حكايـة قنـاص "وادي الحراميـة يرويها من سجنه لأول مـرة.. قتل 11 إسرائيلياً وجرح 8 آخرين
رام الله-كان أزيز الرصاص قد صمت فجأة في منطقة وادي الحرامية شمال مدينة رام الله، ليرتفع مكانه رجع صدى حشرجات وتوسلات جنود ومستوطنين جرحى عندما القى ''ثائر'' نظرة أخيرة لم تخل من عتاب على اشلاء بندقيته العزيزة وهو يستدير بهدوء عائدا الى منزله في بلدة سلواد المجاورة من دون ان يدرك ان الشظايا وبقية متاع خلفها وراءه ستكون بعد عامين الشاهد الملكي في قضية افترض ان لا شهود عليه فيها.
صباح الاثنين الثالث من مارس/ آذار 2002 استيقظ الشاب ثائر حماد ''26 سنة'' قبل الفجر او لعله لم ينم ليلته، توضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف التي يحب.. وفي الخارج ارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وامتشق بندقية الـ ''ام ''1 اميركية قديمة من زمن الحرب العالمية الثانية وتفقد عتاده المكون من 70 رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.
امتطى ثائر مع انبلاج الصبح صهوة جواده وانطلق به مثل فارس جوال من العصور الوسطى يسابق خيوط الشمس الى جبل الباطن الى الغرب من بلدة سلواد في مسالك جبلية وعرة بدا انه كما الجواد يحفظها وصل الى المكان الذي سبق له وعاينه غير مرة فترجل.. وترك للجواد عنانه يمضي حيث اراد، فالفارس قرر الاستشهاد واطلق جواده.
في الأسفل حيث تخلت سفوح تلال سلواد الوعرة عن إنحدارها وبعض خضرة حقولها لتحتضن سواد اسفلت شارع رام الله - نابلس الملتوي مع مسار الوادي ومن موقعه كان بوسع ثائر رؤية المكان بكل تفاصيله.. كانت قطرات الندى لا تزال ترصع الاعشاب والاوراق الغضة في منظر بديع رآه بعينيه نصف المفتوحة على الفوهة المسددة بثبات ومعها رآى الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان.
ومن موقع هيأته له يد الطبيعة ركز ثائر البندقية من جذع زيتونة اتخذها ساترا يحميه ويواريه عن الانظار بعد ان تحسس بندقيته بأصابعه كمن يداعبها وتفقد جاهزيتها لآخر مرة وأطمأن ان المخازن الثلاثة ذات سعة الثمانية رصاصات محشوة بها وتفحص باقي الرصاصات واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر التي بدا انه حددها لنفسه. من زنزانته التي انعم عليه فيها القائد الأسير النائب مروان البرغوثي يلقب امير كتائب شهداء الاقصى يسرد الفتى الجسور اليوم ادق تفاصيل العملية العسكرية التي اعتبرتها اسرائيل أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصى والتي لا يزال الشعب الفلسطيني يتغنى بها في كل مناسبة.
كانت الساعة قرابة الرابعة صباحا عندما انطلق ثائر نحو هدفه وكان جنود الحاجز الذي يذيق ابناء المنطقة الوان الاذلال والقهر وروح خاله الشهيد الذي اغتيل بدم بارد وصرخات الأبرياء تحثه وتدفعه الى القيام بعمل نوعي يشفي غليله ويلقن العدو درسا. كان يتطلع الى عملية فدائية أخيرة لأنه توقع ان ينال الشهادة فيها وفق ما أسر به الى شقيقه في الأسر.
أمضى ثائر نحو ساعتين يراقب ويخطط بعناية طول المسافة التي تبعده عن هدفه بين 120 - 150 مترا هوائيا الى الشرق منه ومع اشارة عقارب ساعة يده الى السادسة اطلق رصاصته الاولى. كان ثلاثة جنود يحرسون الحاجز سدد على الاول فاستقرت الرصاصة في جبهته وخرّ مع صدى صوت الرصاصة.. كَبَرتْ يقول ثائر ولاحقت الثاني بفوهة البندقية وعاجلته برصاصة واحدة استقرت في القلب كَبَرتْ وزادت ثقتي بنفسي وفعل بندقيتي وأرديت الثالث برصاصة اخرى.
أعتقد ان ثلاثتهم خروا صرعى وعندما خرج جنديان آخران من الغرفة المجاورة مذعورين يحاولون استطلاع الأمر لم اجد صعوبة في الحاقهما لمن سبقهم الى مصرعه ومن داخل الغرفة ذاتها رأيت سادسا كان يصرخ مثل مجنون اصابه مس المفاجأة كان ينادي بالعربية والعبرية ان انصرفوا وهو يدور في الداخل كان سلاحه بيده ولم يطلق في تلك اللحظة الرصاص، لاح لي رأسه من النافذة الصغيرة اطلقت عليه وانقطع الصوت وساد سكون الموت منطقة الحاجز برهة. أعتقد انني عالجت أمر الوردية بست رصاصات. وفجأت وصلت الى المكان سيارة مدنية اسرائيلية ترجل منها مستوطنان اثنان صوب الاول سلاحه وقبل ان يتمكن من الضغط على الزناد كان تلقى رصاصة وسقط صاحبه الى جواره مع ضغط الزناد التالي.
مضت ربما دقيقتان يقدر ثائر قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية اعتقد ثائر انها وصلت بهدف تبديل الوردية وما ان اتضح للضابط ومجموعته الأمر حتى ترجلوا وتفرقوا واخذوا يطلقون الرصاص على غير هدى في كل اتجاه. وتابع ''هذا الوضع والفوضى في الاسفل ساعدني في معالجة أمرهم وسقطوا بين صريع وجريح بالتزامن مع وصول سيارة اخرى للمستوطنين وشاحنة عربية أجبر سائقها على الترجل حيث تمكنت من اصابة المستوطنين الى جانبه من دون ان أمسه هو بأذى.
ويتذكر ثائر الذي يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا كيف وصلت مركبة مدنية اسرائيلية لاحظ ان بداخلها امرأة اسرائيلية مع اطفالها ويقول ''كانت في نطاق الهدف.. ولكنني امتنعت عن التصويب باتجاهها بل صرخت فيها بالعربية والعبرية ان انصرفي خذي اطفالك وعودي ويذكر انه لوح لها ايضا بيده طالبا منها الابتعاد.. فانا لست قاتلا'' يقول من اعتقدته اسرائيل قناصا شيشانيا مخضرما ومحترفا وكل ما اردته ان اجبر هؤلاء القتلة الذين يمعنون في قهر واذلال العباد على الحواجز ويتلذذون بقتل الابرياء من دون سبب على دفع فاتورة الحساب.
بالنسبة لثائر الذي سطر ملحمة وادي عيون الحرامية وبات قناصها فان الرياح لم تجر كما تشتهي سفينته ففي تلك اللحظة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه وتناثرت اشلاء في المكان ما اجبره على انهاء المعركة بطريقة مغايرة لما خطط لها، كان قد اطلق بين 24 و26 رصاصة فقط من عتاده المكون من 70 رصاصة يعتقد انها جميعا استقرت في اجساد هدفه حيث قتل 11 جنديا ومستوطنا واصاب تسعة آخرين.
برؤية الواثق وهدوئه اتخذ ثائر قرار الانسحاب صعودا في طريق العودة الى المنزل كان ذلك نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً عندما دلف الى بيته واسرع لأخذ حمام ساخن وخلد الى الفراش فأخذ قسطا من النوم قبل ان يوقظه صوت شقيقه يحثه على الاسراع لتحضير جنازة قريب لهما توفي.
وترافقا في العمل في القيام بواجب العزاء، كل شيء كان طبيعيا ولم يبد على ثائر أية مظاهر غير معروفة عنه حتى عندما بدأت الانباء عن العملية تتردد في القرية بكل ما رافقها من إشاعات عن ان رجلاً مسناً هو القناص الفذ الذي نفذ العملية التي يؤكد ثائر ان احدا لم يساعده في تنفيذها او يعلم بسرها لكن مصادر تشير انه اشرك احد اشقائه الخمسة في سره. كان ثائر على أية حال سعيدا ومرتاحاً على غير العادة في الايام الأخيرة ربما كان فخورا بأنه فرض سيطرة كاملة على عدو مدجج يثير الرهبة والفزع اينما حل ولكنه امامه كان يطلب السلامة. ولد ثائر كايد قدورة حماد في 2/7/1980 في بلدة سلواد شمال شرق رام الله لأسرة متواضعة لها من الابناء الذكور خمسة غيره ومنذ نعومة اظفاره تميز عن اشقائه بتحمل المسؤولية وحب المغامرة وروح المخاطرة وامتهن بناء المآذن في المساجد التي يعتقد انها السبب في ولعه بالمخاطرة حيث كان يقوم بعمله على ارتفاعات شاهقة من دون ان يربط نفسه بحزام كما يفعل الآخرون.
وعرف ثائر منذ شب بحب مرافقة كبار السن ومخالطتهم مبتعدا عن ملاعب الصبا كما هام بهواية الصيد والفروسية وكان ماهرا في التصويب بالشعبة ''النقافة'' قبل ان يبحث عن السلاح لتنمية هوايته واتقن استخدامه ودرب نفسه بنفسه على القنص حتى برع فيه، تعلق ثائر بخاله نبيل حماد الذي اغتالته وحدة اسرائيلية خاصة في 29/7/1991 في حادثة تركت في نفس ثائر الصغير جرحا وأثرا بالغا ومع توارد انباء مجازر الاحتلال باتت حديث ثائر كما يروي شقيقه الذي يقول ان نفسية ثائر تأثرت كثيرا من المعاناة التي صادفها على الحواجز حول البلدة ومن رؤية معاناة الناس صباح مساء الذين كانوا يمنعون من دون سبب من الوصول الى الطبيب او الى المدرسة او العمل وكان يصف خروجه من البيت بأنه رحلة عذاب حقيقية، وهي أسباب عددها ''ثائر'' لشقيقه في الزنزانة كدوافع محقة لتنفيذ العملية التي اعقبها اضطرار قوات الاحتلال لازالة العديد من الحواجز في المنطقة.
ومع اتضاح حجم العملية التي اذهلت قادة وجنرالات جيش الاحتلال فرضت قوات الاحتلال طوقا حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثا عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام.. ربما لم يدر في خلد المحققين ان هذا الفتى ابن الثانية والعشرين هو المنفذ الذي رسمت له مخابرات الاحتلال صورة بأنه رجل كبير في السن عززه وجود لفافات من التبغ ''العربي'' الذي يدخنه كبار السن عادة بعد اعداده بأيديهم. اضافة الى دقة القنص ببندقية قديمة التي عززت الاعتقاد بأن المنفذ قناص محترف ربما تدرب في ساحات قتال سابقة لدرجة اعتقد انه قناص قادم من الشيشان.. كان الافراج عنه عزز في نفس ثائر الثقة بأنه في مأمن وأخذ يردد في كل مجلس يرتاده حكاية القناص العجوز الذي كان يقول انه ربما انتقل الى جوار ربه ولن يقع في يد الاحتلال. فيما كان في قرارة نفسه يطرب لسماع هتافات المتظاهرين في عموم فلسطين تشيد بالقناص وافعاله وهم يرددون بالعامية ''ودينا واحد قناص على عيون الحرامية، وسطحهم بالرصاص والبارودة امريكية''.
مضى نحو 30 شهرا على العملية عندما تسلمت عائلة ثائر أمرا من المخابرات يطالب ثائر بمراجعتها ولكنه لم يراجع كان ذلك قبل اسبوع من مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم 2/10/2004 يومها بدا واثقا من نفسه وطمأن والدته والعائلة بأنه سيخرج بعد ايام قليلة لأنه لم يفعل شيئا يوجب اعتقاله ولا شيء ضده.
لم يطل المقام عندما نشرت صحف عبرية صبيحة 6/10/2004 نبأ القاء القبض على قناص وادي عيون الحرامية وانه ثائر حماد وفي اليوم ذاته تم احضار ثائر الى الموقع لاعادة تمثيل العملية. الخبر واعتراف ثائر كان بمثابة الصدمة للاحتلال الذي استبعد وشكك في الاعتراف قبل ان يتأكد من بصمة وجدها على سكين فواكه وبقايا البندقية كان تركها ثائر في موقع العملية وعلى العائلة التي كانت في حالة من الذهول بين التصديق والتكذيب.
على رغم كون العملية نوعية وهزت صورة جيش الاحتلال واصابت مهنيته في مقتل اخضع ثائر لتحقيق قصير لم يزد عن 50 ساعة وذكر لاشقائه انه لم يتعرض خلالها الى تعذيب جسدي او نفسي يذكر بل ان جنودا وضباطا ادوا له تحية عسكرية متى دخلوا عليه تقديرا لمهنيته. ترافق اعتقال ثائر اعتقال ثلاثة من اشقائه هم نضال واكرم وعبد القادر الذي اعتقل قبله بعشرة ايام فيما ترافق اعتقال الآخرين مع الكشف عن العملية.
في سلواد وقع الخبر مثل صاعقة على العائلة اصيبت الأم والجدة بجلطات وابلغت العائلة بنية سلطات الاحتلال هدم المنزل وطلبت اخلاءه فيما اصر والد ثائر على البقاء فيه نحو 7 اشهر في محاولة يائسة لانقاذه من دون اثاث في حالة ترقب وقلق اتت على اعصابهما.
في منتصف شهر رمضان من عام 2004 فوجئت الأم المفجوعة بغياب اولادها بثائر يدلف الى الداخل يرافقه عدد كبير من الجنود كانت الساعة تشير الى ما بعد انتصاف الليل عندما تقدم ضابط من الوالدة بنت الـ 55 واخذوا يستجوبها وهو يقول انت انجبت عساكر مثل ثائر الذي قتل 13 اسرائيليا، استطاعت الوالدة ان تميز وجه ثائر المقيد بالسلاسل واستطاعت الوالدة ان تضمه الى صدرها وهي تجهش بالكباء فيما كان هو يهدئ من روعها بقوله انت أم ابطال لا تجزعي فلسطين غالية وتستحق اكثر مما قمنا به كان ثائر قد احتال على المحققين بصورة ذكية ليعيدوه الى بيته بذريعة انه يريد ارشادهم الى اسلحة لكنه في الواقع كان يريد رؤية وجه والدته فهو توقع انه ربما لن يكون بمقدوره رؤيتها مرة اخرى.
ومن المنزل اعيد ثائر الى سجن عسقلان وبعد يومين فوجىء بدخول شقيقه عبد القادر ولم تمض ساعات حتى انضم اليهما الشقيق الثالث اكرم وكانت وجوه الاشقاء قد تغيرت لدرجة لم يعرف احدهم الآخر للوهلة الاولى بسبب الاعتقال والتعذيب ولكنها لحظات لن تنسى.
قال اكرم عنها وتابع: خطوت الى داخل الزنزانة وانا أتفرس الوجوه كان قد مضى شهران على اعتقالي ولم اتعرف على أخي في تلك اللحظة كان ذقنه طويلا وكذلك شعره كما الأخ الثاني بل تعرفا هما علي وأسرعا نحوي بايد مفتوحة كانت لحظة تاريخية جميلة بحق. ولم يطل بنا المقام في الزنزانة معا بسبب التنقلات.
وفي كل مرة كنا نستقبل مجددا بكل حفاوة واحترام وكان الاسرى فرحين بوجود ثائر بينهم، بعد اسبوع من اللقاء اخرجنا من الزنازين الى السجن المركزي وفيه مكثنا ثلاثتنا معا لمدة شهرين في الغرفة ذاتها وقص خلالها ثائر تفاصيل حكايته الطويلة وبعد شهرين نقل الى سجن ''ايشل'' المركزي ووضع في قسم العزل رقم 4 وفيه التقى القائد مروان البرغوثي ومكث معه في الزنزانة فترة طويلة انعم عليه البرغوثي خلالها بلقب امير كتائب شهداء الاقصى. التابعة لحركة فتح ومنه بدأت رحلة ثائر مع المحكمة التي اجريت له في محكمة عوفر العسكرية جنوب غرب رام الله، والتي عقدت للنظر في القضية ولائحة الاتهام ضده اكثر من 30 جلسة انتهت بالحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، كان ثائر في المحكمة فخورا ويتمتع بمعنويات عالية وهو يسمع الحكم خصوصاً وهو يرى آثار العار الذي الحقه بقادة وجيش الاحتلال. فيما كانت المستوطنة التي رفض اطلاق النار عليها يوم العملية تتظاهر مع آخرين لأجله في الخارج.
كان ثائر في قاعة المحكمة سعيدا برؤية وجه والدته وزادت سعادته واعتزازه وهو يرى الوالدة تحتضن لائحة الاتهام التي قدمها لها المحامي جميل الخطيب للتو وتقبلها وعينها الاخرى تراقب فلذة الكبد يجري سحبه مقيدا من دون ان تتمكن من توديعه قبل ان يزج به في سجن ''اوهلي كيدار'' في بئر السبع حيث يحتجز الى الآن.
ويروي اكرم عن شقيقه قصة البندقية فقال كان ثائرا هاويا ومهتما بالصيد وبدا ان البندقية ارتبطت في البداية بهذه الهواية وقد اشتراها من شخص بمبلغ 1300 دينار اردني ومعها نحو 350 رصاصة استنفذ 80% منها في الصيد والتدريب على القنص حتى برع فيه وذاع صيته كان ذلك قبل العملية كما اشترى بزة عسكرية لا احد يعرف متى فعل ذلك واين اخفاها.
ويتابع اكرم ''بات اخي يعرف بين الاصحاب انه بارع في القنص لدرجة انه درب عددا منهم على هذه المهارة كانوا يفعلون ذلك خلسة ولكن ذلك ربما هو من فتح العيون مجددا عليه وربطه بالعملية ويؤكد انه لم يسبق ان علم بهذه القصة سوى في الزنزانة التي جمعتهما''.
ويرفض اكرم وهو يروي تفاصيل القصة الربط بين اعتقال شقيقه عبد القادر 22 عاما والحكم عليه بالسجن 11 عاما واعتقال ثائر مشيرا انه اعتقل على خلفية عمليات اطلاق نار باتجاه جنود الاحتلال ومستوطنيه على الشارع الالتفافي حيث اشتهر بلقب صقر الالتفافي.
اما اكرم نفسه فقد اعتقل وحكم عليه بالسجن 14 شهرا بتهمة الانتماء الى تنظيم سياسي الى جانب حكم مع وقف التنفيذ بالسجن 5 سنوات. فيما حكم على الأخ الأكبر نضال بالسجن 10 شهور بسبب حيازة بندقية صيد"
الله أكبر ولله الحمد
رام الله-كان أزيز الرصاص قد صمت فجأة في منطقة وادي الحرامية شمال مدينة رام الله، ليرتفع مكانه رجع صدى حشرجات وتوسلات جنود ومستوطنين جرحى عندما القى ''ثائر'' نظرة أخيرة لم تخل من عتاب على اشلاء بندقيته العزيزة وهو يستدير بهدوء عائدا الى منزله في بلدة سلواد المجاورة من دون ان يدرك ان الشظايا وبقية متاع خلفها وراءه ستكون بعد عامين الشاهد الملكي في قضية افترض ان لا شهود عليه فيها.
صباح الاثنين الثالث من مارس/ آذار 2002 استيقظ الشاب ثائر حماد ''26 سنة'' قبل الفجر او لعله لم ينم ليلته، توضأ وأدى صلاة الفجر وتناول نسخة المصحف التي يحب.. وفي الخارج ارتدى بزة عسكرية لم يسبق وشوهد يرتديها وتمنطق بأمشاط الرصاص وامتشق بندقية الـ ''ام ''1 اميركية قديمة من زمن الحرب العالمية الثانية وتفقد عتاده المكون من 70 رصاصة خاصة بهذا الطراز القديم من البنادق.
امتطى ثائر مع انبلاج الصبح صهوة جواده وانطلق به مثل فارس جوال من العصور الوسطى يسابق خيوط الشمس الى جبل الباطن الى الغرب من بلدة سلواد في مسالك جبلية وعرة بدا انه كما الجواد يحفظها وصل الى المكان الذي سبق له وعاينه غير مرة فترجل.. وترك للجواد عنانه يمضي حيث اراد، فالفارس قرر الاستشهاد واطلق جواده.
في الأسفل حيث تخلت سفوح تلال سلواد الوعرة عن إنحدارها وبعض خضرة حقولها لتحتضن سواد اسفلت شارع رام الله - نابلس الملتوي مع مسار الوادي ومن موقعه كان بوسع ثائر رؤية المكان بكل تفاصيله.. كانت قطرات الندى لا تزال ترصع الاعشاب والاوراق الغضة في منظر بديع رآه بعينيه نصف المفتوحة على الفوهة المسددة بثبات ومعها رآى الحاجز العسكري بجنوده ومكوناته التي تشوه المكان.
ومن موقع هيأته له يد الطبيعة ركز ثائر البندقية من جذع زيتونة اتخذها ساترا يحميه ويواريه عن الانظار بعد ان تحسس بندقيته بأصابعه كمن يداعبها وتفقد جاهزيتها لآخر مرة وأطمأن ان المخازن الثلاثة ذات سعة الثمانية رصاصات محشوة بها وتفحص باقي الرصاصات واخذ يراقب ويستعد بانتظار ساعة الصفر التي بدا انه حددها لنفسه. من زنزانته التي انعم عليه فيها القائد الأسير النائب مروان البرغوثي يلقب امير كتائب شهداء الاقصى يسرد الفتى الجسور اليوم ادق تفاصيل العملية العسكرية التي اعتبرتها اسرائيل أخطر عملية نوعية تنفذها المقاومة أثناء انتفاضة الاقصى والتي لا يزال الشعب الفلسطيني يتغنى بها في كل مناسبة.
كانت الساعة قرابة الرابعة صباحا عندما انطلق ثائر نحو هدفه وكان جنود الحاجز الذي يذيق ابناء المنطقة الوان الاذلال والقهر وروح خاله الشهيد الذي اغتيل بدم بارد وصرخات الأبرياء تحثه وتدفعه الى القيام بعمل نوعي يشفي غليله ويلقن العدو درسا. كان يتطلع الى عملية فدائية أخيرة لأنه توقع ان ينال الشهادة فيها وفق ما أسر به الى شقيقه في الأسر.
أمضى ثائر نحو ساعتين يراقب ويخطط بعناية طول المسافة التي تبعده عن هدفه بين 120 - 150 مترا هوائيا الى الشرق منه ومع اشارة عقارب ساعة يده الى السادسة اطلق رصاصته الاولى. كان ثلاثة جنود يحرسون الحاجز سدد على الاول فاستقرت الرصاصة في جبهته وخرّ مع صدى صوت الرصاصة.. كَبَرتْ يقول ثائر ولاحقت الثاني بفوهة البندقية وعاجلته برصاصة واحدة استقرت في القلب كَبَرتْ وزادت ثقتي بنفسي وفعل بندقيتي وأرديت الثالث برصاصة اخرى.
أعتقد ان ثلاثتهم خروا صرعى وعندما خرج جنديان آخران من الغرفة المجاورة مذعورين يحاولون استطلاع الأمر لم اجد صعوبة في الحاقهما لمن سبقهم الى مصرعه ومن داخل الغرفة ذاتها رأيت سادسا كان يصرخ مثل مجنون اصابه مس المفاجأة كان ينادي بالعربية والعبرية ان انصرفوا وهو يدور في الداخل كان سلاحه بيده ولم يطلق في تلك اللحظة الرصاص، لاح لي رأسه من النافذة الصغيرة اطلقت عليه وانقطع الصوت وساد سكون الموت منطقة الحاجز برهة. أعتقد انني عالجت أمر الوردية بست رصاصات. وفجأت وصلت الى المكان سيارة مدنية اسرائيلية ترجل منها مستوطنان اثنان صوب الاول سلاحه وقبل ان يتمكن من الضغط على الزناد كان تلقى رصاصة وسقط صاحبه الى جواره مع ضغط الزناد التالي.
مضت ربما دقيقتان يقدر ثائر قبل ان تصل سيارة جيب عسكرية اعتقد ثائر انها وصلت بهدف تبديل الوردية وما ان اتضح للضابط ومجموعته الأمر حتى ترجلوا وتفرقوا واخذوا يطلقون الرصاص على غير هدى في كل اتجاه. وتابع ''هذا الوضع والفوضى في الاسفل ساعدني في معالجة أمرهم وسقطوا بين صريع وجريح بالتزامن مع وصول سيارة اخرى للمستوطنين وشاحنة عربية أجبر سائقها على الترجل حيث تمكنت من اصابة المستوطنين الى جانبه من دون ان أمسه هو بأذى.
ويتذكر ثائر الذي يقضي حكما بالسجن 11 مؤبدا كيف وصلت مركبة مدنية اسرائيلية لاحظ ان بداخلها امرأة اسرائيلية مع اطفالها ويقول ''كانت في نطاق الهدف.. ولكنني امتنعت عن التصويب باتجاهها بل صرخت فيها بالعربية والعبرية ان انصرفي خذي اطفالك وعودي ويذكر انه لوح لها ايضا بيده طالبا منها الابتعاد.. فانا لست قاتلا'' يقول من اعتقدته اسرائيل قناصا شيشانيا مخضرما ومحترفا وكل ما اردته ان اجبر هؤلاء القتلة الذين يمعنون في قهر واذلال العباد على الحواجز ويتلذذون بقتل الابرياء من دون سبب على دفع فاتورة الحساب.
بالنسبة لثائر الذي سطر ملحمة وادي عيون الحرامية وبات قناصها فان الرياح لم تجر كما تشتهي سفينته ففي تلك اللحظة انفجرت بندقيته العزيزة بين يديه وتناثرت اشلاء في المكان ما اجبره على انهاء المعركة بطريقة مغايرة لما خطط لها، كان قد اطلق بين 24 و26 رصاصة فقط من عتاده المكون من 70 رصاصة يعتقد انها جميعا استقرت في اجساد هدفه حيث قتل 11 جنديا ومستوطنا واصاب تسعة آخرين.
برؤية الواثق وهدوئه اتخذ ثائر قرار الانسحاب صعودا في طريق العودة الى المنزل كان ذلك نحو الساعة السابعة والنصف صباحاً عندما دلف الى بيته واسرع لأخذ حمام ساخن وخلد الى الفراش فأخذ قسطا من النوم قبل ان يوقظه صوت شقيقه يحثه على الاسراع لتحضير جنازة قريب لهما توفي.
وترافقا في العمل في القيام بواجب العزاء، كل شيء كان طبيعيا ولم يبد على ثائر أية مظاهر غير معروفة عنه حتى عندما بدأت الانباء عن العملية تتردد في القرية بكل ما رافقها من إشاعات عن ان رجلاً مسناً هو القناص الفذ الذي نفذ العملية التي يؤكد ثائر ان احدا لم يساعده في تنفيذها او يعلم بسرها لكن مصادر تشير انه اشرك احد اشقائه الخمسة في سره. كان ثائر على أية حال سعيدا ومرتاحاً على غير العادة في الايام الأخيرة ربما كان فخورا بأنه فرض سيطرة كاملة على عدو مدجج يثير الرهبة والفزع اينما حل ولكنه امامه كان يطلب السلامة. ولد ثائر كايد قدورة حماد في 2/7/1980 في بلدة سلواد شمال شرق رام الله لأسرة متواضعة لها من الابناء الذكور خمسة غيره ومنذ نعومة اظفاره تميز عن اشقائه بتحمل المسؤولية وحب المغامرة وروح المخاطرة وامتهن بناء المآذن في المساجد التي يعتقد انها السبب في ولعه بالمخاطرة حيث كان يقوم بعمله على ارتفاعات شاهقة من دون ان يربط نفسه بحزام كما يفعل الآخرون.
وعرف ثائر منذ شب بحب مرافقة كبار السن ومخالطتهم مبتعدا عن ملاعب الصبا كما هام بهواية الصيد والفروسية وكان ماهرا في التصويب بالشعبة ''النقافة'' قبل ان يبحث عن السلاح لتنمية هوايته واتقن استخدامه ودرب نفسه بنفسه على القنص حتى برع فيه، تعلق ثائر بخاله نبيل حماد الذي اغتالته وحدة اسرائيلية خاصة في 29/7/1991 في حادثة تركت في نفس ثائر الصغير جرحا وأثرا بالغا ومع توارد انباء مجازر الاحتلال باتت حديث ثائر كما يروي شقيقه الذي يقول ان نفسية ثائر تأثرت كثيرا من المعاناة التي صادفها على الحواجز حول البلدة ومن رؤية معاناة الناس صباح مساء الذين كانوا يمنعون من دون سبب من الوصول الى الطبيب او الى المدرسة او العمل وكان يصف خروجه من البيت بأنه رحلة عذاب حقيقية، وهي أسباب عددها ''ثائر'' لشقيقه في الزنزانة كدوافع محقة لتنفيذ العملية التي اعقبها اضطرار قوات الاحتلال لازالة العديد من الحواجز في المنطقة.
ومع اتضاح حجم العملية التي اذهلت قادة وجنرالات جيش الاحتلال فرضت قوات الاحتلال طوقا حول بلدة سلواد ونفذت حملة تمشيط بحثا عن المنفذين المحتملين وأعتقل ثائر وأفرج عنه بعد 3 ايام.. ربما لم يدر في خلد المحققين ان هذا الفتى ابن الثانية والعشرين هو المنفذ الذي رسمت له مخابرات الاحتلال صورة بأنه رجل كبير في السن عززه وجود لفافات من التبغ ''العربي'' الذي يدخنه كبار السن عادة بعد اعداده بأيديهم. اضافة الى دقة القنص ببندقية قديمة التي عززت الاعتقاد بأن المنفذ قناص محترف ربما تدرب في ساحات قتال سابقة لدرجة اعتقد انه قناص قادم من الشيشان.. كان الافراج عنه عزز في نفس ثائر الثقة بأنه في مأمن وأخذ يردد في كل مجلس يرتاده حكاية القناص العجوز الذي كان يقول انه ربما انتقل الى جوار ربه ولن يقع في يد الاحتلال. فيما كان في قرارة نفسه يطرب لسماع هتافات المتظاهرين في عموم فلسطين تشيد بالقناص وافعاله وهم يرددون بالعامية ''ودينا واحد قناص على عيون الحرامية، وسطحهم بالرصاص والبارودة امريكية''.
مضى نحو 30 شهرا على العملية عندما تسلمت عائلة ثائر أمرا من المخابرات يطالب ثائر بمراجعتها ولكنه لم يراجع كان ذلك قبل اسبوع من مداهمة منزله واعتقاله فجر يوم 2/10/2004 يومها بدا واثقا من نفسه وطمأن والدته والعائلة بأنه سيخرج بعد ايام قليلة لأنه لم يفعل شيئا يوجب اعتقاله ولا شيء ضده.
لم يطل المقام عندما نشرت صحف عبرية صبيحة 6/10/2004 نبأ القاء القبض على قناص وادي عيون الحرامية وانه ثائر حماد وفي اليوم ذاته تم احضار ثائر الى الموقع لاعادة تمثيل العملية. الخبر واعتراف ثائر كان بمثابة الصدمة للاحتلال الذي استبعد وشكك في الاعتراف قبل ان يتأكد من بصمة وجدها على سكين فواكه وبقايا البندقية كان تركها ثائر في موقع العملية وعلى العائلة التي كانت في حالة من الذهول بين التصديق والتكذيب.
على رغم كون العملية نوعية وهزت صورة جيش الاحتلال واصابت مهنيته في مقتل اخضع ثائر لتحقيق قصير لم يزد عن 50 ساعة وذكر لاشقائه انه لم يتعرض خلالها الى تعذيب جسدي او نفسي يذكر بل ان جنودا وضباطا ادوا له تحية عسكرية متى دخلوا عليه تقديرا لمهنيته. ترافق اعتقال ثائر اعتقال ثلاثة من اشقائه هم نضال واكرم وعبد القادر الذي اعتقل قبله بعشرة ايام فيما ترافق اعتقال الآخرين مع الكشف عن العملية.
في سلواد وقع الخبر مثل صاعقة على العائلة اصيبت الأم والجدة بجلطات وابلغت العائلة بنية سلطات الاحتلال هدم المنزل وطلبت اخلاءه فيما اصر والد ثائر على البقاء فيه نحو 7 اشهر في محاولة يائسة لانقاذه من دون اثاث في حالة ترقب وقلق اتت على اعصابهما.
في منتصف شهر رمضان من عام 2004 فوجئت الأم المفجوعة بغياب اولادها بثائر يدلف الى الداخل يرافقه عدد كبير من الجنود كانت الساعة تشير الى ما بعد انتصاف الليل عندما تقدم ضابط من الوالدة بنت الـ 55 واخذوا يستجوبها وهو يقول انت انجبت عساكر مثل ثائر الذي قتل 13 اسرائيليا، استطاعت الوالدة ان تميز وجه ثائر المقيد بالسلاسل واستطاعت الوالدة ان تضمه الى صدرها وهي تجهش بالكباء فيما كان هو يهدئ من روعها بقوله انت أم ابطال لا تجزعي فلسطين غالية وتستحق اكثر مما قمنا به كان ثائر قد احتال على المحققين بصورة ذكية ليعيدوه الى بيته بذريعة انه يريد ارشادهم الى اسلحة لكنه في الواقع كان يريد رؤية وجه والدته فهو توقع انه ربما لن يكون بمقدوره رؤيتها مرة اخرى.
ومن المنزل اعيد ثائر الى سجن عسقلان وبعد يومين فوجىء بدخول شقيقه عبد القادر ولم تمض ساعات حتى انضم اليهما الشقيق الثالث اكرم وكانت وجوه الاشقاء قد تغيرت لدرجة لم يعرف احدهم الآخر للوهلة الاولى بسبب الاعتقال والتعذيب ولكنها لحظات لن تنسى.
قال اكرم عنها وتابع: خطوت الى داخل الزنزانة وانا أتفرس الوجوه كان قد مضى شهران على اعتقالي ولم اتعرف على أخي في تلك اللحظة كان ذقنه طويلا وكذلك شعره كما الأخ الثاني بل تعرفا هما علي وأسرعا نحوي بايد مفتوحة كانت لحظة تاريخية جميلة بحق. ولم يطل بنا المقام في الزنزانة معا بسبب التنقلات.
وفي كل مرة كنا نستقبل مجددا بكل حفاوة واحترام وكان الاسرى فرحين بوجود ثائر بينهم، بعد اسبوع من اللقاء اخرجنا من الزنازين الى السجن المركزي وفيه مكثنا ثلاثتنا معا لمدة شهرين في الغرفة ذاتها وقص خلالها ثائر تفاصيل حكايته الطويلة وبعد شهرين نقل الى سجن ''ايشل'' المركزي ووضع في قسم العزل رقم 4 وفيه التقى القائد مروان البرغوثي ومكث معه في الزنزانة فترة طويلة انعم عليه البرغوثي خلالها بلقب امير كتائب شهداء الاقصى. التابعة لحركة فتح ومنه بدأت رحلة ثائر مع المحكمة التي اجريت له في محكمة عوفر العسكرية جنوب غرب رام الله، والتي عقدت للنظر في القضية ولائحة الاتهام ضده اكثر من 30 جلسة انتهت بالحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، كان ثائر في المحكمة فخورا ويتمتع بمعنويات عالية وهو يسمع الحكم خصوصاً وهو يرى آثار العار الذي الحقه بقادة وجيش الاحتلال. فيما كانت المستوطنة التي رفض اطلاق النار عليها يوم العملية تتظاهر مع آخرين لأجله في الخارج.
كان ثائر في قاعة المحكمة سعيدا برؤية وجه والدته وزادت سعادته واعتزازه وهو يرى الوالدة تحتضن لائحة الاتهام التي قدمها لها المحامي جميل الخطيب للتو وتقبلها وعينها الاخرى تراقب فلذة الكبد يجري سحبه مقيدا من دون ان تتمكن من توديعه قبل ان يزج به في سجن ''اوهلي كيدار'' في بئر السبع حيث يحتجز الى الآن.
ويروي اكرم عن شقيقه قصة البندقية فقال كان ثائرا هاويا ومهتما بالصيد وبدا ان البندقية ارتبطت في البداية بهذه الهواية وقد اشتراها من شخص بمبلغ 1300 دينار اردني ومعها نحو 350 رصاصة استنفذ 80% منها في الصيد والتدريب على القنص حتى برع فيه وذاع صيته كان ذلك قبل العملية كما اشترى بزة عسكرية لا احد يعرف متى فعل ذلك واين اخفاها.
ويتابع اكرم ''بات اخي يعرف بين الاصحاب انه بارع في القنص لدرجة انه درب عددا منهم على هذه المهارة كانوا يفعلون ذلك خلسة ولكن ذلك ربما هو من فتح العيون مجددا عليه وربطه بالعملية ويؤكد انه لم يسبق ان علم بهذه القصة سوى في الزنزانة التي جمعتهما''.
ويرفض اكرم وهو يروي تفاصيل القصة الربط بين اعتقال شقيقه عبد القادر 22 عاما والحكم عليه بالسجن 11 عاما واعتقال ثائر مشيرا انه اعتقل على خلفية عمليات اطلاق نار باتجاه جنود الاحتلال ومستوطنيه على الشارع الالتفافي حيث اشتهر بلقب صقر الالتفافي.
اما اكرم نفسه فقد اعتقل وحكم عليه بالسجن 14 شهرا بتهمة الانتماء الى تنظيم سياسي الى جانب حكم مع وقف التنفيذ بالسجن 5 سنوات. فيما حكم على الأخ الأكبر نضال بالسجن 10 شهور بسبب حيازة بندقية صيد"
الله أكبر ولله الحمد