منذ تأسيس قناة «المنار» مطلع التسعينيات، وظهور النساء السافرات على شاشتها نادر. «تساهلت» المحطة في الأمر لاحقاً، قبل أن تصدر مؤخراً قراراً إدارياً يقضي بعدم استقبالهنّ، إلا ضمن استثناءات. قرار يعيد طرح أسئلة عن التحدّيات التي يواجهها «حزب الله» في التعامل مع جمهوره. الحزب المقاوم الذي حاز شعبية واسعة في مختلف الأوساط اللبنانية، لا يستطيع أن يتجاهل عقيدته الدينية
القرار القاضي بعدم استقبال نساء سافرات في برامج «المنار»، ليس سرياً، لكن إدارة القناة تتعامل معه وكأنه كذلك.
لكن، في ظلّ غياب رأي الإدارة، لم يكن يسع «الأخبار» إلا اللجوء إلى الزملاء العاملين في المحطة. منهم من رفض الحديث «احترماً للمؤسسة»، ومنهم من وافق مشترطاً عدم ذكر الاسم.
كيف صدر القرار؟ يروي أحد الزملاء أن الإدارة عقدت اجتماعاً مع الموظفين قبل نحو عام ونصف العام أبلغتهم فيه جملة من القرارات، كان منها عدم الرغبة في استضافة نساء سافرات. لم يعرف الزملاء على أي مستوى صدرت القرارات، لكنهم قدّروا أن تكون صادرة مباشرة عن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، خصوصاً أنه كان قد اجتمع بعدد من الموظفين قبل ذلك. هنا يدور جدل بين المتابعين. منهم من ينقل عن نصر الله قوله «في حال وجود خيار بين ضيفة محجبة وأخرى سافرة تختارون الأولى».
الذي أدى إلى إصدار هذا القرار، وغيره، هو إعادة العمل على الصورة التي يريد «حزب الله» أن يطلّ فيها على جمهوره، والتي يريد لجمهوره أن يكون عليها، من باب التأثير المتبادل. ذلك أنه تزامن مع ما يسمى بورشة «الإصلاح» التي أطلقها الحزب في مختلف قطاعاته، وكان الإعلام أحد مرتكزاتها لكونه الأكثر تأثيراً. لا يمكن الجدال هنا في حجم التأثير، بدليل أن إدارة المحطة كانت قد فرضت في تلك المرحلة قيوداً على المذيعات تتعلّق حتى بمناديل الرأس التي يرتدينها، بحيث يكون المنديل مكوّناً من لون واحد، قاتم.
تعليق