الإعلام الحربي – غزة:
أعلنت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، منتصف هذا الأسبوع الدّامي التزامها بالهدوء ما التزم به الاحتلال فيما أذعن الأخير لمطالب المقاومة الفلسطينية بجعل التهدئة متبادلة بين الطرفين وبالتزامه بوقف عمليات الاغتيال بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك بعد أربعة أيام استشهد خلالها خمسة وعشرون فلسطينيا 14 شهيداً من أبطال سرايا القدس، وأصيب نحو مئة آخرين بإصابات متفاوتة كان ثلثها خطيرة، وردت خلالها سرايا القدس بقصف المدن والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة بعشرات الصواريخ التي أثبتت عجز منظومة القبة الحديدية في التصدي لها موقعة بذلك عشرات الإصابات في صفوف المغتصبين بالإضافة إلى تكبيد العدو خسائر اقتصادية قدرت بملايين الشواقل إلى جانب حالة الرعب التي أصابت الكيان وأدت إلى تعطيل الحياة فيه.
محللون وخبراء سياسيون أكدوا لـ"الإعلام الحربي" في السياق أن سرايا القدس استطاعت أن تُجبر الكيان الصهيوني على القبول بشروطها عبر فرض قواعد جديدة للصراع الفلسطيني-الصهيوني.
ويرى المحلل والخبير في الشأن الصهيوني أ. عامر خليل أن التهدئة الجديدة تختلف عن كل الاتفاقات الأخرى، "والتي كان الاحتلال يبادر أثناءها إلى تنفيذ عمليات الاغتيال ثم تدخل المنطقة في جولة من العدوان الصهيوني ورشق الصواريخ ليوم أو يومين لتعود الحالة إلى المرحلة السابقة"، مؤكدا بالقول: "الشعب الفلسطيني بمقاومته استطاع أن يفرض شروطه المتمثلة بوقف عمليات الاغتيال وأن تكون التهدئة متبادلة".
وحول مدى إمكانية التزام الكيان الصهيوني بشروط التهدئة هذه المرة قال عامر: "المعروف أن الكيان ليس لها عهود، ولكن في المرة القادمة ستفكر مئة مرة قبل أن تقدم على أي عدوان جديد يطال قطاع غزة"، مشيرا إلى حالة الشلل التام التي أصابت المدن والمغتصبات الصهيونية إلى جانب الخسائر الفادحة التي تكبدها الاحتلال.
وتابع قائلا لـ"الإعلام الحربي": "المقاومة الفلسطينية لديها قدرات لتغذية بنك أهدافها بالمعلومات وتستطيع أن تستكشف ما يضمره الكيان الصهيوني من نية عدوانية؛ فهي تتبع أساليب تكتيكية في المواجهة مع العدو الصهيوني ولا تلقي بكل أوراقها وتحقق أهدافها عبر المتابعة الحثيثة لما يجري في الكيان".
ولفت الخبير في الشأن الصهيوني إلى أن الحرب النفسية جزء مهم في المعركة مع العدو الصهيوني بالإشارة إلى إظهار "سرايا القدس" لراجمة الصواريخ التي خلقت حالة من الخوف والهلع لدى الاحتلال.
أما المحلل السياسي د. عادل سمارة فيؤكد من جانبه أن تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة ما كان ليكون لو لم تأخذ دولة الكيان الضوء الأخضر من أمريكا.. "بعد طلب الأخيرة منها تأجيل الضربة لإيران"، مؤكدا أن انتصار المقاومة يحمل رسائل متعددة الاتجاهات إلى كل العرب الذي يلهثون وراء سراب المفاوضات وتوسيع دائرة العلاقات مع العدو.
وشدد سمارة على ضرورة الالتفاف خلف المقاومة التي استطاعت إرغام العدو الصهيوني على الإذعان لشروطها، "وعدم اللهاث خلف سراب المفاوضات، والتفكير الجدي في إنهاء ما يسمى باتفاق "أوسلو" وتبعاته"، موضحا: "طالما أن العدو يضع مسألة الصراع الفلسطيني-الصهيوني في المربع الأول فلماذا لا نعيدها للمربع الأول عندنا؟".
المحلل السياسي د. مخيمر أبو سعدة أكد من جهته أن سرايا القدس استطاعت باستبسالها وصمودها والتفاف الشارع الفلسطيني حولها أن تجبر الكيان الصهيوني على قبول التهدئة المتبادلة ووقف عمليات الاغتيال المنظم بحق رموز المقاومة الفلسطينية، واستدرك قائلا: "الأمر يظل مرهونا بمدى التزام الكيان".
وأوضح أبو سعدة أن دولة الكيان خسرت في الجولة الأخيرة كثيرا بفعل إخفاق القبة الحديدية، "وتعطلت الحياة في أكثر من سبع مدن صهيونية كبيرة يقطنها نحو مليون ونصف المليون صهيوني بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بملايين الشواقل"، مشيرا إلى أن الكيان هو دوما من يبادر إلى خرق التهدئة عبر عمليات الاغتيال التي تنفذها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
بينما جزم الباحث اللبناني في الشأن الصهيوني حلمي موسى القول في أن سرايا القدس استطاعت بصمودها وثباتها أن تفشل قواعد اللعبة الجديدة التي حاولت دولة الاحتلال فرضها على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المقاومة الآن أقوى من أي وقت رغم عدم تكافؤ العتاد العسكري.
واعتبر موسى التهدئة خطوة تكتيكية للمقاومة، مستدركا: "تكرار الحديث عن أن التهدئة هدف للمقاومة يعتبر حماقة سياسية، فالمقاومة نشأت لردع الاحتلال وليس لدفع عدوان فقط؛ لذلك فالمطلوب الآن هو إيجاد وسيلة لإعادة الوحدة الوطنية وتوفير عناصر لتخفيف بعض الأعباء الاقتصادية والسياسية في قطاع غزة"، موضحا في الوقت نفسه أن التهدئة على الصعيد الفلسطيني مطلوبة بفعل الوضع المعيشي للسكان، "ومحدودية القوة التي يمتلكها الفلسطينيون في الوقت الراهن مقابل ما تمتلكه دولة الاحتلال".
الكاتب والمحلل السياسي المصري د. ممدوح الشيخ يرى من جهته أن الموقف الرسمي المصري إزاء نصرة القضية الفلسطينية ما زال يسير بعيدا عن الموقف الشعبي، مؤكدا أن الشعب المصري يعتبر قطاع غزة جزءا مهما وإستراتيجيا من منظومة أمنه القومي التي يجب الدفاع عنها وحمايتها وقتما اقتضت الحاجة.
وقال المحلل السياسي المصري في تصريحات صحفية: "ستظل غزة في قلب منظومة الأمن القومي المصري وهي المقررات التي يفترض أن تكون راسخة وثابتة في عقل صانع القرار المصري والمجلس العسكري"، مشددا على ضرورة إعادة صياغة الخطوط الرئيسية فيما يتعلق بسياسة مصر الخارجية، "وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وأشاد المحلل السياسي المصري ببطولة المقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة أقوى ترسانة عسكرية في منطقة "الشرق الأوسط"، مؤكدا بالقول: "ما قدمته المقاومة الفلسطينية من بسالة منقطعة النظير كشف مدى هشاشة هذا الكيان وضعفه، فيفترض أن يحرج قادة الجيوش العربية النظامية الذين لا يمتلكون من الخبرة العسكرية إلا (النياشين)"؛ أي الرتب العسكرية.
وفي معرض رده على سؤال: ما هي السيناريوهات المتوقعة للتصعيد الصهيوني قال: "يجب أن نقرأ السيناريوهات على ضوء المنظور الصهيوني الذي ضرب ضربته الأولى قبل نحو شهر ونيف لقراءة مدى الرد العربي الذي جاء وقتئذ أضعف مما كان يتصور بعيد ربيع الثورات العربية، فانتقلت دولة الاحتلال الصهيوني إلى المرحلة الثانية وزادت من وتيرة عدوانها واستهدافها لرموز المقاومة لاختبار الإمكانات العسكرية لديها ومدى تطورها"، معتبرا أن ذلك كله تمهيد للمرحلة الثالثة بشن حرب واسعة وأصعب من عدوان 2008/2009، ومعتقدًا في الوقت نفسه أن انتصار المقاومة الأخير سيحبط مخططات العدو، "وسيدفعه لتفكير كثيرا قبل أن يقدم على أي حماقة جديدة ضد قطاع غزة".
ويرى الكاتب والخبير في الشأن الصهيوني د. عدنان عامر من جانبه أن عملية اغتيال القيسي ونائبه كانت معدة مسبقا لتثبيت معادلة "القتل تحت التهدئة"، مؤكدا أن المقاومة استطاعت بصمودها واستبسالها أن تحقق إستراتيجية توازن الرعب ضد الكيان عبر ردعه وإجباره على الإذعان لمطالبها.
وقال عامر لـ"الاعلام الحربي": "المقاومة أرسلت هذه المرة للكيان رسالة واضحة مفادها أن لكل فعل رد فعل قوي وأن لكل عملية اغتيال أو تصعيد سيقابله تصعيد موجع من المقاومة".
وحث عامر الفصائل على ضرورة توحيد جهودها عبر التنسيق الميداني وتشكيل غرفة للعمليات المشتركة لرفع مستوى ردودها ضد الكيان الصهيوني.
ووافقه الرأي الكاتب والخبير الإعلامي د. نشأت الأقطش في أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تحقق إستراتيجية توازن الرعب مع العدو الصهيوني بإجبار أكثر من مليون ونصف المليون على النزول إلى الملاجئ وأنابيب الصرف الصحي.
وقال الأقطش لـ"الاعلام الحربي": "دولة الاحتلال الصهيوني تعيش حالة تخبط وإرباك حقيقية بفعل استمرار عمليات إطلاق الصواريخ نحو مغتصباتها التي باتت أشبه بمدن الأشباح رغم وجود القبة الحديدية والانتشار المكثف لطائرات الاستطلاع وغيرها من أجهزة الرصد التي لم تغب للحظة عن سماء غزة".
ولم يستبعد أن يكون هدف التصعيد الصهيوني هو اختبار قدرات المقاومة الفلسطينية، أو أن يكون مقدمة لشن عدوان أوسع على القطاع يكون أعنف من الحرب أواخر عام 2008م.
ويؤكد الأقطش أن الكيان معني بتأجيج الأوضاع داخل القطاع لجعل جبهة غزة في حالة توتر دائم، مؤكدا أنه ولأول مرة في تاريخ الصراع تدفع دولة الاحتلال الثمن باهظا.
أعلنت الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، منتصف هذا الأسبوع الدّامي التزامها بالهدوء ما التزم به الاحتلال فيما أذعن الأخير لمطالب المقاومة الفلسطينية بجعل التهدئة متبادلة بين الطرفين وبالتزامه بوقف عمليات الاغتيال بحق الفلسطينيين.
جاء ذلك بعد أربعة أيام استشهد خلالها خمسة وعشرون فلسطينيا 14 شهيداً من أبطال سرايا القدس، وأصيب نحو مئة آخرين بإصابات متفاوتة كان ثلثها خطيرة، وردت خلالها سرايا القدس بقصف المدن والمستوطنات المتاخمة لقطاع غزة بعشرات الصواريخ التي أثبتت عجز منظومة القبة الحديدية في التصدي لها موقعة بذلك عشرات الإصابات في صفوف المغتصبين بالإضافة إلى تكبيد العدو خسائر اقتصادية قدرت بملايين الشواقل إلى جانب حالة الرعب التي أصابت الكيان وأدت إلى تعطيل الحياة فيه.
محللون وخبراء سياسيون أكدوا لـ"الإعلام الحربي" في السياق أن سرايا القدس استطاعت أن تُجبر الكيان الصهيوني على القبول بشروطها عبر فرض قواعد جديدة للصراع الفلسطيني-الصهيوني.
تمتلك أوراقا أخرى
ويرى المحلل والخبير في الشأن الصهيوني أ. عامر خليل أن التهدئة الجديدة تختلف عن كل الاتفاقات الأخرى، "والتي كان الاحتلال يبادر أثناءها إلى تنفيذ عمليات الاغتيال ثم تدخل المنطقة في جولة من العدوان الصهيوني ورشق الصواريخ ليوم أو يومين لتعود الحالة إلى المرحلة السابقة"، مؤكدا بالقول: "الشعب الفلسطيني بمقاومته استطاع أن يفرض شروطه المتمثلة بوقف عمليات الاغتيال وأن تكون التهدئة متبادلة".
وحول مدى إمكانية التزام الكيان الصهيوني بشروط التهدئة هذه المرة قال عامر: "المعروف أن الكيان ليس لها عهود، ولكن في المرة القادمة ستفكر مئة مرة قبل أن تقدم على أي عدوان جديد يطال قطاع غزة"، مشيرا إلى حالة الشلل التام التي أصابت المدن والمغتصبات الصهيونية إلى جانب الخسائر الفادحة التي تكبدها الاحتلال.
وتابع قائلا لـ"الإعلام الحربي": "المقاومة الفلسطينية لديها قدرات لتغذية بنك أهدافها بالمعلومات وتستطيع أن تستكشف ما يضمره الكيان الصهيوني من نية عدوانية؛ فهي تتبع أساليب تكتيكية في المواجهة مع العدو الصهيوني ولا تلقي بكل أوراقها وتحقق أهدافها عبر المتابعة الحثيثة لما يجري في الكيان".
ولفت الخبير في الشأن الصهيوني إلى أن الحرب النفسية جزء مهم في المعركة مع العدو الصهيوني بالإشارة إلى إظهار "سرايا القدس" لراجمة الصواريخ التي خلقت حالة من الخوف والهلع لدى الاحتلال.
بموافقة أمريكية
أما المحلل السياسي د. عادل سمارة فيؤكد من جانبه أن تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة ما كان ليكون لو لم تأخذ دولة الكيان الضوء الأخضر من أمريكا.. "بعد طلب الأخيرة منها تأجيل الضربة لإيران"، مؤكدا أن انتصار المقاومة يحمل رسائل متعددة الاتجاهات إلى كل العرب الذي يلهثون وراء سراب المفاوضات وتوسيع دائرة العلاقات مع العدو.
وشدد سمارة على ضرورة الالتفاف خلف المقاومة التي استطاعت إرغام العدو الصهيوني على الإذعان لشروطها، "وعدم اللهاث خلف سراب المفاوضات، والتفكير الجدي في إنهاء ما يسمى باتفاق "أوسلو" وتبعاته"، موضحا: "طالما أن العدو يضع مسألة الصراع الفلسطيني-الصهيوني في المربع الأول فلماذا لا نعيدها للمربع الأول عندنا؟".
تهدئة بالإجبار
المحلل السياسي د. مخيمر أبو سعدة أكد من جهته أن سرايا القدس استطاعت باستبسالها وصمودها والتفاف الشارع الفلسطيني حولها أن تجبر الكيان الصهيوني على قبول التهدئة المتبادلة ووقف عمليات الاغتيال المنظم بحق رموز المقاومة الفلسطينية، واستدرك قائلا: "الأمر يظل مرهونا بمدى التزام الكيان".
وأوضح أبو سعدة أن دولة الكيان خسرت في الجولة الأخيرة كثيرا بفعل إخفاق القبة الحديدية، "وتعطلت الحياة في أكثر من سبع مدن صهيونية كبيرة يقطنها نحو مليون ونصف المليون صهيوني بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تقدر بملايين الشواقل"، مشيرا إلى أن الكيان هو دوما من يبادر إلى خرق التهدئة عبر عمليات الاغتيال التي تنفذها بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.
التهدئة خطوة تكتيكية
بينما جزم الباحث اللبناني في الشأن الصهيوني حلمي موسى القول في أن سرايا القدس استطاعت بصمودها وثباتها أن تفشل قواعد اللعبة الجديدة التي حاولت دولة الاحتلال فرضها على الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن المقاومة الآن أقوى من أي وقت رغم عدم تكافؤ العتاد العسكري.
واعتبر موسى التهدئة خطوة تكتيكية للمقاومة، مستدركا: "تكرار الحديث عن أن التهدئة هدف للمقاومة يعتبر حماقة سياسية، فالمقاومة نشأت لردع الاحتلال وليس لدفع عدوان فقط؛ لذلك فالمطلوب الآن هو إيجاد وسيلة لإعادة الوحدة الوطنية وتوفير عناصر لتخفيف بعض الأعباء الاقتصادية والسياسية في قطاع غزة"، موضحا في الوقت نفسه أن التهدئة على الصعيد الفلسطيني مطلوبة بفعل الوضع المعيشي للسكان، "ومحدودية القوة التي يمتلكها الفلسطينيون في الوقت الراهن مقابل ما تمتلكه دولة الاحتلال".
الكاتب والمحلل السياسي المصري د. ممدوح الشيخ يرى من جهته أن الموقف الرسمي المصري إزاء نصرة القضية الفلسطينية ما زال يسير بعيدا عن الموقف الشعبي، مؤكدا أن الشعب المصري يعتبر قطاع غزة جزءا مهما وإستراتيجيا من منظومة أمنه القومي التي يجب الدفاع عنها وحمايتها وقتما اقتضت الحاجة.
وقال المحلل السياسي المصري في تصريحات صحفية: "ستظل غزة في قلب منظومة الأمن القومي المصري وهي المقررات التي يفترض أن تكون راسخة وثابتة في عقل صانع القرار المصري والمجلس العسكري"، مشددا على ضرورة إعادة صياغة الخطوط الرئيسية فيما يتعلق بسياسة مصر الخارجية، "وفي مقدمتها القضية الفلسطينية".
وأشاد المحلل السياسي المصري ببطولة المقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة أقوى ترسانة عسكرية في منطقة "الشرق الأوسط"، مؤكدا بالقول: "ما قدمته المقاومة الفلسطينية من بسالة منقطعة النظير كشف مدى هشاشة هذا الكيان وضعفه، فيفترض أن يحرج قادة الجيوش العربية النظامية الذين لا يمتلكون من الخبرة العسكرية إلا (النياشين)"؛ أي الرتب العسكرية.
وفي معرض رده على سؤال: ما هي السيناريوهات المتوقعة للتصعيد الصهيوني قال: "يجب أن نقرأ السيناريوهات على ضوء المنظور الصهيوني الذي ضرب ضربته الأولى قبل نحو شهر ونيف لقراءة مدى الرد العربي الذي جاء وقتئذ أضعف مما كان يتصور بعيد ربيع الثورات العربية، فانتقلت دولة الاحتلال الصهيوني إلى المرحلة الثانية وزادت من وتيرة عدوانها واستهدافها لرموز المقاومة لاختبار الإمكانات العسكرية لديها ومدى تطورها"، معتبرا أن ذلك كله تمهيد للمرحلة الثالثة بشن حرب واسعة وأصعب من عدوان 2008/2009، ومعتقدًا في الوقت نفسه أن انتصار المقاومة الأخير سيحبط مخططات العدو، "وسيدفعه لتفكير كثيرا قبل أن يقدم على أي حماقة جديدة ضد قطاع غزة".
توازن الرعب
ويرى الكاتب والخبير في الشأن الصهيوني د. عدنان عامر من جانبه أن عملية اغتيال القيسي ونائبه كانت معدة مسبقا لتثبيت معادلة "القتل تحت التهدئة"، مؤكدا أن المقاومة استطاعت بصمودها واستبسالها أن تحقق إستراتيجية توازن الرعب ضد الكيان عبر ردعه وإجباره على الإذعان لمطالبها.
وقال عامر لـ"الاعلام الحربي": "المقاومة أرسلت هذه المرة للكيان رسالة واضحة مفادها أن لكل فعل رد فعل قوي وأن لكل عملية اغتيال أو تصعيد سيقابله تصعيد موجع من المقاومة".
وحث عامر الفصائل على ضرورة توحيد جهودها عبر التنسيق الميداني وتشكيل غرفة للعمليات المشتركة لرفع مستوى ردودها ضد الكيان الصهيوني.
ووافقه الرأي الكاتب والخبير الإعلامي د. نشأت الأقطش في أن المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تحقق إستراتيجية توازن الرعب مع العدو الصهيوني بإجبار أكثر من مليون ونصف المليون على النزول إلى الملاجئ وأنابيب الصرف الصحي.
وقال الأقطش لـ"الاعلام الحربي": "دولة الاحتلال الصهيوني تعيش حالة تخبط وإرباك حقيقية بفعل استمرار عمليات إطلاق الصواريخ نحو مغتصباتها التي باتت أشبه بمدن الأشباح رغم وجود القبة الحديدية والانتشار المكثف لطائرات الاستطلاع وغيرها من أجهزة الرصد التي لم تغب للحظة عن سماء غزة".
ولم يستبعد أن يكون هدف التصعيد الصهيوني هو اختبار قدرات المقاومة الفلسطينية، أو أن يكون مقدمة لشن عدوان أوسع على القطاع يكون أعنف من الحرب أواخر عام 2008م.
ويؤكد الأقطش أن الكيان معني بتأجيج الأوضاع داخل القطاع لجعل جبهة غزة في حالة توتر دائم، مؤكدا أنه ولأول مرة في تاريخ الصراع تدفع دولة الاحتلال الثمن باهظا.
تعليق