعد إصابة فادي كان من الممكن اعتقاله ولكنهم واصلوا إطلاق النار عليه ليتأكدوا من تصفيته.

    جريمة القتل لم تكن كافية فالقوات التي حضرت للموقع تقول هنادي احتجزتني وانتشرت حول المنزل وقامت بتفتيشه ثم صادرت الجثمانين, ولدى تسليمهما تبين أنهما تعرضا لإطلاق نار في سائر أنحاء جسدهما .


    إرادة وتحدي

    وقع الخبر كان قاسيا على تيسير جرادات والد الشهيد فادي والاستشهادية هنادي جرادات الذي أمضى حياته في تربية أسرته وقبل ان يحقق حلمه وفرحته بزفاف فادي قبل رحيله لان المرض تمكن منه وجعله عاجزا عن الكلام والسير بشكل طبيعي ومع ذلك إصر على ترك العلاج والمستشفى وعاد من الأردن ليتقدم مسيرة نجله ويقول انه يفتخر بكون ولده شهيدا ومجاهدا في حركة الجهاد الإسلامي وأضاف حزنت على رحيله ولكن هناك هدف اكبر وأسمى وأعظم انه الوطن المغتصب وفلسطين الأسيرة وبكل فخر واعتزاز أزف ابني شهيدا لفلسطين التي باعها الحكام الخونة وأضاف ليتني كنت فداءا لفادي، فجريمة الاحتلال دمرت أسرتي فهو المعيل الوحيد لها خاصة وان المرض نال مني ويهدد حياتي فانا مريض بالسرطان وولدي كان يتولى رعاية شقيقاته واليوم يتضاعف همي وانا معرض للموت في كل لحظة قلق ومضطرب على مصير عائلتي التي ليس لها معيل أي قانون يجيز هذه الأعمال والممارسات والجرائم وأضاف وهو يبكي بشدة أموت كل لحظة ألف مرة قلقا على مصير أسرتي التي تحطمت برحيل فادي.

    أما فادية فتغلبت على حالة الحزن وأطلقت زغرودة في وداع شقيقها وقالت لمراسلنا دم فادي لن يذهب هدرا وسيدفع القاتل الثمن ولن نبكي وحدنا فسحقا لكل العالم ان لم يعش شعبنا بحرية وكرامة ونحقق حلم وأهداف الشهداء.


    هنادي تنتقم بعد 10 أشهر

    بقوة الله وعزيمته قررت أن أكون الاستشهادية الثانية من سرايا القدس، وسوف اجعل من جسدي شظايا تتفجر لتقتل الصهاينة وتدمر كل مستوطن وصهيوني. ولأننا لسنا وحدنا من يجب أن يبقى ندفع الثمن ونحصد ثمن جرائمهم, وحتى لا تبقى أمهاتنا تدفع ثمن الإجرام الصهيوني, وحتى لا تبقى أمهاتنا تبكي وتصرخ على أطفالها وأبنائها بل يجب أن نجعل أمهاتهم يبكون فقد قررت بعد الاتكال على الله أن أجعل الموت الذي يحيطوننا به يحيط بهم وأن أجعل أمهاتهم تبكي دمعاً وندماً ودعوتي لله أن يجعلنا نحن معمرون في الجنة وجعلهم من الخالدين في النار.

    بهذه الكلمات الجهادية المباركة انطلقت الاستشهادية المجاهدة هنادي جرادات نحو مدينة حيفا حيث هناك كان الانفجار الذي هز عرش الصهاينة الجبناء فحصدت العشرات من الصهاينة بين قتيل وجريح ، وخطت وصيتها بالدم علي أنها سوف تنتقم لأخيها وابن عمها التي اغتالتهم قوات الاحتلال بجنين أقسمت ان تثار وتنتقم من الصهاينة الجبناء.

    وبعد أن ختمت المحامية هنادي تيسير جرادات الجزء الأخير من القرآن قضت ليلتها تصلي وتبتهل إلى الله أن يوفقها في مهمتها، وفي اليوم التالي تمكنت من تنفيذ عملية استشهادية هزت مدينة حيفا السبت (4/10/2003)، أسفرت عن مقتل 19 صهيونياً وإصابة 50 آخرين؛ لتكون بذلك الاستشهادية الثانية للسرايا بعد الاستشهادية هبة ضراغمة.

    تقول فادية شقيقة الاستشهادية بأن هنادي انتقمت من العدو الغاصب الذي قتل شقيقها فادي وابن عمها صلاح في اشتباك بمدينة جنين في (12/6/2002)، وأضافت قائلة: «الحمد لله.. هذا فخر لنا، لقد رفعت رأسنا وشفت غليلنا وغليل فادي الحمد لله فادي لم يذهب دمه هدرا».

    وقالت فادية: «من يوم استشهاد أخي اختلفت طباعها تماما، أصبحت تجلس بمفردها كثيرا، تحب العزلة، تستمع الأشرطة الدينية وتقرأ القرآن»، موضحة أنها توعدت بالثأر بعد أن رأت جثة شقيقها في المستشفى، وأشارت فادية إلى أن الاستشهادية تأثرت أيضا بالعدوان الصهيوني المتواصل على الشعب الفلسطيني، وليس بمجرد استشهاد أخيها وابن عمها.

    وأضافت أن هنادي كانت تتميز بشجاعة غير معهودة على الفتيات، وأشارت إلى أنها كانت «لا تخشى شيئا، وشخصيتها قوية زيادة عن اللزوم، ولا أحد يستطيع أن يغيّر قراراتها». إلا أنها في الوقت نفسه.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد عز الدين; الساعة 12-06-2012, 03:32 PM.

  • #2
    رد: "هنادي جرادات" تسرد جريمة اغتيال شقيقها وابن عمها التي وقعت في مثل هذا ال

    الله اكبر والعزة للإسلام والمسلمين

    رحمك الله يا اخت الرجال

    رحمك الله يا من فعلتي ما لم يفعله الكثيروون

    نسأل الله العلي القدير ان يرحمكي ويسكنكي فسيح جنانه

    اللهم أمين


    لآ تقولوآ فِلسطينْ تنزفّ .. بل قولوآ : فِلسطينْ تتبرَع بـِالدمْ لإستعآدة كرآمة العرَب !!!

    تعليق


    • #3
      رد: "هنادي جرادات" تسرد جريمة اغتيال شقيقها وابن عمها التي وقعت في مثل هذا ال

      رحمك الله شهدائنا واستشهاديتنا المجاهدة هنادي جرادات

      بوركت الجهود

      تعليق

      يعمل...
      X