الشهيد المجاهد "محمد ضاهر" : صفحات ناصعة من الجهاد كتبت بالدماء
الإعلام الحربي _ خاص :
اليوم تُنهي غربتك ورحلة اشتياقك يا فارس "كتيبة اجديدة" وتمضي لجنان الخلد مغموراً بالدماء الطاهرة الزكية لتلتحق برفاق دربك الأبطال "محمد مرشود" و"بلال العرعير" و"جهاد حبيب" لتسلكوا طريق الشقاقي الأمين وتواصلوا المسير والزحف نحو القدس والأقصى الشريف.
الشهيد "محمد ضاهر" رحل للجنان ليلتقي بأحبته وينعم برفقتهم بعد رحلة جهادية مكللة بالعطاء والجود في سبيل الله.. مضى مبتسماً يعرف طريقه وهدفه مسكوناً بالإيمان واليقين بنصر الله.. فكانت ضرباته قاسية وموجعة لعدونا الذي هُزم بمعركة بشائر الانتصار وأيقن أن غضب السرايا جعل مغتصباته كمدن أشباح لا يسمع فيها سوى أصوات صفارات الإنذار والصراخ والعويل.
ميلاد فارس السرايا
مراسل موقع "الإعلام الحربي" بلواء غزة، التقى بعائلة الشهيد القائد "محمد ضاهر" لنقف على ضفاف مجد الشهيد ونتعرف عن كثب عن أبرز سماته وصفاته التي اتسم بها. حيث قال والد الشهيد: "لقد أبصر الشهيد "محمد" النور في تاريخ 18/5/1988م في منطقة جديدة بحي الشجاعية, وتلقى تعليمه في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بمدرسة حطين, وتوقف عن الدراسة وانتقل لمجال العمل مبكراً لكي يكون يد العون لأسرته".
وعن صفاته وأخلاقه تحدث والد الشهيد بالقول: "كان نجلي الشهيد "محمد" نعم الابن البار المطيع لوالديه والأخ الحنون على إخوانه فلم يقصر بحقهم بتاتا وكان يلبي كافة متطلبات الأسرة الأساسية".
اللهم عجل بشهادتي
وأضاف:" كان الشهيد محمد من المواظبين على صلاة الجماعة بالمسجد وكان كثير الصيام والقيام, وكان دعائه الدائم "اللهم عجل بشهادتي".
وأشار والد الشهيد إلى أن الشهيد "محمد" كان يقضي جل وقته في الجهاد في سبيل الله ولم يتوانى عن أداء واجبه الجهادي فكان من السباقين دوما للتصدي للاجتياحات الصهيونية وعرف بشجاعته وصلابته.
وقال: "قبيل استشهاده بساعة سمعته يتهامس مع الشهيد "بسام العجلة" فأيقنت أنه سيخرج ليدك مغتصبات العدو بالصواريخ ويؤدي واجبه الجهادي فلم أمنعه".
وزاد بالقول: "صحيح أن الفراق صعب ولكن نحسبه عند الله شهيداً ونسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته".
ملاك
بدورها قالت والدة الشهيد "محمد ضاهر" لمراسل "الإعلام الحربي" بـ"لواء غزة, "كان "محمد" كالملاك فلم يقصر بحقي أو بحق أي فرد من أسرته أو حتى الجيران والاصدقاء.
وأضافت, "كان "محمد" رجلاً شهماً شجاعاً ذو وإيمان وخلق, وكان يزور صلة الرحم باستمرار وكان متواضعاً لا يحب التفاخر والتباهي.
وأشارت والدة الشهيد الى أنها كانت تعرف كل تفاصيل المسيرة الجهادية لنجلها "محمد" وقالت: "كنت أشجعه بأن يواصل جهاده وكنت أتوقع استشهاده بكل لحظة ولكن لم أكن اعلم أن الشهادة ستأتي بعجالة هكذا".
وأضافت: "حينما سمعنا نبأ استشهاده بكينا على فراقه ولكننا على يقين أنه سلك الطريق الصحيح والصواب فروحه الطاهرة ليست غالية على بارئها".
ولفتت الأم الصابرة المحتسبة إلى أن الشهيد "محمد" قبيل خروجه يوم استشهاده أخبر شقيقه أنه ذاهب لكي يثأر وينتقم لدماء الشهداء ويدك مغتصبات العدو بالصواريخ المباركة.
من رواد المساجد
وقال "محمود ضاهر" شقيق الشهيد: "كانت صفات شقيقي الشهيد "محمد" صفات الإسلام الحنيف فقد كان من رواد المساجد وكان يقدم الدروس والندوات في جلسات وحلقات مسجد الرحمن والقرآن".
وأضاف: " علاقتي مع شقيقي محمد لم تكن علاقة أخوة فحسب بل كنا كما الأصدقاء, حيث كان يخبرني بكل شيء عن حياته".
وأشار شقيق الشهيد, إلى أنه كان يخرج لتفقد المرابطين على الثغور يومياً ولم يتوانى عن تقديم كل ما يستطيع لهم.
وتابع قائلاً: "لقد تأثر "محمد" كثيراً باستشهاد رفاق دربه في الجهاد, الشهيدين "بلال العرعير" و"جهاد حبيب" وبكى كثيراً على استشهادهم وشعرت أنه لا يطول في الحياة كثيراً بعد فراقهم".
بشائر الانتصار
ومضى يقول: "هذه الدماء الطاهرة التي سالت في معركة بشائر الانتصار البطولية تذكرني بكلمات الشهيد المعلم "فتحي الشقاقي" حينما قال "على المقاومة أن تمنع الكيان الصهيوني من الاستقرار" ... وحينما قال, "هذه الامة على موعدِ مع الدم".. وبالفعل هذا الدم الطاهر أثمر نصراً مبينا".
وطالب شقيق الشهيد في ختام حديثه مجاهدي "سرايا القدس" بأن يمضوا على طريق الجهاد والمقاومة, وقال, "سرايا القدس" هي جدار الأمة الأخير وحصنها المتين أسال الله أن يوفقهم وأن يسدد رميهم.
واحة المجد
انتمى الشهيد القائد "محمد ضاهر" لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة والتحق فيما بعد بالجناح العسكري "سرايا القدس" وكان من المجاهدين النشيطين الذين لا يعرفون الكلل والملل. وشهيدنا تأثر كثيراً بالعديد من الشهداء ومنهم "محمد مرشود" و"بلال العرعير" و"جهاد حبيب".
ومن المهمات الجهادية التي كان لشهيدنا شرف المشاركة فيها:
يعد شهيدنا أحد القادة الميدانيين لـ"سرايا القدس" بكتيبة "اجديدة".
تولى شهيدنا مسئولية قيادة وحدة الإسناد الناري في كتيبة "اجديدة".
دك مغتصبات العدو الصهيوني بصواريخ القدس وقذائف الهاون.
عمل شهيدنا في الوحدة المدفعية للسرايا.
تجهيز وتدريب المجاهدين المستجدين في "سرايا القدس" بكتيبة "اجديدة".
نجى شهيدنا من قصف صهيوني غادر استهدفه أثناء قيامه بقصف موقع نحال عوز العسكري بقذائف الهاون برفقة الشهداء الأبطال "بلال العرعير" و"جهاد حبيب".
بالإضافة إلى العديد من المهمات الجهادية من بينها الرباط والحراسة في سبيل الله, ومهمات رصد واستطلاع لتحركات آليات العدو على الخط الفاصل الزائل بإذن الله.
أنهى غربته
ارتقى شهيدنا القائد "محمد ضاهر" بتاريخ 12/3/2012م خلال معركة بشائر الانتصار البطولية التي خاضتها السرايا مع العدو الصهيوني. حيث هم شهيدنا لدك مغتصبات العدو الصهيوني بصواريخ موجهة من طراز "107" فباغتته طائرة الاستطلاع الصهيونية بصاروخ واحد على الأقل مما أدى لارتقائه للعلا شهيداً برفقة الشهيد القائد "بسام العجلة" لتصعد روحه لبارئها وينال ما تمنى من جنان ونعيم.
تعليق