كل الطرق والاروقة باتت تؤدي الى دمشق على ما يبدو وليس الى "روما" كما
كان يقول المثل الشهير وقطعا ليس الى اسطنبول كما تمنت و روجت وافاضت
في الترويج حكومة اردوغان يوم طرح منظرها ورئيس ديبلوماسيتها احمد داوود
اوغلو نظريته الشهيرة "صفر مشاكل " !
حتى النووي الايراني الذي حاول الغرب لاكثر من عقد من الزمان ان يضعه في
واجهة الملفات الدولية الساخنة والملتبسة تحت مزاعم انه " يشكل خطرا
داهما على الامن والسلام الدوليين " بات هو الآخر موصولا اليوم بالطرق
الشائكة المتصلة بالازمة السورية !
فعندما تقول طهران لمجموعة الخمسة زائد واحد : اليوم اسطنبول وغدا بغداد
متوعدة الدول الكبرى بنقل المحادثات الى بيروت او حتى دمشق اذا ما اقتضى
الامر كما جاء في تصريح لامين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي , انما
تريد من ذلك القول بان محادثاتنا معكم لم تعد تنحصر بالنووي مطلقا , اذا
لم تكن قد دخلت مرحلة تحديد حجم ودور ايران في معادلة الامن والسلام
الدوليين ما بعد انتصار الاسد على لعبة الامم !
لم يكن سهلا ابدا على الغربيين وتوابعهم المحليين ان يذعنوا "لاستراحة
محارب" بصيغة انان كان الغرب احوج اليها من الجيش العربي السوري !
كما لم يكن سهلا على بعض القوى الاقليمية المتورطة في الحرب على سوريا
ان يسلموا مفاتيح "جامعة " لطالما ركبوا صهوتها بالرشوة والتهديد والوعيد
ان يسلموا مقاليد قيادتها لبغداد التي ان ارتضت تغييب سوريا والبحرين
ليوم واحد هو يوم القمة الا انها ربحت ومعها حلفائها الايرانيين
والسوريين حضور هاتين القضيتين الملتهبتين فيها لمدة عام كامل !
موسكو وبكين اللتان تقفان اليوم حجر عثرة اما تصعيد الموقف ضد كل من دمشق
وطهران الى درجة الضربة العسكرية هما ايضا لم يكن بامكانهما اعتلاء مثل
هذا الدور لولا معادلتي ما بعد مضيق هرمز الايرانية وما بعد بابا عمرو
السورية !
صحيح ان كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي يفاوض الغرب مجتمعا اليوم
وله اليد العليا في معادلة الحوار لانه مسلحا بدماء الشهداء من علماء
الذرة الايرانيين الذين نقلوا موقع ايران الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في
المجال النووي , الا ان " ديبلوماسية حياكة السجاد" التي اتقنها المفاوض
الايراني على اكثر من صعيد وفي اكثر من ملف اقليمي ساخن وربما من اهمها
في الآونة الاخيرة ملف المسالة السورية , شكل ولا يزال عاملا اساسيا في
وضع ايران بمثابة الشريك الكفؤ للدول الكبرى في ملفي الامن والسلام
الدوليين !
ولمن ينتظر مفاجاة من محادثات اسطنبول نقول : ان عليه ان يستدير نحو
دمشق وبيروت وبغداد وطهران ويقرا جيدا جهوزية هذا المحور وقدرته
الديناميكية في تطوير "فقه الدفاع"دون الوقوع في شباك" شبهة الحرب " وان
كان يشتهيها !
انه الامر اليومي الصادر عن القيادة العليا الايرانية الذي يرعب الدول
الكبرى قبل الدول الصغرى : مواجهة التهديد بالتهديد , ومواجهة الخصم
والعدو بنفس المستوى من الضربات ايا كان حجمها !
انه ليس "تهديدا" كما يفضل ويروج اصحاب الحرب الناعمة بل هو "وعيدا"
والفرق بينهما واضح فطهران لم ولن تبدأ الحرب على احد , لكنها على اتم
الاستعداد لمواجهة اي تهديد وهو ما يتم يوميا ضدها بحجج زائفة وتحت
عناوين مخادعة !
نعم ان طهران تعتقد وبشكل راسخ بالقول الشهير لاحد كبار الولاة والائمة
الصالحين وهو امير المؤمنين الامام علي عليه السلام : والله ما غزي قوم
في عقر دارهم الا ذلوا !
لكن طهران في الوقت نفسه هي الاكثر شجاعة من غيرها على تقبل الحوار
ومواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان والدليل بالدليل , والدليل على
ذلك ما يحدث اليوم في اسطنبول رغم ان ايدي ثلثي الحاضرين في القاعة ملطخة
بدماء علمائها الابرياء .
باختصار شديد يمكن القول ان مايجري من محادثات في اسطنبول تحت يافطة
النووي الايراني , لم يعد محصورا بالنووي الايراني مطلقا لا شكلا ولا
مضمونا , بقدر ما هو مسكونا بهاجس الخروج من مازق التوحل في مستنقع
الازمة السورية التي ادخل الغرب نفسه فيها كما ادخل قوى اقليمية عربية
وغير عربية الى جانبه دون يحفظ لها خط الرجعة !
ان اصرار اسطنبول على احتضان هذه المحادثات بل توسلها طهران للعودة اليها
بعد ان كانت قد حزمت امرها باتجاه بغداد , انما يشي ببعض اسرار مرحلة
خسرفيها المراهنون على تحطيم "الحلقة الذهبية " لمحور المقاومة فقرروا
الاذعان لمفاوضات مع الحلقة الاقوى فيها مهما كانت النتائج او حجم
التنازلات المقدمة فيها من جانب الدول الكبرى , اللهم شرط ان تكون تحت
مظلة حلف الاطلسي وليس في عاصمة قد خرجوا لتوهم منها وهم يجرون اذيال
الهزيمة !
من جهة اخرى فان اعلان القيادة الروسية العليا بان قطعا من اسطولها
الحربي ستظل بشكل دائم مرابطة قرب السواحل السورية واعلان طهران على لسان
قائد جيوشها احمد بور دستان بان بلاده على اتم الجهوزية للرد على اي
عدوان عليها في البر والبحر والجو وان العالم سيسمع اصوات تحطم عظام
الامبراطورية الامريكية قريبا , انما يمثل نوع التحول المرتقب الحصول في
شكل ومضمون النظام العالمي الجديد والذي يبدو انه سيمر لا محالة من بوابة
الشرق المعمدة بدم الشعب السوري العظيم !
كان يقول المثل الشهير وقطعا ليس الى اسطنبول كما تمنت و روجت وافاضت
في الترويج حكومة اردوغان يوم طرح منظرها ورئيس ديبلوماسيتها احمد داوود
اوغلو نظريته الشهيرة "صفر مشاكل " !
حتى النووي الايراني الذي حاول الغرب لاكثر من عقد من الزمان ان يضعه في
واجهة الملفات الدولية الساخنة والملتبسة تحت مزاعم انه " يشكل خطرا
داهما على الامن والسلام الدوليين " بات هو الآخر موصولا اليوم بالطرق
الشائكة المتصلة بالازمة السورية !
فعندما تقول طهران لمجموعة الخمسة زائد واحد : اليوم اسطنبول وغدا بغداد
متوعدة الدول الكبرى بنقل المحادثات الى بيروت او حتى دمشق اذا ما اقتضى
الامر كما جاء في تصريح لامين مجلس تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي , انما
تريد من ذلك القول بان محادثاتنا معكم لم تعد تنحصر بالنووي مطلقا , اذا
لم تكن قد دخلت مرحلة تحديد حجم ودور ايران في معادلة الامن والسلام
الدوليين ما بعد انتصار الاسد على لعبة الامم !
لم يكن سهلا ابدا على الغربيين وتوابعهم المحليين ان يذعنوا "لاستراحة
محارب" بصيغة انان كان الغرب احوج اليها من الجيش العربي السوري !
كما لم يكن سهلا على بعض القوى الاقليمية المتورطة في الحرب على سوريا
ان يسلموا مفاتيح "جامعة " لطالما ركبوا صهوتها بالرشوة والتهديد والوعيد
ان يسلموا مقاليد قيادتها لبغداد التي ان ارتضت تغييب سوريا والبحرين
ليوم واحد هو يوم القمة الا انها ربحت ومعها حلفائها الايرانيين
والسوريين حضور هاتين القضيتين الملتهبتين فيها لمدة عام كامل !
موسكو وبكين اللتان تقفان اليوم حجر عثرة اما تصعيد الموقف ضد كل من دمشق
وطهران الى درجة الضربة العسكرية هما ايضا لم يكن بامكانهما اعتلاء مثل
هذا الدور لولا معادلتي ما بعد مضيق هرمز الايرانية وما بعد بابا عمرو
السورية !
صحيح ان كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي يفاوض الغرب مجتمعا اليوم
وله اليد العليا في معادلة الحوار لانه مسلحا بدماء الشهداء من علماء
الذرة الايرانيين الذين نقلوا موقع ايران الى مرحلة الاكتفاء الذاتي في
المجال النووي , الا ان " ديبلوماسية حياكة السجاد" التي اتقنها المفاوض
الايراني على اكثر من صعيد وفي اكثر من ملف اقليمي ساخن وربما من اهمها
في الآونة الاخيرة ملف المسالة السورية , شكل ولا يزال عاملا اساسيا في
وضع ايران بمثابة الشريك الكفؤ للدول الكبرى في ملفي الامن والسلام
الدوليين !
ولمن ينتظر مفاجاة من محادثات اسطنبول نقول : ان عليه ان يستدير نحو
دمشق وبيروت وبغداد وطهران ويقرا جيدا جهوزية هذا المحور وقدرته
الديناميكية في تطوير "فقه الدفاع"دون الوقوع في شباك" شبهة الحرب " وان
كان يشتهيها !
انه الامر اليومي الصادر عن القيادة العليا الايرانية الذي يرعب الدول
الكبرى قبل الدول الصغرى : مواجهة التهديد بالتهديد , ومواجهة الخصم
والعدو بنفس المستوى من الضربات ايا كان حجمها !
انه ليس "تهديدا" كما يفضل ويروج اصحاب الحرب الناعمة بل هو "وعيدا"
والفرق بينهما واضح فطهران لم ولن تبدأ الحرب على احد , لكنها على اتم
الاستعداد لمواجهة اي تهديد وهو ما يتم يوميا ضدها بحجج زائفة وتحت
عناوين مخادعة !
نعم ان طهران تعتقد وبشكل راسخ بالقول الشهير لاحد كبار الولاة والائمة
الصالحين وهو امير المؤمنين الامام علي عليه السلام : والله ما غزي قوم
في عقر دارهم الا ذلوا !
لكن طهران في الوقت نفسه هي الاكثر شجاعة من غيرها على تقبل الحوار
ومواجهة الحجة بالحجة والبرهان بالبرهان والدليل بالدليل , والدليل على
ذلك ما يحدث اليوم في اسطنبول رغم ان ايدي ثلثي الحاضرين في القاعة ملطخة
بدماء علمائها الابرياء .
باختصار شديد يمكن القول ان مايجري من محادثات في اسطنبول تحت يافطة
النووي الايراني , لم يعد محصورا بالنووي الايراني مطلقا لا شكلا ولا
مضمونا , بقدر ما هو مسكونا بهاجس الخروج من مازق التوحل في مستنقع
الازمة السورية التي ادخل الغرب نفسه فيها كما ادخل قوى اقليمية عربية
وغير عربية الى جانبه دون يحفظ لها خط الرجعة !
ان اصرار اسطنبول على احتضان هذه المحادثات بل توسلها طهران للعودة اليها
بعد ان كانت قد حزمت امرها باتجاه بغداد , انما يشي ببعض اسرار مرحلة
خسرفيها المراهنون على تحطيم "الحلقة الذهبية " لمحور المقاومة فقرروا
الاذعان لمفاوضات مع الحلقة الاقوى فيها مهما كانت النتائج او حجم
التنازلات المقدمة فيها من جانب الدول الكبرى , اللهم شرط ان تكون تحت
مظلة حلف الاطلسي وليس في عاصمة قد خرجوا لتوهم منها وهم يجرون اذيال
الهزيمة !
من جهة اخرى فان اعلان القيادة الروسية العليا بان قطعا من اسطولها
الحربي ستظل بشكل دائم مرابطة قرب السواحل السورية واعلان طهران على لسان
قائد جيوشها احمد بور دستان بان بلاده على اتم الجهوزية للرد على اي
عدوان عليها في البر والبحر والجو وان العالم سيسمع اصوات تحطم عظام
الامبراطورية الامريكية قريبا , انما يمثل نوع التحول المرتقب الحصول في
شكل ومضمون النظام العالمي الجديد والذي يبدو انه سيمر لا محالة من بوابة
الشرق المعمدة بدم الشعب السوري العظيم !