عايش الشقاقي وتأثر بفكره.. المحرر "الحسني" يكشف لـ"الإعلام الحربي" لأول مرة تفاصيل عمليات جهادية
2012-03-08 10:32
الإعلام الحربي – خاص:
* الأسير المحرر "محمد الحسني" سأواصل درب الشقاقي حتى تراق دمائي.
* الأسير المحرر "الحسني" من النواة الأولى في العمل العسكري للجهاد الإسلامي.
* "الحسني" يكشف لأول مرة تفاصيل سلسلة عمليات جهادية ونوعية.
* تلقى رسالة من الشقاقي داخل السجون تطالب بالجهاد فلبى النداء.
* الأسير المحرر عايش الشقاقي وتأثر بفكره الجهادي.
أخي العزيز وصلت بالأمس.. مشتاق إليكم.. مشتاق إلى الوطن.. مشتاق إلى صراخكم.. حسرة الفراق تقبض القلب.. ولكنه مخبوء تحت جلدي ومتوزع في أدق شعيرات دمي هذا الوطن العزيز والنادر والعجيب.. أحبوا بعضكم.. ضحوا من أجل بعضكم والآخرين.. لتكن يدكم واحده.. سلامي إلى جميع الأخوة فرداً فرداً.. (رسالة بخط يد الدكتور المعلم فتحي إبراهيم الشقاقي بعد إبعاده خارج غزة للمحرر محمد الحسني وهو داخل السجون أرسلت عن طريق الصليب الأحمر بتاريخ 18-8-1988).
ولد الأسير المحرر القائد "محمد العبد محمد الحسني" أبا وسام، بتاريخ 2-7-1960 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة تعود بلدته الأصلية إلى حمامه والتي هُجّرت كباقي أبناء شعبنا عام 1948، وقدمت العائلة العديد من الشهداء والأسرى على درب الحرية، درس الأسير المحرر المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين بمخيم الشاطئ وأكمل شهادته الثانوية العامة داخل السجون الصهيونية، واعتقل الحسني بتاريخ 4-3-1986م، وحكم بالسجن المؤبد قضى منها ستة وعشرون عاماً وقد تحرر في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م.
بدأ الأسير المحرر العمل العسكري والجهادي بعد أن اقتنع بالفكر الثوري الإسلامي بعدما التقى بالشهيد المعلم د. فتحي إبراهيم الشقاقي عام 1981م، وبعدها تم إنشاء خلايا عسكرية صغيرة لمقاومة الاحتلال الصهيوني، والتي وجهت ضربات متتالية للعدو الغاصب على أثرها فكر الاحتلال تسليم قطاع غزة للمصريين فرفض المصريين هذا العرض.
عمل القائد المجاهد "أبو وسام" في خلايا عسكرية ضيقت الخناق على العدو وكانت حريصة على الفطنة العسكرية والأمنية بين أفرادها، وأزعجت هذه الخلايا اليهود بعملياتها النوعية والجريئة، والتي كانت نقلة نوعية في نمط العمل المقاوم في ظل الهدوء التام وعبث الاحتلال بأرواح المواطنين وممتلكاتهم، فاليوم نسلط الضوء في لقاء خاص مع الأسير المحرر محمد الحسني والذي روى لمراسل الإعلام الحربي أسراراً جهادية قد تكون نبراساً للمجاهد أينما كان بميدان المواجهة، حيث كشف لأول مرة تفاصيل سلسلة عمليات جهادية.
كانت العبارات التي نطق بها الأسير المحرر لمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس خلال مقابلة مطولة، هي سيدة الموقف، وعن كيفية جلب الأسلحة لتلك الخلايا المنفذة للعمليات في تلك الفترة، قال الأسير المحرر كانت الأسلحة متوفرة بشكل سليم وجيد حيث كانت بحوزتنا قنابل يدوية (صهيونية وروسية) الصنع، وبعض الأسلحة الخفيفة ومسدسات، وكنا نجلب تلك المعدات القتالية من سيناء ومن داخل الكيان.
وتابع الحديث: إنطلق عملنا العسكري بعد تشكيل خلايا عسكرية لحركة الجهاد بقرار من الشهيد د.فتحي الشقاقي والذي كان يؤرشف دائماً العمل العسكري الذي نقوم به، حيث تم إنشاء خلية برفح وخان يونس ثم تنظيم خلية بالشاطئ، ومن ثم التوجه للضفة المحتلة وبناء خلايا ونواة عسكرية في الخليل وجنين مع الشهيد عصام براهمة عام1985، وواصل الأسير المحرر لنعود للحديث عن العمل العسكري بمدينة غزة بعد تشكيلنا لعدة خلايا نفذنا عدد من العمليات منها عملية أبو خضرة الأقوى والأكبر، والتي كشف تفاصيلها الأسير المحرر لمراسل موقع "الإعلام الحربي" فقال في عام 1982 استقليت سيارة برفقة الأسير المحرر احمد أبو حصيرة، وانطلقنا نحو مجمع أبو خضرة، وكانت تسير سيارتنا بجانب المبنى بصورة ملاصقة، وتم إلقاء قنبلة يدوية على عدد من الجنود كانوا يجلسون على بوابة أبو خضرة، واعترف العدو الصهيوني حينها بمقتل ثلاثة جنود بحسب ما روى المحققين الصهاينة معي خلال التحقيق، كان هناك تحقيق قاسي من قبل العدو للاعتراف بتفاصيل العملية لكن بحمد من الله ومنته علينا وصمودي وصبري جعلني أتكتم على هذا العمل المبارك حتى نشره في هذا اللقاء.
الضربة الثانية, عملية أخرى هزت جيش الاحتلال رغم التحصينات والأبراج العسكرية وصل الأسير المحرر في عقر مواقعهم فضرب بقنابله اليدوية برج عسكري بالقرب من مركز رشاد الشوا في شهر 11 عام 1982م، وأسفرت العملية عن إصابة ضابط صهيوني.
وعن ضربته الثالثة عام 1983م تحدث أبو وسام الحسني عن تفاصيلها بمعنويات عالية فقال صممت على أن أؤذي هذا العدو كما يؤذي أبناء شعبنا فالدم بالدم والدمار بالدمار، فقمت بوضع عبوه بالقرب من بنك "لؤمي" بغزة كانت تستهدف جيب صهيوني يقف بالمكان مما أدى إلى تدمير واجهة البنك الصهيوني.
الضربة الرابعة تحدث عنها الأسير المحرر وهي كانت في عام 1984م استهدفت جيب عسكري صهيوني بقنبلة يدوية بالقرب من منتزه البلدية، أصابت سبعة جنود صهاينة حسب اعتراف العدو آنذاك، وأتت العملية في إطار الرد والانتقام لاستشهاد شاب فلسطيني من عائلة السرساوي استشهد برصاص جنود الاحتلال .
أما عن خفايا الضربة الخامسة والتي أرعبت الجنود الصهاينة في عام 1985م ,تحدث الحسني قائلاً : كنت وأنا والأسير المحرر أبو حصيرة عائدين من العمل في طريقنا للمنزل، ونحن نسير بجانب سجن غزة المركزي (السرايا) شاهدت عدد كبير من الجنود الصهاينة يلعبون كرة الطائرة في ساحة ملعب السجن، فقررت أن أجعل دمائهم تتناثر لأقلب الفرحة صراخاً وعويلاً حتى أثأر من الصهاينة الخنازير, فَعُدنا مُسرعان إلى البيت لنجلب القنابل لننفذ العملية .
وتابع الأسير المحرر حديثه لـ"الاعلام الحربي": وصلت للمكان مره ثانية وبرفقتي أخي المجاهد احمد أبو حصيرة ومعي عتادي وإيماني في قلبي، واخترت نقطة ضعف للمكان لألقي القنابل من خلاله على الجنود, فسرت بجانب أسوارهم بعدما ترجلت من السيارة, وبيدي قنبلة ومسدسي فشاهد الجنود ما اقبض عليه بيدي فقررت حينها بعد سماعي لسحب الأجزاء من بنادقهم الرشاشة, فقبل أن يطلقوا النار نحوي ألقيت قنبلتي مع التكبير الله أكبر من أسفل برج صهيوني, وعندما رأى الجنود القنبلة وهي تسقط بينهم صرخوا وهربوا من الموت القادم، وانسحبت من المكان جرياً على الأقدام لمسافة تزيد عن 500 متر حتى انه أثناء فترات التحقيق معي في السجن قال أحد المحققين الصهاينة: قل لي كيف أنت ألقيت القنبلة من أسفل البرج والجندي لم يطلق عليك النار بعد فرارك في إشارة على أن الجندي اختبأ خوفاً ورعباً من كلمة الله أكبر لقول الله تعالي "وقذف في قلوبهم الرعب" فكان المحقق الصهيوني مستغرب جداً من جراءتنا وجُبن جنودهم .
وبالنسبة للاعتقال الأول الذي كان عام 1985م, اتهمت بمساعدة مقاتلين من فتح, حيث استمر التحقيق معي لعدة أسابيع, ولم اعترف على المساعدة ولا العمليات التي كنت أنفذها، ولم يعلم عنها بني صهيون، وتم قضائي سبعة شهور داخل السجن.
وتابع مراسل "الإعلام الحربي" لقائه مع الأسير المحرر محمد الحسني ليطلعنا على تفاصيل الضربة السادسة والتي كانت رداً على قتل جيش الاحتلال لشاب فلسطيني من عائلة العكلوك كما يقول: في عام 1986م استوقف الجنود الصهاينة الشاب الغزي في الساحة بالقرب من مستشفى المعمداني ليستفزوه وطلبوا منه تقبيل فتاه فرفض هذا الشاب وجرت مشادة كلامية بينه وبين الجنود حتى أن وصلت لضرب هذا الشاب لجندي بخنجر ليسقطه على الأرض بدمائه فيطلق الجنود الرصاص على جسد هذا الشاب ليرتقي إلى العلا شهيدا بإذن الله, ويقول أبو وسام بعد سماعي هذا الخبر قررت الانتقام منهم في نفس المكان الذي استشهد فيه العكلوك .
وتابع حديثه, تم رصد دوريه بعد أيام وهي تخرج من سجن غزة المركزي باتجاه الساحة فراقبتها بسيارتي من الخلف، وبرفقتي الأسير المحرر احمد أبو حصيرة حتى أن وصلنا للساحة فترجلت من السيارة لأرصد تحركات الجنود، وبعد نزول الجنود من الجيب العسكري أيقنت أن الهدف ثمين فألقيت قنبلتي عليهم ليدوي الانفجار بينهم فتصيب إثنا عشر جندي صهيوني حسب اعتراف العدو, وانسحبت من المكان بسلام، وبعدها علق الصهاينة عبر الإذاعات العبرية أن هناك خليه ترد على كل جريمة أو استفزاز صهيوني للمواطنين الفلسطينيين, وفي نفس الليلة تم اعتقال الأخ احمد أبو حصيرة والذي حرر من السجون في صفقة وفاء الأحرار.
وأضاف الأسير المحرر بعد هذا الاستهداف بدأت المطاردة فذهبت حينها إلى الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي بمدينة رفح لأخبره عن العملية والتداعيات التي حصلت وسألني الدكتور حينها قائلا:ً أبو وسام أنت كل مره تسألني متى سنصدر بيان بالعمليات العسكرية فقلت له نعم فانا كلي شوق لذلك..فقال الدكتور رحمة الله عليه بكل فخر وعزه الآن انطلق الجهاد الإسلامي من السر إلى العلن فما زالت عبارة الدكتور في إذني حتى يومنا هذا.
وتابع الحسني بعد تخطيطي وانا الدكتور لتنفيذ عملية كبيرة ضد جيش الاحتلال قررت أن أذهب لبيت عائلتي لأزورهم قبل التنفيذ، وهنالك تم اعتقالي بالمنزل بعد محاصرته ليلاً وهذا كان بتاريخ 4-3-1986 وبعد مطاردتي من قبل العدو لعدة شهور .
الأسير المحرر المجاهد محمد الحسني جاهد وقتل وأصاب ودمر واعتقل، ومن داخل الزنازين ورغم العزل والقضبان الحديدة واصل جهاده فدمر وقتل وانتقم للشهداء ومعاناة الأسرى، وما زالت الكثير من الخفايا الجهادية في هذا الموضوع والتي نتكتم عليها لأسباب أمنية ستبقى في قلوبنا وسنحتفظ بها كما نحتفظ بآيات الله عز وجل .
والرسالة التي وجهها الأسير المحرر لمجاهدي سرايا القدس أن يواصلوا درب الجهاد والمقاومة ويبذلوا كل جهد لاختطاف الجنود لتحرير الأسرى من سجون العدو .
وختم أبو وسام اللقاء برسالة شكر وتقدير لفرسان الإعلام الحربي لسرايا القدس قائلا إخواني مجاهدي الإعلام الحربي إن إعلامكم كان وما زال نموذجاً رائعاً في متابعة ونشر الأحداث الجهادية بصورة جيدة أشكركم على هذه المجهودات الرائعة ونتمنى لكم مزيداً من التقدم في العمل الجهادي فالإعلام المقاوم مكمل للمقاومة بالرصاص حتى لو كان بالكلمة وبارك الله فيكم.
2012-03-08 10:32
الإعلام الحربي – خاص:
* الأسير المحرر "محمد الحسني" سأواصل درب الشقاقي حتى تراق دمائي.
* الأسير المحرر "الحسني" من النواة الأولى في العمل العسكري للجهاد الإسلامي.
* "الحسني" يكشف لأول مرة تفاصيل سلسلة عمليات جهادية ونوعية.
* تلقى رسالة من الشقاقي داخل السجون تطالب بالجهاد فلبى النداء.
* الأسير المحرر عايش الشقاقي وتأثر بفكره الجهادي.
أخي العزيز وصلت بالأمس.. مشتاق إليكم.. مشتاق إلى الوطن.. مشتاق إلى صراخكم.. حسرة الفراق تقبض القلب.. ولكنه مخبوء تحت جلدي ومتوزع في أدق شعيرات دمي هذا الوطن العزيز والنادر والعجيب.. أحبوا بعضكم.. ضحوا من أجل بعضكم والآخرين.. لتكن يدكم واحده.. سلامي إلى جميع الأخوة فرداً فرداً.. (رسالة بخط يد الدكتور المعلم فتحي إبراهيم الشقاقي بعد إبعاده خارج غزة للمحرر محمد الحسني وهو داخل السجون أرسلت عن طريق الصليب الأحمر بتاريخ 18-8-1988).
ولد الأسير المحرر القائد "محمد العبد محمد الحسني" أبا وسام، بتاريخ 2-7-1960 في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة تعود بلدته الأصلية إلى حمامه والتي هُجّرت كباقي أبناء شعبنا عام 1948، وقدمت العائلة العديد من الشهداء والأسرى على درب الحرية، درس الأسير المحرر المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة الغوث لتشغيل اللاجئين بمخيم الشاطئ وأكمل شهادته الثانوية العامة داخل السجون الصهيونية، واعتقل الحسني بتاريخ 4-3-1986م، وحكم بالسجن المؤبد قضى منها ستة وعشرون عاماً وقد تحرر في صفقة وفاء الأحرار عام 2011م.
بدأ الأسير المحرر العمل العسكري والجهادي بعد أن اقتنع بالفكر الثوري الإسلامي بعدما التقى بالشهيد المعلم د. فتحي إبراهيم الشقاقي عام 1981م، وبعدها تم إنشاء خلايا عسكرية صغيرة لمقاومة الاحتلال الصهيوني، والتي وجهت ضربات متتالية للعدو الغاصب على أثرها فكر الاحتلال تسليم قطاع غزة للمصريين فرفض المصريين هذا العرض.
عمل القائد المجاهد "أبو وسام" في خلايا عسكرية ضيقت الخناق على العدو وكانت حريصة على الفطنة العسكرية والأمنية بين أفرادها، وأزعجت هذه الخلايا اليهود بعملياتها النوعية والجريئة، والتي كانت نقلة نوعية في نمط العمل المقاوم في ظل الهدوء التام وعبث الاحتلال بأرواح المواطنين وممتلكاتهم، فاليوم نسلط الضوء في لقاء خاص مع الأسير المحرر محمد الحسني والذي روى لمراسل الإعلام الحربي أسراراً جهادية قد تكون نبراساً للمجاهد أينما كان بميدان المواجهة، حيث كشف لأول مرة تفاصيل سلسلة عمليات جهادية.
كانت العبارات التي نطق بها الأسير المحرر لمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس خلال مقابلة مطولة، هي سيدة الموقف، وعن كيفية جلب الأسلحة لتلك الخلايا المنفذة للعمليات في تلك الفترة، قال الأسير المحرر كانت الأسلحة متوفرة بشكل سليم وجيد حيث كانت بحوزتنا قنابل يدوية (صهيونية وروسية) الصنع، وبعض الأسلحة الخفيفة ومسدسات، وكنا نجلب تلك المعدات القتالية من سيناء ومن داخل الكيان.
وتابع الحديث: إنطلق عملنا العسكري بعد تشكيل خلايا عسكرية لحركة الجهاد بقرار من الشهيد د.فتحي الشقاقي والذي كان يؤرشف دائماً العمل العسكري الذي نقوم به، حيث تم إنشاء خلية برفح وخان يونس ثم تنظيم خلية بالشاطئ، ومن ثم التوجه للضفة المحتلة وبناء خلايا ونواة عسكرية في الخليل وجنين مع الشهيد عصام براهمة عام1985، وواصل الأسير المحرر لنعود للحديث عن العمل العسكري بمدينة غزة بعد تشكيلنا لعدة خلايا نفذنا عدد من العمليات منها عملية أبو خضرة الأقوى والأكبر، والتي كشف تفاصيلها الأسير المحرر لمراسل موقع "الإعلام الحربي" فقال في عام 1982 استقليت سيارة برفقة الأسير المحرر احمد أبو حصيرة، وانطلقنا نحو مجمع أبو خضرة، وكانت تسير سيارتنا بجانب المبنى بصورة ملاصقة، وتم إلقاء قنبلة يدوية على عدد من الجنود كانوا يجلسون على بوابة أبو خضرة، واعترف العدو الصهيوني حينها بمقتل ثلاثة جنود بحسب ما روى المحققين الصهاينة معي خلال التحقيق، كان هناك تحقيق قاسي من قبل العدو للاعتراف بتفاصيل العملية لكن بحمد من الله ومنته علينا وصمودي وصبري جعلني أتكتم على هذا العمل المبارك حتى نشره في هذا اللقاء.
الضربة الثانية, عملية أخرى هزت جيش الاحتلال رغم التحصينات والأبراج العسكرية وصل الأسير المحرر في عقر مواقعهم فضرب بقنابله اليدوية برج عسكري بالقرب من مركز رشاد الشوا في شهر 11 عام 1982م، وأسفرت العملية عن إصابة ضابط صهيوني.
وعن ضربته الثالثة عام 1983م تحدث أبو وسام الحسني عن تفاصيلها بمعنويات عالية فقال صممت على أن أؤذي هذا العدو كما يؤذي أبناء شعبنا فالدم بالدم والدمار بالدمار، فقمت بوضع عبوه بالقرب من بنك "لؤمي" بغزة كانت تستهدف جيب صهيوني يقف بالمكان مما أدى إلى تدمير واجهة البنك الصهيوني.
الضربة الرابعة تحدث عنها الأسير المحرر وهي كانت في عام 1984م استهدفت جيب عسكري صهيوني بقنبلة يدوية بالقرب من منتزه البلدية، أصابت سبعة جنود صهاينة حسب اعتراف العدو آنذاك، وأتت العملية في إطار الرد والانتقام لاستشهاد شاب فلسطيني من عائلة السرساوي استشهد برصاص جنود الاحتلال .
أما عن خفايا الضربة الخامسة والتي أرعبت الجنود الصهاينة في عام 1985م ,تحدث الحسني قائلاً : كنت وأنا والأسير المحرر أبو حصيرة عائدين من العمل في طريقنا للمنزل، ونحن نسير بجانب سجن غزة المركزي (السرايا) شاهدت عدد كبير من الجنود الصهاينة يلعبون كرة الطائرة في ساحة ملعب السجن، فقررت أن أجعل دمائهم تتناثر لأقلب الفرحة صراخاً وعويلاً حتى أثأر من الصهاينة الخنازير, فَعُدنا مُسرعان إلى البيت لنجلب القنابل لننفذ العملية .
وتابع الأسير المحرر حديثه لـ"الاعلام الحربي": وصلت للمكان مره ثانية وبرفقتي أخي المجاهد احمد أبو حصيرة ومعي عتادي وإيماني في قلبي، واخترت نقطة ضعف للمكان لألقي القنابل من خلاله على الجنود, فسرت بجانب أسوارهم بعدما ترجلت من السيارة, وبيدي قنبلة ومسدسي فشاهد الجنود ما اقبض عليه بيدي فقررت حينها بعد سماعي لسحب الأجزاء من بنادقهم الرشاشة, فقبل أن يطلقوا النار نحوي ألقيت قنبلتي مع التكبير الله أكبر من أسفل برج صهيوني, وعندما رأى الجنود القنبلة وهي تسقط بينهم صرخوا وهربوا من الموت القادم، وانسحبت من المكان جرياً على الأقدام لمسافة تزيد عن 500 متر حتى انه أثناء فترات التحقيق معي في السجن قال أحد المحققين الصهاينة: قل لي كيف أنت ألقيت القنبلة من أسفل البرج والجندي لم يطلق عليك النار بعد فرارك في إشارة على أن الجندي اختبأ خوفاً ورعباً من كلمة الله أكبر لقول الله تعالي "وقذف في قلوبهم الرعب" فكان المحقق الصهيوني مستغرب جداً من جراءتنا وجُبن جنودهم .
وبالنسبة للاعتقال الأول الذي كان عام 1985م, اتهمت بمساعدة مقاتلين من فتح, حيث استمر التحقيق معي لعدة أسابيع, ولم اعترف على المساعدة ولا العمليات التي كنت أنفذها، ولم يعلم عنها بني صهيون، وتم قضائي سبعة شهور داخل السجن.
وتابع مراسل "الإعلام الحربي" لقائه مع الأسير المحرر محمد الحسني ليطلعنا على تفاصيل الضربة السادسة والتي كانت رداً على قتل جيش الاحتلال لشاب فلسطيني من عائلة العكلوك كما يقول: في عام 1986م استوقف الجنود الصهاينة الشاب الغزي في الساحة بالقرب من مستشفى المعمداني ليستفزوه وطلبوا منه تقبيل فتاه فرفض هذا الشاب وجرت مشادة كلامية بينه وبين الجنود حتى أن وصلت لضرب هذا الشاب لجندي بخنجر ليسقطه على الأرض بدمائه فيطلق الجنود الرصاص على جسد هذا الشاب ليرتقي إلى العلا شهيدا بإذن الله, ويقول أبو وسام بعد سماعي هذا الخبر قررت الانتقام منهم في نفس المكان الذي استشهد فيه العكلوك .
وتابع حديثه, تم رصد دوريه بعد أيام وهي تخرج من سجن غزة المركزي باتجاه الساحة فراقبتها بسيارتي من الخلف، وبرفقتي الأسير المحرر احمد أبو حصيرة حتى أن وصلنا للساحة فترجلت من السيارة لأرصد تحركات الجنود، وبعد نزول الجنود من الجيب العسكري أيقنت أن الهدف ثمين فألقيت قنبلتي عليهم ليدوي الانفجار بينهم فتصيب إثنا عشر جندي صهيوني حسب اعتراف العدو, وانسحبت من المكان بسلام، وبعدها علق الصهاينة عبر الإذاعات العبرية أن هناك خليه ترد على كل جريمة أو استفزاز صهيوني للمواطنين الفلسطينيين, وفي نفس الليلة تم اعتقال الأخ احمد أبو حصيرة والذي حرر من السجون في صفقة وفاء الأحرار.
وأضاف الأسير المحرر بعد هذا الاستهداف بدأت المطاردة فذهبت حينها إلى الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي بمدينة رفح لأخبره عن العملية والتداعيات التي حصلت وسألني الدكتور حينها قائلا:ً أبو وسام أنت كل مره تسألني متى سنصدر بيان بالعمليات العسكرية فقلت له نعم فانا كلي شوق لذلك..فقال الدكتور رحمة الله عليه بكل فخر وعزه الآن انطلق الجهاد الإسلامي من السر إلى العلن فما زالت عبارة الدكتور في إذني حتى يومنا هذا.
وتابع الحسني بعد تخطيطي وانا الدكتور لتنفيذ عملية كبيرة ضد جيش الاحتلال قررت أن أذهب لبيت عائلتي لأزورهم قبل التنفيذ، وهنالك تم اعتقالي بالمنزل بعد محاصرته ليلاً وهذا كان بتاريخ 4-3-1986 وبعد مطاردتي من قبل العدو لعدة شهور .
الأسير المحرر المجاهد محمد الحسني جاهد وقتل وأصاب ودمر واعتقل، ومن داخل الزنازين ورغم العزل والقضبان الحديدة واصل جهاده فدمر وقتل وانتقم للشهداء ومعاناة الأسرى، وما زالت الكثير من الخفايا الجهادية في هذا الموضوع والتي نتكتم عليها لأسباب أمنية ستبقى في قلوبنا وسنحتفظ بها كما نحتفظ بآيات الله عز وجل .
والرسالة التي وجهها الأسير المحرر لمجاهدي سرايا القدس أن يواصلوا درب الجهاد والمقاومة ويبذلوا كل جهد لاختطاف الجنود لتحرير الأسرى من سجون العدو .
وختم أبو وسام اللقاء برسالة شكر وتقدير لفرسان الإعلام الحربي لسرايا القدس قائلا إخواني مجاهدي الإعلام الحربي إن إعلامكم كان وما زال نموذجاً رائعاً في متابعة ونشر الأحداث الجهادية بصورة جيدة أشكركم على هذه المجهودات الرائعة ونتمنى لكم مزيداً من التقدم في العمل الجهادي فالإعلام المقاوم مكمل للمقاومة بالرصاص حتى لو كان بالكلمة وبارك الله فيكم.
تعليق