افتتاحية "القدس العربي"
دخل اتفاق التهدئة في قطاع غزة يومه الثاني، بعد ثلاثة أيام من التصعيد، ارتقى خلالها أكثر من 25 شهيدا بينهم زهير القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، و14 آخرين من الجهاد الإسلامي.
فصائل المقاومة أمطرت المستوطنات والمدن الصهيونية بالصواريخ، وأجبرت حوالى مليون صهيوني على النوم في الملاجئ، واغلاق معظم المدارس والمصانع في جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، وكان معظم هذه الصواريخ روسية الصنع من طراز 'غراد' أطلقتها سرايا القدس.
اذا نظرنا الى الامور من زاوية الربح والخسارة يمكن القول ان حركة 'الجهاد' التي اقامت مهرجانا لتخليد انتصارها، كانت الرابح الاكبر، فقد اطلقت 185 صاروخا.
الشعبية في الشارع الغزي تقاس بعدد الصواريخ التي جرى إطلاقها، بالاضافة الى تعداد الشهداء الذين استهدفتهم الغارات الصهيونية، لان الناس المحاصرين المجوعين المحرومين من المازوت والكهرباء يريدون الانتقام، والرد على المجازر الصهيونية.
حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' التي تسيطر على قطاع غزة وتدير الشؤون الحياتية لما يقرب من المليونين من ابنائه، وجدت نفسها في مأزق كبير، فلا هي تستطيع المشاركة في مهرجان اطلاق الصواريخ، ولا هي قادرة على منع الفصائل من الرد على الغارات واعمال الاغتيال الصهيونية.
وضع حركة 'حماس' الحالي يشبه وضع السلطة الفلسطينية في القطاع قبل سبع سنوات وبالتحديد قبل هزيمة السلطة وانهيار قواتها الامنية لمصلحة فصائل المقاومة بقيادة 'حماس'. فقد باتت الحركة حريصة كل الحرص على التهدئة، وعدم توفير الذرائع للكيان لقصف القطاع، او اتخاذ اطلاق الصواريخ كذريعة لاجتياح القطاع مجددا على غرار ما حدث نهاية عام 2008.
التاريخ يعيد نفسه تقريبا، 'حماس' باتت في موقع السلطة، و'الجهاد الاسلامي' باتت في وضع حركة 'حماس' قبل انتقالها الى موقع المسؤولية وادارة شؤون القطاع، مع فارق اساسي وهو ان حركة 'حماس' ما زالت تؤمن بالمقاومة وتتمسك بها كخيار استراتيجي، ولم توقع اي اتفاقات بالاعتراف بالكيان.
كتائب 'القسام' الجناح العسكري لحركة 'حماس' التي ابلت بلاء حسنا من وجهة نظر قادتها عندما اوجعت الصهاينة من خلال عملياتها الاستشهادية في قلب الخضيرة والقدس المحتلة وتل ابيب تحسد الفصائل الاسلامية التي ما زالت تستطيع اطلاق الصواريخ بكل حرية، ولا بد ان مقاتليها ومجموعاتها الاستشهادية يتمنون العودة الى ايام الحركة الاولى التي جعلتها تحتل المرتبة الاولى في اوساط الفلسطينيين والعالم الاسلامي قاطبة وتفوز في اول انتخابات تشريعية نزيهة.
الصهاينة يعتقدون انهم انتصروا في الجولة الاخيرة، ولكنه شعور زائف بالانتصار، لان قبتهم الحديدية التي يتباهون بتصديها لصواريخ المقاومة لم تكن على درجة عالية من الكفاءة، ثم ماذا ستفعل هذه القبة في حال اطلق حزب الله مئات او آلاف الصواريخ يوميا مصحوبة بقذائف مدفعية الهاون التي لا يمكن اعتراضها؟
الخاسر الاكبر في رأينا السلطات المصرية، والجماعات الاسلامية التي فازت باكثر من ثلثي مقاعد البرلمان، فلم تتحرك هذه الاحزاب والجماعات بالشكل القوي والمأمول ضد المجزرة الصهيونية في القطاع حسب رأي الكثيرين، ولكن قد يجادل البعض بان المواجهة لم تستغرق الا بضعة ايام، وحركة 'حماس' الذراع العسكرية للاخوان المسلمين لم تشارك في المواجهات او اطلاق الصواريخ، مضافا الى كل ذلك ان مصر تعيش حاليا مرحلة انتقالية حساسة وهي بحاجة الى الهدوء والاستقرار حتى يثبت العهد الجديد اركان حكمه.
قطاع غزة سيظل ميدان الاختبار للجميع، وخاصة حركة 'حماس'، مثلما كان اختبارا صعبا للسلطة من قبلها، ولذلك يمكن القول بان التهدئة الحالية هي فرصة لالتقاط الانفاس، ومراجعة الحسابات، استعدادا لجولة جديدة، وهي جولة قادمة حتما.
دخل اتفاق التهدئة في قطاع غزة يومه الثاني، بعد ثلاثة أيام من التصعيد، ارتقى خلالها أكثر من 25 شهيدا بينهم زهير القيسي الأمين العام للجان المقاومة الشعبية، و14 آخرين من الجهاد الإسلامي.
فصائل المقاومة أمطرت المستوطنات والمدن الصهيونية بالصواريخ، وأجبرت حوالى مليون صهيوني على النوم في الملاجئ، واغلاق معظم المدارس والمصانع في جنوب فلسطين المحتلة عام 1948، وكان معظم هذه الصواريخ روسية الصنع من طراز 'غراد' أطلقتها سرايا القدس.
اذا نظرنا الى الامور من زاوية الربح والخسارة يمكن القول ان حركة 'الجهاد' التي اقامت مهرجانا لتخليد انتصارها، كانت الرابح الاكبر، فقد اطلقت 185 صاروخا.
الشعبية في الشارع الغزي تقاس بعدد الصواريخ التي جرى إطلاقها، بالاضافة الى تعداد الشهداء الذين استهدفتهم الغارات الصهيونية، لان الناس المحاصرين المجوعين المحرومين من المازوت والكهرباء يريدون الانتقام، والرد على المجازر الصهيونية.
حركة المقاومة الاسلامية 'حماس' التي تسيطر على قطاع غزة وتدير الشؤون الحياتية لما يقرب من المليونين من ابنائه، وجدت نفسها في مأزق كبير، فلا هي تستطيع المشاركة في مهرجان اطلاق الصواريخ، ولا هي قادرة على منع الفصائل من الرد على الغارات واعمال الاغتيال الصهيونية.
وضع حركة 'حماس' الحالي يشبه وضع السلطة الفلسطينية في القطاع قبل سبع سنوات وبالتحديد قبل هزيمة السلطة وانهيار قواتها الامنية لمصلحة فصائل المقاومة بقيادة 'حماس'. فقد باتت الحركة حريصة كل الحرص على التهدئة، وعدم توفير الذرائع للكيان لقصف القطاع، او اتخاذ اطلاق الصواريخ كذريعة لاجتياح القطاع مجددا على غرار ما حدث نهاية عام 2008.
التاريخ يعيد نفسه تقريبا، 'حماس' باتت في موقع السلطة، و'الجهاد الاسلامي' باتت في وضع حركة 'حماس' قبل انتقالها الى موقع المسؤولية وادارة شؤون القطاع، مع فارق اساسي وهو ان حركة 'حماس' ما زالت تؤمن بالمقاومة وتتمسك بها كخيار استراتيجي، ولم توقع اي اتفاقات بالاعتراف بالكيان.
كتائب 'القسام' الجناح العسكري لحركة 'حماس' التي ابلت بلاء حسنا من وجهة نظر قادتها عندما اوجعت الصهاينة من خلال عملياتها الاستشهادية في قلب الخضيرة والقدس المحتلة وتل ابيب تحسد الفصائل الاسلامية التي ما زالت تستطيع اطلاق الصواريخ بكل حرية، ولا بد ان مقاتليها ومجموعاتها الاستشهادية يتمنون العودة الى ايام الحركة الاولى التي جعلتها تحتل المرتبة الاولى في اوساط الفلسطينيين والعالم الاسلامي قاطبة وتفوز في اول انتخابات تشريعية نزيهة.
الصهاينة يعتقدون انهم انتصروا في الجولة الاخيرة، ولكنه شعور زائف بالانتصار، لان قبتهم الحديدية التي يتباهون بتصديها لصواريخ المقاومة لم تكن على درجة عالية من الكفاءة، ثم ماذا ستفعل هذه القبة في حال اطلق حزب الله مئات او آلاف الصواريخ يوميا مصحوبة بقذائف مدفعية الهاون التي لا يمكن اعتراضها؟
الخاسر الاكبر في رأينا السلطات المصرية، والجماعات الاسلامية التي فازت باكثر من ثلثي مقاعد البرلمان، فلم تتحرك هذه الاحزاب والجماعات بالشكل القوي والمأمول ضد المجزرة الصهيونية في القطاع حسب رأي الكثيرين، ولكن قد يجادل البعض بان المواجهة لم تستغرق الا بضعة ايام، وحركة 'حماس' الذراع العسكرية للاخوان المسلمين لم تشارك في المواجهات او اطلاق الصواريخ، مضافا الى كل ذلك ان مصر تعيش حاليا مرحلة انتقالية حساسة وهي بحاجة الى الهدوء والاستقرار حتى يثبت العهد الجديد اركان حكمه.
قطاع غزة سيظل ميدان الاختبار للجميع، وخاصة حركة 'حماس'، مثلما كان اختبارا صعبا للسلطة من قبلها، ولذلك يمكن القول بان التهدئة الحالية هي فرصة لالتقاط الانفاس، ومراجعة الحسابات، استعدادا لجولة جديدة، وهي جولة قادمة حتما.
تعليق