إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

"أحمد أبو نصر" حقق حلمه باقتحام" موقع كسوفيم" المحصّن ونفذ عملية معقّدة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • "أحمد أبو نصر" حقق حلمه باقتحام" موقع كسوفيم" المحصّن ونفذ عملية معقّدة



    الإعلام الحربي - غزة :

    لطالما جلس المجاهد أحمد أبو نصر على مقربة من موقع "كسوفيم" العسكري الصهيوني شمال شرق خان يونس (جنوب قطاع غزة)، وهو يتأمل ويتفحص هذا الموقع كيف يمكن له أن يقتحمه ليختطف جنودًا صهاينة لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين أو قتلهم، انتقامًا وردًا على الاعتداءات الصهيونية المستمرة؛ إلى أن تحقق حلمه بعملية فدائية نوعية نفذها فجر الجمعة الماضي (1-6-2012)، قتل خلالها جنديًا صهيونيًا قبل أن ينال الشهادة.

    الناظر لهذا الشاب العشريني الجالس على مقربة من هذا الموقع المحصّن، القريب من منزله، يعتقد أن ما يفكر به اقتحام موقع كسوفيم العسكري درب من دروب الخيال، نظرًا لصعوبة الأمر من كافة النواحي الجغرافية والتقنية والفنية والميدانية، كما أن جنود الاحتلال حينما يرصدون تلك الجلسة لا يعيرون لها أي اهتمام، وذلك نظرًا لاعتمادهم على التحصين المحكم لهذا الموقع الذي لا يمكن للذبابة الوصول إليه.

    إلا أن أبو نصر كان له ما أراد، وذلك بعد اصرار وعزيمة كبيرين حيث كان على قناعة أنه سيدخل الى هذا الموقع وكان أحيانًا يقف عن بعد ويرفع يده وكأنه يحمل بها مسدس ويؤشر عليه متسلحًا بالعزيمة والإرادة والتخطيط والتدريب الجيد، ومستعينًا كذلك بمهندس تقني ساعده على اختراق الجدار الالكتروني، وذلك بحسب رواية أحد أصدقائه.

    وكان أبو نصر نفذ يوم الجمعة الماضي عملية فدائية نوعية، وذلك بتمكنه من اقتحام موقع "كسوفيم" العسكري شمال شرق خان يونس، واجتيازه السياج الالكتروني الفاصل وكل الحواجز والعوائق الصهيونية والاشتباك مع قوة صهيونية وقتل أحد جنودها، قبل أن يستشهد في عملية وصفتها الدولة العبرية بأنها نوعية ومعقدة جدًا.

    الانتظار الصعب

    وقال أحد الأصدقاء المقربين لأبي النصر لوكالة "قدس برس": إنه وصديقه كانا دائمًا يجلسان مقابل موقع "كسوفيم" الذي نفذت في محيطه العملية، وكان دائمًا يقول وهو ينظر للموقع بنظرات ثاقبة ومحدقة: "متى أدخل إلى هناك وأوقع فيهم القتلى والجرحى، وكان يهز رأسه ويقول أن ذالك اليوم لقريب وتلك الأيام والساعات القادمة سوف تبين لكم مدى رغبتنا في قتلكم ومقاتلتكم حتى نحرر كامل أرض فلسطين، وإن تلك الساعات قريبة بإذن الله، إذا لم تكن اليوم فغدًا وإذا لم تكن في الغد فبعد غد".

    وأوضح أن أبو النصر كان دائمًا ينظر للموقع ويلفت لرأسه إلى اليمين واليسار ويقول: "كم أن الانتظار صعب". وقال: "عندما قمنا من المكان نظر أحمد إلى البرج العسكري وقال وهو يشير بيده ممثلة بقبضة مسدسه قائلًا: "أنا آت عما قريب انتظروني"، وبعد أيام معدودة استشهد أحمد داخل الموقع الذي لطالما حلم أن يدخله ويقتل من بداخلة.

    تحقق الحلم

    وأوضح أن صديقه أبو النصر التحق في صوف المقاومة الفلسطينية في عام 2006م، ومنذ تلك اللحظة وحتى استشهد وهو يحلم بان يستشهد بإحدى العمليات الفدائية، مشيرًا إلى أنه كان في بداية عمليه ضمن صفوف المقاومة الفلسطينية وقد أوكل له مهام الرصد لقوات الاحتلال وتحركاتهم، كاشفًا مشاركته في العديد من العمليات الفدائية ضد قوات الاحتلال، والتي كانت أخر قيامه قبل خروجه في عمليته الاخيرة بإطلاق قذائف "هاون" على موقع "كسوفيم" وموقع "ميغن" العسكري الى الشرق من موقع "كسوفيم".

    وعن تفاصيل العملية الفدائية التي نفذها ابو النصر قال صديقه: "بحكم علاقتي القوية بأحمد فقد جاءني يوم الخميس الماضي أي قبل تنفيذ العملية بيوم واحد وقال لي أنا سوف أنفذ عمليه فدائية إما سوف أخطف بها جنود صهاينة أو أن أقتلهم".

    وأوصاني بالقول: "أنا اليوم آتي من أجل أن أودعك يا صديقي، وأوصيك بتقوى الله، والبقاء على نفس الدرب ، وأن تأخذ بالك من أهلي جيدًا".

    دور المهندس

    وكشف أن أبو النصر كان معه أحد الأشخاص لا يعرفه، ويراه معه لأول مرة، وحينما سأله عن هذا الشخص قال هذا أحد المشاركين في تنفيذ العملية وهو مهندس أجهزة الكترونية دون الاشارة ما هي طبيعة مشاركته في العملية"، وهو ما أشارت إليه الصحف العبرية حول استخدام أبو النصر لأجهزة تقنية في تجاوز السياج الالكتروني الفاصل والتخفي عن الكاميرات المنتشرة على طول السلك.

    وكانت صحيفة /هارتس/ الصهيونية قد نسبت لمصدر عسكري صهيوني قوله إن أبو النصر "استخدم وسائل متطورة لمنع اكتشافه، لاسيما في اختراق الجدار الالكتروني الفاصل".

    وأضاف المصدر: "أن عملية كسوفيم دفعت الجيش الصهيوني لفحص كيفية تمكّن الشهيد أبو نصر من اختراق السياج الأمني، وكيف لم تتمكن نقطة المراقبة الموجودة في المنطقة من اكتشافه في اللحظة المناسبة، حيث تم اكتشافه بعد ان اجتاز السياج الامني ودخل إلى المنطقة المقابلة من الجدار".

    اختراق الجدار

    وتابع المصدر العسكري أن الشهيد ابو النصر "كان مزودًا بوسائل متقدمة حملها معه، وفقط عندما قام باختراق الجدار وقبل دقائق من الاشتباك معه اكتشف الجنود وجوده، وذلك بعد أن كان موجودًا على مسافة قصيرة من المستوطنات الواقعة في الجانب الصهيوني من المنطقة.

    ومن جهتها؛ قالت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية أن الشهيد أبو نصر تمكن من التقدم في منطقة مكشوفة، والتي يمنع الفلسطينيون من التواجد فيها في أي ظرف كان؛ وهذه المنطقة التي تبدأ من البيوت السكنية ومناطق زراعية شرقي قطاع غزة تصل إلى عشرات وأحيانا إلى مئات الأمتار.

    وأشارت إلى أن أبو النصر استغل تضاريس المنطقة التي تصعب عملية الرصد، كذلك تطرقت إلى التوقيت الذي كان في ساعات الفجر حيث كان الضباب كثيفًا، ويصعب على كافة وسائل الرصد العسكرية، الرادارات والكاميرات، من البر والجو كشفه.

    وأضافت: "ليس من الواضح كيف تمكن المقاتل من أن يكمن في المكان بعد المؤشرات الأولية، ومن بين التقديرات هي أنه أظهر أداءً بمستوى يعتبر عالياً بمصطلحات حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي ، واستعد جيدًا للمواجهة سواء من جهة اختيار مسار التسلل الذي يصعب على الرصد أو من جهة التحرك باتجاه السياج، أو في الساعة التي بدأ فيها العمل، أو بالوسائل الهندسية التي اخترق السياج بواسطتها، وبشكل الخاص الجرأة التي أبداها".

    وتابعت الصحيفة: "لقد كمن أبو النصر للقوات التي تتفوق عليه عسكريا بشكل ملموس، وأطلق النار بشكل دقيق باتجاهها من سلاح خفيف".

    وداع أمه قبل الشهادة

    وكشف الشهيد أبو النصر وقبل خروجه لتنفيذ العملية في ساعات الفجر الاولى من يوم الجمعة لوالدته أنه ذاهب لتنفيذ عملية فدائية.

    وقالت "أم أحمد" لوكالة "قدس برس" جئت يوم الجمعة لأيقظ أحمد من النوم ليؤدي صلاة الفجر إلا انني فوجئت بأحمد وهو مستيقظ ويرتدي بزته العسكرية ويحمل عتاده العسكري وبندقيته، وحينما سألته ما بالك يا أحمد، قال: أنا ذاهب لأنفذ عملية يا أمي فادعي لي أن يوفقني الله، والعملية إما سوف أقوم بخطف جنود (صهاينة) لنبادلهم مع أسرانا في سجون الاحتلال، أو أنه سوف أقتل جنود، لنعّرف اليهود من نحن، فالعرب يتفرجون علينا، وأنا سوف أنتقم للأسرى والشهداء .

    وأضافت: "هذه كانت اخر اللحظات التي عشتها مع أحمد، وآخر مرة أراه فيها حيًا قبل استشهاده، وقد انفجرت بالبكاء وانهمرت الدموع مني دون وعي، وحينها تقدم احمد الله يرضى عليه مني وقبل رأسي ويدي وقال لي لا تبكي يا أمي، ادعي لي أن يوفقني الله في هذه العملية".

    تخليد اسم أحمد

    ومن جهته؛ وصف والد الشهيد والذي يحمل نفس اسمه (أحمد) شعوره باستشهاد نجله أحمد بالتأكيد ان نجله رفع رؤوسهم، وأنه يعتز ويفتخر بما قام به من عمل، وذلك على الرغم من أن خبر استشهاده كان صعبًا عليه، ولكنه استدرك بالقول: "إلا أنه بكل تأكيد فإن هذا الخبر أثلج قلوب المؤمنين بخبر قتل جنود صهاينة وأفرح الكثير".

    وفي رده على سؤال حول سبب تسمية ابنه البكر أحمد بنفس اسمه أحمد؛ قال: "سبب تسميتي لأحمد بهذا الاسم لأنني كنت في الانتفاضة الأولى (1978-1994)، مطاردًا (مطلوبًا) لجيش الاحتلال، وكنت معرض للاستشهاد في كل وقت ولذلك كنت أريد أن يبقي اسم احمد في البيت دائمًا في حال استشهدت، إلا أن إرادة الله، أوجدتنا هنا اليوم بينكم، وها هو أحمد أبني أكمل الطريق الذي كنا نسير عليها".

    وأضاف: "كنت أريد أن يبقى اسم احمد في ببيتي من خلال تسمية ابني البكر بإسمي؛ إلا أن ابني أحمد خلده وحفره في كل مكان بفلسطين بل والعالم، من خلال هذه العملية الفدائية النوعية التي اعتز بها وبمن نفذها".

    وتابع الأب والدموع تنهمر من عينيه: "أحمد كان لي بمثابة أخ، وكان من أصدقائي الأعزاء، حيث إننا كنا دائمًا مع بعضنًا البعض، وأحمد كان محبوب بين كل أصدقائه، وكان دائمًا يرتاد المسجد في كل صلاة، وكان دائمًا يتواجد في المناطق الحدودية، وكان لا يتوانى حينما يسمع أن هناك توغل من قبل آليات العدو في أي مكان كان يذهب ويحاول أن يصد العدوان عن أبناء دينه ووطنه".
يعمل...
X