لا للفصل بين جناحي الوطن
رغم اختلاف أبناء الشعب الفلسطيني في نظرتهم و رؤيتهم للأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة ، بين مؤيد لها ومعارض ، فإن معظم المراقبين و المهتمين بالشأن الفلسطيني يرون أن أخطر التداعيات المترتبة على هذه الأحداث ونتائجها هو ما يتعلق باحتمالية فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ، لما في ذلك من تأثير سلبي على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها .
فتحقيق الفصل السياسي والسيادي و ربما الاقتصادي بعد الفصل الجغرافي بين جناحي الوطن الفلسطيني الضفة الغربية و قطاع غزة ، سيترك آثاراً مدمرة على النضال الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني الوطني منه والإسلامي على حد سواء ، بل و على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها ، ذلك أن هذا الفصل يعني :-
أولاً : تعبيد الطريق لإلغاء فكرة دولة فلسطينية موحدة ومتصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967م ، هذه الفكرة التي قدم الفلسطينيون عشرات الآلاف من الشهداء و الجرحى والمعتقلين من أجل تحقيقها و تجسيدها على أرض الواقع ، بغض عن الاختلاف الحادث بين بعض الأطراف الفلسطينية حول الطريق الذي يمكن سلوكه للوصول إلى كيان فلسطيني على أراضي جناحي الوطن ، طريق المفاوضات و المشاريع السلمية ، أم طريق الكفاح والنضال و الجهاد العسكري ، هذا الفصل يُعيد القضية الفلسطينية عشرات السنين إلى الوراء و على ما قبل حرب حزيران 1967م ، عندما كانت الضفة الغربية واقعة تحت الحكم والسيطرة الأردنية ، فيما قطاع غزة تحت الحكم و السيطرة المصرية .
ثانياً : إلغاء أي مفاوضات حول قضايا الحل الدائم أو حتى مجرد التفكير فيها ، ففلسطينياً ستصبح اهتمامات الأطراف الرئيسية تثبيت مواقعها و إحكام سيطرتها على المناطق الواقعة تحت نفوذها ، وصهيونياً سيكون الوضع الجديد المتمثل بالفصل بين الضفة وغزة فرصة مناسبة للكيان الصهيوني لتسويق رؤيته الخاصة بعدم و جود شريك فلسطيني مناسب للحديث معه في قضايا الحل الدائم ، وبالتالي التحلل والهروب من أي استحقاقات يفرضها السلام حتى في صورته المشوهة ، و هو ككيان غاصب غير مستعد لدفعها بسبب من عنصريته و عدوانيته و طبيعته الإجرامية .
ثالثاً : تسويق الرؤية الصهيونية بأن الشعب الفلسطيني لا يستحق أن يكون له دولة مستقلة ذات سيادة ، فهو شعب غوغائي يستهوي القتل و التدمير و انتهاك حقوق الإنسان ، فضلاً عن أن أياً من الضفة الغربية أو قطاع غزة لا يملك المقومات التي تؤهله لأن يكون دولة ، و سيتم تسويق السؤال الصعب لمَنْ نُعطي الدولة ؟ و مَنْ ندعم ؟ من تلك الأطراف المتقاتلة المتصارعة .
رابعاً : تمهيد الطريق لتطبيق المشروع الصهيوني القديم الجديد و القاضي بإلحاق المناطق التي يرغب الكيان الصهيوني في التخلص منها في الضفة الغربية بالأردن ، فيما يتم إلحاق قطاع غزة بالإدارة المصرية ، و هذا يٌعفي الكيان الصهيوني من أي استحقاقات تفرضها مفاوضات السلام مع الأنظمة العربية ، أو يفرضها توفير الحاجات الإنسانية لسكان الضفة والقطاع .
أمام هذه التداعيات فإن الواجب الوطني و قبل ذلك الإسلامي ، يفرض على الجميع أن يبذل جهده للحيلولة دون تطبيق الفصل بين جناحي الوطن على أرض الواقع ، وأن الخطوة الأولى في هذا الجهد هو توحد الجميع خلف المقاومة و الجهاد ضد الاحتلال و جرائمه و مجازره في الضفة وغزة .
خاص شبكة حوار بوابة الأقصى
الكاتب الإسلامي الفلسطيني
تيسير عبد اللطيف
19/6/2007
رغم اختلاف أبناء الشعب الفلسطيني في نظرتهم و رؤيتهم للأحداث الأخيرة التي شهدها قطاع غزة ، بين مؤيد لها ومعارض ، فإن معظم المراقبين و المهتمين بالشأن الفلسطيني يرون أن أخطر التداعيات المترتبة على هذه الأحداث ونتائجها هو ما يتعلق باحتمالية فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ، لما في ذلك من تأثير سلبي على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها .
فتحقيق الفصل السياسي والسيادي و ربما الاقتصادي بعد الفصل الجغرافي بين جناحي الوطن الفلسطيني الضفة الغربية و قطاع غزة ، سيترك آثاراً مدمرة على النضال الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني الوطني منه والإسلامي على حد سواء ، بل و على مستقبل القضية الفلسطينية برمتها ، ذلك أن هذا الفصل يعني :-
أولاً : تعبيد الطريق لإلغاء فكرة دولة فلسطينية موحدة ومتصلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة 1967م ، هذه الفكرة التي قدم الفلسطينيون عشرات الآلاف من الشهداء و الجرحى والمعتقلين من أجل تحقيقها و تجسيدها على أرض الواقع ، بغض عن الاختلاف الحادث بين بعض الأطراف الفلسطينية حول الطريق الذي يمكن سلوكه للوصول إلى كيان فلسطيني على أراضي جناحي الوطن ، طريق المفاوضات و المشاريع السلمية ، أم طريق الكفاح والنضال و الجهاد العسكري ، هذا الفصل يُعيد القضية الفلسطينية عشرات السنين إلى الوراء و على ما قبل حرب حزيران 1967م ، عندما كانت الضفة الغربية واقعة تحت الحكم والسيطرة الأردنية ، فيما قطاع غزة تحت الحكم و السيطرة المصرية .
ثانياً : إلغاء أي مفاوضات حول قضايا الحل الدائم أو حتى مجرد التفكير فيها ، ففلسطينياً ستصبح اهتمامات الأطراف الرئيسية تثبيت مواقعها و إحكام سيطرتها على المناطق الواقعة تحت نفوذها ، وصهيونياً سيكون الوضع الجديد المتمثل بالفصل بين الضفة وغزة فرصة مناسبة للكيان الصهيوني لتسويق رؤيته الخاصة بعدم و جود شريك فلسطيني مناسب للحديث معه في قضايا الحل الدائم ، وبالتالي التحلل والهروب من أي استحقاقات يفرضها السلام حتى في صورته المشوهة ، و هو ككيان غاصب غير مستعد لدفعها بسبب من عنصريته و عدوانيته و طبيعته الإجرامية .
ثالثاً : تسويق الرؤية الصهيونية بأن الشعب الفلسطيني لا يستحق أن يكون له دولة مستقلة ذات سيادة ، فهو شعب غوغائي يستهوي القتل و التدمير و انتهاك حقوق الإنسان ، فضلاً عن أن أياً من الضفة الغربية أو قطاع غزة لا يملك المقومات التي تؤهله لأن يكون دولة ، و سيتم تسويق السؤال الصعب لمَنْ نُعطي الدولة ؟ و مَنْ ندعم ؟ من تلك الأطراف المتقاتلة المتصارعة .
رابعاً : تمهيد الطريق لتطبيق المشروع الصهيوني القديم الجديد و القاضي بإلحاق المناطق التي يرغب الكيان الصهيوني في التخلص منها في الضفة الغربية بالأردن ، فيما يتم إلحاق قطاع غزة بالإدارة المصرية ، و هذا يٌعفي الكيان الصهيوني من أي استحقاقات تفرضها مفاوضات السلام مع الأنظمة العربية ، أو يفرضها توفير الحاجات الإنسانية لسكان الضفة والقطاع .
أمام هذه التداعيات فإن الواجب الوطني و قبل ذلك الإسلامي ، يفرض على الجميع أن يبذل جهده للحيلولة دون تطبيق الفصل بين جناحي الوطن على أرض الواقع ، وأن الخطوة الأولى في هذا الجهد هو توحد الجميع خلف المقاومة و الجهاد ضد الاحتلال و جرائمه و مجازره في الضفة وغزة .
خاص شبكة حوار بوابة الأقصى
الكاتب الإسلامي الفلسطيني
تيسير عبد اللطيف
19/6/2007
تعليق