القائد الأسير عباس السيد..عنوان مرحلة يتمرّد فيها الوجع على القيد
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
حكاية القائد القسامي عباس السيد ليست كباقي الحكايات، وقصة أسره وسجنه وعزله ليست كباقي القصص، وملحمة صموده وصره وتمرده على السجان ملحمة لها وقع خاص .. وحكاية عيونه وتمرده على السجان والوجع حكاية بها ما بها من عزة وتمرد وصمود وصبر.
عباس السيد في ذكرى اعتقاله، وبعد مرور عشر سنوات كاملة له بالأسر، قام مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان بتسليط الضوء على صورة هذا البطل الذي ظل طوال العقدين الماضيين حديث الشارع والناس ولا نبالغ ان قلنا أن عباس الاسير الاكثر شهرة على الاطلاق في سجون الاحتلال .
تتزامن ذكرى اعتقال عباس هذه المرة مع اليوم الـ 22 لدخوله الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة الكرامة التي دعا لها عباس وجهز لها هو ورفاق قيده، كما تتزامن بعد شهرين من الاعتداء الوحشي الذي تعرض له من قبل سجانيه شذاذ الافاق الذين حاولوا كسر ظهره واذلاله فقابلها بابتسامة المؤمن في وجه الردى.
ابن طولكرم دالية فلسطين
عام 1966م أكرم الله تعالى عائلة السيد القابعة في مدينة طولكرم تلك الأسرة المتدينة التي تعتز بالإسلام وتربي أبنائها على مبادئه, بابنها البطل الأسير اليوم عباس الملقب "أبو عبد الله"، وعاش في كنفها على أرض وطنه, والتحق بتربية المساجد و بالسائرين في درب دعوة الإخوان.
علمته مدارس بلدته طولكرم حب الوطن والاجتهاد من أجل العلم حتى حصل على الفرع العلمي بتفوق وبمعدل 93.2% أهله لدراسة هندسة الميكانيك في جامعة اليرموك الأردنية.
كان من المتفوقين في جامعة اليرموك وكان أحد أعضاء مجلس طلبة جامعته, ثم تخرج ليعود إلى فلسطين التي تحتاج إلى كلّ جهدٍ مخلص و كل ابن بارّ يمسح بحنانه جرحها، وتمدّها عروقه بنبض قلبها.
عاد إلى فلسطين ليعمل في مجال الأجهزة الطبية وإدارة أقسام الصيانة بشركة "الأنترميد", وأعجبت الشركة بقدراته العقلية وإمكانياته المهنية فقدمت له منحة ليواصل تعليمه مما يجعله من أكفأ المهندسين في مجاله, وبعد عام عاد إلى أرض الوطن وتنقل بين الأعمال الحرة ذات الأسس الإلكترونية والكهربائية, غير أن الأرض وترابها والشعب ودماء الشهداء بقيت رفيقة عمله فلم تغب عن عينه ساعة واحدة، فسخر إمكاناته العقلية وقدراته الفكرية لهذا الغرض.
عام 1993 تزوج الأسير من إحدى ناشطات العمل الإسلامي في بلدته طولكرم وهي إخلاص عبد الكريم الصويص، ورزق منها بمولودته البكر مودة وابنه عبد الله
وكان قد اعتقل بعد زواجه بشهرين ليمضي في السجون أحد عشر شهراً، وبعد خروجه من المعتقل بستة أشهر أعيد اعتقاله لمدة تسعة عشر شهراً.
الاعتراف خيانة
لم يكن عباس السيّد بالرجل العادي, بل أن الله منحه قوة عجيبة و قدرات قلّما يتّصف بها الناس، مظهره المتأنق كان يخفي عزماً من حديد جسده الصمود الأسطوري له في زنازين الاحتلال وباستيلات التحقيق حيث أصبح اسمه متداولاً في كراسات أمن (حماس) داخل السجون والمعتقلات تحت عنوان "رجال قهروا الشاباك", وعن ذلك يقول أحد الأسرى الذين عايشوا عباس خلال التحقيق معه عام 1994 حيث كانوا يدخلون زنازين نقش عباس على جدرانها عبارات تحثّ الأسرى على الصمود مثل "الإنكار أقرب الطرق إلى الدار"، و"الاعتراف خيانة لله والوطن والمبدأ الكريم" .. غير أن أكثر تلك العبارات الموقّعة باسم عباس السيد رفعاً للمعنويات وشحذاً للهمم كانت عبارة كتبها بالخبز الرطب الذي جفّ ليبقى على جدار الزنزانة تقول: "ألم الشبح يزول، وقبح المحقّق يختفي، لكن ألم الاعتراف باقٍ لا يزول فاحذروا الاعتراف".
لقد كان عباس يستشعر لذة الأذى في الله وغيظ أعدائه، وقد أوضح ذلك في إحدى رسائله إلى زوجته خلال اعتقاله الثاني يقول فيها : "كانت أيام التحقيق جميلة جداً، حافلة بالمغامرات، كانت تمرّ عليّ لحظات لم أتذوّق طعمها من قبل، كنت أشعر بقوة منبعها الاعتصام بحبل الله، هي قوة أقوى من المحقّقين أنفسهم، كانت تجربة غنية تزيد المرء إصراراً على المضيّ قدماً في طريق الجنة، تجربة تكشف عن معادن الرجال، تجربة زالت آلامها و بقيت ذكرياتها، لقد صارحوني بتخوّفهم من المدّ الإسلامي، وعدم ثقتهم ببقاء دولتهم .. كنت أعاملهم معاملة الندّ ، حتى أصبحوا بعد فترة من التحقيق ضعافاً مهزومين بفضل الله و قوته".
رجل الواجب
رغم خطورة وضع عباس الأمني واختفائه الكامل عن الأنظار إلا أنه بقي وفياً لدماء رفاق دربه طيلة فترة مطاردته، حتى كان ظهوره الأول في مسيرة تأبين الشهيد القسامي فواز بدران في 13/7/2001 حين أخذ المشاركون يهتفون للمهندس عباس وهو يعلن على الملأ قائلاً : "نحن في حركة المقاومة الإسلامية حماس لا مبرّر لوجودنا على الإطلاق دون جهاد و تضحيات ومن دون دماء، الموت مكتوب علينا .. فلنمت ميتة العز التي تحيي بنا من خلفنا".
لم يكن عباس ليرضى بعملية انتقام ثأرية للمجازر الإسرائيلية بالنمط العادي بل أرادها ردّاً مزلزلاً يؤدّب الكيان المسخ و يشف صدور أهل الشهداء، أرادها ردّ اعتبار لآل بدران وآل الداموني ومنصور والحضيري وسعادة وإلى الوطن الذي يتدافع أبناؤه بكلّ كبرياء إلى ميدان الشهادة ... أرادها كبرى عمليات القسام وكبرى معارك الثأر و الانتقام وقد كان، إذ تنسب المخابرات الإسرائيلية إلى عباس المسؤولية عن كبرى العمليات الاستشهادية في تاريخ دولة الاحتلال وهي العملية المعروفة باسم عملية فندق البارك و التي نفّذها الاستشهادي عبد الباسط عودة و أدّت إلى مقتل (32) صهيونيًا وإصابة (150) آخرين بجراح، إضافة إلى علاقته بعملية "هشارون" الاستشهادية التي نفّذها القسّامي محمود مرمش و التي قتل فيها (5) صهاينة وجرح عدد آخر.
حقد الاحتلال على عباس وردَ في مطالبات الجهاز القضائي الصهيوني الذي طالب بإعدامه أول الأمر هو وأعضاء خليّته من الكتائب القسّامية معمر شحرور ونصر زيتاوي وفتحي خصيب ومهند شريم و نهاد أبو كشك، غير أن المحاكم تراجعت عن هذا الطلب لتستبدله بطلب آخر يقتضي سجن الأسير السيد (36) مؤبداً إضافة إلى (200) سنة أخرى.
اعتداء ومحاولة اغتيال
تعرض المهندس عباس السيد صاحب النظرات التي تقلق وتهزم السجان في 28/3/2012 وهي ذكرى عمليته البطولية لاعتداء كبير كاد يودي بحياته على يد سجانيه انتقاما منهم وحقدا على الرجل الذي دمر اسطورة امنهم وحاربهم في عقر دارهم فهبت فلسطين تنتفض للبطل وضجت السجون التي اعلنت التضامن التام مع السيد عباس.
معركة سنحيا كراما
عباس السيد في ذكرى اعتقاله العاشره مضرب عن الطعام منذ 22 يوما متواصلا وهو معزول ايضا في زنزانة انفرادية محروم من رؤية ذويه او التواصل مع العالم الخارجي .. عباس اليوم يرسم من خلال امعائة الخاوية قصة فلسطين وقصة الاسير المتمرد وقصة الفسطيني العزيز رغم قيده .
فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان يقول ان عباس اشهر شخصيه في فلسطين وانسان له مكانه كبيره واسم يعرفه العدو قبل الصديق محبوب من قبل جميع الاسرى عقليه فذه لماح ذكي محبوب شخصيه اعتباريه لا يستطيع انسان ان يصفه وكل الكلمات تبدو صغيرة امام تضحايته واسمه العظيم وجهاده الاسطوري.
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام
حكاية القائد القسامي عباس السيد ليست كباقي الحكايات، وقصة أسره وسجنه وعزله ليست كباقي القصص، وملحمة صموده وصره وتمرده على السجان ملحمة لها وقع خاص .. وحكاية عيونه وتمرده على السجان والوجع حكاية بها ما بها من عزة وتمرد وصمود وصبر.
عباس السيد في ذكرى اعتقاله، وبعد مرور عشر سنوات كاملة له بالأسر، قام مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان بتسليط الضوء على صورة هذا البطل الذي ظل طوال العقدين الماضيين حديث الشارع والناس ولا نبالغ ان قلنا أن عباس الاسير الاكثر شهرة على الاطلاق في سجون الاحتلال .
تتزامن ذكرى اعتقال عباس هذه المرة مع اليوم الـ 22 لدخوله الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة الكرامة التي دعا لها عباس وجهز لها هو ورفاق قيده، كما تتزامن بعد شهرين من الاعتداء الوحشي الذي تعرض له من قبل سجانيه شذاذ الافاق الذين حاولوا كسر ظهره واذلاله فقابلها بابتسامة المؤمن في وجه الردى.
ابن طولكرم دالية فلسطين
عام 1966م أكرم الله تعالى عائلة السيد القابعة في مدينة طولكرم تلك الأسرة المتدينة التي تعتز بالإسلام وتربي أبنائها على مبادئه, بابنها البطل الأسير اليوم عباس الملقب "أبو عبد الله"، وعاش في كنفها على أرض وطنه, والتحق بتربية المساجد و بالسائرين في درب دعوة الإخوان.
علمته مدارس بلدته طولكرم حب الوطن والاجتهاد من أجل العلم حتى حصل على الفرع العلمي بتفوق وبمعدل 93.2% أهله لدراسة هندسة الميكانيك في جامعة اليرموك الأردنية.
كان من المتفوقين في جامعة اليرموك وكان أحد أعضاء مجلس طلبة جامعته, ثم تخرج ليعود إلى فلسطين التي تحتاج إلى كلّ جهدٍ مخلص و كل ابن بارّ يمسح بحنانه جرحها، وتمدّها عروقه بنبض قلبها.
عاد إلى فلسطين ليعمل في مجال الأجهزة الطبية وإدارة أقسام الصيانة بشركة "الأنترميد", وأعجبت الشركة بقدراته العقلية وإمكانياته المهنية فقدمت له منحة ليواصل تعليمه مما يجعله من أكفأ المهندسين في مجاله, وبعد عام عاد إلى أرض الوطن وتنقل بين الأعمال الحرة ذات الأسس الإلكترونية والكهربائية, غير أن الأرض وترابها والشعب ودماء الشهداء بقيت رفيقة عمله فلم تغب عن عينه ساعة واحدة، فسخر إمكاناته العقلية وقدراته الفكرية لهذا الغرض.
عام 1993 تزوج الأسير من إحدى ناشطات العمل الإسلامي في بلدته طولكرم وهي إخلاص عبد الكريم الصويص، ورزق منها بمولودته البكر مودة وابنه عبد الله
وكان قد اعتقل بعد زواجه بشهرين ليمضي في السجون أحد عشر شهراً، وبعد خروجه من المعتقل بستة أشهر أعيد اعتقاله لمدة تسعة عشر شهراً.
الاعتراف خيانة
لم يكن عباس السيّد بالرجل العادي, بل أن الله منحه قوة عجيبة و قدرات قلّما يتّصف بها الناس، مظهره المتأنق كان يخفي عزماً من حديد جسده الصمود الأسطوري له في زنازين الاحتلال وباستيلات التحقيق حيث أصبح اسمه متداولاً في كراسات أمن (حماس) داخل السجون والمعتقلات تحت عنوان "رجال قهروا الشاباك", وعن ذلك يقول أحد الأسرى الذين عايشوا عباس خلال التحقيق معه عام 1994 حيث كانوا يدخلون زنازين نقش عباس على جدرانها عبارات تحثّ الأسرى على الصمود مثل "الإنكار أقرب الطرق إلى الدار"، و"الاعتراف خيانة لله والوطن والمبدأ الكريم" .. غير أن أكثر تلك العبارات الموقّعة باسم عباس السيد رفعاً للمعنويات وشحذاً للهمم كانت عبارة كتبها بالخبز الرطب الذي جفّ ليبقى على جدار الزنزانة تقول: "ألم الشبح يزول، وقبح المحقّق يختفي، لكن ألم الاعتراف باقٍ لا يزول فاحذروا الاعتراف".
لقد كان عباس يستشعر لذة الأذى في الله وغيظ أعدائه، وقد أوضح ذلك في إحدى رسائله إلى زوجته خلال اعتقاله الثاني يقول فيها : "كانت أيام التحقيق جميلة جداً، حافلة بالمغامرات، كانت تمرّ عليّ لحظات لم أتذوّق طعمها من قبل، كنت أشعر بقوة منبعها الاعتصام بحبل الله، هي قوة أقوى من المحقّقين أنفسهم، كانت تجربة غنية تزيد المرء إصراراً على المضيّ قدماً في طريق الجنة، تجربة تكشف عن معادن الرجال، تجربة زالت آلامها و بقيت ذكرياتها، لقد صارحوني بتخوّفهم من المدّ الإسلامي، وعدم ثقتهم ببقاء دولتهم .. كنت أعاملهم معاملة الندّ ، حتى أصبحوا بعد فترة من التحقيق ضعافاً مهزومين بفضل الله و قوته".
رجل الواجب
رغم خطورة وضع عباس الأمني واختفائه الكامل عن الأنظار إلا أنه بقي وفياً لدماء رفاق دربه طيلة فترة مطاردته، حتى كان ظهوره الأول في مسيرة تأبين الشهيد القسامي فواز بدران في 13/7/2001 حين أخذ المشاركون يهتفون للمهندس عباس وهو يعلن على الملأ قائلاً : "نحن في حركة المقاومة الإسلامية حماس لا مبرّر لوجودنا على الإطلاق دون جهاد و تضحيات ومن دون دماء، الموت مكتوب علينا .. فلنمت ميتة العز التي تحيي بنا من خلفنا".
لم يكن عباس ليرضى بعملية انتقام ثأرية للمجازر الإسرائيلية بالنمط العادي بل أرادها ردّاً مزلزلاً يؤدّب الكيان المسخ و يشف صدور أهل الشهداء، أرادها ردّ اعتبار لآل بدران وآل الداموني ومنصور والحضيري وسعادة وإلى الوطن الذي يتدافع أبناؤه بكلّ كبرياء إلى ميدان الشهادة ... أرادها كبرى عمليات القسام وكبرى معارك الثأر و الانتقام وقد كان، إذ تنسب المخابرات الإسرائيلية إلى عباس المسؤولية عن كبرى العمليات الاستشهادية في تاريخ دولة الاحتلال وهي العملية المعروفة باسم عملية فندق البارك و التي نفّذها الاستشهادي عبد الباسط عودة و أدّت إلى مقتل (32) صهيونيًا وإصابة (150) آخرين بجراح، إضافة إلى علاقته بعملية "هشارون" الاستشهادية التي نفّذها القسّامي محمود مرمش و التي قتل فيها (5) صهاينة وجرح عدد آخر.
حقد الاحتلال على عباس وردَ في مطالبات الجهاز القضائي الصهيوني الذي طالب بإعدامه أول الأمر هو وأعضاء خليّته من الكتائب القسّامية معمر شحرور ونصر زيتاوي وفتحي خصيب ومهند شريم و نهاد أبو كشك، غير أن المحاكم تراجعت عن هذا الطلب لتستبدله بطلب آخر يقتضي سجن الأسير السيد (36) مؤبداً إضافة إلى (200) سنة أخرى.
اعتداء ومحاولة اغتيال
تعرض المهندس عباس السيد صاحب النظرات التي تقلق وتهزم السجان في 28/3/2012 وهي ذكرى عمليته البطولية لاعتداء كبير كاد يودي بحياته على يد سجانيه انتقاما منهم وحقدا على الرجل الذي دمر اسطورة امنهم وحاربهم في عقر دارهم فهبت فلسطين تنتفض للبطل وضجت السجون التي اعلنت التضامن التام مع السيد عباس.
معركة سنحيا كراما
عباس السيد في ذكرى اعتقاله العاشره مضرب عن الطعام منذ 22 يوما متواصلا وهو معزول ايضا في زنزانة انفرادية محروم من رؤية ذويه او التواصل مع العالم الخارجي .. عباس اليوم يرسم من خلال امعائة الخاوية قصة فلسطين وقصة الاسير المتمرد وقصة الفسطيني العزيز رغم قيده .
فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان يقول ان عباس اشهر شخصيه في فلسطين وانسان له مكانه كبيره واسم يعرفه العدو قبل الصديق محبوب من قبل جميع الاسرى عقليه فذه لماح ذكي محبوب شخصيه اعتباريه لا يستطيع انسان ان يصفه وكل الكلمات تبدو صغيرة امام تضحايته واسمه العظيم وجهاده الاسطوري.
تعليق